رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2515

محمد المحمود بجامع الشيوخ: التربية بالقدوة والأفعال تضمن أجيالاً ناجحة

12 مارس 2022 , 07:00ص
alsharq
محمد المحمود
الدوحة - الشرق

أكد فضيلة الشيخ محمد المحمود أن القدوة الحسنة هي من أعظم الأسباب ومن أعظم الأدوات التي ينبغي أن يتحلى بها المصلحون، أن يتحلى بها المربون، أن يتحلى بها الآباء والأمهات، فإن الله تبارك وتعالى لأهمية القدوة وأن تكون في حياة الإنسان في ذاته وفي تقليده للآخرين أن تكون القدوة حاضرة أمامه ليتأسى بها فنجد أن الله أمر نبيه أن يتذكر الأنبياء السابقين "أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده".

وقال الشيخ المحمود في خطبة الجمعة أمس بجامع الشيوخ إن القدوة الحسنة هي من أعظم الأسباب ومن أعظم الأدوات التي ينبغي أن يتحلى بها المصلحون أن يتحلى بها المربون أن يتحلى بها الآباء والأمهات وتساءل الخطيب: هل نحن محتاجون للقدوة أم لا ؟ وقال: "سؤال ينبغي أن يطرحه الإنسان إن من أعظم الأزمات التي تمر في عصرنا هذا على أخلاق الناس وعلى عاداتهم وعلى أفهامهم وأفكارهم غياب القدوة الحسنة، وحلت بدلا منها القدوة السيئة، فإنك تجد الشاب ينشأ ويتربى ولا قدوة حسنة له، بل إن الآباء والأمهات بعضهم لا يمثلون قدوة حسنة لأبنائهم، تجد الأم تمنع ابنها عن الكذب ثم يراها تكذب على أبيه، يجد الوالد ينهاه عن الكذب ثم يجد الأب يكذب على أمه وعلى أصدقائه، وتساءل الخطيب: كيف ترجون من ابن ينشأ بين أبوين كاذبين يقولان ما لا يفعلان "كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون".

وأوضح المحمود أن غياب القدوة الصالحة من أعظم أسباب الفساد في هذا الزمان، فأصبح الواحد من البنين أو من البنات يبحث إما في وسائل الإعلام وإما في الساحات المعروفة وغيرها عن القدوة التي يقلدها ويأخذ بقولها ويأخذ بشكلها ويأخذ بكلماتها ويَهلك ويُهلك غيره.

ونوه بقوله: إن غياب القدوة أمر سبب أسبابا عظيمة لأخلاق الناس في هذا الزمان، فعلى الآباء وعلى الأمهات وعلى الأبناء أن يعيدوا القدوة إلى حياتهم، سأضرب مثالا بسيطا للمعلم كيف يكون قدوة ؟ جاء أحد الصحابة رضي الله عنهم إلى أبي هريرة وقد وجده في مسجد وقد اجتمع الناس حوله فلما انفض الناس عنه جاء إليه فقال يا صاحب رسول الله أخبرني بحديث سمعته من النبي عليه الصلاة والسلام ولم يسمعه غيري، يعني خصني بشيء لم تخص به الناس، فقال: حدثني النبي عليه الصلاة والسلام بحديث ليس بيني وبينه أحد ثم بكى حتى أغمي عليه فعل الأمر ثلاثا فلما أفاق قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام يؤتى بثلاثة يوم القيامة يؤتى بقارئ للقرآن ويؤتى بمجاهد ويؤتى بمنفق كان ينفق أمواله، فيقال للقارئ ماذا فعلت للقرآن الذي معك؟ فيقول تلوته وقمت به آناء الليل وآناء النهار فيقال له: كذبت إنما كنت تقرأ ليقال قارئ وقد قيل، ويقال كذلك للمنفق إنما أنفقت ليقال منفق وقد قيل، ويقال للمجاهد كذبت إنما قاتلت ليقال إنك شجاع وقد قيل، أنظر إلى حال أبي هريرة لما حدث بهذا الحديث بكى بكاء شديدا أثر في نفس تلميذه وقد ترسخ في نفس هذا التلميذ أن راوي الحديث وهو أبو هريرة رضي الله عنه ممتثل في حياته لهذا الحديث عامل به لا يقول ما لا يفعل.

مساحة إعلانية