رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); العزة في اللغة مأخوذة من العز،وهو: ضد الذل، تقول منه: عز يعز عزًّا فهو عزيز والعزيز من صفات الله ، قال الزجاج: الممتنع فلا يغلبه شيء. وقال غيره: هو القوي الغالب على كل شيء. وهى تدور حول معاني: الغلبة والقهر والشدة والقوة ونفاسة الشيء وعلو قدره. وفي الاصطلاح:هي إحساسٌ يملأ القلب والنفس بالإباء والشموخ والاستعلاء والارتفاع. واهتم الإسلام كثيراً بمفهوم العزّة ، حتى كان فيصلاً في كثير من الأُمور ،ففي المأثور : " إنّ الله يرضى لعبده كل شيء إلاّ الذلّ "، ولا ينبغي أن يذل المؤمن نفسه ، مصداقا لقوله تعالى : ( ولله العزّة ولرسوله وللمؤمنين ) فالله عزوجل قد خلق الإنسان وجعله خليفته في الأرض ،وهو الذي أعزّه وأكرمه عن باقى خلقه وحري بهذا الخليفة ممثل الله ووكيله، أن يشعر بالفخر والاعتزاز،وقد يشاع أن عزة النفس لها علاقة بالكبر ،ولكن ليست هناك علاقة نهائياً وإنما فقط لها علاقة باحترام الناس والبعد عن المهانة, ومن أهم جوانب عزة النفس أن يبتعد الشخص الذي يتحلى بها عن أي شيء ممكن أن يقلل منه حتى ولو كان هذا الشيء غالياً بالنسبه له وكما قال أبي فراس:ونحـن أناس لا توسـط بيننـا * لنا الصدر دون العالمين أو القبـرُتَهُونُ عَلَيْنَـا فِي المَعالِي نُفُوسنَا * وَمَنْ خَطَبَ الحَسْناء لَمْ يُغْلِهَا المَهْرُوالعزة التي أقصدها هي الحالة النفسية التى تصاحبها قوة معنوية، وتنبثق منهما أقوال وأفعال تدل على الشعور بالفخر والاستعلاء عن الدنايا وأن العزة بيد الله عزوجل فلا أحد يملك العزة أو يهبها سواه {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}. ومما ذكر علماء النفس عن موجبات السعادة، هو إحساس المرء بعزّة نفسه، أي أن يشعر بأنّه عزيز محترم في ذاته وعند غيره. وفي المقابل، فإنّ شعور الإنسان بالذلّة والهوان وحقارة نفسه، يجلب له الشعور بالتعاسة والشقاء.وحكى الربيع بن سليمان أنه كان مرة مع الشافعي ،فدخل الحمام ،فتقدم المزين ليخدمه ،فاستدعاه بعض أحد الأثرياء،فترك المزين الإمام الشافعي ومضى إلى ذلك الرجل.فلما خرج الإمام الشافعي من الحمام قال للربيع بن سليمان: أعط الحمامي باقي نفقتي، فقال له الربيع مستعجبا: نبقى بلا نفقة ؟ وهذا لا يعرفك فأعاد أمره إليه بالإعطاء ،فأعطاه الربيع دنانيرلا يعطيها لمثل عمله إلا قلة من أهل الثراء،فخجل المزين واعتذرعما فعل فقال الإمام الشافعي : على ثياب لو تقاس جميعها * بفلس لكان الفلس منهن أكثراوفيهن نفس لو تقاس ببعضها * نفوس الورى كانت أجل وأخطرا
9270
| 12 يناير 2017
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يقول ربنا سبحانه وتعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ الله مِن فَضْلِهِ}.العَفَّة عن الحرام هي ضبط النفس عن الشهوات؛ وقصرها على الاكتفاء بما يقيم أود الجسد؛ ويحفظ صحته فقط؛ واجتناب السَّرف في جميع الملذات وقصد الاعتدال، وهي التنزّه عن الشيء البغيض، وعفّ عن الشيء يعني تنزّهت نفسه عنه. وهي التنزّه عن الرّذيلة والفحشاء بين الرّجال والنساء، واقتصار العلاقة بينهما في حدود الزواج الشّرعي الذي يحفظ حقّ الأسرة.وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة حقٌّ على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف».تُشكِّل العفة إحدى الفضائل الأخلاقيّة؛ وتُعدّ واحدةً من أُمّهات الفضائل الأربع (العفّة، الشجاعة، الحكمة، والعدالة) وهي من الصفات الممدوحة لدى الناس، وهي أيضًا من الأخلاق التي يصعب على النفس الالتزام بها لما فيها من مجاهدة نزوات النفس البشرية، وأغلب الأخبار والروايات تُشير إلى ضرورة عفّة البطن والفرج، وكفّهما عن مشتهياتهما المحرّمة، يدلّ على أنّهما من أفضل العبادات لكونهما أشقّهما على النفس، وملازمة النفس لهذه المشتهيات منذ نشأة الإنسان حتى صارت جزءًا منه ولهذا يشقّ على الإنسان مجاهدة نفسه.الفضائل كما في قوله تعالى"ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها". وعفة الجوارح: "إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا"، فجوارح الإنسان أمانة عنده، ووجب تسخيرها في طاعة الله ومرضاته ووقايتها من ما حرم الله.وعفة البطن: تتحقق بالتورع عن أكل المال الحرام فالمسلم عفيف عن أموال غيره لا يأخذها بغير حق.
8187
| 29 ديسمبر 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); اعتصر الألم قلب أمتنا العربية والإسلامية ونحن نشاهد حلب قلعة أهل السنة في بلاد الشام تسقط في أيدي الغزاة من مشارق الأرض ومغاربها بعدما دمرت المدينة، ولا حجة لنا أمام الله عز وجل إن تأخرنا عن نصرة إخوتنا بالنفس والمال؛ بل هو واجب كما في قوله تعالى: "وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصر" وأنا هنا أبث الحياة من قلب الموت والنور من قلب الظلام، وأذكر بما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ألم يحاصَر الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته في المدينة يوم الخندق؟ وتجمعت عليهم الأحزاب من كل مكان! وزلزلوا زلزالا شديدا بحسب لفظ القرآن الكريم!﴿إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بـالله الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا﴾ في وسط هذا كله.. هل نشر الصحابة اليأس؟ وهل جلسوا يتباكون محبطين؟ ألم يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم الصخر بفأسه ويقول وسط هذا الحصار وهذا اليأس.. الله أكبر فتحت فارس.. ثم ضرب أخرى وقال الله أكبر فتحت الروم..وفتحت فارس وفتحت الروم والعالم بأسره من بعدها، وكان الله سبحانه قادرًا على أن ينتصر لنبيه ولدعوته ولدينه ولمنهجه منذ اللحظة الأولى، وبلا تعبٍ ولا كدٍّ من المؤمنين! وكان قادرًا أن ينزل الملائكة تقاتل معهم -أو من دونهم- وتدمر على المشركين، كما دمرت على عاد وثمود وقوم لوط. ولكن المسألة ليست هي مجرد النصر! إنما هي تربية الجماعة المسلمة من الصحابة ومن سياتى بعدهم.وكم أسعدني ما رأيت من محبة وترابط من أبناء بلدنا تجاه مصاب إخوانهم في الشام، وكم الأموال التي جمعت في ليلة واحدة لهو دليل على وحدة مصير وتاريخ الشعوب والأمة الإسلامية كلها، وأصبّر نفسي وأمتنا بقول الله عز وجل: "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ".. سبقت كلمات الله ولايخلف الله عهده أبدًا.
6238
| 22 ديسمبر 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); العدل هو خلاف الجور، وهو القصد في الأمور، وما قام في النفوس أنه مستقيم، وهو مِن: (عَدَلَ يَعْدِلُ فهو عادل). والعدالة في الإسلام هي إعطاء الحق لأهله وافيًا غير منقوص في قليل أو كثير، وعدم نقصانه أو زيادته على حساب الغير. وهي أيضًا تحقيق التوازن بين طرفين أو أكثر.كما عرّف ابن منظور -صاحب لسان العرب- العدل بأنه: «ما قام في النفوس أنه مستقيم وهو ضد الجور.. وهو الحكم بالحق». ومن كمال العدالة في الإسلام أنه أمر بالعدل ونهى عن الظلم وذكر ذلك في كثير من الآيات كما في قوله تعالى: ﴿وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا﴾. وحقيقة لم أجد أهم من العدالة بين قضايا الفكر الإنساني من حيث قيمته والحث عليه، ذلك لأن العدل هو الأقوى تأثيرًا في تطور الحضارات وارتقائها، والأعمق جذورًا في طبيعة النفس البشرية، وهو القيمة المركزية في جميع العلوم المعيارية، مثل الحقوق والفلسفة والدين والأخلاق، التي تنظم علاقة الفرد بالآخرين وبالمجتمع بأسره من حوله، فالعدالة هي القيمة العليا في الدين الإسلامي، وحولها تدور جميع تعاليمه وأحكامه الشرعية، وهي لديه فريضة واجبة وضرورة وليس مجرد حق من الحقوق، وفرضها معيارا للعلاقة السليمة بين الناس. وقد لخص الإمام ابن القيم رحمه الله هذا في عبارة واحدة، حين أكد أن الشريعة عدل كلها، وقسط كلها، ورحمة كلها، ولذا فإن أي شيء خرج من العدل إلى الظلم، ومن القسط إلى الجور، ومن الرحمة إلى ضدها، فهو ليس من الشرع وإن أدخل فيه بالتأويل. ولا تستطيع المجتمعات العيش بلا أنظمة وقوانين تحكمها، فالقوانين هي وسيلة الحفاظ على الحقوق والملكيات وهي التي تصان فيها كرامة الفرد وتستغل فيها الثروات وتحدد بها المسؤوليات والواجبات، ولذلك لا وجود للدولة بلا قوانين تنظمها وتديرها ولا وجود لها بلا العدالة التي تضمن تطبيق القوانين على جميع الناس بلا استثناء أو تمييز.
96453
| 15 ديسمبر 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن كلمة "رجل" في اللسان العربي تعني: الترجل؛ أي أن يمشي الشخص على قدميه دونما استعانة بآلة أو دابة، وهذا يعني الاعتماد على النفس في الوصول إلى الهدف المقصود. ولقد اختلفنا كثيرًا في تفسير معنى الرجولة؛ فمنّا من يفسرها بالقوة والشجاعة، ومنّا من يفسرها بالزعامة والقيادة والحزم، ومنّا من يفسرها بالكرم والجود، ومن يقيسها بمدى تحصيل المال والغنى وحجم الرصيد في البنك، ومن يظنها عصبيةً، ومن شباب اليوم الذي يعتقد أنها عضلات مفتولة وشوارب معقوفة ولحية مشذبة وسيارة حديثة، في حين أن الله عز وجل قد فسرها في كتابه الكريم في أكثر من خمسين موضعًا في آيات كثيرة لا يتسع الوقت لذكرها... منها الأعمال الفاضلة والأخلاق الحسنة والمسؤولية، والإيجابية، والوفاء، والجدية، والإيمان القوي، فالرجولة رأيٌ سديد، وكلمة طيبة، ومروءةٌ وشهامةٌ.وما نريده نحن هنا هو الوصف الزائد الذي يستحق صاحبه المدح. فالرجولة بهذا المفهوم تعني القوة والمروءة والكمال، وكلما كملت صفات المرء استحق هذا الوصف بأن يكون رجلا، وقد وصف الله بذلك الوصف أشرف الخلق فقال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى}.والذي يتتبع معنى الرجولة في القرآن الكريم والسنة النبوية يعلم أن أعظم من تتحقق فيهم سمات الرجولة الكاملة هم الأنبياء. وإلقاء نظرة خاطفة على حياة الأنبياء الكرام وعلى حياة الصالحين من بعدهم كافٍ لتصديق عمق المفهوم القرآني حول وصف الرجولة. فالمسؤولية كانت هي العلامة المميزة لهم وهم يتعاملون مع مختلف الأشخاص والأحداث. ولا جرم أن الإنسان عندما تترسخ معاني المسؤولية في عقله وضميره، تأتي من بعدها كل السمات التي تحدثنا عنها سابقا، ومن ثم تتجلى واضحة في كل شيء تحيط به.فلابد من إعادة النظر في تصورنا لمفهوم الرجولة، ومحاولة الارتقاء به إلى مستوى الرؤية القرآنية له.
37540
| 08 ديسمبر 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إنّ بعض الظن إثم} وأما الحُسْن: فالحاء والسين والنون أصل واحدٌ، فالحسن ضد القبح، وأما الظن في اللغة فإنه مصدر قولهم ظن يظن ظنًا، وهو مأخوذ من مادة (ظ ن ن) التي تدل على معنيين: أحدهما اليقين والآخر الشك.والدين الإسلامي الحنيف يدعو إلى ترك سوء الظن في الناس لعدم معرفتنا بسرائر نفوسهم فهي أمور غيبية لا يعلمها إلا الخالق سبحانه وتعالى، إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر والمحافظة على روابط الألفة والمحبة بين الناس بعضهم بعضا، فلا تحمل الصدور غلًا ولا حقدًا، امتثالًا لقوله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث".قال أحد السلف: لو رأيت أحد إخواني ولحيته تقطر خمرًا لقلت ربما سُكبت عليه! ولو وجدته واقفًا على جبل وقال: أنا ربكم اﻷعلى! لقلت إنه يقرأ اﻵية!وأوّل نتائج سوء الظن هي زوال الثقة بين الناس، وبالتالي تقل الروابط الأسرية والعائلية بين أبناء المجتمع وتسود فيه المشاحنات والبغضاء والكراهية وتتبع العورات، فعنئذ يعيش أبناء المجتمع في عزلة وغربة خانقة.قال الإمام الشافعي رحمه الله:لِسَانَكَ لا تَذْكُرْ بِهِ عَورَةَ امرئ ** فَكلُّكَ عَـوْرَاتٌ وَلِلنَّـاسِ أَلْسُــنُوَعَـينكَ إنْ أَبْـدَتْ إَلَيكَ مَعَـايِبًا ** فَصُنْهَا وَقُلْ يَاعَيْنُ لِلنَّاسِ أَعْينُإن المسلم مأمور بأن يحسن الظن بغيره، وأن يحمل ما يصدر عنهم من قول أو فعل على محمل حسن ما لم يتحول الظن إلى يقين جازم، يقول ابن القيم: والله إن العبد ليصعب عليه معرفة نيته في عمله، فكيف يتسلط على نيَّات الخلق.حكي أن أحد الرجال كان من أجوَد العرب في زمانه، فقالت له امرأته يومًا: ما رأيت قومًا أشدّ لؤْمًا من إخوانك وأصحابك! قال: ولم ذلك؟ قالت: أراهم إذا اغتنيت لزِمُوك، وإذا افتقرت تركوك!.. فقال لها: هذا والله من كرمِ أخلاقِهم.. يأتوننا في حال قُدرتنا على إكرامهم، ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بواجبهم.
57017
| 24 نوفمبر 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن كلمة "الصداقة" مشتقة من مادة: "صدق" كما اشتق منها "الصادق" و"الصديق" وهو مفهوم يدور حول المعاني النبيلة المنبثقة من الصدق الخالص بعيدة عن شوائب المجاملة والمداهنة. والصداقة تشكل ثُلث العلاقات الاجتماعية في حياة الإنسان؛ فيومه ثلثٌ للعمل وزملاء العمل، وثلث للأسرة والبيت والعائلة، وثلث للأصدقاء والرفقاء، ومن هنا فالصداقة علاقةٌ اجتماعيةٌ بين شخصين أو أكثر قائمةٌ على الصِّدق والمحبة دون أي غرضٍ دنيويٍّ.وقد أقر الإسلام بالصداقة كعلاقة اجتماعية وكقيمة إيجابية، فقال الله سبحانه وتعالى عن مكانة الصديق في حياة المسلم: "أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم" (النور : 61). وقال أيضاً: "فما لنا من شافعين ولا صديق حميم" (الشعراء :101) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".والصديق المخلص هو الذي يصدقك القول وتصدقه بدون تكلف وبلا تصنع، بل بصدق نية وإخلاص القلب، وقال الشاعر: عن المرء لا تسل وسل عن قرينه...... فكل قرين بالمقارن يقتدي وصديقك هو من يعيش معك ويشابهك في كل الأمور، سواءٌ أكان ذلك في الأفكار وغيرها، وهو الذي تسره مسراتك ويحزن لأحزانك، وبذلك تقوم الصداقة على المعاشرة والتشابه والمشاركة، وأخيراً لا شيء في الحياة يسعد الإنسان ويسره أكثر من اكتساب صديق يشاركه في مشاعره، يأنس إليه في الوحشة ويستعين به في الشدائد.
7866
| 15 نوفمبر 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); العبودية لله تعالى من المنظور الإسلامي هي تحرر الإنسان من شتى أنواع العبودية للبشر، وللنفس، والهوى، فمن كان عبدًا مخلصًا لله لن يراعي اهتماما لأي شيء آخر. ومن القصور في الفهم أنَّ يتم قصْرَ مفهوم العبادة على الصلاة والزكاة والحج والعمرة والصوم والأدعية والأذكار،على أهميتها بالطبع. فذلك فهم قاصر لمعنى العبودية وينبغي أن يُصَحَّحَ، فالصلاة مثلا لا تستغرق في اليوم والليلة إلا ساعة، فأين تذهب الساعات الباقية من حياة المسلم إذا لم تكن في العبودية الصحيحة وفي المفهوم الصحيح لها؟ والصوم شهر في العام، فكيف يقضي المسلم بقية شهور العام إذا لم يعلم ويعمل بمعنى العبودية الحقة لله تعالى؟ والحج والعمرة لا تجب إلا مرة واحدة في العمر.فاعتقاد الكثير من الناس أن العبادة في الإسلام مقصورة على هذه الشعائر التعبدية هو فهم يجانب الصواب. بل ينبغي العلم بأن معنى العبادة الصادقة لله تعالى والكاملة هو أنها شاملة لحياتهم كلها، داخل البيت وخارجه، في البيع والشراء والعمل والتعامل مع الناس والكلام والصدق والأمانة وغيرها الكثير من مكارم الأخلاق، كل هذه وغيرها للإسلام فيها توجيه، فبذلك يتحقق معنى العبودية لله رب العالمين، وأن العبادة شاملة فعلًا لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا". وفي الختام فإن دائرة العبادة والعبودية التي خلق الله لها الإنسان، وجعلها غايته في الحياة ومهمته في الأرض، دائرة رحبة واسعة، فهى تشمل شؤون الإنسان كلها، وتستوعب حياته كلها، ولا تقتصر على العبادات المحسوسة فقط.
6412
| 10 نوفمبر 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعبدونِ) العبودية لله عز وجل من أسمى منازل القرب والخضوع للمولى سبحانه وتعالى، حيث إن العبادة: "اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة". فالأعمال الباطنة مثل: أعمال القلب من اليقين والصبر والتوكل والرجاء والخوف والمحبة والإنابة والإخبات. والأعمال الظاهرة: كالصلاة والزكاة والجهاد والحج، وأمثال ذلك. فإذا كانت العبادة تشمل هذا كله، فكل من حقق شيئًا من هذه الأعمال الباطنة، فهو أكثر عبودية لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى من غيره. والعبودية في اللغة مأخوذة من التعبيد فيقال عبدت الطريق أي ذللته وسهلته، وعبودية العبد لله لها معنيان: الأول إن أريد المُعبد أي المذلل والمسخر فهو المعنى العام؛ ويدخل فيه جميع المخلوقات من جميع الكائنات الحيوان منهم والبشر الكافر منهم والمؤمن والبَرٍّ منهم والفاجر فالكل مخلوق لله عز وجل مسخر بتسخيره.وإن أريد بالعبد العابد لله المُطيع لأمره كان ذلك مخصوصا بالمؤمنين فقط، لأن المؤمنين هم عباد الله الذين أفردوه بربوبيته وألوهيته ولم يشركوا به شيئًا.قال تعالى: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عبد ا﴾.قال الله تعالى عن إبليس (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ).فالمسلم لا يخضع لأحد، ولا يعلِّق آماله على أحد إلا الله عز وجل، لذلك فالإنسان لا يصلح أن يكون له ربًا غير الله تبارك وتعالى، ولا يصلح هو أن يكون عبدا لغير مالك أمره.يقول الحسن - رضي الله عنه – " ما ضربتُ ببصري، ولا نطقتُ بلساني، ولا بطشتُ بيدي، ولا نهضتُ على قدمي، حتى أنظر أعلى طاعة أو على معصية؟ فإن كانت طاعة تقدمتُ، وإن كانت معصية تأخرتُ " يتبع...
15878
| 01 نوفمبر 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتدرون من المفلس؟ "قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار". وصدق النبي صلى الله عليه وسلم، أما مفلس الدنيا فإن الدنيا تأتي وتذهب، ربما يصبح الإنسان فقيراً فيمسي غنياً، أو العكس، لكن الإفلاس كل الإفلاس أن يفلس الإنسان من حسناته التي تعب عليها، وكانت أمامه يوم القيامة يشاهدها، ثم تؤخذ منه، فقد صلى وصام وزكى ولكنه مفلس! حيث إنه شتم هذا، قذف هذا، وأكل مال هذا، وضرب هذا. وفي يوم القيامة تكون ثروة الإنسان ورأس ماله حسناته، فإذا كانت عليه مظالم للعباد فإنهم يأخذون من حسناته بقدر ما ظلمهم، فإن لم يكن له حسنات أو فنيت حسناته، فإنه يؤخذ من سيئاتهم فيطرح فوق ظهره.وهو تحذير قوي من العدوان على أعراض وأموال الناس، وأنه يجب على الإنسان أن يؤدي حقوق غيره قبل مماته، حتى يكون القصاص في الدنيا مما يستطيع أن يدفعه، أما في الآخرة فليس هناك درهم ولا دينارٌ حتى يفدي نفسه به، فليس فيها إلا الحسنات والسيئات.فتذكر أن الظلم والتعدي على أعراض الناس وأموالهم سيؤدي بك إلى الإفلاس يوم القيامة، فاحذر من ظلم الناس، واتق دعوتهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان فاجرا ففجوره على نفسه".
8840
| 25 أكتوبر 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس الغنى عن كثرة العَرَض، ولكن الغنى غنى النفس". و(العَرَض): أي متاع الدنيا، وبذلك يكون معنى الحديث أنه ليس حقيقة الغنى كثرة المال؛ لأن كثيراً ممن وسع الله عليه في المال لا يقنع بما أوتي؛ فهو يجتهد في الازدياد ولا يبالي من أين يأتيه؛ فكأنه فقير لشدة حرصه وطلبه، وإنما حقيقة الغنى غنى النفس، وهو من استغنى بما أوتي ورضي به.وقال ابن تيمية رحمه الله: فغني النفس الذي لا يستشرف إلى المخلوق؛ فإن الحرَّ عبدٌ ما طمع! والعبد حر ما قنع!.فإذا استغنت نفس المرء، فقد كفّت عن المطامع، فعزّت وعظُمت، وحصل لها من الحظوة والشرف والمدح أكثر من الغنى الذي يناله من يكون فقير النفس، وذلك بسبب حرصه الذي يورطه في رذائل الأمور وخسائس الأفعال، لدناءة همته وبخله، ويكثر من يذمه من الناس ويصغّر قدره.ومن ينفق الساعات في جمع ماله مخافة فقر فالذي فعل الفقرإن المتصف بغنى النفس يكون قانعاً وراضياً بما رزقه الله، فلا يحرص على الازدياد لغير حاجة ولا يلح في الطلب ولا يلح في السؤال، بل يرضى بما قسم الله له، والمتصف بفقر النفس على الضد منه لكونه لا يقنع بما أعطي بل هو أبدا في طلب الازدياد من أي وجه أمكنه ثم إذا فاته المطلوب حزن وأسف فكأنه فقير من المال لأنه لم يستغن بما أعطي فكأنه ليس بغني ثم غنى النفس إنما ينشأ عن الرضا بقضاء الله تعالى والتسليم لأمره...صن النفس واحملها على ما يزينهـا * تعش سالمـاً والقـول فيـك جميـلولا تـريـن الـنـاس إلا تجـمـلاً * نبـا بـك دهـر أو جفـاك خليـلوإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غدٍ * عسى نكبات الدهـر عنـك تـزوليعز غني النفس إن قل ماله * ويغنى غني المال وهو ذليلولا خير فـي ود امـريءٍ متلـونٍ * إذا الريح مالت، مال حيـث تميـلجواد إذا استغنيت عن أخذ ماله * وعند احتمال الفقر عنك بخيلفما أكثـر الإخـوان حيـن تعدهـم * ولكنهـم فــي النائـبـات قلـيـل
51431
| 20 أكتوبر 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يقول الله تبارك وتعالى: (إِنَّ المُبَذِرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ). وفي اللغة: هو مصدر من أسرف إسرافًا، أي بذر في ماله بقصد التباهي، وهو تجاوز الحد المعقول للشيء. واصطلاحًا: هو قيام الشخص بأي فعل يتجاوز به الحد المتعارف عليه والإفراط بفعله فوق حد الاعتدال سواءٌ أكان بالإنفاق، في المأكل، وفي الملبس، وغيرهم.وهو من المشكلات التي ظهرت في مجتمعاتنا ويعاني منها الكثير، فما بين أن تكون مسرفا وكريمًا شعرة كشعرة معاوية.وربما نسي الجميع أو تناسوا كيف كانت حياتنا وحياة آبائنا وأجدادنا من قبل، لا سيما مع توفر الأموال التي أنعم الله بها علينا خلال الطفرات الاقتصادية التي مرت علينا، وكثير من الناس قد يعيشون في ضيق، أو حرمان، أو شدة، فإذا هم صابرون محتسبون، وقد يحدث أن تتغير وتتبدل الأحوال، فتكون السعة بعد الضيق، واليسر بعد العسر، وحينئذ قد يصعب على بعض الناس التوسط أو الاعتدال، فينقلب على النقيض تمامًا، فيكون الإسراف أو التبذير.فما الداعي لكل هذا الإنفاق والإسراف في أمور حياتنا، وقد قال الله تبارك وتعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا)، وقال نبينا صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدم بن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم) رواه الترمذي.فالدنيا لا تثبت ولا تستقر على حال واحدة، بل هي متقلبة متغيرة، تكون لك اليوم وغدًا عليك، والواجب يقتضي أن نكون منها على حذر نضع النعمة في موضعها، وندخر ما يفيض عن حاجتنا الضرورية اليوم إلى الغد أو ندخر من يوم إقبالها ليوم إدبارها.ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة).فالمال قد يكون سببا في انحراف الأبناء عن الطريق الصحيح، والترف الزائد والانغماس في أسلوب الحياة المترف يجعل الإنسان يتخلى عن أعماله وواجباته تجاه أسرته ومجتمعه ودينه، وبدون شك فإن هذا الإسراف والتبذير إذا ما استمر على هذه الوتيرة سينشئ جيلا من الشباب غير ملتزم بمبادئ الإسلام لا يعطي للأخلاق و لا للجد ولا للعمل قيمة، ولِمَ يفعل ذلك وقد وفرت له كل ما يسعى ويكد الإنسان من أجل تحقيقه؟ بل وربما سيفقد حتى القدرة على التمتع به.
2838
| 06 أكتوبر 2016
مساحة إعلانية
في ظل التحديات الاقتصادية، غالبًا ما تُعزى خسائر...
1431
| 01 سبتمبر 2025
التوطين أو التقطير ليس مجرد رقم أو نسبة...
1167
| 02 سبتمبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه المتغيرات ويُعاد فيه تعريف...
954
| 01 سبتمبر 2025
في السنوات الأخيرة، غَصَّت الساحة التدريبية بأسماء وشعارات...
711
| 04 سبتمبر 2025
في المقال السابق أشرنا إلى حاجة تركيا للعالم...
651
| 01 سبتمبر 2025
الزواج رابطة شرعية مقدسة بين الرجل والمرأة على...
594
| 01 سبتمبر 2025
يعتبر القرار الذي أصدره حضرة صاحب السمو الشيخ...
549
| 02 سبتمبر 2025
تداولت الوسائط الاجتماعية بالاستنكار التعميم الذي صدر من...
531
| 31 أغسطس 2025
هذا هو الجزء الثاني من مقالي السابق، حيث...
519
| 31 أغسطس 2025
كلما وقعت كارثة طبيعية في أي مكان من...
480
| 03 سبتمبر 2025
قامت الحكومة مشكورة مُنذ زمن ليس بقريب بإصدار...
459
| 31 أغسطس 2025
العلاقات العامة عالم ديناميكي جميل، متكامل، بعيد عن...
444
| 04 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية