رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ريما محمد زنادة

مساحة إعلانية

مقالات

414

ريما محمد زنادة

"رمضان التكافل" لإغاثة غزة

07 مارس 2025 , 01:35ص

جاء رمضان هذا العام وغزة محملة بالأوجاع، ورغم ذلك إلا أنها أفسحت ساحاتها ونصبت شوادرها لتعد مصليات في أنحاء قطاع غزة عوضا عن مساجدها المهدمة.

كل يوم تحاول غزة النهوض، تحاول أن تنفض غبار ركامها، كل يوم تجاهد لأن تعيد الحياة رغم مرارة الظروف.

فقد دقت صواريخ الحروب على قطاع غزة لأكثر من سنة وخمسة شهور هذه المدة الزمنية، وكمية الأسلحة الفتاكة، كانت كفيلة بأن تجعل غزة في وضع كارثي صعب.

هذه الحرب لم تكن الأولى لكنها الأشرس، حرب ظالمة بعد حصار ما زال قائما منذ أكثر من سبعة عشر عاما.

هذه الحرب لم تكن واحدة؛ بل كانت حروب جعلت من الأطفال والنساء والرجال وكبار السن بنك أهداف حتى الأجنة لهم نصيب كبير من الحقد الأسود في استهدافهم قبل الولادة.

عدد الشهداء الكبير من الرجال قابله عدد كبير من زوجات الشهداء، وزيادة أكبر بعدد الأيتام.

الأمر الذي جعل عظم المسؤولية على النساء كبير والاحتياجات أكبر خاصة حينما تفقد فوق الفقد بيتها ولا تجد مأوى.

ويصعب عليها الإنفاق في أبسط الاحتياجات الأطفال من ملبس وغيرها من الأشياء الأساسية لاغنى عنها.

والحكاية ليست بعيدة عن وجع الجرحى فالكثير منهم بحاجة إلى إجراء عمليات وعلاج من الصعب إجراؤها في غزة.

الأخبار تتوارد عن الحديث عن المطالبة بدخول كرفانات وعدد من الخيام، لم يدخل إلى الآن أي كرفان للعائلات المهدمة بيوتها، وما دخل من خيام كان العدد يكتب على استحياء مقارنة بحجم الحاجة.

ما زال البرد قائما في غزة بالوقت الذي تكتب هذه الكلمات توفي ستة رضع من شدة البرد.

أهل غزة أهل عز فكانوا يمتلكون من البيوت الواسعة الجميلة المرتبة فهم أهل خير وكرم وجود.

هذه يجعل أهل غزة يترقبون باستحياء قرار دخول الكرفان أو حتى الخيمة.

عدد البيوت المهدمة كبير يصعب حصرها إلى الآن بدقة والذي ما زال قائما فهو حقيقة لا يصلح إلى السكن لكن رغم ذلك وضع أصحابه الشوادر والمكوث بين ركامه فلا حيلة لهم بغير ذلك.

الوضع الصحي في غزة يفتقد أبسط المقومات فكانت المؤسسات الطبية والطاقم الطبي من بنك الأهداف فكثير من الأطباء تم استهدافهم بشكل متعمد خاصة أصحاب التخصصات النادرة.

ما زالت غزة تتفقد لأبسط الاحتياجات من أجهزة إضاءة حتى الكشافات اليدوية غير متوفرة، والبطاريات كذلك شح العدد فيها من الصعب إيجاده.

الكهرباء ودعت غزة منذ شهور الحرب الطويلة، الأمر الذي يزيد المعاناة في شحن أجهزة الهواتف المتنقلة التي تعتمد حاليا على من يمتلك لوح طاقة شمسية.

الماء أصبح تفكيرا يؤرق أفراد العائلة الأمر الذي يجعل أفرادها يصطفون في صفوف طويلة للحصول على ماء.

ساعات من اليوم يقضيها لذلك، وهذا ليس الطابور الوحيد الطويل الذي يقضي به يومه؛ بل طابور آخر يقف به قبل أن يصل إلى المخبز للحصول على "ربطة خبز".

أهل غزة خاضوا أشرس الحروب، بإمكانيات بسيطة لكن بإيمان وتمكين كبير من الله -تعالى- فهم لهم حقوق كثيرة وكبيرة بأن يقف معها الأمتين الإسلامية والعربية، وأن يشمروا المسلمين عن سواعدهم فالحاجات كبيرة وكثيرة وأساسية، الذي يدخل إلى غزة من مساعدات غذائية كان يدخل على استحياء، والآن منع دخوله من قبل الاحتلال.

غزة؛ بل فلسطين، هي أداة من مقياس عقيدة المسلم الصحيح فهي عقيدة ودين قبل أن تكون وطن ودين.

الأمر الذي يستدعي التكافل والترابط خاصة في شهر رمضان المبارك فالحاجة كبيرة والأجر أعظم عملا بقول الرسول-صلى الله عليه وسلم-: "مثل المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى".

مساحة إعلانية