رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
رحمك الله أيها الأستاذ الكبير.. رحمك الله أيها الحكيم الأديب.. رحمك الله أيها الداعية العامل.. رحمك الله أيها الصابر المحتسب الراضي على ما أصابك.. رحمك الله أيها المهاجر إلى ربه.. رحمك الله أيها المدافع عن قضايا أمته حتى حين وفاتك.. رحمك الله أيها الزعيم المتميز.. رحمك الله أيها المعلم المربي.. رحمك الله أيها الإنسان بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ.. رحمك الله يا من عُرضت عليه زخارف الدنيا وكراسي الزعامة ومغريات الحياة فتركها لله سبحانه ومضى إلى ربه كريماً ثابتاً عزيز النفس.. رحمك الله يا من أحبك القاصي والداني.. «إنَّ اللَّهَ إذا أحَبَّ عَبْدًا دَعا جِبْرِيلَ فقالَ: إنِّي أُحِبُّ فُلانًا فأحِبَّهُ، قالَ: فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنادِي في السَّماءِ فيَقولُ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّماءِ، قالَ ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ». رحمك الله يا صاحب القلب السليم.. وهذه بعض من روائع ودرر الأستاذ الكبير عصام العطار رحمه الله وما أكثرها ولها من الجمال والبيان ما لها!. «إننا مسؤولون عن كل دمعة ذرفتها أمٌ ثاكل، أو زوج أيّم، أو طفل يتيم من أجل فلسطين». «أحاديثنا في الغالب ثرثرات، وكلماتنا مجرد كلمات لا تضعنا مباشرة أمام أي واجب من الواجبات». «لقد أصبح فينا حقيقة من يحسنون الحديث عن الإسلام ولكن قلّ فينا من يعيشون الإسلام ويعيشون للإسلام». «إنك لا تفهمني إلا بإخلاصك ومعرفتك وتجربتك، وكلما زاد نصيبك من الإخلاص والمعرفة والتجربة زاد نصيبك من الفهم». «المسلم الذي يتنازل عن الإسلام ديناً، ويقبل بأن يكون مجرد تراث وحضارة، يخون الحقيقة، ويخون الله والرسول والمؤمنين». «قاتل الله الظلم والاستبداد، ما أفظع جريمته، وأفدح جنايته علة الأمة والبلاد والإنسانية والإنسان». «إن ثقتي بانتصار الإسلام - يا شباب الإسلام- ليس لها حدود.. وليس المهم عندي أن أنجو وأسلم، ولكن أن تسلم دعوة الله من كل تحريف أو تشويه أو استغلال ولا أن أصل بنفسي إلى الأهداف، ولكن أن تتابعوا أنتم حيثما كنتم من الأرض المسير إلى الأهداف». «إذا أردت أن تتحرر فلا تجعل الدنيا كبيرة في نفسك». «لا يجتمع نور الإيمان وظلام الحقد في قلبٍ واحد». «شر الشياطين من يَظهرُ لك وهو شيطان في ثوب ملاك». «ومضة» «سأعمل من أجل ذلك ما حييت.. وسأجهد من أجله ولو أنزل بي ذلك أشد الشدائد والمحن وكلفني الحياة وما هو أغلى من الحياة». رحمك الله أيها العالم العامل الزاهد الأستاذ عصام العطار رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته.
1107
| 16 مايو 2024
تحتفي دولة قطر- حفظها الله - بالكتاب اليوم الخميس بافتتاح معرض الدوحة للكتاب في نسخته الثالثة والثلاثين تحت شعار «بالمعرفة نبني الحضارات». نعم.. بالمعرفة والقراءة بناء وحركة وحياة، وعلم وعمل. فهي تخبرنا عن مستوى المجتمع ورقيه، فلنجعلها قيمة يومية مثل ممارسة الرياضة وغير ذلك من الهوايات النافعة. فما أروع المجتمع عندما يعيش أفراده مع الكتاب.فالكتاب ينادينا.. فكم من كتاب نافع من حياة، وكم من كتاب نافع من مباهج وأفراح. وكم من كتاب نافع أنس في مطالعته وقراءته. وكم من كتاب نافع أظهر الحق وأبانه. وكم من كتاب نافع أعيدت طباعته عدة طبعات لما له من أثر على من قرأه. ومن جميل كلام الجاحظ رحمه الله «إني لا أعلم شجرة أطول عمراً، ولا أطيب ثمراً، ولا أقرب مجتنى من كتاب». ومن رام البحث عن الكتب الهادية والنافعة فسيجدها، يقول الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط رحمه الله «إن أول من أثر في نفسي في أول طلب العلم، هو الإمام ابن القيم رحمه الله عندما قرأت كتابه الوابل الصيب من الكلم الطيب». قال بعض العلماء «الكتاب تؤدبك عجائبه وتسرك طرائفه، وتضحكك ملحه ونوادره، وهو نزهة الأديب عند لذته، ومتعته عند خلوته، وتحفته عند نشاطه، وأنسه عند انبساطه، ومستراحه من همه، ومسلاته من غمه، وعوضه من جليس السوء وسخف الأماني، ومستقبح الشهوات، وهو روضة مجلسه، وبستان يده، وأنيس يتقلب معه». أمة اقرأ تقرأ.. ومن قال إن أمة اقرأ لا تقرأ!؟ نعم.. إنها تقرأ والكتاب يناديها، وما هذه الإصدارات من كتب قيمة إلاّ حصاد اقرأ. وما هذا الطباعة لكتب لعلمائنا رحمهم الله ومفكري الأمة وأساتذتها المعتبرين ومن إعادة طباعتها إلاّ دليل على أن أمتنا تقرأ وتنادي بالكتاب، فهو خير جليسٍ في كل زمان. وكان الخليفة العباسي هارون الرشيد رحمه الله معجبًا بذكاء ابنه المأمون وانصرافه إلى العلم، فحين دخل على المأمون وهو ينظر في كتاب، قال له: ما هذا؟ فأجاب المأمون: كتاب يشحذ الفكرة، ويحسن العشرة، فقال الرشيد: «الحمد لله الذي رزقني من يرى بعين قلبه أكثر مما يرى بعين جسمه». هكذا الكبار ينظرون إلى منزلة الكتاب. لا عذر لنا من صحبة كتاب، وصدق الجاحظ حين قال: أوفى صديقٍ إن خلوت كتابي ألهو به إن خانني أصحابي لا مفشياً سراً إذا أودعته وأفوز منه بحكمة صوابِ «ومضة» يا من تريد القراءة واقتناء الكتب ابتعد عن الروايات الهابطة في أسلوبها، وحتى في عناوينها الجذابة والتي يسوّق لها، حتى ولو كان صاحبها ذا شهرة، فإنه يضع السم في العسل، وبعدها تموت الأخلاق وتحطم المبادئ وتجزأ الثوابت من خلال هذه الروايات التافهة. أما الروايات النافعة فعليك بقراءتها ومنها روايات الروائي العملاق نجيب الكيلاني رحمه الله، وما أروعها من روايات منها (رواية رجال وذئاب- رواية نور الله- رواية قاتل حمزة- رواية مواكب الأحرار). فالكتاب ينادينا.
729
| 09 مايو 2024
رحل عن هذه الدنيا الفانية يوم الخميس ليلة الجمعة 23 من شوال 1445 من الهجرة، 2 مايو 2024 من الميلاد الصابر المحتسب الأستاذ الكبير عصام العطار رحمه الله، فقيد ونجم سورية، وعلم من أعلام الأمة، ومن صُّناع الحياة في عصرنا الحاضر، وماذا عسى أن يكتب عنه رحمه الله رحمة واسعة - ما هي إلاّ خواطر - رحل وبقيت آثاره ومواقفه، وتم دفنه يوم الإثنين الموافق 6 يونيو 2024 بمدينة آخن الألمانية فرحمك الله أيها المربي الكبير والداعية العامل. «والذي يأتيه الموت وهو مع الله بقلبه أو بقلبه ولسانه، يكون عند البعث على مثل ما مات عليه». غداً بإذن الله المولى الكريم أيها الشيخ المبارك عصام العطار تلقى الأحبة محمداً وصحبه. فالأستاذ الكبير عصام العطار اسم على مسمى فهو رحمه الله معتصم بحبل الله المتين، متوكل عليه في كل أموره، راض مطمئن بقضائه، ولد حراً، وعاش حراً مع الله سبحانه وتعالى، وكلماته وأحاديثه ولقاءاته وأشعاره تفوح منه كالعطر الفوّاح تطيب القلوب لسماعه فترتاح وتسعد. نعم الراحل الأستاذ والمفكر الكبير عصام العطار رحمه الله جاوز اسمه كل مكان، فهو من الزعامة المميزة، مميز في صبره واحتسابه.. مميز في هجرته إلى الله تعالى.. مميز في كلامه وحديثه.. مميز بشعره وفصاحته وجميل صوته وعذوبة كلماته الحية.. مميز بكرمه وتواضعه.. مميز في مقارعته للظلم ونصرة المظلومين.. مميز في قوة حجته وبيانه.. مميز في عطائه حتى وهو في عمره المديد الذي قارب المائة عام رحمه الله.. مميز في دعوته والدعوة إليها بحكمة وبصيرة.. مميز في محبته للناس والخير لهم ولذلك أحبه الناس.. مميز في مهجره بألمانيا بمدينة آخن.. مميز في مسجده الذي اعتلى منبره مسجد «بلال بن رباح» رضي الله عنه.. مميز في وفائه.. وما أدراك ما وفاء الأديب الصابر!. إنه مدرسة في الوفاء رحمه الله يعلّم الجميع دروساً عملية في الوفاء، قدوته محمد صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون وصحبه الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم، مميز بارتباطه بالشيخ علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء حين ناسبه وتزوج ابنته الشهيدة رحمهم الله جميعاً (بنان الطنطاوي- التي اغتالتها أيدي الإجرام النصيري العلوي النكرة-).. مميز في أنه لم يركن إلى الدنيا وملذاتها وشهواتها ومناصبها حين عرضت عليه في أجمل صورها فأدار لها ظهره وسما بأخلاقه التي تربى عليها رحمه الله.. مميز في الثبات على مبادئ دينه وثوابته ولم يتخل عنها طوال حياته إلى أن لقي ربه ثابتاً محتسباً.. مميز في عفة لسانه وسلامة قلبه.. مميز في تعامله مع أحداث الأمة كلها نصحاً وإرشاداً وتوجيهاً ودعماً ونصرة، مميز في طفولته وفي شبابه، مميز في رجولته، مميز في كبر سنه وشيخوخته رحمه الله.. حباه الله الكريم بقوة ذاكرة عجيبة وهو في شيخوخته رحمه الله. إنه مدرسة كبيرة في التميز. قال عنه الأستاذ حسن التل رحمه الله في كتابه المتميز(عصام العطار.. الزعامة المميزة) «لذلك حاربه الطواغيت . «ومضة» نعزي أمتنا على امتدادها الكبير وأسرته الكريمة المباركة، وعلماء ودعاة الأمة المخلصين العاملين ومحبي الشيخ بوفاة أستاذنا المعلم الشيخ عصام العطار رحمه الله، ونقول عظم أجركم وأحسن عزاءكم، وغفر له وأسكنه فسيح جناته، وجعل قبره روضة من رياض الجنة، في صحبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. وجزاه الله خير ما يجازي عباده الصالحين. إنا لله وإنا إليه راجعون.
2049
| 07 مايو 2024
عالمنا الإسلامي على امتداد مساحته الواسعة بين يوم وآخر تنطفئ شمعة من شموع العلم والعمل والدعوة والفقه والجهاد التي تنير الطريق لجموع الأمة والإنسانية كذلك، ويخفت شيئاً فشيئاً، وصدق من قال «يرحل الجسد ويبقى الأثر». وهكذا يرحل العلماء والدعاة والمصلحون والمجاهدون وأهل الخير والمعروف والإصلاح ويخفت نورهم رحمهم الله شيئاً فشيئاً عن هذه الحياة الدنيا، وقد جاء عن المفسرين في قوله تعالى ((أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا)). قال ابن عباس رضي عنهما في رواية «خرابها بموت علمائها وفقهائها وأهل الخير منها»، وكذا قال الإمام مجاهد رحمه الله «هو موت العلماء». وقيل لسعيد بن جبير رحمه الله « ما علامة الساعة وهلاك الناس؟ قال: إذا ذهب علماؤهم». وقال الحسن البصري رحمه الله «كانوا يقولون: موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف اليل والنهار». ففي يوم الإثنين 13 من شوال 1445 من الهجرة الموافق 22 من أبريل 2024 ودّع عالمنا الإسلامي وفي مدينة الفاتح القائد السلطان محمد الفاتح رحمه الله، انتقل إلى رحمة الله الشيخ المبارك الرباني العالم العامل الشيخ عبدالمجيد الزنداني رحمه الله، بعد عمر مديد قضاه مع العلم والإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة الشريفة، والدعوة والتربية إلى الله على بصيرة، وفي نصرة الدين والدفاع عن قضايا الأمة في جميع مساحتها وميادينها، وخاصة قضية فلسطين وعاصمتها القدس الشريف. رحل الشيخ رحمه الله عن دار الغرور... رحل الشيخ رحمه الله عن دار الفتن... رحل الشيخ رحمه الله عن دار المتاع الفاني... رحل الشيخ عن دار التكاثر في الأموال والأولاد... رحل الشيخ عن دار التهافت على ميادين الشهرة... رحل الشيخ رحمه الله عن دار الأنانية والمصالح الشخصية... رحل الشيخ رحمه الله عن الصراعات على حطام الدنيا... رحل الشيخ رحمه الله من دار الأكدار والأوجاع... رحل الشيخ رحمه الله من دار الشهوات والشبهات... رحل الشيح عبدالمجيد الزنداني رحمه الله ولكنه ترك أثراً وأي أثر، فهو رحمه الله مدرسة متكاملة المعالم متميزة في علمها وعملها وعطائها وبنائها وحركتها لم تعرف التوقف والانتظار، فقد كان رحمه الله قريباً من الناس تواضعاً وكرماً، ويحمل هموم الناس والأمة ولم يتخلف عن الركب حتى وفاه الأجل رحمه الله. فقد أخرج الإمام البخاري والإمام مسلم رحمهما الله، عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَلْيَنُ قُلُوبًا، الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ». وللإمام مسلم رحمه اللهِ «جَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً، الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْفِقْهُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ». ما أجمل هذا الوصف والمدح والإطراء في هذا الحديث النبوي عن أهل اليمن!. أسس رحمه الله جامعة الإيمان بمدينة صنعاء، فكانت صرحاً إيمانياً تربوياً تعليمياً موفقاً لأهل اليمن الكرام ولأهل الإسلام قاطبة. وأسس كذلك هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بالسعودية أثناء تواجده فيها 1984 من الميلاد، وما أكثر محطات الخير والعطاء والبناء في حياة الشيخ عبدالمجيد الزنداني رحمه الله. أحب الشيخ الزنداني الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمهما الله، فما أروع هذا الحب، فقال عنه «لقد عشتُ معه فترةً من الزمن في مؤتمرات وندوات علمية دولية، فكان نجمًا ساطعًا في كل تلك الملتقيات، ولقد صحبته يومًا وأنا في عزِّ شبابي من الصباح إلى المساء، فما جاء المساء إلا وقد تعبتُ وأنا الشاب، ولكن ما رأيتُ عليه آثار التعب الذي كنتُ أحسّ به». «وكان -رحمه الله- إذا حضر مؤتمرًا كان النجم اللامع الذي يقود دفة سير المناقشات في تلك المؤتمرات بعلم وحكمة وسداد رأي». «وكان -رحمه الله- من المتحمسين لهيئة الإعجاز العلمي والداعمين لها، وكان ينتدبني للإصلاح بين المجاهدين الأفغان، ولما سمع أننا قمنا بإنشاء جامعة الإيمان أرسل إلينا رسالة يُشجعنا فيها على المضي في ذلك، ويقول إنه يُسعده أن يُعاون ويدعم الجامعة». «ومن أبرز صفاته أنه كان عالمًا وثيق الصلة بالعلم، وكثير العمل، وكثير الذكر والعبادة، وهي صفات قلَّ أن تجتمع في رجلٍ، وكان شجاعًا في الحق، ولكن في لينٍ، لا تأخذه الانفعالات». رحم الله الشيخين رحمة واسعة وجمعهما في ظل عرشه ومستقر رحمته. قبسات من كلام الشيخ عبدالمجيد الزنداني رحمه الله:- .“فإن علم الإيمان يحقق للإنسان السعادة والفوز العظيم في الدنيا والأخرة” “إن قدرة الأستاذ تظهر في تلاميذه، ومهارة المدرب تظهر على من دربهم” «ومن أيقن أن الله حافظه فلا يضره من في السماوات والأرض إلاّ بما قدّر الله له شعاره قول الله تعالى ((قل لن يصيبنا إلاّ ما كتب الله لنا)). وإذا أرد الإنسان إيماناً صحيحاً فعليه بالعلم....، ذلك لأن إيمان المقلّد لغيره سرعان ما يهتز عن أول امتحان وعند أول شبهة». “وصاحب القلب السليم يُحب الحق، وينشرح صدره لتعلم الإسلام، فيستحق بذلك هداية الله”. “إن الذي لا يملك مالاً، لا يطلب الناس منه المال، والجاهل لا يأتي منه العلم، ذلك لأن فاقد الشيء لا يعطيه” ومهما كثر الفساد، قد شاءت حكمة الله سبحانه، أن تبقى طائفة على الحق ظاهرة، تقيم الحجة على الناس بالدعوة إلى دين الله، وتتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم». “ومضة” يرحل العلماء العاملون الربانيون وتبقى آثارهم بين الناس حاضرة.. ونسأل الله المولى الكريم أن يتقبل الشيخ عبدالمجيد الزنداني في عباده الصالحين والدعاة العاملين، والصابرين المحتسبين من عباده، وأن يتغمده برحمته ورضوانه، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. وأن يجزيه خيرا عن الإسلام والمسلمين خير ما يجزي عباده الصالحين.
954
| 02 مايو 2024
بالأمس القريب احتفل العالم بيوم الأرض والذي يوافق 22 أبريل من كل عام. فعن أي يوم تحتفلون به؟! وعن أي قيم تنادون بها في يوم الأرض؟!. وعن أي رسائل تريدون إيصالها للعالم في هذا اليوم؟!. والأرض كلها تشتكي منكم ومن اعتدائكم عليها وكثرة الإفساد فيها وتشويه صورتها الجميلة التي خلقها الله تعالى عليها. أو ليس من الإحسان أن يحافظ على الأرض الإنسان الذي يعيش عليها؟!. «إن الله كتب الإحسان على كلِّ شيء..». فشريعتنا الخالدة الصالحة لكل زمان ومكان علّمتنا كيف نتعامل مع هذه الأرض والحفاظ على مواردها وخيراتها وبيئتها ومناخها ومباهجها وأناقتها وعمارتها فائق التعامل، بل وسبقت هذه الشريعة الجميلة من كل الوجوه القوانين والتشريعات الوضعية المتغيرة في الحفاظ على هذه الأرض، وكيف يكون تعامل الإنسان معها، ومن يقرأ فصول مباهج الأرض يأتي على كل هذه المعاني في مساحاتها ومشاهدها. فما أجمل هذا الإحسان في شريعتنا!. قال الله تعالى ((هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا))، قال الإمام ابن العربي رحمه الله «قال بعض علماء الشافعية: الاستعمار طلب العمارة، والطلب المطلق من الله تعالى على الوجوب». وما إعمار الأرض واستثمار خيراتها فيما يرضي الله تعالى وما يعود على الإنسان من نفع دنيوي وأخروي، ما هو إلا مقصد من مقاصد هذه الشريعة الكبرى!. وإنها لأمانة!. وهنا نأتي على تذكير في يوم الأرض... هناك أرض جميلة في غاية الجمال والروعة تم تشويه صورتها واغتصابها ومحاصرتها من جميع الاتجاهات، وتدمير بنيتها وتلويث بيئتها ومواردها الطبيعية، وإهلاك الحرث والنسل فيها، وتوسع سرطاني في أرض أصحابها، أهل الحق عليها، لحساب من ليس له أرض التائه الضائع المشتت في الأرض، ولا أحد يقدر أن يفك هذا الحصار والظلم الجائر الواقع- من أدعياء يوم الأرض - على هذه الأرض منذ عشرات السنين، إنها أرض غزة الصابرة الصامدة المجاهدة ضد عدو غاشم غادر متغطرس - يسانده ويدعمه أدعياء من يحتفل بيوم الأرض - على أرض غزة، بل وعلى كل أرض فلسطين المباركة. ثم يأتي القوم ويحتفلون بيوم الأرض!. مسكينة أيتها الأرض! «ومضة» «كلُّ الناس يغدو».. هناك من يغدو لإفساد وإتلاف الأرض، وهناك من يغدو لإصلاح وعمارة الأرض، وثمة فرق بين هذا وذاك!.
3630
| 25 أبريل 2024
بدأ دوام الطلاب للفصل الدراسي الثاني 8 يناير 2024 وسينتهي الفصل الدراسي بتاريخ 12 يونيو 2024 وهو آخر يوم لأداء الطلاب امتحانات نهاية العام الدراسي- وفقهم الله ويسّر أمورهم-. بصراحة ما رأيت أحداً في الميدان التعليمي إلا ويشتكي ويقول ما أطوله من فصل دراسي! فأرد عليه: نعم ما أطوله من فصل دراسي!. وكذلك حتى أولياء الأمور يقولون ما أطوله من فصل دراسي عندما نلتقي بأحدهم!. ومن حق الجميع أن يتعجب ويتساءل!؟. ولكن لنرجع قليلاً للوراء ونكون مع الفصل الدراسي الأول فقد بدأ دوام الطلاب 27 أغسطس 2023 وجاءت معه إجازة منتصف الفصل الدراسي الأول 22 أكتوبر 2023 ولمدة أسبوع، ثم أتت إجازة منتصف العام الأكاديمي 24 ديسمبر 2023 ولمدة أسبوعين، نلاحظ أنه كانت هناك إجازتان في الفصل الدراسي الأول مقررة في التقويم السنوي للمدارس للعام الأكاديمي 2023/2024، ولم نلحظ أي إجازة في الفصل الدراسي الثاني مقررة في التقويم السنوي. وهنا تأتي التساؤلات ونسمعها من حين لآخر، لماذا كل هذا الطول في الفصل الدراسي الثاني؟. وما الهدف منه؟. وماذا نريد أن نصل إليه بعد ذلك؟. ولماذا كان الفصل الدراسي الأول فيه إجازتان؟. وهل جودة التعليم تقاس بطول الفصل الدراسي؟. وهناك تساؤل.. لماذا أبناؤنا الطلاب-حفظهم الله- يتداعون فيما بينهم في مسألة الغياب- أي يتفقون على الغياب عندما تقترب إجازة رسمية مقررة من الدولة؟ هل هناك ملل وتذمر من طول الفصل الدراسي الثاني من قبل طلابنا-حفظهم الله-؟ وهذا الذي نسمعه من الكادر التعليمي عندما نلتقي بهم يقولون ذلك بكل صراحة ومن أولياء الأمور كذلك. وهل إجازة عيد الفطر تم إدراجها كإجازة طلابية في هذا الفصل؟ هذه إجازة رسمية من الدولة للجميع وهذا الرد سمعته من أحد أولياء الأمور عندما تناقشنا في موضوع ما أطوله من فصل دراسي!. وفي نهاية شهر رمضان قال لنا أحد أولياء الأمور بالحرف الواحد «الكورس الدراسي طويل»!. قال لي أحدهم أين مجلس الشورى الموقر لماذا لا يتدخل؟ أليس هو صوت المواطن الذي انتخبه ونبض الشارع؟. فقلتُ له: اسألهم لماذا تطرح عليّ السؤال؟ فسكت صاحبنا. وما أتينا به هنا ما هو إلا ما نسمعه ويقال لنا لعله يجد صدىً وتفاعلاً وألاّ يتكرر في العام الدراسي القادم 2024/ 2025. ذكرنا أحدهم بأيام الطيبين (جيل لوّل) فقال «كان العام الدراسي يبدأ في شهر سبتمبر من كل عام دراسي، وإجازة الربيع كانت في شهر يناير لمدة أسبوعين، وتبدأ الدراسة بعد ذلك في شهر فبراير، ومعلوم مواعيده لدى الجميع دخل عليه شهر رمضان والأعياد لا يتغير شيء من العام الدراسي، وكانت الإجازة الصيفية مدتها ثلاثة أشهر ويزيد، والكل كان (مستانس ومرتاح) من هذه الإجازة الصيفية الطويلة، والجميع كان يأخذ راحته من معلمين وطلاب وأولياء أمور، والأسر على بساطتها وطيبة حياتها». «ومضة» كم نحن نحتاج إلى استقرار في انتظام مواعيد الدراسة كما كان في زمن الطيبين؟!. وكم نحن بحاجة إلى إعادة تحبيب طلابنا في المدارس؟ هل هذا صعب؟؟!.
1437
| 18 أبريل 2024
رمضان شهر الدروس والمعاني والمشاهد الحية النافعة، واستحضار واستشعار عظمة هذا الدين، فهو يعلّمنا ويرشدنا إلى كل خير. وما أكثر دروسه ومعانيه وأشواقه...!. * علّمنا رمضان.. أن القرآن الكريم خير صاحب في هذه الحياة فلا نهجره بعد رحيل رمضان، فليكن لنا زاد يومي وصحبة!. * علّمنا رمضان.. أن التقوى خير زاد في أوله وفي نهايته، فهي زادنا في حركة حياتنا. * علّمنا رمضان.. المحافظة على الصلوات الخمس بالمسجد وفي أوقاتها وخاصة صلاة الفجر. وما أجمل المشي لها في ظلمة الليل!. فلا تتخلّف عنها يا من كنتَ تحافظ عليها في رمضان!. * علّمنا رمضان.. أن نمسك ألستنا عن الغيبة والنميمة واللمز والغمز وفحش الكلام وكل ما هو سيئ في حركة حياتنا، وأن نأتي عليه بخير الكلام أو أن نصمت، فذلك أسلم لنا!. * علّمنا رمضان.. أن نَصِل أرحامنا بأية وسيلة فلا عذر لنا من القطيعة وإحداث الشروخ!. فلنمد الأيدي تصافحاً ومحبة وبقلب سليم!. * علّمنا رمضان.. أن بين النصر «معركة بدر الكبرى» وبين «فتح مكة» ما هي إلا سنوات الانتظار والصبر، وتأتي بعد ذلك مواطن العزة والتمكين بإذن الله. * علّمنا رمضان.. أن نفرح بالعيد بضوابط الشرع المحكم، فلا نتخلف عن هذه الضوابط بحجة أنها أيام عيد وفرحة. رمضان وبعد انقضائه يقول لكَ لا!. * علّمنا رمضان.. أن الصوم له سبحانه وتعالى وهو يجزي به «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي، وأنا أجزي به». فما أكرم فضلك وإحسانك وعظيم جزاك!. * علّمنا رمضان.. أنه لا خير في الحسد والغل والشحناء والبغضاء وإقامة المعارك على توافه الدنيا. * علّمنا رمضان.. أن نعظم شعائر الله كل التعظيم والإجلال، فهو يقول لنا لا تجزئة في ديننا ولا أنصاف!. * علّمنا رمضان.. أن نعيش أحداث أمتنا أفراحها وأتراحها، وأن الخير قادم بإذن الله. * علّمنا رمضان.. أن التغافل والتغافر هو جمال وسياج مسيرتنا وعلاقاتنا في الحياة، قال الإمام سفيان الثوري رحمه الله «ما زال التغافل من فعل الكرام». * علّمنا رمضان.. أن قيمة الانضباط سارية في حركة حياتنا وتسير وفق شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكما قيل «رمضان ميدان التجربة والتطبيق» فما أروعها من تجربة وما أجمل ذلك التطبيق!. * علّمنا رمضان.. أن مواسم الطاعة فرص وأي فرص، تأتي علينا فإذا لم نستثمرها، فلا ندري ما يُعرض لنا في قادم الأيام!. «ومضة» حط رحالك على مشاهد وأشواق رمضان.. فرمضان يُعلّمنا!.
2589
| 11 أبريل 2024
مقال انتشر على نطاق واسع وكان له تأثير وأثر وصدى وحمل عنواناً مؤثراً «عند موتي لن أقلق..»، مقال يستحق النشر والقراءة بجدارة، والتوقف عنده، من الحاكم والمحكوم، والرجل والمرأة، وأصحاب المناصب والمسؤوليات، واللاهثين وراء الشهرة، والباحثين عن السراب، وجامعي الأموال وآخذي حقوق الناس ولم يرجعوها، وأصحاب المظاهر والنفخة. ونأتي عليها هنا من باب الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها، فيا لها من كلمات ومعانٍ تحمل الخير والنصح!. فواشوقاه لمن ينشر الخير وينصح ويوجه في مجتمعه ولأمته!. يقول الكاتب رحمه الله «عند موتي لن أقلق، ولن أهتم بجسدي البالي، فإخواني من المسلمين سيقومون باللازم وهم يجردونني من ملابسي يغسلونني يكفنونني يخرجونني من بيتي يذهبون بي لمسكني الجديد وهو القبر، وسيأتي الكثير لتشييع جنازتي.. بل سيلغي الكثير منهم أعماله ومواعيده، لأجل دفني، وقد يكون الكثير منهم، لم يفكر في نصيحتي يوما من الأيام. أشيائي سيتم التخلص منها مفاتيحي كتبي حقيبتي أحذيتي ملابسي وهكذا، وإن كان أهلي موفقين، فسوف يتصدقون بها لتنفعني. تأكدوا بأن الدنيا لن تحزن عليّ ولن تتوقف حركة العالم، واﻻقتصاد سيستمر، ووظيفتي سيأتي غيري ليقوم بها، وأموالي ستذهب حلالاً للورثة. بينما أنا الذي سأحاسب عليها! القليل والكثير النقير والقطمير، وإن أول ما يسقط مني عند موتي هو، اسمي! لذلك عندما أموت سيقولون عني: أين الجثة ولن ينادوني باسمي! وعندما يريدون الصلاة عليَّ، سيقولون: احضروا “الجنازة”! ولن ينادوني باسمي! وعندما يشرعون بدفني، سيقولون قربوا «الميت»، ولن يذكروا اسمي! لذلك لن يغرني نسبي، ولا قبيلتي، ولن يغرني منصبي، ولا شهرتي! فما أتفه هذه الدنيا، وما أعظم ما نحن مقبلون عليه! فيا أيها الحي الآن. اعلم أن الحزن عليك سيكون على ثلاثة أنواع: الناس الذين سيعرفونك سطحيًا سيقولون مسكين، أصدقاؤك، سيحزنون ساعات، أو أيامًا، ثم يعودون إلى حديثهم، وضحكهم، الحزن العميق في البيت؟ سيحزن أهلك أسبوعا، أسبوعين، شهراً، شهرين، أو حتى سنة. وبعدها سيضعونك في أرشيف الذكريات! انتهت قصتك بين الناس وبدأت قصتك الحقيقية وهي الآخرة لقد زال عنك الجمال والمال والصحة والولد، فارقت الدور والقصور والزوج، ولم يبق معك إلا عملك، وبدأت الحياة الحقيقية...» وانتهت قصتك في الحياة . «ومضة» جزى الله خيراً كاتب هذه الكلمات ورحمه الله وجعلها صدقة جارية له.. يرحل الجسد ويبقى الأثر!.
3093
| 28 مارس 2024
ولك أن تفرح! ولماذا لا تفرح؟ نقول لك افرح فأبواب الفرح بين يديك وتستقبلك.. فعطاء الله الكريم لا منتهى ((قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)). واستمد التوفيق منه سبحانه وأنت تأتي على مشاهد الفرح فهو الكريم الموفق لكل خير. افرح «وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقى ربه فرح بصومه». واصنع من هذا الفرح مشاهد الخير لحياتك وما أجملها من مشاهد تُسرك !. افرح وأنت تقرأ كتاب ربك!. افرح وأنت تختم هذا الكتاب الخالد الكريم!. افرح وغيرك محروم من قراءته! افرح وغيرك موغل في التفاهات منشغل عن صحبته وفاته الفرح به ومعه!. وكما يقول أهل الاختصاص «الفرح لذة في القلب بإدراك المحبوب». فأنت مع محبوب وأي محبوب إنه كتاب ربك سبحانه وتعالى!. ولك أن تقرأ هذا المشهد النبوي المحفّز، فكم فيه من المسارعة والأفراح والأشواق!. فعن موسى بن علي، قال: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قال: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ، فقال: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ، أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ، فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ. فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! نُحِبُّ ذَلِكَ! قَالَ: أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ! وَثَلَاثٌ؛ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ! وَأَرْبَعٌ؛ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ! وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الْإِبِلِ». فهذا الكتاب الخالد المبين نزل لهدايتنا وتأهيلنا لحركة الحياة والسير فيها ((أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ )). إنه هداية للناس أجمعين!. افرح وأنت تصلي مع إمام المسجد ولا تنصرف حتى ينصرف!. إنه مشهد من مشاهد استثمار الفرص، فلا تحرم نفسك من هذا الفرح!. «مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ «. فلا تشغلك الدنيا وشهواتها ومجالسها ومنصات التواصل وأصابعك تنقلك من موقع إلى موقع أخر عن هذا الفرح!. افرح وأنتَ تعيش وتصاحب هذه المعاني والتوجيهات النبوية الكريمة، «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه»، «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه»، «من قام ليلة القدر إيماً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه». كل هذه مساحات للفرح وإدراك الفرص المهيئة لك. افرح وأنت تُفطر صائماً « مَنْ فَطَّرَ صَائمًا، كانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أجْر الصَّائمِ شيءٍ». ما أجمل هذا المشهد من الفرح!. إنها مساحات الفرح بين يديك فلا تتركها وعش معها ولا تتوانى عن اغتنامها.. إنه الفرح!. افرح إنه قريب منك وارفع يديك إليه وأقبل عليه سبحانه وتعالى ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ))، وجاء عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال «جِدوا بالدعاء، فإنه من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له». إنه الفرح وأي فرح!. «ومضة» افرح «وستأتي أيام الفرح ولو طالت مواعيد الانتظار»!.
1524
| 21 مارس 2024
يُعيد صياغة الإنسان من جديد في أجمل صياغة إن أراد.. يلامس ويحرك القلوب والعقول والجوارح إلى التغيير الإيجابي وفق شرع الله تعالى.. يبني القيم في مساحات الحياة وما أروعه من بناء.. يعيد التصورات والأفكار وفق منهج الله سبحانه وتعالى وهدي خير الرسل صلى الله عليه وسلم.. يغرس فينا التقوى ويقويها لتكون صمام الأمان لسير في هذه الحياة ((لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ)). قال رجل لأبي سعيد الخدري رضي الله عنه»أوصني يا أبا سعيد، قال: عليك بتقوى الله، فإنها رأس كل شيء».. فيه من المشاهد والمباهج والأفراح والبشائر والعزة والنصر ((قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)).. وفيه ينادي» وينادي منادٍ: يا باغي الخير « يقول الإمام الكرماني رحمه الله «أي: طالب الثواب»، «أقبل» أي: ارجع وتعال واطلب الثواب بالعبادة، فإنك تُعطى ثواباً كثيراً بعمل قليل، وذلك لشرف الوقت». «ويا باغي الشر أقصر» أي: يا من سعى بالمعاصي اتركها، وتب وارجع إلى الله تعالى». وما أجمل هذه المناداة في أيام هذا الشهر، شهر التربية والاستثمار والتحوّل إلى التغيير العملي المثمر، وكذلك تصحيح المسار وخريطة الطريق للفرد والأمة!. فيه كذلك أنه يمنحنا الفرص لاغتنامها وكيفية التعامل معها، وأن لا تضيع علينا في هذا الشهر أو نحن نضيعها، وهي ميدان كبير لا يعرفه ولا يكون فيه إلاّ أصحاب الهمم.. ويزرع فينا قيمة الإخلاص في أعمالنا ونحن نسير في مساحات الحياة وما يشوبها ما يعكر صفو هذ الإخلاص، قال يوسف بن الحسين الرازي رحمه الله « أعز شيء في الدنيا الإخلاص...»، وقال الربيع بن خثيم رحمه الله «كل ما لا يبتغي وجه الله يضمحِلُّ». ويدربنا على قيمة العطاء وله صور كثيرة، «وكان أجود ما يكون في رمضان» صلى الله عليه وسلم، ولك أن تتخيل هذا المعنى الذي يحمله معلّم الناس الخير في مساحات العطاء!. ويدعونا إلى الانضباط والالتزام والتخلي عن كل ما يفسده، «من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه». «إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ،». فهيئ نفسك وجوارحك على الانضباط والتحلي بكل ما هو جميل ويحفظ صيامك وأوقاتك!. فأنت تقدر بكل تأكيد لأنك استشعرت كل هذه المعاني الحية من الصوم!.. ويعلمنا ويذكرنا أن لنا أخوة في العقيدة يدافعون عن الأرض المقدسة في غزة العزة وعلى كل تراب فلسطين المباركة ضد مغتصب سارق نازي صهيوني مجرم، وأن نقف معهم بما نستطيع، ونحن والحمدلله نستطيع، فلنكن على هذا الثغر ثغر النصرة !. «ومضة» إذا لم ندرك المعاني الحية من الصوم ونأتي عليها في واقعنا الفردي والمجتمعي فقد فاتنا الخير الكثير!. إنه الصوم!.
372
| 14 مارس 2024
ما هي إلا ساعات ويقدم علينا ضيف عزيز كريم وأي ضيف هذا، ضيف بهي الطلعة، مؤنس الجلسة، يحرك القلوب والمشاعر، ويهذب التصرفات والأفعال والعادات التي اعتدنا عليها طوال العام، ويبعث في النفس الطمأنينة والراحة، ويقوي العلاقات ويربطها بالله تعالى. ضيف خفيف الظل وليس بثقيل أبداً، ضيف يصحب معه الخيرات والعطايا والهدايا والجوائز من أول يوم يدخل علينا إلى أن يغادر ويرحل عنا. ضيف يذكرنا بجميل الأخلاق والصفات وكيف نعيش معها، ويغرس فينا القيم وكيف نحسن التعامل معها، ويحمل لنا الرسائل الإيمانية والتربوية التهذيبية، وما هذا الضيف إلا ضيف خير ومدرسة متكاملة في جميع المجالات. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة». فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم معلم الأمة الخير كيف يكون مع هذا الضيف العزيز. وكيف لا نستبشر بهذا الضيف العزيز ونفرح بقدومه علينا، فهذا فضل من الله تعالى علينا، (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ). فكم فيك أيها الضيف من خيرات! وكم فيك أيها الضيف من مباهج وأفراح! وكم فيك أيها الضيف من جمال! وكم فيك أيها الضيف من تغيير لنا إذا أحسنا التعامل معك! وكم فيك أيها الضيف من تذكير لنا لنكون مع ربنا سبحانه وتعالى! (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ). وكم فيك أيها الضيف من فأل ومساحات أمل والتغيير والعودة للحياة بأجمل صورها وفق شرع الله تعالى! وكم فيك أيها الضيف من تحفيز لنا على العطاء! وإنك أيها الضيف العزيز لتذكرنا بأهلنا في غزة العزة على وجه الخصوص وبكل أرض فلسطين المباركة-حفظهم الله- لنكون معهم إنفاقاً وعطاءً دون توقف، فهذا الضيف يحثنا على ذلك. والكيس الفطن فينا من يستقبل ويبادر هذا الضيف بكل حفاوة وترحيب بأحسن ضيافة، ويستمتع ويأنس بصحبته وما يفيضه من خيرات وجمال في الليل والنهار طوال إقامته بيننا، ويبتعد كل البعد عن كل ما يسيء إليه ويغضب هذا الضيف الغالي، «رغِم أنفُ امرئٍ أدرك رمضانَ فلم يُغفرْ له، قُلْ: آمين، فقلتُ: آمين،...». «ومضة» فأنعم وأكرم بهذا الضيف الغالي!.
1626
| 07 مارس 2024
مسكين إنسان هذا العصر! يحاصرونه منذ سنوات وسنوات ويقولون حقوق الإنسان.. يقتلونه على مرأى ومسمع العالم وينادون بحقوق الإنسان.. يشردونه من أرضه ويعقدون له مؤتمرات وندوات ولقاءات وكلمات منمقة لحماية حقوق الإنسان.. يتطاولون على الشيوخ كبار السن والأطفال قتلاً وتشريداً وجراحات ويأتون بحقوق الإنسان.. يأخذون أرضه ويسلّمونها لمن لا أرض له ولا مكان له إلا الشتات، ثم يدعون أنهم المدافعون عن حقوق الإنسان.. يقصفونه بجميع الأسلحة ويدمرون أبنيته ومستشفياته ومدارسه ومساجده ثم تعلو أصواتهم النشاز لنصرة هذا الإنسان وحقوقه.. يجوعونه ويمنعون عنه الدواء وأبسط أمور الحياة والعيش ولا يتحركون لتوفير مقومات حياة هذا الإنسان.. يقفون مع العدو الغاصب الظالم الغاشم النازي المجرم ويساندونه في كل محفل بكل صفاقة وخسة ودناءة ولا يقفون مع المظلوم المشرّد صاحب الحق الواضح الإنسان في غزة وكل أرض فلسطين المباركة ويأتي منهم من دعاة حقوق الإنسان يقول «من المهم اليوم أكثر من أي وقت مضى التذكير بأن حقوق الإنسان عالمية وغير قابلة للتجزئة، وأن جهودنا للدفاع عنها لا يمكن أن تتوقف أبداً». كلمات تضحك وللتسويق الإعلامي الفضائي، فأي حقوق إنسان؟!. حقوق الإنسان والدفاع عنها لكم وحدكم تم خياطتها وحياكتها عندكم لشعوبكم ومجتمعاتكم، أما الغير فليس لهم حقوق من يدافع عنها وينتصر لها، فهذا هو الواقع في عصر العنصرية والتجزئة والاستبداد العالمي والكيل بكل المكاييل!. يقول نيتشه فيلسوف الغرب «الضعفاء العجزة يجب أن يُفْنَوْا! هذا هو أول مبدأ من مبادئ حُبِّنَا للإنسانية! ويجب أيضًا أن يُساعَدوا على هذا الفناء». هذا هو منطقهم وفلسفتهم وواقعهم في التعامل مع الإنسان حتى ولو كان ضعيفاً ومن غير جنسهم ولونهم ووطنهم. ألا ما أحقرها من حضارة مادية عنصرية صرفة!. وما أجبن وعور فلاسفتها أدعياء الحضارة المادية والتقدم الإنساني الأعور!. وأكبر شاهد على ذلك ما يحدث في غزة العزة الحرة الأبية، بانتهاك واضح وصارخ لحقوق الإنسان، وهذا العدوان شكل من أشكال الفساد والإرهاب المدعوم من قبل أدعياء حماة حقوق الإنسان المرتزقة، فأي حقوق إنسان؟!. فحقوق الإنسان وهم وقوانينها لا تطبق، فهي كتب زينة وترف جامعي دراسي عقيم، لا يؤتى بها على الحقيقة والواقع، صدعتم رؤوسنا بكثرة حديثكم عن حقوق الإنسان، فأي إنسان تقصدون؟!. وأي حقوق إنسان تنادون بها وتدافعون عنها؟!. «ومضة» ومن يلهث وراء أدعياء حقوق الإنسان كمن يجري للسراب ولن يجده أبداً!.
702
| 29 فبراير 2024
مساحة إعلانية
يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي...
996
| 18 ديسمبر 2025
لم يكن ما فعلته منصة (إكس) مؤخرًا مجرّد...
909
| 16 ديسمبر 2025
يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها...
693
| 15 ديسمبر 2025
السعادة، تلك اللمسة الغامضة التي يراها الكثيرون بعيدة...
666
| 14 ديسمبر 2025
يُعد استشعار التقصير نقطة التحول الكبرى في حياة...
624
| 19 ديسمبر 2025
إنه احتفال الثامن عشر من ديسمبر من كل...
600
| 18 ديسمبر 2025
في عالمٍ تتسارع فيه الأرقام وتتناثر فيه الفرص...
588
| 14 ديسمبر 2025
يأتي الاحتفال باليوم الوطني هذا العام مختلفاً عن...
549
| 16 ديسمبر 2025
هنا.. يرفرف العلم «الأدعم» خفاقاً، فوق سطور مقالي،...
546
| 18 ديسمبر 2025
لقد من الله على بلادنا العزيزة بقيادات حكيمة...
495
| 18 ديسمبر 2025
-إعمار غزة بين التصريح الصريح والموقف الصحيح -...
438
| 14 ديسمبر 2025
يُعَدّ علم الاجتماع، بوصفه علمًا معنيًا بدراسة الحياة...
426
| 15 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية