رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية دعا دول التعاون الخليجي إلى أن تكون " يداً واحدة في مواجهة المخاطر في المنطقة " ، فيأتي الرد من وزير الشؤون الخارجية العماني بأننا " ضد الاتحاد ، ولن نمنع الاتحاد لكن إذا حصل لن نكون جزءاً منه " !! مشهد واحد فقط يبين الحالة التي عليها التعاون الخليجي بعد أكثر من ثلاثة عقود على إنشائه ، وهو يستعد هذه الأيام لقمته السنوية الرسمية البروتوكولية أو الإحتفالية ، في الكويت بعد غد الثلاثاء.. مشهد يدل على الفرقة والتباين الواضح في الرؤى والتوجهات بين أعضائه ، ومشهد يدل فعلاً أن المجلس ما هو إلا مجلس ردود أفعال ليس إلا، باعتبار تاريخه وكيف أنه ظهر كرد فعل على قيام ثورة الخميني والخشية من تصديرها للخليج .. عاش المجلس على هذا المنوال رغم محاولاته لتفعيل أدوار أخرى منطقية وطبيعية ، لكن لم يتقدم كثيراً وظل يراوح مكانه عقوداً ثلاثة ، الى أن أتى وقتٌ ، ويشهد شاهد من أهله كالوزير العماني على أن بلاده ضد الاتحاد ، وحتى لو لم يساهموا فيه أو يمنعوا قيامه ، لكنهم لن يكونوا جزءاً منه !! تصريح واضح يدل على الشرخ والتفكك الحاصل لهذا المجلس وإن بدا موحداً .. فإن لم يصل هذا المجلس التعاوني للاتحاد كنتيجة منطقية طبيعية بعد ثلاثين عاماً ، ولم يستطع توحيد سياساته الخارجية والاقتصادية ، فما جدوى بقائه إذن ؟ الهدف الذي من أجله قام المجلس عام 81 هو التصدي لفكرة تصدير الثورة الخمينية ، فالأولى والأجدر به الآن أن يكون أشد حرصاً على الوقوف والتماسك لتحقيق الهدف ذاته ، وإن بدا المشهد مختلفاً لكنه هو نفسه .. إيران مرة أخرى ، بل يزيد هذه المرة أن الغـرب الذي لا يرى ولا يبحث سوى عن مصلحته ، قد دخل على الخط مع إيران وضد الخليج !! فماذا سيصنع الخليجيون في قمتهم بعد غد وقد تعمق الخطر ؟!
780
| 08 ديسمبر 2013
في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير ، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان - باعتبار طبيعة الشهر الكريمة - وأضاف : فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة .. أي كالريح في سرعته .. لنكن كرماء إذن وقدوتنا صلى الله عليه وسلم كان أجود بالخير من الريح المرسلة .. ما الذي يمنع ؟ في ظني انه لا شيء ، ما للم تكن النفوس مريضة ومصابة بداء البخل والشح .. إنك أيها القارئ حين تتحلى بصفة الكرم سواء كان كرماً مادياً أو معنوياً ، فإنك بذلك تكون قد أضفت لنفسك صفة كريمة عالية المقام إلى جانب الصفات الأخرى الطيبة عندك ، صفة الأنبياء والمرسلين والأتقياء الصالحين.. وأنت حين تتحلى بتلك الصفة، ستضمن دون شك أولاً وأخيراً حب الناس ، لماذا ؟ لأنك تكون في هذه الحالة قد أعلنت عن زهدك مما في أيدي الناس فيحبونك بالضرورة والفطرة . لكن ليس الكرم الذي أعنيه اليوم يقتصر على ما تعارف الناس عليه من أنه سخاء في البذل والعطاء وتقديم الولائم وجعل المجالس مفتوحة عامرة بالرواد ، إلى آخر المظاهر المادية المعروفة.. لا ، ليس هذا أعنيه وليس هو هذا مجال الكرم الوحيد فحسب ، بل إن مجالاته عديدة . الكرم أيضاً يكون في ديمومة الكلمة الطيبة على اللسان وفي كل الأحوال .. كما أن الكرم أيضاً يكون في المعاملة الطيبة مع الجميع بلا استثناءات عنصرية أو عرقية أو جنسية . والكرم يكون بالاستزادة من الأخلاق الطيبة وتجسيدها على أرض الواقع مع الناس كل الناس ، يكون في السعي الدائم لقضاء حوائج الآخرين ، حتى لو لم يطلبوها منك مباشرة .. هكذا الكرم النبوي الراقي.. تتنوع مجالاته وتتوسع حدوده . بل إن صح وجاز التعبير ، ليس للكرم حدود ولا مجال محدد ، إنما المحدد هو عدد الكرماء وخصوصاً في زماننا هذا كما أسلفنا قبل قليل .. فهل ترغب أن تنافس الأنبياء والصالحين في صفة من صفاتهم ؟ أرجو ذلك ، بل لا أجد ما يمنع ذلك أبداً
2425
| 07 ديسمبر 2013
في الحديث الصحيح : "من صلى علي صلاة واحدة ، صلى الله عليه عشر صلوات، وحُـطت عنه عشر خطيئات، ورُفعت له عشر درجات.. دعوة نبوية كريمة لأمته أن يكثروامن الصلاة عليه يوم الجمعة، لمزيد أجر وحسنات وبركات، فغنه يُستحب الإكثار من الصلاة عليه في مثل هذا اليوم العظيم.. إذ في كل صلاة واحدة، يكون المقابل من عند الله: عشر صلوات ومحو عشر سيئات وارتفاع لعشر درجات، وما أدراك ما الارتفاع، ولا معنى محو الخطيئات من السجلات أو عشر صلوات من عند الله، ومن صلى الله عليه، أفلح ونجح. لا شك أن المقابل عظيم والكرم لا محدود من عند الكريم الجواد.. وليست هنا المسألة. إننا في دنيا الزحمة، حيث الإنشغال بسفاسف الأمور كما عظائمها، ننسى ونتناسى كرماً لا محدوداً وفضلاً كبيراً ينتظرنا، مقابل القليل القليل من العمل.. فما الوقت الذي يأخذ مني ومنك حين يصلي أحدنا على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم مرة واحدة؟ ثلاث ثوان فقط! ستتذكر وأنت تقرأ هذه الكلمات، فضل الصلاة على النبي الكريم، وستقوم بالصلاة عليه عشراً وعشرين وربما أكثر، ولكن بمجرد أن تنتهي من المقال، وتنشغل بالأهل والعيال والطعام والمنام، والزيارات هنا وهناك، لأنك في يوم إجازة، حتى تتفاجئ وقد انتهى يوم الجمعة، وليس في جعبتك من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير.. لماذا؟ لأننا أنا وأنت وذاك وتلك، لم نحوّل الصلاة على النبي إلى عادة يومية، فنشعر بنقص ما حين نتركها، كما هو أمرنا مع عاداتنا الحياتية اليومية الكثيرة، بل جعلناها أمراً مرتبطاً بالذاكرة، فإن تذكرنا الصلاة على الحبيب، قمنا بها، وإلا فالأيام تمضي دون الاستزادة من هذا الفضل العظيم.. وفي الحديث: "من كان أكثرهم عليّ صلاة كان أقربهم مني منزلة"، والقرار إذن عندي وعندك وعندها، وطالما ان القرار بأيدينا، فلم لا نبدأ من الآن، قبل فوات الأوان؟ وسأبدأ وأقول: اللهم صل على رسولك وحبيبك محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.
588
| 06 ديسمبر 2013
لأننا بشر تتحكم بنا المشاعر والأحاسيس، وتتقلب أو تتبدل الأهواء والأمزجة ما بين ليلة وضحاها لسبب وآخر، ولأننا نعيش في وسط أو مجتمع بشري يعمل فيه الناس، فلا بد أن تقع الأخطاء، ولابد أن يُخطئ من يعمل، وهذه حقيقة لا يتجادل أو يختلف إثنان عليها. الأصل أن كل فرد في المجتمع يؤدي عمله بكل أمانة وجد واجتهاد، ووفق رؤى واضحة وخطط تنفيذية جلية محكمة، فإن وقعت أخطاء من أي فرد فلا بأس بذلك؛ لأن المهم ها هنا أن الكل يعمل ويحاول ويبذل الجهد ويتخذ الأسباب من أجل إتمام العمل المطلوب على أكمل وجه. وإلى هنا لا توجد أي مشكلات حقيقية. لكن المشكلة الحقيقة تظهر جلياً حين يبدأ المخطئ بإعداد العدة لأجل أن يدافع عن نفسه، رغم علمه بالخطأ وأنه مخطئ لا ريب في ذلك ، لكنه مع ذلك، ولقناعات عنده وحسابات أخرى يعلمها هو دون غيره، تجده يحاول التنصل والتبرير والدفاع إلى آخر نفس فيه أو قطرة دم في معركته، إن صح وجاز لنا التعبير، ويظل يجادل ويتنقل في مواقع الدفاع، من موقع التبرير إلى الجدال، ومن ثم إلى المراء حتى ينتهي به الأمر إلى العناد، وما ينتج عن ذاك العناد من تأثيرات غالباً تكون سلبية، على نفسه ومن حوله والموقع الذي هو فيه، وتتسع الدوائر بحسب أهمية ومكانة ونفوذ الشخص. إن الأخطاء لا تخدش التقوى، كما يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله، وإن القيادات العظيمة ليست معصومة، ولا يهز مكانتها أن تجيء النتائج عكس تقديراتها.. إنما الذي يطيح بالمكانة هو تجاهل الخطأ ونقله من الأمس إلى اليوم وإلى الغد.
754
| 05 ديسمبر 2013
منذ أن برز على السطح السياسي والأنظار تتجه إليه وأسهمه في ارتفاع مستمر تدريجياً حتى وإن كان يتوقف أحياناً، كما مؤشر البورصة حين يبدأ يرتفع لأيام ثم يتوقف أو يبدأ بالهبوط، ثم يعود مرتفعاً وهكذا، بحسب الظروف والمتغيرات. هكذا هو ضيف قطر اليوم، السيد رجب طيب أردوغان.. المولود في 26 فبراير من عام 1954م في حي قاسم باشا أفقر أحياء اسطنبول، لأسرة فقيرة من أصول قوقازية، حيث تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة حيه الشعبي مع أبناء حارته. مما يُحكى عن حياته أن معلم التربية الدينية سأل الطلاب عمن يستطيع أداء الصلاة في الفصل، ليتسنى للطلاب أن يتعلموا منه على الهواء مباشرة، فرفع رجب يده، ولما قام ناوله المدرس صحيفة ليصلي عليها، فما كان من رجب إلا أن رفض أن يصلي عليها لما فيها من صور لنساء كاشفات.. فدهش المعلم من فعلته تلك وأطلق عليه يومها، لقب "الشيخ رجب". عام 1998 اتُهم أردوغان بالتحريض على الكراهية الدينية تسببت في سجنه ومنعه من العمل في الوظائف الحكومية، ومنها الترشيح للانتخابات العامة بسبب اقتباسه أبياتاً من شعر تركي أثناء خطاب جماهيري يقول فيه : مساجدنا ثكناتنا قبابنا خوذاتنا مآذننا حرابنا المصلون جنودنا هذا الجيش المقدس يحرس ديننا.. لاشك في أن يُسجن لتلك الأبيات التي تفوح رائحة الدين منها، في وقت كانت المؤسسة الرسمية التركية مدعومة من العسكر، تعزز العلمانية وتحجّم الدين بكل ما أوتيت من قوة.. لكن بقاء الحال من المحال، أو هكذا سنن الحياة وهكذا قوانين الكون، لا شيء يدوم ويخلد سوى وجهه الكريم سبحانه. أهلاً بضيف قطر، السلطان العثماني العصري، رجب طيب أردوغان، أحد أحفاد الأمير محمد الفاتح، الذي جاء في الحديث: "لتُـفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميـرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش". أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
753
| 04 ديسمبر 2013
هل جلست يوماً إلى بعض من أنجاهم الله من الموت، سواء في حادث سيارة أم غرق مركب أم تحطم طائرة وغيرها من حوادث كارثية، وسرد لك أحدهم ما حدث له في لحظات محددة، كانت بينه وبين الموت دقائق معدودة، رأى أثناءها، شريط حياته وكأنه فلم قصير، بدأ وانتهى سريعاً، شاهد خلاله كل الأحداث التي مرت به، وكل الأحباب والأقارب والأصحاب، ورأى إلى جانب ذلك أيضاً، أمواله وأملاكه وأعماله وكل ما كان له أهمية ومكانة في حياته؟ إن سبق لك وجالست أحد أولئك الناجين أو العائدين إلى الحياة إن صح التعبير، فقد تيقنت دون شك، بأن حياتنا وأعمارنا فعلاً قصيرة، مهما طالت وتمددت، فإنها في نهاية الأمر تُعتبر لحظات قليلة، وهو أمر يستحق بعض التفكر والتأمل في شريط حياتنا القصير، واللحظات المتكررة التي نشقى ونتعب ونُهلك فيها أنفسنا تعباً وهماً وكدراً وحزنا. ما قيمة هذه الحياة القصيرة التي يكره بعضنا بعضاً بسببها، ونتآمر على غيرنا أو نظلم مَن حولنا لمتاع قليل من متاعها؟ ما هذه الحياة التي يصل أحدنا إلى أن يقطع أهله ويؤذي جاره، ويتلذذ بالحرام ويشمت بالناس ويعق والديه وغير ذلك من مشاهد حياتية يومية عديدة نمارسها أو نسمع عنها ولا نتأثر بها كثيراً؟ معرفة قيمة هذه الحياة القصيرة ، دافعة لتغير نظرتنا إليها لتكون دقيقة وبفهم أدق، فإنها ليست فصولاً من أكل وشرب وتكاثر وجمع للأموال.. لا، ليست هي كذلك، بل هي وسيلة أو طريق لشيء أكبر وأعقد وأصعب مما يمكن تصوره.. إن حياتنا هذه ما هي إلا قنطرة لحياة أخرى لا نهائية، أو أبدية خالدة، ومختلفة تماماً، لا يمكن وصفها بأي حال من الأحوال في سطور محدودة ها هنا.. لكنها تستحق العمل الخالص والصحيح للوصول إليها عبر حياتنا الدنيا القصيرة هذه.. أليست كذلك؟
871
| 03 ديسمبر 2013
هل يعني هذا ولكي أنجح أو أكون ناجحاً في حياتي، أن أتألم، بغض النظر عن نوع الألم، سواء كان مادياً أم معنوياً؟ الجواب بكل اختصار ووضوح: نعم بكل ما تحمل الكلمة من معنى!؟ إذا أردت أن تنجح وتكون بارزاً لامعاً يُشار إليك بالبنان أينما حللت وأقمت، فلا بد أن تتألم. وإليك بعض التفاصيل!! لماذا لا نجد عشرة آلاف لاعب مثل "ميسي" مثلاً في العالم؟ فكلنا عنده إمكانية الجري واللعب بالكرة، ولكن هل كلنا لديه القدرة على القيام بمثل ما قام وما زال يقوم به اللاعب المذكور أعلاه !! ماذا أريد أن أصل إليه بهذا السؤال؟ باختصار شديد: النجاح أو الإنجاز لا يمكن الحصول عليهما دون بذل عمل مواز لقيمة الإنجاز؟ إن الرياضي صاحب الإنجاز، لا يصل إلى وقت الإنجاز إلا وقد بذل من الجهد والتعب الشيء الكثير، وتحمّل بالمثل آلام التكرار وتمارين السرعة وتقوية العضلات وتعزيز المهارات، والرضوخ لنظام صارم للنوم والتغذية وممارسة الأنشطة الحياتية، وقضى فترة طويلة، ربما استغرقت سنوات، ليصل إلى ما عليه من إنجاز وشهرة ونجاح. هذه الحياة ذات قوانين صارمة ودقيقة، لا تقبل أي تهاون أو إخلال أو مخالفة. إن أردت إنجازاً حقيقياً يدوم، فما عليك سوى تحمل آلام وتبعات المهمة من بدايتها إلى نهايتها. إن الانضباط والصرامة والحزم والجدية والروح الإيجابية التي تعانق السماء وتقود، كلها عوامل أو متطلبات أساسية لأي إنجاز مميز يسعى إليه من يسعى، فهل أنت من أولئك الساعين الباحثين عن إنجاز ما في حياتك؟ لم لا ، بل لا شيء يمنع من ذلك.
1711
| 03 ديسمبر 2013
سيف الله المسلول ، خالد بن الوليد لم يتردد في اتخاذ قرار الانسحاب من معركة مؤتة بعد أن رأى بوادر الهزيمة قادمة لجيش المسلمين يومذاك ، بل ربما فناء الجيش بأكمله وهو يواجه جيشاً يفوق عدداً وعدة بأضعاف الأضعاف .. اتخذ قراره دون أي تردد أو تذبذب ، فالموقف لا يتحمل أي تردد ، والقائد الحقيقي وقت الأزمات لا يتردد أو هكذا يجب أن يكون عليه القادة .. ولو أن خالداً يومها اتخذ قرار مواصلة القتال ، لكان مسؤولاً عن إبادة الجيش عن بكرة أبيه ، وإهدار دماء خير البشر في ذاك الزمان .. اتخذ خالد قراره الحاسم ، فكانت النتيجة أن أنقذ الكثيرين من المسلمين ، وهذه الخطوة الأهم ، ومن ثم بدأ التفكير في مواصلة تحقيق الهدف بعد ترتيب الصفوف ، وهذا ما حصل فعلاً بعد عودة الجيش الى المدينة لترتيب وتجميع نفسه والإعداد لجولة أخرى .. ولو افترضنا أن قرار خالد كان خاطئاً ، ما امتدحه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، وامتدح جيشه وسماهم بالكرّار بعد أن أطلق بعض المسلمين ممن لم يملكوا بعد النظر على الجيش بالفـرّار .. عمليات التغيير ليست من تلك النوعية من العمليات التي تتحمل التردد والبطء. ولو كان كل البارزين على مدار التاريخ من القادة والحكام وعظام الرجال من المترددين، لما برز أحد في هذا التاريخ ولما حدثت تغييرات دراماتيكية حاسمة تغير معها التاريخ. خلاصة الكلام ، أن تكون حاسماً حازماً وأنت ترغب في إحداث تغيير ما، سواء على الصعيد الشخصي أم أصعدة أوسع وأكبر.. لا تتردد في قرارات التغيير، فهناك الكثيرين حولك تنحصر مهامهم في تلك اللحظات الحاسمة في دفعك إلى التباطؤ والتوقف، وأهم كل أولئك، هي نفسك التي بين جنبيك.. اعقلها وتوكل .. أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
1561
| 01 ديسمبر 2013
هو دون شك وفي عصرنا هذا ، السكر الأبيض .. أحد السموم الرقيقة الناعمة ، لكنها القاتلة ، وإن كانت العملية بطيئة . اليوم صرنا نستهلك من السكر الشيء الكثير ، سواء كنا ندري أو من حيث لا ندري . الأطفال هم أكثر من يستهلك السكر ، وفي هذا خطر كبير لا نشعر به ، وربما اعتقدنا أن تحركاتهم ونشاطهم ، كفيل بحرق ما يستهلكونه من سكر واضح أو خفي في حلوياتهم وأكلهم وشربهم .. لكن الدراسات العلمية تنذر بخطورة ارتفاع استهلاك الأطفال للسكر على صحتهم المستقبلية ، فارتفاع ضغط الدم ، وأمراض القلب والشرايين والسمنة ومشكلات في الكبد ، كلها أمراض مستقبلية لمستهلكي السكر بأكثر مما ينبغي ! لاحظ أن أغلب مشروبات الأطفال حتى تلك المختلطة بالحليب ، تحتوي على السكر بنسب مرتفعة ، إضافة إلى الحلويات ، بل وحتى المأكولات السريعة التي أدمنوا عليها . ولاشك أننا كآباء وأمهات ، نتحمل الجزء الكبر من المسؤولية ، فإن أكثرنا يستهلك في البيت من السكر أكثر مما يستهلكه الأطفال ، فلا غرابة إن وجدنا السكر محبوباً في بيوتنا بصورة وأخرى . الحل ؟ باختصار شديد ، يكمن بعض الحل في بعض الحزم في التعامل مع النفس أولاً ومن نتحمل مسؤولياتهم ثانياً ، فيما يتعلق بالمأكولات والمشروبات السكرية . لنبدأ في تغيير ثقافة الأكل والشرب في المنازل ، واستبدال السكريات بالفواكه أو العسل والتقليل من العادات الغذائية السيئة لاسيما الوجبات السريعة .. فالوقاية من السكر الآن مع بعض الشعور بالحرمان من الطيبات المحلاة ، أفضل من معاناة التعامل مع الأمراض مستقبلاً ، حيث الحرمان أشد ، والمعاناة أعمق .. وعافانا الله جميعاً في أبداننا وأسماعنا وأبصارنا ، لا إله إلا هو .
623
| 30 نوفمبر 2013
طريقتان من أروع ما رأيت لمن يرغب في تكوين العلاقات مع الآخرين. الأولى تتمثل في السفر والأخرى في المال.. طريقتان تختزلان الوقت بشكل كبير. إن السفر مع من ترغب في تكوين علاقة معه يختصر عليك الزمن كثيراً، سواء سفر عمل أو سياحة ، واليوم الواحد في السفر يعادل ربما سنة كاملة، تعرف أثناءه صاحبك، وكيف يفكر وكيف يتصرف وكيف وكيف. الطريقة الأخرى هي التعامل بالمال بأي شكل من الأشكال، سواء بالشراكة في تجارة ما، او الاستدانة منه، أو العكس، وأنظر مع الأيام كيف سيكون تعامله معك بخصوص هذا المال، وعلى ضوء ذلك تعرف حقيقته وما إن كان هو من تبحث عنه. شهد عن عمر بن الخطاب رجل شهادة؛ فقال له: لست أعرفك ولا يضرك أن لا أعرفك فأت بمن يعرفك. فقال رجلٌ من القوم: أنا أعرفه. فقال بأي شيء تعرفه؟ قال: بالعدالة والفضل.. قال: فهو جارك الأدنى الذي تعرف ليله ونهاره ومدخله ومخرجه؟ قال: لا، قال: فمعاملك في الدينار والدرهم اللذين يُستدل بهما على الورع؟ قال: لا، قال: فرفيقك في السفر الذي يستدل به على مكارم الأخلاق؟ قال: لا، قال: لست تعرفه، ثم قال للرجل: ائت بمن يعرفك. إذن السفر والتعامل بالمال طـريقتان يمكن استخدامهما ضمن طرق كثيرة، وأنت تبني علاقتك مع الغير في عصر السرعة.. وستكتشف على الفور في غضون أيام معدودات معدن الذي تريد بناء علاقة إيجابية راقية ورائعة معه.. وحينها يمكن أن يقرر أي أحد منكما الاستمرار في البناء أو التوقف عند نقطة معينة فقط أوالانسحاب التدريجي.
7734
| 28 نوفمبر 2013
السنوات العشر الماضيات كما يراها كثيرون في المجتمع عندنا، سنوات كبيسات عجاف، تضرر كثيرون خلالها بصورة وأخرى، سواء على مستوى طلاب المدارس لاسيما من المرحلة الإعدادية والثانوية أو طلاب الجامعة. الضرر وقع حين تم دفع عجلة تطوير التعليم بشكل سريع لم يعرف للتأني معنى، والذي كان على شكل مبادرة تترجمت واقعياً في صورة مدارس مستقلة ذات مبادئ معينة، تآكلت سريعا حتى عاد هذا التعليم المستقل الى ما كان عليه في عهد التربية والتعليم، مع بقاء بعض مظهريات مبادرة تطوير التعليم، بل ذهب خبراء تربويون الى اعتبار التعليم صار أشبه بذاك الغراب الذي أراد أن يكون طاوساً، فلا تحقق له ما أراد ، ولم يعد كما كان أيضاً! وهذا رأي قد لا يتفق معه البعض، لكنه يبقى رأي ويجب احترامه. في الوقت ذاته بدأت جامعة قطر تطوير نفسها ودخلت متاهات الاعتماد الأكاديمي الذي له متطلبات كثيرة، فكانت نتائجه تعقيد دخول الجامعة من مواطنين لهم حق التعليم العالي دستورياً، عبر وضع شروط صعبة وغريبة في الوقت ذاته من جامعة وطنية وحيدة، الأصل أن تكون بيئة حاضنة للمواطن الراغب في تكملة التعليم الجامعي وليست طاردة! لفظت العربية أنفاسها بالجامعة حيث تحولت لغة التدريس الى الانجليزية، وتم التشديد على النتائج فكانت الخلاصة، تناقص أعداد الطلاب الداخلين اليها، مع طرد المئات وتجميد قيودهم، فتشتت أمرهم بين سوق عمل لا يفرح بهم، وبطالة قاسية.. وهكذا تحولت الجامعة الوطنية الوحيدة لبيئة طاردة ليس لطلابها فحسب، بل خيرة أبنائها من الأساتذة القطريين الذين لم يتفقوا مع توجهات جامعتهم، فكان التحويل للتقاعد هو الجواب!! المجتمع أمام نتائج هذه السنوات العشر اليابسات، سواء في المدارس أو الجامعة، يطلب وقفة من أصحاب القرار وأولي الأمر، لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لتصحيح الوضع وإعادة الأمان للبيوت ورفع همم جيل من المواطنين الراغبين في إكمال التعليم والأساتذة المتطلعين لرعاية هذا الجيل.. والله من وراء القصد.
564
| 27 نوفمبر 2013
كلنا يقول في مواقف معينة: عندي أمل، أو أملي بالله عظيم، أو يقول لغيره: ليكن عندك بعض الأمل، وهكذا.. وبالطبع ما نقول مثل تلك الجمل إلا وقت المحن والشدائد وصعاب الأمور.. فأكرر السؤال أعلاه: ما هو الأمل؟ بكل اختصار ووضوح، الأمل هو أن تتوقع نتائج إيجابية لما تقوم به من عمل، وهو ليس فقط توقعك للنتائج الإيجابية القادمة، أو أن تحلم بها فحسب، بل يختلطه شعور بالثقة التامة والتأكيد على أن تلك النتائج في متناول يديك وتصل إليها عما قريب. هذا ما يعرفه المتفائلون. يضيف أولئك المتفائلون وأصحاب الآمال الكبيرة في تعريفاتهم لهذا الشعور أو الأمل الذي نتحدث عنه، فيقولون إن الأمل هو القول بأنك تستطيع القيام بعمل ما وإنجازه دون تردد. وهو في الوقت نفسه دعوة لتحسين العمل وتجويده، وأنك ستصل إلى الأفضل عبر المزيد من التدريب على ذلك العمل. من هنا يتبين لنا بأن الأمل ليس يعني الانتظار هكذا إلى أن يأتي الفرج.. إنه النظر باستمتاع وتفاؤل إلى البعيد أو إلى المستقبل القادم، وعندك توقعات إيجابية لما يمكن أن يحدث بعد حين من الدهر قليل. هذه هي حقيقة الأمل التي هي بمعنى آخر مختصر، الإدراك بأن الحياة مستمرة إلى حين وأنها متينة قوية، وأن المعجزات تحدث يومياً. أتعرف أيها الإنسان أنه لولا الأمل العظيم والرجاء في رحمة الله، لما عشنا في حياتنا الدنيا دقائق معدودة سعداء وفي هناء من العيش، لماذا؟ لأنه لولا الأمل في أن يشملنا الله برحمته وعطفه يوم القيامة، لكنا اليوم مع ذنوبنا ومعاصينا التي نرتكبها يومياً، في عداد اليائسين العاطلين غير النافعين لا لدنيانا ولا لأنفسنا.. أليس كذلك؟
1117
| 26 نوفمبر 2013
مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور...
13524
| 20 نوفمبر 2025
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به...
1791
| 21 نوفمبر 2025
شخصيا كنت أتمنى أن تلقى شكاوى كثير من...
1413
| 18 نوفمبر 2025
في لحظة تاريخية، ارتقى شباب المغرب تحت 17...
1173
| 20 نوفمبر 2025
القادة العظام يبقون في أذهان شعوبهم عبر الأزمنة...
1143
| 18 نوفمبر 2025
في مدينة نوتنغهام الإنجليزية، يقبع نصب تذكاري لرجل...
1008
| 23 نوفمبر 2025
كنت في زيارة لإحدى المدارس الثانوية للبنين في...
990
| 20 نوفمبر 2025
في عالم يتسارع كل يوم، يصبح الوقوف للحظة...
918
| 20 نوفمبر 2025
شهدت الجولات العشر الأولى من الدوري أداءً تحكيميًا...
819
| 25 نوفمبر 2025
نعيش في عالم متناقض به أناس يعكسونه. وسأحكي...
810
| 18 نوفمبر 2025
أقرأ كثيرا عن مواعيد أيام عالمية اعتمدتها منظمة...
654
| 20 نوفمبر 2025
حينما تنطلق من هذا الجسد لتحلّق في عالم...
654
| 21 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية