رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في القمة الطارئة التي استضافتها الدوحة أظهر الملوك والأمراء والرؤساء المشاركون في فعالياتها أنهم مع قطر قلباً وقالباً، وأن العدوان الإجرامي على سيادتها من قبل المحتل الإسرائيلي الغاشم لم يكن ليمر مرور الكرام، لأنه اعتداء سافر أثيم على دولة حرة ذات سيادة تبذل كل ما في وسعها لإنهاء النزاعات وفض الخلافات في مختلف مناطق العالم، إيماناً منها بأن السلام لا يتحقق إلا بالحوار والمحادثات، أما المدافع والصواريخ والدبابات، فلا تزيد الخلافات إلا اشتعالاً، ولا تبقي للعقل والحكمة مكاناً لإطفاء الحرائق وإخماد اللهيب. ومن هنا كانت القمة حاسمة وقاطعة، وكانت لهجة البيانات الصادرة عنها واضحة لا تقبل إلا معنى واحدا، هو أن قطر خط أحمر، لأنها الدولة التي تلعب دور الوسيط، ومن ثم فإن المساس بها مساس بالدول العربية والإسلامية، وضرب للعملية السلمية برمتها. وقد كان التضامن العربي والإسلامي في ذروته وأقصى قوته، وهو يؤكد أن قطر ليست وحدها، وأن وراءها أمة عربية وإسلامية تؤيدها وتناصرها، وتكون ردءاً لها في كل قراراتها، وفي جميع ما تقدم عليه من أعمال، ثقة من تلك الأمة في أن قطر أصبحت في نظر المنطقة والعالم قاطرة السلام، وداعمة الجهود الرامية إلى إرساء دعائم الأمن والاستقرار. ولأن قطر تضع مصلحة أمتها أمام ناظريها في كل الأوقات، فقد صدرت عن قمتها تأكيدات على أن القضية الفلسطينية هي أم القضايا في المنطقة، وأنها في قلب كل عربي ومسلم، ومن دون حلها، وإنهائها إنهاءً جذرياً قائماً على قرارات الشرعية الدولية لن يكون هناك سلام، ولن يتحقق للمنطقة والإقليم أي أمن أو استقرار. وبدون مواربة، وبمنتهى الوضوح، دعت القمة إلى التصدي لمخططات الاحتلال الإسرائيلي التي باتت مكشوفة للعالم كله، إذ ترمي إلى النيل من سيادة واستقلال البلدان المجاورة، وهذا ما لن تسمح به تلك الدول مطلقاً، فالمساس بأي منها، هو بالقطع مساس بالأمن القومي العربي والإسلامي، وليس مجرد شأن يخص دولة من الدول أو قُطرٍ من الأقطار. ولعل البيان الذي صدر عن القمة، والذي فتح الباب على مصراعيه لجميع الدول العربية والإسلامية التي تقيم علاقات كاملة أو جزئية مع الكيان الإسرائيلي لمراجعة تلك العلاقات، يرسل إشارة واضحة مؤداها أن ما تسعى إليه إسرائيل من تطبيع أو من تبادل تجاري وثقافي وغير ذلك لن يكون قريب المنال طالما استمرت في سياستها العدوانية التي امتدت إلى من يقوم بدور الوسيط بينها وبين مسؤولي «حماس» لوقف الحرب وإعادة المحتجزين. وفي الختام نؤكد أن الفزعة العربية والإسلامية لقطر فرضتها المواقف القطرية الواعية والسياسات الهادئة الرزينة، والمكانة الدولية التي أضحت تتبوأ منها مكان الصدارة بكل جدارة واستحقاق. حفظ الله قطر أميراً وحكومة وشعباً من كل مكروه وسوء.
129
| 18 سبتمبر 2025
في تطور خطير، وفي اعتداء إسرائيلي سافر على سيادة دولة قطر الشقيقة، ضربت قوات الاحتلال عُرض الحائط بكل المواثيق والأعراف الدولية عندما أباحت لنفسها أن تشن هجوماً جويّا على دوحة الخير، مستهدفة قادة حماس الذين استضافتهم قطر من أجل العمل على إنهاء الحرب في غزة، ووضع حد لعمليات القتل والهدم والإبادة التي يتعرض لها القطاع. إسرائيل بتلك الجريمة النكراء نسيت أو تناست جهود القيادة القطرية المستمرة والمتواصلة في تعزيز الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي، ونسيت أو تناست أن قطر ليست وحدها، وإنما كلّ دول مجلس التعاون الخليجي معها قلباً وقالباً، وأن دوحة الخير بالنسبة للخليجيين جميعاً هي الكويت والرياض وهي مسقط والمنامة وأبوظبي، بل وهي العواصم العربية من المحيط إلى الخليج. قطر لم ولن تتخلى عن عروبتها أبداً، ولم ولن تترك فرصة لبناء سلام عادل وشامل إلا وتسعى إليها، وتقدم لها كل سبل الدعم والمساندة، ولن يثنيها أي شيء عن الاستمرار في لعب هذا الدور المحوري الذي تؤمن به، وتحرص عليه، وتبذل في سبيل القيام به كل ما في الوسع بل وما فوق الوسع والطاقة. ولأن قطر أصبحت في الألفية الجديدة دولة يشار إليها بالبنان، وتلعب دوراً مؤثراً في السياسة الإقليمية والعالمية فقد توالت ردود الأفعال المنددة والرافضة لما أقدم عليه الكيان الصهيوني، واصفة هجومه بأنه «إجرامي» لا يعير وزناً للمجتمع الدولي ولا لحقوق الإنسان. ولم يكن الشجب أو التنديد صادراً عن دول مجلس التعاون الخليجي بحكم الوحدة والتاريخ المشترك والمستقبل الواحد فقط، بل لأن قطر هي بالفعل - كما قلنا سابقاً- تمثل عقل الخليج وقوته الناعمة الضاربة التي تفعل ما لا تفعله الأسلحة بمختلف أنواعها وبأحدث تقنياتها. وتضامناً مع الدوحة وقفت كل الأقطار العربية، كما كان للاتحاد الأوروبي نفس الموقف، وكذلك بقية دول العالم. أما نحن في الكويت فلا نقول إلا ما قاله صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله تعالى ورعاه - إذ أكد بكل قوة وصراحة ووضوح أن أمن واستقرار قطر هما جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار الكويت. إنّ مواجهة أحلام وأوهام نتن ياهو المدعومة بالقوة الغاشمة لن تنال من صلابة الموقف القطري والخليجي والعربي على حد سواء. فتحية عاطرة لقطر ولقيادة قطر وعلى رأسها صاحب السمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني - حفظه الله ورعاه - على جهودها الدؤوبة من أجل السلام، وعلى موقفها الحكيم في الدفاع عن السيادة القطرية، وإصرارها الواضح على أن مساعي السلام أقوى بكثير من فوهات المدافع وأشد وطأة من قذائف الصواريخ. تعزية خالص العزاء وصادق المواساة لعائلة الدوسري الكرام في استشهاد نجلهم البطل بدر الدوسري، سائلا الله ان يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته ويتقبله مع الشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا
141
| 12 سبتمبر 2025
إذا كان للنجاح عنوان، فإنه سيكون بلا أدنى شك في قطر الشقيقة، تلك الدولة الخليجية الفتيِّة، التي صنعت لنفسها مجداً لم يستطع غيرها أن يصنع مثله في بضع سنين، وحجزت لشعبها مكانة بارزة بين الشعوب المتقدمة والأمم المتحضرة، وأصبحت - بحق - قبلة الباحثين عن التطوير والتحديث والنهضة الشاملة. قطر التي يشهد لها القاصي والداني بأنها سابقت الزمن لتنتقل من بلد صغير إلى بلد يقود ولا يُقاد، ويصنع الأحداث ولا يكون لها تابعاً، أصبحت الآن ملء السمع والبصر لا في المنطقة الخليجية وحدها، ولا بين شقيقاتها العربيات من المحيط إلى الخليج، بل على مستوى العالم بأسره. قطر التي شهدت خلال السنوات الماضية تحولات اجتماعية واقتصادية عميقة، وحركة عمرانية واسعة النطاق، وتحديثاً هائلاً في المرافق والمنشآت، لم تكن لتحقق ذلك إلا بقيادة سياسية شابة طموحة ممثلة في حضرة صاحب السمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني - حفظه الله تعالى ورعاه- والذي يتمتع بقوة الإرادة وحداثة الأفكار، وبالإيمان العميق بأن الجد والمثابرة والمصابرة تصنع المستحيل وبأنه: لا يستعصي على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا لقد خطط سمو الأمير، وفكَّر وقدَّر منطلقاً من الثوابت الإسلامية ومن قيم المجتمع وعاداته وتقاليده، فوثب بالبلاد وثبة هائلة في مختلف المجالات، حتى غدت قطر مضرب المثل في قدرة الإنسان العربي على صُنع المعجزات إذا أتيحت له الفرص وفُتِّحت أمامه الأبواب. وخلال أيام وفي الثامن عشر من ديسمبر المقبل تحديداً تحتفل الدولة القطرية الشابة الفتية بيومها الوطني، وهي ترفل في ثوب العزة والمجد والفخار، متألقة متأنقة تقول للدنيا بملء فيها: إن قيمة الدول ليست بحجمها، ولا بعدد سكانها، ولا بموقعها الجغرافي، وإنما بمدى تأثيرها فيمن حولها وفيما حولها، وبمدى قدرتها على القيادة الواعية واستثمار قوتها الناعمة في الإسهام الفاعل والسعي الجاد لإنهاء المشكلات الإقليمية والدولية العالقة التي قد تعجز عن خوض غمارها دول أكثر أموالاً وأعز نفراً. وليس أدل على ذلك من الدور القطري البارز الذي لعبته الدوحة في المسألة الفلسطينية، ووساطتها المؤثرة بين «حماس» والكيان الصهيوني المحتل من أجل وقف إطلاق النار، وتمكين فرق الإغاثة من القيام بواجباتها في قطاع غزة، ووضع حد للمذابح اليومية التي تعرض لها الشيوخ والنساء والولدان، وراح ضحيتها آلاف الشهداء، وعشرات آلاف الجرحى والمصابين والمشردين. إن قطر عندما قامت بهذا الدور لم تكن تابعة ولا مأمورة، وإنما كانت قائداً حكيماً ووسيطاً أميناً يريد للجراح أن تندمل، ويريد للحرب أن تنتهي، ويصبو إلى حقن الدماء، ويتطلع كأشقائه في سائر الدول العربية إلى إنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية التي أصدرتها الأمم المتحدة على مدار السنين. ومن المعروف أن الدور القطري المؤثر لم يعد مقصوراً على المنطقة الخليجية أو العربية، وإنما تخطاه بكثير، فصوت الدوحة أصبح مسموعاً حول العالم لأنها سلكت الطريق الصحيح، وآمنت بأن الطريق إلى العالمية يبدأ من بناء الداخل، فراحت تستثمر في الإنسان القطري، ووضعته على رأس سلم أولوياتها، ولم تهمل البحث عن النهضة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية، وبقية المجالات. وبالفعل نجحت قطر - كلّ النجاح - فيما خططت له، وسعت إليه، وحرصت عليه، ففي المجال السياسي حدِّث ولا حرج إذ أصبحت الدوحة تعمل كتفاً بكتف ورأساً برأس مع العواصم الكبرى في المنطقة والعالم، كما كان لها إسهام واضح في معالجة القضايا الدولية، والسعي الجاد لإحلال الأمن والاستقرار في المناطق التي تتنازعها المشكلات والأحداث، وتظهر فيها الإحن والخلافات. وإذا عرجنا إلى الناحية الاقتصادية، فيكفي أن نشير إلى أن حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني استطاع أن ينتقل بالاقتصاد القطري إلى مستوى متقدم، حيث يواصل ذلك القطاع قفزاته الهائلة، في الوقت الذي يعاني فيه العالم من تراجع في الأداء وارتفاع كبير في معدلات التضخم، كما يشهد الخبراء بالمكانة التي استطاعت قطر أن تحتلها في مجال الطاقة، خاصة فيما يتعلق بالغاز المسال، حتى غدت على رأس مصدريه، مستفيدةً من زيادة الطلب مع تحول العالم من الاعتماد على النفط والفحم إلى الطاقة النظيفة. وإذا تركنا السياسة والاقتصاد جانباً والتفتنا إلى الداخل القطري، فسوف يلمس كل متابع استمرار عمليات التنمية الشاملة في مختلف أرجاء الدولة، استكمالاً لبناء الهياكل الدستورية، وتعزيزاً للمشاركة الشعبية في صُنع القرار من خلال مجلس الشورى الذي يمارس مهامه بطريقة ديمقراطية تستمد جذورها وأصولها من العقيدة والتاريخ، ثم من العادات والتقاليد التي ارتضاها الآباء والأجداد، وتربى عليها الأبناء والأحفاد. وعن المجال الرياضي قل ما تشاء، فقد شهد العالم بأسره أن مونديال 2022 الذي نظمته قطر فاق كل ما كان قبله من جهة الاستعداد والتنظيم والبث والاستضافة والسلوك الجماهيري الذي صبغته الدوحة بصبغتها، فجاء على أعلى مستوى من الالتزام والروح الرياضية التي لا تفت في عضدها الهزيمة، ولا يؤدي إلى فقدها فوز أو انتصار. لقد عكست قطر خلال فعاليات كأس العالم هويتها الخاصة، وأظهرت الهوية العربية والثقافة الإسلامية اللتين أذهلتا العالم، وكانتا مثار إعجابه ودهشته، وجديرة بمديحه وثنائه على العرب والمسلمين. الحديث عن قطر، وعن نهضة قطر وإعجاز القطريين لا يمكن أن تكفيه مقالة أو اثنتان، ولا كتاب أو كتابان، فالأمر يحتاج إلى دراسات ودراسات لأن ما حدث في دوحة الخير في بضع سنين فوق التصور وفوق الخيال في كل مجال وفي كل ميدان. تحية إلى قطر الشقيقة أميراً شاباً ذكياً فطناً يقود شعبه إلى الرفعة والسؤدد والمجد. وتحية إلى أشقائنا في قطر الذين جعلوا من بلدهم أيقونة ومثالاً يحتذي به الباحثون عن التقدم والتطور والمستقبل الذي يجب أن يكون خيراً من الحاضر. حفظ الله قطر الشقيقة قيادة وشعباً من كل شر ومكروه، متمنين لها المزيد من التقدم والازدهار في ظل القيادة الشابة الحكيمة.
921
| 26 نوفمبر 2023
كما كان متوقعا «رفعت قطر رؤوس العرب جميعا أمام العالم كله»، وكانت كالعهد بها على مستوى الأحداث، بل وفوق مستوى الأحداث، عندما أبهرت الدنيا بأسرها يوم افتتاح كأس العالم بما قدمته من تجهيز وإعداد وحسن استقبال، وقف أمامه ضيوف «الدوحة» مشدوهين بما يرون، مقرين بأن الدوحة حققت إعجازا لا إنجازا، وبأن ما وصلت إليه من تطور وتحديث ونماء سيظل شاهدا على قدرة القطريين خاصة، والعرب عامة على تجاوز العقبات وصنع المستحيل. قطر التي كانت قبل بضع سنين شيئا، أصبحت الآن شيئا آخر، فقد بنت وشيدت وهيأت كل ما يخطر على البال، بل وما لا يخطر من أجل أن تقدم للدنيا نموذجا فريدا ونسخة غير مسبوقة من «كأس العالم» لكرة القدم. الملاعب قمة في الروعة والفخامة، والحدائق والمتنزهات تسلب العيون وتأخذ بالألباب، والفنادق الثابتة والعائمة شاهدة على ما يمكن أن نسميه العصر القطري الذي يعيد للمنطقة الخليجية والعربية كثيرا من أمجادها المفقودة، وعطائها القديم الذي ملأ الدنيا وزين الوجود. أما الشوارع والمطاعم فقل عنها ما شئت من عبارات المديح والإشادة والثناء، متأكدا أنك لم تجانب الصواب، ولم تبتعد قيد أنملة عن الحقائق الماثلة للعيان. هذا عن الشجر والحجر، أما عن البشر وعن أهل قطر فحدث ولا حرج، عبقرية في الأداء، وعبقرية في الإنجاز، وعبقرية في الاحتفاء بضيوف بلدهم الذين أتوها من مختلف أرجاء العالم، فوقفوا يلومون أنفسهم على الأفكار التي غلبت عليهم بشأن العرب والخليجيين، وتأكدوا بأنفسهم أنهم أمام أناس أكفاء متحضرين ذوي عقول واعية، وقلوب مطمئنة لا تحمل إلا الخير لبني الإنسان مهما كان لونه أو دينه أو أصله الذي انحدر منه، وانتمى إليه. لقد أصبحت قطر في فترة زمنية قصيرة قياسا بأعمار الأمم والشعوب في عداد الدول المتقدمة، والشعوب العبقرية التي لا يمنعها شيء عن صنع ما تحب وفعل ما تريد بإرادتها القوية، وفكرها الرصين، وطاقاتها الوطنية الخلاقة المخلصة للوطن، الساعية - بأمانة وصدق – إلى رقيه وازدهاره. إن ذلك كله لم يكن ليتحقق لـ «دوحة العرب».. «دوحة الجميع» لولا وجود القيادة الواعية الذكية الراشدة المتمثلة في سمو الأمير تميم بن حمد، ذلك الرجل الذي آمن بشعبه، ووثق في قدرات مواطنيه فعهد إليهم بمسؤولية البناء والتعمير والانطلاق، واستعان بكل ما يمكن الاستعانة به من أدوات الإعمار والتشييد، إيمانا من سموه بأن بناء الإنسان أولى وأهم من بناء الجدران، وبالتالي سار في الطريقين معا فحقق النجاح تلو النجاح، وصنع المجد بعد المجد، فوصلت قطر إلى ما وصلت إليه، وأصبحت ملء البصر والجفون. وليس يخفى على ذي لب أن القفزة القطرية الهائلة جاءت نتاج تصميم وإصرار على تحقيق النجاح دون الالتفات إلى الوراء أو الوقوف طويلا أمام العقبات والعراقيل والمعوقات التي يصطنعها أعداء النجاح، ويضعونها دائما في طريق المبتكرين والمبدعين. فكم شكك المشككون في قدرة قطر على تنظيم «كأس العالم»، وكم روج عنها المروجون أباطيل وأكاذيب ليفتوا في عضدها، وليضعفوا قواها، فما وهنت عزيمتها وما استكانت، وإنما زادها كل ذلك إصرارا وتصميما على مواجهة التحدي وإثبات الذات، فكان لها ما أرادت، ورجع المغرضون على أعقابهم خاسرين. والمدهش حتما في النجاح القطري وفي عبقرية القيادة أنها لم تنسب كل ما تحقق لنفسها فقط، ولم تسع لتستأثر بمديح أو ثناء العالم، بل أشارت بفخر واعتزاز إلى شقيقاتها العربيات اللواتي كن لها سندا وعونا، مفضلة في - إيثار غير منكور - أن ينسب النجاح لأمة العرب ولبلاد العرب وليس إلى «الدوحة» وحدها، رغم أنها صاحبة القدح المعلى والفضل العميم فيما تحقق من نجاح ونجاح ونجاح. وبصراحة ووضوح أقولها بملء الفم وبأعلى الصوت إن قطر غطت على من سبقها وأتعبت من بعدها، إذ غدت مقياسا وميزانا للتفوق والنجاح، وسيأتي اليوم الذي يقال فيه إن هذه الدولة أو تلك صنعت مثلما صنعت قطر، أو شارفت على أن تصل إلى ما وصلت إليه قطر، أو لم تستطع أن تحقق ما حققته قطر. إن تلك الكلمات ليست صادرة عن مبالغة في التقدير والإعجاب والثناء، ولكنها تصف الواقع وتنقل الانطباعات كما يصرح بها الزائرون لـ «دوحة الخير» «دوحة العرب» «دوحة الجميع» والمتابعون - عبر الشاشات - لما يجري على أرضها من إنجاز وإعجاز. ومن المؤكد أن التاريخ سوف يسجل لـ قطر ولأمتها العربية ولمنطقة الخليج التي تمثل فيها مكان القلب من الجسد أن القطريين كانوا للبناء أهلا، وللإبداع موطنا وموئلا و للتنظيم صناعا وروادا، وسوف تعرف الأجيال اللاحقة أن «كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢» كانت استثنائية في ملاعبة، استثنائية في وقته، استثنائية في حضورها، لأنها كانت في قطر التي أصبحت ملء العين والبصر. وختاما نؤكد أن نجاح «الدوحة» في مهمتها الصعبة، وبلاءها بلاء حسنا في تنظيم أكبر حدث كروي عالمي يفرض عليها وعلى شقيقاتها الخليجيات والعربيات ألا يتنازلن - ولو للحظة - عن هذا المستوى من التألق والتفوق والإبداع. هنيئا لـ قطر نجاحها الفائق، وهنيئا للعروبة بقطر بل وهنيئا للعالم بقطر، ذلك البلد الذي أضحى كبير القيمة والمكانة والمقدار، وإن كان صغير المساحة قياسا ببقية الدول والأقطار، وإذا كان «المرء - كما قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم - بأصغريه قلبه ولسانه»، فإن الدول كذلك ليست بكبر الحجم وكثرة العدد، بل بعلو الهمة ونسبة التأثير. حفظ الله قطر أميرا وحكومة وشعبا، وإلى مزيد من النجاحات يا «دوحة» الخير، يا «أخت القمر».
933
| 23 نوفمبر 2022
مساحة إعلانية
في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست...
2199
| 22 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...
1074
| 25 سبتمبر 2025
في قلب الدمار، حيث تختلط أصوات الأطفال بصفير...
804
| 23 سبتمبر 2025
بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى،...
738
| 22 سبتمبر 2025
من يراقب المشهد السياسي اليوم يظن أنه أمام...
699
| 18 سبتمبر 2025
منظومة دراسية منذ القرن الثامن عشر وما زالت...
678
| 18 سبتمبر 2025
يُعدّ وعي المُستثمر بالقواعد والأحكام المنصوص عليها في...
648
| 21 سبتمبر 2025
منذ تولي سعادة الدكتور علي بن سعيد بن...
609
| 18 سبتمبر 2025
يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال...
516
| 24 سبتمبر 2025
يؤكد اهتمام جيل الشباب القطري بالخط العربي؛ تزايد...
501
| 21 سبتمبر 2025
يتداول في هذه الأيام في أغلب دول الخليج...
480
| 21 سبتمبر 2025
صاحب السمو أمام الأمم المتحدةخطـــــاب الثبـــــات علــى الحــــــق.....
471
| 24 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية