رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

حروف

وما الكلمات إلاّ من حروف!. فجميل أن نأتي بكلمات حروفها فيها من المباهج والأفراح والمشاعر الإيجابية سواءً بالبوح بها أو بكتابتها ونشرها والدفع بها. فهناك كلمات حروفها تدلك على كل خير، وكلمات حروفها قد توصل صاحبها للشر فانتبه يا رعاك الله!. وما أروع الحروف ومكانتها حين تكون كلماتها تبني إنساناً ومجتمعاً وأمة وتذود عن مقدساتها!. وبعض الحروف كضغط الزنادِ تصيب القلوب وتدمي المُقل وبعض الحروف كشرب الدواء تداوي الجروح وتشفي العلل فكم من حرف في كلمة رفع!. وكم من حرف في كلمة خفض!. وكم من حرف في كلمة أسعد وأبهج!. وكم من حرف في كلمة أحزن وأشقى!. وكم من حرف في كلمة أتى بميلاد فجر جديد!. وكم من حرف في كلمة أصلح ((والصلح خير))!. وكم من حرف في كلمة قطّع الوصال وزاد في القطيعة!. وكم من حرف في كلمة أطفأ ناراً كانت ستأكل الأخضر واليابس!. وكم من حرف في كلمة أشعل ناراً وأتت على كل جميل فأحرقته! نسأل الله السلامة. وكم من حرف في كلمة أفرح وفرح الجميع به!. وكم من حرف في كلمة أحزن على من سمعه!. وكم من حرف في كلمة داوى العليل!. وكم من حرف في كلمة زاد المرض على صاحبه وأتعبه!. وكم من حرف في كلمة أنصف!. وكم من حرف في كلمة أكل حقوق الآخرين فلا نامت أعين سراق حقوق الغير!. وكم من حرف في كلمة أتى بأفراح ومباهج ومشاعر طيبة!. وكم من حرف في كلمة أتى بمكدرات ومشكلات!. وكم من حرف في كلمة بث الفأل ومفاتيح الأمل!. وكم من حرف في كلمة نشر التشاؤم وسوداوية الأيام!. وكم من حرف في كلمة زرع المحبة والألفة!. وكم من حرف في كلمة أحدث الشقاق والنزاع!. وكم من حرف في كلمة كتب خارطة الطريق فأحسن المشي راسمها!. وكم من حرف في كلمة كتب خارطة الطريق فلم يحسن واضعها المشي فيها فأضاع طريقه وسوّف!. وكم من حرف في كلمة أغاث وواسى!. وكم من حرف في كلمة أتى بالحزن والكآبة!. وكم من حرف في كلمة عكر مزاج وأفسد ذلك اليوم عليه!. وكم من حرف في كلمة صنع الخير وأتى على موارد الخير!. وكم من حرف في كلمة صنع شراً وفساداً فجرّ على صاحبها الوبال والهلاك!. وكم من حرف في كلمة دافع عن حق وعن مظلومين وقع عليهم الظلم بكافة أشكاله وما زال!. وكم من حرف في كلمة وقف مع الظالم بل وناصره ودعمه، ألا بئس ما يصنعون أولئك!. وكم من حرف نطق به لسان إنسان فأفرح من حوله وبالمقابل أجرح وزادت جروح من حوله!. وما أجمل حروف الكلمات النبوية «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت». عوّد لسانك قولَ الخير تحظ به إن اللسان لما عوّدت معتاد «ومضة» وخير الكلام قليل الحروف كثير القطوف بليغ الأثر

2241

| 25 يوليو 2024

ورحل الدكتور علي بن محمد اليوسف رحمه الله (2-2)

الحديث عن جيل الطيبين حديث ممتع وذو شجون، وما أجمله من حديث!. والخال الدكتور علي بن محمد اليوسف هو كذلك رحمه الله، فقد عرف عنه حرصه الشديد على صلة الرحم، ومتابعة أحوال أسرته وعائلته الكبيرة في قطر والسعودية، فتجده دائماً متواجداً في المناسبات أفراحها وأحزانها. ويدهشك تواضعه واحترام الصغير والكبير له. عاش من أجل خدمة وقضاء حوائج الآخرين، وكان يُحسن إلى الجميع حتى لمن يُسيء إليه ومن قصّر في حقه، تشعر أنه الأخ الأكبر للجميع رحمه الله. فهو أب للجميع وصمام أمان لهم ومصدر ثقة واعتماد، ويحترم الصغير ويُجلّ الكبير من إخوته رحم الله من رحل وحفظ الله من بقي من الأخوال (عبدالواحد وإبراهيم وعبدالعزيز) متعهم الكريم بالصحة والعافية وطول عمر في طاعته، وكان دائماً موافقاً لهم لا معارضاً، وحريصاً على الألفة والتراحم والتماسك، حتى مع أبناء إخوانه وأخواته كان لهم أباً وأخاً وصديقاً حميماً، ودائماً ما يبادر بالاتصال والاطمئنان عليهم وقضاء حوائجهم، فرحمك الله أيها الغالي الخال الوالد علي رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته. وكانت هناك رابطة قوية بينه وبين إخوانه، فإذا جلسوا مع البعض يتحدثون عن أيام مضت من حياتهم في قطر وصبيخه، وعلاقته رحمه الله مع شقيقه الوالد الخال إبراهيم - حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية - علاقة حميمية وقريبة جداً، وكلاهما كانا حريصين كل الحرص على متابعة أحوال بعضهم البعض حتى في سفرهم، فقد كان أخوه إبراهيم دائم التواصل مع أبناء أخيه الدكتور علي رحمه الله ويسأل عنه وعن أحواله. وكان الخال علي رحمه الله دائماً يأمر أبناءه بإطلاع عمهم إبراهيم على أحواله والمستجدات فترة مرضه. وكانوا كإخوة دائماً في رفقة مع بعضهم البعض في الزيارات وتأدية الواجب وصلة الأرحام، وكل واحد منهم يحرص على رفقة الآخر، والخال علي رحمه الله كان لا يتعدى أخاه (الخال) إبراهيم حفظه الله لأنه يكبره سناً، والخال إبراهيم يقدّر كثيراً تواجد أخيه الدكتور علي رحمه الله. وعرفه كل من عايشه وصحبه بطيبة قلبه وبأخلاقه من غير تكلف، وبهدوئه وتواضعه، وبابتسامته التي لا تفارقه، وحسن تعامله وحبه لعمل الخير ومساعدة الناس ولا يتردد في ذلك. أوصى رجلٌ بنيه فقال لهم «يا بني عاشروا الناس معاشرةً إن غبتم عنهم حنوا إليكم، وإن متم بكوا عليكم». ويا جمال شهادة الناس لك بالخير والذكر الطيب وثناءهم عليك -رحمك الله. وللدكتور علي رحمه الله من المواقف الكثير في خدمة ورعاية المرضى، منها: الأولى: أحدهم أصيب ابنه بحادث سيارة وأصبح مقعداً ويحتاج إلى علاج طبيعي في مستشفى آخر غير مستشفى اليوسف، وكان محتاجاً إلى سيارة إسعاف تنقل ابنه من البيت إلى المستشفى للعلاج الطبيعي، فذهب للدكتور علي رحمه الله وطلب منه المساعدة فخصص له سيارة إسعاف مع اثنين من الممرضين في أي وقت يحتاجهم يتصل عليهم ويأتون إليه للبيت للذهاب بابنه إلى المستشفى الآخر وليس مستشفى اليوسف، ورفض الدكتور علي رحمه الله أن يأخذ أي مقابل مادي على ذلك. الثانية: وهذا موقف لأحد الشباب تخرج بدبلوم في المختبرات الطبية وتوظف في مستشفى اليوسف، وكان الوالد الدكتور علي رحمه الله يحفزه بأن يجتهد ويلتحق بالمستشفيات الحكومية، لأنها أفضل مستقبلاً من مستشفيات القطاع الخاص، فلم يفكر رحمه الله في مصلحة مستشفاه وأنه موظف يعمل فيه، وإنما كان رحمه الله حريصاً على مستقبله وكأنه أحد أولاده. قال عنه ابنه أحمد - حفظه الله- عن والده «رحل عنا سندي وقدوتي وقوتي والدي الغالي الدكتور/ علي بن محمد اليوسف رحمه الله رحمة واسعة. وتبقى الذكريات الجميلة والنصائح المفيدة التي لها أثر جميل في حياتي. عاش يكابد الحياة، مرض بصمت ورحل بابتسامة رحمه الله. وماذا أقول عن نقاء قلبه ووفائه واحترامه لأسرته الصغيرة وعائلته الكبيرة حتى لمن يسيء إليه؟ وماذا أقول عن الألم الشديد الذي يعتصر قلبي بفقده؟ اللهم ارحم والدي واغفر له واجمعنا به في جنات النعيم». «ومضة» اللهم اجعل مرضه الذي غادر به الحياة كفارة له ورفعةً لدرجاته. اللهم اكتبه عندك من الصالحين والصديقين والشهداء والأخيار والأبرار، اللهم اكتبه عندك من الصابرين وجازه جزاء الصابرين. اللهم إن الخال الولد علي بن محمد اليوسف في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِ من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر له وارحمه، فإنك أنت الغفور الرحيم. اللهمّ بشّره بقولك «كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأيَّامِ الْخَالِيَةِ». اللهم شفّع فيه نبينا ومصطفاك محمدا صلى الله عليه وسلم، واحشره تحت لوائه، واسقه من يده الشريفة شربةً هنيئةً لا يظمأ بعدها أبداً. اللهم آمين.

1038

| 18 يوليو 2024

ورحل الدكتور علي بن محمد اليوسف رحمه الله (1-2)

المصاب جلل، والفقد عظيم، ولماذا نقول هذا؟ لأن الراحل رحمه الله من جيل الطيبين بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان ومساحات جميلة ولهم مكانة في القلوب. ومع كل هذا لا نقول إلا ما يرضي ربنا «إنا لله وإنا إليه راجعون»، اللهم أجرنا في مصيبتنا. ففي مساء يوم الثلاثاء الثالث من شهر الله المحرم 1446 من الهجرة الموافق التاسع من يوليو 2024 من الميلاد، رحل الخال الوالد العزيز الحبيب إلى القلوب الدكتور علي بن محمد اليوسف (خال الوالدة) متعها الله بالصحة والعافية وطول عمر في طاعته، بعد مرض عاش معه فكان محتسباً صابراً على ما أصابه وكتبه الله عليه. ففي الحديث «من يُردِ اللهُ به خيراً يُصبْ منه». فسبحان من جمّل الخال الدكتور علي بالصبر والاحتساب على ما أصابه من مرض. والصبرُ مثـــــــــــــلُ اســــــــــــمه مرٌّ مذاقـــــــــــــه ولكـــــــــن عواقبــــــــــه أحلى من العســــــــلِ وكانت الصلاة عليه رحمه الله يوم الأربعاء بعد صلاة المغرب في جامع خادم الحرمين الشريفين بحي الإسكان (مدينة الخبر) وتم دفنه بمقبرة الثقبة رحمه الله رحمة واسعة. والدكتور علي اليوسف رحمه الله من مواليد ارميلة الوكرة 1360 من الهجرة 1941 من الميلاد، نشأ في بيت علم وصلاح وكرم وتواضع ومحبة للناس، وتعلّم القرآن على يد والده الشيخ محمد بن يوسف رحمهم الله في ذلك الوقت. وارتحل مع والده وإخوته عام 1366 من الهجرة 1946م من الوكرة إلى (مدينة الخبر)، وقد كان الخال علي رحمه الله باراً بوالديه، وملازماً لوالده عندما ضعف بصره وأصبح غير قادر على الإمامة وتحفيظ القرآن في جامع النجدي إلى أن توفاه الله سنة 1381 من الهجرة 1961م رحمه الله. فما أجمله من بر. والفقيد الغالي الدكتور علي رحمه الله أحب الطب ودراسته، فدرس طب الأسنان في شركة أرامكو عام 1375 من الهجرة 1966م في محافظة رأس تنورة عام 1382 من الهجرة 1962م، وفي نفس العام توجه إلى أمريكا ليكمل دراسة طب الأسنان، وتخرج في جامعة جورجيا بدرجة بكالوريوس «طب الأسنان «عام 1399 من الهجرة 1978م. وبعد عودته من الدراسة 1402 من الهجرة 1981م، قام شقيقه الخال عبدالواحد بن محمد اليوسف - حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية - بإنشاء مستوصف اليوسف في مدينة الخبر عام 1403 من الهجرة 1982م بتأسيس وإدارة كاملة من قبل الدكتور علي رحمه الله كطبيب عمل فيه، ومدير عام للمستوصف حتى عام 2022م. وقد تجلى دوره رحمه الله في عدة جوانب على مستوى الرعاية الصحية، وكان له نشاط خيري ملموس بدعمه للأنشطة الاجتماعية والخدمات الإنسانية، وله رحمه الله بصمات لا تنسى في العمل الإنساني من مساعدة المحتاجين وتسهيل شؤون المرضى، وتفقده لحالات المرضى حتى أيام تعبه رحمه الله. وصدق شوقي رحمه الله حين قال: دقـــــــــــــــــاتُ قلب المـــــــــــــــرء قائلة لـــــــــــــــــه إن الحيــــــــــــاةَ دقــــــــــائقٌ وثـــــواني فارفع لنفســـــــــك بعد موتك ذكرهــــــــــــــا فالذكــــــــــر للإنســـــــــانِ ُ عُمـــــــرٌ ثــــــاني «ومضة» رحل الخال الدكتور علي (أبو محمد) رحمه الله ويبقى أثر رحليه وتبقى مواقفه ومساحات عطائه ماثلة لمن عاشره وعاش معه والذكر الجميل.

2271

| 16 يوليو 2024

غزة وتلك الأيام

غزة العزة والإباء وعام هجري جديد أقبل عليها 1446هـ، وعام هجري مضى 1445هـ، وتلك سنة من سنن الله تعالى في كونه، عام أتى وغزة وأهلها أهل العزة والكرامة والتضحيات والصمود في وجه الباطل والعدوان النازي الفاشي ومن أعوان الصهاينة الجبناء، عدوان لا يستقوي إلاّ على الضعفاء من النساء والأطفال والشيوخ كبار السن وعلى المرضى، ولا ينفث غضبه وحقده وكره المتأصل فيه إلاّ على المستشفيات والمدارس والمساجد وبيوت الآمنين العزّل الكرام، وهذا هو ديدن الشخصية الصهيونية جبن وخور وغدر بكل ما تحمله كل كلمة من صفات ذميمة في حقهم وهي لهم في الصراع مع أهل الحق. « إنَّ الله ليُملي للظالمِ، حتى إذا أخذه لم يُفلته» فلا تظنوا أيها الطغاة أنكم بمنأى عن هذا، حتى لو طال تجبركم وطغيانكم وفسادكم وكثر بغيكم في الأرض فانتظروا!. فغزة وأهلها ومجاهدوها الأبطال الأسود في ساحات الصراع على أرض غزة العزة -خاصة- وفي كل شبر من الأرض المباركة-فلسطين- مع بني صهيون، يبعثون لأمتنا الفأل وميلاد فجر جديد في العام الهجري-بإذن الله- وبشائر ورسائل العزة والكرامة والشموخ. وما نراه اليوم من العالم-أدعياء الإنسانية- ونشاهده من أحداث ومآسٍ، ومن آلام وجراح ودماء تسيل ليل نهار وتتدفق على أرض غزة المسلمة الأبية، وآهات الأمهات، ونداء الآباء، ودموع الأطفال. ورغم كل هذا ما أروعك يا غزة !. ((ويتخذ منكم شُهداء)) دروسكم لنا وللإنسانية لم تنته ولن تنتهي!. فغزة الكاشفة والفاضحة!. فكم هي صور العزة التي تسطرها غزة!. وكم مشهد من مشاهد القوة ترسمه لنا وللإنسانية غزة!. وكم من بطولة تسجلها ويسجلها أهل غزة الأبطال الشجعان الكبار!. وكم من فأل وأمل تكتبه لنا غزة في زمن حلَّ اليأس والتشاؤم على غالب الناس!. وكم في ((لا تَدري لَعَلَّ الله يُحدثُ بعدَ ذَلك أمراً)) فيما سيأتي من خير وأفراح من غزة لهذه الأمة!. وكم من صنم حطمته غزة!.. حفظ الله غزة وأهلها والأرض المباركة فلسطين. «ومضة» كثر اشتياق وحنين الإمام الشافعي رحمه الله إلى أرض غزة والسكنى فيها، فأنشد قائلاً:- وإني لمشتاق إلى أرض غزة وإن خانني بعد التفرُّق كتماني سقى الله أرضاً لو ظفرتُ بتُربتها كحلت به من شدّة الشوق أجفاني

552

| 12 يوليو 2024

عشر نوافذ

افتح النوافذ فأنت في حديقة فيها من الجمال ما يحرّك المشاعر، ويوقظ الضمير، ويعيده إلى كل خير وراحة وطمأنينة في هذه الحياة المليئة بالشواغل والصوارف والعوارض، لا تغلق هذه النوافذ بسرعة، ولكن قف واملأ عينيك من المشاهد، وتأمل ما فيها من الروائع، فهي من دُرر الكبار صُنّاع الحياة رحمهم الله. فالنافذة الأولى فيها مشهد ينبئك أن «التجاهل صدقة جارية على فقراء الأدب». كم نحن بحاجة إلى قيمة الصدقة على فقراء الأدب في زمن كثر فيه فقراء الأدب!. والنافذة الثانية فيها مشهد جميل وهو «الواجب على العاقل إذا اعتذر إليه أخوه بجرم مضى، أو لتقصير سبق، أن يقبل عذره، ويجعله كمن لم يذنب». نعم اقبل أخاك واحضنه بحب أخوي إذا جاءك معتذراً، فلا تجعل الشيطان يفسد عليك هذا الاعتذار فأنت أكبر من ذلك. والنافذة الثالثة فيها تذكير لطيف بأصلك ويقول لك «إن أردت أن تنظر إلى نفسك، فخذ كفاً من تراب، فإنك منه خُلقت، وفيه تعود، ومنه تخرج». فعلام الكبر (ورفع الخشم والنفخة) على من حولك. تواضع فما أجمله من خلق في حركة الحياة. والنافذة الرابعة يا لروعة المشهد وجماله وهو أن «الصمت يكسب المحبة والوقار، ومن حفظ لسانه أراح نفسه». فلماذا ألسنة البعض مقاريض؟ أريحوا الألسنة من القيل والقال وفحش القول، ومن أكل لحوم الناس ونهش الأعراض فما الفائدة المرجوة من ذلك؟. والنافذة الخامسة تهبُ لك مشهدا اجتماعيا إيجابيا لابد أن نسعى له ونجعله قيمة حية « نعم المجلس: المجلس الذي تُنشر فيه الحكمة وتُرجى فيه الرحمة». هنيئاً لمن كان مجلسه موارد الخير والحكمة والصلاح والإصلاح. والنافذة السادسة مشهد يذكرك بحركة الناس في هذه الحياة والأعمال السيئة التي قد تصاحبهم «رأيت كثيراً من الناس يتحرزون من رشاش نجاسة ولا يتحاشون من الغيبة، ويكثرون من الصدقة ولا يبالون بمعاملات الربا، ويتهجدون بالليل ويؤخرون الفريضة عن الوقت، في أشياء يطول عدّها من حفظ فروع وتضييع أصول». نحتاج إلى وقفات أمام هذا المشهد!. والنافذة السابعة مشهد لابد أن يقف عنده من يحمله ويجاهر به «بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد». وما أكثر العدوان على العباد وأكل حقوقهم والتعدي عليها!. ألا من رجعة صادقة تعيد الحقوق وتنصف كل مظلوم أينما كان؟. والنافذة الثامنة من أجمل المشاهد وهي «صلاة الفجر أساس العمل وأوَّله». فما بال من يتخلّف عنها يعرف فضلها والأجور التي يحصل عليها ثم ينام ويؤخرها عن وقتها!. يُناديك المنادي يا عبدالله (الصلاة خير من النوم) ثم لا تنهض!. قم يا رجل يا عبد الله فمولاك يريدك أن تكون في المسجد وتؤديها مع جماعة المسجد. والنافذة التاسعة مشهد من مشاهد اللطف الإلهي «نحن قومٌ مساكين، لولا ستر الله لافتضحنا». سبحانك ما أعظم وجميل سترك علينا. والنافذة العاشرة مشهد من مشاهد الرحمة الإلهية « لولا مصائب الدنيا لقدمنا على الله مفاليس». سبحانك ما أعظمك وكريم فضلك الذي لا منتهى له. «ومضة» « إياك أن تدل الناس على الله ثم تفقد أنت الطريق». اللهم إنا نسألك الثبات على دينك وحياة كريمة مطمئنة في رحابك.

714

| 04 يوليو 2024

شكراً لكم

خُلق يحمل الكثير من المعاني والإنصاف والمشاعر والمكافأة، إنها قيمة شكر الناس، شكر الأفراد أو المؤسسات سواءً الحكومية وغيرها على ما يقدمونه من خدمات وتسهيلات لكل من له معاملة أو مراجعة أو سؤال، وصدق معلم الناس الخير حين حثنا ووجهنا وأرشدنا إلى خلق شكر الناس، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ». وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ: جَزَاكَ اللَّهُ خيراً. فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ». قال الحافظ المناوي رحمه الله «ومعنى جزاك الله خيراً أي أطلب من الله أن يثيبك خيراً كثيراً». وهنا مجموعة من رسائل الشكر نرسلها للأفراد والجهات الحكومية وغيرها، سواءً كانت منا أو من قال لنا أشكرهم على يبذلونه من خدمات وتيسير أمور الناس وتسهيل كل إجراء. * شكراً لكل معلم أدى الأمانة (مهنة التعليم) على أكمل وجه، وقام بحقها حق القيام، فكان الأثر الطيب على طلابه بعد نهاية العام الدراسي. أما المقصر فنقول تدارك أمرك أو ارحل عن هذه المهنة، فهذه المهنة أم المهن عالية القدر والمكانة!. * شكراً لكل طبيب استقبل مرضاه بكل أمل وتفاؤل وبكلمات طيبة، وقام بحق المهنة خير قيام، فله كل الشكر والعرفان. * شكراً لكل من يستقبل المراجع بالود والتحية والابتسامة، ويرشده بالشكل الصحيح أين تكون معاملته ولم يقطب في وجهه، حتى ولو كان بالاتصال الهاتفي، فالعلاقات العامة والاتصال في كل وزارة أو مؤسسة هي العنوان الحقيقي والواجهة الأولى لها، فوظفوا فيها من يكون لها مناسباً!. فالدين المعاملة. * شكراً لكل مسؤول يتبوأ منصباً وعرف أن المناصب لا تدوم لواحد ولم يرفع (خشمه) عليهم، وقام بمسؤولياته خير قيام وأحبه الجميع وذُكِر بالخير الآن وبعد رحليه عن منصبه. فانتبه أيها المسؤول وتدارك أمرك!. * شكراً للجهة المسؤولة عن اللوحات الإرشادية الرقمية التي تنبه مرتادي الطرق والتي نراها في الطرق السريعة (فكرة موفقة). * شكراً لكل موظف قام بمهام وظيفته خير قيام وأنهى معاملات الناس بالشكل المطلوب وبالسرعة فارتاح وأراح أصحاب الشأن فشكروه وأثنوا على سرعة إنجازه. أما المقصر والمهمل فنقول له إلى متى أنت على هذا الحال؟!. * شكراً لمركز الطوارئ والحوادث التابع لمستشفى حمد ولجميع الطاقم الطبي والصحي وكل من يعمل فيه على اهتمامهم والعناية بالمرضى أصحاب الحوادث خير قيام من دخولهم إلى خروجهم، فبارك الله بجهودهم ورعايتهم الفائقة لهم. * شكراً لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على صيانة المساجد والاهتمام بها، وهنا نتوجه بالشكر على صيانة جامع الوكرة القديم والذي يحمل رقم (528)، صيانة موفقة والكل يشيد بها من رواد المسجد. فبارك الله بالجهود التي تبذل للمساجد من جميع الجهات. * شكراً لوزارة البلدية بالتعاون مع الأوقاف والشؤون الإسلامية على القرار الذي جاء في وقته بخصوص تأخير أوقات الدفن في الأشهر المحددة في القرار خلال فترة الصيف. وشكراً كذلك لجميع العاملين بمقابر الدولة بمختلف مناطقها على ما يبذلونه من جهد وتعب في وقت دفن الموتى (رحمهم الله). فجزاهم الله كل خير وكتب أجرهم. * شكراً لمدرسة عبدالرحمن بن جاسم الإعدادية للبنين بمنطقة (الوكرة) لمعلميها ولجميع العاملين فيها، والمتمثلة بفرسانها الأربعة (الأستاذ/ محمد فخرو مدير المدرسة. الأستاذ/ صالح العبيدلي النائب الإداري. الأستاذ/ فراس المساعفة النائب الأكاديمي. الأستاذ/ أسامة خليل الأخصائي الاجتماعي) فهؤلاء الأفاضل يستحقون التكريم في يوم التميز العلمي السنوي من جهة عملهم على ما يبذلونه من جهد تربوي وتعليمي لطلابنا، فجزاهم الله كل خير. * شكراً لكل إمام مسجد يلتزم بإمامته بمسجده ولا يتأخر عنها جميع فروضه إلا عن صلاة الظهر إن كان موظفاً، وإن لم تقدر على هذه الإمامة فاتركها فهي أمانة رحمك الله - ولا نعمم-. وشكراً لكل إمام يحث المصلين على تسوية الصفوف قبل أن يكبر للصلاة عملاً بقول الهادي المعلم صلى الله عليه وسلم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلاةِ». وعن أَبِي مسعود رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلاةِ وَيَقُولُ: «اسْتَوُوا، وَلا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ». أين نحن من هذا الهدي النبوي العملي؟. أصبحنا نرى كثيراً من الفرجات في الصفوف أثناء الصلاة!. انتبه أيها الإمام قبل أن تكبر للصلاة وفقك الله!. عزِّز قيمة تسوية الصفوف في الصلاة. * شكراً لمركز قيم التابع لمدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا الثانوية للبنين ولجميع أعضائه من الأساتذة الكرام، على ما يبذلونه من تعزيز وحث الطلاب على الأخلاق والالتزام بالقيم بالصورة العملية المحببة، فبارك الله بجهودهم، وكذلك شكراً للطلاب الذين يشاركون في برامجه وأنشطته التي يقيمها في المدرسة بارك الله فيهم ووفقهم لكل خير. «ومضة» قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه «لو يعلم أحدكم ما له في قوله لأخيه جزاك الله خيراً لأكثر منها بعضكم لبعض». فجزاكم الله كل خير!.

729

| 27 يونيو 2024

إنه وحي القلم (2-2)

الاحتفاء بالكبار والتعريف بهم، وإخراج كنوزهم التي أودعوها في كتبهم القيمة النابضة بالفوائد، وهي كذلك استنهاض للهمم وإيقاظ للعزائم. كتب زعيم مصر مصطفى كامل باشا للرافعي يقول: «هو الحكمة العالية مَصوغة في أجمل قالب من البيان». وقال الأستاذ حسين مروَّة «كان الرافعي كلمة إسلامية جامعة، تتلخص بالدعوة الصارمة الصّارحة الصادقة إلى فضائل الإسلام». نتابع الأستاذ الكبير مصطفى صادق الرافعي رحمه الله مع كتابه (وحي القلم) «في محنة فلسطين.. أيها المسلمون» فيقول رحمه الله في وحي قلمه عن هذه المحنة يقول اليهود: إنهم شعب مضطهد في جميع بلاد العالم ويزعمون أن من حقهم أن يعيشوا أحرارًا في فلسطين، كأنها ليست من جميع بلاد العالم. وقد صنعوا للإنجليز عظيماً لا يسبح في البحار، ولكن في الخزائن وأراد الإنجليز أن يطمئنوا في فلسطين إلى شعب لم يتعود قط أن يقول: أنا ولكن لماذا كَنَستكم كل أمة من أرضها بمكنسة أيها اليهود؟ أجهلتم الإسلام؟! الإسلام قوة كتلك التي توجد الأنياب والمخالب في كل أسد. قوة تخرج سلاحها بنفسها، لأن مخلوقها عزيز لم يوجد ليؤكل، ولم يخلق ليُذل. قوة تجعل الصوت نفسه حين يزمجر، كأنه يعلن الأسدية العزيزة إلى الجهات الأربع. قوة وراءها قلب مشتعل كالبركان، تتحول فيه كل قطرة دم إلى شرارة دم. ولئن كانت الحوافر تهيئ مخلوقاتها ليركبها الراكب، إن المخالب والأنياب تهيئ مخلوقاتها لمعنى آخر. لو سئلت ما الإسلام في معناه الاجتماعي؟ لسألتُ: كم عدد المسلمين؟ فإن قيل: ثلاثمائة مليون، قلت: فالإسلام هو الفكرة التي يجب أن يكون لها ثلاثمائة مليون قوة. أيجوع إخوانكم أيها المسلمون وتشبعون؟ إن هذا الشبع ذنب يعاقب الله عليه. والغني اليوم في الأغنياء المُمسكين عن إخوانهم، وهو وصف الأغنياء باللؤم لا بالغنى. كل ما يبذله المسلمون لفلسطين يدل دلالات كثيرة، أقلها سياسة المقاومة. كان أسلافكم أيها المسلمون يفتحون الممالك، فافتحوا أنتم أيديكم. كانوا يرمون بأنفسهم في سبيل الله غير مكترثين، فارموا أنتم في سبيل الحق بالدنانير والدراهم. لماذا كانت القبلة في الإسلام إلا لتعتاد الوجوه كلها أن تتحول إلى الجهة الواحدة؟ لماذا ارتفعت المآذن إلا ليعتاد المسلمون رفع الصوت في الحق؟ أيها المسلمون! كونوا هناك، كونوا هناك مع إخوانكم بمعنى من المعاني. لو صام العالم الإسلامي كله يوماً واحداً وبذل نفقات هذا اليوم الواحد لفلسطين لأغناها. لو صام المسلمون كلهم يوماً واحداً لإعانة فلسطين، لقال النبي مفاخرًا الأنبياء: هذه أمتي. لو صام المسلمون جميعاً يوماً واحد لفلسطين، لقال اليهود اليوم ما قاله آباؤهم من قبل: إن فيها قومًا جبارين. «أيها المسلمون، هذا موطن يزيد فيه معنى المال المبذول فيكون شيئاً سماوياً. «ومضة» وختمها رحمه الله وأجزل له الثواب على ما قدمه لدينه وأمته بكلمة نفسية قائلاً: «كل قرش يبذله المسلم لفلسطين، يتكلم يوم الحساب يقول: يا رب، أنا إيمان فلان».

453

| 20 يونيو 2024

إنه وحي القلم (1-2)

رحم الله الأستاذ الكبير مصطفى صادق الرافعي (1880-1937) الراحل الحي بيننا بما كتبه من خير، «أديب الأمة العربية المسلمة المعبر بلسانها والناطق عن ذات نفسها»، هكذا الكبار صُنَّاع الحياة يرحلون وتبقى آثارهم حية يُستفاد منها. فقد كتب رحمه الله عن محنة فلسطين وكأنه يعيش أوضاع فلسطين وأهلها وحال أمتنا، في كتابه النفيس (وحي القلم)، فكان عنوان ما سطره في كتابه القيم «في محنة فلسطين.. أيها المسلمون» في جزئه الثاني. وستبقى الأرض المباركة فلسطين هي العنوان الرئيسي والكبير والحي عند صُنَّاع الحياة من أمتنا إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها، ومن المنصفين أصحاب العقول من الأمم الأخرى: . استوقفنا هذا العنوان، ونأتي به هنا للفائدة ونشر الخير لقراءته والرجوع إليه في (وحي القلم)، فيقول رحمه الله: . نهضت فلسطين تحل العقدة التي عقدت لها بين السيف، والمكر، والذهب .عقدة سياسية خبيثة، فيها لذلك الشعب الحر قتل، وتخريب، وفقر .عقدة الحكم الذي يحكم بثلاثة أساليب: الوعد الكذب، والفناء البطيء، ومطامع اليهود المتوحشة .أيها المسلمون، ليست هذه محنة فلسطين، ولكنها محنة الإسلام، يريدون ألا يثبت شخصيته العزيزة الحرة .كل قرش يدفع الآن لفلسطين، يذهب إلى هناك ليجاهد هو أيضًا .أولئك إخواننا المجاهدون؛ ومعنى ذلك أن أخلاقنا هي حلفاؤهم في هذا الجهاد . أولئك إخواننا المنكوبون؛ ومعنى ذلك أنهم في نكبتهم امتحان لضمائرنا نحن المسلمين جميعاً .أولئك إخواننا المضطهدون؛ ومعنى ذلك أن السياسة التي أذلتهم تسألنا نحن: هل عندنا إقرار للذل؟ .ماذا تكون نكبة الأخ إلا أن تكون اسماً آخر لمروءة سائر إخوته أو مذلتهم؟ . أيها المسلمون، كل قرش يدفع لفلسطين، يذهب إلى هناك ليفرض على السياسة احترام الشعور الإسلامي . ابتلوهم باليهود يحملون في دمائهم حقيقتين ثابتتين: من ذل الماضي وتشريد الحاضر . ويحملون في قلوبهم نقمتين طاغيتين: إحداهما من ذهبهم، والأخرى من رذائلهم . ويخبئون في أدمغتهم فكرتين خبيثتين: أن يكون العرب أقلية، ثم أن يكونوا بعد ذلك خَدَمَ اليهود . في أنفسهم الحقد، وفي خيالهم الجنون، وفي عقولهم المكر، وفي أيديهم الذهب الذي أصبح لئيماً لأنه في أيديهم . أيها المسلمون، كل قرش يدفع لفلسطين، يذهب إلى هناك ليتكلم كلمة ترد إلى هؤلاء العقل . ابتلوهم باليهود يمرون مرور الدنانير بالربا الفاحش في أيدي الفقراء ... كل مائة يهودي على مذهب القوم يجب أن تكون في سنة واحدة مائة وسبعين . حساب خبيث يبدأ بشيء من العقل، ولا ينتهي أبدًا، وفيه شيء من العقل . «والسياسة وراء اليهود، واليهود وراء خيالهم الديني، وخيالهم الديني هو طرد الحقيقة المسلمة «ومضة» . «أيها المسلمون، كل قرش يدفع لفلسطين، يذهب إلى هناك ليثبت الحقيقة التي يريدون طردها».

417

| 13 يونيو 2024

نحن على موعد

نعم.. الجميع على موعد معها، فما أجمل هذا الموعد وما أروع تلك اللحظات عندما تعيش في ظلالها الجميل!. إنها عشر النفحات والخيرات والطاعات والمباهج. ائتِ ما استطعت من الطاعات فيها ((لا يكلّف الله نفساً إلاً وسعها))، المهم أن تشغل نفسك بما يقربك إلى مولاك الكريم المتفضل عليك، فإن أتتَ عليك هذه العشر وأنت في نعمة وصحة وعافية وأمن وأمان وغيرك لا. فلا تفوتنك خيرات هذه الأيام!. اشغل نفسك بكل خير في هذه الأيام، وابتعد عن العوارض والتوافه التي تبعدك عنها، أيام تجيء ثم ترحل وقد لا تعود عليها أنت فاغتنمها!. إنها نفحات إلهية للتربية والتزكية والاستثمار والتهذيب. فمن فقه وأدرك هذه الأيام وما فيها من القربات المتنوعة، وأتى على ما يقدر عليه، ومنح عقله وقلبه ومشاعره وذاق طعم هذه الأيام، عرف أن لهذه الأيام معنى وأفراحا. فهذه الأيام تنبهنا أننا على وداع سنة هجرية واستقبال سنة هجرية جديدة، فلنحسن الوداع والاستقبال!. وهكذا الأيام تمضي!. بادر أيها الكريم.. فلعلك لا تكون معها في قادم أيامك!. فمن المحزن أن تأتي هذه الأيام ولم نأخذ حظنا منها ولم نتزود من مائها العذب!. ففي هذه الأيام المفرحة... افعل الخير حتى ولو كنتَ مسافراً في هذه الأيام، فأبواب الخير تناديك فأقبل عليها لتفتحها!. احفظ لسانك عن كل فحش وأذى واستهزاء وغيبة ونميمة مهما كانت الوقائع!. إياك والإفلاس الحقيقي عندما تقدم على ربك سبحانه وتعالى «أتدرون من المفلس»!. صل رحمك، وصل من قطعك ومد يدك «وخيرهما الذي يبدأ بالسلام»!. ارجع الحقوق خاصة المالية لأصحابها، ولا تماطل وتؤجل هذه الحقوق!. ابتعد عن التناحر والتقاطع والتدابر والخلاف مع القريب والبعيد، ((وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين)). «ولا تسلك طريق الذين يفسدون في الأرض، بمعصيتهم ربهم، ومعونتهم أهل المعاصي على عصيانهم ربهم، ولكن اسلك سبيل المطيعين ربهم». فما أجمل الائتلاف وصفاء النفوس والإصلاح!. أيها العاقل.. ابتعد عن كل ما يؤذي جسمك ويأتي على صحتك، واصحب هذه الأيام الغاليات فلعلك تريح جسمك عن كل ما يدخله من أذى وسموم «اغتنم خمساً قبل خمس» ومنها «وصحتك قبل سقمك»!. وأخيراً.. ففي هذه الأيام لا ننسى أهلنا أهل الصمود والجهاد والصبر والعزة والكرامة أهل غزة، وكل أرض فلسطين المباركة من الخير بأنواعه وميادينه فهم أهل لذلك، كل على قدره!. «ومضة» قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله «تجد العشر الأوائل من شهر ذي الحِجَّة تمرُّ بالناس، ولا يقدرون لها قدرًا، لا في الصيام، ولا في الصدقة، ولا في قراءة القرآن، ولا بكثرة الصيام؛ لأنهم يجهلونها».

579

| 06 يونيو 2024

استيقظ

فهناك من ينتظرك... وهناك من يناديك... وهناك من يرشدك... وهناك من يأخذ بيدك إلى مساحات الخير... استيقظ من نومك فهناك من يناديك كل يوم ويقول لك «الصلاة خير من النوم». فما أروع هذه الكلمات!. ويا جمال من يذهب لصلاة الفجر ماشياً أو بسيارته!. استيقظ ولا يفوتك هذا الخير سنة الفجر، فعن عائشة رضي الله عنها أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال «ركعتَا الفجرِ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها»، وقال «لهُما أحبُّ إليَّ من الدُّنيا جميعًا». هذا فضل سنة الفجر فما بالك وما ينتظرك من أجر من صلاة الفجر من حفظ وبشائر وخيرات وكرم إلهي لا حد له منه سبحانه وتعالى. فعن جندب بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإن من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم». أبعد هذا تتأخر وتتكاسل عنها والمنادي يوقظك!. ما الذي يمنعك!. استيقظ فهناك من ينتظرك لكي تدافع عنه وتأتي بحقه المشروع!. استيقظ فهناك من ينتظر معاملته لكي تُنجزها وتسلمها له ويأخذها وهو يبتسم ويشكرك ويدعو لك!. استيقظ وأصلح ما بينك وبين الله سبحانه وتعالى ورابط على مساحات الخير!. استيقظ فخير الناس أنفعهم للناس!. عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً...». استيقظ من كل غفلة تعيشها، ومن كل سراب تجري له... فـــــــ نهارك يا مغرور سهو وغفـلةٌ وليلك نومٌ والردى لك لازمٌ وشغلك فيما سوف تكره غبه كذلك في الدنيا تعيش البهائم استيقظ واترك كثرة العتب، فما الفائدة التي ترجوها منه!. فــ»كثرة العتب تُثقل القلب، وتُضعف الحب». استيقظ واحفظ لسانك عن كل قبح وأذية ولا ترسله إلا في خير «فليقل خيراً أو ليصمت». استيقظ ورد المظالم والحقوق لأصحابها! فإلى متى وأنت تأكل هذه الحقوق وتماطل في الرد؟. استيقظ واترك النظرة السلبية والمشاعر السلبية تجاه الآخرين، وارفق بنفسك عن كل هذا، ومدَّ بصرك إلى مشاهد ومباهج الحياة فأنت في نعم تغمرك من كل اتجاه!. ((وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحْصُوهَآ)). استيقظ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه «لا تحقِرَنَّ من المعروفِ شَيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوَجهٍ طَلْقٍ». وفي الحديث «وخَيْرُها الفَأْلُ قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، وما الفَأْلُ؟ قالَ: الكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُها أحَدُكُم». فما أيسرها وما أجملها!. «ومضة» «إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك». نعم استيقظ!.

927

| 30 مايو 2024

أيها الطبيب ابتسم

ما الذي يضرك أيها الطبيب أن تستقبل مريضك أو من يريد استشارتك الطبية أن تبتسم له!. وما الذي ستخسره إذا لم تبتسم له!. أيكلفك شيئاً إذا لم تبتسم وتلقاه بوجه طلق سمحٍ بشوش!. أتدري أن ابتسامتك للمريض جزء كبير من العلاج والطمأنينة له! جميل منك أيها الطبيب أن تبتسم له وتمنحه الكثير من السرور والراحة النفسية. وعندما تتحدث أيها الطبيب مع المريض وأنت مبتسم ومرحب به فإنك تؤجر لحسن الكلام معه وطلاقة الوجه له. فسلام لكل طبيب يبتسم في وجه كل مريض ويمنحه المباهج والأفراح!. فالابتسامة مفتاح كل خير وتفتح لك أبوابا كانت مغلقة، وتعطي المريض الكثير من الفأل والأمل والشفاء بإذن الله. ففي الحديث الشريف الذي يحمل لنا الكثير من القيم والأخلاقيات حول هذا المعنى الذي نريده، فعن أَبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تَحقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوف شَيْئًا، وَلَو أنْ تَلقَى أخَاكَ بوجهٍ طليقٍ» أخرجه الإمام مسلم رحمه الله. ولا يمكنك أيها الطبيب أن تتجاهل قيمة الابتسامة ودورها الكبير في علاج المرضى، وإياك والتقطيب والجدية في اللقاء، أو نشر اليأس لمن يأتيك لعلاجه أو يريد الاستشارة. فمهنتك مهنة إنسانية عالية المستوى بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ. فكم من مريض اعتلاه الألم من مرضه!. وكم من مريض أتى عليه الهم من المرض الذي هو فيه!. وكم مريض أسقطه المرض وقابلته الوساوس من كثرة التفكير!. وكم من مريض أجهز عليه المرض لأنه لم يتلقَ الكلمات الطيبة والمحفزة ومساحات الفأل له من طبيب أو حتى من ممرض. أيها الطبيب عش مع المريض بابتسامة مساحتها الفأل والأمل!. ألا يجدر بك أيها الطبيب ان تبث الأفراح والمباهج والأشواق وأبواب الفأل لهؤلاء المرضى حفظهم وشفاهم اللطيف سبحانه بعباده!. ألا يجدر بك أيها الطبيب أن تمنحهم الأمل والابتسامة مما هم فيه حتى ولو كان مرضهم بسيطاً!. ألا يجدر بك أيها الطيب أن تفرحه وتفرح أهله بالكلمات المشجعة لكي يتجاوز فترة المرض!. بالتأكيد لن يكلفك شيئاً سوى أن تبتسم أيها الطبيب لكل مريض يأتي لعيادتك فسيخرج من عندك - بإذن الله - وهو مرتاح وهو يحمل الأمل عندما تلقاه بوجه مبتسم وبكلمات فيها من التخفيف والأفراح. «ومضة» لا تترك الابتسامة أيها الطبيب فمهنتك مهنة إنسانية وما أجملها من مهنة. وما أروع المشاعر حين تنشرها وتحملها لكل مريض يدخل عليك. أيها الطبيب ابتسم!.

1680

| 23 مايو 2024

من روائع الأستاذ عصام العطار رحمه الله

رحمك الله أيها الأستاذ الكبير.. رحمك الله أيها الحكيم الأديب.. رحمك الله أيها الداعية العامل.. رحمك الله أيها الصابر المحتسب الراضي على ما أصابك.. رحمك الله أيها المهاجر إلى ربه.. رحمك الله أيها المدافع عن قضايا أمته حتى حين وفاتك.. رحمك الله أيها الزعيم المتميز.. رحمك الله أيها المعلم المربي.. رحمك الله أيها الإنسان بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ.. رحمك الله يا من عُرضت عليه زخارف الدنيا وكراسي الزعامة ومغريات الحياة فتركها لله سبحانه ومضى إلى ربه كريماً ثابتاً عزيز النفس.. رحمك الله يا من أحبك القاصي والداني.. «إنَّ اللَّهَ إذا أحَبَّ عَبْدًا دَعا جِبْرِيلَ فقالَ: إنِّي أُحِبُّ فُلانًا فأحِبَّهُ، قالَ: فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنادِي في السَّماءِ فيَقولُ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّماءِ، قالَ ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ». رحمك الله يا صاحب القلب السليم.. وهذه بعض من روائع ودرر الأستاذ الكبير عصام العطار رحمه الله وما أكثرها ولها من الجمال والبيان ما لها!. «إننا مسؤولون عن كل دمعة ذرفتها أمٌ ثاكل، أو زوج أيّم، أو طفل يتيم من أجل فلسطين». «أحاديثنا في الغالب ثرثرات، وكلماتنا مجرد كلمات لا تضعنا مباشرة أمام أي واجب من الواجبات». «لقد أصبح فينا حقيقة من يحسنون الحديث عن الإسلام ولكن قلّ فينا من يعيشون الإسلام ويعيشون للإسلام». «إنك لا تفهمني إلا بإخلاصك ومعرفتك وتجربتك، وكلما زاد نصيبك من الإخلاص والمعرفة والتجربة زاد نصيبك من الفهم». «المسلم الذي يتنازل عن الإسلام ديناً، ويقبل بأن يكون مجرد تراث وحضارة، يخون الحقيقة، ويخون الله والرسول والمؤمنين». «قاتل الله الظلم والاستبداد، ما أفظع جريمته، وأفدح جنايته علة الأمة والبلاد والإنسانية والإنسان». «إن ثقتي بانتصار الإسلام - يا شباب الإسلام- ليس لها حدود.. وليس المهم عندي أن أنجو وأسلم، ولكن أن تسلم دعوة الله من كل تحريف أو تشويه أو استغلال ولا أن أصل بنفسي إلى الأهداف، ولكن أن تتابعوا أنتم حيثما كنتم من الأرض المسير إلى الأهداف». «إذا أردت أن تتحرر فلا تجعل الدنيا كبيرة في نفسك». «لا يجتمع نور الإيمان وظلام الحقد في قلبٍ واحد». «شر الشياطين من يَظهرُ لك وهو شيطان في ثوب ملاك». «ومضة» «سأعمل من أجل ذلك ما حييت.. وسأجهد من أجله ولو أنزل بي ذلك أشد الشدائد والمحن وكلفني الحياة وما هو أغلى من الحياة». رحمك الله أيها العالم العامل الزاهد الأستاذ عصام العطار رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته.

1107

| 16 مايو 2024

alsharq
خيبة تتجاوز الحدود

لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...

2328

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
هل نجحت قطر؟

في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...

804

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
النضج المهني

هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...

702

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
النهايات السوداء!

تمتاز المراحل الإنسانية الضبابية والغامضة، سواء على مستوى...

630

| 12 ديسمبر 2025

alsharq
موعد مع السعادة

السعادة، تلك اللمسة الغامضة التي يراها الكثيرون بعيدة...

600

| 14 ديسمبر 2025

alsharq
قطر في كأس العرب.. تتفرد من جديد

يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها...

591

| 15 ديسمبر 2025

alsharq
تحديات تشغل المجتمع القطري.. إلى متى؟

نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...

555

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
التمويل الحلال الآمن لبناء الثروة

في عالمٍ تتسارع فيه الأرقام وتتناثر فيه الفرص...

552

| 14 ديسمبر 2025

alsharq
معنى أن تكون مواطنا..

• في حياة كل إنسان مساحة خاصة في...

531

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
الوطن.. حكاية شعور لا يذبل

يوم الوطن ذكرى تجدد كل عام .. معها...

516

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
مسيرة تعكس قيم المؤسس ونهضة الدولة

مع دخول شهر ديسمبر، تبدأ الدوحة وكل مدن...

504

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
قطر لن تدفع فاتورة إعمار ما دمرته إسرائيل

-إعمار غزة بين التصريح الصريح والموقف الصحيح -...

411

| 14 ديسمبر 2025

أخبار محلية