رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
محمد المحمود في جامع الشيوخ: العشر الأواخر من رمضان بحاجة لعناية خاصة

دعا فضيلة الشيخ محمد المحمود إلى التقرب إلى الله خلال العشر الأواخر من رمضان بالقيام وتلاوة القرآن وإظهار العبودية لأنه تعالى يحب أن يرى من عباده الذين أنعم عليهم وأغدق عليهم نعمه بالليل والنهار أن يظهروا له عبوديتهم وافتقارهم إليه. وقال المحمود في خطبة الجمعة بجامع الشيوخ: لهذا كان رمضان خيرا كله إلا أن آخره خير من أوله، دخل هذا الشهر العظيم وهو شهر خير وبركات شهر تضاعف فيه الأجور والحسنات إلا أن آخره خير من أوله لهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يعتني بالعشر الأواخر منه ما لا يعتني بغيره فقد جاء في صحيح الإمام البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله عليه الصلاة والسلام إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل كله وأيقظ أهله وجد وشد المئزر. كان هدي النبي عليه الصلاة والسلام أنه يتعبد بعبادات خاصة في رمضان فإذا دخل العشر الأواخر ميزها عن غيرها من بقية الأيام. وأضاف الخطيب: قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: كان النبي عليه الصلاة والسلام يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره وكان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها فقد كان عليه الصلاة والسلام كما ذكر غير واحد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم كان في العشرين الأولى يخلط بين النوم وبين الصلاة فإذا دخلت العشر أحيا الليل كله، وقال النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه قمنا مع النبي عليه الصلاة والسلام ليلة ثلاث وعشرين من رمضان فقام إلى ثلث الليل الأول ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين من رمضان فقام بنا إلى نصف الليل ثم قمنا معه ليلة السبع والعشرين من رمضان فقام بنا حتى ظننا أن يفوتنا الفلاح، والفلاح كانوا يطلقونه على السحور، أي قام بهم الليل كله حتى خاف الصحابة رضي الله عنهم أن يفوتهم السحور من شدة إطالته عليه الصلاة والسلام، وكان صلى الله عليه وسلم من هديه في هذه العشر الأواخر أنه يوقظ أهله من النوم لا يترك أحدا يستطيع ويطيق أن يصلي لا يتركه على فراشه بل يوقظ الجميع الصغير والكبير كلهم ليشهدوا هذا الخير العظيم الذي يكون في ليالي العشر الأواخر من رمضان. وذكر الخطيب أن فعل النبي عليه الصلاة والسلام وهديه العظيم يرشدنا إلى أهمية هذه الليالي، فالذي لم يدرك إلى الآن أهمية العشر الأواخر من رمضان، وأهمية لياليها وأهمية القيام فيها والتعبد لله فلينظر إلى هدي النبي عليه الصلاة والسلام وهو الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وهو حبيب الله وهو أقرب الخلق إلى الله عز وجل ولكن مع ذلك كان لهذه الليالي عنده شأن خاص كان يعتني بها عناية خاصة يحييها كلها طاعة لله تبارك وتعالى يقوم الليل ولا يفتر عليه الصلاة والسلام كان يحيي الليل ومن شدة عنايته بها جاء في الحديث أنه إذا دخلت هذه العشر شد المئزر، قال أهل العلم وقوله: شد المئزر كناية عن اعتزال النساء وقيل كناية عن التشمير في طاعة الله تبارك وتعالى، كالعامل عندما يحرث الأرض أو يعمل عملا شاقا يشد مئزره ويلم ثيابه لبداية عمل شاق لبداية عمل يستحق أن يشمر الإنسان له وأن يجتهد فيه وهكذا كان يفعل النبي عليه الصلاة والسلام، لماذا؟ لعظمة هذه الليالي، قال أهل العلم وأعظم ما يعمل في ليالي العشر الأواخر من رمضان هو الصلاة والقيام بين يدي الله تبارك وتعالى قال النبي عليه الصلاة والسلام من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر غفر له ما تقدم من ذنبه والعشر الأواخر قد اجتمع فيها الخير كله، فهي من رمضان وهي من الليالي المباركة وفيها الليلة العظيمة ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.

555

| 23 أبريل 2022

محليات alsharq
محمد المحمود في جامع الإمام: الكتب السماوية كلها نزلت في رمضان

قال فضيلة الشيخ الداعية محمد محمود المحمود إن العلاقة بين القرآن ورمضان أزلية، قال تبارك وتعالى: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان بل ليس القرآن وحده بل كتب الله المنزلة أنزلت في شهر رمضان، أخرج الإمام أحمد عن الواثلة بن الأسقع رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: أنزلت صحف إبراهيم لأول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاثة عشر خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين ليلة خلت من رمضان. وأوضح الشيخ محمد المحمود أن كتب الله تعالى نزلت في شهر رمضان المعظم.. مبينا أن الزمان عند الله معلوم ولو لم تكن بعض الأقوام تعلم عين شهر رمضان، إلا إنه عند الله معلوم خصه بأن أنزل فيه كتبه والعجيب أن هذه الكتب ما عدا القرآن نزلت على الأنبياء المعنيين بها جملة واحدة فنزلت صحف إبراهيم مرة واحدة، والتوراة مرة واحدة والإنجيل مرة واحدة والزبور مرة واحدة، إلا القرآن الكريم فإن الله أنزله أولا إلى السماء الدنيا في مكان عنده يسمى ببيت العزة وهو الذي أشار إليه ربنا في قوله إنا أنزلناه في ليلة القدر ثم بعد أن نزل إلى بيت العزة في السماء الدنيا نزل بعد ذلك مفرقا حسب الحوادث التي حدثت في سني وجود النبي عليه الصلاة والسلام، لهذا كان للقرآن شأنا في رمضان. وكان جبريل عليه السلام يأتي كل رمضان ليدارس النبي عليه الصلاة والسلام، أخرج البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي عليه الصلاة والسلام أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان فكان إذا جاءه جبريل يدارسه القرآن، فكان جبريل يأتيه في رمضان يدارسه القرآن. وقال أبو هريرة رضي الله عنه أن جبريل كان يأتي كل عام فيعرض القرآن على النبي عليه الصلاة والسلام ويدارسه فيه فإذا كان العام الذي توفي فيه النبي عليه الصلاة والسلام دارسه فيه مرتين، جاءه مرتين يدارسه القرآن، ويؤخذ من ذلك استحباب ختم القرآن في شهر رمضان مرة ومرتين وإن زاد فلا بأس. وذكر الخطيب أن رمضان شهر إطعام الطعام وتلاوة القرآن، وكان مالك بن أنس إمام دار الهجرة إذا دخل رمضان توقف عن الدروس وتوقف عن التعليم ولازم مصحفه يتلو كتاب الله تبارك وتعالى، وكان زبيد اليامي وهو من عباد الله الصالحين إذا دخل رمضان جمع المصاحف حوله ودعا أصحابه فلا يشغلون أنفسهم بشيء إلا بكتاب الله تبارك وتعالى، لأن الأجر عظيم والأيام قليلة وتنقضي نحن اليوم في السابع من رمضان مضى أسبع وتمضي الأيام والفائز والمحظوظ من استغل هذه الأيام المباركة الأجر في الأيام الفاضلة مضاعف ليس كغيرها من الأيام، كانوا يكثرون من الختمات في رمضان الأسود بن يزيد رحمه الله كان يختم في غير رمضان في كل ست ليال، فإذا دخل رمضان ختم في كل ليلتين وقتادة رضي الله عنه كان يختم في غير رمضان في كل سبع ليال فإذا دخل رمضان ختم في كل ثلاث ليال، فإذا دخلت العشر الأواخر ختم في كل ليلة، ولا تعجبوا من ذلك فإن أقواما حفظوا أوقاتهم واستغلوها استغلالا صحيحا فوفقهم الله تبارك وتعالى بأن قاموا بأعمال يعجز عنها غيرهم وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

474

| 09 أبريل 2022

محليات alsharq
محمد المحمود بجامع الإمام: الربا خسارة للدنيا.. وفقدان للأجر في الآخرة

أكد فضيلة الشيخ محمد المحمود أن الربا أمره عظيم وخطره جسيم وهو إثم كبير من آثام الذنوب، بل إنه في آخر الزمان لا يكاد يسلم منه أحد، وإن آكل الربا معرض نفسه للعنة الله تبارك وتعالى ومقته. وقال فضيلة الشيخ محمد المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: إن حديثنا عن الربا أمر عظيم وخطر كبير، أمر تساهل فيه كثير من الناس، هو كبيرة من كبائر الذنوب هو أمر عظيم يرتكبه كثير من الناس بل لم يبقَ أحد إلا وهو معرض لخوض هذا الأمر الجسيم ألا وهو التساهل في التعامل بالربا. وأوضح الخطيب أن الحرام أمره عظيم، إن آكل الربا معرض نفسه للعنة الله ومقته، قال عليه الصلاة والسلام كما في حديث جابر رضي الله تعالى عنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه قال هم سواء.. أي هم في الإثم سواء، سواء أكتبه بيده أم شهد على عقد ربوي أم أكله أم وكله إلى أبنائه. وأضاف: إن الأمر عظيم، الربا وآكله محارب لله تبارك وتعالى قال عز وجل: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن أكله خطير عند الله تبارك وتعالى فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله. إن الحرب تكون بينك وبين الله تبارك وتعالى، الربا فاعله وآكله كما قال النبي عليه الصلاة والسلام عن آكل الربا أنه يوم القيامة أو قبل أن تقوم قيامته فيما يسمى في فترة البرزخ بعد موته يسبح في بحر من الدم، قال النبي عليه الصلاة والسلام أنه رأى ليلة رجلين أتياه وأخذاه إلى أرض مقدسة قال فرأيت نهرا من الدم وإذا رجل واقف على هذا النهر وعنده حجارة ورجل يسبح فيه كلما أراد أن يخرج من النهر رماه الذي في الخارج بحجر في فيه فأعاده إلى النهر فقلت -أي النبي عليه الصلاة والسلام من هذا؟ قالوا آكل الربا، آكل الربا محارب لله تبارك وتعالى ممحق للبركة مضر بالمجتمع آكل الربا يأتي يوم القيامة وقد خسر كثيرا من أعماله الصالحة بسبب هذه الكبيرة العظيمة. الربا نوعان وذكر الشيخ محمد المحمود أن الربا كما قال أهل العلم ينقسم إلى قسمين: ربا نسيئة وربا فضل، وربا النسيئة هو الزيادة في الأجل يأتي رجل إلى شخص ليطلب منه قرضا فيقول له لا مانع أن أعطيك القرض بشرط أن تعيده إلي بفائدة كما يقولون بزيادة ويسمونها فائدة كذبا وزورا، فهي ربا محرم حرمه الله ورسوله، وإن فعله شخص أو شركة أو بنك أو غيرها من الجهات فمن زاد طلب زيادة المال مقابل زيادة الوقت أي وقت السداد فإنه مراب، وهذا الربا يسميه أهل العلم ربا النسيئة، وربا الفضل هو أن يبيع سلعة أو جنسا بجنس مثله على أن يكون بينهما زيادة أو أن يبيعه بتفاضل، مثلما يفعله كثير من الناس يذهب إلى محل بيع الذهب بذهب قديم ليشتري ذهبا جديدا فيجري معاملة تبادل مقابل أن يزيده الفرق وهذا من الربا المحرم، فإن النبي عليه الصلاة والسلام قال في الأجناس الربوية وهي الذهب والفضة وغيرها إذا بيعت قال: يداً بيد ومثلاً بمثل، فمن أراد أن يبيع ذهبا قديما عليه أن يبيعه أولا ويستلم المال نقدا، ثم بعد ذلك إن شاء اشترى ذهبا من هذا المحل أو من غيره، لابد أن يستلم النقد ويحوزه إليه، لا أن يتركه عند البائع أو يقول أعطني بدله ذهبا جديدا. وأضاف الخطيب: إن الربا، نص كثير من أهل العلم، على أن كثير من المعاملات أنها ربوية ومما يجريه كثير من الناس جهلا أن يذهب إلى محل بيع السيارات وهو لا يريد السيارة التي يشتريها ولكنه يريد المال نقدا، فيشتري سيارة بأجل بالأقساط ويبيعها على نفس المحل ونفس المعرض بمال كاش نقدا، وهذا بيع محرم وهو ما يسمى ببيع العينة وهو صورة من صورة الربا، فالحذر الحذر من الربا ومن معاملاته من إجراءاته فإنه حرب لله تبارك وتعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله.

1630

| 19 مارس 2022

محليات alsharq
محمد المحمود بجامع الشيوخ: التربية بالقدوة والأفعال تضمن أجيالاً ناجحة

أكد فضيلة الشيخ محمد المحمود أن القدوة الحسنة هي من أعظم الأسباب ومن أعظم الأدوات التي ينبغي أن يتحلى بها المصلحون، أن يتحلى بها المربون، أن يتحلى بها الآباء والأمهات، فإن الله تبارك وتعالى لأهمية القدوة وأن تكون في حياة الإنسان في ذاته وفي تقليده للآخرين أن تكون القدوة حاضرة أمامه ليتأسى بها فنجد أن الله أمر نبيه أن يتذكر الأنبياء السابقين أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده. وقال الشيخ المحمود في خطبة الجمعة أمس بجامع الشيوخ إن القدوة الحسنة هي من أعظم الأسباب ومن أعظم الأدوات التي ينبغي أن يتحلى بها المصلحون أن يتحلى بها المربون أن يتحلى بها الآباء والأمهات وتساءل الخطيب: هل نحن محتاجون للقدوة أم لا ؟ وقال: سؤال ينبغي أن يطرحه الإنسان إن من أعظم الأزمات التي تمر في عصرنا هذا على أخلاق الناس وعلى عاداتهم وعلى أفهامهم وأفكارهم غياب القدوة الحسنة، وحلت بدلا منها القدوة السيئة، فإنك تجد الشاب ينشأ ويتربى ولا قدوة حسنة له، بل إن الآباء والأمهات بعضهم لا يمثلون قدوة حسنة لأبنائهم، تجد الأم تمنع ابنها عن الكذب ثم يراها تكذب على أبيه، يجد الوالد ينهاه عن الكذب ثم يجد الأب يكذب على أمه وعلى أصدقائه، وتساءل الخطيب: كيف ترجون من ابن ينشأ بين أبوين كاذبين يقولان ما لا يفعلان كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون. وأوضح المحمود أن غياب القدوة الصالحة من أعظم أسباب الفساد في هذا الزمان، فأصبح الواحد من البنين أو من البنات يبحث إما في وسائل الإعلام وإما في الساحات المعروفة وغيرها عن القدوة التي يقلدها ويأخذ بقولها ويأخذ بشكلها ويأخذ بكلماتها ويَهلك ويُهلك غيره. ونوه بقوله: إن غياب القدوة أمر سبب أسبابا عظيمة لأخلاق الناس في هذا الزمان، فعلى الآباء وعلى الأمهات وعلى الأبناء أن يعيدوا القدوة إلى حياتهم، سأضرب مثالا بسيطا للمعلم كيف يكون قدوة ؟ جاء أحد الصحابة رضي الله عنهم إلى أبي هريرة وقد وجده في مسجد وقد اجتمع الناس حوله فلما انفض الناس عنه جاء إليه فقال يا صاحب رسول الله أخبرني بحديث سمعته من النبي عليه الصلاة والسلام ولم يسمعه غيري، يعني خصني بشيء لم تخص به الناس، فقال: حدثني النبي عليه الصلاة والسلام بحديث ليس بيني وبينه أحد ثم بكى حتى أغمي عليه فعل الأمر ثلاثا فلما أفاق قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام يؤتى بثلاثة يوم القيامة يؤتى بقارئ للقرآن ويؤتى بمجاهد ويؤتى بمنفق كان ينفق أمواله، فيقال للقارئ ماذا فعلت للقرآن الذي معك؟ فيقول تلوته وقمت به آناء الليل وآناء النهار فيقال له: كذبت إنما كنت تقرأ ليقال قارئ وقد قيل، ويقال كذلك للمنفق إنما أنفقت ليقال منفق وقد قيل، ويقال للمجاهد كذبت إنما قاتلت ليقال إنك شجاع وقد قيل، أنظر إلى حال أبي هريرة لما حدث بهذا الحديث بكى بكاء شديدا أثر في نفس تلميذه وقد ترسخ في نفس هذا التلميذ أن راوي الحديث وهو أبو هريرة رضي الله عنه ممتثل في حياته لهذا الحديث عامل به لا يقول ما لا يفعل.

2511

| 12 مارس 2022

محليات alsharq
محمد المحمود بجامع الإمام: اغتياب الناس بما يكرهون من الكبائر

أكد فضيلة الشيخ محمد المحمود أن الغيبة داء عظيم، وهي كبيرة من كبائر الذنوب، وقد بين النبي عليه الصلاة والسلام حدها وتعريفها حتى لا يختلف الناس حول ما المقصود بالغيبة وهي ذكرك أخاك بما يكره. وقال المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن الغيبة داء عظيم وكبيرة من كبائر الذنوب، شبه النبي عليه الصلاة والسلام متعاطي الغيبة برجل يأكل من لحم جيفة ميتة وهو تصوير بليغ شديد ومهيب يهز قلوب المؤمنين لكنه مع أنه شديد إلا أنه تصوير أقل من التصوير الذي ذكره الله تبارك وتعالى عن جريمة الغيبة. وأوضح الخطيب أن المغتاب الذي يغتاب إخوانه نزلت إنسانيته ومكانته وقيمته إلى هذه الدرجة، إلى إنسان يتتبع والعياذ بالله الجيف والأموات ليأكل منها، هذا هو التشبيه الذي ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام وزاد الله عز وجل في تهديد الخلق والبشر بتهديد أعظم ألا وهو أنه شبه المغتاب بآكلي لحوم البشر. ولفت إلى أن الغيبة داء عظيم بين النبي عليه الصلاة والسلام حدها وتعريفها حتى لا يختلف الناس ما المقصود بالغيبة، قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوما أتدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قالوا يا رسول الله أرأيت إن كان ما نذكره فيه؟ قال إن كان ما تذكره فيه فقد اغتبته وإن كان ما تذكره ليس فيه فقد بهته، أي كذبت عليه وادعيت عليه بهتانا عظيما. وأكد أن الغيبة ذكرك أخاك بما يكره، هذا هو الحد الذي حده النبي عليه الصلاة والسلام لكل إنسان يفكر يوما أو في مجلس أو مع أصحابه أو في خلوته أن يتكلم على إنسان مسلم، لا تذكر إلا كلمة خير وما عدا ذلك فقد اغتبته، لأن الكلمة التي ليست بخير يكرهها ولا يحبها، وإن أردت أن تعرف هل هي غيبة أم لا ضع نفسك مكانه وقل لنفسك لو تكلم الناس عني هذه الكلمة هل سأكون راضيا أم لا؟ ستجد نفسك تلجم لسانك عن الحديث لأنك تدرك هذه الكلمة وقوة تأثيرها على نفسك، فمن الذي سمح لك أن تتكلم عن الناس بما لا يحبون؟ ولا يريدون أن ينشر عنهم هذا الحديث أو هذا القول، بل إن الغيبة أشد من مجرد النطق، فالغيبة تتناولها حتى الإشارة.

2069

| 26 فبراير 2022

محليات alsharq
محمد المحمود: تأخر الشفاء اختبار للإيمان ورفع للدرجات

أكد فضيلة الشيخ محمد المحمود أن المؤمن عليه أن يتيقن أن الشافي هو الله تبارك وتعالى، وأن يعلم العبد أن تأخر الشفاء أو تأخر رفع البلاء هو لحكمة يعلمها ربنا تبارك وتعالى، ليبتلي عباده، ليرفع درجات المؤمنين، ليختبر إيمانهم، ليسمع دعاءهم ولجوءهم إليه، ليرى حالهم وهم يفتقرون إليه بالدعاء والابتهال. وقال الشيخ محمد المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ إن المؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، يعلم أنما أصابه من هم أو غم أو مرض أو ابتلاء ما هو إلا رفعة للدرجات من الله، خير يسوقه الله عز وجل إليك ليرفع من درجته وليطهره من ذنوبه، جاء في صحيح الإمام البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله تبارك وتعالى عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المؤمن من هم ولا نصب ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله تبارك وتعالى عنه بها، ما من هم يصيبك إلا كفر الله به تبارك وتعالى من ذنوبك، إلا رفع الله تبارك وتعالى به من درجاتك ومكانتك عنده، فإن أقرب العباد إلى الله تبارك وتعالى أكثرهم بلوى، لهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ومن ذلك ما ينتشر بعض الأحيان والأوقات والأزمان من أمراض وأوبئة يبتلى بها الناس للتعامل معها في دين الله تبارك وتعالى. وبين الشيخ المحمود أن هناك أصولا وقواعد ينبغي ألا تغيب عن ذهن العبد المؤمن في تعامله مع هذه الأمور: الأمر الأول: أن يعلم أن هذا الذي نزل بالناس من مرض أو غلاء أو وباء أو حروب أو غيرها من الأمور، ومن ذلك هذه الأمراض التي تنتشر، الذي ينبغي أولا على العبد المؤمن أن يعلم علما يقينيا أن الشافي هو الله تبارك وتعالى، الشافي هو الله عز وجل، قال الله تبارك وتعالى على لسان إبراهيم عليه السلام وإذا مرضت فهو يشفين، لا شافي إلا الله عز وجل، والأمراض وغيرها ما هي إلا جند من جند الله عز وجل، إذا أراد الله لها أن تفعل بالعباد ما تفعل أذن لها، وإذا أراد أن يرفعها رفعها، وما ذلك إلا لحكمة يعلمها عز وجل. الموت بالوباء شهادة وأضاف أن المؤمن يتيقن أولا أن الشافي هو الله تبارك وتعالى، وهذه الأمور ما هي إلا ابتلاء من رب العزة يبتلي بها عباده ليرفع من شاء منهم، فإن من يتوفى بسبب هذه الأمور هو شهيد عند الله، فقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه عدد الشهداء ومن الشهداء المبطون أي الذي أصيب بمرض في باطنه يأتي يوم القيامة بين يدي الله تبارك وتعالى وهو في عداد الشهداء. تحقيق العبودية تقرب من الخالق الأمر الآخر: أن يعلم العبد أن تأخر الشفاء أو تأخر رفع البلاء هو لحكمة يعلمها ربنا تبارك وتعالى، ليبتلي عباده ليرفع درجات المؤمنين ليختبر إيمانهم ليسمع دعاءهم ولجوءهم إليه ليرى حالهم وهم يفتقرون إليه بالدعاء والابتهال، فإن الله يحب أن يرى من عبده وهو يتذلل بين يديه، فإن كمال العبودية لله هي أن تخر بين يديه ساجدا تتذلل تذلل الفقير المحتاج، وكلما أكثرت من تذللك وافتقارك بين يدي الله كان ذلك أحب إلى الله عز وجل، وأرفع لدرجتك بين يديه لهذا قال أهل العلم إن أكمل صفة وصف بها النبي عليه الصلاة والسلام وهو من هو في النسب الشريف والمكانة العظيمة لما وصفه الله تبارك وتعالى بوصف العبودية فقال: سبحان الذي أسرى بعبده، فوصف النبي بأنه عبد وهو كمال الرتبة عند الله كلما حققت العبودية في قلبك وحققت العبودية في حياتك بين يدي الله، كلما كنت أحب إلى الله، إن الله يحب من عبده أن يلح بين يديه بالدعاء.

3673

| 07 يناير 2022

محليات alsharq
محمد المحمود بجامع الشيوخ: التوكل على الله وتفويض الأمور إليه يجلبان الرزق

أكد فضيلة الشيخ محمد المحمود أن أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هي خير الأمم على الإطلاق، منذ أن وجدت البشرية إلى قيام الساعة، لم يخلق الله عز وجل ولم يوجد على وجه الأرض أمة هي خير من هذه الأمة، وقد ميزها الله على سائر الأمم وجعلها خير أمة. وقال الشيخ المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ: إن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خصها بمزايا دون غيرها من الأمم، هذه الأمة أمة مرحومة، أمة لا يحل عليها عذاب يبيدها نهائيا، حفظها الله، أكثر الأمم حل عليها عذاب من الله فأبادها، إلا أن هذه الأمة أمة مرحومة أمة لا يدرى الخير في أولها أم في آخرها، أمة خصها الله تبارك وتعالى بأن جعلها أكثر أهل الجنة، كان النبي عليه الصلاة والسلام يوما مع أصحابه فقال إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، فكبر الصحابة رضي الله عنهم فرحا، فقال والله إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة فكبر الصحابة رضي الله عنهم، قال وإني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة أي أن تكونوا نصف أهل الجنة من أمة النبي عليه الصلاة والسلام. خير الجزاء لأمة الإسلام وبين المحمود أن هذه الأمة هي أكثر الأمم تدخل الجنة بإذن الله وأن أعمار أصحابها قليلة، قال عليه الصلاة والسلام: «أعمار أمتي بين الستين والسبعين وقليل من يتجاوز ذلك»، بخلاف الأمم السابقة فإن أعمارهم طويلة ويكفيك أن تعلم أن نوحاً عليه السلام مكث في دعوته فقط ولا نعلم عمره قبل أن يكلفه الله ولا نعلم عمره بعد أن حل العذاب على قومه، نعرف أن نوحاً مكث يدعو إلى الله تسعمائة وخمسين عاما، ثبت ذلك في كتاب الله، دلالة على أن الأمم الماضية امتازت بطول الأعمار، ولكن هذه الأمة هي أقصر الأمم أعماراً، لهذا خصها الله بمزية لم يخص بها أمة بأن ضاعف لها الأجور في الأعمال، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها،. خاصية للمسلمين فقط وأوضح الخطيب أن من خصائص هذه الأمة المحمدية أن الله خص سبعين ألفا من هذه الأمة يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، أخرج ذلك الإمام مسلم وغيره عن بريدة بن الحصين رضي الله عنه، قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: «عرضت علي الأمم يوم القيامة فرأيت النبي ومعه الرهيط، ورأيت النبي ومعه الرجل والرجلان، ورأيت النبي وليس معه أحد، فظهر لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي هؤلاء موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم وقيل لي أنظر إلى الأفق الآخر فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي هؤلاء أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ثم قام النبي عليه الصلاة والسلام فجلس الصحابة يخوضون فيما بينهم، قالوا لعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله، وقال آخرون لعلهم الذين فعلوا كذا وكذا، فخرج عليهم النبي عليه الصلاة والسلام فرآهم يخوضون في أمر هؤلاء، فقال لهم عن هؤلاء السبعين ألفا: هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون. نتائج التوكل الحقيقي وأردف: سبعون ألفا خص الله هذه الأمة دون غيرها من الأمم أنهم يأتون يوم القيامة ثم يمضون إلى الجنة لا حساب ولا عذاب لمكانتهم عند الله، ومعنى لا يسترقون أي لا يطلبون الرقية توكلا على الله، ومعنى لا يكتوون أي لا يفعلون الكي طلباً للعلاج توكلاً على الله، ولا يتطيرون أي لا يتشاءمون فهم مفوضون أمرهم إلى الله لأنهم توكلوا على الله، حق توكله، لهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام تشبيهاً لمعنى التوكل حتى تستوعب معناه لأن التوكل معنى قلبي لا يدركه الإنسان إلا بقلبه، قال النبي عليه الصلاة والسلام لتقريب الصورة لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا، هل رأيتم طيرا مات جوعا؟ هل رأيتم طيرا فعل ما يفعله البشر؟ أكثر الطيور تصبح الصباح مفوضة أمرها إلى الله فتغدو وهي جائعة توكلاً على الله تبارك وتعالى، فلا يأتي المساء إلا وقد رجعت وقد امتلأت بطونها من رزق الله، هكذا ينبغي أن يتوكل المؤمنون على الله، فوضوا أمورهم لله.

1534

| 06 نوفمبر 2021

محليات alsharq
محمد المحمود بجامع الأمام: الاستغفار يفرج الهموم ويصلح ما بين العبد وربه

أوضح فضيلة الشيخ محمد محمود المحمود أن الاستغفار ذكر عظيم له أسرار عظيمة وله قيمة جليلة، فمن لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب، فمن كان يحتاج إلى ما عند الله ومن كان في ضيق من أمره فعليه أن يكثر من الاستغفار، فهو مجلبة للأرزاق من الله، وإن في الاستغفار صلاح ما بين العبد وربه. وقال الشيخ محمد المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إنه كلما اشتدت بالأمة الخطوب وكلما نزلت بها الرزايا والبلايا كانت أشد حاجة للتوبة والاستغفار، فما نزلت عقوبة إلا بذنب ولا رفعت إلا بتوبة واستغفار، ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ، فما كسبت أيدي الناس من سوء ومن ذنب ومن إفساد في الأرض هو سبب ما نراه وما نشاهده، ولا يرفعه إلا توبة صادقة لله. أضاف: الاستغفار هو أن تطلب من الله أن يغفر لك ذنوبك وهو من الطلب الذي حث عليه النبي عليه الصلاة والسلام، وتلاحظ أن الله تبارك وتعالى ونبيه عليه الصلاة والسلام أكثرا من ذكر لفظ الاستغفار والأمر به فأمرنا بأن نستغفر الله، وكما هو معلوم في لغة العرب أن السين والتاء للطلب فنحن مأمورون بطلب الغفران والاستغفار مأخوذ من غفر أي ستر فكأن الله جعل في الاستغفار أمرين، الأمر الأول أننا نطلب من الله أن يسترنا وأن يستر عن الناس عيوبنا، ثم بعد ذلك يغطي هذه الذنوب وهذه المعاصي بأن يغفرها لنا بمنه وفضله. كم يستغفر النبي؟ وقال الخطيب: كان النبي عليه الصلاة والسلام يكثر من الاستغفار جاء ذلك في صحيح الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة وفي رواية أنه قال: وإنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله أكثر من مائة مرة وهذا الذي يقوله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي غفر الله له ذنبه ومع ذلك يكثر من الاستغفار تعليما وإرشادا لهذه الأمة، لهذا كان أبو هريرة وهو راوي الحديث الأول روي عنه أنه كان يستغفر الله آلاف المرات، إذا كان النبي عليه الصلاة والسلام قد استغفر مائة مرة فكأن أبو هريرة يقول بحاله إنني بحاجة أن أستغفر ألف مرة. الاستغفار ذكر عظيم له أسرار وأكد الشيخ محمد المحمود أن الاستغفار ذكر عظيم له أسرار عظيمة له قيمة جليلة، قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي خرجه أبو داود وغيره من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب، من كان مهموما فعليه بالاستغفار، من كان محتاجا فعليه بالاستغفار، من كان لا يأتيه الولد فعليه بالاستغفار، من كان عليه ديون فعليه بالاستغفار، قال نوح: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا. وحث الخطيب جميع المسلمين بقوله: أكثروا من الاستغفار، من كان يحتاج إلى ما عند الله، من كان في ضيق من أمره فعليه أن يكثر من الاستغفار، قال لقمان لابنه: يا بني أكثر من الاستغفار فإن لله ساعة إجابة لا تعلم متى تكون، إن لله أوقاتا يجيب فيها دعاء من يدعوه، فأكثر من الاستغفار، روي عن الحسن البصري رحمه الله أنه جاءه رجل فقال له يا إمام لقد أجدبت الأرض فقال له استغفر الله، وجاءه آخر فقال يا إمام إني أرجو الولد فقال استغفر الله، فجاءه آخر فقال إني أشكو من دين وفقر فقال استغفر الله، فقال له من حوله يا أبا عبد الله رأيناك أجبت الجميع باستغفر الله فلماذا كانت الإجابة واحدة والأسئلة متعددة، قال رحمه الله ألم تسمع قول الله: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا. الاستغفار يصلح ما بين العبد وربه أردف الخطيب: نعم إن الاستغفار مجلبة للأرزاق من الله، إن في الاستغفار صلاح ما بين العبد وربه، فما من عبد وما من إنسان يطيع الله تبارك وتعالى إلا وله كبوة إما أن يخطئ في لفظه وإما أن يخطئ في بصره وإما أن يخطئ في يده وإما أن يخطئ في رجله، فأنت بحاجة إلى الاستغفار، كان ابن عمر رضي الله تبارك وتعالى عنهما يقوم الليل يتعبد لله تبارك وتعالى، فإذا قرب الفجر سأل خادمه أدخل وقت السحر قال نعم فإذا أكد له دخول وقت السحر تفرغ في ذلك الوقت للاستغفار لله تبارك وتعالى، فهم هؤلاء عباد الله تبارك وتعالى الذين مدحهم في كتابه وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ الذين يستغلون هذه الأوقات المباركة ليسألوا الله تبارك وتعالى غفران الذنوب ليسألوا الله تبارك وتعالى أن يصحح مسيرهم إليه أن يصحح نياتهم أن يصحح توجهاتهم أن يصحح أعمالهم ومقاصدهم يحاسبون أنفسهم وبعد أن يحاسبوا أنفسهم يستغفروا اله تبارك وتعالى، نسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا مغفرة من عنده تجب ما مضى من سيئات.

2167

| 23 أكتوبر 2021

محليات alsharq
محمد المحمود في جامع الشيوخ: محبة النبي الصادقة تكون بطاعته في ما أمر

أوضح فضيلة الشيخ محمد محمود المحمود أن محبة النبي عليه الصلاة والسلام دين نتقرب به إلى رب العالمين، وأن محبة النبي هي طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر وألا يقدم أمرا على أمر النبي عليه الصلاة والسلام. وقال محمد المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ إن إيمان المرء لا يكمل حتى يحب النبي عليه الصلاة والسلام أكثر من والده وولده ومن الناس أجمعين، بل ينبغي أن تكون محبة النبي عليه الصلاة والسلام في نفوسنا وفي قلوبنا محبة أعظم من محبتنا لأنفسنا. جاء في البخاري كذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كان يوما مع النبي عليه الصلاة والسلام واضعا يده في يد النبي عليه الصلاة والسلام فقال يا رسول الله: والله إنك لأحب إليَّ من كل شيء إلا من نفسي! محبة الغير مكتسبة وأضاف: إن محبة الإنسان لنفسه على غيره محبة جبلية طبيعية ومحبة الغير محبة مكتسبة لابد من السعي لاكتسابها وتهيئة النفس لقبول هذا المحبوب، فقال والله يا رسول الله إنك لأحب إليَّ من كل شيء إلا من نفسي! قال يا عمر والذي نفسي بيده لا تؤمن حتى أكون أحب إليك من نفسك التي بين جنبيك، فتأمل عمر رضي الله عنه في حال النبي عليه الصلاة والسلام وما له من فضل عظيم عليه وما له من الفضل العظيم على الأمة وما له من الفضل العظيم على البشرية جميعا فأدرك ساعتها فضل النبي صلى الله عليه وسلم حتى على نفسه التي بين جنبيه، فقال الآن يا رسول الله، والله لأنت أحب إليَّ من نفسي! قال: الآن يا عمر. متى يكتمل الإيمان؟ وأكد الخطيب أن إيمان العبد لا يكتمل ولا يتم ولا يبلغ العبد ذروة الإيمان حتى يكون النبي عليه الصلاة والسلام أحبّ إليه من كل أحد حتى من نفسه، ولماذا كان النبي عليه الصلاة والسلام كانت له هذه الرتبة والفضل العظيمان لأنه عليه الصلاة والسلام لو نظرت في سيرته وتأملت في حياته منذ أن بعثه الله كيف كانت شفقته على هذه الأمة؟ كيف كانت رحمته لهذه الأمة؟ كيف كان ليله لا ينام الليل إلا وهو مشغول البال بهذه الأمة لا يقضي نهاره إلا مهموما مغموما لحال أمته. وأشار إلى ما جاء في السنة: جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام أن عائشة رضي الله تعالى عنها صادفت من النبي عليه الصلاة والسلام يوما طيب نفسٍ فقالت يا رسول الله ادعو لي فرفع النبي عليه الصلاة والسلام يده فقال: اللهم اغفر لعائشة ما أسرت وما أعلنت وما قدمت وما أخرت، فضحكت رضي الله عنها فرحا حتى سقطت رأسها في حجرها فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام: أيسرك ذلك يا عائشة؟ قالت ومالي لا أسر يا رسول الله! هذه دعوة من نبي، فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام: والله إني لأدعو لأمتي بهذا الدعاء في كل صلاة. النبي شفيق بأمته وأوضح الشيخ المحمود أن النبي عليه الصلاة والسلام كان شفيقا على أمته حريصا على هذه الأمة وقد وصفه الله عز وجل بذلك فقال: لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ، لا يرضى ولا يطمئن ولا يرتاح إذا وجد أمرا فيه عنت لهذه الأمة،. وأضاف: أنتم تعلمون كيف أن النبي عليه الصلاة والسلام لما عرج به إلى ربه فأمره الله عز وجل أن يأمر أمته بالصلاة وفرض عليه في ذلك اليوم على أمته خمسين صلاة في اليوم والليلة، ومن حرصه وشفقته ورحمته على أمته راجع ربه مرة بعد مرة والله عز وجل في كل مراجعة يخفض عنه العدد حتى وصلت خمس صلوات، كل هذا شفقة ورحمة منه عليه الصلاة والسلام، بل هناك ما هو أعظم من ذلك فإن هذه الشفقة شفقة تتعلق بالدنيا.

1445

| 16 أكتوبر 2021

محليات alsharq
محمد المحمود بجامع الشيوخ : لا صلاح للدين والدنيا إلا بترسيخ مبدأ التعاون

أوضح فضيلة الشيخ محمد محمود المحمود أن أعظم ما ينبغي أن نتعاون فيه هو إقامة دين الله في الأرض، أن نقيمه أولا في حياتنا وبيوتنا وأن نقيمه فيمن نعرف، ثم يقام هذا الدين في الأرض كلها، كما بين أن من وجوه التعاون على البر والتقوى هو أن نصلح حياة بعضنا البعض، أن نساعد الفقير وأن نساعد المكروب وأن ننفس على أهل الكربة كرباتهم، أن نعاون المحتاج منهم، لأنه ينبغي على المجتمع أن يساعد بعضه بعضا إذا أراد أن يحقق التعاون على البر والتقوى. وقال المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ إن من القواعد العظيمة في دين الإسلام التي قررها كتاب الله وهي قاعدة لصلاح الدنيا والآخرة، قال تبارك وتعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان إذ أمرنا الله عز وجل بمبدأ التعاون فيما بيننا في الله، وهذه الإعانة لصلاح الدين والدنيا لصلاح الدنيا والآخرة يعين بعضنا بعضا على هذا الأمر العظيم وبتحقيق معنى هذه الآية في حياتنا يحصل كمال الدين، فإن الدين دنيا وأخرى. السنة النبوية رسخت التعاون وأضاف: كان النبي عليه الصلاة والسلام يرسخ هذا الأمر في حياة أصحابه فمن نظر في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام ونظر في حياة أصحابه معه وبعده يراهم قد حققوا هذا المعنى العظيم ألا وهو معنى التعاون فيما بينهم فيما يقرب إلى الله تبارك وتعالى ونلاحظ أن الله عز وجل في هذه الآية قال وتعاونوا على البر، والبر كما قال أهل العلم هو اسم جامع لكل خير في الدنيا والآخرة، كل ما يعين على صلاح الدنيا وعلى صلاح الآخرة هو داخل في مسمى البر. هذا هو أفضل أنواع البر ومن أعظم البر ومن أعظم وجوه البر التي ينبغي أن يتعاون المؤمنون فيما بينهم لتحقيقها ألا وهي إقامة دين الله في الأرض، قال تبارك وتعالى: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون، بل إن خيرية هذه الأمة إذا حققت هذه الصفة في حياتها، صفة إقامة دين الله عز وجل في الأرض كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله، أعظم ما ينبغي أن نتعاون فيه هو إقامة دين الله تبارك وتعالى في الأرض، أن نقيمه أولا في حياتنا، أن نقيمه في بيوتنا أن نقيمه فيمن نعرف، ثم يقام هذا الدين في الأرض كلها، فقد كان النبي عليه الصلاة ولسلام ويمتدح ذلك الرجل الذي يعين زوجته على طاعة الله، ويمتح تلك المرأة التي تعين زوجها على طاعة الله تبارك وتعالى. قضاء الحاجات أفضل من الاعتكاف وأضاف الخطيب: كان النبي عليه الصلاة والسلام يأتي إلى بيت علي رضي الله عنه وهو زوج فاطمة بنت النبي عليه الصلاة والسلام، فيطرق عليهم الباب ليلا ويقول لهما ألا تصليان ألا تصليان، يدعوهما إلى إقامة شعائر الله، يدعوهما إلى التقرب إلى الله فأعظم ما نتعاون فيه فيما بيننا هو أن نتعاون في إقامة دين الله، أن نقيم دين الله في حياتنا، أن نقيم طاعة الله في حياتنا، أن نقيم العبادات في حياتنا أن نقيم الأخلاق الصالحة في حياتنا، أن نتعاون على طاعة الله تبارك وتعالى. ولفت المحمود إلى أنه من وجوه البر ووجوه التعاون على البر والتقوى هو أن نصلح حياة بعضنا بعضا، أن نساعد الفقير وأن نساعد المكروب وأن ننفس على أهل الكربة كرباتهم، أن نعاون المحتاج منهم، لا نقف مكتوفي الأيدي مع إخواننا الذين يطلبون مساعداتنا، لا نتوقف بل ينبغي على المجتمع أن يساعد بعضه بعضا إذا أراد أن يحقق التعاون على البر والتقوى، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: المسلمون كالبنيان يشد بعضهم بعضا، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، بل فضل أهل العلم أن يسعى الإنسان في قضاء حاجات الناس على أن يجلس في مسجده.

1495

| 25 سبتمبر 2021

محليات alsharq
محمد المحمود في جامع الإمام: الالتزام التام بالشريعة يصحح إيمان العباد

أوضح فضيلة الشيخ محمد محمود المحمود أن الله أرسل أنبياءه جميعا ليعرفوا الخلق أن الذي يستحق العبادة هو الله تبارك وتعالى، ولا يستحقها كائن من كان إلا الله عز وجل، كما بين أن النبي قال في يوم عرفة أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وقال الشيخ محمد المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن الله خلق الخلق لعبادته لا لحاجة منه، بل رحمة بعباده فقال: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين. لا حاجة لله في خلقه، بل الخلق هم المحتاجون إليه:أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد إن يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز، وأكد الخطيب أن الشريعة جاءت لتصحح إيمانك لتجعلك تفرد الطاعة لله تبارك وتعالى لا في ألفاظك ولا في أعمالك ولا في ميلك القلبي، حتى الميول القلبية ينبغي أن يحرص الإنسان أن يوجهها لله تبارك وتعالى، لهذا جعل النبي عليه الصلاة والسلام من السبعين ألفا الذي يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، قوم قال فيهم النبي عليه الصلاة والسلام، هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون. وأضاف: إن الله أرسل أنبياءه جميعا ليعرفوا الخلق أن الذي يستحق العبادة هو الله، لا يستحق العبادة كائن من كان إلا الله عز وجل، لهذا كان الشرك بالله تبارك وتعالى من أعظم الذنوب وأجلها عند الله إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. التوحيد أفضل كلمة قيلت وأوضح الشيخ محمد المحمود أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يطوف على أهل مكة يدعوهم إلى الله عز وجل ويقول لهم كلمة واحدة تقولونها تدين لكم بها العرب وتدفع لكم بها العجم الجزية، وقال إنها خيرا لكم في الدنيا والآخرة، كانت هذه الكلمة هي لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله تبارك وتعالى، هي خير كلمة قيلت وأفضل معنى تضمنته هو الأساس الذي أراده الله تبارك وتعالى من خلقه، لهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في سنن الإمام الترمذي وهو يخبر أمته عن أفضل الدعاء في يوم عرفة قال أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هي أفضل ما جاء به نبي، وما من نبي إلا دعا أمته توحيد الله أفضل عبادة وذكر الخطيب أن أفضل الكلام الذي يتعبد به الإنسان لله تبارك وتعالى، جاء في مستدرك الإمام الحاكم أن موسى عليه السلام وهو نبي من أولي العزم ولاقى ما لاقى من قومه خاطب ربه تبارك وتعالى قال يا رب خُصّني بدعاء أذكرك به، موسى عليه السلام يطلب من ربه تبارك وتعالى أن يخصه بدعاء وبذكر دون الخلق ليتقرب به إليه قال يا رب خصنى بذكر ودعاء أدعوك به، قال الله تبارك وتعالى: قل: لا إله إلا الله، قال: يا رب كل عبادك يقولونها، قال يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة لرجحت بهن لا إله إلا الله. وزاد القول: هي كلمة من أعظم الكلام، هي أفضل ما يقوله الإنسان، هي أفضل ما يدعو الإنسان ربه وأفضل ما يشغل الإنسان به لسانه و أفضل ما يملأ الإنسان به قلبه لا إله إلا الله لا مستحق للعبادة إلا الله تبارك وتعالى، لهذا جاءت الشريعة بحماية هذا المعنى العظيم وسد جميع الأبواب التي تؤدي إلى انتقاص هذا المعنى في قلب العبد الموحد لله تبارك وتعالى. الشريعة تعزز الوحدانية وقال المحمود: فمن حرص الشريعة على حماية جناب التوحيد أن النبي عليه الصلاة والسلام جاءه رجل مرة فقال: يا رسول الله ما شاء الله وشئت، فقال النبي عليه الصلاة والسلام أجعلتني لله عِدلا، قل: ما شاء الله وحده، وقال عليه الصلاة والسلام لا تقولوا ما شاء الله وفلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان، أي لا تستخدموا العبارات التي تدل على المساواة بأن تجعل غير الله مساويا لله ولو بالألفاظ، بل حتى في لفظك ينبغي أن تميز بين المقامين، بين مقام الإله وبين مقام المخلوق، الدليل: لا تجعل لله عِدلا مساويا ولو في ألفاظك.

1465

| 11 سبتمبر 2021

محليات alsharq
محمد المحمود في جامع الشيوخ: طلب العلم جهاد والعناء في تحصيله عبادة

قال فضيلة الشيخ محمد محمود المحمود إن العلم والتعليم هما أبرز ما يميز هذا الدين، وأن العلم طلبه جهاد وتدارسه عبادة يتقرب بها الإنسان إلى الله تبارك وتعالى، وأن العلماء عند الله يوم القيامة لهم مزية دون غيرهم، في دنياهم ميزهم الله عز وجل ويوم القيامة يميزهم الله على رؤوس الأشهاد جميعا.. وقال المحمود في خطبة الجمعة أمس بجامع الشيوخ إن التعليم هو أبرز ما يميز دين الإسلام الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، في أول يوم منه ومع أول آية منه تحث على هذا الأمر العظيم فأنزل الله أول ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهو في غار حراء يتعبد ويتحنث اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، وهو إشارة عظيمة واضحة الدلالة على أن هذا الدين قائم على العلم ليس كغيره قائم على الأهواء والظنون والاختراعات. الحجة عماد الدين وأضاف: إن الدين قائم على الحجة والدليل وعلى البرهان لا يُقبل قول أحد دون دليل وحجة وبرهان، امتاز دين الله على غيره بالحجة والدليل والبرهان والعلم فكان أمر الله تبارك وتعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام من أول يوم أن يعلي من شأن العلم والعلماء، أن يجعل للعلماء منزلة دون غيره، العلم في دين الإسلام له مكانة خاصة، له شأن خاص، ورد الحث عليه في كتاب الله وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، دلالة على عظم شأنه وأهميته في حياة الإنسان، قال تبارك وتعالى قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ. طلب العلم جهاد وأكد فضيلة الشيخ المحمود أن العلم طلبه جهاد وتدارسه عبادة يتقرب بها الإنسان إلى الله، وأفضل ما أفني فيه العمر، أفنيت فيه الأموال، هو أن يطلب الإنسان العلم وأن يترقى في العلم ففضل الإنسان وقدره ومكانته على قدر تحصيله للعلم، العلماء هم المميزون دون غيرهم، هم أفضل من خلق الله تبارك وتعالى بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فضل العالم على العابد، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم. وأضاف: خير الناس أهل العلم، العلماء تُسهل لهم كل الطرق إلى الجنة، قال النبي عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن لتضع الملائكة أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع، لمكانته عند الله لأنه شخص محبوب له مزية دون غيره، ومكانة، يضع الله ما في هذا الكون لخدمته، حتى أن الملائكة لتضع أجنحتها تواضعا وتقديرا وإجلالا لطالب العلم، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع، لأنه يصنع أمرا يحبه الله. للعلماء مزية دنيا وآخرة وزاد القول: لابد أن يكون الإنسان متعلما على مقاعد الدراسة أو يكون الإنسان معلما لغيره هؤلاء لهم مزية عند الله تبارك وتعالى، قالت أم عطاء لابنها، يا بني إن أردت الدنيا فعليك بالعلم وإن أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإن أردتهما سويا فعليك بالعلم، لا شيء يعلو العلم مهما امتلك الإنسان من مال وجاه، مهما امتلك الإنسان من أسباب لا يبقى معه إلا العلم، العلماء عند الله يوم القيامة لهم مزية دون غيرهم، في دنياهم ميزهم الله عز وجل ويوم القيامة يميزهم الله تبارك وتعالى على رؤوس الأشهاد جميعا. العلم يقرب العبد إلى ربه نوه الخطيب بقوله: الحرص الحرص على التعليم، وأعظم علم ما يقربك إلى الله، أعظم العلوم هو أن تعرف الله عز وجل، أن يمتلئ قلبك خشية لله تبارك وتعالى إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ، لا فائدة من علم لا يقربك إلى الله، لا فائدة من علم لا يجعلك في مصاف عباد الله المتقين، لا فائدة من علم تأتي به يوم القيامة ولا فضل لك على جاهل، العلم الحقيقي هو الذي يقربك إلى الله تبارك وتعالى، نسأل الله أن يرزقنا علما نافعا وأن يجعلنا في مصاف عباده العلماء. ولفت المحمود إلى أنه كما أن للعلم فضلا وكما أن للعمل به مزية دون غيره من الأعمال، فإن تبليغ العلم هو من أجل القُرَب إلى الله رب العالمين، أن يبلغ الإنسان ما علم إلى من لا يعلم، هو عمل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، قال النبي عليه الصلاة والسلام: مثل ما بعثني الله به كمثل غيث أصاب أرضا – هذا هو العلم الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام- مثاله كمثال غيث إذا جاء على الأرض الجدباء أحياها، وهكذا يجب أن يكون العلم والعلماء.

1010

| 04 سبتمبر 2021

محليات alsharq
محمد المحمود في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: الصدق خُلُق حميد يجلب الخير لصاحبه

قال فضيلة الشيخ محمد محمود المحمود إنه من لازم الصدق في حياته وتفقد حلوه ومره ورخاءه وشدته وقال الحق في كل موطن وحقق الصدق في حياته، يرجى له أن يبعث يوم القيامة مع الصديقين. وذكر الشيخ محمد المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن الله أمر عباده المؤمنين أن يكونوا مع الصادقين، أن يكونوا ملازمين لأهل الصدق الذين وصفهم الله بصفة الصدق وهو وصف عظيم وهي صفة يعدها كثير من أهل العلم أساسا لكثير من الفضائل، فمن تحقق فيه الصدق تحققت فيه فضائل عديدة، ومن فاته الصدق أو قل في حياته فقد كثيرا من صفات الإحسان والخير، ولأهمية هذه الصفة في حياة المؤمنين أمر الله تعالى عباده بملازمتها، بل إنه مدح نفسه ووصف نفسه بها فقال: قُلْ صَدَقَ ٱللَّهُ ۗ فَٱتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا، وقال تبارك وتعالى: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا. وحث الخطيب قائلا: الصدق يا درجات، وأعظمه صدق اللسان، أن يصدق الإنسان في قوله فلا ينطق إلا حقا مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ، الصدق في القول هو أعظمها والصدق في النية والعمل أن ينوي الإنسان وأن يكون صادقا في نيته، فمن صدق الله في نيته صدقه الله تبارك. وأضاف: ومدح الأنبياء عليه الصلاة والسلام بهذه الصفة العظيمة بل إن الأنبياء جميعا وصفوا بهذه الصفة المباركة صفة الصدق، وكان نبينا عليه الصلاة والسلام أبرز صفة كان متصفا بها قبل الإسلام هي صفة الصدق، لذلك جاء أن النبي عليه الصلاة والسلام لما أراد أن يبلغ رسالته جمع قريشا وقال لهم لو قلت لكم إن خلف هذا الجبل جيش أتى لغزوكم، أكنتم مصدّقيّ، قالوا والله ما عهدنا عليك كذبا، أي كان موصوفا بالصدق لم يعرف عنه صلوات ربي وسلامه عليه كذبا، بل إنهم قبل ذلك بكثير لما أرادوا أن يعيدوا بناء الكعبة فأعادوا بناءها ولم يبق من بنائها إلا الحجر، وضع الحجر الأسود في موضعه اختلفت قبائل وعوائل قريش من الذي له الشرف أن يضع الحجر الأسود في مكانه، فتعاهدوا واتفقوا فيما بينهم أن يتحاكموا إلى أول من يطلع عليهم فلم يلبثوا إلا أن خرج عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا هذا الصادق الأمين، رضينا به حكما. صفة الصحابة وقال إن صفة الصدق اتصف بها أصحابه رضي الله تبارك وتعالى عنهم، فهذا الصديق أبو بكر رضي الله تعالى عنه، قيل إنه سُمي الصديق لأنه صدق النبي عليه الصلاة والسلام في كل ما قاله وكل ما أتى به، ويروى أن النبي عليه الصلاة والسلام لما أسري به إلى بيت المقدس ثم عرج به إلى السموات العلا ورجع في تلك الليلة وأصبح صلوات الله وسلامه عليه، فأخبر قريشا بخبر الإسراء ولم يخبرهم بعد بخبر المعراج فكذبوه كيف يكون له أن يُسرى به في ليلة من مكة إلى بيت المقدس وكان العرب قديما يقضون في طريقهم إلى بيت المقدس شهرا ذهابا وشهرا إيابا، كيف يتحقق له أن يسرى به في ليلة ذهابا وإيابا؟ فاستغل المشركون هذا الحدث ليشككوا أهل الإيمان في إيمانهم، فأتوا إلى الصديق رضي الله تبارك وتعالى عنه فقالوا له إن صاحبك يزعم أنه ذهب إلى بيت المقدس وعاد في ليلة، فقال الصديق رضي الله عنه إن كان قالها فقد صدق، إني أصدقه في خبر السماء كيف لا أصدقه بخبر الأرض وهو ممكن في قدرة الله تبارك وتعالى؟ الصديقية درجة قبل النبوة ذكر الخطيب أن درجة الصديقية هي درجة قبل النبوة، قال الله تبارك وتعالى: وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا. وكان النبي عليه الصلاة والسلام هو وأبو بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم أجمعين على جبل أحد، فاهتز أحد بهم، فضرب النبي عليه الصلاة والسلام بقدمه على أحد وقال: أثبت إنما عليك نبي وصديق وشهيدان. وجدد القول إن الصديقية درجة عظيمة ومن أكثر من الصدق واتصف به في حياته يرجى له أن يبعث يوم القيامة صديقا، أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل لا يزال يصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل لا يزال يكذب حتى يكتب عند الله كذابا.

1431

| 21 أغسطس 2021

محليات alsharq
محمد المحمود في جامع الشيوخ: شكر الخالق يكون بطاعته وعمل الصالحات

أوضح فضيلة الشيخ محمد محمود المحمود أن شهر الله المحرم الذي نفتتح به سنتنا هو شهر محرم معظّم، العبادة فيه ليست كغيرها، وفي شهر الله المحرم يوم مبارك عظيم عظّم من زمن الجاهلية وما قبلها بل من زمن موسى عليه السلام، ألا وهو يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر المحرم. وقال الشيخ محمد المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ مع أن الأشهر كلها يحرم فيها الذنب ويحرم فيها معصية الله، قيل لأن هذا الشهر من الأشهر التي خص الله عز وجل بها تحريم القتال ولا نزاع فقد كان العرب في جاهليتهم يتنازعون ويتقاتلون فيما بينهم ثم تواضعوا فيما بينهم ألا يتقاتلوا في الأشهر التي تقرب من موسم الحج فأقرها الله تبارك وتعالى، إلا أنه جعلها أربعة أشهر تعظيما للذنب فيها، فالذنب معظم ومحرم طول السنة، إلا أنه في الأشهر المحرمة الأربعة يزداد حرمة وتعظيما، وكذلك يزداد إثمه وذنبه إذا ارتكبت معصية في هذه الأشهر. لماذا شهر المحرم ؟ وأضاف: لهذا سمي الشهر وهو أول أشهر السنة، شهر الله المحرم، سئل النبي عليه الصلاة والسلام ما أفضل الأشهر؟ قال النبي عليه الصلاة والسلام شهر الله المحرم وهنا يتميز هذا الشهر بأن النبي عليه الصلاة والسلام أضافه إلى الله تبارك وتعالى فقال شهر الله المحرم، لزيادة تأكيد حرمته وأنه شهر معظم عند الله تبارك وتعالى، لأنك إذا أردت أن تعظم شيئا أضفته إلى الله تبارك وتعالى، فتقول بيت الله للدلالة على عظمة هذ البيت وأنه ليس كغيره من البيوت، وكل شيء أضيف إلى الله تبارك وتعالى ازداد تعظيما على غيره. وأوضح الخطيب أن شهر الله المحرم هذا الشهر الذي نفتتح به سنتنا هو شهر محرم معظم العبادة فيه ليست كغيرها كما أن الذنب فيه ليس كغيره، فكلما عظم الشهر أو عظم اليوم أو عظم الموسم عظمت الأعمال فيه إن كانت خيرا فخير وإن كانت شرا فشر، فعلى المرء أن يحذر من معصية الله تبارك وتعالى في سائر العام وعليه أن يحذر زيادة على ذلك من معصية الله ومخالفته في الأشهر الحرم، هذه أشهر عظمها الله تبارك وتعالى فجعلها أشهرا حرما لها ميزة خاصة ليست كغيرها من الأشهر، افتتح العام بهذا الشهر فهو شهر تزداد فيه الأجور وتضاعف وتعظم، وختم الله السنة بشهر محرم ألا وهو شهر ذو الحجة وهو شهر فيه عبادة عظمى ألا وهي عبادة الحج. ونوه الخطيب بأن شكر الله على نعمه يكون بطاعته، فقد قال أهل العلم الحمد يكون باللسان والشكر يكون بالعمل اعملوا آل داود شكرا وقد ظهر لنا ذلك جليا في فعل النبي عليه الصلاة والسلام فقد كان شكر الله تبارك وتعالى على النعمة التي أنعم بها على موسى عليه السلام بأن نجاه من فرعون وقومه أن صام النبي عليه الصلاة والسلام وجعل أمته تصومه شكرا لله تبارك وتعالى، فأصبح من السنة أن الإنسان يشكر الله عز وجل على كل ما يطرأ له في حياته، بطاعة الله تبارك وتعالى، فإذا جاءك الأمر بالبشرى وجاءك الخبر بأمر يسرك فتقرب إلى الله بطاعته، الشكر الله بطاعته إما أن تسجد لله شكرا أو تتصدق لله شكرا أو تعمل أي عمل صالح، فشكر الله يكون بعمل الطاعات. وذكر الشيخ المحمود: في هذا الشهر الذي هو شهر الله المحرم يوم مبارك عظيم عظّم من زمن الجاهلية وما قبلها بل من زمن موسى عليه السلام، ألا وهو يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر المحرم، جاء النبي عليه الصلاة والسلام بعد هجرته إلى المدينة فرأى اليهود يخصون يوما بالتعظيم ويصومونه ويتعبدون فيه ويجعلونه عيدا يلبسون فيه أحسن الملابس، فقال النبي عليه الصلاة والسلام ما هذا؟ قالوا هذا يوم نجى الله تبارك وتعالى فيه موسى من فرعون فنحن نعظمه، فقال النبي عليه الصلاة والسلام نحن أولى منهم بموسى فأمر بصيامه صلوات الله وسلامه عليه، فأصبح من ذلك اليوم يوما مسنونا أن يصام فيه.

1189

| 14 أغسطس 2021

محليات alsharq
محمد المحمود في خطبة الجمعة بجامع الإمام: أداء الصلاة في غير أوقاتها ندامة وخسران

أوضح فضيلة الداعية الشيخ محمد محمود المحمود أن سورة العصر هي الوصية العظمى التي ينبغي أن نتواصى بها كل حين لما فيها من موعظة بليغة ووصية عظيمة، كما بين أن وصية النبي لنا بتقوى الله فيها صلاح الآخرة، ووصيته بطاعة من ولي الأمر علينا فيها صلاح الدنيا، ووصيته بالتمسك بكتاب الله وبسنته صلى الله عليه وسلم وبما عليه عمل الخلفاء الراشدين من المهديين فيها صلاح الدين، فبصلاح الدين والدنيا والآخرة يحصل الفوز الذي ينشده كل الناس. وقال المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن يوم أمس الجمعة هو آخر جمعة من هذا العام الهجري، وقد أمرنا الله أن نعتبر بمرور الأيام والليالي والساعات وأن نتواصى فيما بيننا بالحق، فقال تعالى: والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر، وقد الإمام الطبراني عن أبي مدينة الدارمي رضي الله عنه قال: كان أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام إذا لقي أحدهم صاحبه قرأ عليه سورة العصر، ثم بعد ذلك يسلم عليه، لكن قبل ذلك يقرأ عليه سورة العصر لأنها الوصية العظمى التي ينبغي أن نتواصى بها كل حين. سورة الموعظة البليغة وأشار الخطيب إلى قول الإمام الشافعي رحمه الله: لو لم ينزل الله عز وجل إلا سورة العصر لكفت، أي لكفت الناس، لما فيها من موعظة بليغة ووصية عظيمة من الله تبارك وتعالى وقد اعتنى النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الأسلوب ألا وهو أسلوب الوصية، فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يكثر من الوصية ويوصي أصحابه فيقول أوصيكم بكذا، ويسألونه هم يا رسول الله أوصنا فيوصيهم، وأسلوب الوصية أسلوب بليغ في التربية ومن أعظم الوصايا التي أوصى بها النبي عليه الصلاة والسلام وأوصى بها رب العزة قبل ذلك وهي التي ينبغي أن يوصي بعضنا بها، مع عام جديد نحن مقبلون عليه. تقوى الله رأس الوصايا الوصية العظمى ورأس الوصايا هي تقوى الله يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. وذكر الشيخ محمد المحمود أن النبي عليه الصلاة والسلام أوصى بتقوى الله تبارك وتعالى وبطاعة من ولي علينا وبالتمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، جاء في الحديث الذي خرجه الإمام الترمذي وغيره من الأئمة عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، قلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله وبطاعة من ولي عليكم وإن كان عبدا مجدعا، ألا وإنه سيكون بعدي اختلاف كثير فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ هكذا وصى النبي عليه الصلاة والسلام. لماذا طاعة ولي الأمر؟ وأضاف أن وصيته بتقوى الله فيها صلاح الآخرة، ووصيته بطاعة من ولي علينا فيها صلاح الدنيا، ووصيته بالتمسك بكتاب الله وبسنته صلى الله عليه وسلم وبما عليه عمل الخلفاء الراشدين من المهديين فيها صلاح الدين، فبصلاح الدين والدنيا والآخرة يحصل الفوز الذي ينشده كل الناس فمن زحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز الفوز الحقيقي هو إذا زحزحت عن النار وأدخلت الجنة ذلك هو الفوز الحقيقي. ونوه الخطيب إلى أنه ومن الوصايا التي ينبغي أن نتواصى بها فيما بيننا هي إقامة الصلاة على وقتها، فقد جاء في صحيح الإمام مسلم أن النبي عليه الصلاة والسلام أوصى أبا ذر رضي الله عنه فأمر فقال له: اسمع وأطع وإن عبدا مجدعا أنفه وأقم الصلاة لوقتها، لا مجرد الصلاة فقط بل أن تقيم الصلاة لوقتها، فإن الصلاة موقوتة بأوقات من ضيع وقتها خاب وخسر، وقد قال الله تبارك وتعالى مهددا المؤمنين ومحذرا إياهم ومخوفا لهم قال: ويل للمصلين الذين هم عن صلاته ساهون، وقد قال العلماء الذين هم عن صلاتهم ساهون، إما أن يكونوا ساهين عنها بالكلية أو يكونوا ساهين عن بعضها فيصلون بعضها ويتركون بعضا، أو ساهين عن أوقاتها، فيأخرون الصلاة عن وقتها.

2198

| 07 أغسطس 2021

محليات alsharq
محمد المحمود بجامع الإمام: الصدقة طهرة النفوس وزكاة القلوب ودافع للبلاء

بيَّن فضيلة الشيخ محمد محمود المحمود أن الصدقة هي رأس عبادة المتقين وهي لواء الصالحين والمصلحين وهي طهرة النفوس وزكاة القلوب، الصدقة هي دافع للبلاء وهي مفتاح باب السماء حال الدعاء، والصدقة رافعة للإنسان عند الله ولها أثر عظيم على الفرد وعلى المجتمع. وأوضح الشيخ محمد المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: إن الله تبارك وتعالى خلق الخلق لعبادته فقال تبارك وتعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ 56 مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ، والعلماء رحمهم الله قسموا العبادة إلى أقسام متنوعة ومتعددة، قال أهل العلم: العبادة إما أن تكون عبادة بدنية، كالصلاة والصيام والوضوء وغيرها، وقد تكون عبادة مالية كالزكاة والصدقة وغيرها، وقد تجمع العبادة بين البدني والمالي كالحج والعمرة، عبادة المال هي عبادة لله تبارك وتعالى وحديثنا اليوم عن عبادة مالية ألا وهي الصدقة، والصدقة هي أمر أخف من الزكاة، فالزكاة مفروضة واجبة في المال، والصدقة ما زاد على ذلك من إنفاق، وإذا تأملت فيما جاء عن الله تبارك وتعالى وعن النبي عليه الصلاة والسلام من فضل الصدقة وأثرها على النفس والمجتمع، علمت أهمية هذه العبادة عبادة الصدقة بالمال تتقرب إلى الله تبارك وتعالى بإنفاق المال تطوعا لله عز وجل، الصدقة هي رأس عبادة المتقين هي لواء الصالحين والمصلحين هي طهرة النفوس وزكاة القلوب، الصدقة هي دافع للبلاء وهي مفتاح باب السماء حال الدعاء، قال الله تبارك وتعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ، الصدقة شأنها عظيم، جاء في سنن الإمام الترمذي عن أبي كبشة الأنماري رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه: ما نقصت صدقة من مال ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا ولا فتح عبد على نفسه باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر، وأحدثكم حديثا فاحفظوه: إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد آتاه الله مالا وعلما فهو يعرف لله فيه حقه ويصل به رحمه فذلك بأعظم المنازل عند الله، وعبد رزقه الله علما ولم يؤته مالا وهو صادق في نيته فهو يقول لو أن لي مالا لفعلت وعملت بعمل فلان فهو بنيته وأجرهما سواء، وعبد آتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو لا يتق فيه ربه ولا يصل به رحمه ولا يعرف لله فيه حقا فهو بأخبث المنازل، وعبد لم يؤته الله مالا ولا علما ولكنه يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان (أي الثالث الذي استخدم ماله في غير طاعة الله) يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته ووزرهما سواء. وأردف: الصدقة رافعة للإنسان عند الله تبارك وتعالى، سواء أديتها بيدك وبيمينك ومن مالك أو أديتها بقلبك إن نويت أن تحسن بمالك للناس ولو لم تملك المال، يؤتيك الله تبارك وتعالى أجرا كأجر المنفقين لعظم هذا الشأن عند الله تبارك وتعالى. تطفئ نار الخطيئة وذكر الشيخ محمد المحمود أن الصدقة لها أثر عظيم على الفرد وعلى المجتمع، الصدقة تطفئ نار الخطيئة كما يطفئ الماء النار، كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: إن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، الصدقة تقيك من عذاب الله تبارك وتعالى، قال النبي عليه الصلاة والسلام عن الخلق جميعا: ما من أحد سيقف بين يدي الله يوم القيامة ينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا ما قدم، فاتقوا النار ولو بشق تمرة، ولو بنصف تمرة تتصدقون بها لله تبارك وتعالى، قد تكون هذه سببا لوقايتك من عذاب الله تبارك وتعالى، لا يستهين الإنسان بهذا الأمر العظيم، لما فيه من خير على الفرد وعلى المجتمع، لهذا كان شأن المتصدقين عند الله تبارك وتعالى عظيم، يبارك الله عز وجل لهم في أموالهم ويبارك لهم في أبدانهم، ويبارك لهم في أهليهم وأبنائهم، يجعل حياتهم مباركة أينما كانوا لأنهم أحسنوا إلى عباد الله تبارك وتعالى، وأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، المتصدقون لهم دعوة يومية من ملك هيأه الله عز وجل لكلك، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ما من يوم يصبح فيه العباد إلا وملك لله تعالى يقول: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا، أسأل الله تبارك وتعالى أن يزيد إيماننا وأن يعرفنا بما يرضي الله تعالى عنا. أفضل الصدقات ولفت الخطيب إلى الحديث عن ما هي أفضل الصدقات؟ إذا أردت أن تتصدق وأن تحسن فما أفضل الصدقات التي ينبغي أن تبادر لها؟ قال النبي عليه الصلاة والسلام: أفضل الصدقة أن تتصدق وأنت صحيح شحيح تأمل الغني وتخشى الفقر ولا تقول إذا بلغت النفس الحلقوم لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان، لا تخف على الناس بعد موتك فإن ميراثهم ثابت حقهم ثابت في مالك، لكن ينبغي على الإنسان أن يخاف على نفسه وأن يقدم لنفسه بين يدي الله تبارك وتعالى. ونوه الشيخ محمد المحمود أن الصدقة العظمى إذا تصدقت وأنت صحيح لست بمريض على فراش الموت، وأن تتصدق وأنت شحيح أي حريص على المال ولكنك تخالف نفسك وتتصدق به، وأن تتصدق وأنت تأمل الغني وتخشى الفقر لا تظن أن الصدقة تكون سببا لنقص مالك، جاء النبي عليه الصلاة والسلام يوما على عائشة فسألها عن ذبيحة كانت عندها في البيت شاة ذبحت ليؤكل لحمها فقالت للنبي عليه الصلاة والسلام تصدقت بها إلا الذراع أو قالت ذهبت إلا الذراع، فقال النبي عليه الصلاة والسلام بقيت كلها إلا الذراع، هذا الذراع الذي سنأكله لن نجد أجره وثوابه عند الله ولكن الباقي لنا هو ما أنفقناه لله تبارك وتعالى، نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.

1518

| 30 يوليو 2021

محليات alsharq
محمد المحمود بجامع الإمام: يوم النحر أفضل أيام الدنيا

بين فضيلة الشيخ محمد محمود المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن أيام العشر الأول من ذي الحجة، أيام مباركة شريفة، أيام معظمة عند الله تبارك وتعالى، عظم الله هذه الأيام فجعلها من خير أيام العام، وأفضل العمل ما عمله الإنسان في هذه الأيام المباركة، وبين أن يوم عرفة يوم عظيم يباهي الله به تبارك وتعالى فيه ملائكته بعباده الصالحين، وأن أفضل أيام الدنيا يوم النحر ويوم القر، هذا اليوم يوم العيد هو أفضل أيام الدنيا. وقال الشيخ المحمود: الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، هذه أيام العشر الأول من ذي الحجة، أيام مباركة شريفة، أيام معظمة عند الله تبارك وتعالى، عظم الله هذه الأيام فجعلها من خير أيام العام وأفضل العمل ما عمله الإنسان في هذه الأيام المباركة، ونحن فيها ونخوض في خيراتها وبقي منها أيام لا تقل عما مضى فما بقي من العشر هو الأعظم وهو الأجزل عندل الله تبارك وتعالى، ولنا مع ما بقي من هذه الأيام والأعمال وقفات. يوم عرفة وأوضح الخطيب أن الوقفة الأولى مع يوم عرفة، وهو يوم عظيم يباهي الله به تبارك وتعالى فيه ملائكته عباده الصالحين، يباهي الملائكة بعباد الله تبارك وتعالى، في هذا اليوم العظيم يغفر الله عز وجل لعباده ويعتق خلقا عظيما من النار في هذا اليوم يوم عرفة الذي حث النبي عليه الصلاة والسلام على صيامه فقد جاء في صحيح الإمام مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه في حديثه الطويل عن الصيام، قال النبي عليه الصلاة والسلام عن صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله تعالى أن يغفر سنة قبله وسنة بعده، هذا اليوم العظيم يوم عرفة حثنا النبي عليه الصلاة والسلام على صيامه واستغلاله فأجره عند الله تبارك وتعالى عظيم. يوم العيد وذكر الشيخ محمد المحمود أن الوقفة الثانية مع يوم العيد وهو اليوم التالي ليوم عرفة، وهو المسمى بيوم النحر، لأنه تنحر فيه الأضاحي. وأوضح أن أفضل أيام الدنيا يوم النحر ويوم القر، ويوم القر هو اليوم الذي يلي يوم النحر، حيث يقر الحجاج في أماكنهم، يوم النحر هو من أفضل أيام الدنيا، وهو يوم العيد، وأعياد المسلمين اثنان لا ثالث لهما، عيد الفطر وعيد الأضحى، ويستحب في هذا اليوم أن يظهر الإنسان الفرح والسرور، وأن يدخل الفرح والسرور على أبنائه وأهل بيته ومن حوله من معارفه وأقاربه، ولا ينسى فقراء المسلمين ما استطاع، يدخل الفرح والسرور على من يعرف ومن لا يعرف، فإنه عيد الإسلام، هو يوم عظيم فيه يحج الحجاج ويتمون حجهم ثم ينحرون ضحاياهم تقربا إلى الله تبارك وتعالى، وتشبها بنبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام. صلاة العيد وأضاف: في هذا اليوم يوم العيد، عيد الأضحى ينبغي ألا يغفل الناس عن صلاة العيد، وهي وإن كانت فرض كفاية أو سنة على قول إلا أنها مما يظهر فيه الفرح في العيد، فالفرح في العيد ليس بلبس الجديد، ولكن الفرح في العيد بطاعة الله رب العبيد، إظهار شكرك لله تعالى بإظهار أهم أعمال العيد، وهو صلاة العيد هو إظهار لشكر الله تعالى، فالحرص الحرص على صلاة العيد، لا يغفل عنها المؤمن فينام عنها، فإنها مظهر العيد وشعاره. وأردف الخطيب: في هذا اليوم ينبغي أن يحافظ الإنسان على صلاة العيد، ثم بعد ذلك لا يفوته أن يجلس في خطبة العيد ويستمع لها، فإن من فاتته صلاة العيد وفاتته خطبة العيد، فكأنه لا عيد له، لأنه فاته الشعار العظيم في هذا اليوم ألا وهو إظهار العبودية لله تعالى. ولفت الخطيب إلى أنه يستحب في هذا اليوم ألا ينسى الإنسان أقاربه، فمن كان قاطعا لرحم فعليه أن يصلها، ومن كان مقصرا مع قريب أو غيره فعليه أن يصله، فهو يوم صلة ويوم تواصل ويوم عطاء ويوم إدخال سرور على عباد الله. أصناف الأضحية وأكد الشيخ محمد المحمود أن هذا اليوم يوم العيد هو أفضل أيام الدنيا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، فمن الأعمال الجليلة في هذا الأيام المباركة الأضحية وهي مندوبة ومستحبة للقادر عليها على رأي جمهور العلماء، ولا تجزئ من غير بهيمة الأنعام وهي الإبل والأغنام والشياه والماعز، لا تجزئ الأضحية من غير هذه الأصناف، وينبغي أن تذبح بعد صلاة العيد، فمن ذبح أضحيته قبل صلاة العيد فإنها غير مجزئة فينبغي أن تقع بعد صلاة العيد، ويستمر وقت الذبح على رأي جمهور أهل العلم إلى غروب شمس يوم الثاني من أيام التشريق وقيل إنه ممتد إلى ثالث أيام التشريق، لكن المستحب فيها أن يبادر الإنسان بأضحيته بعد صلاة العيد، يتقرب بها إلى الله تبارك وتعالى تأسيا بنبينا عليه الصلاة والسلام فإنه قد ذبح كبشين أملحين أقرنين، كبشا عنه وعن أهل بيته، وكبشا عن أمته عليه الصلاة والسلام. ونوه الخطيب بأنه ينبغي أن يتجنب الإنسان عيوب الأضحية، فإن عيوبها أربعة كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام، جاء في سنن النسائي وغيره عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال في عيوب الأضحية أربعة عيوب لا تجزئ في الاضحية: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والكسيرة التي لا تنقي، والعرجاء البين ضلعها، والكسيرة التي لا تنقي هي الضعيفة الهزلاء التي كاد مخ ساقها أن ينشف منها، فعلى الإنسان أن يتقرب إلى الله ما استطاع بأضحية سليمة سمينة يتقرب بها إلى الله تبارك وتعالى يرجو ثواب الله تبارك وتعالى، فإن إراقة الدماء في ذلك اليوم هو عمل يحبه الله تبارك وتعالى، يضحي الإنسان بأضحية واحدة عنه وعن أهل بيته.

2194

| 17 يوليو 2021

محليات alsharq
محمد المحمود في جامع الإمام: أركان الإسلام الخمسة اجتمعت في عشر ذي الحجة

بين فضيلة الشيخ محمد محمود المحمود أن العشر الأول من ذي الحجة أيام فاضلة مباركة، وقد قال أهل العلم من فضل هذه الأيام أنها اجتمعت فيها أعمال أركان الإسلام الخمسة دون غيرها من الأيام ففيها ذكر الله والتوحيد وفيها كثرة الصلاة وفيها الصيام. وقال الشيخ محمد المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: فإن الله تبارك وتعالى يخلق ما يشاء ويختار لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، فضّل الله تبارك وتعالى بعض الأمكنة على بعض وفضّل بعض الأزمنة على بعض، وفضّل مكة على غيرها من بقاع الأرض، وفضّل المسجد الحرام على غيره من المساجد وفضّل ليلة القدر على غيرها من الليالي وفضّل أيام العشر الأول من ذي الحجة على غيرها من الأيام، هكذا أراد الله تبارك وتعالى لحكمة يعلمها كما أنه فاضل بين الناس، فجعل منهم الأنبياء وغيرهم لحكمة عظيمة يعلمها جل جلاله. الأيام الفاضلة وأردف: العشر الأول من ذي الحجة أيام فاضلة مباركة، يوم وتدخل علينا هذه الأيام الفاضلة، ما لها عند الله تبارك وتعالى؟ ما هو فضل هذه الأيام على غيرها من أيام العام؟ فضل العشر الأول من ذي الحجة أن الله تبارك وتعالى أقسم بها في القرآن فقال عز وجل والفجر وليالٍ عشر، قال جمهور المفسرين الليالي العشر، هي الليالي أو الأيام الأولى من ذي الحجة، وأنه قد ذكر الليالي بدون الأيام هي أن تعلم أن فضلها في النهار وفي الليل، فكما أنك مأمور بأن تطيع الله في النهار في هذه الأيام وتكثر من طاعة الله لا تغفل عن الليل، فإن فضله كفضل النهار في هذه الأيام، هذه الأيام هي الأيام المعلومات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه فقال: واذكروا اسم الله في أيام معلومات، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: أفضل أيام الدنيا أيام العشر من ذي الحجة، هذه الأيام المباركة فيها يوم عرفة وما أدراك ما يوم عرفة؟ يوم يغفر الله عز وجل فيه للخلق، يوم يباهي الله عز وجل عباده فيقول لملائكته: انظروا لعبادي شعثا غبرا يرجون رحمتي، هذه الأيام الشعر فيها يوم النحر، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: من أفضل أيام الدنيا يوم النحر وأيام القر، أي ما بعد يوم النحر وهو يوم العيد، يوم عظيم مبارك، أيام العشر الأول من ذي الحجة عظيمة مباركة. العمل الصالح وأوضح الشيخ محمد المحمود أن الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة العمل الصالح فيها أفضل من غيرها من أيام العام، أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله تبارك وتعالى من أيام العشر من ذي الحجة، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بماله ونفسه ولم يعد بذلك من شيء، لا يعدل العمل الصالح في هذه الأيام إلا عمل رجل خرج مجاهدا في سبيل الله بماله ونفسه وقتل شهيدا وهلك ماله كله وهو يجاهد في سبيل الله، ذلك الشخص وحده هو أفضل من العامل في هذه الأيام، دلالة على عظمة العمل في هذه الأيام الفاضلة. الأجر والثواب ولفت الخطيب إلى أن الصلاة في هذه الأيام العشر ليست كغيرها في الأجر والثواب، يوم الجمعة الذي سيكون فيها ليس كغيره من جمع العام، الصيام في هذه الأيام أفضل من الصيام في غيرها، القيام والزكوات والصدقات كلها مضاعفة عند الله تبارك وتعالى في هذه الأيام، أعظم العمل.. العمل في العشر الأول من ذي الحجة، ويستحب في هذه الأيام أن يكثر الإنسان من ذكر الله تبارك وتعالى وأن يكثر من التكبير لله تعالى، كان ابن عمر رضي الله عنهما وأبو هريرة رضي الله عنه في هذه الأيام يخرجان إلى السوق وإلى أماكن اجتماع الناس فيكبران الله تعالى بصوت مرتفع ليسمع الناس ذكر الله ليشتغل الناس في هذه الأيام المباركة بكثرة ذكر الله تبارك وتعالى، ومن الصيغ المستحبة في هذه الأيام أن يقول الإنسان دائما وفي كل وقت وهو ماشٍ وهو جالس وهو في مركوبه في سيارته وفي الشارع وفي كل مكان وإن تيسر له أن يسمع من حوله دون إزعاج كان ذلك مستحبا، أن يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. الأمور المستحبة وذكر الخطيب: فمن الأمور المستحبة في عشر ذي الحجة لمن أراد أن يضحي، فإذا دخل عليه العشر الأول من ذي الحجة امتنع عن قص شيء من شعره وأظفاره والأصل في ذلك ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال النبي عليه الصلام والسلام: إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره، وقد اختلف أهل العلم في حكم الإمساك عن قطع شيء من الشعر والأظفار، فذهب الإمام أحمد رحمه الله إلى حرمه قطع شيء من شعره وأظفاره في هذه الأيام، وذهب جمهور أهل العلم وذهب الإمام أبو حنيفة ومالك والشافعي رحمهم الله جميعا إلى أن الأمر لا يصل إلى درجة الحرمة ولكنه من المستحبات، وفعله مكروه والأمر في ذلك واسع، فاختلاف أهل العلم رحمة ولكن الذي اتفق عليه العلماء دون خلاف انه من أراد أن يضحي ولكنه مع ذلك قطع أظافره وشعره فإن هذا الفعل لا يمنعه من تمام أضحيته كما شاع عند كثير من الناس، لأنه يريد قطع أظافره وشعره يمتنع عن أضحيته، وهذا الأمر لا ترابط بينهما فمن أراد أن يضحي فليضحي ولينل هذا الأجر العظيم أجر الأضحية ولا يمنعه ذلك الأمر من تمام فعله.

2039

| 09 يوليو 2021