رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ذاك زمان فات ليته يعود!

أحوال أمتنا العربية والإسلامية وصلت إلى أقصى مراحل البؤس والأسى والحسرة، على ما وصلت إليه من ذل وهوان، أدى إلى تكالب أرذل الأمم عليها ولسان حالهم يقول "هذا ما جنيته على نفسي"!! حتى وصل بهم حال ضعفهم الى أن يتعاطفوا حكاماً وساسة ومفكرين وأفراداً، مع قتلى غير المسلمين ممن قضوا في حوادث سير أو كوارث طبيعية أو غيرها من الأسباب العادية، في الوقت الذي تُباد فيه شعوبنا إما بترسانة هؤلاء الذين نتعاطف معهم، أو بحصار جائر يقتل المدنيين العُزّل دون مراعاة أو تعاطف إنساني!!ولعل ما يحدث لإخواننا في سوريا والعراق وفلسطين لهو أكبر دليل على مدى ما وصلت إليه الأمة من هوان وإنكسار وذل مقيت، ففي خضم المجازر التي تحدث لإخواننا في سوريا والعراق، نجد ذاك الحاكم العربي أو المسلم يسارع لزيارة تلك الدول الفاشية الظالمة، لعقد مشاورات واتفاقيات مشتركة ومذكرات تفاهم ذليلة، وكأنه يريد أن يتّقي شر هذه الدول المجرمة من أجل أن يضمن سلامة حكمه ونظامه، فأي ذل وهوان وصل اليه حال هذه الأمة؟!!عندما أرى ما وصلت إليه أحوال أمة محمد عليه الصلاة والسلام، استذكر سيرة الصحابة وتابعيهم ومن ساروا على نهجهم في الدولتين الأموية والعباسية والخلافة العثمانية، والتي حملت كل معاني الهيبة والقوة في اتخاذ القرار وزرع الرعب في قلوب الأعداء، ومن تلك السير قصة الخليفة هارون الرشيد مع نقفور ملك الروم، عندما وجه الثاني رسالته للرشيد قائلاً: من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب، أما بعد: فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ، وأقامت نفسها مقام البيدق، فحملت إليك من أموالها ؛ وذلك لضعف النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي هذا فاردد ما حصل قِبَلَكَ، وافتدِ نفسك، وإلا فالسيفُ بيننا. فلما قرأ الرشيد الكتاب اشتد غضبه، وتفرق جلساؤه خوفًا من بادرة تقعُ منه، ثم كتب بيده على ظهر الكتاب: من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه دون ما تسمعه. ثم ركب من يومه، وأسرع حتى نزل على مدينة هرقلة، وأوطأ الروم ذلاًّ وبلاءً، فقتل وسبى، وذل نقفور، وطلب الموادعة على خراج يحملُه، فأجابه، فلما رد الرشيد إلى الرقة نقض نقفور، فلم يجسر أحد أن يبلغ الرشيد، حتى عملت الشعراء أبياتًا يلوحون بذلك، فقال: أَوَقَدْ فعلها؟ فكَرَّ راجعًا في مشقة الشتاء، حتى أناخ بفنائه، ونال منه مراده!!تلك أزمنة خلت لم يكن لهؤلاء القادة العظام مطمعٍ في جاهها ولا سلطانها، وإنما ابتغوا مرضاة الله ورفع الظلم عن المظلومين وأخذ الحقوق من مغتصبيها وجعل أمتهم خير أمة في الأرض بهيبتها وعزتها، دروس وعبر كان من الأجدى بحكام وسلاطين المسلمين في هذه الزمان أن يتعلموها ويستظلوا بظلها، ولكن العزة والهيبة لا تأتي بالوراثة وإنما تُنتزع وتُطبق على الأرض، وهو الأمر الذي جعلنا نصل فيه إلى ما نحن عليه من ذل وهوان!!فاصلة أخيرةقد يطول ظلم الظالمين وينعدم العدل وتزول الرحمة من قلوب البشر، ولكن يبقى إيماننا بالجبار المنتقم هو البلسم الشافي لجراحاتنا الغائرة، فسبحانه القائل ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ﴾ [إبراهيم 42 — 43].

1591

| 22 مارس 2016

مُساعد بدرجة رئيس !

عندما تختلُّ أو تُطمسُ القوانين وتغلب المصلحة الشخصية والأهواء والمحسوبية على مصلحة ومبادئ العمل في أي وزارة أو هيئة أو مؤسسة فإنه حتماً لن تتمكن هذه الجهة من الوصول إلى أهدافها المرجوة ، بل إن الأخلاق المهنية للموظف قد تتعرض هي الأخرى إلى أسوأ مراحلها إذا ما وصل الأداء العام لتلك الجهة إلى مرحلة من التردي والفساد نتيجة تجاوزات قياداتها العليا وعدم إدراكهم لحجم الأمانة التي وضعت على أكتافهم، وبالتالي من الطبيعي أن تنشأ طبقة وظيفية ترى وتسمع وتقتدي وتُطبق ما تفعله هذه القيادات !! أسوق كلامي هذا بالنظر إلى وضع إحدى الهيئات أو " اللجان " في الدولة والمعنية بأحد أهم الأمور الرئيسية التي تمس حياة المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة ، هذه الجهة التي قد يلجأ إليها من لديه مظلمة عندما تُغلق الأبواب في وجهه لتكون هي بارقة الأمل له في إعادة " حقوقه " وتسهم في رفع الظلم عنه إن كان هناك ثمة ظلمٌ قد وقع عليه ، إلاّ أنه وللأسف أن هذه الهيئة أو " اللجنة " انحرفت عن مسارها وتاهت في أمواج المحسوبية العاتية والمصالح الشخصية !! لتخلع ثوب المبادئ ومناصرة المظلوم حتى يسترد " حقه " وتستبدله برداء الوعود الزائفة والتطنيش واللامبالاة ، ويقتصر دورها فقط في حضور مسئوليها للمؤتمرات والزيارات وترشيحهم للمناصب الإقليمية والدولية وبالتالي تضاعف أعداد المهمات الرسمية لهم ولمن يعز عليهم وفي الأخير " الحسابة بتحسب " !!من أهم ملامح هذا الخلل وهذا الفساد المستشري في تلك الهيئة أو " اللجنة " هيمنة مساعد أمينها العام على مقدرات هذه الجهة وتحكمه في كل شاردة وواردة تدور فيها ، وما ساعد هذا " المساعد " ليستفحل أمره وتقوى شوكته أنه تمكن وبـمهارة خلال سنوات قليلة من كسب رئيسه البيروقراطي ليكون ظلاً ظليلاً له لا يفارقه طيلة يومه حتى وصل به أنه يلازمه في بيته حتى يخلد رئيسه للنوم ليستيقظ في اليوم التالي على وجه هذا المساعد !! بالإضافة إلى مرافقته في حله وترحاله ونزهاته ومغامراته !!جاهد هذا المساعد المتنفذ لتثبيت نفسه وتقوية وضعه بأن قام بزرع أقربائه ومن يحيط بهم في الإدارات الحساسة والذين لم يتمكن من زرعهم على رأسها جعلهم نواباً لمدرائها !! ليضمن بذلك إتساع نفوذه وتقوية شوكته أمام ضعف وخنوع وتغاضي رئيس هذه اللجنة " المُغيّبة " !!هذا الأمر خلق نوعاً من التذمر والسخط لدى موظفي هذه الجهة لا سيما أن سعادة هذا المساعد لا يعرف الرحمة ولا الشفقة أمام من يقف في وجهه أو يعارض أمره أو حتى يهمس همساً !! فقد يصل بمن يملك الجرأة بفعل ذلك أن يفقد امتيازاته أو حتى يخسر وظيفته ولو كان مواطناً يملك العديد من المؤهلات العالية والخبرات !! فلا صوت يعلو على صوته ولا قراراً نافذاً إلاّ قراره !!فاصلة أخيرةهذه النوعية يوجد منها الكثير في مؤسساتنا وجهاتنا الحكومية وكما نقول بلهجتنا العامية " سوقهم ماشي ووضعهم عال العال " ، وهم أشبه بالحشرات التي تنتشر وتتجمع في مياه البرك والأوحال ولا سبيل في القضاء عليها إلا بتجفيفها وإزالتها !! وعندما نقضي على المركزية والبيروقراطية فإنهم حتماً لن تقوم لهم قائمة !

2142

| 14 مارس 2016

"نومستونا" يا نوماس

منذ قيام هذه الدولة حفظها الله، وهي لا تألوا جهداً في سبيل توفير كافة الظروف والمناخ نحو بناء المواطن الصالح المحب لوطنه والمستمدة من عاداته وتقاليدة الأصيلة التي زرعها فيهم آباؤهم وأجدادهم ممن ضحُّوا من أجلهم وقدموا الغالي والنفيس؛ لتكون قطر درّة الأوطان وكعبة المضيوم كما أراد لها المؤسس أن تكون.ومن الأمور التي تحرص عليها الدولة أيما حرص، ما يتعلق بالمحافظة على العادات الأصيلة والثقافة القطرية المتوارثة من الآباء، والتي جُبل عليها أهل قطر منذ الأزل، وعلى رأسها النشأة الدينية، فكما هو معلوم أنه عُرف عن أهل قطر تديّنهم ومحافظتهم على أداء كافة العبادات وتحليهم بالأخلاق الحسنة وما تعلق بها من عادات متأصلة فيهم زادتهم قدراً وشأناً كالكرم والجود ومناصرة المظلوم وحسن الجوار وغيرها من الأخلاق التي شهد بها البعيد قبل القريب وسُطّرت بأحرف من نور.من هنا كان لزاماً على الدولة أن تشجع كل ما من شأنه أن يسهم في المحافظة على هذه الصفات النبيلة والموروث الحسن في ظل انشغال النشء بمغريات العصر الحديث وما يحمل في جوانبه من مخاطر هدامة للسلوك والأخلاق، وبالتالي تُلبسهم ثوباً لا يناسبهم ومغاير تماماً لما نشأ عليها آباؤهم وأجدادهم .ونحن، ولله الحمد، نفخر بأن هيأ الله لنا قيادة حكيمة تضع جل حرصها وفي أولى أولوياتها بناء مواطن صالح متسلح بعلمه ومتمسك بعاداته وتقاليده، وتعي تماماً أهمية أن تُبنَى شخصية الفرد القطري من خلال عاداته وتقاليده الأصيلة، والتي تُعد ضمانته لكي يكون قوي الشخصية ومحباً لوطنه؛ لأنه طبق تلك المكتسبات التي أصّلتها الدولة والأسرة فيه منذ نشأته.ولعل إنشاء مركز نوماس الذي تأسس بجهود قطرية مخلصة حرصت على عدم إهدار هذا الإرث الثمين من العادات والتقاليد القطرية الأصيلة، جسّد رؤية وطن وقيادة وشعب في بناء المواطن القطري الذي يعتز بموروثه الأصيل، لتقوم بدورها الكبير في احتضان العديد من الأطفال والناشئين والشباب القطريين لتعليمهم العديد من المهارات والآداب، لتصنع بذلك بمعاونة الأسر شباباً قوياً خلوقاً يفتخر بمواطنته وبعاداته وتقاليده، ونحن في الحقيقة نثمن تلك الجهود المباركة، والتي رعتها الدولة بدعمها وتشجيعها؛ لعلمها اليقين أنها عنصر فعّال في تحقيق رؤيتها المستقبلية وبناء مواطن نموذجي متسلحٍ بعلمه ومتمسكٍ بعمق أصالته ونقاوتها.ورغم حداثة نشأة هذا المركز، إلا أنه استطاع خلال فترة وجيزة أن يستقطب العديد من ناشئة قطر وأن يشكل رقماً صعباً وعلماً يُدرس في أفضل الأكاديميات والمؤسسات، ولعل توقيعها اتفاقية تعاون بتدريب وتعليم أهم الأكاديميات في مؤسسة قطر لهو أكبر دليل على نجاحها وتميزها، والمذهل في الأمر أنها لم تقم بتلك الحملة الدعائية الضخمة لترويج وتوعية الناس بما تقوم به من تعليم وتدريب ورغم ذلك فإنها تشهد إقبالاً منقطع النظير، ونحن لا نملك أمام هذا النجاح إلا نقول لهم بلهجتنا القطرية الأصيلة "نومستونا يا نوماس وبيض الله وجيهكم".فاصلة أخيرةما من مجتمع يبتعد ويُنفّر أفراده عن عاداته وتقاليده الأصيلة، إلا وتسلّطت عليه العادات الخارجية الغريبة الدخيلة عليه وبثت فيه سمومها وجعلته مجتمعاً مُنحلاً لا قوة له في مجابهة المخاطر التي قد تواجهه في أي وقت وزمان!

403

| 10 مارس 2016

هيهات منهم العزة!

ما يتعرض له أبناء السنة في العراق من مجازر وحشية وطائفية على أيدي ما يسمون بالحشد الشعبي، الذي لم يفرق بين شيخ ولا امرأة ولا طفل في إبادة وحشية تنمّ عن حقد طائفي دفين لدى من يتبعون نهج الرافضة في سبيل تحقيق تغيير ديموغرافي لمناطق السنة، واحلال المجوس وأذنابهم من رافضة العراق في هذه المناطق، وبالتالي مدِّ نفوذهم الصفوي في أكبر قدر ممكن من الأراضي العراقية، وضمان زرع اتباعهم في تلك المناطق التي يتحججون بوجود أربابهم من الدواعش فيها واعطاء المسوغ لاجتياح جيشهم الطائفي لها وقتل المدنيين الأبرياء بدم بارد دون مراعاة لأي معنىً للإنسانية والدين الذين يدّعون بروابطه التي تربطهم مع أهل السنة!!.ولعل ما حدث من مجازر تقشعر لها الأبدان في سائر مناطق وبلدات محافظة ديالى، كالمقدادية ذات الغالبية السنية تدل على حقيقة ما تحمله ميليشيات القتل الشعبي من وحشية وحقد على أهالي تلك المناطق تحت غطاءٍ طائفي لفتاوى مرجعياتها التي يشهد لها التاريخ بخيانتها للعراق والأمة العربية والإسلامية منذ أمد طويل وآخرها، فتواها الشهيرة بعدم مناهضة الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 ودعمهم لهم بكل ما أوتوا من قوة رغم أنهم يحملون شعارات معاداة لأمريكا وإسرائيل، التي اتضحت بأنها ليست إلا فرقعات في الهواء وانهم ليسوا إلا خناجر مسمومة في ظهور أمة الإسلام.وما نستغربه كثيراً أنه رغم حجم القتل والإجرام في حق الآلاف من أهل السنة في العراق وإعطاء حكومة حيدر العبادي الأعذار والمسوغات الفارغة لممارسات هذا الحشد الطائفي إلا أنهم بالرغم من ذلك تقوم قائمتهم عندما يواجهون بحقيقة طائفيتهم وتبعيتهم لما يمليه عليهم نظام الملالي في طهران وقم، فعندما أعلنها مدوية في وجوههم السفير السعودي في العراق ثامر السبهان بأن التدخل الإيراني في الشؤون العراقية أمرٌ واضح وبأن الحشد الشعبي الذي بدوره يدين بولائه لإيران ولمرجعياته التابعة له يرتكب جرائم إرهابية في حق المدنيين من أهل السنة لا تقل بشاعة من جرائم تنظيم داعش الإرهابي، وهي الحقيقة بعينها التي جعلت هذه الحكومة الطائفية تعلن استنكارها وغضبها لتصريحاته!!.فهيهات منهم العزة وهم يُدارون ويُمارس في حقهم الذل والتبعية من دولة بني صفيون الطائفية في طهران، وهيهات منهم العزة وهم يمارسون القتل في حق أبناء وطنهم تحت شعارات طائفية.وعلى أمة الإسلام أن تهب لنجدة أهل السنة في بلاد الرافدين من غطرسة وظلم حكومة بغداد التي تتلقى الأوامر من بلاد المجوس ويمارس في حقهم أشد وأعظم التنكيل الطائفي في القرن الواحد والعشرين في صورة أحق ما يقال عنها بانها إبادة عرقية تهدف لتغيير ديموغرافي شامل لتحقيق حلمهم في قيام امبراطوريتهم الصفوية!!.فاصلة أخيرةحتى الأقلية النصرانية في العراق أعلنت دعمها للحشد الطائفي ضد أبناء السنة! فالتاريخ يعيد نفسه فعندما يستفحل أمر الرافضة يتحالفون مع كافة الطوائف ويكون عدوهم الأول أهل السنة.رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية الذي قال فيهم " الرافضة إذا تمكنّوا لا يتقون ".

1099

| 03 فبراير 2016

كلنا بلاد الحرمين

منذ قيام ثورة العمائم في إيران والمنطقة تعُجُّ بالأزمات وإثارة البلابل والتدخل في شئونها من قبل النظام الإيراني ، ولم تسلم دولة خليجية واحدة ولا دولة عربية أو إقليمية من شر هذا الكيان الذي أعلن ثورته وسعى لنشر مذهبه في العديد من الدول الإقليمية رافعاً شعار ولاية الفقيه ظناً منه بأن شعوب تلك الدول ستستجيب لهرطقاتها وما تدعيه من سماحة فلسفة مذهبها وولاية سفيهها !! ولا شك أن المملكة العربية السعودية الشقيقة عانت كثيراً وعلى مدى الـ 36 سنة الماضية من عربدة وشيطنة النظام الإيراني وتدخله السافر في شئونها وإثارتها للطائفية في أوساط المواطنين السعوديين الشيعة في المنطقة الشرقية من المملكة وشحنهم للقيام بأعمال شائنة تجاه بلدهم وجعلهم أداة يحركونها متى ما شاؤوا عبر إثارتهم للنعرات الطائفية وحثهم على التخريب وتعكير صفو الأمن في مناطقهم !!والسعودية في حقيقة الأمر اتبعت طوال تلك السنين أسلوب ضبط النفس ومحاولة معالجة الأمور لقناعتها بأن هذه الفئة التي تعتبر جزءاً من النسيج السعودي غُرّر بها من قبل هذا النظام الذي استخدمهم كأداة لتمرير مشروعه وأهدافه في المنطقة ، وبالرغم من ذلك لم تتخذ السلطات السعودية ضد تلك الفئة المغرر بها أي إجراء أو أي أسلوب رادع كما يدّعي نظام طهران الذي يسعى بين الفينة والأخرى إلى زرع الفتنة والشحناء بين أفراد المجتمع السعودي ، ولكن مع استمرار شحن إيران لأتباعها المغرر بهم وعدم قبولهم لأي مناصحة ولا حوار يضمن استتباب الأمن في تلك المناطق الآمنة جنحت هذه الفئة الضالة للعنف وإثارة القلاقل كما هي توجيهات سادتهم في طهران !!ولعل المتابع للانتهاكات الإيرانية طوال السنوات الماضية سواء في مواسم الحج أو في أي مناسبة أخرى يتيقن أن هذا النظام لا يكف أذاه عن بلاد الحرمين ولا عن أي بلد خليجي ولا عربي ومسلم حتى يصل إلى مبتغاه للهيمنة على مقدرات تلك الدول واتباع أسلوب الصهاينة في دس السم في العسل واستغلال أي ضعف أو أزمات تحدث فيها لتبدأ معها إثارة الفتن ومحاولة نشر مذهبها واعتناق أكبر عدد من المُضَلَلين حتى يتحقق هدفهم المنشود في إقامة دولتهم الصفوية !!الصفعة القوية التي وجهتها السعودية للنظام الإيراني بقطع علاقاتها معهم وما يتبعها من إجراءات ستكون عواقبها وخيمة على نظام طهران التي لم يدر في خلدها هذا الأمر ولم يكن في الحسبان ظناً منها بأن إرهابها الذي وصل إلى أقصى مداه في سوريا والعراق واليمن والبحرين سيُرهبها ويُرهب دول المنطقة وعلى رأسها السعودية في اتخاذ مثل هذا القرار الذي في اعتقادي أنه جاء في وقته المناسب لاسيما وأن إيران تعاني من أزمة اقتصادية خانقة فاقمها تدخلها في الحرب في سوريا والعراق أدى بدوره إلى استنزاف اقتصادها الذي هو في الأصل يعاني كثيراً من تداعيات الحظر الدولي عليه منذ سنوات.ولعل اكتمال عقد قطع العلاقات مع هذا النظام وخصوصاً من دول الخليج سيكون بمثابة قاصمة الظهر لاقتصاد إيران الذي يُعوّل كثيراً على التبادل التجاري معها ، ونحن نأمل بأن يتحقق ذلك في القريب العاجل. فاصلة أخيرةآخر نكته سمعتها في خضم هذه الورطة التي صنعتها إيران لنفسها بأن روسيا لديها رغبة في رأب الصدع بين السعودية ونظام طهران !!فعلاً إن لم تستحٍ فاصنع ما شئت !!

409

| 06 يناير 2016

سياسة الكرملين "الطائشة"

كشف مقتل الشهيد زهران علوش قائد جيش الإسلام في سوريا تأكيد النوايا الروسية تجاه حربها على ما تدّعيه إرهاب داعش وبأنها ليست إلا أكذوبة يُراد بها الإبقاء على نظام السفاح بشار والحفاظ على مصالحها في المنطقة وعدم تركها لأي قوى تصفها بأن مصدر خطر على الدولة الروسية!!رواية موسكو الكاذبة حول تدخلها في سوريا للقضاء على الإرهاب انكشف غطاؤها أمام العالم بأسره عندما فضحت منظمات حقوق الإنسان الدولية وعلى رأسها هيومن رايتس المجازر التي قضى فيها الآلاف من السوريين منذ التدخل الروسي في سوريا والاستهداف المتعمد من قبل الطائرات الروسية والصواريخ عابرة القارات لمواقع المعارضة المعتدلة، الأمر الذي يؤكد أن الهدف الرئيسي لهذا التدخل هو الإبقاء على هذا النظام بمساندة من إيران وحزب اللات والميليشيات العراقية وإسرائيل التي أعلنت على الملأ أن هناك تنسيقا بينها وبين الروس يتعهد لها بعدم المساس بسيادتها وإعطائها الحق في ضرب كل من يشكل خطراً عليها ولو كان بجوار مخبأ الأسد في دمشق!!ولعل المس الشيطاني الإجرامي الذي أصاب الروس زاد من تغطرسهم وإجرامهم بعد إسقاط الطائرة الحربية من قبل تركيا ضاعف أعداد الضحايا المدنيين السوريين أكثر من ذي قبل، حتى أصبحوا أشبه بثور هائج لا يرى أمامه إلا اللون الأحمر الذي يزيد من تخبطه وشراسته الأمر الذي يجعله يغرز قرنيه في أي شيء يقف أمامه!!ونسي هذا الثور الروسي أن عمر الاستعمار والاستبداد وسفك الدماء لن يكون طويلاً والشواهد التاريخية تؤكد ذلك، والعواقب ستكون وخيمة وسيبدأ الحساب من قلب روسيا نفسها كما حدث لها في السابق عندما عاثت فساداً وخراباً في الشيشان، وسينال مجرمو الحرب في سوريا جزاءهم بأيدي بني جلدتهم بعد أن يسقطوا جيَفاً في أرض الشام.أعجبني وصف الصحفية الروسية الشهيرة يوليا لاتينيا لسياسة الكرملين بـ "الطائشة" بعد إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية وتوتر العلاقات بين البلدين رغم تحذير أنقرة لموسكو لأكثر من مرة على انتهاكاتها المستمرة للأجواء التركية وما صاحبها من مواقف متشددة من قبل روسيا تجاه تركيا وأعمالها الاستفزازية التي توحي بمدى عدم النضج السياسي في التعامل مع الدول المجاورة، وقالت لاتينيا بصريح العبارة: إن "هنالك حقيقة مأساوية حيال إسقاط طائرتنا، وهي أننا لسنا على حق، لقد أعلن الرئيس بوتين أنه لا يعلم بوجود التركمان في سوريا، أي أننا تدخلنا في سوريا ونحن لا نعلم طبيعتها، وكان تدخلنا فقط " لأن الرئيس السوري بشار الأسد طلب منّا ذلك!! ".فاصلة أخيرةزئير أسود فصائل المعارضة وعلى رأسها جيش الإسلام سيزلزل دمشق في الأيام القادمة، وسيتمنى الروس ونظام بشار وأعوانهم من المجوس وحزب اللات بأنهم لم يُقدموا على اغتيال واستهداف قائد بحجم الشيخ زهران علوش!!

324

| 28 ديسمبر 2015

هيبة وطن

تهل علينا اليوم ذكرى تأسيس وإرساء قواعد الدولة الحديثة على يد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني طيب الله ثراه في الثامن عشر من ديسمبر كل عام، لنستلهم من خلالها الدور الذي قاده رجال قطر الأولون بقيادة المؤسس في إنشاء هذا الكيان العظيم الذي حافظ على مكتسباته وجذوره الأصيلة التي زرعها المؤسس ليحصدها أبناؤه وأحفاده من بعده وترفل قطر بثوب العزة والنصر والسؤدد. ومآثر الشيخ جاسم بن محمد طيب الله ثراه والتي من الصعب حصرها في مقالات تحدث عنها العديد من الرواة والباحثين وبالرغم أنه مرّ عليها زمن طويل فإن ثمرات هذا الإيثار وتلك التضحيات التي قدمها المؤسس ورجاله من حوله آتت أكلها وكان الاستقرار والنماء والرخاء هي الشاهد الحي والمترجم على أرض الواقع والذي عاشه الآباء ونعيشه الآن ونستظل بفيه وخيره الوفير.وما تناقلته صدور الرجال ممن عاش آباؤهم وأجدادهم في زمن الشيخ المؤسس يكشف لنا سر محبة أهل قطر لمؤسس دولتهم الحديثة وفارسها المغوار الذي استطاع بفضل ما يتصف به من صفات حميدة قلّما نجدها تجتمع في جوف رجل واحد أن يجمع أهل قطر بقبائلهم وعوائلهم تحت راية واحدة شعارها " الدين والوحدة والحرية " ليقودهم نحو التحرر من تبعية الغير وترسيخ مفهوم الدولة الحديثة التي لا مكان للأجنبي فيها والإعلان عن استقلاليتها بشكل تام لتكون دولة ذات حرية وسيادة يحترمها العالم بأسره.وما زلنا حتى يومنا هذا نستمد هيبتنا من هيبة المؤسس الذي رسّخت مواقفه وبطولاته في طبيعة تكوين شخصية الإنسان القطري الذي ما زال وسيظل يتغنى بأمجاد وطنه وبعظم شخصية مؤسسه الذي لا يخلُ بيت من أشعاره من قيمةٍ ومجدٍ ناله بفضل بطولاته وما يكنه في قلبه من حب لأبناء وطنه وما يسعى من أجله لنيل العزة والنصر في تأسيس هذا الكيان العظيم.يذكر لي أحد كبار السن ممن كان جده من المعاصرين للمؤسس بأن ما تناقلته السير والكتب وشهادات الحكام والعلماء والمفكرين عن المؤسس ليست إلا جزءاً يسيراً من سيرة هذه القامة العظيمة، فما اتصف به من مكارم أخلاق وتدين وعلم وزعامة جعلته بحق من القلائل النادرين في عصره ليقود الأمة لتنال حريتها واستقلالها، ويذكر لي هذا المسن كيف زرع المؤسس في قلوب رجاله الهيبة والثقة بالنفس والتي من خلالهما تحققت الصعاب ونالوا مرادهم رغم ما واجهوه من ضنك وكبد ومشاق، ولكن عزيمة الرجال وحدها هي التي تتحدث في مثل هذه المواقف فلم يرضَ الشيخ جاسم ورجاله إلا بتحقيق العُلا ورفع رايته وبسطها على كامل أرض قطر ودحر الأعداء وطردهم منها بلا رجعة.ما انتهجه المؤسس وسار عليه خلفه حافظ على نقاوته وصفائه أبناؤه من بعد وأحفاده وها نحن نعيش عصر وطننا الذهبي الذي تأصلت فيه هذه الهيبة حتى غدت طابع حكامها وأهلها لأنهم جُبلوا على هذه الصفات وعاهدوا الله على أن يبقوا على هذا العهد الذي بناه الشيخ المؤسس موحدين وعلى قلب رجل واحد ومحافظين على هذا الوطن العظيم.فاصلة أخيرةافرحي يا دار بيوم عزك والسعد.. وانتخي بخيّل العليا تميم

801

| 18 ديسمبر 2015

عندما يقهر السلاطين أحفاد قيصر!

لمّا وقع "الكونت دى نيفر" أحد أكبر الأمراء في الجيش الصليبي في حربه ضد الدولة العثمانية، والذي كان قد أقسم بأغلظ الأيمان للسلطان بايزيد الأول ألا يعود لمحاربة المسلمين وكاد أن يقبّل قدم السلطان، لكن كان الرد من السلطان بايزيد الأول المعتز بدينه، أن قال له: (إني أجيز لك ألا تحفظ هذا اليمين فأنت في حل من الرجوع إلى محاربتي وقت ما شئت) ثم استطرد قائلاً كلمته الشهيرة التي خلّدها له التاريخ وكتبها من حروف من ذهب: (إذ أنه ما من شيء أحب إليّ من محاربة جميع مسيحيي أوروبا والانتصار عليهم).نزل الخبر على مسيحيي أوروبا مثل الصاعقة، وانتظر المسيحيون سقوط الممالك المسيحية واحدة تلو الأخرى في قبضة السلطان بايزيد، وعلى النقيض أرسل السلطان بايزيد الرسائل إلى ملوك وسلاطين المسلمين في القاهرة وبغداد وبلاد ما وراء النهر ومعها بعض الأسرى كدليل مادي على النصر المبين، وخلع عليه الخليفة في القاهرة أبو عبدالله محمد بن المعتضد المتوكل على الله لقب "سلطان الروم" فأضاف بذلك شرعية جهاده ضد المسيحيين في أوروبا، وأهدى أمير بخارى سيفا للسلطان بايزيد في سبيل الهدية والتكريم، وعلقت الزينة في البلاد الإسلامية فرحاً بذلك النصر المبين واتجهت أنظار المسلمين إلى تلك الدولة التي أيد الله جهادها بالنصر على أعدائها وارتحل كثير من شباب المسلمين إلى الأناضول ليكونوا تحت إمرة السلطان بايزيد في جهاده ضد الروم مسيحيي أوروبا.وتعتبر معركة نيكوبولس بالنسبة للمسيحيين أعظم كارثة على الإطلاق في العصور الوسطى، وبلغ السلطان بايزيد قمة مجده بعد تلك المعركة. وفي نشوة الفرح والانتصار أعلن السلطان "أنه سيفتح إيطاليا بإذن الله وسيطعم حصانه الشعير على مذبح كنيسة القديس بطرس في روما"!!هذه ليست إلا واحدة من سير المجد والعزة التي سطرها المسلمون بأحرف من ذهب إبان عهد الخلافة العثمانية وبقيادة سلاطين باعوا دنياهم من أجل آخرتهم ولم يرتضوا الهوان والذلة حتى أذاقوا قياصرة وأباطرة وزعماء تلك الأزمنة القهر والذل.وهاهم أحفاد أولئك السلاطين يسيرون على نهجهم ويوجهوا رسالة لأحفاد أباطرة وسلاطين وقياصرة الروم مفادها بأن المسلمين وإن جار عليهم الزمان وتكالبت عليهم الأمم لضعفهم وهوانهم فإنه لا تزال فيهم فئة لا يخشون في الله لومة لائم ولن يرضوا بالظلم والغطرسة ضدهم مهما كلفهم ذلك الغالي والنفيس!!يتجسد ذلك في الموقف التركي وعلى لسان السلطان أردوغان الذي وضع حداً للجور والظلم الروسي على الشعب السوري وتعديه على السيادة التركية بإسقاط الطائرة الحربية الروسية التي طالما أمطرت وغيرها من الطائرات الروسية وطائرات النظام بوابل من الصواريخ والبراميل المتفجرة على المدنيين السوريين واستهدفت مراراً وتكراراً المعارضة السورية للحفاظ على هذا النظام المجرم!!بوتين الساخط من ردة الفعل التركية كان يبدو أنه مستخفاً بالقوة التركية ويريد أن يستعرض بقوته أمام القوى المعارضة لتدخله في الشأن السوري وتحالفه مع إيران في حربها ضد الثورة السورية، ولو أنه قرأ التاريخ جيداً لعَلِم تماماً أن تاريخ أجداده القياصرة أمام أجداد الأتراك السلاطين كان مريراً وقاسياً وانتهى بهزائم ولّدت هذا الحقد لدى بوتين القيصري وحلفائه المجوس!!فاصلة أخيرةنتألم كثيراً عندما يتشدق بعض كبار المسؤولين في دولنا العربية بشجبهم واستنكارهم لإسقاط الطائرة الروسية ووصف هذه العملية بالإرهابية، إذا كان هذا إرهاباً في نظرهم فماذا يسمّون استهداف الطائرات الروسية للمدنيين السوريين وقتلها الآلاف منهم؟!! ليتهم يخرسون!

1404

| 02 ديسمبر 2015

آن الأوان لتحالفٍ يصد التآمر والعدوان

في ظل ما تعيشه دولنا العربية من تقلبات للأوضاع السياسية، وانفجارها في مناطق صراعٍ؛ امتدت لسنوات كسوريا والعراق واليمن وليبيا، وما تشهده المنطقة من تحالفات تنذر بوقوع حرب شاملة لا تُبقي ولا تذر، لاسيما بعد التدخل الروسي وتحالفه مع النظام الإيراني لإنقاذ نظام بشار الأسد، وما تواجهه المعارضة السورية من عدوان واحتلال غاشم لسوريا، يجعلها في مواجهة عسكرية مباشرة مع هذه القوى الباغية، ومع تنظيم داعش الذي بات ـ بما لا يدعو مجالاً للشك ـ إحدى أذرع هذه القوى، في محاولة منها للقضاء على الحرية، التي ينشدها الشعب السوري عبر جيشه الحر!!كما أن المشهد العراقي هو الآخر ليس ببعيد عن السيناريو الذي يحدث في سوريا، فكل مفاصل الدولة وتشريعاتها تُدار بالريموت كنترول الإيراني، وتدور في فلك الهيمنة الإيرانية، وأصبحت الشعارات الطائفية التي يروِّج له نظام الملالي في طهران، هي اللغة السائدة في بلاد الرافدين، ليُطيل بدوره أمد هذه المهزلة السياسية ويعطي مساحة أكبر لأخطبوط الفساد، للانتشار في كافة مناطق العراق ومؤسساته وكياناته!!إذن نحن نعيش في آخر فصول مؤامرة تُحاك منذ انهيار نظام صدام حسين.. دعمتها الظروف التي واكبت ما يسمى بالربيع العربي، لترتفع معها أسهم إيران التي وجدتها فرصة سانحة للتحالف مع كل القوى المتآمرة على الدول العربية، لتصدّر ثورتها، وتُبعد نظر الإعلام العالمي عما يحدث فيها من اضطرابات، وتسخّر كل طاقاتها من أجل بسط نفوذها على منطقتي الشام والخليج، واستعراض قوتها بعد انفراج أزمتها النووية، وممارستها لـ "زواج المتعة" مع القوى العظمى كأمريكا وروسيا وقبولهما الدور الإيراني في جميع ملفات المنطقة، وجعلها مرتكزاً لأي حل سياسي في سوريا أو العراق أو حتى اليمن!!هذه الأوضاع السياسية والميدانية المرعبة لدول الجوار السوري ودول الخليج، التي تقف مع حق الشعب السوري في تقرير مصيره، وإنهاء حكم نظام مستبد قَتَل مئات الآلاف منهم، وهجّر الملايين، تتطلب من هذه الدول أن توحّد صفوفها وتمارس ضغطها السياسي لإيقاف التدخلات الروسية والإيرانية في الشأن السوري، وتدخل الأخيرة في العديد من الشؤون الداخلية للدول الخليجية والعربية؛ كالعراق واليمن وعموم دول الخليج، وكأنها تملك صك وصاية عليها، وهي ليست إلا سرطاناً ينتشر عبر خلاياها التي لم تعد نائمة، وأثبتت الوقائع بأنها خطر محدق بها، يتحكم به النظام الإيراني ويحركه كيفما يريد.. وإن كان في اعتقادي أن ممارسة هذا الضغط لن يُجدي نفعاً، في ظل تدخّل هاتين الدولتين المباشر، والمترجم على أرض الواقع في شؤون تلك الدول مما يتطلب فرض أمر واقع، على غرار قرار عاصفة الحزم، التي أنهت تجاوزات إيران في فرض الوصاية على اليمن، وأعادت للعرب هيبتهم بدحر أذناب النظام الإيراني في اليمن، والقضاء على حلمهم باحتلال هذا الكيان العربي الأصيل!!فعلى دولنا وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، أن تشكل تحالفاً مع تركيا يواجه تحالف الظلم والشر الذي تقوده روسيا وإيران، لإنهاء هذا التعدي السافر على شعوبنا ودولنا العربية، وأن تتخطى مسألة المشاورات والمفاوضات مع هذه الأنظمة، لأنها ضربت كل المواثيق والعهود في عرض الحائط، وأصبحت لا تتحدث إلا بلغة مصالحها وأيدلوجياتها، التي تتعارض مع أي دعوة تُطالب بإسقاط هذه الأنظمة الفاسدة، سواء في سوريا أو العراق، بات من الضروري قبل فوات الأوان، أن تشكل دولاً قويةً تفرض سياسة الأمر الواقع على كل من يتعدى على الشعب السوري، وألا تظل تمارس دورها الثانوي بالمطالبة فقط، بألا يكون لبشار دور في مستقبل سوريا، لأن هذه القوى الظالمة حسمت الأمر عسكرياً، وأعلنتها مدوية بأنها مع هذا النظام، ولن تسمح لأي كائن كان بأن يُغيِّر هذا الواقع، الذي أوجدوه لتحقيق مصالحهم!!

427

| 29 أكتوبر 2015

تحمل المسؤولية

سألني أحد أعمامي والذي تجاوز السبعين عن الضجة الإعلامية التي أحدثتها الأحوال الجوية وأمطار الخير التي حلت على البلاد قبل أسبوعين والتي أدت إلى غرق عدد من الأنفاق وعرقلة الحركة المرورية وأثارت سخط كل المواطنين والمقيمين، فأجبته بأن هيئة أشغال قامت بإنشاء العديد من الطرق الحديثة والجسور والأنفاق والتي لم يمر عليها عام واحد إلا وشاء الله أن يفضحهم بهطول أمطار الخير على البلاد رغم أن الدولة ضخت في ميزانيتهم المليارات من أجل إنشاء بنية تحتية وطرق وجسور وأنفاق وفق أفضل معايير الجودة، وها هي القدرة الإلهية تكرر ما حدث في الأعوام الماضية لتفضح عيوبهم الهندسية والإنشائية هذا العام بفضيحة غرق طريق دخان !!وكنت أجيبه وأنا أرى في عينيه الكثير من الكلام والتعليقات على ما يحدث من سوء تخطيط وفشل ذريع في التنفيذ على مستوى المشاريع التي تقوم بها الدولة كلفتها مئات المليارات، فاعتدل في جلسته ورفع يده لكي يتحدث وقد اعتلت صوته نبرة الحزن والحسرة قائلاً : يا ولدي .. كنّا في أيامنا نقدّر كل شيء نقوم به من أجل هذا الوطن الجميل، وكانت المشاريع في وقتنا قليلة ولكنها كانت تُدار وتُنفّذ بمهارة وإتقان، لم يكن هناك سر مهنة يدير تلك المشاريع ولم يكن لدينا مهندسون يعدون الأمهر في العالم، ولكن كان الإخلاص والتفاني وحب العمل منهاج وأسلوب فرق العمل التي كانت تنفذ وتُشرف على تلك المشاريع !!وأبدى استغرابه من الأسباب التي أفضت إلى فشل تلك المشاريع وهي في بدايتها واعتبرها سقطة أخلاقية لا تُغتفر لأنها جنت على حق شعب بأكمله، من حقه أن يستفيد من الخدمات الحديثة التي تسعى الدولة لإنشائها له، فمن غير المعقول أن تتسبب تلك الهيئة أو تلك الجهة في إفشال مشاريع طالما بنى المواطن والمقيم تطلعاته وآماله عليها !!وأعطاني العم بوجابر مثالاً حياً على مستوى الأمانة التي تحققت في زمنهم " زمن الطيبين " فسألني: هل سمعت مرة واحدة بأن نفق المناعي غرق أو تعرض لأي ضرر إنشائي منذ أن تم إنشاؤه في ثمانينيات القرن الماضي ؟!!واختتم كلامه: الفرق بيننا وبينكم يا ولدي أننا قدرنا المسؤولية التي نحملها على عاتقنا فأتقن المسؤول والمشرف والمهندس والعامل في عمله فانعكس الأمر على المشروع بينما أنتم غابت عنكم المسؤولية والأمانة فذهبت جهودكم أدراج الرياح لأنها لم تنبع من قلوب صادقة وحريصة على الأمانة التي حُمّلت إياها !! ولو أننا يا ولدي طبقنا حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ) لما أهدرنا الأموال الطائلة في مشاريع فاشلة !!

588

| 22 سبتمبر 2015

وداعاً أمير الدبلوماسية

خسرت الدبلوماسية السعودية والخليجية والعربية أحد أهم أركانها على مدى أربعة عقود بفقدان الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي وعميد الدبلوماسية العربية ، فلم يكن الفيصل وزيراً عادياً بمقاييس وزراء خارجية هذا الزمان وإنما كان مواطنا عربياً أصيلاً بامتياز يتنفس ويتحسس معاناة أمتيه العربية والإسلامية ، كيف لا وهو إبن الملك الصالح فيصل بن عبدالعزيز طيب الله ثراه الذي أعاد الهيبة لأمته العربية بإيقاف تصدير النفط إبان حرب أكتوبر1973 ووضع قضية القدس همه الأول والأخير وذرف الدموع وألقى العديد من الخطب لحث أبناء الأمة العربية والإسلامية لاسترداد القدس وعدم الخنوع للأعداء .بفقدان الفيصل خسرنا قامة سياسية كان لها الأثر الكبير في صياغة القرار العربي والإسلامي في أروقة الأمم المتحدة ، رهن نفسه وصحته وجهده ووقته من أجل قضايا العرب والمسلمين وآخرها القضية السورية وما يعانيه الشعب السوري الشقيق من قتل وتشريد على يد نظامه المجرم ، كان في كل خطاباته نجد حرقة وحزن كبيرين عندما يستعرض معاناة الشعب السوري والظلم الذي يتعرض له من نظامه وممن يتحالف معه كروسيا وإيران وحزب الله ، ولم تخلُ خطاباته رحمه الله بموقف السعودية ودول الخليج والشعوب الحرة من دعمها ووقوفها بجانب حق الشعب السوري الشقيق في تقرير مصيره وحريته .وكان لكلمته الأخيرة التي ألقاها في مجلس الشورى السعودي أبلغ الأثر وأصدقه على كل من تابعه وكأنها تُمهد للحظة الوداع الذي كان ينتظرها أمير الدبلوماسية عندما شبّه حالته الصحية بحال أمتنا العربية وكأن لسان حاله يقول " حال أمتي زادت من أمراضي وأوجاعي ولم يُفلح أي طب في علاجها " !!رحم الله من جمع في شخصيته الحزم واللين والغيرة على دينه ووطنه وأمته وشَهِد له الجميع بأمانته وصدقه ودبلوماسيته الرفيعة ، ومن الصعب جداً أن نجد رجلاً بحجم الفيصل وأن يُعوّض غيابه بأحدٍ غيره . فاصلة أخيرةعزاؤنا للمملكة العربية السعودية الشقيقة قيادة وحكومة وشعباً ولأنفسنا وللأمتين العربية والإسلامية على فقدان هذه الشخصية الفذة ، ونسأل الله أن يعوضنا رجلاً يمتلك ولو نصف مواصفاته وأن يجعله من أهل جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان .وهنيئاً له هذه الخاتمة الطيبة التي وافته في هذه الأيام العظيمة من العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك .وإنا لله وإنا إليه راجعون

478

| 13 يوليو 2015

عشوائيات السيلية

مع الامتداد العمراني الهائل الذي تشهده الدولة في السنوات الأخيرة وإنشاء مناطق سكنية حديثة ترتقي لطموحات المواطنين وتلبي رغباتهم من خلال توفر الخدمات اللازمة التي تعد من أبسط الحقوق الواجب أن توفرها الدولة لهم، إلا أننا ولا زلنا نعاني من مشاكل أزلية في بعض تلك المناطق الحديثة وعلى رأسها العمالة الوافدة وما تشكله من خطر على النسيج المجتمعي في تلك المناطق، فأعدادهم في تزايد مضطرد خاصة عندما تكون هناك مستودعات أو مبانٍ عشوائية غير مصرح لها بجانب تلك المناطق مما يستدعي ذلك دق ناقوس الخطر على احتمال تفاقم هذه المشكلة وعدم التمكن من تدارك ما قد لا يُحمد عُقباه!ولعل من أكثر المناطق الحديثة التي تعاني من خطر العمالة والعشوائيات غير المصرح لها مناطق السيلية والمعراض وأبا الحيران، فلا يكاد يمر شهر واحد فقط إلا ونشهد حريقاً هائلا في أحد المستودعات أو المباني الموجودة في تلك العشوائيات! فأصبح قاطنو تلك المواطن بالإضافة إلى وجود جيش جرار من العمالة الوافدة يعانون أيضا من خطر تلوث الهواء وتعرضهم للغازات السامة والدخان نتيجة تلك الحرائق المتكررة دون مراعاة لكبار السن ومرضى الربو والحساسية ومن قد يتأثر من آثار هذه الحرائق! كما أن من شأن هذه العشوائيات التي بُنيت دون أي تصاريح رسمية وعلى مساحة تعادل مساحة منطقة سكنية كاملة من شأنها أن تكون ملجأ آمنا للعمالة السائبة والخارجين عن القانون وصعوبة البحث عنهم لطبيعة التعقيدات والفوضى التي بُنيت عليها تلك العشوائيات! ناهيك عن الأعداد الكبيرة للشاحنات وحافلات النقل العام التي تقف أمام ووسط تلك العشوائيات مما أثّر بطبيعة الحال على المنظر العام لتلك المناطق وسبّب أيضاً حوادث مرورية لا حصر لها، وقد ناشد سكان تلك المناطق مراراً وتكراراً بإزالة تلك العشوائيات ودرء الخطر عنهم وعن أبنائهم لينعموا بالراحة والسكينة التي يُجزم الجميع بأنها من أهم أولويات الدولة ومن أبسط الحقوق التي من المفترض أن ينالها كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة .فاصلة أخيرةنأمل بألا تتقاطع مصالح المواطنين مع أصحاب النفوذ والسلطة، وألا تكون الغلبة في نهاية المطاف للطرف الثاني! عندها حتماً ستكون العدالة الاجتماعية وهيبة الدولة مهزوزة .

1990

| 08 يوليو 2015

alsharq
إليون ماسك.. بلا ماسك

لم يكن ما فعلته منصة (إكس) مؤخرًا مجرّد...

723

| 16 ديسمبر 2025

alsharq
النضج المهني

هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...

711

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
النهايات السوداء!

تمتاز المراحل الإنسانية الضبابية والغامضة، سواء على مستوى...

642

| 12 ديسمبر 2025

alsharq
موعد مع السعادة

السعادة، تلك اللمسة الغامضة التي يراها الكثيرون بعيدة...

624

| 14 ديسمبر 2025

alsharq
قطر في كأس العرب.. تتفرد من جديد

يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها...

621

| 15 ديسمبر 2025

alsharq
التمويل الحلال الآمن لبناء الثروة

في عالمٍ تتسارع فيه الأرقام وتتناثر فيه الفرص...

570

| 14 ديسمبر 2025

alsharq
تحديات تشغل المجتمع القطري.. إلى متى؟

نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...

555

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
معنى أن تكون مواطنا..

• في حياة كل إنسان مساحة خاصة في...

549

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
عمق الروابط

يأتي الاحتفال باليوم الوطني هذا العام مختلفاً عن...

516

| 16 ديسمبر 2025

alsharq
قطر لن تدفع فاتورة إعمار ما دمرته إسرائيل

-إعمار غزة بين التصريح الصريح والموقف الصحيح -...

420

| 14 ديسمبر 2025

alsharq
من أسر الفكر إلى براح التفكُّر

من الجميل أن يُدرك المرء أنه يمكن أن...

402

| 16 ديسمبر 2025

alsharq
اقتصاد قطر 2025 عام تعزيز القدرات المحلية والتكامل الإقليمي

بينما تعيش دولة قطر أجواء الاحتفال بذكرى يومها...

396

| 15 ديسمبر 2025

أخبار محلية