رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
متوجاً بابداعه الكبير رحل جورج جرداق "أكبر شعراء العالم العربي" كما وصفته مؤسسة عبد العزيز البابطين التي غنمت تكريمه على بعد أيام قليلة من رحيله ومنحته نهاية الشهر الماضي جائزة الابداع الشعري. آخر كبار الزمن الجميل، غادرنا في زمن الوجع العربي، والعقم الفكري، والتشتت الانساني.. رحل شاعر المشاعر الرومانسية والصور الوجدانية، ذات النكهة الفلسفية. لم يبخل على الاجيال بميراثه الثري من الابداعات الأدبية والدوواين الشعرية.. وهي إبداعات ليست حبيسة دفتي كتاب فقد حررتها حنجرة أم كلثوم بأغنيتها الرائعة "هذه ليلتي" حتى جعلت أشعار جورج جرداق على كل شفة ولسان على امتداد الوطن العربي. أسماء كثيرة لامعة في سماء الفن العربي تغنت بقصائد جورج جرداق نذكرمنها "نغم ساحر" لرياض السنباطي و"أنا لياليك" لنجاة الصغيرة و"سمراء النيل" لماجدة الرومي. ففي شعره ما يسحر الالباب وقد قال عنه الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب "إن في شعر جورج جرداق من الموسيقى ما لا يستطيع اللحن أن يجاريه أو يدانيه". ميراث جورج جرداق غزير ومتنوع بين الشعر والصحافة والكتب والموسوعات فكانت موسوعته "الإمام عليّ صوت العدالة الإنسانية" بأجزائها الخمسة: "عليّ وحقوق الإنسان" "بين عليّ والثورة الفرنسية" "عليّ وسقراط" "عليّ وعصره" "عليّ والقومية العربية". ثم أتبعها بملحق كبير بعنوان "روائع نهج البلاغة" وألّف أيضاً كتاباً عن صلاح الدين الأيوبي، وكتاب "العرب والإسلام في الشعر الأوروبي"، أمّا ميراثه الشعري فسلسلة دوواوين من الجواهر الشعرية: "أنا شرقية" بوهيمية" "آلهة الأولمب" "قصائد حب" "أبدع الأغاني". هذا العبقري الذي أبحر عميقاً في الفكر الإنساني، ليقدم لنا جوهرة أدبية فريدة تجمع الإحساس المرهف بالعمق الفكري، بصياغة فنية تطرب السمع والقلب.. صاحب الجواهر الشعرية النادرة إنتهت مسيرته عن عمر يناهز 83 عاماً شكلت علامة فارقة ستبقى محط اهتمام عشاق الفكر والكلمة. ولد جورج جرداق عام 1931 مصاباً بفيروس الإبداع، فقد ساهمت البيئة التي ترعرع بها باحتضان ذلك الفيروس، حيث كانت بيئته من من جماعة الفكر والعلم والأدب والشعر، وتأثر بشده بأخيه فؤاد حتى وجد نفسه في بحور ثقافة متنوعه، لها الأمداء والأغوار ما يشاء الخيال الخصب من أفكار. لم يطل الزمن كثيراً حتى خرج فيروس الإبداع من فترة الاحتضان داخل هذا الفتى الى مرحلة الظهور العلني في ربيعه الثامن عشر وكانت روايته الأولى "فاغنر والمرأة". هذا الشاعر الكبير، سكن الشعر قبل أن تسكنه القصيده، فعزف على أوتار الحروف حتى تماهت مع الموسيقى، واصطاد من بحور اللغة أعذب المعاني، ليقدم للابداع الانساني أجمل جواهر الكلام.
1456
| 09 نوفمبر 2014
حظي الخطاب الأول لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، باهتمام كبير من جميع وسائل الإعلام العربية والعالمية التي تنافست على قراءة مضمون الخطاب وتحليله وتفسيره وتأويله، وقد تقاطعت تلك القراءات في بعض الأحيان وتباينت أحيانا. غير أن أهمية الخطاب تكمن في عنصرين مهمين، أولهما أنه كان بمثابة إيذان بشروق شمس القيادة الشابة من دوحة العرب لتسطع أنوارها على العالمين العربي والإسلامي، وثانيهما أنه يبلور ملامح المرحلة المقبلة لنهج الحكم الذي اختاره أمير الشباب. صحيح أن جوهر الخطاب أكد أن الثابت والراسخ في سياسة سمو الأمير المفدى أنها ستكون امتدادا لنهج سمو الأمير الوالد، خصوصا في المبادىء والثوابت والمسلمات. لكن مع التمايز في الأسلوب والتكتيك والأدوات التي تحاكي تطلعات الشباب وروح العصر.وتتجلى هذه الروح في مضمون الخطاب الذي يستخلص منه اثنتا عشرة نقطة تغطي جميع القضايا التي تهم الداخل والخارج. لقد اختار سمو الأمير تميم أن يبدأ خطابه بالوفاء لأمير العز مشيدا بما صنعه سموه من إنجازات رائدة بلغت حد المعجزة الحقيقية في جميع المجالات، ملخصا سمات حكم صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بأنها علامة فارقة في تاريخ قطر، شهدت ثورة متدرجة وشاملة انتهت بإنجازات عملاقة، واصفا سموه بأنه شخصية فريدة تجمع الحكمة والعاطفة وحسن التخطيط والتدبير ويحظى بمحبة شعبه وله مكانة خاصة في قلوب الجميع. هذه المكانة اكتسبها سمو الأمير الوالد لأنه ـ كما يقول سمو الأمير تميم ـ تولى القيادة في قطر حين كانت دولة عالقة في الماضي غير قادرة على النهوض والتطور، فوضع مشروعا إصلاحيا ونموذجيا تحولت معه قطر من دولة بالكاد تعرف على الخريطة إلى دولة راسخة البنيان وفاعل رئيسي في السياسة والاقتصاد والإعلام والثقافة على مستوى العالم. ولذلك فإن باني دولة قطر الحديثة ورائد قطر ونهضتها غادر منصبه في خطوة غير مسبوقة وهو منتصب القامة وفي قمة عطائه. نجاح سمو الأمير الوالد بتحقيق معجزة النهضة التي أبهرت العالم، أثارت حسد الحاسدين الذين أساؤوا لقطر وأهلها. وعلى هذا الأساس جاءت النقطة الأولى في الخطاب وهي الأولوية التي حددها سمو الأمير تميم بالحفاظ على موقع قطر الذي ارتقى من دولة تصارع على بقائها ونموها إلى دولة راسخة المكانة والبنيان. وقد أوضح سموه أن الحفاظ على مكانة قطر يقوم على مبدأ تحقيق الفائدة لأهل قطر وإفادة الآخرين مع شرط بالغ الأهمية وهو تجنب الغرور لأنه يقود إلى الأخطاء بينما التواضع الذي عرف به القطرييون هو سمة الأقوياء الواثقين من أنفسهم. وجاءت النقطة الثانية لتكون العنوان الأبرز لعهد سموه وهو العدل والإنصاف، حيث قال سموه: إن ما يصنع الولاية الرشيدة عند الأمة هو العدل والصدق والقدوة الحسنة، مستلهما من القرآن الكريم الآية الكريمة: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل". أما النقطة الثالثة فكانت إعلان سمو الأمير المفدى استجابته لنداء الواجب وعزمه على حمل الراية التي سلمه إياها سمو الأمير الوالد بكل فخر واعتزاز على رفعها عاليا تماما مثل فعل الأسلاف العظام. وهو بذلك يؤكد عزيمة على إدارة شؤون البلاد بكل مسؤولية واقتدار. وجاء برنامج عمل سمو الأمير في المرحلة المقبلة في مضمون النقطة الرابعة التي تضمنها خطاب سموه وهي رؤية قطر 2030 واستراتيجياتها الوطنية وخططها التنفيذية. وهذه الرؤية تضع مصلحة قطر وشعبها على رأس سلم الأولويات التي تشمل الإنسان والمجتمع والاقتصاد والسياسة والهوية والثقافة. قد باتت الرؤية واستراتيجياتها معلومة من الجميع خصوصا وأن العمل جار على تنفيذها وفق خطط خمسية تضمن الارتقاء بجميع مقومات الدولة إلى أعلى المستويات العالمية، وتحقيق أرفع معدلات الرفاهية والنماء والازدهار للشعب القطري. النقطة الخامسة تناولت موضوعا التبس على البعض، ولذلك كان لابد من توضيحه، وهو أن تغير شخص الأمير في دولة قطر لايعني أن التحديات والمهام قد تغيرت لأن قطر أصبحت دولة مؤسسات، وهذا معناه أن مسؤولية كل وزارة ومؤسسة وهيئة أن تقوم بواجباتها وفقا للقانون بغض النظر عن المسؤول أو الشخص الذي يديرها. وبالتالي فإن استمرار العمل وفقا للأطر القانونية، يتطلب عملا دوؤبا لمواجهة التحديات التي تشمل الاستثمار في صناعة النفط والغاز والبنى التحتية وتنويع مصادر الدخل والاستثمار الواثق لصالح الأجيال. وقد شدّد سموه على أن التحدي الأبرز يبقى تنمية الإنسان بوصفه أغلى ثروات الوطن. وتناولت النقطة السادسة في خطاب سموه أولوية النهوض بالاقتصاد الوطني، وبناء المرافق العامة وتطوير الخدمات، وقطاع الشباب والرياضة، وإعادة هيكلة الوزارات لتقليل الازدواجية، بحيث تكون جميع المجالات العامة تحت مسؤولية وزارات واضحة ومحددة. وفي النقطة السابعة سلّط سمو الأمير المفدى الضوء على قضية بالغة الأهمية وهي الشفافية والجودة، حيث قال سموه: "عندما يتعلق الأمر بالتنمية البشرية لايقتصر الموضوع على مفهوم النمو كزيادة في معدل دخل الفرد بل يصبح الموضوع تحسن أدائه ونبل قيِّمه وجديته وإنتاجيته في العمل وإخلاصه لوطنه". وهكذا يرسم سموه الحد الفاصل بين النمو وبين التنمية الشاملة المستندة إلى جودة العمل والإنتاج وليس تخمة الثروة. ولذلك يوضح سموه أن الثروة دون معايير للتنمية تؤدي إلى إفساد الفرد ونشوء الشخصية الاتكالية وغير المنتجة. ويحدد سموه السبيل للوصول إلى الغاية المنشودة بتطوير الاستثمار في مجالات الصحة والتعليم والثقافة والرياضة، مشددا على النجاح ليس بحجم الاستثمار بل بالنتائج والمخرجات. وهذا الأمر يستدعي الشفافية والتوقف باهتمام كبير عند النتائج داعيا إلى عدم التهاون إذا لم تؤت الاستثمارات النتائج المطلوبة، وذلك حتى لاتتحول الفائدة المرجوة إلى ضرر. وحتى لايبقى هذا الموضوع البالغ الأهمية موضع تأويلات ملتبسة، فقد تحدث سمو الأمير بصراحة متناهية عن سبب عدم الحصول على النتائج المرجوة وقال: لاتتحقق النتائج المرجوة إذا حصل سوء تخطيط أو سوء إدارة أي باختصار سوء أداء ورعت تقارير غير صحيحة والتستر على أمور لايجوز التستر عليها وتحتاج إلى المعالجة الفورية. هذا الوضوح الذي يبشرنا بعصر الشفافية والجودة أضاف عليه سمو الأمير المفدى نقطة أخرى لاتقل أهمية وهي عدم المجاملة في التعيينات، حيث قال: "لايجوز أن يعتبر أحد أن له حق أن يتعيّن في منصب أو وظيفة عمومية دون أن يقوم بواجباته تجاه المجتمع والدولة". تقوم سياسة قطر الخارجية، على احترام قطر لالتزاماتها الإقليمية والدولية بما فيها الوعود الشفوية والعقود والمعاهدات، وقد حرص سمو الأمير على تحديد ماهو أعمق من ذلك حيث قال: نحن قوم نلتزم بمبادئنا وقيمنا، لانعيش على هامش الحياة، ولانمضي تائهين بلا وجهة ولاتابعين لأحد ننتظر منه توجيها لأنه أصبح السلوك المستقل من المسلمات في قطر التي تملك رؤية واضحة. فقد كانت بشرى لكل المظلومين والمضطهدين في العالمين العربي والإسلامي، حيث أعلن سمو الأمير المفدى أن أبواب قطر مشرعة أمام كل مظلوم وأمام كل طالب حق، مؤكدا أنها ستبقى كعبة المضيوم، مثلما قالها مؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد ورددها بعده سمو الوالد، وستبقى قطر على هذا العهد في نصرة المظلومين. وعلى هذا الأساس يأتي انحياز قطر إلى قضايا الشعوب العربية والوقوف مع تطلعاتها للعيش بحرية وكرامة بعيدا عن الفساد والاستبداد. وفي موازاة ذلك النقطة الثامنة تكرس الانفتاح والتوازن في العلاقات الدولية والإقليمية، وذلك استنادا إلى مبدأ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في الانفتاح على دول الشرق والغرب في أمريكا وأوروبا وآسيا وإفريقيا. مع الحرص على الحفاظ على أفضل العلاقات مع جميع الحكومات والدول. إن ما تضمنه خطاب سمو الأمير يعتبر برنامج عمل متكامل للعهد الجديد في قطر، والذي سيكون عهدا ذهبيا ساطعا بفضل روح العصر وحيوية الشباب التي أضافها سموه على النهج العريق المستمد من رؤية سمو الأمير الوالد. وسيبقى هذا الخطاب مرجعا لكل الإعلاميين والدبلوماسيين والمهتمين بالشأن القطري.
752
| 30 يونيو 2013
تعيش قطر حدثا سعيدا ومجيدا وفريدا غير مسبوق لكنه ليس مفاجئا لأن المتابع لسياسة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يدرك أن سموه يعمل وفق رؤية طموحة واضحة المعالم ويسير نحوها بخطوات مدروسة لا تعرف التسرع والارتجال. وهي خطوات رائدة أصبحت نموذجا وقدوة يقتدي بها الآخرون. وعلى هذا الأساس فإن مبادرة سموه الرائدة والنوعية بنقل السلطة إلى سمو الشيخ تميم ولي العهد ليصبح أميرا للبلاد كانت متوقعة ولم تكن مفاجئة ليس لأن الإعلام تداولها قبل مدة ولكن لأن صاحب السمو مهد لها منذ سنوات وأعلن مضمونها في كثير من الخطب والمناسبات كان أبرزها ما أشار إليه في كلمته في الدورة الحادية والأربعين لأعمال مجلس الشورى نوفمبر الماضي: إننا نعمل ونصْب أعيننا مصالح المجتمع والإنسان القطري، وندرك في الوقت ذاته أنَّ مهمة قيادة الدّولة هي تدبير شؤون البلاد في الحاضر، والنظر إلى المصالح بعيدة المدى. والتفكير بمستقبل الأجيال القادمة. بهذا المعنى أوضح سموه بشكل قاطع أن قيادة الدولة ليست حصرية بشخص معين بقدر ما هي حسن التدبير وحسن التخطيط لمستقبل الأجيال. ولذلك فإن لحركة التاريخ متطلبات لا يمكن تجاهلها وقد لخصها سموه في ختام كلمته أمام مجلس الشورى بقوله: "حقبة جديدة تبدأ في الوطن العربي من محيطه إلى خليجه. وقطر المتطلّعة نحو المستقبل والمتجدّدة باستمرار متصالحة مع نفسها ومع قيمها ومنسجمة في مسيرتها مع حركة التاريخ نحو مستقبل أفضل. وتبقى مصالح المجتمع والإنسان القطري في مقدمة أولوياتنا واهتماماتنا". وفي الأسابيع الأخيرة جاءت كلمة سمو الأمير خلال افتتاح منتدى الدوحة لترسم صورة واضحة ودقيقة عما ما يعتزم القيام به حيث قال: "إن ما أنجزناه بتدرج محسوب في دولة قطر أمر مطلوب في المرحلة التاريخية التي نعيش فيها ". إذا لم يكن هناك تسرع في الخطوات ولا حرق للمراحل بل كان كل شيء يتم بتدرج محسوب وتلك هي عين الحكمة والصواب حيث التدرج هو سنة الحياة فلكل شيء أوان وميقات. واستنادا إلى ذلك فإن سمو الأمير المفدى قدم للعالم نموذجا للقائد الذي يقرن الأقوال بالأفعال ومثالا يحتذى لكل الزعماء في كيفية المواءمة بين السياسة والمواقف تجاه القضايا الخارجية وبين ما يمارسه ويقوم به من خطوات عملية في السياسة الداخلية. لقد كان بإمكان سمو الأمير أن يحجب الأضواء عن السياسة الداخلية لكنه اختار الشفافية عنوانا لسياسته في الداخل والخارج فهو عندما يتحدث عن ضرورات التاريخ لإحداث التغيير الذي تتطلبه المجتمعات الحديثة لم يلزم نفسه بحصرية قيادة عملية التغيير بل رأى أن جيلا من الشباب بات قادرا على تولي دفة القيادة بعدما أثبت هذا الجيل جدارته التي أبهرت العالم وكان من بينها إدارة ملف قطر 2022. وكان بإمكان المراقبين أن يلاحظوا أن سمو الأمير أعلن عن ثقته الكبيرة بقيادة جيل الشباب وعزمه على نقل السلطة إلى رمز القيادة الشابة والطموحة الممثلة بسمو الشيخ تميم عندما أوكل إليه مهمة إطلاق إستراتيجية التنمية الوطنية في مارس 2011 خصوصا وأن الإستراتيجية تشمل كل مفاصل السياسة الداخلية التي تهم الشعب القطري. وقد تجلت ثقة الأمير بقدرة الشباب على إدارة شؤون البلاد بقوله في خطاب التنحي عن الحكم: "لقد حان الوقت أن نفتح صفحة جديدة في مسيرة وطننا يتولى فيها جيل جديد المسؤولية بطاقاتهم المتوثبة وأفكارهم الخلاقة فقد أثبت شبابنا في السنوات الماضية أنهم أهل عزم وعزيمة يستوعبون روح عصرهم ويدركون ضروراته إدراكا عميقا ويدركون كل جديد فيه ويساهمون بفكرهم في التجديد والإبداع". إن سمو الأمير في توصيفه الدقيق لقدرات الشباب يؤكد أن انحيازه التام للمستقبل المشرق الذي تتوق إليه جميع الشعوب وهذا المستقبل يصنعه الشباب. لزمن هو زمانهم ولمرحلة تاريخية هي مرحلة الشباب ولذلك فقد اختار أن يطلق مبادرة ربيع الشباب العربي عبر تسليمه الشعلة لقائد الشباب في قطر والعالم العربي سمو الشيخ تميم. ويأتي اختيار سمو الأمير لهذا القائد الشاب لتسلم الراية وحمل المسؤولية من منطلق قوله: "إنني على يقين أن تميم سيضع مصلحة الوطن وخير أهله نصب عينيه وستكون سعادة الإنسان القطري غايته الدوام ". بهذا اليقين يطمئن سمو الأمير الشعب القطري إلى أن هذه القيادة القادرة على تحقيق رفاهية الإنسان القطري لديها من الخبرة والدراية على إدارة شؤون البلاد وإدارة الملفات الخارجية حيث يقول: "هاهو المستقبل يا أبناء الوطن أمامكم إذ تنتقلون إلى عهد جديد ترفع الراية فيه قيادة شابة تضع طموحات الأجيال القادمة نصب عينها وتعمل دون كلل أو ملل من أجل تحقيقها مستعينة في ذلك بالله أولا وبأبناء الوطن وبما اكتسبته من خبرة ودراية في الحكم وإدارة شؤون البلاد ومعرفة عميقة بالواقع في منطقتنا وعالمنا العربي بالذات". كلام سمو الأمير فيه الرد الشافي والكافي على أصحاب الهواجس من القيادة الشابة فالنجاح في إدارة شؤون البلاد سيكون مطابقا للنجاح في التعامل مع ملفات السياسة الخارجية لما يملكه الشيخ تميم من معرفة عميقة بالواقع العربي. إن مبادرة سمو الأمير تعتبر بمثابة ثورة بيضاء أطلقت ربيع الشباب الذي سيزهر حتما في الوطن العربي وستصبح الدوحة القدوة والرمز وعاصمة ربيع الشباب العربي.
752
| 26 يونيو 2013
عندما ينظر المرء الى الوطن العربي من مغربه حتى مشرقه فانه لا يرى شخصية اخذت على عاتقها قضية التعليم كما فعلت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر التى تقود انشط حركة عربية — عالمية لتكريس حق التعليم للجميع كحق من حقوق الانسان حيث يرتكز نشاطها فى هذا المجال الى مقومات راسخة تمتد الى عقد ونيف من الزمن والى خطوات عملية ومبادرات نوعية والى مناصب دولية ومسؤوليات كبيرة تبوأتها سموها ابرزها المبعوث الخاص لليونسكو للتعليم الاساسى والتعليم العالى الى جانب كونها عضو الفريق الدولى رفيع المستوى لاهداف الالفية الانمائية الخاصة بالتعليم. لقد حفلت مسيرة سموها بالكثير من الجهود الجبارة والمبادرات النوعية للنهوض بالتعليم والتى تركت بصمة مضيئة على جبين الانسانية وكان اخرها مبادرة "علم طفلا " التى اعلنتها خلال مؤتمر القمة العالمى للابتكار فى التعليم "وايز" بهدف خفض عدد الاطفال المحرومين من التعليم الاساسى فى مختلف انحاء العالم والذين يقدر عددهم بحوالى 61 مليون طفل. واستحقت تقديرا امميا واسعا مازالت اصداؤه تتردد فى اروقة الامم المتحدة. هذه المبادرة جاءت تتويجا لجهود سموها المميزة ضمن الفريق الدولى رفيع المستوى لاهداف الالفية حيث سجلت حضورا ساطعا خلال اجتماعات الفريق فى سبتمبر الماضى وشاركت الامين العام للامم المتحدة باطلاق مبادرته "التعليم اولا" مما جعل مبادرة سموها "علم طفلا " بحجم التطلعات الاممية خصوصا وانها قدمت رؤية عملية لانقاذ ملايين الاطفال من براثن الامية التى تفتك بهم بدون ان تفرق بين عرق ولون بل تتوجه للجميع بدون استثناء. ولعل اهمية هذه المبادرة انها الوحيدة على مستوى العالم التى استجابت لناقوس الخطر الذى اطلقته الامم المتحده وتحدث عنه تقرير اليونسكو بشأن وجود ارقام مذهلة عن الامية فى العالم والتى تبلغ قرابة 775 مليون رجل وامرأة وهذا الامر يتطلب عملا مشتركا على مستوى الحكومات كما يتطلب تمويلا دوليا للنهوض بالتعليم يصل الى 16 مليار دولار سنويا. ان مبادرة سموها التى اتخذت من ملايين الاطفال المحرومين من الدراسة حيزا لعملها هدفت ايضا الى وضع المجتمع الدولى امام مسؤولياته عشرات الملايين من البالغين الذين لايجيدون القراءة والكتابة. ولذلك كانت كلمة سموها أمام الاجتماع العالمى حول التعليم للجميع الذى عقد بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة / اليونسكو/ بالعاصمة الفرنسية ذات وقع كبير واثر بالغ فى نفوس صناع القرار والجهات المعنية.حيث حذرت سموها من ان مشكلة بحجم مشكلة التعليم لا يمكن علاجها بالمشاعر والنوايا الحسنة بل بخطوات عملية تبدأ بالانتقال من اروقة الاجتماعات الى ميادين العمل لوضع اليات التطبيق. لقد خاطبت سموها الحكومات والشركاء العالميين ومنظمات المجتمع المدنى محذرة من ان هدف الالفية الانمائية الخاص بالتعليم للجميع يواجه تحديات كبيرة لا يمكن تطويعها الا بطموح كبير وجهود عملية اكبر ولذلك اطلقت سموها مبادرة جديدة لانقاذ الجميع من استحقاق عام 2015 وهو الموعد الذى حددته الامم المتحدة لتحقيق اهداف الالفية حيث وجهت الدعوة الى اجتماع يعقد فى الدوحة فى شهر ابريل المقبل يقدم فيه المشاركون اجراءات تنفيذية لتحويل الاستراتيجيات الخاصة بالتعليم الى خطط وبرامج عملية. وعلى هذا الاساس فان صاحبة السمو تنفرد بكونها الشخصية العالمية الوحيدة التى لاتكتفى بالمشاركة فى حمل اعباء التعليم بل تساهم باثراء المناقشات الدولية حول ازمات التعليم وتبادر الى اطلاق المبادرات وتقديم المقترحات وتنفيذ الخطوات على ارض الواقع التى يلمسها الجميع. ان هذه الرؤية العملية لواقع التعليم التى تقدمها صاحبة السمو للعالم سبق ان ترجمتها بانجازات نوعية رائدة فى مسيرة التعليم التى تشهدها قطر كما سبق ان حصدت بعض الدول العربية ثمارها حيث الجميع يذكر مبادرتها لدعم التعليم العالى فى العراق ومبادرة الفاخورة لدعم التعليم فى غزة وغيرها فى الكثير من الدول العربية. وبهذا المعنى فان صاحبة السمو لا تكتفى بصنع ربيع التعليم العربى بل تهدى العالم ربيعا تعليميا ينتظره الملايين.
680
| 24 نوفمبر 2012
ربيع اللغة العربية يزهر في الدوحة الشيخة موزا تتبنى المشاريع الهادفة لاستعادة امجاد لغة الضاد سموها طرحت التحديات لتفتح افاق الافكار لبلورة المقترحات للنهوض باللغة نهضة اللغة بجعلها وعاء معرفيا ولغة علم قادرة على مواكبة مخرجات التعليم سبعة تحديات تواجه عملية النهوض باللغة العربية لهذه الأسباب منتدى الدوحة سيحقق التطلعات اللغة العربية باتت هاجسا يقلق جميع المعنيين فى الوطن العربي. وقد شهدت العواصم العربية فى السنوات الاخيرة حراكا واسعا لحماية اللغة من زحف العولمة التى تسربت الى مفاصل حياتنا اليومية بصورة تهدد الهوية والتراث.غير ان هذا الحراك الذى جاء عبر مؤسسات اكاديمية ومدنية لم يثمر خطوات عملية وبقى فى اطار الطموحات. ولهذا ارتفع منسوب انعقاد الامال على منتدى النهوض باللغة العربية الذى شملته صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر برعايتها ودعمها وتفضلت بافتتاحه خصوصا ان جلساته تجمع المجامع اللغوية كافة سواء تلك الموجودة فى الدول العربية أو فى دول المهجر مما يجعل اعماله ثرية فى اوراق العمل واستعراض التجارب وتبادل الخبرات واستخلاص الرؤى لمواجهة الغزو الثقافى المتعدد الجهات الذى تتعرض له اللغة العربية. وعلى هذا الاساس يمكن اعتبار منتدى الدوحة للنهوض باللغة العربية نقطة تحول فى الحراك العربى نظرا لما سيتمخض عنه من توصيات ومبادرات تترجم الطموحات الى خطط استراتيجية وبرامج عمل تطبيقية. ولعل ما يزيد الامل بان ربيع اللغة العربية سيزهر فى منتدى الدوحة هو ما تفضلت به صاحبة السمو فى كلمتها التى كانت بمثابة برنامج عمل متكامل للنهوض باللغة العربية وضعته امام المشاركين فى المنتدى. لقد حرصت صاحبة السمو ان تستهل كلمتها بالحديث عن اهمية اللغة العربية ومكانتها: "فحيثما تحضر اللغة العربية يصبح المكان وطنا فاللغة توطن النفوس والوعى والثقافة وتصنع الهوية، والحديث عنها هو حيث اصيل ومباشر عن الثقافة والهوية والوجود وعن الوجود الحضارى للامة ". وانطلاقا من مبدأ ان احياء اللغة يعنى احياء أمة فان السبيل الى النهوض باللغة العربية يواجه تحديات جمة تستوجب تحديدها وحصرها لكى تسهل معالجتها من قبل الخبراء واهل الاختصاص ولذلك تضمنت كلمة صاحبة السمو ابرز تلك التحديات التى يمكننى استنباطها فى سبع نقاط: التحدى الاول: عدم مواكبة اللغة للعصر مما جعلها لغة منابر وارشفة وتدوين. التحدى الثاني: غياب اللغة العربية عن البحث العلمى والمعامل والمختبرات بسبب ضآلة الميزانيات المرصودة عربيا لتمويل برامج البحث العلمي. التحدى الثالث: ضعف حركة التأليف والنشر والترجمة فى الوطن العربى علما بان لغتنا كانت قبل مئات السنين لغة علم وادب وتثاقف مع الحضارات. التحدى الرابع:عدم مواكبة اللغة لمخرجات التعليم فى مجتمع المعرفة والاقتصاد الرقمي. التحدى الخامس: الترابط بين واقع الامة وواقع اللغة باعتبار ان لغة الضاد لن تنهض من خارج نهضة الضاد وبالتالى فان "احياء اللغة لا ينفصل مشروع احياء الامة التى ينبغى ان تكون حرة فكريا وقوية اقتصاديا ومستقلة سياسيا " التحدى السادس: غياب الرؤية الاستراتيجية التى تجمع المبادرات الرسمية والاكاديمية للنهوض باللغة العربية التحدى السابع: تفعيل دور الشباب واستثمار طاقاتهم لنهضة اللغة وتنميتها باعتبار ان الشباب هم القوة الاكثر تأثيرا فى احياء اللغة او موتها. ومما لا شك فيه ان هذه التحديات تتطلب جهدا دؤوبا وعملا جماعيا خصوصا وان مسؤولية الاحوال المؤسفة التى وصلت اليها اللغة العربية تقع على الجميع حيث اكدت سموها ان مسؤوليتنا جميعا ان نعيد الى اللغة مكانتها كما كانت عليه قبل مئات السنين. لقد حرصت صاحبة السمو ان تضع التحديات والمسؤوليات امام الخبراء المشاركين فى المنتدى من عمالقة اللغة واساتذة الادب والفكر لكى تستنهض هممهم وتحفز افكارهم لوضع خططهم الاجرائية لتحويل اللغة العربية الى لغة حية حيث خاطبتهم قائلة: " قصدت من الاجتماع بكم المساهمة فى اثارة الاسئلة واترك لكم ولعلمكم وخبراتكم البحث عن الكيفيات التى تكفل المساهمة فى احياء اللغة ". ان كلام صاحبة السمو عبر عن التقدير الكبير لاهل العلم والاختصاص من رؤساء مجامع اللغة العربية وأساتذة ورواد اللغة العربية من جامعات العالم الإسلامى الذين يقع عليهم الجزء الاكبر من المسؤولية وتعقد عليهم الامال وبما ان الامال المعقودة مشرعة على كل الطموحات فقد ارتأت سموها ان تطرح واحدا من اهم الاهداف المنشودة من المنتدى وهو "وضع برامج لتنمية لغوية تجعل العربية وعاء معرفيا فى صميم التنمية المستدامة ولغة علم قادرة على مواكبة مخرجات التعليم العالى والبحث العلمى فى مجتمع المعرفة " هذا الهدف الكبير لم يختصر طموحات صاحبة السمو خصوصا وانها تتطلع الى توحيد جهود التعريب واصدار معجم عربى موحد والتنسيق المتواصل بين مجامع اللغة العربية مثلما تتطلع الى خروج المنتدى بمقترحات استراتيجية وخطط طويلة المدى. لقد بشرنا خطاب صاحبة السمو بان نتائج هذا المنتدى ستكون بحجم تطلعات الشعوب العربية خصوصا وان سموها تعهدت بتبنى كل ما يساعد على النهوض باللغة العربية. ولقد عودتنا صاحبة السمو ان المشروع الذى تتبناه سرعان ما يتحول الى انجاز ينبض بالنجاح والعطاء. وبذلك يمكن القول ان الثغرة التى كانت تواجه منتديات اللغة العربية فى مختلف العواصم وتحول دون اتخاذ عملية على ارض الواقع لن تكون موجودة فى منتدى الدوحة الذى سيخرج بمبادرات وخطط عملية واجرائية تلبى الطموح وتطلق موسم ربيع اللغة العربية.
1030
| 30 مايو 2012
كان من المفترض أن يحتفل اللبنانيون بالذكرى الرابعة لاتفاق الدوحة الذي أنقذ لبنان من حرب أهلية طاحنة. وكان من المفترض أن تترجم الحكومة اللبنانية عبارة "شكراً قطر" المزروعة في قلوب اللبنانيين بخطوات ترد الجميل لقطر حكومة وشعبا. لكن تجار السياسة في لبنان ـ هذا البلد الذي أنعم الله عليه بأجمل طبيعة، وابتلاه بأسوأ طبقة سياسية ـ انقلبوا على أنفسهم ومبادئهم قبل أن ينقلبوا على الاتفاق الذي أحيا الأمل في نفوس اللبنانيين. لقد كان من غرائب الصدف أن تتزامن الذكرى الرابعة لاتفاق الدوحة مع قرار النصيحة بعدم سفر القطريين إلى لبنان وهو القرار نفسه الذي اتخذته حكومات الإمارات والبحرين والكويت. وكان وقعه شديد الألم في نفسي وفي نفوس كل اللبنانيين الأحرار، نظراً لما ينطوي عليه من دلالات سياسية بالغة الأهمية توحي بأمرين جوهريين أولهما غياب الثقة بقدرة الحكومة اللبنانية على السير في طريق الحلول السياسية للخروج من دوامة التجاذبات الإقليمية وثانيهما أن الساحة اللبنانية انكشفت أمنيا وباتت على شفير الانزلاق نحو دوامة العنف والفوضى. ربما كان يمكن النظر إلى الأمر وكأنه مجرد غيمة صيف يمكن تجاوزها بسهولة لو جاء قرار حظر السفر من دولة أوروبية أو أجنبية فقد اعتاد اللبنانيون خلال العقود الماضية على قرارات كهذه لكن أن يأتي القرار من قطر فإن الموضوع يكتسب أهمية خاصة ذلك لأن قطر شملت لبنان بالرعاية والاهتمام والدعم بما لا تختصره كلمات ولا تعبر عنه مواقف وشعارات. فما قدمته قطر يفوق الوصف والتعبير ويستحق من كل لبناني الثناء والتقدير. لقد بادرت قطر بالدعم يوم أحجمت كل الدول المتقاسمة للنفوذ في لبنان وقدمت بسخاء يوم احتجبت جميع الدول عن المساعدة والعطاء. والأكثر من ذلك أن كل ما فعلته قطر لأجل لبنان لم يرتبط يوما بمقابل أو بمصالح ولا بمشاريع سياسية كحال سائر اللاعبين الإقليميين والدوليين على الساحة اللبنانية.. فالكل يجمع على أن قطر لم تشترط حصة في وزارة أو برلمان لتقديم الدعم ولم تفرض الإملاءات لتسمية وزير أو وكيل.. قطر ساعدت لبنان بعيدا عن كل المكاسب، كما هو حال أبنائها الكرام يهبون لفعل الخير ونجدة كل محتاج ولا يرتجون جزاء أو شكورا حسبهم أنهم يقرضون الرحمن قرضا حسنا. إن عطاءات قطر للبنان لا يمكن تعدادها وحصرها، فهي سيرة مجيدة يكتبها التاريخ في صفحات مشرقة لتنير عقول الأجيال المقبلة أما ما قدمته قطر للبنانيين المقيمين على أرضها فتلك حكاية أخرى تتجسد فيها أسمى معاني الرعاية والأخوة والإيثار ومآثرها خالدة في الأذهان ترددها قلوب وألسنة أبناء الجالية حتى بلغ بهم الأمر أن يتوقوا إلى الدوحة أكثر مما يتوقون إلى وطنهم خصوصا أن الرعاية الخاصة التي شملتهم بها قطر جعلتهم يشعرون بالحصول على حقوق وامتيازات لا يحصلون عليها في بلدهم. لقد كانت قطر الدولة الوحيدة التي شرعت أبوابها للبنانيين إبان حرب يوليو 2006 وسمحت لهم بالدخول دون تأشيرات وقدمت لهم الكثير وفتحت أمامهم فرص العمل وأبواب التوظيف في جميع المؤسسات واحتضنتهم بأرقى مستويات الكرم والضيافة الأخوية. أمام كل هذه العطاءات أشعر بمرارة أشد من الحنظل إذ كيف يغمرك أهل الدوحة بكرم الضيافة والرعاية وأنت تقف عاجزا عن القيام بالواجب ورد الجميل لأهل الدوحة.. قاسية تلك اللحظة التي يشعر فيها اللبناني المقيم في الدوحة بأن حكومته عاجزة أو متواطئة أو مقصرة عن تقديم أصول الكرم والضيافة لكل مواطن قطري يطأ أرض لبنان. لكن ما يدفعني للكف عن جلد الذات هو أن حكومة لبنان باتت عاجزة عن توفير الأمن والاستقرار لشعبها وهاهي أخبار الانفلات الأمني تتصدر نشرات الأخبار وهاهي الصراعات المذهبية تعم المناطق وهاهي لغة السلاح والمليشيات تعود إلى الأحياء والزواريب.. إنها بداية الانزلاق إلى أتون الحرب والفوضى التي طالما بذلت قطر الجهود الجبارة للحؤول دونها وإنقاذ لبنان عبر إحياء مؤسساته الدستورية ورئاساته الثلاث وأن يعمه الاستقرار والسلام والازدهار.. لقد أرادت قطر أن يكون لبنان وطنا لجميع أبنائه فإذا بالطبقة السياسية اللبنانية تعيده ساحة إقليمية للصراعات والتجاذبات.. نستودع الله لبنان وأهله.
1297
| 21 مايو 2012
مساحة إعلانية
في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست...
2109
| 22 سبتمبر 2025
في قلب الدمار، حيث تختلط أصوات الأطفال بصفير...
765
| 23 سبتمبر 2025
من يراقب المشهد السياسي اليوم يظن أنه أمام...
699
| 18 سبتمبر 2025
بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى،...
690
| 22 سبتمبر 2025
منظومة دراسية منذ القرن الثامن عشر وما زالت...
666
| 18 سبتمبر 2025
يُعدّ وعي المُستثمر بالقواعد والأحكام المنصوص عليها في...
636
| 21 سبتمبر 2025
منذ تولي سعادة الدكتور علي بن سعيد بن...
606
| 18 سبتمبر 2025
يؤكد اهتمام جيل الشباب القطري بالخط العربي؛ تزايد...
489
| 21 سبتمبر 2025
يتداول في هذه الأيام في أغلب دول الخليج...
480
| 21 سبتمبر 2025
لم يَـبْـقَ موضعٌ في القلب العرباوي لم تنل...
450
| 22 سبتمبر 2025
بين الحين والآخر، يتجدد في مجتمعاتنا الخليجية نقاش...
447
| 17 سبتمبر 2025
ها هي أنديتنا الممثلة لنا في مسابقاتها الخارجية،...
447
| 19 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية