رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

متلازمة الإرهاب واحتضاره

في الطبِّ، يُطلقُ مُصطلحُ: مُتلازِمَة على مجموعِ الأعراضِ والعلاماتِ التي تُهيئُ لحدوثِ مرضٍ ما، أو ترافقُ الإصابةَ به. وفي السياسةِ، توجدُ أعراضٌ وعلاماتٌ لمرضِ الإرهابِ، منها: قيامُ الدولةِ بقتلِ مواطنيها، وتهجيرهم، وتدميرِ مُدنِـهِم وقراهم. ولجوءُ الشعوبِ إلى السلاحِ دفاعاً عن نفسِها. إلا أنَّ أهمَّ العلاماتِ هي بروزُ تنظيماتٍ إرهابيةٍ لها أذرعٌ عسكريةٌ تقومُ بالقتلِ وسَفْكِ الدماءِ بحُجَّـةِ الدفاعِ عنِ الأمةِ والأوطانِ. فنلاحظُ أنَّ خطابَها الإعلاميَّ السياسيَّ خالٍ منَ الأملِ في غدٍ أفضلَ، وأنَّـهُ ليس إلا عباراتٍ جوفاءَ تُبَـرِّرُ جرائمَها. وأنها تتعاملُ معَ الإنسانِ كشيءٍ بلا إرادةٍ ومشاعرَ وروحٍ، وكرقمٍ يمكنُ حَـذفُـهُ منْ معادلةِ الحياةِ بكلِّ بساطةٍ. ولأنْ ليسَ لديها قضايا حقيقيةً تدافعُ عنها، فإنَّها تبحثُ دائماً عن عدوٍّ خارجيٍّ أو داخليٍّ. فقادتُها يدركونَ أنَّ الاستقرارَ والأمنَ والتنميةَ والتَّحضُّرَ والتَّمَدُّنَ هي عواملُ لا تسمحُ لها بالبقاءِ والتَّمَـدُّدِ، لذلك يرفضونَ الحوارَ الوطنيَّ الجادَّ، ويسعونَ لاستمرارِ القتالِ دونما اهتمامٍ بالأثمانِ الباهظةِ له بشرياً واقتصادياً وحضارياً.فعندما يحتكرُ فردٌ الوطنَ والشعبَ كمُلكٍ شخصيٍّ له، كما هو حالُ النظامِ السوريِّ الأسديِّ، والنظامِ الانقلابيِّ في مصر، والنظامِ اليمنيِّ السابق، ويتيمِ القذافي؛ خليفة حفتر في ليبيا، أو تحتكرُ مجموعةٌ هنا وجماعةٌ هناك لنفسها تحديدَ مفهومَيْ الحُكمِ والنظامِ السياسيِّ كالداعشيةِ، والحالشيةِ، والحوثيةِ، والحَشديةِ، نسبةً لتنظيم الدولة الإسلامية في العراقِ والشامِ، وحزبِ الله اللبنانيِّ، وجماعةِ الحوثيِّ اليمنيةِ، والحشدِ الشعبيِّ العراقيِّ، فإنَّنا أمامَ حالةٍ تُؤسِّسُ للفوضى وزوالِ سلطةِ القانونِ، وتُبَـشِّرُ بعهدٍ دمويٍّ يُخلخلُ النسيجَ الـمجتمعيَّ، ويُضعضعُ الشكلَ الضامنَ لحياةٍ طبيعيةٍ للبشرِ في أوطانِهِم، أي الدولةُ ومؤسساتُها وأجهزتُها الـمختلفةُ. وهي حالاتٌ يستثمرُ أصحابُها الأوضاعَ الاقتصاديةَ والاجتماعيةَ الصعبةَ للشبابِ صغارِ السنِّ بخاصةٍ، لإيهامِهِم بأنَّها ناتجةٌ عن الابتعادِ عن دينِ اللهِ وليس عن ضعْفِ التخطيطِ الاقتصاديِّ وسوءِ الإدارةِ وتفشِّي الفسادِ، فينقلبونَ إلى أدواتٍ تقومُ بأمورٍ تخدمُ كلَّ شيءٍ إلا الشعوبَ والأوطانَ. ونحنُ لا نُناقشُ ضمائرَهم، ولا شأنَ لنا بما تُخفي قلوبُهُم، ولكننا معنيُّونَ بالأعمالِ الإجراميةِ التي يقومونَ بها، وبالجذورِ الاجتماعيةِ والاقتصاديةِ والسياسيةِ التي اسْتُغِـلَّتْ لتكوينِ فِـكرِهِم. فيجبُ علينا، أولاً، البحثُ في سُبُلِ تحقيقِ الحياةِ الكريمةِ لهم في أوطانٍ تحترمُ إنسانَها وتتعاملُ معه كقيمةٍ عظمى. وثانياً، مواجهةُ الفِـكْـرِ بالفكرِ، والسعيِ لاحتضانِ شبابِنا بالحوارِ. وأخيراً، التَّشَـدُّدُ في الـمواجهةِ الأمنيةِ للمخططاتِ الإرهابيةِ. علينا، إذنْ، البدءُ في مرحلةٍ جديدةٍ في خطابِنا الإعلاميِّ العربيِّ تؤكِّـدُ على البُعدِ الإنسانيِّ الـمَدَنيِّ في الإسلامِ كضامنٍ لحقَّ الإنسانِ في الحياةِ والعملِ والـمعيشةِ بحريةٍ. وهذا سيؤدي، بعد سنواتٍ، إلى حَصْـرِ الفِكرِ الإرهابيِّ في بُؤَرٍ لا تُحاربُها الدولُ وحسبُ، وإنما ترفضُها الشعوبُ التي ستنظرُ إليها كتهديدٍ مباشرٍ لعقيدتِها السمحاءِ، ولحياةِ أبنائها ومستقبلهم. كلمةٌ أخيرةٌ: رغم القوةِ التي تبدو عليها التنظيماتُ الإرهابيةُ، فإنَّها ليستْ أكثرَ من حالاتٍ تسبقُ الانهيارَ الشاملَ للأنظمةِ السياسيةِ الـمُستبدةِ. فهي كصحوةِ الـموتِ التي نلاحظُها في الدقائقِ الأخيرةِ من حياةِ بعضِ الأشخاصِ، حينَ تحلُّ في أجسادِهِم قوةٌ تجعلُهُم يتحركونَ ويتحدثونَ معَ الذينَ حولَهم، ثم يأتي الـموتُ بَغتةً فتتهاوى أجسادُهُم، وتهمدُ حركتُهُم إلى قيامِ الساعةِ.

1781

| 09 مايو 2017

حروبٌ سلاحُها الكلمةُ

قبلَ سنواتٍ، تكسرتْ أمواجُ الحملاتِ الـمُغرضةِ عند اصطدامِـها بصلابةِ البناءِ الإنسانيِّ والأخلاقيِّ والقانونيِّ لبلادِنا. وانتظرنا أنْ نبدأ بعدها بإعدادِ شبابٍ منَ الجنسينِ، ثقافياً ومعرفياً وسياسياً، بحيثُ يُسهمونَ في إيجادِ قاعدةٍ قويةٍ منَ العلاقاتِ العامةِ مع الأشقاءِ العربِ والـمسلمينَ من خلالِ مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ، كالفيس بوك، وتويتر، وذلك لسببينِ:الأولُ: أنَّها الساحاتُ الحقيقيةُ التي يتمُّ فيها شَـنُّ حروبِ التشويهِ الـمُتَعَـمَّدِ ضدَّ الدولِ والقياداتِ والشعوبِ. الثاني: أنَّ الناشئةَ والشبابَ العربَ يُـكَوِّنونَ رؤاهم السياسيةَ، وتُصاغُ شخصياتِـهِم من خلالِ الـمعلوماتِ التي يستقونها منها. وحينَ يتولونَ الـمناصبَ الـمختلفةَ في بلادُهِم مستقبلاً، فإنَّ توجُّهاتِـهِم نحو الدولِ والشعوبِ، وقراراتِهِم السياسيةَ والاقتصاديةَ ستكونُ محكومةً برؤاهم السابقةِ. فهذه الـمواقعُ هي خطُّ الدفاعِ الأولِ، وخطُّ الانطلاقِ لننقلَ الواقعَ الحقيقيَّ الرائعَ لبلادنا. عندنا شبابٌ متعلمونَ تعليماً رفيعاً، ومختصونَ في كلِّ الـمجالاتِ، لكننا نفتقرُ إلى الشبابِ الـموسوعيين الـمُلِـمِّينَ إلـماماً واسعاً بالتاريخِ السياسي للأممِ والشعوبِ والدولِ، والـمُطلعينَ على حضاراتِها وثقافاتِها، والـمُتحكمينَ بانفعالاتِـهِم، والقادرينَ على توجيهِ الحوارِ إلى مواضِـعِـهِ التي تخدمُ الهدفَ الذي نسعى إليه، أي: تبيينُ الحقائقِ، وتخليقُ شعورٍ في الشعوبِ العربيةِ والإسلامية بِـتَفَـهُّمِ سياساتِنا الـمُتبنيةِ لقضاياها، بحيث يكونُ جزءاً منَ القوةِ الناعمةِ لبلادنا. وهنا، لابدَّ منْ توضيحِ الـمقصودِ بالقوةِ الناعمةِ، فهي التأثيرُ في الشعوبِ وصُنَّاعِ القرارِ منْ خلالِ الـمواقفِ السياسيةِ الـمبدئيةِ، والأعمالِ الخيريةِ، والكتاباتِ الأدبيةِ، والأعمالِ الفنيةِ، غناءً ومسرحاً ومسلسلاتٍ وفناً تشكيلياً. وبالطبعِ، فإنَّ نجاحَـنا فيسبوكياً وتويترياً سَـيزيدُ تلك القوةَ صلابةً وتأثيراً. ومن خلالِ متابعةِ النشاطِ الضخمِ لوزارةِ الخارجيةِ، وما تُحققُهُ من نجاحاتٍ على الـمستويينِ العربيِّ والدَّوليِّ، فإنني أتمنى على الـمسؤولينَ فيها استثمارَ خبراتِ رجالاتِها الذين مارسوا العملَ الدبلوماسيَّ، كسفراء وقناصل وملحقين عسكريين وتجاريينَ، بحيثُ يكونُ لهم حضورٌ إعلاميٌّ في قنواتِ التلفزةِ، والإذاعةِ، والصحافةِ، وكذلك، في مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ، يبسطونَ فيها خبراتِـهِم الثريةَ حولَ القضايا التي تهمُّ هذا الشعبَ أو ذاك، ويُبينونَ كيفيةَ مناقشةِ الشعوبِ وقواها السياسيةِ والاجتماعيةِ. فهؤلاءِ الرجالُ الأكفاءُ لهم احترامُهُم وتقديرُهُم في مجتمعِـنا، ويعرفونَ جيداً كيفَ يخاطبونَـهُ ويُوجِّهونَـهُ عبرَ ندواتٍ حواريةٍ، أو مقالاتٍ، أو من خلالِ دوراتٍ تُعدُّها الوزارةُ للتثقيفِ السياسيِّ للشبابِ من الجنسينِ، وأخرى للتدريبِ على مهاراتِ التفاوضِ وتطويرِ الحوارِ بحيثُ يكسبونَ تأييدَ واحترامَ الآخرينَ، أو يصلوا بهم إلى منطقةٍ وسطى فيها أفضلُ الشروطِ الـممكنةِ لقضايانا. بالطبعِ، إنَّ وزارةَ الخارجيةِ قادرةٌ على القيامِ بهذا الدورِ العظيمِ، لكنَّ مسؤولياتِـها الكبيرةَ تجعلُ من تنسيقِ جهودِها مع وزارة الشبابِ والثقافةِ، وجامعةِ قطرَ، والـمراكزِ البحثيةِ في البلادِ أمراً لابد منه. كما أنَّـهُ من الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ للشركاتِ الوطنيةِ الكبرى أنْ تدعمَ جزءاً من تلك الجهودِ بالتمويلِ والرعايةِ، ليتكاملَ البناءُ الهرميُّ ذو البُعدِ الوطنيِّ لها. كلمةٌ أخيرةٌ: قطرُ، قيادةً وشعباً، أمانةٌ غاليةٌ في أعناقِـنا، وأخلاقُنا وسلوكُنا ركنانِ هامانِ منْ أركانِ تأثيرِها في العالمِ. و رُبَّ كلمةٍ أو عبارةٍ في الفيس بوك والتويتر، تصنعُ تأثيراً إيجابياً عظيماً في الشعوبِ أقوى من ملايينِ الخُطَبِ.

1564

| 02 مايو 2017

قَطَرُ .. هَامَةٌ عَالِيَةٌ

يومَ السبتِ الـماضي، كانت القامةُ الشامخةُ لسمو الأميرِ الـمُفدى مُحاطةً بقلبِ قطرَ الحبيبةِ وقلوبِـنا، بينما كان يتجهُ صوبَ الطائرةِ التي أقلَّتْ أبناءَنا العائدينَ من العراقِ. كان سموُّهُ، كعهدِنا به، القائدَ الإنسانَ البشوشَ الـمتواضعَ جمَّ الأدبِ، وتعكسُ ملامحُ وجهِـهِ مشاعرَ الفرحِ التي تموجُ داخلَ قلبِـهِ الكبيرِ الذي فيه موضعٌ لكلِّ ذرةِ ترابٍ في بلادنا الحبيبةِ، ولكلِّ واحدٍ منا، مما جعلَ شعورَنا يتعاظمُ بروعةِ وطنِـنا وشعبنا في ظلِّ قيادتِـهِ الحكيمةِ.هذا الحَدَثُ الوطنيُّ الرائعُ كان مشهدَ النهايةِ للـمُعاناةِ الإنسانيةِ للمختطفينَ وأُسَرِهِـمْ، وللمُعاناةِ الوطنيةِ للشعبِ القطريِّ طوالَ عامٍ وأربعةِ شهورٍ. وحين نقرأهُ بدقةٍ، فإنَّنا نلاحظُ ما يلي: 1) شخصيةُ سمو الأميرِ الـمُفدى هي أهمُّ ركيزةٍ لبلادِنا للتأثيرِ الإيجابيِّ في أوساطِ أشقائنا العربِ والـمسلمينَ. وهو ما أجدُهُ في كثيرٍ من الصفحاتِ الإلكترونيةِ العربيةِ الكبيرةِ التي تنشر مقالاتٍ وآراءً تُثَـمِّنُ عالياً الـمواقفَ الـمبدئيةَ عربياً وإسلامياً لسموِّهِ، وتتحدثُ عن شخصِـهِ باحترامٍ وتقديرٍ بسببِ ما يلمسُـهُ الجميعُ من علاقةٍ رائعةٍ مع شعبِـهِ الذي يدركُ أنَّ كلَّ يومٍ جديدٍ يحملُ إليه بشائرَ الخيرِ في وطنٍ يحترمُ إنسانَـهُ، وفي ظلِّ قيادةٍ تسيرُ به نحو غدٍ واعدٍ بكلِّ خيرٍ. ولذلك، أقولُ إنَّ شخصَ سموِّهِ هو العاملُ الأولُ في نجاحِ العمليةِ التفاوضيةِ التي قادتْ إلى إطلاقِ سراحِ أبنائنا. 2) أثمرتِ السياساتُ الخارجيةُ لبلادِنا بقيادةِ سمو الأميرِ الـمُفدى عن نجاحٍ كبيرٍ في مجالِ العلاقاتِ العامةِ الدَّوليةِ. فعلاقاتُنا الرسميةُ بالدولِ، وعلاقاتُنا بالشعوبِ وقواها السياسيةِ والاجتماعيةِ، ووجودُنا الـمؤثرُ في الـمنظماتِ والهيئاتِ الدوليةِ، تسيرُ في خطوطٍ متوازيةٍ، وتقومُ على احترامِ سيادةِ الدولِ وعدم التَّدخُّلِ في شؤونِها الداخليةِ، وتستندُ إلى الطابعِ الإنسانيِّ الأخلاقيِّ الرفيعِ في تَبَـنِّي القضايا العادلةِ للشعوبِ، والسعيِ لتقديمِ العونِ السياسيِّ والاقتصاديِّ لها. وهذا كُلُّـهُ، أسهمَ في تأسيسِ قاعدةٍ صلبةٍ لبلادِنا لدى قياداتِ الدولِ، وفي صفوفِ شعوبِـها. 3) يُشيرُ نجاحُ الـمفاوضاتِ الشاقةِ التي جرتْ بعيداً عن الإعلامِ إلى أمرٍ غايةٍ في الأهميةِ هو أنَّ وزارةَ الخارجيةّ تمتلكُ كفاءاتٍ وطنيةً رفيعةَ الـمستوى ليس في الـمجالِ الدبلوماسيِّ فقط، وإنما في مجالِ إدارةِ الأزماتِ والتفاوضِ على الـمستوى الدَّوليِّ، مما يجعلُنا نفكرُ، بتقديرٍ وامتنانٍ، في نجاحاتٍ كثيرةٍ للوزارةِ لم يُعلنْ عنها لكنها أضافتْ كثيراً للرصيدِ السياسيِّ لبلادِنا، وأسهمتْ في ترسيخِ وجودٍ قويٍّ وفاعلٍ لها على الـمستويينِ الإقليميِّ والدوليِّ.إنَّ الأوطانَ ، ليستْ مساحةً من الأرضِ تعيشُ عليها مجموعةٌ من الناس وتحكمُها سلطةٌ سياسيةٌ، ولكنها انتماءٌ قلبيٌّ وعقليٌّ للوطنُ تُعزِّزُهُ عدالةٌ وكفايةٌ ونحمد الله أننا في قطر نتمتع بذلك. كلمة أخيرة:نحمد الله على أننا قطريون يمتزج حب قطر وسمو الأمير بدمائنا وأرواحنا.. وطنٌ رائعٌ وقائدٌ ساهرٌ على مصالح وطنه وشعبه

2032

| 25 أبريل 2017

الدوائرُ النفسيةُ (1)

في تعامُلِـنا معَ الآخرينَ، يجبُ أنْ نُدركَ أنَّ كلَّ واحدٍ منهم يقفُ في مركزِ دائرةٍ نفسيةٍ يُحيطُ ذاتَـهُ بها، ويشعرُ بالأمانِ داخلَها، ويتعاملُ مع دوائرِ سواه منْ خلالِها. وتتفاوتُ هذه الدوائرُ غيرُ الـمَرئيةِ في درجاتِ قوتِها وصلابتِها نظراً لاختلافِ الأُسسِ النفسيةِ والعقليةِ لأصحابِها. ومنَ الـمُفيدِ جداً أنْ نحاولَ قراءةَ شخصياتِهِم لنتمكنَ منْ تفعيلِ دورِنا الاجتماعيِّ والإنسانيِّ ليكونَ أعظمَ تأثيراً. وسنبدأُ بالشخصيةِ العاطفيةِ.عندما نقولُ عنْ شخصٍ إنَّـهُ عاطفيٌّ، فإنَّنا لا نقصدُ وقوعَـهُ في الغرامِ والحبِّ، وإنما نتحدثُ عن انفعالاتِـهِ وتَردُّدِ صدى الأحداثِ التي تمرُّ به في نفسِـهِ. ولنطرحِ الأمرَ في نقاطٍ:1) العاطفيُّ، شخصٌ تُؤثِّـرُ فيه الأحداثُ بشدةٍ أعظمَ منْ تأثيرِها في سواه. فهو يتألَّمُ لأمورٍ تتعلقُ بمن يحبُّهُم، كعذابِـهِ الدائمِ الذي يُصَدِّعُ فؤادَهُ لبكاءِ أمِّهِ الـمريرِ في طفولتِـهِ البعيدةِ. ولأمورٍ لا تتعلقُ به شخصياً، كأنْ يُحْدِثَ منظرُ طفلٍ فقيرٍ في أقاصي الأرضِ جُرحاً غائراً في قلبِـهِ لا يندملُ بمرورِ الأيامِ.2) قد يُقالُ: إنَّ الجميعَ يتأثرونَ، فأقولُ: نعم. لكنَّ العاطفيَّ لا يُـوَجِّـهُ تَأثُّـرَهُ إلى الخارجِ محاولاً تغييرَ الأمورِ، وإنما يقومُ بتوجيهِها إلى داخلِـهِ لتتعاظمَ يوماً فيومٍ، ويعيشُ مواجعَها طوالَ عُمرِهِ. وهنا، نلاحظُ أنَّـهُ يميلُ للعزلةِ عنِ الناسِ، رغمَ حبِّـهِ وتَمَنِّـيهِ الخيرَ لهم، لأنَّه، حينَ يُخالطُهُم، يشعرُ بالقلقِ بسببِ الفجوةِ بين انفعالاتِهِ وانفعالاتِهِم، فيندفعُ للعُزلةِ من جديد.3) يتميَّزُ العاطفيُّ بحِـسٍّ أخلاقيٍّ رفيعٍ يدفعُهُ للالتزامِ الدينيِّ، قولاً وعملاً، ويجعلُهُ يعيشُ صراعاً داخلياً بين شعورِهِ بألامِ الآخرينَ وشعورِهِ بعدمِ قدرتِـهِ على تقديمِ ما يُخَـفِّفُها، رغم إدراكِـهِ أنَّ الأمرَ لا يدَ له فيه.4) العاطفيُّ إنسانٌ ذو ميولٍ أدبيةٍ وفنيةٍ تبدأُ باهتمامِـهِ بتسجيلِ يومياتِـهِ أو الأحداثِ التي يراها مهمةً في حياتِـهِ، ثم تظهرُ في كتابةِ القصةِ، والروايةِ، والشعر، والخواطر، وفي تأثُّرِهِ الشديدِ بالـموسيقى والغناءِ.5) منَ الأمورِ التي تُميِّزُ العاطفيَّ أنَّـهُ سريعُ الخضوعِ لإراداتِ الآخرينَ، لنفورِهِ من مجردِ التفكيرِ بالتصادُمِ بين إرادتِـهِ وإراداتِهِـم لخوفِـهِ من التَّسببِ لهم بألمٍ يُثْـقِـلُ ضميرَهُ الحيَّ بمواجعَ جديدةٍ.لابد من التنبيهِ إلى أنَّ بعضَ الآباءِ والأُمهاتِ لا يبالونَ بالجانبِ النفسيِّ في تكوينِ شخصياتِ أبنائِهِم، فنجدُهُم يُعاملونَهُم جميعاً بنفسِ الطريقةِ التي تستندُ إلى الإساءةِ اللَّفظيةِ، وقد تصلُ، أحياناً، إلى العنفِ الجسديِّ. وإذا كان الطفلُ عاطفياً، فإنَّ ذلكَ سَيُوَلِّدُ في نفسِـهِ شعوراً بالظلمِ، وسيرى الآخرينَ قُساةً لا عواطفَ حقيقيةً في نفوسِـهِم، فتزدادُ ميولُـهُ للعزلةِ، وتتعاظمُ ألامُـهُ لـما يُصيبُـهُ ويُصيبُ سواه، وتتكونُ له شخصيةٌ مُتطرفةٌ في انفعاليتِـها ولا فاعليتِها. أيْ أنَّـهُ سيكونُ شخصاً سلبياً في حياتِـهِ، لا قُدرةَ نفسيةً عندَهُ تُمَكِّنُـهُ منَ الـمبادرةِ، ولا شجاعةَ أدبيةً تُساعدُهُ في إبداءِ آرائِـهِ والدفاعِ عنها.

1983

| 18 أبريل 2017

الجريمةُ الاجتماعيةُ السَّلبيةُ

في القانونِ الجنائيِّ، عندما يقومُ شخصٌ بإطلاقِ النارِ على آخرَ فيقتلُهُ، فإنَّ جريمتَـهُ تكونُ إيجابيةً، أيْ توفرَ لها الفِـعلُ: إطلاقُ النارِ، والنتيجةُ: مقتلُ إنسانٍ، والدافعُ. أما عندما يمتنعُ شخصٌ عن القيامِ بأمرٍ فيُسبِّبُ امتناعُهُ موتَ إنسانٍ، كأنْ تمتنعُ الأمُّ عن إرضاعِ صغيرِها فيموتُ، فإنَّ الجريمةَ تكونُ سلبيةً. وفي الحالتينِ، تكونُ العقوبةُ واضحةً مُفَصَّلَةً، ويتمُّ إيقاعُها بالـمجرمِ وحدَهُ دونَ أنْ يُضارَّ الذينَ لا ذَنْبَ لهم. أما في حياتِنا، فكثيرٌ منَ الجرائمِ الاجتماعيةِ لا ينالُ مرتكبوها عقوبةً، رغم أنَّها تُحطِّمُ سُمعةَ إنسانٍ، وتُدَمِّـرُ أُسَراً، وتُسيءُ إلى البناءِ الأخلاقيِّ. وأسوأُ نتائجِها تكونُ شعورَ ضحاياها بالعَداءِ تجاهَ الـمجتمعِ وقِـيَـمِـهِ.لننظرْ، مثلاً، إلى ما يحدثُ لشابٍّ ارتكبَ جريمةً، كتعاطي الـمخدراتِ، وعُوقِـبَ بالسَّجنِ، وعُولِجَ وصَلُحَ حالُـهُ، لنرى كيفَ يقومُ أفرادٌ كُثْرُ في الـمجتمعِ بمعاقبتِـهِ، ومعاقبةِ أسرتِـهِ، بقسوةٍ ولؤمٍ مُفرطَينِ. فنجدُهُم لا يُبالونَ ببحثِ الأسبابِ التي دفعتهُ لتعاطي الـمخدراتِ، ولا بالألياتِ التي عُولجَ بها منَ الإدمانِ، وإنما يأخذونَ بانتقادِهِ، والتشكيكِ به، ووَصْفِ أسرتِـهِ بالفسادِ. وهنا، يجدُ أفرادُ الأسرةِ أنفسَهُم في مواجهةٍ ظالـمةٍ معَ مجتمعٍ لا يستطيعُ بعضُ أبنائِـهِ أنْ يَتَحلوا بالروحِ الإنسانيةِ للإسلامِ الحنيفِ. ولننظرْ إلى قيامِ شابٍّ تافهٍ بالإساءةِ لسُمعةِ فتاةٍ، فيذكرُها بالاسمِ، ويروي عنها أموراً يختلقُها، لنرى كيفَ يُنَصِّبُ بعضُ الأفرادِ أنفسَهُم قُضاةً، فيحكمونَ عليها وعلى أسرتِها بالفسادِ. بل، ويقومونَ بروايةِ قصصٍ لا منطقَ فيها عنها وعن أخواتِها، لدرجةِ أنَّ الذينَ تربطُهُم بأسرتِها علاقاتُ جوارٍ طيبةٍ يشعرونَ بالخطرِ على بناتِـهم وأُسَرِهِم، فينضمونَ إلى قافلةِ الظلمِ الاجتماعيِّ، بلا تفكيرٍ، ويعاقبونَ أسرةَ الفتاةِ بالعَزْلِ وإظهارِ الكراهيةِ لها. فماذا ننتظرُ من هاتِـهِ الـمظلوماتِ اللاتي صارَ مصيرُهُنَ بائساً، ولم يَعُدْ بإمكانِـهِنَّ مجردَ الحلمِ بحياةٍ زوجيةٍ هانئةٍ كسواهُنَّ منَ الفتياتِ؟. الـمجتمعُ، في الحالتينِ وسواهما، يقومُ بالجريمةِ السلبيةِ، لأنَّ كثيراً منْ أبنائِـهِ يمتنعونَ عن القولِ والعملِ الكفيلينِ بفَضْحِ ومعاقبةِ الـمجرمينَ الإيجابيينَ الذين ينشرونَ أموراً تُؤثِّرُ سلباً وبشدةٍ على مصائرِ أناسٍ أخطأوا وتابوا، أو اتُّهِموا بالخطيئةِ. وترجعُ سلبيتُهُ إلى أنَّ النهضةَ الاجتماعيةَ، والتَّحضُّرَ، والتَّمَدُّنَ لم ترافقها تنميةٌ أخلاقيةٌ كافيةٌ تستندُ إلى الروحِ الإنسانيةِ، والرحمةِ، والعدالةِ في القولِ والعملِ، وسواها من جوانبِ ديننا الإسلاميِّ الحنيفِ. لكنَّ الجيلَ الشابَّ في بلادِنا الحبيبةِ بدأ في ممارسةِ دورِهِ في تلك التنميةِ عَبْرَ وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ، مما يجعلُنا نشعرُ بالاطمئنانِ إلى الغدِ الاجتماعيِّ والأخلاقيِّ لـمجتمعِنا.كلمةٌ أخيرةٌ: منهجُنا في حياتِنا الاجتماعيةِ يستندُ إلى حديثِ الأغلى منْ حياتِنا ودُنيانا، قال صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ بَنِـيْ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْـرُ الخَطَّائِـيْـنَ التَّـوَّابُونَ).

1229

| 11 أبريل 2017

ديونُ الأنديةِ: قدْ أسمَعْتَ لو ناديتَ حياً

حينَ يُقالُ إنَّ الأنديةَ الرياضيةَ تواجهُ أزمةً ماليةً بسببِ الديونِ، فهذا نصفُ الحقيقةِ، وفيه تأجيلٌ لـمواجهةِ الواقعِ كما هو وليس كما نتمنى أنْ يكونَ. ولذلك، ينبغي أنْ نكونَ واضحينَ فنناقشُ القضيةَ في نقاط، ونبدأُ بالأسبابِ، كالتالي:(1) عدمُ الكفاءةِ الإداريةِ: وهو السببُ الرئيسُ لكلِّ الأزماتِ التي تُعاني الأنديةُ منها. لأنَّ معظمَ الإداراتِ لا تقومُ إلا بإدارةِ الأزماتِ، بمعنى أنَّها تعترفُ بوجودِها، لكنها لا تملك رؤى، ولا تضعُ خططاً لتجاوزِها. فنحنُ نلاحظُ أنَّها تنفي التقصيرَ عنها، وتُبرِّرُ فشلَها بأخطاءِ الإداراتِ السابقةِ التي وَرَّثَتْها مشكلاتٍ ضخمةً. حَسَنٌ، سنقبلُ بما تقولُ، لكننا سنسألُها بدورِنا: لمَ سَعَتْ للتَّرشُّحِ ما دامتْ تدركُ أنها لن تستطيعَ القيامَ بشيءٍ لتعديلِ الـمَسارِ؟، أم أنَّ الأمرَ بالنسبةِ إليها هو احتفالياتٌ إعلاميةٌ؟.(2) الشعورُ بأبوَّةِ الجهات الرسمية: أي تعاملُ الإداراتِ مع وزارةِ الشبابِ والرياضةِ، واللجنةِ الأولـمبيةِ، والاتحاداتِ الرياضيةِ، وكأنَّها الآباءُ الذين مفروضٌ عليهم تخليصُ الأبناءِ، أي الأندية، من تَبعاتِ أخطائهم وقُصورِهِم. وهذا جانبٌ يُشيرُ إلى أنَّ الأزماتِ الـماليةِ حتى لو تَـمَّ حَلُّـها بتدخُّلِ تلك الجهاتِ فستعودُ للظهورِ في وقتٍ قريبٍ، وستتضخَّمُ من جديدٍ لنعودَ إلى الـمربعِ الأولِ.(3) هروبُ الـمُمَوِّلينَ: فالأنديةُ، ومنها الكبيرةُ تاريخاً وجماهيراً، كانَ لها مُمَوِّلونَ منْ أبنائها ذوي الـمكانةِ الاجتماعيةِ والـماديةِ، إلا أنَّهم نأوا بأنفسِهِم عنها عندما وجدوا أنَّ الإداراتِ لا تستطيعُ تقديمَ جديدٍ يُصَوِّبَ مسارَها ويُمَكِّنُها منْ تحقيقِ إنجازاتٍ تُعيدُها إلى الواجهةِ.أما بعضُ الحلولُ الـمُقترحةِ التي نراها مناسبةً، فتتمثلُ في التالي:(1) يجب على رؤساءِ إداراتِ الأنديةِ، بصفتِـهِم الاعتباريةِ، أنْ يخرجوا من ظلالِ الـماضي حين كانَ تكوينُ الإداراتِ خاضعاً لضخامةِ الأسماءِ، وللعلاقاتِ الشخصيةِ. فعليهم البدءُ في تكوينِ إداراتٍ تكنوقراطيةٍ تضمُّ الـمُختصينَ ذوي الخبرةِ والكفاءةِ والأهليةِ. فهل يوجدُ في الإداراتِ الحاليةِ أشخاصٌ قادرونَ على وَضْعِ خططٍ لجدولةِ الديونِ، وإطالةِ فتراتِ تسديدِها لـمستحقيها؟. أو يستطيعون إعدادَ موازنةٍ تتناسبُ مع أوضاعِ الأنديةِ الـماليةِ؟. أو بإمكانِـهِم إقناعُ الـمُمَوِّلين بجديةِ ما يقومونَ به لإخراجِ النادي من أزماتِـهِ. والأهمُّ من ذلك كلِّـهِ، أنْ يُخصصوا جزءاً من الـموازنةِ ودَعْـمِ الـمُموِّلينَ لشراءِ عقاراتٍ باسم النادي لاستغلالِها تجارياً في دَعْمِ أنشطتِـهِ، أو شراءِ أسهمَ باسمِـهِ، أو الإسهامُ في أنشطةٍ تجاريةٍ مربحةٍ ذات مخاطرَ صغيرةٍ؟. الجوابُ: لا يوجدُ هؤلاءِ الأشخاصُ، لأنَّ غبارَ قافلةِ التخبطاتِ الإداريةِ يملأُ الصورةَ كلَّها، ويمنعُ الجميعَ من الرؤيةِ.(2) على إدارة كلِّ نادي رياضيٍّ إعدادُ خطةِ عملٍ واضحةٍ مُفصَّلَةٍ للسنواتِ الخمسِ القادماتِ بشأنِ إدارةِ شؤونِـهِ الـماليةِ، وتقديمِها لوزارةِ الشبابِ والرياضةِ واللجنةِ الأولـمبيةِ، بحيثُ يُرتَـكَـزُ عليها في رَفْـعِ اقتراحٍ لـمجلسِ الشورى حتى يتمَّ بَحْثُ إمكانِ تضمينِ الـموازنةِ العامةِ للدولةِ بنداً لدَّعمِ الأنديةِ. أما التباكي على أطلالِ الإداراتِ السابقاتِ، والنواح بسبب ما يتمُّ دفعُـهُ للاعبينَ الـمحترفينَ، فلن يكونَ لهما تأثيرٌ.

1147

| 07 أبريل 2017

الإعلامُ الـمصريُّ بين الانحطاطِ والوَضاعة

مُجَمَّعُ الساقطينَ الـمُسَمَّى بالإعلامِ الـمصري لا يزالُ يعيشُ حالةً من الذُّهانِ الحادِّ التي تدفعُ الصغارَ العاملينَ فيه إلى حَـمْلِ الـمَباخرِ للفرعونِ، وترديدِ الصلواتِ الوثنيةِ في هيكلِـهِ الـمُقامِ على الاستبدادِ، والاستهانةِ بالثوابتِ الوطنيةِ والإسلامية والعربيةِ. وهذا ليسَ مُستغرباً منهم، لأنَّهم كانوا، ولا يزالون، مُهَـرِّجينَ يتراقصونَ ويَتهارشونَ لإرضاءِ الفراعنةِ بلا كرامةٍ ولا نَخوةٍ. ونحنُ، القطريينَ، نعلمُ جيداً بالـمستوى العالي لضحالتِـهِمْ الثقافيةِ، وانحطاطِـهِم الأخلاقيِّ، ودونيةِ مشاعرِهِم الإنسانيةِ، لذلك لم نكنْ نلتفتُ إليهم مَهما أساءوا، ونلتزمُ في إهمالِـنا لهم بوعينا السياسيِّ الرفيعِ، والتزامِنا الإسلاميِّ والعروبيِّ والإنسانيِّ السامي.منذُ أيامٍ، والـمُجَـمَّعُ يفيضُ، كعادتِـهِ، بقاذوراتِـهِ وعفوناتِـهِ، ويحاولُ الـمُهَرِّجونَ فيه أنْ يُسيئوا لبلادِنا، وطناً وقيادةً وشعباً، بما يَعِـفُّ الكرامُ عنهُ من عباراتٍ، وألفاظٍ، وإيماءاتٍ، وتحليلاتٍ كلُّها غثاثةٌ وغباءٌ، مما يدفعُني لأقولَ لهم التالي: 1) في قطرَ الحبيبةِ، يوجدُ حاكمٌ عادلٌ له مكانةٌ ساميةٌ في عقولِـنا وقلوبِـنا ونفوسِـنا، هو سمو الأمير الـمُفدى الذي نفخرُ بسياساتِ بلادِنا الخارجيةِ في عهدِهِ، ونعيشُ إنجازاتِ سياساتِـهِ الداخليةِ واقعاً ننعمُ به في وطنٍ يحتفي بإنسانِـهِ، ويحترمُـهُ، ويُسَخِّرُ له كلَّ الإمكاناتِ ليعيشَ كريماً، مؤهَّلاً علمياً ومعرفياً ومهنياً، قادراً على التطوير والتجديدِ والعطاءِ. 2) لسنا نعيشُ في سجنٍ أسوارُهُ الرعبُ منَ الـموتِ، والهَلَعُ منَ الاعتقالِ والتعذيبِ، والشقاءُ بالتفكيرِ في غدٍ مظلمٍ. ولكننا نعيشُ في أمنٍ وأمانٍ وثقةٍ في أنَّ فجرَ كلِّ يومٍ جديدٍ يحملُ إلينا شيئاً رائعاً. فلا فرعونَ عندنا، يا صغارُ، ولا قضاء يحكمُ بالإعدامِ والسَّجنِ الـمؤبدِ على الـمئاتِ في جلسةٍ واحدةٍ، ولا جنرالاتٍ يُسيئونَ إلى الجيشِ فَيَجُرُّونَـهُ إلى الـمشاركةِ في قَـمْعِ الشعبِ، وتهجيرِ وقَتْلِ الـمواطنينَ، ومشاركةِ الناسِ في أرزاقِهِم بعيداً عن دورِهم الحقيقيِّ في الذَّودِ عنِ الوطنِ والأشقاءِ. وأيضاً، لا مُختلَّ عقلياً كمرتضى منصور، ووضيعاً كأحمد موسى، وطبَّالاً كعمرو أديب، ومُدَّعيةً كلـميس الحديدي، ومنافقاً كاذباً كمصطفى بكري، وسواهم منَ الذينَ لطخوا وجهَ مصرَ الحبيبةِ، وأسهموا في حالةِ عُزلتِـها عن الأشقاءِ، وانعدامِ دورِها وتأثيرِها عربياً وإقليمياً ودولياً. 3) عندما نتحدثُ عن الدورِ، فإنَّنا لا نعودُ إلى تاريخٍ اندثرَ، وحاضرٍ لا إنجازَ فيه، وغدٍ لا أملَ فيه. بل نرتكزُ على نهضةٍ كبرى في التعليمِ، والاقتصادِ، وحقوقِ الإنسانِ، واحترامِ الآخرِ، والقبولِ بالاختلافاتِ في التفكيرِ والرؤى، وكلُّها أمورٌ تُقَـوِّي تأثيرَ بلادنا، وتُفَـعِّلُ دورَها بعيداً عن هرطقاتِ الـمساحةِ والتَّعدادِ السكانيِّ التي لم تَـعُدْ ركيزةً للحديثِ إلا عندَ العاجزينَ عن تقديمِ جديدٍ يخدمُ الشعوبَ والأوطانَ. كلمة أخيرةٌ: كأني بأبي الطيبِ يتحدثُ عن حالِ مصرَ الحبيبةِ في وجودِكم ووجودِ فرعونكم، حينَ قالَ:نَامَتْ نَـواطِيرُ مِـصْـرٍ عَـنْ ثَـعالِـبِـها فَـقَدْ بَشِـمْـنَ وَما تَـفْـنَى العَـناقِـــيدُ

1346

| 04 أبريل 2017

مُجَـمَّـعُ السَّاقطينَ: الإعلامُ الـمصريُّ

لم تَـخِـبِ الظنونُ في مُجَـمَّـعِ الساقطينَ الـمُسَمَّى بالإعلامِ الـمصريِّ، فقد فاضَ كعادتِـهِ، وخرجَ الصغارُ العاملونَ فيه ينعقونَ بانحطاطِـهِم و دُونيَّـتِـهِم، فأضحكونا كثيراً وهم يتواثبونَ محاولينَ لَـفْـتَ انتباهِـنا لوجودِهِم في الدنيا، وقد غابَ عنهم أنَّ الصقرَ العربيَّ القطريَّ يحلقُ عالياً في سماواتِ التَّحَضُّرِ والـمَدَنيةِ والإنسانيةِ والكرامةِ، ولا يَنشغلُ بِـبُغاثُ الطيرِ.1) كلما دُفِـعَ الساقطونَ في الـمُجَـمَّـعِ لنَـهْشِ الإسلامِ والعروبةِ، وتَحقيرِ الشعوبِ والدولِ، نجدُهُم يُحدثونَنا عنِ الحضارةِ الفرعونيةِ، وكأنَّها حضارةٌ أسستْ لنظامٍ سياسيٍّ فريدٍ، واستطاعتْ الخروجَ من حدودِها لتُؤثِّـرَ حضارياً في الأممِ والشعوبِ. في حينِ أنَّها كانت حضارةً محليةً تقومُ على الاستبدادِ، وعبادةِ الفرعونِ، وتسخيرِ الشعبِ والهندسةِ والطبِّ لغايةٍ واحدةٍ هي بناءُ مدافنَ للفراعنةِ فقط. وكان الأَولى بهم لو حدثونا عنها كجزءٍ مجيدٍ من تاريخٍ قديمٍ طواهُ تاريخٌ جديدٌ بدأ بظهورِ الإسلامِ الذي تبوَّأتْ مصرُ فيه مكانةً عظيمةً. 2) عندما نتحدثُ، نحنُ العربَ القطريينَ، عن تاريخِ بلادِنا، فإننا نفعلُ ذلك بإدراكٍ لكونِـنا جزءاً من أمةٍ نفخرُ بتاريخِـها كلِّـهِ. ولكننا، أيضاً، نفخرُ بتاريخِـنا الحديثِ والـمعاصرِ، وندركُ أنَّ الإنجازاتِ في كلِّ الـمجالاتِ، وأولُها دولةُ الـمؤسساتِ والإنسانِ، هي أهراماتُنا الخاصةُ التي بنيناها نحنُ، ثمَّ سَـوَّرناها بالإسلامِ والعروبةِ والإنسانيةِ، فاستطعنا التأثيرَ في أمتنا والعالَمِ حضارياً وسياسياً واقتصادياً. أما الـمُهرجونَ في الـمُجمَّعِ، فقد وقفوا نائحينَ على أطلالِ ماضٍ اندثرَ، و لم يُحققوا إنجازاً في حاضرِهِم يعطيهم مجردَ الحقِّ في التَّعالي والعنصريةِ. 3) منَ العباراتِ التي لا يفتأُ الساقطونَ يرددونها، أنَّ بلادَنا أصغرُ من محافظةٍ في مصرَ. فهل هذا عيبٌ؟. بالطبعِ، لا. لأنَّ تأثيرَ الدولِ، كقطرَ الحبيبةِ، لا يُقاسُ بما يدَّعونَـهُ، وإنَّما بتواجدِها في العالمِ سياسياً واقتصادياً، وبما تشهدُهُ من نهضةٍ في التعليمِ والصحةِ والعملِ واحترامِ حقوقِ الإنسانِ . 4) مشكلتُنا معَ مُجَـمَّـعِ الساقطينَ مشكلةٌ أخلاقيةٌ، لأنَّ أدبَنا النابعَ منَ الإسلامِ الحنيفِ والعروبةِ الإنسانيةِ يَحولُ بيننا وبينَ الانجرارِ إلى هُـوَّةِ الانحطاطِ الأخلاقيِّ التي يرتعونَ فيها صارخينَ بما تَـعِـفُّ عنه نفوسُ الكرامِ. فصمتُنا عن بذاءاتِـهِم هو تَـرَفُّعُ الحُرِّ الكريمِ القويِّ عن مخاطبةِ السُّوقَـةِ الجَهَـلَةِ الغوغائيينَ. كلمة أخيرة :قال السُّموألُ:تُـعَـيِّـرُنا أَنَّـا قَـلِـيْـلٌ عَـدِيْـدُنا فَـقُلْتُ لَها: إِنَّ الكُـرامَ قَلِـيْـلُ وَمَا ضَرَّنا أَنَّـا قَلِـيْـلٌ وَجَارُنا عَزِيْزٌ، وَجَارُ الأَكْثَرِيْنَ ذَلِـيْـلُ

1898

| 28 مارس 2017

الفن سفينة النهضة للمجتمع والوطن

الحركةُ الفنيةُ، في بلادنا، حديثةُ النَّشأةِ، فعمرُها الحقيقيُّ لا يتجاوزُ أربعين عاماً. إذْ شَهِدَتْ سبعينياتُ وثمانينياتُ القرنِ الماضي ولادتَها وخروجَها إلى المجتمعِ، من خلالِ الجزءِ الأولِ منْ مسلسلِ فايز التوش، وأعمالِ الفنانين التشكيليين كالمرحوم يوسف الشريف، والأغنيةِ الوطنيةِ التي كان المرحوم محمد الساعي سَبَّاقاً فيها بأغنيتِهِ الخالدةِ: الله يا عمري قطر. ورغمَ التَّطوُّرِ الهائلِ الذي شَهِدْناهُ في كلِّ مجالاتِ الحياةِ خلالَ العُقودِ الأربعةِ الماضيةِ، إلا أننا وقفنا عندَ نقطةٍ بعينِها في أعمالِنا الإبداعيةِ، تمثيلاً تلفزيونياً ومسرحياً، حين أخذنا نُكرِّرُ القضايا المُجتمعيةِ ونطرحُها بنفسِ المفرداتِ مع تغييرٍ بسيطٍ في الحَبكةِ وأسماءِ الممثلين.فهي قضايا فيها اصطناعٌ نفسيٌّ، وتضخيمٌ للحَدَثِ لا يتناسبانِ مع واقعِنا المُعاشِ. أما الغناءُ ففيه عَجْزٌ عن مسايرةِ التغييراتِ التي يشهدُها مجتمعُنا. ورغم أنَّ الفنَّ التشكيليَّ استمرَ في النموِّ بقوةٍ، لكنه يواجِهُ مشكلةَ عدمَ الاهتمامِ الجماهيريِّ.في مسيرتِنا نحو تحقيقِ الرؤيةِ الوطنية لقطر 2030، نحتاجُ لأعمالٍ تلفزيونيةٍ ومسرحيةٍ تُرَسَّخُ من خلالِها مشاعرُ الانتماءِ، وتُوضَعُ الأُسُسُ النفسيةُ للمجتمعِ المَدَنيِّ القائمِ على الانضباطِ الذاتيِّ، سلوكاً وانفعالاً، واحترامِ الآخرِ وقُبولِهِ. ولا ينبغي أنْ يكونَ ذلك بصورةٍ مباشرةٍ، وإنما منْ خلالِ قضايا تهمُّ المجتمعَ الحالي. فمن غيرِ المعقولِ أنْ يظلَّ تركيزُ الأعمالِ الفنيةِ على الإنسانِ الطيبِ جداً لحَدِّ البلاهةِ، أو السيءِ جداً لِحَدِّ استهانتِهِ بكلِّ القِيَمِ، ولا نجدُ فيها ملامحَ للتَّقَدُّمِ والتَّغَيُّرِ في بُنى المجتمع القِيَمِيَّةِ، ولا النهضةَ في قطر تشريعاً وآلياتِ عملٍ تنفيذيةً، حتى لَنَشعرُ أنها تتحدثُ عن واقعِ مجتمعاتٍ أخرى.أما الغناءُ، في جانبِهِ الوطنيِّ، فإنَّ جزءاً غيرَ قليلٍ منه يفتقدُ الروحَ المؤثرةَ، لأنَّ الكلماتِ فيه ليستْ ذات جَرْسٍ ووَقْعٍ حَماسيَّيْنِ، وموسيقاهُ تنفعُ للغناءِ العاطفيِّ. في حين يجبُ التجديدُ في التعابيرِ والموسيقى، بحيثُ يجعلانِ الأغنيةَ تتردَّدُ في الأفواهِ والقلوبِ بقوةٍ تبعثُ الحبَّ العظيمَ للوطنِ في النفوسِ، وتُهَيِّئانها لاحتضانِ كلِّ ما مَن شأنِهِ رَفْعَ اسمِهِ في كلِّ المحافِلِ.كلمة أخيرة :إنسانيتنا وتَمدننا وتحضرنا هي الوجوه التي نسعى لتبيينها من خلال الفنون .

894

| 21 مارس 2017

التَّـوَحُّدُ والنظامُ السياسيُّ الـمُتَوَحِّـدُ

منَ الـمعروفِ أنَّ التوحُّدَ هو اضطرابٌ في النموِّ العصبيِّ يَتَّصفُ بضَعْفِ التفاعلِ الاجتماعيِّ والتواصُلِ اللفظيِّ وغيرِ اللفظيِّ، وبأنماطٍ سلوكيةٍ مُـقَـيَّـدَةٍ ومُتكرِّرَةٍ. فالـمُتَوَحِّدُ لا يتفاعلُ معَ الأشخاصِ الموجودينَ في محيطِـهِ الاجتماعيِّ، وإنما يبدو كمنْ يعيشُ في عالَمٍ عقليٍّ ونفسيٍّ خاصٍّ به ومنفصلٍ عنهم. وإذا تَمَّ توجيهُ الكلامِ إليه، لا يردُّ أو يبدو عليه أنَّه لامسَ عقلَهُ ومشاعرَهُ. وحتى حين تقومُ أمُّهُ، على سبيلِ الـمثالِ، بضَمِّـهِ وتقبيلِـهِ وتدليلِـهِ، يظلُّ مُنشغلاً بعالـمِهِ الذاتيِّ، ولا يُعَبِّـرُ عن تأثُّرٍ عاطفيِّ. ومما يُبَيِّنُ تَوَحُّدَهُ أنَّ سلوكَـهُ يَتَّسِمُ بأمورٍ، منها مثلاً: تكرارُ تحريكِ الرأسِ يُمنةً ويُسرةً، والانتباهُ الكُلِّيُّ لأمرٍ بعينِـهِ، وعدمُ القبولِ بتغييرِ ترتيبِ الأشياءِ حولَـهُ، وإيقاعِ الأذى بالنفسِ كالضَّغطِ الـمُفرطِ على العينِ. ولو قمنا بقياسِ التَّوحُّدِ على الدولِ، فسنجدُ أنَّ بعضَ أنظمتِها يعاني مِـنْ بعضِ أعراضِـهِ بدرجاتٍ مختلفةٍ، ويعودُ ذلك إلى أسبابٍ تتعلقُ باستقرارِها السياسيِّ، وفاعليتِها الاقتصاديةِ، وتأثيرِها الحضاريِّ، والـمدى الذي بلغَتْـهُ في ترسيخِ قِـيَمِ الـمُواطَنَـةِ والإنسانيةِ في نفوسِ أبنائها. وهذا يدفعُنا لافتراضِ وجودِ ميدانٍ جديدٍ لعلمِ النفسِ هو علمُ نفسِ الدُّولِ الذي يتعاملُ معها ككيانٍ حيٍّ ذي عقلٍ وإرادةٍ وروحٍ ينبعُ منها سياساتٌ داخليةٌ وخارجيةٌ.سأتحدثُ اليومَ عن نظامِ دولةٍ عربيةٍ كبرى تُبَـيِّنُ سياساتُه الداخليةُ والخارجيةُ وإعلامُهُ أنَّهُ يعيشُ حالةً حادةً منَ التَّوَحُّدِ والانفصالِ عن الواقعِ. ولنقرأْ ذلك في نقاطٍ، كالتالي:(1) يتعاملُ هذا النظامُ مع محيطِـهِ العربيِّ وكأنَّ دولتَـهُ قادرةٌ على التأثيرِ السياسيِّ والاقتصاديِّ والحضاريِّ الذي يُعطيها الحقَّ في التَّعالي العنصريِّ الفارغِ الـمَصحوبِ بالإساءةِ للشعوبِ والقياداتِ إساءاتٍ بالغةً. وهو بذلك، منفصلٌ عن الواقعِ الذي يخبرُنا أنَّ التأثيرَ ينبعُ من الفاعليةِ والتَّجَـدُّدِ سياسياً واقتصادياً، والقدرةِ على الالتزامِ بقضايا الأمةِ، و هي أمورٌ بينَـهُ وبينها مئاتُ السنواتِ الضوئيةِ. (2) أنَّـهُ يعيشُ في مرحلةٍ تاريخيةٍ لا يتعداها، هي مرحلةُ الصراعِ القوميِّ مع الكيانِ الصهيونيِّ، فيُصرُّ على أنَّ بلادَهُ وحدَها ضَحَّتْ في سبيلِ الأمةِ، ولم تجدْ منَ الأشقاءِ دَعماً، مما أوصلَها إلى الحالةِ الرديئةِ اقتصادياً التي تُعانيها. رغم أنَّ الواقعَ يخبرُنا أنَّ الأمةَ كلَّها شاركتْ في الصراعِ عسكرياً واقتصادياً وسياسياً حسبَ قدراتِ دولِها، وأنَّ دولةَ ذلك النظامُ هي التي تخلتْ عن دورِها القوميِّ منذُ أكثرَ منْ أربعةِ عقودٍ لعبتْ خلالَها دوراً وظيفياً مدفوعَ الثمنِ كوسيطٍ غيرِ نزيهٍ بين الأمةِ والكيانِ الصهيونيِّ.(3) مما يُشيرُ إلى قوةِ معاناتِـهِ منَ التوحُّدِ أنَّهُ يرفضُ التغييرَ في أنماطِ التفكيرِ، حين يجعلُ منْ انتقادِ الشعوبِ والقياداتِ وسيلةً للهروبِ من مواجهةِ الواقعِ الذي يخبرُنا أنَّ سياساتِهِ الداخليةَ والخارجيةَ هي التي أفقرتْ مواطنيه، وسحقَتْ إنسانيتَهُم، وشَغَلَـتْهُم بالحرمانِ والخوفِ منَ الغدِ. ولذلك نجدُ إعلامَـهُ مشغولاً بالتركيزِ على ترسيخِ فكرةِ عبادةِ القائدِ الفذِّ العظيمِ الذي لم تُنجبُ النساءُ مثيلاً له، والذي يعملُ الأشقاءُ والغربُ والشرقُ على إسقاطِـهِ. وهو أمرٌ تُكَـذِّبُـهُ الأحداثُ خلال الثلاث سنواتٍ ونصفِ السنةِ الـماضياتِ التي شهدتْ بروزَ القائدِ بعد انقلابِـهِ على الشرعيةِ وخَيارِ الشعبِ، وارتمائِـهِ في أحضانِ كلِّ صاحبِ مشروعٍ ضد دولتِـهِ وشعبِها ودولِ وشعوبِ الأمةِ. (4) أما العلامةُ الكبرى على بلوغِ التَّوَحُّدِ مرحلةً متقدمةً جداً في هذا النظامِ، فهي الفجاجةُ القائمةُ على الكِـبْرِ والجهلِ وعدمِ احترامِ الأمةِ كلِّها في إساءاتِـهِ وإساءاتِ الـمُهرجينَ في إعلامِـهِ للإسلامِ الحنيفِ، وتحقيرِ تاريخنا الإسلاميِّ ورجالاتِـهِ وعلمائِـهِ، في محاولةٍ لسَـلْخِ شعبِـهِ عن أمتِـهِ وحضارتِـها وثقافتِها. والـمصيبةُ، أنَّ تلك الإساءاتِ يُصاحبُها توكيدٌ على إنسانيةِ وأخلاقيةِ الكيانِ الصهيونيِّ، ومشروعيةِ وشرعيةِ وجودِهِ، وحقِّـهِ في ممارسةِ الجرائمِ ضدَّ أشقائنا الفلسطينيينَ.والرائع في الأمر، أنَّ القياداتِ والدولَ العربيةَ الـمُستهدفةَ إعلامياً وسياسياً منْ قِـبَلِ هذا النظامِ، لاينشغلونَ بالردِّ على إعلامِهِ الضَّحْلِ سياسياً وثقافياً وحضارياً، لأنَّهم يتفهمونَ الخللَ الشاملَ الذي تعيشُهُ تلك الدولةُ الكبيرةُ، ويدركونَ أنَّ نظامَها الانقلابيَّ، منذُ نشوئِـهِ، يُعاني من حالةِ تَوحُّدٍ حادةٍ تمنعُهُ منَ التفاعلِ مع الواقعِ، والتواصلِ مع الآخرينَ.كلمةٌ أخيرةٌ:لو كانتِ الأمورُ بالـمساحةِ وتَعدادِ السكانِ، لَبُعِـثَ الأنبياءُ والرُّسُلُ، صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهم، في الرومِ أو الفرسِ. لكنَّ الأمورَ تُقاسُ بالحيويةِ، والفاعليةِ، والقدرةِ على التجدُّدِ والتجديدِ والتأثيرِ والتأثُّـرِ.

1272

| 14 مارس 2017

تَقَمُّصُ الشخصيةِ

في قصةٍ للكاتبِ التركيِّ الفذِّ عزيز نِيسين، يتحدثُ عن رجلٍ بسيطٍ، طيبِ القلبِ، ذي شخصيةٍ ضعيفةٍ جعلتْ زوجتَهُ وأبناءهُ وبناته يستأسدونَ عليه، حتى صارَ هدفاً لسخريةِ جيرانِـهِ ومعارفِـهِ. ثم أُلقيَ القَبْضُ عليه، خطأً، لتشابُهِ ملامحِـهِ مع ملامحِ قاتلٍ رَوَّعَ البلادَ بجرائمِـهِ. وأثناءَ خضوعِـهِ للتحقيقِ، انتشرتِ في بلدتِـهِ الشائعاتُ عن شخصيتِـهِ الإجراميةِ التي كان يُخفيها تحتَ ستارٍ من الطِّيبةِ والتواضعِ، فسرى الخوفُ منه في قلوبِ الناسِ. وحتى زوجتَهُ، خافتْ منه فأخذتْ تروي عنه أموراً تُؤكِّـدُ تلك الشائعاتِ. ولَـمَّا أُطْلِـقَ سراحُهُ بعدما تَبَيَّنَ للمُحققينَ أنَّهُ بريءٌ، ظلَّ الجميعُ، ومنهم زوجتُهُ وأبناؤهُ وبناتُهُ، خائفينَ منه. فشعرَ بأنَّ شخصيتَهُ الجديدةَ كمجرمٍ تمنحُهُ مَهابةً وسطوةً، وأخذَ يَتَقَمَّصُ، ظاهرياً، كلَّ ما يُعَـزِّزُها في أذهانِ الناسِ، كالغضبِ الـمُوحي بالشرِّ والأذى، والعبوسِ الـمُنْذِرِ بالثورةِ التي لا تُبقيَ و لا تَـذَر.تقمُّصُ الشخصيةِ، في حالاتِـهِ غيرِ الـمصحوبةِ باضطرابٍ وخَللٍ في الإدراكِ العقليِّ، أمرٌ شائعٌ في مرحلةِ الـمراهقةِ حين يتقمصُ بعضُ الـمِراهقينَ صفاتٍ مَظهريةً في لباسِهِم، وقَصَّاتِ شعورِهِم، وطُرُقِ حديثِـهِم تَشَبُّهاً باللاعبين والـمُغنين الـمشهورين. وتقومُ بعضُ الـمراهقاتِ بالتَّشَبُّـهِ بالـممثلاتِ والـمُغنياتِ الـمشهوراتِ في لباسِهِـنَّ وأساليبِ حديثِهِنَّ. وهذا، كُلُّهُ، جانبٌ مفهومٌ بحُكمِ السِّنِّ، والخبرةِ الحياتيةِ البسيطةِ لهم. لكنَّ بعضَ الآباءِ والأُمهاتِ لا يدركونَ أنَّ لأبنائِهِم شخصياتٍ مستقلةً ينبغي احترامُها وتنميتُها، بحيثُ يكونونَ قادرينَ على الإبداعِ والتجديدِ في حياتِهم الـمُستقبليةِ، وأنَّ جانباً من التَّعاملِ معهم يكونُ بتَفَهُّمِ الـميلِ الطبيعيِّ للتقمصِ في نفوسِهِم، فنجدُ الأبوينِ، أو أحدهما، يأخذانِ بالسخريةِ منهم وإيذائِهِم نفسياً، بل إنَّهُما قد يصلانِ إلى العنفِ البدنيِّ الـمُفرطِ في شدتِـهِ أحياناً. وتكون النتيجةُ أنَّ الأبناءَ يقومونَ، بهدفِ الدفاعِ عن ذواتِهِم، إما بتقمُّصِ شخصيةِ الابنِ الـمطيعِ كلياً، أو شخصيةِ الـمُتَنَـمِّرِ العنيفِ. فعندما يُظْهِـرُ الابنُ لأبويه الطاعةَ الكُليةَ ويُنَـفِّذُ أوامرَهُما وتوجيهاتِهِما حرفياً دون أيَّـةِ اعتراضاتٍ، فهذا يعني أنَّـهُ أصبحَ ذا شخصيةٍ انعزاليةٍ انهزاميةٍ لا يمكنُهُ بها مواجهةَ الحياةِ إلا إذا كانَ مأموراً وتابعاً لآخرينَ ذوي شخصياتٍ قياديةٍ قويةٍ. وتبدأ بالظهورِ، في سلوكِـهِ، بذورُ الـمَيلِ للتآمُرِ، والكذبِ، والقيامِ بالتخريبِ ثم اتِّهامٍ الآخرينَ. أما عندما يَتَـنَـمَّرُ فيُبدي الرَّفْضَ لإطاعةِ الأبوينِ من خلالِ التعبيرِ اللفظيِّ، أو بملامحِ وجهِـهِ الساخرةِ أوالغاضبةِ، فإنَّ ذلك يُشيرُ إلى تَكَـوِّنِ الشخصيةِ العنيفةِ الـمستهترةِ فيه. فنجدُ في سلوكِـهِ استهانةً بالضوابطِ الاجتماعيةِ والأخلاقيةِ بدرجاتٍ متفاوتةٍ، ومَيلاً إلى العُنفِ الجسديِّ واللفظيِّ في تعاملِـهِ مع أخوتِـهِ ورفاقِـهِ وزملاءِ الدراسةِ. وبالطبعِ، فإنَّ ذوي الشخصياتِ الانهزاميةِ والـمُستهترةِ يكونونَ أكثرَ قابليةً للجنوحِ، وعدداً كبيراً منهم يُكَـوِّنونَ أسراً مُزَعْزَعَـةً ترتفعُ فيها نِسَبُ الطلاقِ. وحتى في وظائفِهِم، نجدُهم غيرَ فاعلينَ، ولا قادرينَ على تقديمِ جديدٍ. ويسودُ التوترُ وعدمُ الثقةِ علاقاتِهم برؤسائهم ومرؤسيهم. التوعيةُ الإعلاميةِ بالتعاملِ معَ الـمراهقينَ لم تزلْ قائمةً على فرضياتٍ بدائيةٍ ترتكزُ على ثنائيةِ: العقابِ والثوابِ، وقلَّما تقومُِ على العِـلْمِ بتداخُلِ الدوافعِ والأسبابِ، والقبولِ بالـمنطقةِ الوسطى بينَ ما نعتقدُهُ صواباً مُطلقاً، وما يراهُ الـمُراهقونَ قيوداً تضغطُ عليهم بشدةٍ. والـمُشكلةُ التي نواجهُها في ذلك، أنَّ الذين لا يعرفونَ عن علومِ النفسِ والتربيةِ إلا ما استقوه من الأعمالِ الفنيةِ الركيكةِ هم الذين يتصدُّونَ للتوعيةِ بعباراتٍ ضخمةٍ لا معنًى علمياً لها. أما الـمُختصونَ فإنَّ ظهورَهم في وسائلِ الإعلامِ محدودٌ جداً، مما يجعلُ من دورِهِم العظيمِ في تنميةِ وعيِ الإنسانِ منقوصاً.كلمةٌ أخيرةٌ: ليسَ الـمَطلوبُ أنْ يكونَ الناسُ، وبخاصةٍ الآباءُ والأمهاتُ، علماءَ نفسٍ وتربيةٍ، وإنما أنْ يكونَ لديهم إلـمامٌ فيهما، من أجل صالحِ الأبناءِ والأُسرةِ والـمجتمعِ.

11301

| 07 مارس 2017

كَـعْـبُ أَخـيل في نفوسِـنا

في الأساطيرِ الإغريقيةِ، كان أَخيل ابناً لـلملكِ بيليوس، من إحدى حورياتِ البحرِ وتُدعى ثِيتس. وأرادتْ أمُّهُ أنْ تجعلَـهُ خالداً، فَغَمَرَتْـهُ في نهرِ استيكس الـمُقَدَّسْ، وهي مُمْسِـكَةٌ بكعبِـهِ، فصارَ جسدُهُ مَحْمياً منَ الجراحِ الـمُمِيتةِ ما عدا كعبـه. ولَـمَّا حاصرَ اليونانيونَ مدينةَ طروادةَ، كان في صفوفِـهِم، وقَتَـلَ كثيراً منَ الطرواديين، حتى رماهُ أحدُهُم بسَهْمٍ مسمومٍ في كعبِـهِ، ولَقِـيَ مَصرعَهُ، فصارَ كعبُـهُ رمزاً لنقاطِ الضَّعْفِ القاتلةِ في الإنسانِ.لو دَقَّـقْـنا النَّظَـرَ في نفوسِـنا، فسنجدُ أنَّ لكلِّ واحدٍ منا نقطةَ أو نقاطَ ضعفٍ نحرصُ على ألَّا يعرفَ الآخرونَ شيئاً عنها، رغم أنَّ بعضَها ليس إلا أوهاماً تَضَخَّمَتْ حتى صارتْ كالحقيقةِ نعيشُها في اللاشُعور. فَـمِـنَ الأشخاصِ، مَنْ يكونُ ذا مكانةٍ في الـمجتمعِ، وبين أخوتِـهِ وأهلِـهِ لأنَّهُ حصلَ على شهادةٍ دراسيةٍ عليا، وشَغَلَ لسنواتٍ طوالَ وظيفةً مرموقةً. وعندما تقاعدَ، شعرَ بأنَّـهُ يندثرُ، وتَوَهَّمَ أنْ لم يَبقَ في الحياةِ مُتَّسَـعٌ ليُقَـدِّمَ جديداً، أو أنْ يسيرَ في طريقٍ يستثمرُ فيه علمَهُ وخبراتِـهِ وعلاقاتِـهِ لإفادةِ الناسِ بجديدٍ في مجالِ تخصصِـهِ. وهنا، يَتَّخِـذُ صراعُـهُ النفسيُّ صوراً عدَّةً يُخفي وراءها كَعْبَ أخيلٍ الذي هو شعورُهُ الوهميُّ بانتهاءِ دورِهِ في الحياةِ. فيبدأُ بانتقادِ الشبابِ الـمُتميِّـزينَ بوعيهم وثقافتِهم، وانتقاصِ ما يقدمونهُ منْ إبداعٍ أدبي أو فكريّ أو فني. وتَتَضَخَّمُ مُعاناتُهُ، بمرورِ الأيامِ، فيفرُّ منها بتضخيمِ الأنا في نفسِـهِ حتى لا يكادُ يرى سوى نفسِـهِ. وأحدُ الأشخاصِ تَعَرَّضَ لتجربةِ زواجٍ مَريرةٍ معَ زوجةٍ مُتَـنَمِّرَةٍ لم يجدْ منها إلا احتقاراً لكلِّ ما يفعلُـهُ. وعندما طَلَّقَها أصبحَ زواجُهُ الفاشلُ كَعْبَ أخيل الذي يحاولُ سترَهُ عنِ العيونِ كي لا يُتَّخَـذَ سبيلاً للسخريةِ منه. وصارَ يعيشُ حياتينِ، أولاهما معَ الناسِ كشخصٍ سَوِيٍّ مُتَّزنٍ ذي شخصيةٍ قويةٍ، والثانية مع نفسِـهِ التي يجلدُها ويَقسو عليها بشعورِهِ بدُونيَّتِـهِ. وإحدى الفتياتِ الـمُراهقاتِ، لم تُساعدُها بيئتُها الأُسَريةُ الـمُتَصَدِّعةُ على تكوينِ شخصيةٍ متماسكةٍ كإنسانةٍ ذاتِ رأيٍ ومواقفَ مستقلَّـةٍ، فأخذتْ تُخفي حقيقةَ مُعاناتِها الأُسَرِيَّةِ، وتعيشُ في عالمٍ معزولٍ خاصٍّ بها، تداوي به كَعْبَ أخيلٍ في نفسِها بالأحلامِ والهروبِ منَ الواقعِ. بل إنَّها قد تبحثُ عنِ التعويضِ العاطفيِّ في أشخاصٍ لا إيمانَ يَعصمُهـم، ولا قِـيمَ تجعلُهُم يرونَ فيها إنسانةً مسكينةً، منَ الخطيئةِ الإضرارُ بها. وفي حالتِها، يكونُ الكعبُ حفرةً بلا قاعٍ، مملوءةً بالـمصائبِ والبلايا التي تتهدَّدُها في شرفِها وسُمعتِها.والصراعُ النفسيُّ بسببِ نقاطِ الضعفِ الحقيقيةِ والـمُفْتَرَضَةِ ليس مجردَ صراعٍ داخليٍّ لا يبدو للعينِ الـمُدَقِّـقَةِ، وإنما يتخذُ صوراً سلوكيةً تدلُّ عليه. فالشخصُ الذي له أبٌ مدمنٌ على الـمخدراتِ أو معاقرةِ الخمرِ نجدُهُ في حالتينِ: الأولى؛ كشخصٍ انعزاليٍّ يخشى مخالطةَ الناسِ خوفاً من أنْ يكونوا عارفينَ بسيرةِ أبيه، فينظرونَ إليه بدونيةٍ، ويَتٌَّخذونَها سبيلاً لتجريحِـهِ والغَضِّ من شأنِـهِ. والثانيةُ؛ كشخصٍ انفعاليٍّ مرحٍ جداً، يقولُ نكاتاً عن والدِهِ، ويسخرُ من نفسِـهِ، وله شعبيةٌ بين رفاقِـهِ الذين لا يدركون أنَّـهُ يتألمُ بشدةٍ، ويتمنى لو لم يكنْ أبوه هذا الرجلَ الـمُنحرفَ. وفي كِـلْـتَا الحالتينِ، نجدُ أنَّ كعبَ أخيلٍ الذي يُخفيه عن الناسِ هو تَـمَنِّـيهِ موتَ أبيهِ، وهو أمرٌ يُفْزِعُـهُ كثيراً، فيهربُ منه إلى مزيدٍ منَ العُزلَـةِ أو الانفعالِ الـمُبالَغِ فيه.ولكن، ما هو دورُنا في التخفيفِ من تأثيراتِ كعبِ أخيلٍ الـموجودِ في نفوسِ كثيرينَ منا؟. الإجابةُ، بالطبعِ، ليستْ بالبساطةِ التي نعتقدُها، لأنَّنا لا نستطيعُ الهروبَ من مواجهةِ حقيقةٍ تقولُ إنَّ جزءاً من ثقافتِنا الـمُجتمعيةِ فيه قسوةٌ وأنانيةٌ تتناقضانِ مع روحِ وإنسانيةِ الإسلامِ الحنيفِ. فنجدُ أنَّ التَّشَفِّي بروايةِ القصصِ الـمُضَخَّمَةِ عن الـمُعاناةِ النفسيةِ لفلانٍ وفلانةٍ، أمرٌ طبيعيٌّ في مجالسِنا. والـمُصيبةُ، أنَّنا نُخفي تَشَفِّـينا بغلافٍ منَ التعاطفِ، ولا ندرك كم نحنُ خاطئونَ. إذن، لابدَّ منْ إسهامِ كلِّ واحدٍ منا في نَشْـرِ مفاهيمِ القبولِ بالآخرِ، واحترامِ خصوصيتِـهِ، وصولاً إلى ترسيخِ ثقافةِ التَّعدديةِ الـمجتمعيةِ التي تنهضُ بها الشعوبُ والأممُ.كلمةٌ أخيرةٌ:قد تكونُ كلمةٌ طيبةٌ نقولُـها هي بذرةُ الأملِ التي نُلقيها في نفسِ شخصٍ، فتنمو، وتُزهِـرُ، وتُثمرُ بالخيراتِ، وتُغيِّرُ مسارَ حياتِـهِ.

1617

| 28 فبراير 2017

alsharq
مؤتمر صحفي.. بلا صحافة ومسرح بلا جمهور!

المشهد الغريب.. مؤتمر بلا صوت! هل تخيّلتم مؤتمرًا...

7890

| 13 أكتوبر 2025

alsharq
من فاز؟ ومن انتصر؟

انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت...

6747

| 14 أكتوبر 2025

alsharq
مكافأة السنوات الزائدة.. مطلب للإنصاف

منذ صدور قانون التقاعد الجديد لسنة 2023، استبشر...

3462

| 12 أكتوبر 2025

alsharq
معرفة عرجاء

المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....

2835

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
تعديلات قانون الموارد البشرية.. الأسرة المحور الرئيسي

في خطوة متقدمة تعكس رؤية قطر نحو التحديث...

2811

| 12 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يصنع التاريخ

في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...

1980

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
قادة العالم يثمّنون جهود «أمير السلام»

قمة شرم الشيختطوي صفحة حرب الإبادة في غزة.....

1554

| 14 أكتوبر 2025

alsharq
ملف إنساني على مكتب وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة

في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...

1341

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
مواجهة العزيمة واستعادة الكبرياء

الوقت الآن ليس للكلام ولا للأعذار، بل للفعل...

1203

| 14 أكتوبر 2025

alsharq
العطر الإلكتروني في المساجد.. بين حسن النية وخطر الصحة

لا يخفى على أحد الجهود الكبيرة التي تبذلها...

1071

| 14 أكتوبر 2025

alsharq
قطر تودّع أبناءها الشجعان

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبمشاعر يعتصرها الحزن...

765

| 13 أكتوبر 2025

alsharq
هل نحن مستعدون للتقدّم في العمر؟

مع أننا نتقدّم في العمر كل يوم قليلاً،...

762

| 13 أكتوبر 2025

أخبار محلية