رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مع إعلان الدولة عن أكبر موازنة في تاريخها للسنة المالية 2014/2015 والتي تبلغ 225.7 مليار ريال وبزيادة بلغت نسبتها 3.5% عن موازنة العام الماضي ، يُدرك المواطن القطري جلياً ما توليه الدولة والقيادة الحكيمة حفظها الله من حرص واهتمام نحو تنمية شاملة في جميع النواحي يلمسها المواطن ويكون عاملاً مهماً في تنفيذ كل تفاصيلها كونه هو المستهدف الرئيسي وهاجس الدولة ومحور اهتمامها الدائم .ومن هنا نلاحظ على مدى الأعوام الماضية ما ترصده الدولة من ميزانيات ضخمة لبنية تحتية على طراز عالمي مُتقن يرتقي لمستوى الخدمات المتميزة التي تعمل الدولة على توفيرها لكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، بالإضافة أيضاً إلى ضمان توفير الرفاهية والعيش الكريم للمواطن ليصل في السنوات الأخيرة الماضية إلى أعلى دخل فرد على مستوى العالم ولله الحمد والمنة، وكل ما تقوم به الدولة من خطط لتنفيذ هذه التنمية الشاملة تأتي وفق ما هو مخطط له من خلال استراتيجية التنمية الوطنية 2011/2016 والتي تعكس رؤية قطر الوطنية 2030 .الميزانية الحالية خُصص جزء كبير منها ووفق تقديرات المصروفات لاستكمال وتنفيذ المشاريع التنموية من خلال رصد 87.5 مليار ريال للمشاريع الرئيسية، وأقف عند هذه النقطة بالتحديد لاسيما وأنها تندرج تحت مسار التنمية الوطنية والتي امتدت على مدى الأعوام الماضية من موازناتها والتي كان أيضا للمشاريع الرئيسية نصيب الأسد منها، إلا أننا ومع مرور السنوات تلو السنوات ولا زلنا وللأسف الشديد نعاني من نفس المرض العضال من سوءٍ لتنفيذ هذه المشاريع ناهيك عن التأخير في إنجازها في الوقت المحدد وكل هذا يعود بوجهة نظري إلى سوء التخطيط وعدم تحمّل الأمانة بصدق وإخلاص من قبل المسؤولين عن هذه المشاريع.وما حدث الأسبوع الماضي من فضيحة مدوية لمشروع طريق سلوى السريع وكشفٍ للمستور يعد خيانة كبرى للأمانة في تنفيذ المشاريع وفق ما هو مرسوم له، ويجعلنا للأسف لا نفرح كثيراً عند قيام الدولة بتخصيص الحصة الأكبر من ميزانيتها لهذه المشاريع "الضخمة والطموحة " على الورق و" الفاشلة " عند التنفيذ والتطبيق!!لأنها وببساطة لا تذهب إلى الجهات الأمينة التي تخشى ربها وتقدر حجم الأمانة الملقاة على عاتقها، مئات المليارات دفعتها الدولة على مثل هذه المشاريع وكأنها ترميها في أعماق البحر دون حسيب ورقيب ولو أنها أنفقتها في بضع سنين على قارة بأكملها لأصبحت جنة الله في أرضه!!ورغم الطفرة التي تشهدها الدولة في كافة المجالات وامتلاكها لكل مقومات النجاح والتميز إلا أننا عندما نقوم بالتخطيط والتنفيذ لمشروع حيوي نُصابُ بارتجاج دماغي يصاحبه عتهٌ حاد مع غباءٍ مفاجئ ولا نعلم ما هو سببه .. هل يعود إلى المبلغ القياسي المرصود لتنفيذ هذا المشروع؟ أم لأن القائمين على هذه المشاريع لم يعتادوا على مثل حجم هذه المشاريع؟؟!! أمرٌ غريبٌ بالفعل، فبشهادة الجميع نحن مبدعون ومتميزون في عقد المؤتمرات الدولية وفي تنفيذ المشاريع الاستثمارية العملاقة خارج قطر، ولكن الأمر مختلف تماماً عندما ننوي إقامة مشاريع حيوية داخل البلاد فتبدأ الحالة تتفاقم شيئا فشيئاً حتى ينكشف المستور إما بفعل العوامل الطبيعية أو بفعل تدقيق مالي يكشف حجم السرقات والاختلاسات!!ولعل مشروع مطار حمد ليس عنّا ببعيد وهو أكبر دليل على مدى ما نعانيه من فساد وتخبط ولا مبالاة، ونأمل ألا تنتقل العدوى لمشروع الريل الذي تعوّل عليه الدولة كثيرا في المستقبل القريب وجعل الكل يتحمل ضريبة قيامه من خلال إغلاق الطرق الحيوية وزيادة الازدحام المروري.تعبنا من التمني الذي لم يبقَ لنا سواه كمواطنين بأن يتم محاسبة المقصرين الذين سعوا في الأرض تهاوناً وتجاوزاً من خلال سوء التخطيط والتنفيذ، نتمنى أن يكونوا عبرة لغيرهم ومعاقبتهم مهما كان حجمهم أو مناصبهم، فقطر ليست لأحدٍ دون أحد بل هي للجميع وأمانة في أعناقنا ما كتب الله لنا من حياة .
785
| 02 أبريل 2014
بقدر ما حققته وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة من ثورة تكنولوجية غيّرت من وجه العالم بأكمله وحولته إلى قرية صغيرة يتبادل أهلها من البشرية جمعاء الأخبار والمعلومات في ثوانٍ معدودة ودون أي عوائق أو حواجز تعترضها، بقدر ما أحدثته هذه الثورة الإعلامية من وعي وإدراك لدى الناس جميعاً وبأن العالم ليس كما كان وإنما كما يجب أن يكون إلا أن هناك أمراً مؤلماً يقف خلف هذه الثورة المذهلة أفرزتها الايدي التي تسيئ استخدام هذه التكنولوجيا لتترجمها إلى نتائج عكسية وبالها سيطول الجميع ولن تكون إلا لصالح من يضمرون في قلوبهم الشر لمجتمعاتنا وبلداننا.ما تشهده مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة في " تويتر والفيس بوك " على مستوى منطقتنا الخليجية يجعلنا نتحسر ونندم على وصول هذه الوسائل لأيدينا بعد أن حولناها وللأسف إلى ساحات معارك وسباب بين مواطني دولنا الخليجية وبمباركة بعض المسؤولين والرموز الذين كنا نظن بأن لديهم من الحكمة ورجاحة العقل ما قد يجنّب مواطنيهم المستوى المتدني من الحوار!!فتنة الإعلام الاجتماعي الساقط الذي روّج له البعض من مستخدميه ومغرديه أثّر بشكل كبير علينا نحن أبناء المجتمع الخليجي الواحد حتى أصبحنا وكأننا نعيش في العصور الغابرة ولا همّ لنا سوى نشر الشائعات والأكاذيب والافتراءات على بعضنا البعض، حتى شكلت بدورها أزمات وتوترا في العلاقات بين دولنا وتباعدت معها القلوب وزادت الشحناء، كل هذا يحدث لأن العقول الحكيمة غابت وطغت الرويبضة ودعاة الفتن على المشهد وأصبحوا هم نجوم هذه الزمن الذي تزايدت فيها الفتن والمصائب!!ولو كنا نعي ما يدور حولنا من مؤامرات وخطط تحاك ضد منطقتنا الخليجية لتيقنّا بأننا لن نجنى من الفرقة والعداء سوى الذلة والهوان، وإن استمر بنا الحال على ما هو عليه فإننا بلا شك سنكون فريسة سهلة للأعداء الذين ليسوا ببعيد عنّا ويتربصون بنا ليل نهار ويحتلون أراضينا ونحن نتساهل أمرهم ولا نتساهل مع بعضنا البعض للأسف!وكم هي تائهة هذه الأمة عندما تحيد عن منهجها الذي رسمه لها رسولنا الكريم قبل 14 قرنا وتضيع معها عزتها وشرفها عندما تتعمد ترك طريق الصواب وتسلك طريق الضياع والهلاك، سياسة رسمها لنا الصادق الأمين وأخبرنا بأحوالنا في آخر الزمان إن سلكنا طريقاً آخر وبما ستكون عليه أحوالنا عندما قال صلى الله عليه وسلم: " يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا، قُلْنَا: مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: لا، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ، قِيلَ: وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ".فاصلة أخيرةالعاقل والكيس مناّ من يعتزل هذه الفتنة، ويعلم أنه لا خير فيها طالما أنها تدق على مسامير الحقد والكراهية ولن نجني منها إلا الضعف والذلة والهوان.
1595
| 31 مارس 2014
تترقب الشعوب العربية اجتماع القمة العربية الخامس والعشرين اليوم في دولة الكويت الشقيقة، وهي كما هي العادة في كل اجتماع يحدوها الأمل بأن يلتم شمل هذه الأمة المشتتة، والتي أصبح لا يجمعها إلا عاملا الدين واللغة بينما قلوبهم شتى منذ زمن بعيد ولم يتفقوا مرة واحدة على أمر واحدٍ بالإجماع منذ نشأة المنظمة عام 1945، ومع هذا فإنه قد يكون هناك بصيصٌ من الأمل تنطلق من خلاله الأمة نحو طريق الوحدة والتكامل والقوة.وبما أننا كشعوب عربية استمدت ثقافتها السياسية من منظمتها "العتيدة" تعودنا أن نختلف في كل شيء ولو كان أمراً تافهاً، إلا أننا نتفق دائماً في أمر واحدٍ لم يتغير على مدى 68 عاماً من عمر الجامعة العربية وهي الجملة التي غالباً ما تتردد على أسماعنا في افتتاحيات القمم العربية وفي ختامها وتضعها صحفنا العربية بالمانشيت العريض على صدر صفحاتها الأولى بأن " هذه القمة تنعقد والأمة العربية تمر بمنعطف خطير للغاية تتزايد معها حجم المخاطر والتحديات التي تمر بها المنطقة"!!سبعة عقود مرّت وشعوبنا العربية من سيئ إلى أسوأ، والقضايا العربية المحورية لم تجد حلاً لها وأصبحت من سابع المستحيلات، كل هذا يحدث لأن ما بني على أساس ضعيف لن يتحمل البقاء وقتا أطول، وهذه المنظمة بُنيت على ضعف وزادت ضعفاً ووهناً مع مرور الوقت وتراكمت القضايا الجسيمة على كاهلها ناهيك عن الحالة المزمنة التي تعانيها أمتنا العربية من التشرذم والفرقة، وهذه بلاشك جعلتهم فريسة سهلة أمام كل عدو متربص وأصبحت أرضاً خصبة لمروجي الفساد والفتنة واللعب على وتر الانقسامات والاختلافات بين الدول بعضها البعض وانعكاساتها الخطيرة على الشعوب العربية!!نأمل أن تكون قمة الكويت هي قمة "عفا الله عما سلف" و"آن الأوان لنبذ الخلافات لنبني أوطاننا ونرفع من شأن شعوبنا"، فالأمم من حولنا تسير بخطى سريعة نحو مستقبلها المشرق ونحن لا نزال في أتون نفقنا المظلم لا هم لنا إلا تخوين بعضنا للبعض الآخر وتجييش شعوبنا لكراهية أشقائه من الشعوب العربية، يكفينا سطحية وانحدارا وللنهض بشعوبنا حتى ينهض بدوله ويرفع من هامتها للمجد والعزة.فاصلة أخيرة" عاشت أمتنا العربية "عبارة كناّ نرددها كل صباح في طابور المدرسة نأمل أن تعود يوماً ما وتعود معها الألفة والمحبة بين الشعوب العربية.
1047
| 25 مارس 2014
وضعت لنا شريعتنا السمحاء دستوراً نقياً يدعو البشرية جمعاء إلى التحلي بمكارم الأخلاق والتمسك بمبادئها التي ترفع من قدر الإنسان وتعلي من شأنه، فكان لابد على كل مسلم أكرمه الله بهذا الدين وعظم ما يمتلكه من مبادئ وقيم سامية تجعله من أفضل من يعيش في هذا الكون "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ" آل عمران 110.من أعظم وأسمى هذه المبادئ بر الوالدين وطاعتهما وما لها من مكانة عظيمة أقرها رب العالمين وجعلها مقرونة بطاعته " وقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا " الإسراء 23، وانطلاقاً من هذه الطاعة العظيمة التي جاءت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والذي أوصى بالتمسك بهذه العبادة في أكثر من موقف وموضع تبين مدى الأهمية التي يوليها هذا الدين العظيم للوالدين ولكبير السن بشكل عام فعن أسيد عن أبيه علي بن عبيد، عن أبي أسيد قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فجاء رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله هل بقي من بر والدي من بعد موتهما شيء أبرهما به؟ قال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما، فهذا الذي بقي عليك.. وعن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال: إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم { صححه الألباني.من هنا ارتكزت التشريعات التي شرعها القانون في قطر وأقرها الدستور في مادته الحادية والعشرين والتي تنص على أن "الأسرة أساس المجتمع قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن وينظم القانون الوسائل الكفيلة بحمايتها وتدعيم كيانها وتقوية أواصرها والحفاظ على الأمومة والطفولة والشيخوخة في ظلها"، ولهذا تقوم المؤسسة القطرية لرعاية المسنين "إحسان" منذ إنشائها بترجمة هذه المبادئ والقيم والقوانين التي ارتكزت كلها على تعاليم هذا الدين العظيم إلى خدمات متميزة على أرض الواقع تقدم بكل حب وامتنان لآبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا من كبار السن عرفاناً وتقديرا لما قدموه لأبنائهم ولوطنهم من تضحيات وعمر أفنوه في خدمتهم دون أي منةٍ أو تقصير. ولضمان تقديم أفضل الخدمات التي يحتاجها كبار السن في قطر كان لزاماً على مؤسسة "إحسان" أن تقدم أفضل الخدمات وأجودها وأن تتوجه لكبار السن في منازلهم وبين ذويهم دون تكبيدهم عناء الذهاب إلى مقرها، وقد جاء مشروع برنامج الرعاية المنزلية كأول تحدي يواجه المؤسسة في إثبات قدرتها على تخطي حدود مقرها لتقديم خدمات متميزة موجهة إلى المسن في عقر داره وبين أفراد أسرته وذويه وسط ترقب ودهشة من قبل الفئة المستهدفة إلى أن أصبح هناك تفهم وقبول من قبلهم لاسيما وأن الخدمات التي تقدم لكبار السن تتمثل في الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية والعلاج الطبيعي والتغذية ويقدمها متخصصون في هذه المجالات، وفي فترة وجيزة زادت هذه الفرق لتصل إلى أربعة فرق تغطي شريحة كبيرة من فئة كبار السن في مساحات كبيرة من قطر.
809
| 19 مارس 2014
لم يسبق لمجلس التعاون الخليجي أن تعرض لانتكاسة كبيرة وسابقة لم يشهدها منذ نشأته قبل 33 عاماً كمثل ما يتعرض له في هذه الأيام، تناقض غريب وتصرف غير حكيم وغير متوقع من دول شقيقة جعلوا اختلاف رؤاهم السياسية مع سياسة قطر الخارجية شماعة يعلقون عليها اتخاذ آرائهم ويتسترون خلفها، ولكن إذا علم السبب بطل العجب!! في كل القضايا الخارجية التي تتعاطى معها السياسة القطرية لم تكن هناك أي سرية تُذكر ولم يكن لقطر أي تصرف يوحي بأنها تتعمد إلحاق الضرر أو الإساءة بأي طرف يُذكر ناهيك إن كان هذا الطرف من الأشقاء بدول المجلس لأنها تعتمد الشفافية والصراحة المبنية على الواقع الذي نعيشه في هذه الظروف العصيبة، بل على العكس فرغم تباين المواقف والرؤى السياسية بينها وبين الدول الخليجية تجاه بعض القضايا العربية كالقضية المصرية او السورية إلا أنها مع ذلك أبدت احترامها وعدم تدخلها في هذه المواقف والرؤى ولم تبدِ أي نوايا من شأنها زعزعة العلاقات بينها وبين هذه الدول الشقيقة.والغريب في الأمر عندما يتحدث البيان "الثلاثي الخليجي" المنفرد عن باقي أعضاء المجلس ويقول بأن قطر تتدخل في الشئون الداخلية لهذه الدول!! بينما الحقيقة التي لم تُعلنها هذه الدول أن السبب هو سياسة قطر الخارجية تجاه القضايا العربية والإقليمية وعلى رأسها القضيتين المصرية والسورية والتي بوجهة نظرهم أنها تخالف سياساتهم وهي بمثابة التدخل في شئونهم الداخلية!!إذن من الواضح أنهم يريدون لقطر أن تنتهج بمنهجهم وتكون دولة "إمعة" لا مبدأ لها ولا رأي لها وبوصلتها السياسية تكون بيد غيرها حتى لا يفسر ذلك بأنه عداء لمبادئ ومصالح هذه الدول!!مشكلة هذا التحالف الثلاثي أنه خرج منفرداً برأيه وبمعزل عن الدول الخليجية الأخرى رغم أن هذا مخالف للــ اللائحة التأسيسية وقوانين مجلس التعاون الخليجي، وهم الذين كانوا يرددون مقولة أن " قطر تُغرد خارج السرب " ولكن الحقيقة تنافي إدعاءاتهم، وكان من الواجب عليهم أن يعقدوا إجتماعاً طارئاً للمجلس ومشاورة الدول الخليجية وتحت قبة واحدة وفي جو ديمقراطي لمشاورة أشقائهم حول هذا الأمر، ولكنهم للأسف لم يدر بخلدهم أن منظومتنا الخليجية نشأت في ظروف عصيبة وتمر الآن بظروف أصعب وتحديات جسيمة وهي حتى الآن لم تحقق أي هدف يسمو إلى تطلعات شعوبها، ولعل هذه الخطوة غير الحكيمة قد تكون احد مسامير نعش هذه المنظمة!! نعلم علم اليقين أن شعوب المنطقة تتألم كثيراً لما وصل إليه حال دولنا من تفرق واتهامات متبادلة بالتدخل في شئون البعض وعدم تحقيق أي هدف منذ إنشاء هذا المجلس، ولكن يبقى الدم الذي يسري في عروقنا كشعوب خليجية هو الرابط الذي يربط بعضنا البعض والرافض لكل صور ردات الفعل التي من شأنها أن تخلق التوتر والفرقة بين دولنا وشعوبنا.حتى العمل الإعلامي الخليجي الذي نعول عليه كثيرا في تماسك شعوبنا لم يسلم من هذا القرار غير العقلاني، اتهامات وسب وقذف وتخوين في وسائل الإعلام التقليدية ومواقع التواصل الاجتماعي حتى أصبحت هذه الوسائل ساحة للتعارك والسباب!! وحتى الروح الرياضية لم تسلم هي الأخرى من هذه الخلافات بل زادت من سعيرها بعد أن ربطتها بقراراتها السياسية وقطعت من خلالها أي تعاون بين بعضها البعض دون أي تعليق من قطر وعزاؤها الوحيد قاله كل من كان له علاقة بالوسط الرياضي في قطر بثنائهم على قطر ومسئوليها وأهلها الطيبين. فاصلة أخيرةأمر مؤسف يجعلنا نقرأ الفاتحة على روح منظومتنا الخليجية ونصلي عليها صلاة الميت من غير إمام!! فما دامت الحكمة غائبة فلننتظر استفحال الفتن التي لعن الله موقدها، ولنُشمت بنا الأعداء من حولنا والذين كانوا هم الأولى بسحب سفرائهم منها لاسيما وأنهم محتلون لجزر احداها وداعمين لجماعات تخريبية في الثانية والثالثة !!
1188
| 12 مارس 2014
تُعدّ المجاملة فنًّا من الفنون الإنسانية الجميلة التي عرّفها المتخصصون بأنها فن الإرضاء، حيث إنها تُعطي فكرة طيبة عن صاحبها أمام الآخرين وهي سريعة الانتقال ولها وقع إيجابي على القلب، ودائماً ما تكون حاضرة عند التعامل الرسمي أو الاجتماعي، ويُعتمد على هذا الفن كثيراً عند دراسة فن الإتيكيت والبروتوكول والذي أصبح مهماً ومطلوباً لدى الساسة وصناع القرار وكل شخصية اجتماعية مرتبطة بالجمهور.ولأننا أصبحنا غارقين في بحر المجاملات " الغثة والسمينة " حتى أصبحت هي اللغة التي نتقنها جيداً وخصوصاً مع أعدائنا الذين يحتلون أراضينا ويغتصبون حقوقنا ويمارسون أعتى الأساليب الخبيثة مع دولنا وشعوبنا المغلوبة على أمرها، ومع هذا التاريخ الأسود الذي تلعب فيه المجاملة دوراً كبيراً في رسم الشخصية العربية المهزوزة أمام مرأى الأمم والشعوب إلا أننا ما زلنا نتفنن في اتباع آخر صرعات هذا الفن وتغليفه بجملٍ إعلامية ودبلوماسية توحي للمتابع بأننا دول تحرص على تعزيز علاقتها مع الدول المتقدمة وبأنه لابد من المجاملة الدبلوماسية لأنها هي التي ستجلب المصالح لنا وهي لغة التحاور في زمن العولمة والقرية الكونية الواحدة !!من الأمور التي تؤكد أهمية المجاملة وأنها أصبحت من العوامل المهمة التي طرأت على العلاقات الاجتماعية ما قام به المسؤولون في شبكات المواقع الاجتماعية بتخصيص يوم الأول من مارس من كل عام يوماً عالمياً للمجاملات والمديح والتهنئة المتبادلة مع الأصدقاء أو الجيران أو الزملاء في العمل وكذلك الأهل، ويكفي خلال هذا اليوم كتابة رسالة على صفحة " الفيسبوك " أشهر المواقع الاجتماعية على الإنترنت والخاصة باليوم العالمي للمجاملات أو إرسال نص التهنئة أو المجاملة على حساب موقع تويتر لإهداء التهنئة لمن تحب بمناسبة هذا اليوم.ودون أدنى شك بأن المجاملة أو المدح عند الغرب يختلف كثيراً عندنا نحن العرب، فالعرب مجاملتهم ومدحهم في كل ساعة ويوم ويحرصون على أن يعرف تفاصيلها القاصي والداني وتدون لها الكتب والقصائد وتُنشر لها الإعلانات في الصحف وتُخصص لها الدول ميزانيات ضخمة وبنوداً أسمتها بمسمياتها الفارغة كــ بند الهدايا والمنح وغيرها من بنود المُجاملة، يعني قصة ليس لها نهاية !! بينما الغرب والأجانب بشكل عام ليس لديهم إفراط في هذه المسألة لأنهم ليس لديهم وقت لها ويستغلون أوقاتهم في الأمور التي تهمهم فبمنظورهم المجاملة ليست إلا تعبيراً إنسانياً ليس مستمراً وإنما له أوقات معينة ومحددة ووفقا لما تقتضيه الحاجة !!كم هم مساكين العرب، كرماء في التعبير عن مجاملتهم للآخرين ونسوا أنهم ليسوا إلا عرقاً ذليلاً تقاسمت ثرواته الأعراق الأخرى التي لا تعوّل كثيرا على هذا الأسلوب الهامشي !! فاصلة أخيرة قال أحد الحكماء: لا تبالغ في المجاملة حتى لا تسقط في بئر النفاق، ولا تبالغ في الصراحة حتى لا تسقط في وحل الإساءة.
3064
| 02 مارس 2014
أثبتت قطر منذ أوائل الألفية الثانية وبفضل من الله ثم بفضل سياستها الحكيمة، أنها تسير بخطىً طموح وثابتة نحو مستقبل مشرق يجعلها في مصاف الدول المتقدمة في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية والصحية والرياضية، هذه الخطى الحثيثة أكدها عدد من التقارير من العديد من المنظمات المعنية بهذه الأمور، ولعل آخرها ما تضمنه تقرير التنافسية العالمية لعام 2013 / 2014 والذي يصدر سنوياً عن المنتدى الاقتصادي العالمي باعتبارها أكثر الاقتصادات تنافسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تبوأت قطر المركز الأول على المستوى العربي والثالث عشر على المستوى العالمي.تقرير التنافسية العالمية بطبيعته يسلط الضوء على غالبية دول العالم ويقيس درجة التنافسية بينها بكل تجرد وحيادية، ويتضمن قياس تطور المؤسسات والبنية التحتية، وبيئة الاقتصاد الكلي، والصحة، والتعليم العالي، والتدريب، وكفاءة سوق السلع، وكفاءة سوق العمل، وتطور الأسواق المالية، والجاهزية التقنية، وحجم السوق وتطور الأعمال، وهو يستند بشكل عام إلى مؤثر التنافسية العالمي الذي حدده منتدى الاقتصاد العالمي عام 2004، ويعتمد على العديد من المؤشرات التي ترتكز بدورها على بيانات رسمية وآراء لآلاف المسؤولين التنفيذيين في البلدان التي يشملها المسح.هذا الإنجاز والتميز لم يأتِ بلا شك من فراغ، وإنما جاء نتيجة عمل متفانٍ ومخلص تحت إدارة منظومة متكاملة تسابق الريح للوصول إلى مثل هذه المنجزات، وجعل قطر من الدول الرائدة والسباقة في كل المجالات. هذه المكانة التي احتلتها قطر جعلتها محط أنظار العالم أجمع وحديث الدول والشعوب، ومدى ما حققته هذه الدولة الصغيرة بحجمها والكبيرة بعطائها من إنجازات في بضع سنين، حتى وصلت إلى ما هي عليه من مكانة عالية تستحق من الجميع احترامها وجعلها نموذجاً يحتذى بين الأمم والشعوب.ومن هنا كان لزاماً على الدولة مقابل هذه المكانة العالمية والنجاحات المتتالية على كافة الأصعدة بأن يكون لديها عددٌ لا بأس به من المتحدثين أو الناطقين الإعلاميين القطريين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والرياضية وغيرها من المجالات، يستطيعون من خلالها أن يعكسوا مدى التطور والتقدم الذي تحظى به قطر، وقادرين أيضاً على مواجهة أي هجمات إعلامية شرسة من وسائل إعلام أو أفراد يريدون أن ينشروا أكاذيبهم وتزييف الحقائق على الجمهور، في ظل غياب الطرف الآخر، وهي الحالة التي نعاني منها كثيراً في قطر، خصوصاً هذه الفترة وبعد الربيع العربي الذي قلب الموازين وأصبح للإعلام دوره الفعال في تشكيل الرأي العام، وتجييش الشعوب ضد الخير أو الشر.ما يهمنا نحن في قطر أن تكون لدينا كوكبة من الإعلاميين المؤهلين والمدربين، كل في مجاله سواء السياسي أو الاقتصادي أو الرياضي حتى يتبنى وجهة نظر قطر في أي موضوع قد تُزَجُّ قطر في تفاصيله، وتكون الحاجة ملحة جداً لأن يكون الصوت القطري حاضرا وجاهزا لكل السيناريوهات الإعلامية المتوقعة.فندرة وجود متحدثين إعلاميين قطريين في وسائل الإعلام المختلفة، يضع قطر في إحراج كبير بالنظر إلى ما تملكه من وسائل إعلامية عملاقة، تحتم عليها أن يكون لديها صفٌ محترف من الإعلاميين القطريين القادرين على يكونوا خير سفراء لبلدهم في هذه الوسائل. هذا الأمر يحتِّم ضرورة أن تكون لدينا مؤسسة متخصصة ولديها الإمكانات البشرية والمادية لاستقطاب العدد الكافي ممن لديهم الكفاءة والقدرة، على أن يكونوا متحدثين إعلاميين متميزين مفرغين للعمل في هذا الشأن، ويتم تدريبهم وفق أعلى المعايير العالمية التي يتطلبها الإعلام الحديث، وألا يقتصر فقط على الوسائل الإعلامية التقليدية كالقنوات الفضائية أو الإذاعة أو الصحافة، وإنما حتى وسائل التواصل الاجتماعي الحديث الذي أصبح هاجس شعوب العالم بأجمعه.لا بد ألا يخلو تدريب هؤلاء الإعلاميين من التعامل بحرفية مع أي وسيلة إعلامية، وبضبط النفس الذي من شأنه أن يؤثر كثيراً على المتلقي، وتسهم في إقناعه بوجهة نظره، وألا يَغفل حتى عن صغائر الأمور التي قد يكون لها تأثير فعال في المتلقي، كالإيماءات الجسدية التي من الممكن أن تكفي عن الكلام الكثير، وتوصل رسالة إيجابية في أقل جهد ووقت!!وإن أردتم أن تعرفوا أهمية هذا الأمر فتابعوا ما توليه الدول العظمى من اهتمام في أن يكون لديها متحدثون إعلاميون بارعون في الخطاب السياسي أو الاقتصادي أو الرياضي، لكي يصلوا من خلالهم إلى أهدافهم المنشودة بأي ثمن كان وبأي طريقة كانت!!فاصلة أخيرةيجب أن نزرع حب الوطن والانتماء والثقة بالنفس لدى أبنائنا، وأن نعودهم على أن يتحملوا الأمانة التي وضعها الأجداد والآباء في أعناقهم.. عندها سيكون كل قطري متحدثا لبقا لا يشق له غبار، ولن يتجرأ أحد حينها على المساس بكرامته ووطنه.
1289
| 18 فبراير 2014
من يتأمل جيداً في تفاصيل هذه الحياة ويُراقب عن كثب وتيرتها السريعة وصفحاتها التي تطويها الأيام والسنين بآلامها وأفراحها وتناقضاتها وعدم دوام أحوالها؛ يعرف ويتيقن بأنها فعلاً لا تستحق مناّ التشبّث بها وبملذاتها، فهي لم تدم للأنبياء والرسل والعلماء والأئمة والملوك والأمراء والحكام والأغنياء وأصحاب النفوذ.فالمتعظ الكيّس يعلم بأنه لن ينال من هذه الدنيا الفانية إلا ما ينفعه لأخراه وحياته الأبدية، فيعمل جاهداً على نيل رضا الخالق باتباع أوامره واجتناب نواهيه والتحلي بخلق سيد الخلق عليه الصلاة والسلام حتى ينال خير هذه الدنيا والفوز بجنة عرضها السماوات والأرض.كم ممن هم تحت الثرى يتمنون أن يعودوا للحياة ليعملوا ولو لدقيقة واحده عملا صالحاً يرجون فيه رحمة الله ورضوانه، ولكن هيهات له ذلك لأن الله أمهله عمره الذي كتبه له في الحياة الدنيا فلم يزده ذلك إلا غفلة وتصدي عن آيات ربه (يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى) حينها لن تنفعه الذكرى ويكفيه ما أسلفه من قديم دهره وحديثه، وسيندم على ما كان قد سلف منه من المعاصي إنْ كان عاصياً، ويود لو كان ازداد من الطاعات إنْ كان طائعا (يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي)، يتمنى أنه قضى حياته كلها في طاعة الله حتى يلاقيه وهو من من أهل اليمين السفرة البررة الذين رضي الله عنهم وأرضاهم ووعدهم وعد الصدق أن تلكم الجنة التي أورثتموها.فحق علينا أن نتمعّن في آياته العظيمة عندما وصف هذه الدنيا بقوله سبحانه وتعالى: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ) الكهف: 45.وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة" يعنى العيشة الهنية الراضية الباقية هو عيش الآخرة، أما الدنيا فإنه مهما طاب عيشها فمآلها للفناء، وإذا لم يصحبها عمل صالح فإنها خسارة.وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "يؤتى بأنعمِ أهلِ الدنيا من أهل النارِ يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقالُ: يا ابن آدم؛ هل رأيت خيراً قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب. ويؤتى بأشد الناس بُوساً في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ صبغة في الجنةِ فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط؟ هل مر بك شِدة قط؟ فيقول لا والله، ما مر بي بؤس قط، ولا رأيتُ شِدةً قط". رواه مسلمفإلى متى ونحن نعيش عيشة الغافلين ولا نتعظ من أحداث هذه الحياة، فكم هم من الأحباب والأصحاب ممن عاشوا بيننا وجمعتنا بهم ذكريات جميلة وهاهم تحتضنهم الأرض ولا أنيس لهم ولا سامع لهم إلا رب العزة والجلال، وسيأتي اليوم المحتوم الذي نكون فيه مثلهم لا ولد ولا صاحبة ولا صديق ولا مال يستثنينا منه ولن تبقى لنا إلا أعمالنا الصالحة هي طوق نجاتنا وخلاصنا من نار وقودها الناس والحجارة، أجارنا الله وإياكم منها.فاصلة أخيرةربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
2482
| 04 فبراير 2014
من أهم الصفات البارزة فى شخصية المتقاعد عدم تعوّده على الشكوى لغير الله، ولأن الشكوى لغير الله مذلة يقول هذا المتقاعد بنبرة حزينة لم يدر بخلده يوماً ما بأنه سيمر بها، يقول انه لم يعدُّ نفسه لمثل هذه المرحلة من اللاعمل والفراغ المميت حسب تعبيره، حتى وصل به الاحساس بأنه من بعد ما كان عنصرا فاعلا فى بناء مجتمعه أصبح مجرد ماض قديم طوته الكتب وأخفت ملامحه غبار السنين الطوال!! يقول الرجل ان ما زاد الحِملُ حِملاً زائداً على هم الفراغ وما يتبع التقاعد من مشاكل نفسية لا حدود لها، اختلاف الراتب التقاعدى وهبوطه الى أدنى مستوياته بحيث لا يفى من خلاله باحتياجاته واحتياجات أسرته بعد سنوات طوال من خدمة وطنه وتفانيه بعمره وصحته من أجلها، يقول: هل هذا هو جزاؤنا بعد العمر الذى أفنيناه فى خدمة الوطن؟! ألم يحن الوقت الذى نستحق فيه أن نترفه من خيرات بلادنا وأن نُمضى ما تبقى من أعمارنا فى راحة بال وسعادة؟!! ويُكمل الرجل حديثه بأنه تابع بحرص كبير ما تناولته وسائل الاعلام قبل ما يقرب العام بأن الزيادة ستغير ملامح الراتب التقاعدى وبأن ما كان يتقاضاه المتقاعد فى السابق من راتب ضئيل لا يفى باحتياجات أى متقاعد سيكون من الماضى ولن يعود أبداً!! الا أن هذا الأمر الجديد حسب رأيه أصبح أمراً مستبعداً وغير متوقع وكأنه قنبلة صوتية كان الهدف منها قياس آراء المواطنين حول هذه الزيادة فى الرواتب ليس الا!! يضيف هذا المتقاعد بأن الحديث عن زيادة الرواتب أخذ حقه وزيادة فى المجالس والتجمعات وأماكن العمل فى وزارات الدولة ومؤسساتها، حتى أصبحت وكأنها اشارة انطلاق للتجار للبدء فى رفع المواد لاستهلاكية والعقارات وكل ما تحتويه اليابسة والماء والهواء من خيرات!! يقول الرجل وبطريقة ساخرة لا يغيب عنها حالة القهر والحزن، " يضحكون علينا وكأننا أطفال لا نعى ما يقولونه.. وليتهم يحسون بما نحس به ويعانون كما نعانى من شغف العيش وغلاء المعيشة!! "، كل يوم نسمع أحد المسئولين فى الصحف والتلفاز ليدلى بفتواه حول هذه الزيادة وبأن هناك تعديلات تخدم جميع المواطنين من الموظفين وأيضا المتقاعدين لتضمن لهم الحياة الرغيدة والسعيدة.وعن التوجيهات الأميرية فى الاكتتاب بأسهم شركة مسيعيد التى ليست بغريبة على أميرنا المحبوب، يعلّق الرجل بأن أميرنا أكرمنا أيضاً فى لسابق بزيادة الرواتب ورفع سقفها الى الحد الأعلى الذى يضمن حياة رغيدة لكل مواطن بمن فيهم المتقاعدون، الا أن من يقومون بتنفيذ هذه المكرمة الأميرية السخية هم أنفسم من يعوقون تنفيذها بأسرع وقت!! ويختم هذا الرجل بقوله " يكفينا فلسفة قانونية فارغة لا هدف لها إلا تأخير أى مبادرة أو قانون تنصب فى مصلحة المواطن، وحتى هذه الأسهم الأخيرة لا نثق بها ولا نعوّل عليها كثيرا طالما كانت الأداة التنفيذية هى المتحكم والمتصرف بكل ما يتعلق بها.. وفى النهاية " اللقمة العودة لهم والفتافيت لنا.فاصلة أخيرة البورصة والبنوك هما الجهتان الرابحتان و" بشدة " من أسهم مسيعيد.. وتبقى ال 50 % من أموال القُصّر المجمدة فى البورصة هى بمثابة جهاز الانعاش لقلبها العليل!!
839
| 13 يناير 2014
رغم الطفرة التي تشهدها الدولة على كافة الأصعدة وما تملكه من مقومات وإمكانيات هائلة جعلت قطر في مصاف الدول الغنية، ورغم الكم الكبير من الخطط والرؤى التي وضعتها الدولة بشكل عام وما تمخض عنها من خطط استراتيجية لوزاراتها وهيئاتها ومؤسساتها وحتى الجمعيات الخيرية والاستهلاكية والمهنية، ولا نستغرب إن وضعت بعض الدكاكين ومحلات العطارة وبيع الملابس الجاهزة أيضا استراتيجيتها تماشياً مع " موضة الخطط الاستراتيجية " التي أصمت آذاننا " وجابت " لنا " الحارق "!! فإلى متى ونحن رغم ما نعانيه من سوء تخطيط وتنفيذ أسوأ للعديد من مشاريعنا التنموية إلا أنه ما زالت تنطلي علينا هذه الأضحوكة المسماة بـ "التخطيط الاستراتيجي" وأنه لزاماً علينا أن ننتظر جني الثمرات مهما شاب هذه الخطط من أخطاء جسيمة قد تؤثر كثيراً على مسار التنمية التي نطمح لها. تعبنا كثيراً ونحن نتابع خطوات هذه الخطط ولا نرى أي جديد يذكر إن كان ذلك على مستوى البنية التحتية والطرق وحول هذه الجزئية بالذات كنت أتمنى من كل قلبي أن يتعلم من يدير هذه المشاريع ولو جزءاً يسيراً ممن يديرون مشاريع الطرق بمدينة دبي، فلا تكاد تمر سنة على دبي إلا ونجد فيها تغييراً ملحوظاً في طرقها مع إضفاء اللمسة الجمالية عليها، بينما " ربعنا الأشاوس " عطلوا الحركة المرورية و" بهدلونا " في طول فترة التنفيذ السيئ وفي الأخير يلقون اللائمة على الشركة المنفذة!! أما الصحة والتعليم والتي كان لها نصيب الأسد "وعفواً على ذكر كلمة الأسد لأنها تذكرني بالطاغية بشار " أقول كان لها الحصة الكبرى من ميزانيات الدولة الأعوام الماضية إلا أنها لا ولن ترتقي لطموحاتنا طالما استمرت على هذا النهج السيئ في إدارة هذين القطاعين الهامين. وأختم قولي المرير هذا بآخر إفرازات هذه الخطط الاستراتيجية العقيمة وما حدث من " فضيحة " لمنتخبنا " الأجنبي " في خليجي 21 لكرة القدم، وكل ذلك يعود إلى التخطيط السيئ وعدم مراعاة إشراك العنصر القطري في صنع أي إنجاز، فكيف لنا أن ننتظر نتائج وإنجازات ونحن نسعى إلى تغييب المواطن عن القيام بدوره وإعطاء الفرصة للأجانب لتحقيق هذا الإنجاز، معادلة يصعب فهمها ولا نقول إلا "حسبي الله على من أوصلنا إلى هذه المرحلة. ويكفينا تطبب يا ناس"!! فاصلة أخيرة تعريف التخطيط الاستراتيجي كما جاء في كتاب " فن التطبب في قطر " والذي وزعت منه آلاف النسخ (التخطيط الاستراتيجي هو التخطيط لـ " لا " شيء ثم معرفة مسببات الـ "لا" شيء ثم التفكير في الطريقة التي يتم من خلالها إيجاد علاج ناجع لهذا المسمى بـ "لا" شيء مما قد يستغرق عشرات السنين من البحوث والدراسات والاختبارات والعينات للوصول إلى نتيجة تفسر هذا الـ "لا" شيء " والحسابة تحسب)!!
579
| 02 يناير 2014
أكثر من 12 عاماً مرت، بدقائقها وساعاتها وأيامها وشهورها وسنينها، ألماً ومعاناة قلما يمر بها أي إنسان، يتعرض في كل تفاصيلها للذل والتعذيب والقهر، ولولا إيمانه العميق بأن الفرج بيد الخالق عزوجل، لفقد عقله ولما استطاع أن يتحمل كل هذه الضغوط، التي مارسها من يدّعون بأنهم من صنعوا وأرسوا دعائم الديمقراطية والعدل والمساواة!! أسيرنا القطري علي بن صالح الكحلة المري، أثبت للعالم بأسره حقيقة الغطرسة والعنجهية، التي تمارسها السلطات الأمريكية، ليس فقط للعرقيات المختلفة، وإنما حتى لسكانها وشعبها، في سبيل تحقيق مبادئهم وقوانينهم الظالمة، علي المري قَدِم إلى الولايات المتحدة بصفة شرعية كطالب مُبتعث من قبل دولته؛ لإكمال دراسة الماجستير، ولم يدر في خلده أبداً أن حظه العاثر الذي جاء به قبل يوم فقط من أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، سوف يُدخله في عالم المجهول وظلم وتعسف هذا البلد، الذي جاء ليتعلم فيه ويأخذ شهادته بعد فترة وجيزة، ليجد نفسه متهماً ولكن بدون أي دلائل، ويُسجن ظلماً وبهتاناً لثماني سنوات، دون أن يُحاكم أو توجه له أي تهمة!! مرّت كل هذه السنوات وعلي المري في عزلة تامة ونسيان وتجاهل، وكأن التحدث عن قضيته جريمة يُعاقب عليها القانون!! مع يقيننا بأن هناك الكثير من المتعاطفين معه ويتمنون لو يستطيعون أن يقدموا له شيئاً، ولكن ليس بيدهم شيء، هذا الأمر أثار انتباه المحاميين الأمريكيين أندرو جيه سافاج وجوناثان هافيتز، اللذين تطوعا للدفاع عن علي المري بعد أن خذله الجميع ووقفت الظروف كلها ضده!! مورست ضد أسيرنا علي المري شتى أنواع وصنوف العذاب طيلة السنوات التي قضاها في عدد من السجون الأمريكية، حتى أن محاميه سافاج أبدى استغرابه من قوة تحمله وصبره على هذه الإجراءات التعسفية، التي تمارس ضده، ومع مرور هذه السنوات، يعاني علي المري من أمراض عدة تستلزم من السلطات الأمريكية الافراج عنه وتسليمه لبلاده، ولكن للأسف ليس هناك تحرك يُلفت نظر العالم بأجمعه لقضية هذا المواطن القطري، وبضرورة الإفراج عنه فوراً وإن كانت هناك أحكام عليه أن يقضيها في سجون بلاده، وألا يستمر هذا الظلم عليه!! من هنا قامت ثُلة من الرجال المخلصين في قطر بتشكيل لجنة لتخفيف وإنهاء معاناة أسيرنا القطري، وسميت هذه اللجنة بــ " لجنة أصدقاء علي آل كحلة " ووضعت لها أهدافاً وخطوات مرسومة، ودعت هذه اللجنة إلى أن تكون هناك وقفة تضامنية مع الأسير أمام مبنى السفارة الأمريكية يوم 22 مارس القادم، لمطالبتهم بإنهاء معاناة علي وسرعة الإفراج عنه وعودته لبلاده وأهله. ونحن هنا ندعو دولتنا الفتية وإعلامنا ومسؤولينا وكتابنا وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة لأن يقفوا مع الأسير علي المري، فلقطر ولله الحمد اليد الطولى في إنهاء العديد من الأزمات، وساهمت في تبني العديد من المصالحات بين الدول والشعوب، ولعل وساطتها الأخيرة للإفراج عن الرهينة السويسرية سيلفيا ايبرهارت، التي أُختطفت قبل عام في اليمن لهي أكبر دليل على حسها الإنساني ورسالتها السامية في إفشاء السلام والعدل على كافة أرجاء المعمورة، ومن المؤكد أن لـ أسيرنا القطري علي المري الحق في أن تُطالب دولته بأن يُفك أسره ويعود لبلاده وأهله في أقرب وقت، وقد حان الأوان لطي صفحات معاناة هذا الأسير، الذي سطّر أروع صور الصبر والجلد أمام جلادين لا يخافون الله في عباده. فاصلة أخيرة شكراً لمن ساهم وسيساهم في دعم الوقفة التضامنية مع الأسير علي المري، والتي سيكون لها أثر إيجابي في الإفراج بعون الله عنه، ونسأل الله أن يبارك في جهودهم ويجعلها في موازين أعمالهم.
1161
| 02 يناير 2014
جاءت قرارات القمة العربية الرابعة والعشرين هذه المرّة ومنذ إنشائها عام 1945 مواكبة لما تقتضيه الحالة التي تمر بها الأمة العربية من ظروف استثنائية وحرجة من خلال جملةٍ من القرارات التي تصب في صالح عدد من قضاياها الراهنة ومن أهمها القضيتان الفلسطينية والسورية. ومن أهم القرارات التي تُحسب لهذه القمة الموافقة على شغل المعارضة السورية لمقعد سوريا في الجامعة كونه الممثل الشرعي للشعب السوري وما من شأنه أن يعطي غطاءً سياسياً ودعماً للمعارضة حتى الإطاحة بنظام بشار الأسد والانتقال السلس للسلطة والعمل على اعمار سوريا بعد هذا الدمار الذي تعرضت له خلال سنوات الثورة. وأيضاً من القرارات الهامة التي خرجت من هذه القمة إنشاء صندوق القدس وبمبادرة كريمة من سمو أمير البلاد المفدى ودعم سخي من قطر بمبلغ ربع مليار دولار، وهو بالتأكيد سيسهم كثيراً في مواجهة خطر تهويد القدس وما يشهده المسجد الأقصى من تعد من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني، كما أن قرار إنشاء صندوق لمعاشات موظفي الأمانة العامة للجامعة العربية وبدعم قطري بقيمة 10 ملايين دولار لاقى استحسان جميع الدول الأعضاء والقائمين على الجامعة العربية وسيسهم كثيراً في دعم جهود الجامعة وقيامها بمهامها الموكلة إليها. كل القرارات التي خرجت من هذه القمة لا شك بأنها بحاجة إلى دعم وعمل مشترك من قبل جميع الدول الأعضاء للنهوض بعمل الجامعة وقيامها بالدور المأمول الذي تتطلع إليه شعوبها، ولا يخفى على الجميع ما مرّت به الجامعة من انتكاسات وضعف نتيجة لعدم توافق العديد من دولها واختلاف وجهات نظرها في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها القضية الفلسطينية. في رأيي أن الربيع العربي ساهم إلى حد كبير في تجاوز هذه الاشكاليات التي كانت تواجه الأمة العربية وساهم في تصحيح أوضاع العديد من دولها رغم أنه ما زال بعضها يعاني من تراكمات التركة الثقيلة التي خلفتها أنظمتها السابقة، إلاّ أن هناك تحسنا كبيرا على صعيد توافق الرؤى في القضايا الرئيسية وهذا هو المهم في طريق الوصول إلى تنفيذ تطلعات شعوب الدول العربية وتحقيق مستقبل مشرق طموح يحلم به كل إنسان عربي من الخليج إلى المحيط. ما يهمنا بعد انتهاء هذه القمة التركيز على تنفيذ أهم ما جاء فيها من قرارات وعلى رأسها القضية السورية التي عانت كثيراً من التخاذل الدولي في دعم قضيته التي طال أمدها ودخلت سنتها الثالثة وسط معادلة غير منصفة حيث يواجه الشعب السوري الأعزل جبروت وظلم نظام مجرم تخلى عن إنسانيته ومسئوليته تجاه شعبه دون تدخل أممي يوقف نزيف الدم الذي خلّفه هذا النظام الديكتاتوري. لذا بات من الضروري أن يتم دعم الجيش السوري الحر الذي يدافع وبأسلحة متواضعة عن شعبه وأرضه وأن يتم فك حظر بيع الأسلحة للمعارضة حتى يتم حسم هذه الثورة وينعم الشعب السوري بالسلام والرخاء، كما أنه يجب محاسبة جميع الأطراف الإقليمية الداعمة لنظام بشار وعلى رأسها روسيا وإيران وحزب الله والذين ساهموا في دعم آلة القتل والتشريد والوصول بالشعب السوري إلى هذه الحالة المأساوية. فاصلة أخيرة أثبتت القمم العربية والمؤتمرات الدولية وكل تجمع إنساني على هذه البسيطة تُشارك فيها قطر بحجم عطائها اللامحدود وإنسانية سمو أمير البلاد المفدى من خلال مبادراته ودعمه لكل أمة مفجوعة وكل إنسان يئن ويشكي من جور نظامه واستبداده.. أطال الله لنا في عمر سموه وحفظه وحفظ بلادنا من كل سوء.
418
| 02 يناير 2014
مساحة إعلانية
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...
2334
| 10 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...
831
| 10 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...
702
| 11 ديسمبر 2025
لم يكن ما فعلته منصة (إكس) مؤخرًا مجرّد...
666
| 16 ديسمبر 2025
تمتاز المراحل الإنسانية الضبابية والغامضة، سواء على مستوى...
636
| 12 ديسمبر 2025
السعادة، تلك اللمسة الغامضة التي يراها الكثيرون بعيدة...
618
| 14 ديسمبر 2025
يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها...
618
| 15 ديسمبر 2025
في عالمٍ تتسارع فيه الأرقام وتتناثر فيه الفرص...
570
| 14 ديسمبر 2025
نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...
555
| 11 ديسمبر 2025
• في حياة كل إنسان مساحة خاصة في...
531
| 11 ديسمبر 2025
يوم الوطن ذكرى تجدد كل عام .. معها...
516
| 10 ديسمبر 2025
مع دخول شهر ديسمبر، تبدأ الدوحة وكل مدن...
504
| 10 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية