رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
منذ سنوات وفي إحدى سفراتي القصيرة، التقيت صدفةً بأحد الأصدقاء في الطائرة وكان كرسيه بجانبي فتجاذبنا أطراف الحديث كما هي العادة عندما نلتقي بالأصدقاء في مثل هذه الظروف، وبعد طقوس السلام والتحية، سألته بدايةً عن أحوال الوزارة التي يعمل بها بعد قرار تحويلها إلى مؤسسة مستقلة؟ - فقال: بعد مرور أكثر من عامين على ذلك القرار ما زلنا نسير ببطء، رغم تكليف استشاري عالمي للقيام بعملية التحويل وتدريب العاملين في الوزارة على الإجراءات الجديدة، ولكن للأسف ما زلنا ندير الأمور بنفس الطريقة القديمة. - قلت: ماذا تقصد؟ - قال: يفترض أن يكون القطاع المؤسسي أكثر كفاءة في إنجاز الأعمال المناطة به من القطاع الحكومي، وذلك من حيث استقلالية القرار وانحسار البيروقراطية، بالإضافة إلى فرص تمكين الإدارة الوسطى وتفويضها للقيام بمسؤولياتها، دون الرجوع إلى الإدارة العليا، في حين يتسم القطاع الحكومي غالبا بالمركزية والصلاحيات المحدودة، ولكن هذا ما لم يحدث حتى الآن. - قلت: هل تتحدث عن ثقافة مؤسسية؟ - قال: نعم ثقافة مؤسسية لا تقف عند حدود تغيير الهيكل التنظيمي والمسميات والأوراق والأختام أو زيادة الرواتب والأجور، يجب أن تكون هناك رؤية واضحة وأهداف محددة وخطة إستراتيجية ومؤشرات أداء تعكس كفاءة عمل الإدارة التنفيذية بعيدًا عن الارتجالية، ثقافة تستمد قيمها من المفهوم الإيجابي لدورنا في المجتمع ونظرتنا للعمل. - قلت متعجبًا: نظرتنا للعمل! لقد ذكرتني بمقالٍ قرأته منذ مدة عن عامل نظافة يعمل في وكالة ناسا، عندما سئل عن ماهية عمله في هذه المؤسسة التي تعد من أكبر المؤسسات العلمية في العالم، قال أنا هنا لأسهم في إطلاق الصواريخ إلى الفضاء، هل هذه النظرة للعمل التي تقصدها؟ - قال: فعلًا هكذا يرى هذا العامل البسيط أهمية دوره، لذلك نما عنده شعور عميق بقيمة العمل الذي يقوم به ودافع قوي للمثابرة والإخلاص وإتقان العمل، لكن إذا لم يكن هناك قناعة في ضرورة التغيير ولم تكن هناك عزيمة لدى الجميع فلن نصل إلى الهدف المنشود. - قلت: إذًا أمامك طريق طويل حتى يتحقق كل ذلك. - قال: نعم طريق طويل نقطعه بالعزيمة والإخلاص والتعاون مع من يشاركوننا المسؤولية لتغيير هذا الواقع، فالوطن يستحق منا الأفضل، هنا انقطع حوارنا مع إعلان كابتن الطائرة بداية الهبوط التدريجي إلى وجهتنا المنشودة. كانت رحلة قصيرة إلى الماضي القريب استحضرتها وأنا أتابع أخبار إنجازات تلك الوزارة التي كانت مثقلة بالبيروقراطية ثم استطاعت أن تحقق مشروع التحول إلى مؤسسة رائدة ذات كفاءة عالية، كل ذلك بفضل جهود ومثابرة أبنائها المخلصين. إلى اللقاء
642
| 19 أبريل 2023
في إحدى بوادي بلاد الشنقيط، في أقصى غرب عالمنا العربي المترامي الأطراف جلس محمد وابن عمه بين يدي معلم القرآن في خيمةٍ من الوبر مفترشين حصيرًا من الخوص وفي يد كل واحدٍ منهما لوح خشبي يصنع غالبًا من شجرة السدر، أما القلم فمن خشب شجرةٍ تسمى «السبط»، حيث تسن مقدمته بشكل مائل، وتقوم الأمهات غالبًا بصناعة الحبر من الفحم والصمغ العربي وقليل من السكر والماء، يكوّن الخليط مادة سوداء توضع في دواة من الحجر المجوف وتستخدم للكتابة. يكتب الطالب الآيات المراد حفظها على اللوح تحت إشراف المعلم، ويبدأ في ترديد الآيات حتى يحفظها عن ظهر قلب بالتكرار، وفي اليوم التالي يغسل اللوح بالماء قبل أن يتوجه للمعلم لأخذ درس جديد، هكذا كانت حياتهم وما زالت حتى يومنا هذا. وبالرغم من شغف العيش وقلة الموارد وبساطة الحياة إلا أنها شكلت أرضًا خصبة للعديد من العلماء والمبدعين والأدباء والمثقفين، وما ذاك إلا تجسيدًا لأصالة وعمق الموروث الحضاري للشعب الموريتاني. وحتى لا نذهب بعيدًا عن بطل قصتنا، محمد الشنقيطي، فبينما هو وابن عمه عند المعلم يكتبان الآيات على اللوح، نفد حبر محمد قبل أن يفرغ من كتابة الدرس، فطلب محمد من ابن عمه شيئًا من الحبر كي يكمل كتابة الآيات على اللوح، إلا أن ابن عمه، ولسبب ما، رفض أن يعطيه، والمعلم يراقب الحدث دون أن ينبس ببنت شفة. انتهى الدرس وعاد محمدٌ إلى بيته وقد تمكن الحزن من محياه، كانت أمه كعادتها في انتظاره لدى الباب، وما أن رأها حتى أجهش بالبكاء شاكيًا ابن عمه الذي خذله في ذلك الموقف، فما كان منها إلا أن ضمته إليها وهدأته محاولةً إصلاح ذات البين والتماس العذر لابن عمه، ووعدته أنها ستعالج الأمر. وفي صباح اليوم التالي وقبل أن يتوجه إلى المعلم، أعطته دواته وقد ملأتها بالحبر ودواة أخرى مليئة بالحبر أيضًا قائلةً له «أعط هذه لابن عمك»!، موقفٌ لم يتوقعه محمد من أمه ولم يستوعبه، لكنه يثق بحكمتها. انطلق محمد إلى خيمة المعلم، وما أن وصل حتى دفع بالدواة المليئة بالحبر، كما أوصته أمه، إلى ابن عمه على مرآى ومسمعٍ من المعلم الذي عبَّر عن دهشته من الموقف أن التفت للآخر قائلًا له «لقد قتلك»، وهو تعبير يختزل الكثير من المعاني، وكأنه يقول له لقد اختار محمد مكانه في الثريا بحسن صنيعه وترك لك الثرى وشتان بين المكانين. تلك الحكمة الشنقيطية تبين لنا أننا عندما نتسامى بأخلاقنا في بعض المواقف قد نحقق من الأهداف ما لا يمكن تحقيقه بالانحدار إلى سفاسف الأمور والمصادمات التي تستنزف طاقاتنا وتخدش مبادئنا، قال تعالى «يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا».
2070
| 12 أبريل 2023
في طريق عودتي من المسجد لمحت مشهداً لفتيةٍ يلعبون كرة القدم في أرض فضاء، ولا أدري ما الذي استوقفني وشدني لمشاهدتهم، هل هي ذكريات الطفولة أم شيء آخر؟، بدا بعضهم وكأنه يرتدي فانلة ناديه المفضل، والبعض الآخر رقم لاعبه المحبوب، وقد اتخذوا من بعض أحذيتهم علامات لتحديد الهدف تمامًا كما كنا نفعل من قبل. لقد جال فكري في أيامٍ خلت واستحضرت نفس المشهد من نصف قرن تقريباً، كان الفرق بين المشهدين هو غياب الفتيات الصغيرات اللاتي كن يلعبن، ليس ببعيدٍ عنا، لعبة القفز على الحبل، تلك اللعبة المشهورة عندنا في الخليج، والتي اندثرت مع اندثار العديد من الرياضات والألعاب الشعبية التي تعتمد على الجهد البدني، ومن ثم بدت مظاهر السمنة وتحدياتها تبرز في المجتمع. أذكر أننا لم نكن نهتم بتسجيل الأهداف كفريق واحد بقدر ما كان الواحد منا يهتم بالاستحواذ على الكرة باستمرار، والحرص على أن يكون هو من يسجل الهدف، لذا لم نعرف طعم اللعب الجماعي ولا قيمة مشاركة النجاح، ومع أن الهدف كان متواضعاً وسهل المنال إلا أنه كان يصعب علينا تسجيله، لقد كانت نظرتنا قاصرة ولا تتعدى جواربنا، إذا صح التعبير، هل لأن الهدف مصنوع من الأحذية؟، أم لأن أنفسنا لم تقبل أن تتنازل عن الأنا؟ وأنا غارقٌ في استذكار تلك المشاهد، يتوقف اللعب فجأةً إثر شجار بين الفتية، ثم بدأوا يتنازعون الكرة وإذا بأحدهم يأخذها عنوة ويغادر المكان، نفس المشهد القديم يتكرر، كنا نتشاجر لأتفه الأسباب رغم البداية الجميلة والأهداف الواضحة المحسوسة، ليعلن صاحب الكرة انتهاء اللعب قبل الأوان، بينما تبقى الفتيات يواصلن اللعب بسلام وسعادة رغم عدم وجود هدف حسي عدا الاستمتاع لبعض الوقت، ذلك الهدف المتغلغل في وجدانهن قادهن بالفطرة إلى السعادة. لقد تعلمت من ذلك الموقف البسيط أن الأهداف التي نتبناها في الحياة قد لا تعكس حقيقة ما نضمره، ولا تعبر بالضرورة عن تطلعاتنا وطموحاتنا الحقيقية، وكما ينطبق ذلك على الأفراد، فهو ينطبق أيضًا على المؤسسات التي تتبنى أهدافًا وخططًا إستراتيجية ومؤشرات أداء فقط لتضفي شرعية على وجودها وأهميتها وهي في الحقيقة صورة من صور الإفلاس الوجودي، ومحاولة لكسب الوقت من أجل تحقيق مصالح ضيقة كما يفعل الطفل الذي يحاول الاستحواذ على الكرة أكثر وقت ممكن. إذا لم تكن الأهداف مدروسة وواقعية ويحترمها الجميع ويسعون لتحقيقها، فتأكد أن النتائج لن تتجاوز الأحذية، وفي تلك الحالة تكون الأهداف والخطط المعلنة مجرد شماعة نبرر بها قراراتنا ونزين بها مظهرنا، وتبقى المؤسسات التي تؤمن وتحترم أهدافها السامية، حتى لو لم تكن مكتوبة، أفضل أداءً واكثر متعةً. أكملتُ طريقي إلى منزلي وقد تعلمت من ذلك المشهد المعتاد درساً لا ينسى ومبدأً من مبادئ الإدارة الحديثة، ولا يزال المشهد يختزل الكثير من العبر تركتها لمخيلة القارئ.
1641
| 05 أبريل 2023
كان هادئًا ومتزنًا كما عهدته منذ سنين طويلة، استقبلني في مكتبه بابتسامته الودودة ومحياه البشوش، وكان راقيًا في جلوسه وحديثه، ترك مكتبه ليجلس أمامي مباشرةً، وتجاهل هاتفه الذي لم يتوقف عن الرنين، وأقبل علي بوجهه ووجدانه تملؤه الحيوية والأمل، ورغم ما يحمله بين حناياه من هموم ومشاغل فرضها عليه الواقع الجديد إلا أن ذلك لم يمنعه من مشاركتي أفكاره، وكأنه يبحث عن شيء جديد مختلف يشكل انطلاقة غير عادية ونقلة نوعية في مجال الإعلام المقروء. عاد من جديد ليرأس تحرير صحيفة الشرق القطرية بعد أكثر من ست سنوات، عاد وقد تغير المشهد تغيرًا جذريًا يستوجب خطوة إلى الخلف والنظر بعين البصيرة قبل مواصلة المسيرة، عاد مستوعبًا للتحديات التي تواجهه وعازمًا على ملء كامل فراغ الأفق الجديد الذي خلفته المستجدات الداخلية والخارجية، لمست في حديثه الشغف للبناء لا الهدم، وللإيجابية لا السلبية، وللواقعية لا الخيال. تحدثنا عن الوسط الإعلامي المحلي وكيفية الطريق إلى تطويره ليصبح أكثر واقعيةً وتأثيرًا وانتشارًا وشموليةً، وعن كيفية الارتقاء بالخطاب الإعلامي ليواكب تطور المجتمع ويعكس تطلعاته، كما تحدثنا عن الطريق للاستفادة من إنجازات الدولة واستثمار مكاسبها على الصعيدين المحلي والدولي وكيف للمؤسسات والأفراد أن يوظفوا ذلك لخدمة المجتمع وبناء غدٍ أفضل. تحدثنا عن الثابت والمتغير في المشهد السياسي والاقتصادي على المستويين الدولي والإقليمي وعن أهمية دراسات استشراف المستقبل للمنطقة في ظل التحولات الإستراتيجية والجيوسياسية التي يشهدها العالم والتي تمثل مجالًا خصبًا للكتاب من المهتمين بهذا المجال وعن كيفية استقطابهم وتحفيزهم. كان الحديث مفعمًا بالإيجابية والنظر إلى المستقبل وبعيدًا عن السلبية واجترار الماضي، لقد حثني على العودة للكتابة من جديد في صحيفة الشرق التي احتضنت أول مقال لي قبل أكثر من خمس عشرة سنة، وهذا شرف لي قد أعجز عن الوفاء بمتطلباته كما كنت في السابق ولكن كما قيل «ما لا يدرك كله فلا يترك جله». انتهت المقابلة مع الأستاذ جابر الحرمي الذي زرته لتهنئته بعودته الحميدة لصحيفة الشرق القطرية، مرت دقائقها بسرعة لكنها تركت أثرا إيجابيا في وجداني، فالإيجابية تشكل قوة جبارة يمكنها أن تغير حياتنا بطرق لا تعد ولا تحصى، عندما نحافظ على نظرة إيجابية نكون أكثر مرونة في مواجهة التحديات، ونجذب الخبرات الإيجابية والأشخاص الإيجابيين في حياتنا، ونجد السعادة حتى في أصغر اللحظات.
3861
| 29 مارس 2023
من المعلومِ أنَّ الحياة، كما هي مليئةٌ بالفرص، مليئةٌ أيضًا بالتحديات سواءً كان ذلك على مستوى الأفراد أوالمجتمعات أو حتى على مستوى الحكومات، بل إن العالم بأسره قد يواجه أنماطًا مختلفة ومتباينة من التحديات عبر الزمن، وكأن علينا أن نؤمن بأن تلك التحديات جزءٌ من لعبة الحياة، البعض ينظر للحياة وكأنها سباق حواجز، فليس من المعقول أو المقبول أن يطلب أحد المتسابقين إزالة تلك الحواجز حتى يتسنى له الجري بحرية، والسبب بكل بساطة هو أن تلك الحواجز جزء من المسابقة، وهي التي تمحص المتسابقين فتفرز الموهوبين وذوي القدرات الغير عادية، عن الأشخاص العاديين، لذا فإننا عندما نواجه تحديًا ما، فنحن أمام خيارين لا ثالث لهما، إما التغلب على ذلك التحدي والقفز فوق حاجزه أو محاولة الكرة والاستعداد للجولة القادمة، ولكن في هذه الحالة نحن بحاجة للتعايش مع الوضع حتى نتمكن من تجاوزه، وهذا ما يسمى بالتكيّف (Adaptation). قد يخلط البعض بين التكيّف مع الظروف المحيطة والتخلي عن المبادئ والمعتقدات، وهذا النوع يذكرني بالسؤال الذي عادةً ما أطرحه على المشاركين في ورش العمل حيث أسألهم عن سبب انقراض الديناصورات وبقاء الضفادع، بالطبع لا أحد يوافقني بأن السبب هو أن الضفادع أقوى ولا أذكى من الديناصورات، لنخلص إلى حقيقة أن الكائنات الصغيرة أو الدقيقة التي لا تزال تعيش بيننا اليوم لم تكن اذكى بل كانت أكثر قدرة على التكيّف مع الظروف المحيطة. في كتابي الخامس «حلق بجناحيك» فقرة بعنوان «كن كالماء»، أقول: «أنظر إلى قدرة الماء على التكيّف مع الظروف المحيطة دون أن يتغير جوهره المتمثل بتركيبته الكيميائية (H2O)، فالماء يوجد في الظروف الطبيعية بحالته السائلة وقد يتحول إلى جليد أو بخار حسب الظروف المحيطة به، كما أنه قد يأخذ أشكالًا متعددة حسب الإناء الذي يوضع فيه، وقد يجري الماء إذا وضع على سطح مائل بسرعة تتناسب مع درجة الميل فإذا زاد الميل زادت السرعة، كل ذلك مع احتفاظه بجوهره وتركيبته الكيميائية؟ فهلّا أخذنا العبرة من الماء؟. إن من أهم التحديات التي قد يواجهها الموظف اليوم هي التوازن بين العمل والحياة، قال لي أحد الأصدقاء: « في السنوات الأولى لحياتي الزوجية حضرت دورة تدريبية في إيطاليا وفي نهاية الدورة طلبت من المحاضر، وكان قد شارف على السبعين من عمره، نصيحة خاصة كوني في بداية مشواري الوظيفي فقال لي كلمة واحدة (توازن).» يقول: «لم اكن لأفهم مغزى ذلك في وقته ولكن اليوم بعد أن بلغت الخامسة والخمسين من العمر، وقد قضيت اكثر من 30 سنة في ساعات العمل الطويلة، اعتقد انني لم أعط أسرتي ولا نفسي الوقت الكافي للاستمتاع بالحياة». يقول السيد «نايجل مارش»، وهو الكاتب والرئيس التنفيذي لعدة شركات وهو أسترالي من أصل بريطاني ألف عدة كتب في التوازن بين العمل والحياة من ضمنها كتاب fat 40 and fired، يقول عندما بلغت الأربعين من العمر قررت أن اتبع نصائح التوازن بين العمل والحياة، وكنت حتى تلك اللحظة اعمل لساعات طويلة مهملا لعائلتي الصغيرة، لقد قررت بالفعل أن اغير نمط حياتي واتوقف عن العمل لمدة سنة قضيتها في المنزل مع زوجتي وأبنائي الأربعة، يقول السيد مارش: «إن كل ما تعلمته عن التوازن في تلك السنة هو أنه من السهل أن توازن بين الحياة والعمل إذا لم يكن لديك عمل»، ثم قرر العودة إلى العمل مرة أخرى، وقضى سبع سنوات وهو يدرس ويفكر ويكتب عن التوازن بين العمل والحياة، وخلص إلى أربع نتائج رئيسية هي: - بعض الوظائف تتعارض جذريا مع إمكانية إعطاء وقت لعائلة شابة. - المؤسسات لن تحل هذه المشكلة، لذا علينا نحن كأفراد أن نأخذ بزمام المبادرة والمسؤولية لتحديد نوع الحياة التي نريد أن نعيشها، وإذا لم تصمم حياتك سيصممها لك شخصٌ آخر قد لا تعجبك أفكاره عن التوازن بين العمل والحياة، فمن المهم أن لا تضع جودة حياتك في يد مؤسسة تجارية، لأن الشركات التجارية مصممة بطبيعتها للحصول على اكبر قدر منك. - يجب أن نكون حذرين من الإطار الزمني الذي نختاره للحكم على التوازن لدينا، أي نكون واقعيين في توزيع الوقت وأن لا نقع في فخ تأجيل الاستمتاع بالحياة إلى ما بعد التقاعد، اليوم قصير جدا وبعد التقاعد سيكون اليوم جدا طويل، لذا يجب أن يكون هناك حلًا وسطا. - نحن بحاجة إلى أن نصل إلى التوازن بطريقة متوازنة، البعض تقتصر محاولاته للوصول للتوازن على الاشتراك في الجم، وهذا شيء جيد ولكن هناك أيضا جانبا فكريا وجانبا عاطفيا وجانبا روحيا، علينا الاهتمام بكل هذه الجوانب، لسنا بحاجة لعمل تغيير جذري كي نصل للتوازن، الأشياء البسيطة التي لم نتعود أن نقوم بها قد تعمل فرقا كبيرا..والجدير بالذكر هنا هو أن في تراثنا الإسلامي الكثير من الشواهد عن أهمية التوازن في الحياة، نورد منها الأثر الذي روي عن سلمان الفارسي أنه قال لأخيه أبي الدرداء عندما زاره فوجده قد انقطع للعبادة حتى أهمل حق زوجته وحق نفسه. فقال «إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ». وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله «صدق سلمان».
2301
| 08 يناير 2023
مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...
6441
| 27 أكتوبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
6390
| 24 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3849
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
3000
| 23 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2859
| 21 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
1860
| 23 أكتوبر 2025
جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...
1650
| 26 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1575
| 21 أكتوبر 2025
على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...
1026
| 27 أكتوبر 2025
في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...
999
| 24 أكتوبر 2025
فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...
996
| 21 أكتوبر 2025
النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز...
990
| 24 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل