رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1431

محمد المحمود في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: الصدق خُلُق حميد يجلب الخير لصاحبه

21 أغسطس 2021 , 07:00ص
alsharq
الشيخ محمد المحمود
الدوحة- الشرق

قال فضيلة الشيخ محمد محمود المحمود إنه من لازم الصدق في حياته وتفقد حلوه ومره ورخاءه وشدته وقال الحق في كل موطن وحقق الصدق في حياته، يرجى له أن يبعث يوم القيامة مع الصديقين.

وذكر الشيخ محمد المحمود في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن الله أمر عباده المؤمنين أن يكونوا مع الصادقين، أن يكونوا ملازمين لأهل الصدق الذين وصفهم الله بصفة الصدق وهو وصف عظيم وهي صفة يعدها كثير من أهل العلم أساسا لكثير من الفضائل، فمن تحقق فيه الصدق تحققت فيه فضائل عديدة، ومن فاته الصدق أو قل في حياته فقد كثيرا من صفات الإحسان والخير، ولأهمية هذه الصفة في حياة المؤمنين أمر الله تعالى عباده بملازمتها، بل إنه مدح نفسه ووصف نفسه بها فقال: "قُلْ صَدَقَ ٱللَّهُ ۗ فَٱتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا"، وقال تبارك وتعالى: "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا".

وحث الخطيب قائلا: الصدق يا درجات، وأعظمه صدق اللسان، أن يصدق الإنسان في قوله فلا ينطق إلا حقا "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"، الصدق في القول هو أعظمها والصدق في النية والعمل أن ينوي الإنسان وأن يكون صادقا في نيته، فمن صدق الله في نيته صدقه الله تبارك.

وأضاف: ومدح الأنبياء عليه الصلاة والسلام بهذه الصفة العظيمة بل إن الأنبياء جميعا وصفوا بهذه الصفة المباركة صفة الصدق، وكان نبينا عليه الصلاة والسلام أبرز صفة كان متصفا بها قبل الإسلام هي صفة الصدق، لذلك جاء أن النبي عليه الصلاة والسلام لما أراد أن يبلغ رسالته جمع قريشا وقال لهم لو قلت لكم إن خلف هذا الجبل جيش أتى لغزوكم، أكنتم مصدّقيّ، قالوا والله ما عهدنا عليك كذبا، أي كان موصوفا بالصدق لم يعرف عنه صلوات ربي وسلامه عليه كذبا، بل إنهم قبل ذلك بكثير لما أرادوا أن يعيدوا بناء الكعبة فأعادوا بناءها ولم يبق من بنائها إلا الحجر، وضع الحجر الأسود في موضعه اختلفت قبائل وعوائل قريش من الذي له الشرف أن يضع الحجر الأسود في مكانه، فتعاهدوا واتفقوا فيما بينهم أن يتحاكموا إلى أول من يطلع عليهم فلم يلبثوا إلا أن خرج عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا هذا الصادق الأمين، رضينا به حكما.

صفة الصحابة

وقال إن صفة الصدق اتصف بها أصحابه رضي الله تبارك وتعالى عنهم، فهذا الصديق أبو بكر رضي الله تعالى عنه، قيل إنه سُمي الصديق لأنه صدق النبي عليه الصلاة والسلام في كل ما قاله وكل ما أتى به، ويروى أن النبي عليه الصلاة والسلام لما أسري به إلى بيت المقدس ثم عرج به إلى السموات العلا ورجع في تلك الليلة وأصبح صلوات الله وسلامه عليه، فأخبر قريشا بخبر الإسراء ولم يخبرهم بعد بخبر المعراج فكذبوه كيف يكون له أن يُسرى به في ليلة من مكة إلى بيت المقدس وكان العرب قديما يقضون في طريقهم إلى بيت المقدس شهرا ذهابا وشهرا إيابا، كيف يتحقق له أن يسرى به في ليلة ذهابا وإيابا؟ فاستغل المشركون هذا الحدث ليشككوا أهل الإيمان في إيمانهم، فأتوا إلى الصديق رضي الله تبارك وتعالى عنه فقالوا له إن صاحبك يزعم أنه ذهب إلى بيت المقدس وعاد في ليلة، فقال الصديق رضي الله عنه إن كان قالها فقد صدق، إني أصدقه في خبر السماء كيف لا أصدقه بخبر الأرض وهو ممكن في قدرة الله تبارك وتعالى؟

الصديقية درجة قبل النبوة

ذكر الخطيب أن درجة الصديقية هي درجة قبل النبوة، قال الله تبارك وتعالى: "وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا". وكان النبي عليه الصلاة والسلام هو وأبو بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم أجمعين على جبل أحد، فاهتز أحد بهم، فضرب النبي عليه الصلاة والسلام بقدمه على أحد وقال: أثبت إنما عليك نبي وصديق وشهيدان.

وجدد القول إن الصديقية درجة عظيمة ومن أكثر من الصدق واتصف به في حياته يرجى له أن يبعث يوم القيامة صديقا، أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل لا يزال يصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل لا يزال يكذب حتى يكتب عند الله كذابا".

مساحة إعلانية