رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مصـاب العرب في إنسانيتهم !

حينما تحولت ثورة سوريا بعد أقل من ستة شهور من انطلاقها إلى فوضى ثم إلى حرب شوارع قبل أن تتغلغل داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية إلى عمق الأراضي السورية وتتحول الثورة التي كانت تنادي بـ ( الشعب يريد إسقاط النظام ) إلى نظام إقطاعيات يبحث كل قطاع فيه بما يخدم مصالحه وعليه ظهرت حركات وثوار وعصابات دخلت بعدها دول في تلك المعمعة التي احتضنتها سوريا ولا تزال مثل إيران وروسيا وقفتا بالمال والسلاح والعتاد والعدة والرجال إلى جانب حزب الله اللبناني أيضا إلى جانب نظام بشار الذي يمارس أعتى صنوف القتل والتعذيب والاختطاف والتنكيل والقهر واستخدام أسلحة محرمة دوليا على مرأى من العالم لا سيما المنظمات الدولية والإنسانية ودول المؤسسات التي تنادي بالحرية والعدل ولا يمكن لأي منها حتى أن يقول كلمة إدانة واحدة لهذا النظام القاتل لشعبه وأطفاله حتى مع قيام حكومة انتقالية لم يجرؤ العرب ماعدا قطر - ولها الشرف في هذا - أن يعترفوا بهذه الحكومة حتى مع إقرارهم في قمة الكويت العربية التي انعقدت قبل عدة سنوات على أن تتبوأ هذه الحكومة كرسي سوريا في القمم والتجمعات العربية، فإذا بنفس العرب ينادون بإدخال سوريا المنطوية تحت حكم بشار الأسد إلى عضوية جامعة الدول العربية وإعادتها إلى مظلة العرب والحمدلله أنه لا يزال هناك من الشرفاء العرب الذين يمانعون ذلك ويتحفظون على هذا القرار إلى حين انتهاء أزمة الشعب السوري الذي يدخل عقده الأول وهو إما معذب في أرضه ومهجر مشتت وفقير جائع أو لاجئ محروم من أقل مسببات العيش الكريم داخل بعض الدول العربية أو كما نرى اليوم مشرد داخل البلاد الأوروبية إلا من رحم ربي منهم وآخرهم من نراهم اليوم على أبواب اليونان التي تبدو أنها تفتقر لأقل آداب الترحيب بضيوفها، فقد استقبلت مئات اللاجئين الذين تدفقوا إلى حدودها طلبا للجوء الإنساني الذي تقره منظمات الأمم المتحدة الداعية لاحتضان كل لاجئ هارب من بطش نظامه وتعذيبه وأي شكل من أشكال التهديد الذي يلاحقه فيها إما على حياته أو حريته أو معتقده الديني وغيره بقنابل دخانية وقنابل مسيلة للدموع لم ترحم منها الأطفال الصغار والرضع السوريين الذين ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع حية مصورة لهم وهم ينازعون الحياة الصعبة والظالمة ويلتقطون أنفاسهم بصعوبة جراء هذا الاستقبال الذي استقبلته بهم اليونان في خطة منها ومن غيرها من دول الغرب الذين استاءوا من إعلان الزعيم التركي رجب طيب أردوغان قبيل دخول قواته أرض إدلب السورية لوقف إطلاق النار وتصميمه على إقامة منطقة آمنة وملاحقة جماعة جول الإرهابية وقوات بشار التي تدعمها أنه سيفتح حدود بلاده الممتدة مع عدد من الدول الأوروبية ما لم تناصف أوروبا الجمهورية التركية مسؤولية احتضان هذا الكم من السوريين اللاجئين نظرا لتواجد ما يزيد على ثلاثة ملايين لاجئ سوري داخل الأراضي التركية، وهذا ما يفوق قدرة أنقرة على استيعاب المزيد منهم لا سيما وأن توزيعهم العشوائي في عاصمة ومحافظات ومدن تركيا الكبرى يزيد من عبء حكومة أردوغان في هذا الشأن، ولذا تبدو اليوم أوروبا الواقعة بين ( حيص ) إنسانيتها المزعومة ذات الصيت الواسع في العالم و ( بيص ) المسؤولية الضخمة التي ستقع على عاتقها إذا ما فتحت أراضيها لهذا العدد الكبير جدا من أعداد السوريين منفتحة أكبر للتفاوض مع أنقرة رغم تجاهلها لهذا المطلب التركي من البداية لكنه بات في نظر أردوغان متأخراً جدا بعد تصريحه الأخير بأن المسألة قد حُسمت بشأن تدفق اللاجئين إلى الدول التي تشترك بحدودها مع بلاده، ولكن يبقى المتضرر الأكبر من كل هذه الصراعات ( اللفظية ) التي تتبادلها الحكومات هو اللاجئ السوري المحمل بعائلته وصغاره وهمومه وآلامه إلى المجهول إما بحرا يواجه فيه الغرق والموت أو برا يُستقبل فيه بالقنابل والجوع والتشرد والعرب أين ؟! هناك حيث يحصون عدد المصابين لديهم بـ (فيروس الكورونا ) بينما مصابهم الحقيقي هو في مرض إنسانيتهم المعدية الذي يميتهم وهم أحياء !. [email protected]

1049

| 04 مارس 2020

سينمــــــا عــــربيــــــة فــــاشلــــة !

حاولت أن ألجم نفسي ولم أستطع.. قاومت الرغبة في غض البصر قليلاً ولم أفلح.. جاهدت أن أصمت.. أقدم أعذاراً وتبريرات وأقول ( يا فتاة لهم العذر فيما يفعلونه والجاهل لا يحاسب حتى يبلغ الحلم أو يعلم)!..لكن – وتعلمون قدر محبتي لحرف الاستدراك هذا- لم يكن لي أن أغض الطرف أو ألجم نفسي أو حتى أبرر لمن يمكن أن أقول فيهم ( فوق شينهم قوة عينهم)!..السينما.. ذاك المكان الرائع الذي ألقي ويلقي كل شخص منكم ثقل يومه فيه.. يمتع ناظره ومسمعه ويقضي وقته إما بضحك ينسي الهموم أو بالتفاعل مع أحداث ( أكشن) في فيلم لا يعرف بطله المستحيل أو حتى بالإغراق في رومانسية فارغة تتحدث عن وفاء أحد الأزواج لكلبه المنزلي!.. السينما.. وما أدراك ما السينما!.. حيث تعرض أحدث الأفلام (الوبائية) التي تحارب العقيدة والدين والمبادئ والأخلاق و... الوحدانية بالله!.. كل هذه (المهازل السينمائية) تحدث بمباركة وموافقة الذي يسمح بأن تعرض لدينا مثل هذه الأفلام المليئة (بإباحية الفكر والجسد)!.. تلك المهازل التي تثبت للنشء الصغير بأن (الإنجيل) هو الكتاب المقدس الذي بيده الصلاح والحرية وإنقاذ البشرية!.. ولا زلت أذكر الفيلم الذي تحدث عن أن نهاية العالم كانت وشيكة في عام 2012 وكانت هذه النهاية المأساوية التي كانت ستمحي البشر عن وجه الأرض وأن هناك من استطاع أن يمنع هذه النهاية وها نحن نتجاوز منتصف شهر فبراير من عام 2020 دون خوف يذكر!.. العروض التي تبهر هذا المشاهد الصغير الذي تلقى مواد المدرسة لديه تجاهلاً لمادتي الشرعية واللغة العربية ويجد الإيمان العميق (بالمسيحية) في مشاهد هذه الأفلام التي ينكرها العقل والدين والأخلاق والمسلك القويم الذي نحلم بأن تنمو أجيالنا الصغيرة عليه!.. فبالله عليكم.. أنظروا ماذا تفعلون بنا.. ماذا تفعلون بالصبي الصغير الذي لا يزال يجهل كيف يصلي ويصوم لكنه بات يعلم كيف أتى وبأي طريقة إلى هذه الدنيا؟!.. ما هو جرمكم الذي يستبيح فكر الناشئ الجديد الذي لا يزال يتعلم أبجدية الإسلام فإذا به يشاهد نهاية العالم ووحدها مفاهيم أبطال ومخرجي هوليوود القادرة على ولادة هذا العالم من جديد؟!.. ماذا تفعلون بربكم في طفل يجهل وجود الله في معناه العظيم ويكاد يراه في فيلم يبدو البطل فيه خارقاً بصورة عجيبة يقاتل ويحارب ويدافع عن (الكتاب المقدس) طيلة ساعات الفيلم ويكتشف هذا الطفل أن البطل كان أعمى في الأساس وأن (الله رب المسيحيين والسيدة العذراء وعيسى عليه السلام) كانوا وراء استبساله وذوده عن الإنجيل وتخليص هذا العالم من الشرور والأوغاد فيه؟!!.. بربكم أفيقوا واخجلوا!.. دعوا دماء الحياء تجري في عروقكم وتقفز إلى وجوهكم الممتلئة المتبلدة وتخيلوا ولداً من أولادكم يعتنق المسيحية فجأة ويرى في الإنجيل كتابه الذي يفاضل به عن القرآن الكريم!!.. فوالله لم أجد تعليقاً مناسباً لخبر منع (سلطنة بروناي) لفيلم أميركي حديث من العرض في صالات السينما لديها لمجرد أنه يتحدث عن عيد الفالنتاين لأنه ليس من الشريعة الإسلامية ولا من أعيادها الشرعية!.. خجلتم أم إنكم لا تزالون بحاجة لصفعات أخرى؟!.. الفالنتاين الذي كان يوم الجمعة الماضي، مستنيراً بألوانه الحمراء المبهجة في واجهات محلاتنا العربية المختصة بالهدايا والتغليف وجذب المراهقين لإغراقهم في هذا العيد الذي لا محل له من الإعراب لدي ولدى الكثيرين ؟!.. فسلطنة إسلامية مثل بروناي ترفض فيلماً لمجرد إنه يتكلم عن قصة تجري في (الفالنتاين) مما عدته سابقة مشينة لهوية البلاد الإسلامية، فالحقيقة تقول إننا ننسلخ من هويتنا الإسلامية أولاً والعربية ثانياً!..لا لا لا عفواً نحن لا (ننسلخ) ولكننا(نسلخ) أنفسنا طواعية غير مكرهين على هذا التصرف البشع الذي يثبت لنا في كل مرة إننا ماضون إلى نهاية العالم ولكن بطريقة مؤلمة حقاً!.. وعليه كان صراخ الرمال المتحركة هذا اليوم مدوياً وموجعاً بقدر الطعون التي تنزف في جسد صاحبتها!..أسدلوا الحياء قليلاً فقد ارتفع وباتت الركب والسيقان مكشوفة ولا يبدو أن الوقت طويلاً حتى نتجنب ظهور العورة المحرمة!.. صدقوني.. الستر زين واللهم يا رب البلاد استر العباد!. [email protected]

1214

| 19 فبراير 2020

ينــايـر ومــا أدراك مــا ينـايـر ؟!

هل تصدقون أن شهر يناير قد انقضى أخيراً وأننا نحث الخطى لنتجاوز الأيام الأولى من شهر فبراير؟! كان شهراً ثقيلاً ومليئاً بأحداث كان من المفترض لها أن تتفرق على شهور عام 2020 جميعها لا أن تختزل كلها في شهر واحد خلنا أنه لن يمضي ولن ينتهي !، فكلنا يتذكر كيف بدأت هذه السنة التي تبدو مكشرة عن أنيابها منذ البداية ما بين اغتيال قاسم سليماني وهو شخصية قيادية إيرانية لها ثقلها العسكري ثم رد إيراني ليعقبه وعيد ونذير أمريكي بتشديد العقوبات الاقتصادية على إيران ثم لعبة (هات وخذ ) بين العاصمتين الأمريكية والإيرانية، انشغلنا في تتبع فصول (الأكشن ) فيها حتى تعاقبت أحداث أخرى سحبت البساط من تحت أقدام ترامب وروحاني وإن تعلق أحدها بإيران نفسها حينما اعترفت طهران بأن خطأً بشرياً منها كان السبب وراء تحطم طائرة أوكرانية كانت قد أقلعت لتوها من مطار الخميني متجهة إلى مدينة كييف ومقتل كل ركابها الذين بلغ عددها نحو 176 شخصاً ليغلب هذا الحدث المريع ما كان بين واشنطن وطهران من تلاسن وتهديدات وتطفو على السطح أزمة أوكرانية إيرانية بعد أن وصف وزير الخارجية الأوكراني تبريرات إيران التي ساقتها للتغطية على استهدافها الطائرة الأوكرانية بأنها ظنت أن الطائرة المدنية ما هي إلا هدف عسكري معاد كان يجوب فوق منطقة عسكرية إيرانية حساسة هي تبريرات مضحكة وغير مقبولة طالباً من كندا أن تتدخل لتعميق الأزمة مع طهران باعتبار أن ضحايا كنديين كانوا من بين الركاب القتلى، وأيضا ما كادت حادثة الطائرة تتوقف عند نقطة تسليم إيران الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة إلى أوكرانيا، حتى فجعت منطقة الخليج بخبر وفاة سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد رحمه الله فكان الحدث الجلل الذي شغل العرب والعالم المحب لهذا الإنسان وبلده الجميل ويتقلد ابن عمه جلالة السلطان هيثم بن طارق الحكم بهدوء وسلاسة ويبايعه الكبار والصغار في بلاده. وما كاد شهر يناير ينتصف حتى فوجئنا بمواطنين صينيين في مدينة ووهان الصينية يترنحون في الطرقات ويتساقطون مثل أوراق الخريف وتعلن الحكومة الصينية عن انتشار فيروس كورونا بنسخته الجديدة والقاتلة والتي تبدو أشد شراسة من الأولى، وعن بدء حالة الطوارئ للحد من انتشار هذا الفيروس الذي حصد حتى الآن المئات من الأرواح وانتشر في عدة دول مثل اليابان وتايلند وكوريا الجنوبية وسنغافورة وطبقت إجراءات الحجر الصحي في الصين وبعض دول أوروبا وأمريكا وتعلق معظم شركات الطيران العالمية رحلاتها من وإلى الصين وتهرع دول العالم إلى تأمين عودة رعاياها من هناك، ورغم أن هذا الفيروس تزداد حدته وخطورته يوما بعد يوم، إلا أن بعض الأحداث أبت إلا أن تحاول التغطية على أخباره وخصوصا في المنطقة العربية حيث شنت قوات بشار الإرهابية هجوما دمويا على ريف إدلب الجنوبي والشرقي موقعا العديد من القتلى من المدنيين وتجري الأمور على ما تشتهيه سفن بشار الآثمة، وأيضا حاول مؤتمر برلين الذي عُقد بشأن ليبيا أن يجر الاهتمام صوبه بعد إعلان ميركل أن نتائج المؤتمر التي صبت إلى حظر إرسال الأسلحة إلى طرفي النزاع في ليبيا إنما هي خطوة صغيرة لتحقيق السلام في هذا البلد المنهك بالصراعات والاقتتال، وما كاد مؤتمر برلين ينتهي ويوشك المجتمعون فيه على إعلان تفاؤلهم لما جاء فيه، حتى عاد ترامب ليدندن على أنغام القدس عاصمة أبدية لإسرائيل ويعلن تفاصيل صفقة القرن التي أعطت لإسرائيل القدس كاملة ومنحت هذا الكيان ما يزيد على 22 ألف كيلو متر مربع من أرض فلسطين بينما رمت للفلسطينيين ما يقل عن ستة آلاف كيلو متر مربع، وخيرتهم بين إقناع واشنطن أنهم يستحقون دولة أم لا موضحا أن أجزاء من أراضي مصر ومن الأردن ستنضم إلى دولة إسرائيل وكالعادة لم يتأخر العرب عن الهمهمة والغمغمة ناهيكم عمن احتفل في أمريكا بعد إعلان هذا الخبر ليأتي خبر انفصال بريطانيا النهائي عن الاتحاد الأوروبي الحدث الذي ختم يناير دقائقه الأخيرة ونحن كما نحن لا يهمنا في نهاية هذا الشهر سوى الراتب والله المستعان !. [email protected]

1672

| 04 فبراير 2020

الجامعة غير المعترف بهـا !

زمان.. حينما كان يقول لي والدي إن لدينا جامعة عربية كنت أسأله ماذا تعني جامعة هل تقدم فيها الدروس ؟ فيجيبني لا فالمقصد منها جمع الدول العربية تحت مظلة العروبة التي توحدنا في المصير واللغة.. والآن.. حينما يقال لي دعت الجامعة العربية، وقالت الجامعة العربية، فإنني أسارع إلى إكمال هذا الموشح القديم المتجدد بقول وقد نددت الجامعة العربية كما شجبت الجامعة ورفضت وغضبت وأنكرت و... سكتت الجامعة بعد أن بلع القط لسانها الذي أزبد منذ قليل غضباً !!.. هذه باختصار قصة نشأة الجامعة العربية التي يرفرف عند مدخلها المهيب شكلاً لا مضموناً 22 علماً عربياً لا يمثلون في الأساس الوحدة التي تظهر عليها في الحقيقة!.. اليوم.. ماذا لديكم؟!..وماذا بعد كل هذه الاجتماعات التي أتت على مستوى وزراء الخارجية أو على مستوى القادة ؟! ماذا فعلت هذه الجامعة لنتمكن أن نمتدحها في كلمة واحدة إن لم يكن في نصف كلمة ؟! فحتى ليبيا المشتعلة من صراعاتها وحروبها حينما أرادت هذه الجامعة أن تجتمع لبحث ما يجري في هذا البلد العربي الغني والمتنامي كان لإدانة التدخل التركي فيها، والذي هو في الحقيقة ليس تدخلا بقدر ما هو إنقاذ للعاصمة الليبية طرابلس من أن تقع فريسة أطماع المنشق المتمرد حفتر، ولم يكن ذاك الاجتماع الذي أرغى فيه المجتمعون وأزبدوا استنكارا لموقف تركيا لأجل أن يتوقف سيل الدم في ليبيا ودعم حكومة الوفاق الشرعية التي اختيرت بعد إسقاط القذافي فكانت ومازالت حكومة انتقالية تنتظر أن يستتب الأمن حتى تنتقل بالشعب إلى أجواء الانتخابات والصناديق التي لم يعرفها هذا الشعب منذ أكثر من أربعين عاما !. إلى متى ستظل الجامعة مركزاً للاجتماعات وحلبة للمصارعات والمطاحنات وتصفية الحسابات؟!.. إلى متى يجب أن نقول إن لدينا جامعة تحل المشاكل ويلجأ إليها العرب كلما ألمت بهم ضائقة بينما الواقع المرير ينفي هذا الحلم؟!.. سوريا تلحق ليبيا وهذه الأخيرة لحقت غزة ومثلهم العراق واليمن وقريبا لبنان ومازلنا بنفس العجلة التي تدور بقسوة فتدهس آمالنا بأن نعيش قليلاً وبعض هذه الشعوب حرة تحت حكم من يختارونهم رؤساء ويقبلوا أن يكونوا مرؤوسين تحت مظلتهم!.. ماذا تفعل هذه الجامعة التعيسة التي نرى تبدل أمنائها كما يبدلون ثيابهم التي يحرصون على نظافتها وتلميعها على عكس أفعالهم ؟!.. ماذا فعلت الجامعة العربية منذ إنشائها وحتى اليوم لأتمكن من تسجيل ولو إنجاز صغير لها ؟!. فحتى المؤسسات الدولية والغربية لا تقيم لها شأنا يذكر ولا تهتم بما تصدره هذه الجامعة من قرارات أو تلقي بالا يذكر لاستنكاراتها وشجبها أو حتى مواقفها التي تصدرها تجاه أي قضية تخص العرب !. فهل العيب في الحكومات أم في الجامعة نفسها التي لم تقم وزنا لمواقفها فجلبت الهوان لنفسها ولمواقف العرب عموما ؟! ولم يبق بعض العرب ضمن هذه المنظومة التي نرى في جنباتها كيف تتحرك قراراتها ضد بعض أعضائها إن لم تتوافق ما يريده البعض فيها مع رغبات العرب الأحرار فيها ؟! عموما لا تبدو هذه الجامعة سوى اسم رنان في الشارع الذي تحل فيه لكن ما عدا ذلك فهي جامعة لا تؤهل وغير معترف بها حتى من الشعوب العربية نفسها !. ◄ فاصلة أخيرة: كانت هناك ( جامعة عربية ) حتى لعبت بها أهواء بعض من فيها فتحولت بقـــــدرة قادر كريم إلى ( مُفرقة عربية ) تجتمع لتشجب وإن لم تجتمع فإنها تستنكر من على بعد !. [email protected]

1404

| 28 يناير 2020

2020 إهــــــدأي !

لو أردنا أن نحصي ما جرى حتى الآن منذ انتحار الثواني الأولى لعام 2020 لقلنا بلا شك أننا على وشك أن نحصي أحداث عام كامل وليس عاماً من المفترض أن شهر يناير منه لم يمض بعد ! فأي سنة هذه التي بدأت بما لا يبشر بخواتيمها ؟! أي عام هذا الذي بدأت أحداثه ما بين اغتيال وانتقام وموت وزلزال وأوبئة وأمراض فتاكة وحروب وصراعات وقضايا تتفاقم على طاولة مجلس الأمن وسط انعدام الحلول لها ؟! فكلنا لا يزال يتذكر فجر يوم الجمعة 3 يناير 2020 حينما استيقظت إيران ومثلها العراق على حادثة تصفية الولايات المتحدة للقيادي الإيراني بالحرس الثوري قاسم سليماني وقت خروجه من مطار بغداد قادما من سوريا ليثور العالم ما بين مستهجن للجرأة الأمريكية ومترقب للثأر الإيراني القادم، وبين مبارك للضربة ومستهين بردة الفعل الإيرانية والتي جاءت سريعا بعد ثلاثة أيام بقصف قاعدتي عين الأسد وأربيل الأمريكيتين في العراق دون أن يكون لهذا القصف الذي جاء في فجر الثامن من يناير أيضا أي تأثير يذكر سوى أن ترامب وعد بالمزيد من العقوبات الأمريكية على إيران، في حين رأت طهران أن ردها هذا لن يكون الوحيد وأن الحل الناجح لأي أمريكي يخشى على حياته هو أن يغادر إلى موطنه بأسرع وقت ممكن وأن تخلو المنطقة من أي تواجد لأي قوات أمريكية لن تكون بعد هذا التحذير في مأمن عن أي هجوم إيراني أو من يناصر الموقف الإيراني في حربها التي بدأتها مع بداية هذا العام، الذي استمر بتقديم مفاجآته حينما بلغنا بمزيد من الحزن نبأ وفاة السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله ثم توالي أخبار وفيات بعض الشخصيات الفنية والمؤثرة في عالمنا الخليجي والعربي لتبدأ بعدها سلسلة الكوارث الطبيعية من زلازل وهزات أرضية في إيران وتركيا ثم يتفجر الوضع بانتشار وباء كورونا الجديد القاتل الذي تتضاعف نسبة الوفاة فيه عن نسخته الأولى وانتشاره بصورة كبيرة في عدد من الدول أهمها الصين ثم تايلند واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة حتى ماليزيا والأمور تشير إلى أنباء غير مؤكدة تتناقلها بعض المواقع عن اكتشاف أمصال ولقاحات وعلاجات خاصة بهذا الوباء من شأنها أن تقضي على هذا الوباء الذي تنتشر مقاطع الإصابة به ومشاهد المصابين وهم يتساقطون مثل الذباب في الشوارع ومحطات انتظار القطارات والحافلات وهو أمر حظيت هذه السنة أيضا بأن تتضمنه وكأن أخبار الحروب والقضايا والصراعات لم تعد كافية لأن تتوارثها الأعوام حتى نُبتلى اليوم بما يمكن أن يكون أخطر من السلاح والرصاص !.. فيا سبحان الله فهذه السنة لا تبدو لي أنها قادرة على الصمود أكثر ففي شهرها الأول حفلت بكل هذا فكيف بباقي شهورها وأيامها وساعاتها ؟! وبماذا يمكن أن تكون حبلى بأكثر من هذا إن كان ما قدمته في أيامها الأولى وتسلمته من العام الماضي أكبر من أن يتحمله الباقي منها ؟!. نعلم جيدا أننا بتنا نعيش أياما صعبة وأن قضايانا العربية تتفاقم وتزيد تعقيدا وسط تواطؤ بعض الحكومات الخليجية والعربية في كب الزيت على النار، ولذا ليس علينا فعلا أن نحمّل ردهات الأمم المتحدة إن لم تجد لقضايانا حلولا ونحن من نغذي هذه الأعوام ما يجعلها تبدأ كما بدأ به عام 2020 الذي لا يبدو أنه رؤوف وصبور علينا للأسف !. ◄ فاصلة أخيرة: اللهم جمّلها بلطفك وحلمك !. [email protected]

2022

| 27 يناير 2020

ديروا بالكُن عَ لبنــان !

سألت إحدى صديقاتي اللبنانيات بالأمس: لِمَ تحولت مظاهرات لبنان من ثورة سميت بثورة السياحة إلى ثورة فوضى وتخريب وحرق ومواجهات مباشرة مع الأمن والجيش؟! فأجابتني أن ( الزعران ) هم من حولوها لهذا بعد أن بدأت ثورة حقيقية همها أن تحافظ على ثروات ومقدرات البلد وكان بينها بعض ( المدلعين ) الذين تلقفتهم كاميرات الحكومة الفاسدة بلبنان وصورت للعالم بأن مظاهراتنا كلها رقص وطبل وتزمير وهيصة شوارع بينما في الواقع ثورتنا ثورة حقيقية لشعب يموت من الغلاء والمحسوبية وسلطة المصارف ولعبة الكراسي الموسيقية لأسماء معروفة لدينا ومن يستقيل يأتي من هو أشد فسادا من سابقه ! ورغم أنها أجابتني باللهجة اللبنانية المهضومة، إلا إنني حاولت أن أصيغ ما قالته باللغة العربية الفصحى ليناسب مع النسق الذي تسير عليه مقالاتي عادة.. والواقع أنني متتبعة جيدة لمسار الأحداث في بيروت الجميلة التي لي فيها ذكريات أجمل، وأشعر بالأسف لكل ما يحدث هناك، ليس لأن لبنان له مكانة خاصة بين الدول العربية ولكن هذا البلد ( انطحن ) كثيرا بأوضاعه التي لم تستقر منذ أن حارب وتحرر جنوبه، وحكوماته المتعاقبة لم يحن قلبها لجله، رغم أن معيار الوطنية عال جدا لدى كل رئيس ووزير ونائب يتولون حكمه وتسيير أموره التي عادة ما تصطدم بسلطة المصارف والحصص المالية للحكومة ورئيس الحكومة ناهيك عن أن الليرة اللبنانية حين هوت لم يكن عمل الحكومة بذلك الجهد الذي يمكن الإشادة به وكأن المقدّر لهذا البلد هو أن يظل بين مطرقة الحكومات غير الفاعلة وبين الفساد الذي يتسيد في مؤسساته الحيوية. بالأمس زف السيد حسام دياب المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة في لبنان البشرى للشعب وللمتظاهرين الغاضبين أن السبب وراء استمرار خروجهم للشوارع قد تم القضاء عليه، وأن الحكومة تشكلت بعضوية 20 وزيرا وتحت رئاسته شخصيا.. وأن كافة الوزراء تم اختيارهم بعيدا عن كل شكل من أشكال الحزبية، بعد أن أشيع عن أن الأحزاب قد دخلت بين صفوف المتظاهرين وبات أنصار كل حزب يحاول أن يرفع من أسهم المستفيدين من بقائهم في دائرة الحكم اللبناني وأن الحكومة الجديدة استندت إلى الدستور في عملية تشكيلها ووضع معايير محددة لاختيار أعضائها، كما قال متابعًا: نتعهد باستعادة الأموال المنهوبة وحماية الفقراء. ولكن كيف استقبل جمهور الشارع الغاضب هذه الحكومة التي أعلنها دياب بعد اجتماع عاجل مع الرئيس ميشيل عون لمعرفة الأسباب وراء تأخر إعلان الحكومة ؟! ما وصل حتى الآن هو أنه وسط العاصمة اللبنانية بيروت شهدت مواجهات واشتباكات بين المتظاهرين والقوى الأمنية بعدما أعرب المحتجون عن رفضهم للحكومة الجديدة التى جرى الإعلان عن تشكيلها بالأمس، معتبرين أنها لا تعبر عن تطلعات الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ 17 أكتوبر الماضي، في حين قطع المتظاهرون في عدد من المحافظات الطرق الرئيسية اعتراضاً على تشكيل الحكومة وهاجم المتظاهرون السياج الأمني في الممر الرئيسي المؤدي إلى مقر مجلس النواب بساحة النجمة بوسط العاصمة ورشقوا القوى الأمنية بالحجارة والمفرقعات النارية وقطعوا عددا من الشوارع الرئيسية والفرعية داخل العاصمة بيروت وكذلك طرق السفر الدولية مستخدمين الإطارات المشتعلة والعوائق، مشيرين إلى أن الحكومة الجديدة لا تعبر عن مطلبهم بتشكيل حكومة حيادية من الاختصاصيين المستقلين عن التيارات والقوى والأحزاب السياسية، نافيين بذلك ما صرح به حسام دياب بأنها كانت بمنأى عن أي حزبية وأن الثورة قائمة من جديد ومن أراد للمتظاهرين أن يعودوا إلى البيت هذه الليلة فإنهم باقون باقون !. إلى أين يتجه لبنان ؟! إن كان المتظاهرون من الشعب فقط فحتما ستكون النهاية سعيدة أما إذا اندس فيهم من لا يخاف الله فيه فربما تُخلق سوريا أخرى إلى جوار سوريا الأم وربما استنسخ الربيع العربي نفسه فيه وربما ماهو أشد وأخطر ولا نملك غير الدعاء الذي يرد مسار القضاء بأن حمى الله بلاد الأرز وسائر وطننا العربي.. يارب. فاصلة أخيرة: قلوبنا الصغيرة ما عادت تتحمل أزمة عربية أخرى !.. ورب الكعبة !. [email protected]

1882

| 23 يناير 2020

مقالٌ بتــوقيع نـون النّسوة !

دعونا نكون في منتهى الصراحة ونسأل: هل أخذت المرأة كافة حقوقها ؟! ممممم!.. أظنه يبدو سؤالا عائما بعض الشيء ولذا هل يمكن أن أطرحه بصيغة أكثر تحديدا؟! هل يبدو أن المرأة الخليجية قد أخذت كفايتها من الحقوق التي يجب أن تتمتع بها مقابل ما يجب أن تكون عليه واجباتها ؟! ولا تسألوني إن كانت الإجابة يجب أن تتحدد بكلمة نعم أم لا فقط لأنني شخصيا لا يمكن أن أحدد إجابتي بإحداهما ما لم أجد دراسة مستوفية عن الموضوع تساعدني في النهاية على تحديد الإجابة المطلوبة ولكن بالنظر إلى ما نراه ونسمعه ونقرأه فلا يمكن لأحد أن ينكر أن المرأة الخليجية قد مُنحت أغلب حقوقها من العمل والتعليم والعلاج والاختيار في كافة الأمور التي كانت تُفرض عليها قديما والتنقل بحرية أو السفر وقد حددت خليجيا لأننا نعلم بأن المرأة في باقي الدول العربية لا تزال محرومة من أقل حقوقها ونرى في بعض هذه الدول التي تفتقر لمقومات الاستقرار والتنمية للأسف أن حقوق النساء لا تبدو من أولويات حكومات هذه الدول التي يقع معظمها تحت خط الفوضى والحروب والدمار والجهل وكلنا يرى ماذا يحل بهذه الدول حاليا وما يجري فيها ولذا دعونا نعود لمحور حقوق المرأة الخليجية التي لم تتعاظم كما هو الحال عند شقيقتها العربية المغلوب على أمرها ونسأل ثانية: إن كان لهؤلاء حقوقهن – ودعوني أشدد على نون النسوة – فلم نر منهن من تتمرد على واقعها وعيشتها المرفهة وتهرب إلى حضن أوروبا ثم تغرد من هناك لقد تحررت ؟!! تحررت من ماذا ؟! هل تسمين ( ولاية ) والدك أو شقيقك ومسؤوليتهما عنك هو قيد كان يربط يديك ورجليك وربما روحك ؟! هل تحررت من مشاهدة والديك وبرهما والإحسان إليهما ؟! هل تحررت من العمل الذي كان يمنحك راتبا مجزيا في آخر الشهر لتتبضعي وتخرجي وتأكلي وتتنعمي مع صديقاتك في صحبة أو سهرة رائعة ؟! هل تحررت من حريتك في أن تكون لك شخصيتك الواعية والمثقفة التي كانت تعطيك الحق لترفضي خاطبا لك وتوافقي على آخر بمنتهى الحرية والقناعة الشخصية ؟! هل تحررت حين فقدتِ دفء العائلة واللعب مع إخوتك الصغار أو الشجار كما هي عادة الاخوة ثم التصالح معهم ؟! هل تحررت يا جاهلة من أن تقولي رأيك الخاص داخل البيت وخارجه وفي محيط العمل وان تجدي من يحترم هذا الرأي ويأخذ به ؟! هل تحررت من التنعم بأمن بلادك وهوائه وشوارعه وجواز السفر الذي أعطاك الحق لتسافري بعلم أهلك أو خلسة ثم تتبجحين بأنك نلت الحرية ؟! أي حرية هذه إن كنت قد هربت لتكوني أسيرة الفقر والتسول والشتات والأهم من هذا أن تصبحي بضاعة رخيصة في يد من يهمه أن يتلقف المشردات مثلك ؟! وماذا بعد هذه الحرية المشوهة يا هذه ؟! ما الذي يدعوك لأن تغرري بغيرك من الفتيات وتدعيهن للخروج عن طاعة عوائلهن واللحاق بك ليشاركنك التسول وحياة الضياع التي تعيشينها وتكابرين في وصفها بالحرية ؟! فمن العجيب أن تدعو مثلك من هن معززات في بلادهن لأن يتجهن لنفس مسلكك ويلقين نفس مصيرك ! عموما كنت ولازلت أقول ان الحرية فطرة لا حق مكتسب وما دمت في بلادي بين أهلي وربعي أتنعم بالأمان وبقانون أسترد به كل حق لي مسلوب من شخص تجرأ يوما وسرقه وأحظى بدعاء أمي وأمنيات أبي الطيبة وبراحة في عملي وأمان في تنقلي فلا توجد حرية أكبر من هذه إلا إذا رأت إحدى هؤلاء التافهات أن ( سواد الوجه ) حرية فالله لا يردك !. فاصلة أخيرة: في الثامن من مارس وهو يوم المرأة العالمي سأكتب مقالا يشبه هذا لكني سأركز على الحرية التي أنعم بها وليس عن حرية حُرمت منها بعض من نون النسوة !. [email protected]

1976

| 22 يناير 2020

الفخـر لنـا ولا عـزاء للذبـاب !

حينما وقعت حادثة تصفية قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في فجر يوم الجمعة 3 يناير 2020 من قبل غارة أميركية استهدفت موكبه الذي كان قد خرج للتو من مطار بغداد الدولي قلنا فعلا بأنه يمكن أن يتفجر الوضع بعدها وبتنا في (حيص) التوقعات السيئة و(بيص) أن تتفجر حربا عالمية ثالثة يمكن أن تقتلع الأخضر واليابس في منطقة الخليج وتكون العراق ساحة لتصفية الحسابات وتنضم باقي دول الخليج لتكون محل النزاعات، ودار في خلدنا الكثير من الأفكار السيئة التي كان معظمها يدور حول الرد الإيراني على هذه الحادثة الفظيعة التي جعلت قوة إيران العسكرية تفقد في يوم وليلة أحد أهم ركائزها وهو قاسم سليماني الذي وصفه ترامب بأنه أخطر إرهابي بعد أسامة بن لادن ويعد رقم واحد في قائمة المطلوبين أمريكيا. وفي الواقع انتظرنا أن تتحرك دول خليجية معنية بهذه الأحداث الخطيرة التي تهاوت بصورة سريعة في توقع ماذا ستكون نهاية الغضب الإيراني والوعيد الأمريكي الذي تبادل قصفه بين واشنطن وطهران عقب اغتيال سليماني، لكننا فوجئنا بأنه لم يتحرك أحد واكتفت خارجيات دول الخليج بالدعوة للتهدئة وتخفيف التوتر واللجوء إلى الحوار وعدم جر المنطقة إلى ما لا يحمد عقباها، واعتبرنا أن ذلك لا تعد بردة الفعل القوية تجاه منطقة على وشك الانفجار، وأمام قنبلة موقوتة تدل دقاتها المنتحرة على أن لا وقت لديها لتحافظ على هدوئها قبل الانفجار، ولذا وكعادتها في مثل هذه الأحداث التي تتفجر في أي حدث ومكان يمس أي دولة عربية وأخرى كان لقطر الدور الأبرز في الإمساك بزمام المبادرة فتحركت الدبلوماسية القطرية لاحتواء الأزمة وجاءت الاتصالات والزيارات للجانب الإيراني الذي يرتبط مع دولة قطر بحسن الجوار والعلاقات الطيبة في سبيل التحكم بفتيل الأزمة من أن ينفرط إلى ما يمكن أن يفجر حربا لا سمح الله لن تتأثر منها العراق وحدها باعتبارها أرض الجريمة الأمريكية كما وصفتها طهران أو أن تتقصد واشنطن الإضرار بإيران وحدها باعتبارها العدوة الرئيسية لها والتي بدورها ستوجه جُلّ ضرباتها العسكرية المدمرة إلى الأهداف الأمريكية المنتشرة في كل بلد خليجي من قواعد عسكرية وتواجد أمريكي، ولكن الوضع كان سيدمر منطقة بأكملها ولن تكون أي دولة خليجية بمنأى عن هذه الحرب فيما لو استقامت بين البلدين ولذا وجهت إيران تحذيرا للولايات المتحدة الأمريكية بأن الحل الوحيد لتتجنب واشنطن استهداف قواتها لأي مواطن وجندي أمريكي أن يغادر هذا الأمريكي إلى وطنه في قارة أمريكا الشمالية النائية عن قارة آسيا محل الوجود الإيراني والغضب الإيراني وأداة القتل الإيرانية، وعليه كان لقطر ذلك الدور الذي فسره كثيرون للأسف من الذين يجهلون دراسة الواقع والأرض السياسية كيف تدار في الأزمات أن الدور القطري ما كان إلا مشاركة لطهران حزنها في مقتل سليماني بينما الحقيقة التي يفهمها بلا شك قيادات وحكومات ودبلوماسيي ومن يقرأ السياسة بصورة تختلف عن الطريقة التي يقرأ بها ( ذبابهم الإلكتروني ) أن قطر سارعت منذ الدقيقة الأولى لتفجر الوضع السياسي بالمنطقة إلى التمسك بتلابيب التهدئة التي ما كان لأي دولة خليجية أن تسارع وتمسك بآخر خيوطها المنفلتة بصورة سريعة من خلال زيارة وزير الخارجية القطري إلى إيران نظرا لأن الدوحة وبذكائها المعتاد حافظت على الإمساك بعصا علاقاتها مع كل من إيران والولايات المتحدة من المنتصف فلم تفقد صداقة إيران كدولة شقيقة إسلامية مجاورة ولا احترام أمريكا كدولة لها تحالفاتها العميقة والتاريخية مع قطر، ولذا كان لهذا الدور أن يكون محل تقدير من واشنطن ومن طهران كذلك واعتبرت إيران فيما بعد زيارة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أنه موضع تقدير عميق يهدف إلى كل ما تسعى له الدوحة منذ البداية واعتبار أن لغة الحوار هي اللغة الوحيدة للتفاهم بينما طار بعدها الشيخ محمد بن عبدالرحمن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية إلى بغداد للتباحث في ذات الأمر وهو التحقق من سبيل التهدئة وكلها مبادرات قادتها قطر لأجل الخليج والمنطقة عموما وهذا أمر يحسب إليها ولا عزاء للذباب !. [email protected]

1631

| 19 يناير 2020

أردوغــان يُلقِّــن حفتـر درســاً !

" إن قصفت قوات الشرعية والأشقاء في ليبيا فسوف ألقنك الدرس اللازم " ! ربما تكون كلمات ( تهويش ) إن لم يكن قائلها الزعيم التركي رجب طيب أردوغان في خطابه الموجه ضد القائد الليبي المنشق ( حفتر ) الذي اضطره التدخل التركي في ليبيا إلى المثول في موسكو لتوقيع اتفاقية وقف النار بين قوات الشرعية الليبية وقواته التي تحاول منذ سنين اقتحام أسوار طرابلس ونجاح انقلاب فيها يمكّن حفتر من السيطرة على موارد البلاد وأسس الحكم فيها، ولكن حفتر والذي وافق في البداية على التوقيع وأخذ نسخة من الاتفاقية لدراستها كما قال لكن الرجل على ما يبدو اختار الفرار على أن يقف موقف الرجال وغادر خفية قبل أن يحين موعد التوقيع ويثبت للعالم بأسره أن الجرذان أجبن من أن تثبت على مواقفها ولذا لم ينتظر أردوغان كثيرا حتى يصف ( حفتر ) بالجبان ويحذره إن قصفت الشعب والشرعية الليبية سنقصف قواتك وسنجعلك تتراجع آلاف الكيلومترات فنحن لا نلاعب ومشاركتنا في خفض التوتر في ليبيا يأتي بعد مطالبة الوفاق الوطنية والشرعية الليبية لهذا التدخل الذي أثبت جديته وفاعليته في تقهقر قوات حفتر عن العاصمة طرابلس بينما عبر لافروف وزير خارجية روسيا عن أسفه من موقف حفتر المفاجئ وعدم توقيعه لهذا الاتفاق الذي يمكن بعده أن تنعم مناطق ومدن ليبية بالأمان. وفي الوقت الذي فشلت إلى حد ما اتفاقية الهدوء النسبي بين الجانبين المتعاركين في ليبيا والتي كانت برعاية روسية تركية في العاصمة الروسية موسكو فإن مباحثات أخرى ستعقد في التاسع عشر من يناير الجاري في العاصمة الألمانية برلين وستتكرر المطالبات لحفتر بأن يوقع ثانية الاتفاقية التي فر منها في موسكو لكن هذه المرة لا يبدو فعلا أن هذا المنشق سوف يحضر فعلا إلى تلك المباحثات بعد أن ذكر مقربون له أنه أبدى امتعاضه الشديد من تصريحات الرئيس التركي ضده،فيما يرى مراقبون أن الذين يقفون خلف تمرد حفتر ويلقى منهم دعما غير محدود هم وراء تغيير رأيه وهم أيضا من دفعوه لمغادرة روسيا دون التوقيع على الوثيقة الرسمية بوقف إطلاق النار وبالطبع لا يمكن لأحد ألا يعرف الداعمين الحقيقيين لحفتر ومن يقف خلفه مشجعا إياه بقوة المال والسلاح على المزيد من التمرد ومحاولة التسلل إلى قصر الحكم في طرابلس بصورة علنية وإسقاط مكتسبات الثورة الليبية التي أطاحت بالعقيد معمر القذافي وحكومته وسارت أحداث البلاد بعدها إلى مصير مجهول قبل أن تعلن حركة الوفاق الوطنية تسيدها على مجريات الأمور في العاصمة واستطاعت أن تتحصل على اعترافات رسمية من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وموافقة من الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن ومن معظم الدول العربية التي كان الوفاق الوطني يحتل كرسيها في اجتماعات الجامعة العربية وبالعلم الذي اختاره ثوار ليبيا بعد إسقاط القذافي بالصورة المأساوية التي مات فيها. عموما لا يبدو أن الأمور في هذا البلد النفطي الغني المطل على البحر المتوسط ستهدأ ما دامت الفتنة متيقظة فيه ومادام حفتر يلقى حتى الآن ما يشجعه على الاستمرار في غيه وتمرده،لكن تركيا أيضا لا تبدو هي الأخرى من التي تلين رأسها مع هؤلاء المتمردين وقد زادت جذوة اشتعال دورها بعد أن صوت البرلمان التركي بإرسال قوات تركية إلى عمق البحر المتوسط وليبيا نفسها رغم أنه كان للجزائر والمغرب أن يقومان بدور أكبر في استبباب أمن ليبيا باعتبارهما بلدين جارين لها وما يؤثر فيها يمكن أن ينتقل إليهما في أي حال من الأحوال ولكن نطلب من الله سلامة كل بلد عربي يقع في الشق الآسيوي أو في الشق الإفريقي وليبيا يمكن أن تمارس دورا مؤثرا فيما لو عادت متعافية مكتملة الجهود للقيام بدورها الذي نأمله لها.. يارب !. فاصلة أخيرة: بتنا ساحة حرب وبات الغرب يرون فينا حقول تجارب !.. أهكذا كنا ؟! [email protected]

1482

| 16 يناير 2020

مقـال آخـر يوم في السنـة !

لم أجد أفضل من الكتابة في هذا الموضوع تعقيباً على زيارة وفد الفيفا الدولي المشرف على استعدادات قطر المستضيفة لمونديال 2022 للدوحة مزامنة مع كأس العالم للأندية الذي أقيم مؤخراً وتأكيده على لسان رئيسه إنفانتينو أن المونديال المرتقب والذي لن يخرج من قطر بإذن الله سيكون متفردا عن باقي كؤوس العالم الماضية، ولكن قبل ذلك لنعد بالذاكرة إلى تسع سنوات ماضية وتحديداً بعد أن تم الإعلان رسمياً عن فوز دولة قطر باستضافة كأس العالم 2022 !.. فعندما فزنا بتنظيم كأس العالم وعمت الأفراح أرجاء الوطن العربي والشرق الأوسط كنا نتوقع صراحة أن تكون هناك أحقاد خفية وظاهرة وأن تـُستل بعض الأقلام من غمدها ليقللوا من حجم هذا النجاح ويعطوا له أبعاداً وتفاسير تدخل ضمن (المخططات الاستعمارية لإسرائيل وأميركا بالمنطقة) بعد إعلان قطر الدولة المستضيفة لكأس العالم 2022 !.. وأنا حقيقة لست في محل هجوم على هذه الأقلام كما إنني لست في محل دفاع فهذه الأحبار ليست بذاك التأثير الذي يجعلني أهاجمها وأعطيها من الحجم الضعف كما أن قطر لاتحتاج دفاعاً فليست متهمة في شئ وهي معلمة حقوق لا إدعاء!.. ولكني أريد أن أوضح وجهة نظر شخصية حول الأقاويل التي زادت وتيرتها مع دخولنا حيز تنفيذ ما تضمنه ملفنا المونديالي، وما بدأنا فيه من افتتاح استادات مونديالية عظيمة في أن ما يقال لا يقلل من حجم الإنجاز الذي تحقق على يد فرسان قطر وهذا أمر لا جدال فيه الآن، أما عن الآثار المترتبة من وراء الاستضافة فهذا ما يسعى المخلصون من أبناء هذا البلد لدراستها وتقييم ما يمكن أن يكون وسط عشرات الآلاف الذين سيتوافدون على قطر لمتابعة مجريات كأس العالم وكنا ننتظر من الآخرين أن يقدموا مدحهم وليس قدحهم حول هذه الاستضافة الذي نعدها نصراً مادامت الولايات المتحدة الأميركية كانت المنافس لنا حتى آخر جولة من التصويت والذي كاد ينزع قلوبنا من مكانها قبل أن يعلنها العجوز بلاتر آنذاك وتعم الأفراح قطر، وأكد على إعلانها مؤخراً إنفانتينو أيضا حينما قطع الشك باليقين وقالها بثقة " لن يتغير مكان إقامة بطولة كأس العالم 2022 وستقام في قطر قاطعاً بذلك طريق المشككين الذين ( هشتقوا ) في تويتر بعدة كلمات تحاول التقليل من شرف الاستضافة حتى أنهم رسموا سيناريوهات متخيلة بأن البطولة يمكن مشاركتها مع دول خليجية مجاورة متناسين بأن قطر ولنا الفخر في ذلك قادرة بإذن الله أن تحقق ما تعجز عنه كبرى الدول ومنها أميركا التي حتى وإن استاء أوباما وقتها على ضياع فرصة بلاده من الاستضافة لكنه كان يعلم بأننا في قطر وبعد أقل من ثلاث سنين قادمة ستكون قطر أخرى على غير ما كان يراها حين كان رئيسا لأمريكا، لأن 2022 تجاوزت مرحلة الحلم إلى الحقيقة وهذا ما يجب أن يتنبه له الكارهون لنا.. فكأس العالم يعد شرفاً لأي دولة تقدم ترشيحها لاستضافته وليس من المعقول أن أميركا التي كانت تمني نفسها لإقامة كأس العالم 2022 على أراضيها قد استشاطت غضبا حينما ظهر اسم قطر متوسطاً البطاقة الفائزة بالتصويت. لا يا سادة فبغض النظر عن كل الشرور التي تحدق بنا فهذا شرف رياضي ونحن في قطر نعلم بأن احتفالية كبرى مثل هذه لربما تكون مرتعاً لكل ما هب ودب التي يمكن لأصحابها من النفوس الضعيفة أن تتجرأ وتزرعها على أرضنا فهذا هو الاستقراء الذي نملكه في قطر ونحن بإذن الله سنستطيع أن نبتر مجاري الفساد الذي يعتمد في قوته علينا من أن يمد جذوره في مناسبة كبيرة مثل كأس العالم الذي ينتظر عامه الـ 2022 ليحل بيننا. وعليه فإني أدعو مركز ضيوف قطر أن (يشد حيله) في تقنين خطته ورسم الخطوط العريضة لما يمكن أن يقدمه هذا المركز الذي يحتضن دعوته للإسلام في جنباته ويوسع من نشاطاته لعل وعسى يهدي به الله ما يشاء من عباده وتكون قطر منارة الإسلام والثقافة والمعرفة ولدحر بعض الأقلام المسمومة التي تحاول النيل من بلادنا وقلب الطاولة علينا وكأن فوزنا وبالٌ وليس آمالا نعتمد عليها لتسجيل حروف قطر من ذهب !.. اسمحوا لي فأنا على ثقة بهذا المجتمع في أن يثبت قدميه فوق أرض صلبة لاتهتز..أرض من القيم والأخلاق لا يمكن أن تزعزعها بطولة كأس العالم أو الجماهير التي ستزحف إليها.. هذا أملي وهذه ثقتي. فاصلة أخيرة: تفاءلوا.. فليس كل حداثة تغريباً وليس كل تغريب بدعة ! [email protected]

1508

| 31 ديسمبر 2019

مـا كان لم يعد اليـوم !

الجهاد في سبيل الله.. ربما تكون كلمات كان لها وقع كبير في أيام الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته وتابعيه، أما الآن فحتى القتلة يظنون بأنهم يجاهدون في سبيل الله وفي سبيل الوطن والقضية التي يدافعون عنها وهم في حقيقة الأمر إنما يقتلون لإرضاء نزواتهم المتعطشة للدماء والشيطان الذي يحرضهم على الإيمان بمعتقدات لم تكن يوماً ضمن منهج إسلامنا الوسطي المعتدل.. وأنا شخصياً ضد أن يقال اليوم لأي شخص يرفع السلاح بغض النظر عن أهدافه والقضية التي تشغله وتشغلنا معه أنه (مجاهد) فهذه الكلمة إنما تقال لمن لا يقتل بريئاً ولا يقطع شجرة ولا يهدم داراً ولا يحرق زرعاً، فأين اليوم هؤلاء من صفة المجاهد الحق؟!.. ورغم أنني مع جميع الذين يحاربون بشار وعصابته الدموية في سوريا لكنني لا يمكن الوقوف على تأكيد صفة المجاهدة فيهم لأن عملياتهم التي ينفذونها أيضاً قد يموت فيها من لا ناقة له ولا جمل وكل هذه العمليات تحدث في مناطق مأهولة بالسكان وليس في مناطق مهجورة منهم وكل أسفي هو على الذين يتساقطون كل يوم في سوريا مضرجين بالدماء أو مغمورين بالتراب والبيوت المدمرة أو المعذبين في سجون الطاغية بشار، ولذا فإنني أدعو إلى تخفيف الوطء الإعلامي على هؤلاء الثوار من تمجيد ما يقومون قبل وأن نحصي خسائر الأرواح والممتلكات قبل أن نذكر المكاسب التي قد لا تتناسب مع حجم الخسارة بالفعل!.. وأعلم بأن حديثي هذا قد لا يعجب من يرون في بعض حركات المعارضة المستقبل القادم إلى سوريا فخبرتي مع كل معارضة عربية ليست على وفاق معهم ولكني مع ثوار داخل الأرض السورية يقاتلون لأجل حرية سوريا وليسوا من الناس الذين يسكنون أبراج أميركا ويتنزهون بساحات لندن ويخرجون على الشاشات العربية يتبجحون بممانعتهم ورفضهم للنظام ويعلنون الجهاد من أبراجهم العاجية ويصنفون الشهداء ويتحدثون بأسماء الأبرياء، ويتاجرون بدم المواطن ورزق الفقير وعوز المحتاج وغربة اللاجئ وبكرامة ووجود الوطن، فهؤلاء أحق بأن يُقضى عليهم عند تحرير سوريا من بشار فهم أخطر منه وأكثر منه بشاعة وطمعاً في المال والسلطة وليكن اختيار الشعب الذي قُتل وسُحل وعُذِّب وشُرِّد هو الاختيار الذي يجب أن يعلو صوته بعد معارك الحرية التي يخوضها ويموّنها بدمه وروحه وآلاف من أطفاله الأبرياء الذين لم يرحمهم أحد للأسف. ولذا لا تقولوا لأي قاتل أنه مجاهد مادام هناك دم برئ يُسفك دون ذنب..لا تقولوا له أنه مجاهد مادام هناك زرع يُحرق.. لا تروجوا لهذه الكلمة العظيمة وهناك بيوت تُدمر على رؤوس ساكنيها تحت كلمة يجب أن تكون لأي معركة ضريبة وضحايا!.. فالجهاد أكبر من أن نخالف شريعته ومقوماته وأعظم من أن تقال لمن يجهل معنى الجهاد في سبيل الله وأنا أقولها وأشهد الله على ما أقوله أن الحكومات العربية ساعدت كثيراً على طمس معاني الجهاد، وزرعت ضبابية حول فقه الجهاد، لأنها ألغت كل ذلك من مناهجها الدراسية فلم تعد غزوات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تؤخذ للعبرة وإنما في فكر هذه الحكومات باتت محرضة على العنف، لهذا أضحت كل غزوة للنبي وصحبه وتابعيه مهملة في دروس الشريعة في مدارسنا العربية لكي لا تحيي معنى الجهاد المغلوط في فكر النشء عوضاً عن تدريسها وتوضيح معاني الجهاد الحقيقية فيها ومتى يكون الجهاد وسننه وشرائعه ومناسباته ووقته. ولا أبالغ إذا قلت إن هذا التهميش في التعرض لركن كبير مثل الجهاد ومحاولة تنويره للعقول الشابة قد قام بفعل عكسي تماماً، فباتت هذه العقول تتجه لجهات وأشخاص غير ثقة وغير مؤهلة لشرح الجهاد بصورته الإيمانية الحقيقية فنما نتيجة لذلك المفهوم المعوج لمعنى الجهاد، فأصبح الكل مجاهدين وبات كل موت أحدهم استشهاداً رأى صاحبه محله في الجنة!.. فهل يجوز كل ذلك في زمن سُميت فيه أحزاب مجرمة أحزاباً إسلامية، ويوصف أفرادها بالاستشهاديين وما يفعلونه في سوريا بجانب قوات بشار بالجهاد بينما الثوار يوصفون بالتكفيريين؟!.. لذا أبعدوا مسمى الجهاد عنكم وعن الأجيال الصغيرة في زمن لا يتحمل هذا المعنى اليوم !. ◄ فاصلة أخيرة: لا جهاد إلا ما قام به الرسول الكريم وصحابته وما عداه فلا يتحمل هذا المعنى أبدا !. [email protected]

1523

| 30 ديسمبر 2019

العرب ماضون أمـاماً إلـى الخلف !

مع بداية عام 2020 لابد لبعض الأمنيات أن تطفو إلى السطح آملة أن تجد مسرح العام الجديد فرصة لأن تتحقق بعد أن خذلها عام 2019 !. في هذا العام الجديد نحلم بأن يتخلى وطننا العربي الكبير من كل آلامه وتبزغ فجر آماله فلا يوجد بلد محتل مثل فلسطين، ولا بلد تفتك به الحرب مثل اليمن، ولا بلد يعيش ما بين قتل وتهجير وتفجير مثل سوريا، ولا بلد ينتفض من مظاهرة لأخرى مثل السودان، ولا وطن لايزال يكابد ليستقر مثل الجزائر، ولا بلاد متقلبة الأهواء مثل لبنان، ولا أرض يجاهد شعبها لأجل أن تعيش بلقمة عيش طيبة مثل مصر ولا منطقة تتنازعها أهواء حكومات وأفراد في بعض هذه الحكومات مثل منطقة الخليج، ولا بلد منسي من باقي الدول العربية مثل الصومال، أو بلد لا يزال يناضل للإبقاء على شكله المتوحد مثل ليبيا أو أمة حكمها عظماء هذه الأرض مثل العراق لأننا وطن عربي مسلم شرق أوسطي عظيم نستحق أن نعيش بحرية وعدالة ومبدأ حقوق وواجبات لا يتجزأ !. في هذا العام نتمنى أن نعلو عربيا وتكون لنا كلمتنا المسموعة دوليا وأن يخشانا القريب والبعيد ويسعى لمد علاقاته معنا وليس العكس ! وأن يكون للعرب شخصياتهم القوية المتبوعة لا التابعة في التعبير عن رأيهم، وأنهم الأقوى في الرأي والاستقلال به وليس ما تدعو لهم مصالحهم مع الغرب. فهل تبدو لكم هذه الأمنيات صعبة أو حتى مستحيلة لتفكر بها مواطنة عربية بات كل المطلوب منها أن تؤجل تحقيق هذه الأماني من عام إلى آخر دون جدوى ؟!. في نظري لا يبدو أن الأمر مستحيل ما دمنا نشعر فعلا أننا أمة قوية ربما خذلتها حكوماتها اللينة والتي دخلت طوعا تحت جناح الحكومات العظمى مثل أمريكا وغيرها لكننا في الأول والأخير أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأمة القرآن الكريم وأمة الأمم الإسلامية الكبيرة التي نحتفظ بها في تاريخنا المليء بقصص البطولات التي ما عاد لنا أن نكررها سوى في بعض القصص التي بات بعضنا يحرص على سردها لأطفاله كلما أراد أن يستقي لتاريخ أجداده بطولة ما أو دور رئيسي في سيناريو الأحداث وليس كما يبدو عليه العرب اليوم من ممارسة أدوار ثانوية هزيلة لا تضفِ عليهم سوى المزيد من الذل والخضوع للأسف ولكن هل نستمر في هذه الأدوار ؟! لا ورب الكعبة ! فنحن كما قلت أمة الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام وأمة مثل هذه لا تنهزم وإن تكالبت عليها ضباع الغرب بمساعدة من يخون دينه وعروبته وأخلاق العرب فيها، ونحن أمة سيأتي يوم لتنهض ليس لتنفض التراب والعودة من جديد لاستقبال أتربة جديدة لتتراكم عليها، ولكن لتنهض وتنفض عنها ثوبا لم يكن يوما ثوبها. فنحن كنا في يوم من الأيام نقود العالم وتنازلنا عن القيادة طوعا أم إكراها لكننا كنا خلف المقود وكنا نحن من نسيّر هذا العالم وكدنا نصل حتى أقاصي الأرض لولا ما يمكن أن تنفرد له صفحات أكثر من المسموح به لهذا المقال، ولكن متى لربما يكون هذا ما يجب على عام 2020 أن يجيبنا عليه وتحديدا من يحكموا هذا الوطن العربي الكبير ليقولوا لنا متى يمكننا أن نعود لاستلام القيادة كما كنا أو نؤجل هذه المطالب للأعوام القادمة ! حمى الله الوطن العربي من كل شر من الخليج وحتى المحيط كما حمى الله بلادنا قطر من كل حاقد وحاسد وباغ !. ◄ فاصلة أخيرة: أعوام تمضي ونحن مازلنا عربيا نمضي أماما إلى الخلف !. [email protected]

1296

| 29 ديسمبر 2019

alsharq
من فاز؟ ومن انتصر؟

انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت...

7068

| 14 أكتوبر 2025

alsharq
الكرسي الفارغ

ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...

2970

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
معرفة عرجاء

المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....

2856

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
نموذج قطر في مكافحة المنشطات

يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...

2541

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
النعش قبل الخبز

لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...

2451

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يصنع التاريخ

في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...

2127

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
قادة العالم يثمّنون جهود «أمير السلام»

قمة شرم الشيختطوي صفحة حرب الإبادة في غزة.....

1620

| 14 أكتوبر 2025

alsharq
ملف إنساني على مكتب وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة

في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...

1401

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
مواجهة العزيمة واستعادة الكبرياء

الوقت الآن ليس للكلام ولا للأعذار، بل للفعل...

1251

| 14 أكتوبر 2025

alsharq
العطر الإلكتروني في المساجد.. بين حسن النية وخطر الصحة

لا يخفى على أحد الجهود الكبيرة التي تبذلها...

1128

| 14 أكتوبر 2025

alsharq
وجبات الدايت تحت المجهر

لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...

936

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
أين ربات البيوت القطريات من القانون؟

واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...

822

| 21 أكتوبر 2025

أخبار محلية