رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ماذا اكتشفت؟

• اكتشفت أن الناس لا يتشابهون في الأخلاق والصفات ولو وجدتَ يوماً من تظن أنه يشبهك فأنت غلطان، فستدور الأيام وستكتشف الوجه الآخر الذي كان يخفيه خلف قناع ليقنعك بطيبته وأنه يشبهك!. • اكتشفت أن البعض يتقّرب منك لمصلحته، ويُمّجد فيك ليكسب رضاك، وبالتالي تُزّكيه ليفوز بمناصب معينة وعندما يحصل على ما يريد ينساك بل ربما يتحاشى لقاءك وكأنك لم تكن سبباً في خير له في يوم!. • اكتشفت أن بعض المسؤولين يهابون الموظف المستقل، الفاهم، المخلص، القائد الناجح، والذي يعمل بخطط ورؤية واضحة ويفضلون عليه الموظف الضعيف قليل الخبرة الذي يعزز لهم سياسة فرق تسد، فيرفعون أسهمه حتى يظلوا تحت سيطرتهم!. • اكتشفت أن بعض الرجال يختلفون في العمل ويتآمرون على بعض وتسمع تعالي أصواتهم وحربهم عبر المراسلات، ولكنهم يتفقون في التآمر على بعض النساء ويستضعفونهن، خاصة إذا كُن من النوع المسالم والذي لا يناطح الرجال حفاظاً على أنوثتهن!. • اكتشفت أن المعاملة الطيبة والاحترام لا تنفع مع الجميع، فالبعض يعتقد أن طيبتك ضعف واحترامك قلة حيلة، لذلك يجب أن تعامل الناس بما يليق بهم ويستحقونه. • اكتشفت أن بعض الرجال لا يؤمنون بقدرات المرأة، ويستهينون بأفعالها، ويشككون في مهنيتها في حين أن الفئة الأكبر من المتخبطين في الوظائف الإدارية رجال. • اكتشفت أن بعض الرجال قد ينظرون للمرأة العاملة بنظرة إعجاب ويصيبهم الفضول للتعرف عليها عن قرب ولكنهم يخشون الارتباط بها، وهذا ما يثبت ضعف رجولتهم وانعدام ثقتهم في أنفسهم. • اكتشفت أن البعض يحاول أن يثبت لك طيب نواياه تجاهك وينصحك القيام بأفعال ثم تظهر الحقيقة فهو أول المساندين لإسقاطك والإيقاع بك!. • اكتشفت أن الصداقة كلمة فضفاضة جداً ولا تليق بالكثير ممن نعتبرهم أصدقاء بل هم مجرد أقزام دخلوا حياتنا بالصدفة وكشفتهم الظروف التي أثبتت أنهم مجرد دروس تُعّلمنا كيف نكون أكثر حرصاً في المستقبل على اختيار من نقربهم منّا. • اكتشفت أن مقياس عدد السنوات غير كافٍ لإثبات نية فلان أو علان ممن يدخلون حياتك، بل هي المواقف التي تحدد بقاء هذا الشخص أو غيره بالقرب منك، الكثير يخون العِشرة والبعض لا يقّدر العيش والملح ولا الخير الذي تعاملت به معه، فينسى ذلك من أجل مصلحته أو لتَغير أهوائه ومزاجه!. • اكتشفت أن صمتك وهيبتك وحكمتك في التعامل تحفظ كرامتك التي هي أهم ما تملك، لذلك فاجأ كل من ينتظر انفجارك بالصمت لتزيده قهراً. • اكتشفت أن المناصب الوظيفية لا تخلق منك إنسانلً إذا أنت لست كذلك، ولن تجعلك حسن الطباع إن كنت سيئا، ولن تزيد من شهرتك ولن تنقصك، فالإنسان المعروف بطيب أخلاقه سيظل كذلك مهما علا شأنه أو تغيرت ظروفه فاسمك وأخلاقك يحددان سمعتك وليست وظيفتك الزائلة. • اكتشفت أن الحياة مليئة بالمسّرات والأحداث والتفاصيل التي تحتاج أن نُركز عليها من وقت للآخر، وأهمها نَفسُنا فلها حق أن نُريحها من التعب ونُطهرها من الأشخاص الخطأ، ونُدللها بما تحتاجه وتستحقه بعيداً عن رغبات الناس. • اكتشفت أن في بُعد الناس راحة، والاكتفاء بعدد بسيط ممن أثبتت الظروف صدقهم يكفيك، فحاول في كل فترة من حياتك غربلة الناس لتنعم بحياة صحية. • اكتشفت أن البقاء وحيداً وممارسة هواية معينة أو مشاهدة أعمال درامية هو أمتع ما يمكن أن تقوم به بعيداً عن المُشاحنات والقيل والقال وتحقيق دور البطولة على أكتاف الآخرين. • اكتشفت أن هناك ناساً يظهرون بأغلى الملابس ويلهثون وراء الماركات ليقتنوها والسيارات الفارهة ليقودها، لكنهم أرخص ما يمكن في داخلهم، فعقولهم خاوية وأخلاقهم منحطة ومبادئهم معدومة. • اكتشفت أن البعض ممن على رأسه بطحة سيتحسس عليها بعد قراءة هذه السطور وسيشعر بمشاعر متناقضة من الغضب والندم والمذلة لأنه بهذا السوء الذي قد لا يعلمه إلا الله. [email protected] @amalabdulmalik

4170

| 24 أكتوبر 2021

مشاعر سلبية

تتكون المشاعر لدينا من المواقف التي نمر بها، وإذا ما كانت المواقف إيجابية فإنها ستنعكس على صحتنا النفسية بشكل إيجابي والعكس صحيح، وأكثر المواقف التي تُحفر في الذاكرة والتي تكوّن اتجاهات الشخصية هي مواقف مرحلة الطفولة، فذاكرة الطفل تكون صفحة بيضاء وبتلقائية تحفظ المواقف سلبية كانت أم إيجابية، وكلما زادت المواقف السلبية التي يتعرض لها الطفل كلما أضر ذلك بتكوين سلوكياته وأثبتت الدراسات والأبحاث تأثير العنف والقسوة، ليس على نفسية الطفل، فحسب بل له أثر على المدى البعيد، ولعّل صفة العدوانية هي أكثر ما يظهر على سلوكيات الطفل وتتطور معه تلك الصفة كلما تَقّدم في العمر، كما قد يصيب العنف البدني للطفل لأمراض نفسية مثل الاكتئاب والقلق والخوف وتعاطي المخدرات والتبول اللاإرادي وضعف النمو الذهني، وله آثار جسدية فيشعر الطفل بألم في المعدة وصداع وضعف في التركيز. للأسف، إن البعض يجهل التعامل مع الأطفال ورغباتهم ويعتقد أنه يتعامل مع بالغ نفسه، فيتوقع منه أن يسمع الكلام أو النصيحة من أول مرة، ويتوقع منه أن يقوم بأداء المهام على أكمل وجه، وإذا لم يحدث ذلك فيفرغ البالغ شحنات الغضب على الطفل الذي قد لا يستوعب ما قد طُلب منه أو هو غير قادر على أدائه وهو ليس في مرحلة عمرية تجبره على الفهم والتصرف والاستيعاب بشكل محترف وصحيح! صادفت قصة في أحد حسابات شبكات التواصل الاجتماعي لولي أمر يشتكي على مديرة مدرسة ضربت طفلة أمام البقية بسبب تغيبها ليوم واحد، وتعتقد المديرة انها بذلك ستردع البنت من الغياب وستعتبر بقية الطالبات ولن يتغيب في المستقبل، في حين أنها ارتكبت جُرماً كبيراً في حق تلك الطفلة وكونت لديها عُقدة من المدرسة ستستمر معها للأبد، وربما ستعزف الطفلة عن التعليم بسبب ذلك، وأعتقد أن الإيذاء الجسدي والنفسي من أهم الأمور التي يجب تجنبها وعدم اللجوء إليها مع الأطفال أو حتى الكبار لما فيه من إهانة لنفسية وكرامة الشخص، ومتى ما شعر بالإهانة، فإنه قد يرتكب تصرفات عدوانية ستستمر معه مستقبلاً، وموقف آخر تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي حول إقفال إحدى المدارس أبوابها أمام مجموعة طلبة وصلوا متأخرين، وظلوا واقفيين أمام باب المدرسة في الشمس والحر دون أن يلتفت إليهم أحد، أو يحاول تَفهّم الظروف التي استدعت تأخيرهم ربع ساعة، خاصة وأننا نعلم الزحمة غير الطبيعية التي تواجه كل الموظفين والطلبة صباحاً، وعليه يجب وضع اعتبار لتلك الأزمة والاطلاع على ظروف الطالب الاجتماعية، ورصد عدد مرات التأخير ومحاولة حل المشكلة في مكان آمن، وفي الحرم المدرسي بعيداً عن الفوضى والتطاول في الكلام على الطلبة، لأن إغلاق باب المدرسة في وجه الطلبة يفتح لهم المجال للتسرب المدرسي دون علم الأهل كما يكون سبب كره الطالب للمدرسة وطاقمها، وبالتأكيد سينعكس ذلك على نفسيته وسلوكياته سلبياً! •يجب اختيار الكادر التعليمي بعناية وربما إجراء اختبارات تبيّن الصحة النفسية للملتحقين بالتعليم لأنهم السبب في نجاح أو فشل الطلبة علمياً ونفسياً وسلوكياً!! •كل من يتعامل بعنف وبقسوة مع الآخرين يعاني من اضطراب نفسي نتيجة لتعرضه لعنف في الطفولة فأحسنوا معاملة الأطفال لتحافظوا على صحتهم النفسية حتى لا تكونوا سبباً لعقدهم التي سيفرغونها في الآخرين! [email protected] @amalabdulmalik

3431

| 17 أكتوبر 2021

لا للمبالغة

يُعرّف الإعلان بمجموعة من الأنشطة التي يمكن عن طريقها توجيه رسالة شفوية أو مرئية ويكون المرسل هنا هو المعلن سواء كان منتجاً أو موزعاً، والمرسل إليه هنا الجمهور والمستهلكون والمستفيدون من السلعة أو الخدمة وذلك مقابل أجر مدفوع، ويعتبر الاعلان أحد إستراتيجيات التسويق والتي تعتمد على محاولة التأثير على فئة معينة من الناس، واتخذت الاعلانات كل الصور والاشكال من خلال الصحف والمطبوعات والراديو والتلفزيون والرسائل النصية والسينما وموخراً شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت المتنوعة. وليكون الإعلان مؤثراً ويصل إلى أكبر شريحة من المستهدفين يتعمد المُعلن تكرار الاعلان في أوقات مختلفة وفي وسائل الاعلام التقليدية كالراديو والتلفزيون ونلاحظ ذلك في الاعمال الدرامية خاصة في أوقات الذروة للمشاهدة، والوضع نفسه مع الصحف فيتم نشر إعلانات في الصفحات الرئيسية ليصل الاعلان للفئة المستهدفة، وبعد رواج المواقع الرقمية تهافت المُعلنون على الاعلان في مواقع الانترنت، خاصة المواقع الأكثر إستخداماً من المستهلكين، وتَطّور الأمر بشكل سريع فأصبح الاعتماد على بعض المستخدمين لشبكات التواصل الاجتماعي والذين يعتبرون أنفسهم شخصيات عامة ويشاركون متابعينهم يومياتهم، فلجأت بعض الشركات والجهات لتلك الشخصيات للاعلان عن منتجاتها أو فعالياتها إيماناً منهم بقوة تأثير هذا الشخص المُعلن وقد يكون ذلك إعتباراً لرأي شخصي من أحد القائمين على تلك الشركة أو الجهة، ومع رواج شبكات التواصل الاجتماعي وإقبال الناس عليها بشكل جنوني اعتمد كثير من الشخصيات العامة الإعلانات كتسويق للمنتجات ولأنفسهم فأصبحوا يقدمون خدمات إعلانية نظير مقابل مادي يتم تحديده من قِبل المُعلِن وكلما كانت الشركة كبيرة في السوق والإنتاج كلما ارتفع سعر الإعلان، وتحولت بعض الحسابات إلى منصات إعلان فقط، فتلاحظ أن محتوى الحساب يعتمد على الإعلان فقط وتتنوع الاعلانات من مطاعم إلى أسواق إلى منتجات تجميلية إلى محلات أثاث وديكور البيت والمشاريع الصغيرة وغيرها من المشاريع الكثيرة، وبعض المعلنين يستخدمون طريقة التركيز والتكرار في الإعلان وذلك بالاتفاق مع أكثر من مُعلن في نفس الوقت فعندما يتصفح المتلقي حسابات المشاهير يجد تكرار لنفس المنتج أو الخبر وذلك لتصل الرسالة أكثر (ومؤخراً أصبح تكرار وكثرة الاعلان تُزعج المتابعين وربما فقد بعض المشاهير مصداقيتهم). يعتقد بعض المُتلقين أن المبالغة في الإعلان بوصف المنتجات بأنها رائعة دائماً غير منطقي خاصة وأن تجارب البعض غير مُرضية مع تلك المنتجات التي سعوا للحصول عليها ولكنها كانت دون المستوى المتوقع، كروائح العطور أو منتجات التجميل أو حتى المطاعم فعندما يزور أحدهم المطعم الذي تم الاعلان عنه وأنه أكله خيالي وناطع ولذيذ يفاجأ المستهلك بمذاق عادي أو أقل من العادي، أو يُعلن بطريقة ساخرة تجعل منه أضحوكة للمتابعين وعوضاً أن ينجح المنتج على العكس تمامًا مما يعرض المشهور للحرج بعد تبادل فيديوهاته بشكل ساخر خاصة وأن مجتمعاتنا تهوى الاخطاء والتندر عليها، ومن هنا بدأت الثقة تنهار في إعلانات المشاهير إلاّ أنها مازالت هي الطريقة الأكثر رواجاً والمُعتمد عليها محلياً وفي الدول المجاورة، وربما في بعض الدول الغربية، الفكرة رائجة ويجب استغلال هذا الانتشار لشبكات التواصل الاجتماعي ومحاولة الاستفادة من الموجه التي يشارك فيها الكل مهما كانت مكانته في الوقت نفسه يجب على المُعلن أو المشهور رسم استراتيجية لإعلاناته بحيث لا تتعارض مع بعضها في المضمون، وأن يعطي مجالاً للمتلقي أن يجرب ففي النهاية هو يعلن بناء على ذوقه الذي قد لا يتناسب مع أذواق الآخرين المتنوعة، بالإضافة إلى أن كل شخص منّا له احتياجات ومزاج معين سواء في الأكل أو اللبس أو العطور وغيره ولا يمكن تعميم منتج معين على الجميع فالأذواق مختلفة ونادراً ما يتفق مجموعة من الناس في ذوقهم على رأي واحد! • كُن مُعلناً إن رغبت، ولكن حافظ على مصداقيتك، مصداقيتك وانتقائيتك وليكن لديك المذاق الخاص بك في الإعلان وابتعد عن الابتذال والإلحاح فالجمهور أصبح أكثر وعياً ومُدركاً للعبة الاعلان عبر شبكات التواصل الاجتماعي! ‏ [email protected] ‏ @amalabdulmalik

3612

| 10 أكتوبر 2021

ثورة الرفض

نعيش في بلد يحترم الرأي الآخر بل ويشجع عليه منذ افتتاح قناة الجزيرة في 1996 والتي حافظت على شعارها طوال هذه السنوات الرأي والرأي الآخر، وانعكس هذا الشعار على الإعلام العربي بشكل عام وعلى المجتمعات العربية التي بدورها تشجعت للتعبير عن رأيها ووجدت لها منبراً إعلامياً يحترم رأيها مهما كان معارضاً، ومع ظهور منصات التواصل الاجتماعي التي أتاحت بدورها الحرية للتعبير تهافت أفراد المجتمعات في كل العالم على استخدامها والتعبير عن آرائهم بحرية ودون قيود وأصبح كل مستخدم مراسلا ومُحللا ومُسوقا على حسب اهتماماته وقد يكون هذا أمرا طيبا من جهة وأمرا سيئا أو مزعجا من جهة أخرى، فالتأثير على الرأي العام بتناقل التغريدات أو مقاطع الفيديو قد يكون إيجابيا في بعض المواضيع وقد يؤثر سلبيًا ويؤجج المجتمع على شخص أو قضية لا تحتاج كل هذا الرفض والشحن المجتمعي، وقد يكون هذا من السلبيات التي أفرزتها منصات التواصل الاجتماعي. ومحلياً المجتمع حساس جداً تجاه القضايا والفعاليات والظواهر خاصة إذا ما تبنى أحدهم فكرة ما ونشرها عبر التواصل الاجتماعي وأثر على الآخرين لتبني الفكرة فنجد انتشار وسم الموضوع في تويتر وإثارة الرأي العام وحتى لو كان أحدهم لديه رأي معارض لذلك الرأي سيجد نفسه متأثراً برأي العامة وسيغرد مع السرب، وهنا تكمن قوة تأثير شبكات التواصل الاجتماعي، وأحياناً الخوف من الحرب التي قد يشنها البعض إذا ما كتب رأياً مغايراً فانه يحتفظ برأيه لنفسه أو يجد نفسه في نفس التيار! ومؤخراً المراقب للوضع المحلي بشكل عام أصبح المجتمع أكثر سلبية وهجومياً ورافضًا لمعظم المبادرات أو الفعاليات ولا ينظر للجانب الإيجابي أبداً، فينصب التركيز على السلبيات فقط وتبدأ المطالبات بوقف الفعالية أو مقاطعتها أو محاسبة القائمين عليها دون التأني والبحث فيما وراء الموضوع أو الاطلاع على التفاصيل بشكل أدق قبل إطلاق الأحكام والتأثير على الرأي تأثيراً سلبياً دون الاستناد على حقائق صحيحة أو فهم عميق للمبادرة أو الظاهرة أو غيرها وبالتأكيد لو تأنى الشخص الأول الذي بدأ الهجمة لتبنى رأيا أكثر اعتدالا وترك للرأي العام فرصة تقدير الظاهرة قبل التأثير عليهم سلبياً! هناك ظواهر سلبية وتحتاج إلى إثارة الرأي العام عليها ويعاني منها افراد المجتمع وتمس مصالح الأفراد وتحتاج إلى من يتبناها ويحاربها ويطالب بوقف الانتهاكات الإنسانية التي قد تطال أشخاصا بسببها ليتم التصدي لها وتنعكس إيجابياتها على كل المجتمع، أكثر من المطالبة بوقف معارض أو التصدي لمبادرة أو التركيز على ظواهر شخصية قد تختفي من نفسها أو تكون فترة معينة فقط أو قد يتقبلها بعض أفراد المجتمع، وما يجب أن لا نغفله هو أن المجتمع يتكون من اطياف متنوعة وعلينا أن نتقبّل رغبات الآخرين واحتياجاتهم في المجتمع وأن لا نشارك فيها إذا كانت لا تناسبنا ولكن لا ننادي بوقفها ومقاطعتها لأنها قد تناسب غيرنا، كما أن كل ما يحدث من فعاليات ومبادرات هي اختيارية ولم يجبرنا أحد على حضورها أو المشاركة فيها وعليه إن كانت لا تمّسنا بشكل شخصي فلا داعي للجزع منها! • لنحترم رغبات وذوق الرأي الآخر فنحن نعيش في مجتمع منفتح متنوع الثقافات طالما أننا لم نُجبر على المشاركة بها! ‏[email protected] ‏@amalabdulmalik

3583

| 03 أكتوبر 2021

البذرة الطيبة

للحصول على حصاد طيب ومُثمر ووفير لابد أن يلتزم المزارع بتعليمات الري والحرث والطريقة السليمة لزراعة البذور التي ستشكل المحصول، وكلما اهتم المزارع بزراعته وتربته والري وانتبه لأي تغيرات في الأوراق والتربة وحرص على رش الزرع بالمبيدات الحشرية التي قد تتسلل وتنخر في المحصول كل ما حَصَدَ ثمارا طيبة صحية متعافية يتهافت على شرائها وتفيد الجميع. ينطبق هذا الوضع على تربية الأبناء، وثمرة كل زواج الأبناء الذين إذا ما انتبهت لطريقة تربيتهم وحرصت على تقويمهم فسيكون الناتج أبناء صالحين مهذبين مفيدين للعائلة والمجتمع، وهذا ليس بالأمر الهيِّن أو السهل خاصة في الحياة السريعة والمنفتحة التي نعيشها، والتي مهما حاول الأهل السيطرة على أبنائهم إلا أن المحيط الذي يعيشون به قد يجرفهم لتيار بعيد عن مَسلك أهلهم والتربية التي يحرص الأهل عليها. والتربية لا تقتصر على توفير الملابس الغالية أو الأجهزة الإلكترونية والألعاب أو إلحاق الأبناء بالمدارس الأجنبية أو أخذهم سفرات عبر القارات أو بقاء الأبناء مع المربيات طول اليوم وغيرها من الأمور الشكلية، بل التربية هي فهم سلوكيات الأبناء وبناء علاقة صداقة معهم تعتمد على الصراحة والصدق، وتعليمهم أصول الدين والعادات والتقاليد الأصيلة وكل سلوكيات (السّنع) كما نقولها بالعامية ومشاركتهم هواياتهم وتعزيزها بهم، والحرص على معرفة تفاصيل دراستهم وزملائهم في المدرسة والنادي وأصدقائهم المقربين، وتقويم السلوكيات الخاطئة بالنصح والإرشاد وإن وصلت للضرب التأديبي، والأهم تعليمهم معنى احترام الكبير والذي يبدأ من الوالدين إلى الإخوة والمربيات في المنزل وباقي أفراد العائلة وكل من يتعامل معهم. والاحترام يبدأ بالقدوة، فإذا ما الوالدان احترما بعضاً نشأ الأبناء على الاحترام، وإذا ما شاهد الطفل أحد والديه يخل بمظاهر الاحترام فسيتعلم منه ذلك، فكيف يمكن أن يحترم الطفل المربية إذا كانت الأم لا تعاملها معاملة طيبة أو تهينها! الطفل كالأسفنجة في صغره ويمتص كل ما يمر عليه من مواقف ويحفظ الكلمات والسلوكيات التي تكون شخصيته فيما بعد، وإذا لم يجد من يقومها بالشكل الصحيح فقد ينحرف عن المسار وتظهر عليه سلوكيات خاطئة تنم عن اضطراب في الشخصية يتوجب عرضها على دكتور تربوي متخصص لتصحيحها قبل فوات الأوان! أبشع ما قد يؤثر على سلوكيات الأبناء هو الحديث أمامهم عن الآخرين، فهم لا يتعلمون النميمة فقط، بل هم يُشحنون على الناس وإن كانوا لا يعرفونهم من الكلام السيئ الذي قد يسمعونه من الكبار حولهم، فالبعض يعتقد أن الأطفال لا يفهمون، ويسردون أمامهم القصص السلبية عن أفراد عائلتهم وأقربائهم ويعتقدون أنهم أطفال ولا يعون ما يُقال أمامهم في الوقت الذي يُخزن الطفل كل ما يسمعه وقد يقوله لأقرانه أو لمن يحاول استنباطه من أفراد العائلة ناهيك عن الانطباع السيئ الذي قد يتكون في داخله تجاه هؤلاء الأشخاص الذين سمع أحد والديه أو أقربائه يتكلمون عنهم، وربما يتولد لديه شعور بالخوف تجاههم أو الكره مما يسمعونه، في حين قد تكون الحقيقة مختلفة تماما. يشعر الأطفال بما يدور حولهم ويطلقون أسئلتهم بكل عفوية على آبائهم ويقارنون الأجوبة بما سمعوه وبما شاهدوه، فإذا ما لاحظوا تعارضا واختلافا قد يصارحون آباءهم بذلك أو سيحبسون ذلك في داخلهم وسيولد لديهم تناقضات وتراكمات ستكبر معهم وستؤثر على شخصيتهم، لذلك وجب الحذر في التعامل مع الأطفال أكثر من الكبار، فالكذب والمواقف السلبية قد تحفر أثراً يبقى مع الطفل العمر كله ويؤثر في رسم ملامح شخصيته عند الكبر. • علموا أولادكم أن احترام الآخرين ليس بضعف والبعد عن الكذب هي الحقيقة المطلقة لبداية الطريق الصحيح، وأن العائلة كنز لا يجب أن يُفرط الأبناء به، علموهم الحب قبل أن يتعلموا الكراهية من مواقف الحياة. [email protected] @amalabdulmalik

5116

| 26 سبتمبر 2021

الصورة المؤثرة

نُكّون الصور الذهنية عن الآخرين من خلال متابعتنا لهم أو مشاهدتهم في الأماكن العامة، فعندما تكون في أحد المقاهي أو المجمعات التجارية أو المطارات أو أي مكان عام يمر عليك مئات البشر الذين يتصرفون وفقاً لطبيعة نشأتهم وتربيتهم وأخلاقهم ومبادئهم، وبما أن الاختلافات بين البشر هي أساس تكوين الكون، فإنك ستشاهد مواقف تُثير الاستغراب، وربما تُثير غضبك وامتعاضك، وغالباً ما يترك أبطال المشاهد أثراً وانطباعاً عنهم وتَعلق صورهم في ذاكرتك وإن لن تلتقي بهم مرة أخرى، وسعيد من يترك انطباعاً إيجابياً، أمّا أولئك الذين سيتركون صوراً مشوهة منهم فسيكونون نماذج سيئة يتم الاستشهاد بهم لتقديم صورة سلبية عن السلوكيات. وليس بالضرورة أن تكون مشهوراً أو أحد نجوم التواصل الاجتماعي لتكون مؤثراً سواء بالإيجاب أو السلب، فالأشخاص العاديون، الذين نصادفهم في الأماكن العامة وفي مقر الدوام وقطاع الخدمات تؤثر سلوكياتهم فينا، فإذا أحدهم قابلك بابتسامة وساعدك بدون أن تطلب منه وأنهى معاملاتك فسيترك أثراً طيباً عنه في داخلك والعكس صحيح، وإذا كنت في الشارع ورأيت أحدهم يتصّدق دون أن يُلفت النظر له فإنك ستتأثر وستسبقه في عمل الخير، وإذا ما دخل أحدهم مطعماً وأحدثَ فوضى بصوته العالي وفظاظة تصرفاته مع الجميع فإنه سيترك انطباعاً سلبياً عنه، خاصة إذا ما جاهر بمغامراته وأحاديثه المُشينة دون حرج، في حين أن المكان يكتظ بالناس وكأنه يفرغ عقدة النقص التي يعاني منها بلفت النظر!. عندما يُقدم أحدهم لك معروفاً ويقول في حقكَ كلمة حق فإنه يترك أثراً طيباً عن طيب أخلاقه، وعندما يوشي أحدهم عليك ولا يتردد في التسبب لمضرتك فإنه يترك أثراً عن أخلاقه المريضة والحقد الدفين، عندما تَقف مع صديقك في المواقف الصعبة فأنت تترك أثرا طيباً لمفهوم الإخوة والصداقة والعكس صحيح. لو تأملت في ذاكرتك ستمر عليك صور متعددة لأشخاص كانوا في محيطك وتركوا أثراً طيباً وما زلت تتذكر أدق تصرفاتهم، بل ربما تقوم بنفس العادات التي أعجبت بها، وفي المقابل ستتذكر أشخاصاً تتمنى لو باستطاعتك اقتلاعهم من ذاكرتك لكثرة أذيتهم لك وللآخرين وتتمنى لو لم تصادفهم في حياتك وإن كانوا ما زالوا على قيد الحياة تتمنى ألا تجمعك بهم الصُدف أبداً!. المواقف السيئة والسلبية تنهي الأشخاص في عيوننا، ويفقدون احترامهم بداخلنا، والنفس البشرية قد تنسى مئات المواقف الطيبة مقابل موقف واحد سلبي فتُنهي الشخص من حياتك، خاصة إذا ما أعطيته فُرصاً ولم يستغلها، لذلك كُن حريصاً على صورتك الحَسنة، وقبل أن تقوم بأي ردة فعل تَفَكّر وأدرس العواقب لتكون تصرفاتك موزونة وتترك أثراً طيباً مهما كان الظرف الذي تمر به صعباً. • تصرفاتك تعكس شخصيتك السّوية أو المضطربة وأخلاقك الحَسنة أو السيئة، فاختر شكل الأثر الذي تود تركه عنك عند الآخرين. [email protected] @amalabdulmalik

3792

| 19 سبتمبر 2021

لا تصفقوا للباطل!

يُعرف الفساد في اللغة بأنه التلف أو العطب وعدم احترام القوانين والأعراف وسوء الأخلاق، كما أنه الاضطراب والخلل، ويقال في اللغة فلان عاث في الأرض فساداً أي أفسد وأحدث فيها أضراراً أو خراباً، وحذر الدين الإسلامي من الفساد والمفسدين وورد ذكر المفسدين في آيات كثيرة في القرآن الكريم ومنها ما ورد في سورة البقرة: "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ". وللفساد وجوه كثيرة، فمنها ما يكون فساداً أخلاقياً، اجتماعياً، سياسياً، إدارياً ومالياً، ولكل منها صفاتها وتداعياتها وسلبياتها على الشخص الفاسد وعلى المجتمع، وتحارب الدول بشكل عام، وفي قطر بشكل خاص، الفساد ويتم ملاحقة الفاسدين ومحاسبتهم ومعاقبتهم لتعديهم على المجتمع، وفي قطر تم إنشاء هيئة الرقابة الإدارية والشفافية بقرار أميري عام 2011 وذلك حرصاً منها على محاربة الفساد ومراقبة مؤسسات الدولة في أعمالها ومشاريعها ووضع الحدود للتجاوزات الإدارية والمالية ومحاسبة المخطئين، وكما أن الفساد أنواع، فإن للفساد زوايا يتفنن في استخدامها الفاسدون، فبعضهم يفسد ولكن بطرق لا توحي أنها فساد، بل قد يشعر بها الآخرون بأنها إصلاح، فيبدأ هؤلاء المفسدون بنشر الإشاعات ضد الآخرين واختلاق القصص واتهام الناس زوراً وبطلاناً وإقناع الآخرين، سواء أشخاصاً عاديين أو من المسؤولين وصناع القرار بأفكار مغلوطة محاولة منهم تشويه سمعة الآخرين أو إقصائهم أو نبذهم من الأوساط الاجتماعية، وحذر القرآن الكريم من اتباع رأي المفسدين بقوله تعالى في سورة الشعراء: "وَلاَ تطيعوا أَمْرَ المسرفين الذين يُفْسِدُونَ فِي الأرض وَلاَ يُصْلِحُونَ"، حيث يتم نشر الأمراض الاجتماعية في البيوت والأعمال ويتم محاربة المصلحين الحقيقيين ووضع العقبات في مسيرتهم وزرع الفتن وإثارة الآخرين عليهم، ناهيك عن تلفيق التهم وإحاكة المؤامرات وخراب البيوت وزرع الشك فيها أو في العمل بين الموظفين، والمشكلة الوحيدة التي تجعل الفاسدين يتمادون في فسادهم هي الإصغاء لهم وعوضاً عن إقصائهم يتم إعطاؤهم امتيازات تجعلهم في طغيانهم يعبثون، فهم لا يخدمون المصلحة العامة، بل يحققون مصالحهم الشخصية وفقاً لأجندات خاصة ويدسون السم في العسل، فينخرون في المجتمع ويجرون غيرهم للدخول معهم في مؤمراتهم وإغرائهم بأمور مادية زائلة وكم من نفوس ضعيفة تفتقر إلى المبادئ والقيم ولا تمانع في تقديم التنازلات من أجل مال أو منصب أو تزكية زائفة!! يمكن مراقبة الفساد الإداري والمالي وتأخير تسليم المشاريع بسبب الفساد والتجاوزات الإدارية ولكن كيف يمكن مراقبة الفساد الأخلاقي والنفاق والاستغلال والواسطة وغسيل العقول ونشر الإشاعات وتشويه سمعة الآخرين وانتهاك حقوقهم وحرمانهم مزاياهم، هذه الأمور وغيرها يصعب مراقبتها وملاحقة أصحابها إلا أنها تحتاج إلى فطنة وحكمة في تقدير الأمور وعدم التسرع في اتخاد القرارات والتحري والدقة والأهم عدم إعطاء الفرصة للفاسدين بالتحدث عن الآخرين واتهامهم إلا في وجودهم والعدل في إطلاق الأحكام ومراعاة أمر الله في كل ما ورد!! * أعلم أننا لا نعيش في المدينة الفاضلة إلا أن البعض لا يلتزم بأبسط قواعد الدين الإسلامي وليس له مبادئ ولا قيم، فيجب أن يتعقل أحدهم ويقف في وجه الباطل ويوقف الفساد وإلا سنعيش في مستنقع الفساد والظلم! * اللهم ارزق ولاة أمرنا وصنَّاع القرار البطانة الصالحة التي تعينهم على فعل الخير العام، وامنحنا أصدقاء يقفون معنا في الضراء قبل السراء واكفنا شر الفاسدين والحاقدين!! [email protected] Amalabdulmalik@

5023

| 12 سبتمبر 2021

من ينصفها؟

بالرغم من كل الشعارات العالمية التي تنادي بحقوق المرأة، وضرورة وقف العنف ضدها، إلاّ أن الدراسات تؤكد أن العنف ضد المرأة مازال مستمراً، بل كشفت تقارير حديثة صوراً مُرعبة، حيث تبين أن امرأة واحدة بين كل ثلاث تعرضت للعنف في حياتها سواء كان عنفا بدنيا أو جنسيا أو لفظيا، أي ما يُشكل حوالي 736 مليون سيدة وفتاة في العالم وفقاً للتقرير الصادر عن منظمة الصحة العالمية في مارس 2021. وقد لا تعتبر هذه الدراسة دقيقة وهذا الرقم صحيحا، نظراً لأن كثيراً من النساء يتعرضن للعنف ويبقين في صمت، ولا تصل لهنّ المنظمات الحقوقية، بل لا يجرأنَ على الإفصاح عن العنف الذي يتعرضن له في بيوتهن نظراً للخوف الذي يتملكهن وعدم وجود حلول ناجحة لوقف العنف، طالما أنهنّ سيستمرِرْنَ في العيش في نفس البيئة والبيت، ومع نفس الأشخاص الذين يُمارسون العنف ضدهنّ. وتختلف مظاهر العنف ضد المرأة من بيئة لأخرى وفقاً لثقافة البلد والعادات والتقاليد التي تحكمهم والمستوى المعيشي، وكلما كان المستوى المعيشي مُتّدنيا، كلما تعرضت المرأة للعنف والاستغلال الجسدي أكثر، في حين أنه في بعض المجتمعات الأكثر تقدمًا تتعرض المرأة لعنف جسدي ولفظي واستغلال بطرق أخرى، في كل الحالات يؤثر تعّرض المرأة للعنف على صحتها مدى الحياة، وأن توقف العنف ضدها فآثاره تبقى محفورة في داخلها مما يعرضها للإصابة ببعض الأمراض مثل القلق والاكتئاب وغيرها من الأمراض. ورغم الانفتاح العالمي والإعلامي الذي نعيشه، إلاّ أنه ما زال بعض الرجال لا يترددون في تعنيف المرأة وضربها بسبب وبدون سبب، وكأنهم يفّرغون طاقاتهم فيها، كما أنه ما زال قتل النساء مباحاً ومبرراً عند بعض المجتمعات حتى ولو لم تثبت إدانة المرأة، فمن أعطى الرجل الحق في قتل المرأة في حين أن الدين الإسلامي والشرع وضع ضوابط للتعامل مع المرأة وإن أخطأت، وهو نفس العقاب لكل من الرجل والمرأة، وللأسف غالباً لا يتم التقّيد بالضوابط الدينية، والأعراف هي السائدة. العنف له أشكاله وقد تتعرض له معظم نساء العالم، وقد عُرّف العنف في اللغة بأنه الخرق بالأمر وقلة الرفق به، وأعنف الشيء أي أخذه بشدة، والتعنيف هو اللوم واستخدام القسوة في محيط الإنسان، وهو سلوك صادر من قِبل إنسان ضد إنسان آخر سواء كان ذكراً أو أنثى، أما صور العنف تتمثل في العنف الجسدي، اللفظي، النفسي، الاجتماعي، الجنسي، العملي، الاقتصادي، الصحي. وللاعتبارات الاجتماعية يفرض الرجل سيطرته على المرأة ويستقوي عليها ويسلبها إما حريتها أو يتحكم في قراراتها أو يهينها بشكل مستمر سواء بالضرب أو اللفظ أو الاستغلال الجسدي أو يحتال على أموالها أو ورثها أو يستغل منصبه في العمل، فإما أن ترضخ لطلباته أو أنه سيمارس العنف عليها. الرجل أعطى لنفسه الحق ودون وجه حق في استغلال المرأة التي كرّمها الدين الإسلامي ووصى بها الرسول الكريم، ونادت كل المنظمات الحقوقية بضرورة المحافظة عليها من العنف وتكريمها، ومساواتها في الحقوق بالرجل، ولكن للأسف أن ذلك لم يتحقق على مر السنوات وربما تكون طريقة التنشئة الاجتماعية للرجل هي التي تدفعه أن ينظر للمرأة بنظرة دونية فيستغل قوته البدنية عليها ويتطاول عليها بالضرب والإهانة، وكلنا يعرف أننا نعيش في مجتمع ذكوري تُحترم فيه كلمة الرجل، والبعض يستغل ذلك ويُفسر مبدأ القِوامة على هواه وفقاً لاحتياجاته ومبادئه التي قد تكون خطأ غالباً، ونجد أن الذكور عندما يجتمعون على امرأة فإنهم يتفنون في وسائل العنف ضدها، فمثلاً بعض الاخوة قد يمارسون عنفاً على الأخت الوحيدة وحرمانها حقوقها التي قد تصل إلى سلبها حقها في الميراث، والحال نفسه مع الزوج الذي قد يسلب المرأة راتبها أو يقّصر في واجباته الزوجية في الوقت نفسه يحرمها حقها في التمتع في حياتها ناهيك عن الضرب والعنف والأنانية التي يتعامل بها معها. صورة أخرى عندما يتآمر الرجال على النساء في الحياة العملية ويحاولون النيل منهن أو منعهن من تقّلد المناصب ويتنمرون عليهن باعتبار أن المرأة لا تصلح لإدارة الأعمال ويحاولون إقصاءها واستغلال ضعفها رغم أن كل الثقافات ساوت في الحقوق والواجبات بين الموظفين، إلاّ أن المجتمع الذكوري لا يتردد في تعنيف المرأة بحرمانها حقوقها التي يكفلها القانون. صور كثيرة من العنف تعيشها المرأة في العالم وخاصة المجتمعات العربية، ومهما حاولت المنظمات الحقوقية محاربة عنف المرأة ووقفه، إلاّ أنها تفشل على مر السنوات، فالتغيير يحتاج إلى جهود مستمرة وجادة من الحكومات والمجتمعات لتغير السلوك الضار للرجل ضد المرأة، وتحسين إتاحة الفرص والخدمات أمام النساء وتعزيز العلاقات الصحية ومبدأ الاحترام المتبادل بين الطرفين منذ التنشئة وأن لا جنس أفضل أو أقوى أو أكثر سيطرة على الآخر، وهذا ممكن أن يتم باستخدام أدوات تعليمية في المدارس منذ المراحل الأولى وتعزيز تلك الأدوات في المجتمعات بالبرامج التوعوية للطرفين في التعامل مع بعضهم بالتقدير والمساندة والمساواة، فلا تكفي القوانين الوضعية إن لم تُطبق، ولا يكفي ترديد شعارات وقف العنف ضد المرأة في حين من يرفع الشعار يعّنف المرأة ويهضم حقوقها! • في مجتماعاتنا الذكورية يَحل الرجال مشاكلهم وتُلبى طلباتهم بفنجان قهوة في المجلس، أمّا النساء فَيَسلب الرجال حقوقهن بالعَلن ولا يَجدن من يَنصفهن! • لوقف العنف الذي تتعرض له المرأة، لابد من تغيير في طريقة التنشئة الاجتماعية لكل من الأنثى والذكر لتقوم على مبدأ الاحترام والتقدير وأهمية الطرف الآخر ومنحه حقوقه المكفولة من الدين والقانون. • القوانين أعطت المرأة حقها، ونجد كثيراً من النساء يعملن ويمارسن حياتهن ويحققن طموحاتهن، ولكن هناك نساء مازلن يعانين من العنف الذكوري إن لم يكن في البيت، ففي العمل أو المجتمع وهذا ما يجب محاربته! ‏[email protected] ‏@amalabdulmalik

3822

| 05 سبتمبر 2021

شكراً لا تكفي

واجه الكادر الطبي خلال أزمة انتشار فيروس كورونا كوفيد-19 ضغطًا كبيراً، وكانت الطواقم الطبية خط الدفاع الأول وقتها وإلى الآن، وفي الوقت الذي حوَّلت معظم المؤسسات عمل موظفيها عن بُعد كان الطاقم الطبي يعمل دون توقف وبعدد ساعات إضافية، مواجهاً خطر الإصابة بالفيروس الذي فَتَكَ بالبشرية وغَيّر شكل الحياة وما زالت تبعاته مستمرة، والضغط الذي واجهه الأطباء والممرضون لم يكن الخوف من الإصابة بقدر ما كان الخوف على عائلاتهم من نقل الفيروس لهم، كما أن ارتداء الكمامات والبدلات الواقية من الفيروس هي الأخرى تسبب ضغطاً نفسياً على الطبيب والممرض، ناهيك عن مهامهم في تطمين المرضى والتعامل مع خوفهم ومزاجهم السيئ وطلباتهم وتوجيههم بالتعليمات التي تحميهم وتحمي عائلاتهم، حالات الوفيات اليومية للمصابين بالفيروس أحد الضغوط التي كان يواجهها الطاقم الطبي، فليس بالأمر السهل أن يموت المرضى أمامهم وهم عاجزين عن إنقاذهم، ولو فكرنا في تجميع كل القصص التي تعّرضت لها الطواقم الطبية لن تكفيها مجلدات، ففي الوقت الطبيعي يمر الأطباء بمواقف عصيبة مع قصص المرضى، فكيف الحال أثناء جائحة سيطرت على العالم وليس لها علاج واضح خاصة في بداية انتشار المرض، فلكَ أن تتخيل حجم الضغط النفسي على الطاقم الطبي الذي قام بدور جبَّار ولم يتقاعس عن عمله الإنساني ولهذا كان لابد من مكافأة وتكريم للطواقم الطبية بعد كل ذلك الضغط في العمل خاصة وأنهم حُرِموا من إجازاتهم والبعض منهم كان يعمل ليلياً بشكل مستمر بعد إعلان حالة الطوارئ في البلد، ولكن خابت آمال الطواقم الطبية بعد قرار خفض رواتبهم بعد كل ما عانوه من ضغوطات خلال عام ونصف من انتشار فيروس كورونا كوفيد-19، فكم من الإحباط أصابهم خلال اليومين الماضيين، والذي حتماً سينعكس على أدائهم وحماسهم في العمل، فعندما يجتهد الموظف ويعمل تحت الضغط وظروف غير طبيعية يتوقع من المسؤولين المكافأة وليس العكس! كلنا يعلم أهمية القطاع الطبي، بل هو عصب المجتمعات، وكلنا يعلم أننا في قطر ونظراً للظروف الديموغرافية فنسبة المواطنين العاملين في القطاع الطبي قليلة نسبة للوافدين، وكلنا يعلم أن دراسة الطب ليست بالمجال السهل وتحتاج إلى مؤهلات متميزة ورغبة وإصرار على مواصلة عملية التعليم وخدمة البشرية وهذا ما يجعل الكثير من الشباب يعزف عن دراسة الطب، وعوضاً عن تقديم الامتيازات والحوافز للطاقم الطبي ليتشجع الشباب لدراسة الطب يتم خفض الرواتب مع زيادة الضغط، فكيف يمكن استقطاب الشباب لخوض تجربة دراسة الطب والرغبة في العمل الطبي إذا كان الحرمان من الامتيازات مكافأة للطواقم الطبية بعد ضغط جائحة كورونا؟! مسألة خفض الرواتب ليست المشكلة الوحيدة التي يعاني منها العاملون في القطاع الطبي خاصة المواطنين، فهناك ملف العيادات الخاصة والتضييق على الأطباء الذين يرغبون في فتح عيادات خاصة قد تصل لمحاربتهم في وظيفتهم في القطاع الطبي الحكومي، وهذه مشكلة تنعكس سلباً على المقبلين على دراسة الطب من المواطنين، فعوضاً عن تقديم التسهيلات لهم وتشجيعهم يتم وضع الصعوبات أمامهم مما قد تغريهم وظائف سهلة لا تحتاج إلى كل الجد والاجتهاد في الدراسة والعمل وبذلك يهجر الشباب المواطن من الجنسين العمل الطبي، فهل هذا يحقق أهداف وإستراتيجية القطاع الطبي في الدولة!؟ • رواتب الموظفين حقوقهم المفروغ منها ومهما عانت المؤسسات من ضغوطات في الميزانية عليها أن تخفض من مصروفات المشاريع ولا تمس الرواتب حتى لا تفقد الكفاءات ولا يتسرب العاملون في القطاع الطبي لأعمال أخرى، فليس بالأمر الهَيِّن الحصول على كفاءات، فأرواح الناس أمانة! • في مثل الظروف الشرسة التي واجهها القطاع الطبي أثناء جائحة كورونا والعبء النفسي الذي تكبده من مناوبات ليلية ودوام يومي ومواجهة التعرض للفيروس الفتَّاك فإن أقل ما يمكن تقديمه مكافآت ليشعروا بأهميتهم وتقدير المؤسسة لهم وليزيد حماسهم للعمل عوضاً عن خفض رواتبهم الذي يقتل الرغبة فيهم وفي كل من يفكر بالعمل في القطاع الطبي! [email protected] @amalabdulmalik

4197

| 29 أغسطس 2021

غير ما لا يرضيك

لفترات طويلة نعيش حياتنا بشكل روتيني، دون تغيير وقد لا نكون راضين عن أنفسنا ونفكر في التغيير ولكن لا تساعدنا الظروف أو يقف الكسل حاجزا بيننا وبين التغيير ونظل في سلبية قد تقصر أو تطول، وننتظر المعجزة التي تغير حياتنا لكنها لا تأتي فيتملكنا اليأس أكثر ونغرق في بحر السلبية ولا نكف عن ندب حظنا العاثر. ولكن! يجب أن نُدرك أن التغيير لن يأتي إلينا، بل علينا الذهاب إليه، وذلك لا يأتي إلا بالتمرد على أنفسنا وواقعنا واتخاذ القرار للتغيير وهو ليس بالأمر الهَيِّن إلا أنه بكثير من الإرادة والعزم والإصرار على التغيير سنتمكن من ذلك رغم الألم الذي سيعتصرنا ولحظات الضعف وربما التخاذل في مواصلة المضي في التغيير. فما الحالات التي يجب أن نتخذ فيها قرار التغيير؟، بالتأكيد إنها تختلف من شخص لآخر إلا أنها قد تتشابه عند الكثير، فمثلا: - زوجة تعاني الويلات في حياة زوجية باردة، لا تشعر بأنوثتها وتفتقر لأمومتها، ولا يُسمع لها رأي وليس لها قدر، لا تجد من يشاركها صباحها ولا من يناجيها ليلها، تحرق مخدتها بدموعها وتتجرع المرّ أيامها، وتقف حائرة في طريقها لا تجد من يأخذ بيدها، فعليها التمرد على واقعها واتخاذ القرار بالتغيير إما اعتدلت الحياة وإلا اختارت طريقا جديدا لترى النور وتجد السعادة. -تحمّل وظيفة لا تشبع طموحاتنا ولا تزيد من عطائنا ولا تحقق لنا الرضى الذاتي ولا تتفق وجهات نظرنا مع سياسة الإدارة، بل إنك ترى الفساد والأخطاء أمام عينك ولا تجد من يسمعك، فالأفضل أن تتمرد على هذا الوضع وتبحث عن التغيير في مكان آخر يتفق ومهَنيتك العالية. - شخص هَجَر الصلاة فساءت أخلاقه، وتَعَسّرت حياته فانغمس في شهواته وصادق الشيطان فاختلط نهاره بليله لا هدف له ولا نور في دربه، فالقرار ليس صعباً، يحتاج إلى تمرد على أصدقاء السوء وعلى هوى النفس والبحث عن القِبلة والاستسلام ليد الله واللجوء لما يُقرّب له بالأعمال والعبادات مع الإيمان بأن الحياة ستكون أفضل وسيعرف التوفيق طريقه. - أنثى أعتقدت أنها وجدت الأمان ورسمت أحلامها على الغيوم وقدمت قلبها مغلفاً بورود حمراء ونقشت اسمه بدمائها، وأغمضت عينيها إلا عنه وتنفست هواه وتوقفت حياتها عند بابه في الوقت الذي كان ينسج قصص الحب المخادعة مع غيرها ويتقاسم لحظات الهوى مع الأخريات ولا يعرف الإخلاص قلبه ولا تكفيه امرأة واحدة، فالقرار الذي يجب أن تتخذه هو التمرد على قلبها ونفض وهم الحب والوقوف في وجه الخيانة ولفظ الذكريات والتحرر من عذاب الانتظار وحفظ الكرامة عن الهوان بوقف الخداع ووضع نقطة النهاية. - أحدهم ترك والدته في دار المسنين وهَجَرَ زيارتها ونسي ما فعلته له وكيف سهرت الليالي من أجله وبخلت على نفسها لترضيه وتحقق أحلامه وعندما أصبح لديه عائلته الصغيرة قرر أن يخرجها منها ويحرمها من أحفادها، القرار الصواب الذي يجب أن يتخذه هو تغيير الوضع وإرجاع والدته للبيت وكسب رضاها لتعتدل حياته فرضاها من رضى الله. - صديق غير مخلص، عاملته بكل لطف وإخلاص وشاركته تفاصيل حياتك وتوقعت أن يكون السند والعون لك، ولكنك تكتشف نذالته بعد سقوط أقنعته وتلوم نفسك لأنك كنت واضحاً نقياً معه في حين أنه كان يتلون ويسعى لتدمير حياتك، غيّر نفسك حالاً واقطع علاقتك به ولا تكلف نفسك حتى عناء العتاب! - أمور كثيرة نكتشفها في شخصياتنا وحياتنا بحاجة إلى تغيير وهذا التغيير لا يحتاج إلا لقرار قوي يصحبه الرغبة الحقيقية في تصحيح الأخطاء أو قد لا يكون خطأ لكنه لا يحقق لنا الرضا وعليه يجب أن نتمرد ونغير خاصة إذا ما اكتشفنا أن تلك التصرفات التي نقوم بها ونعتقد أنها صواب قد تخسرنا المقربين منا أو ندفع من نحبهم بالابتعاد عنا!!! - ارفع شعار التغيير وغيّر للأفضل قبل أن تخسر نفسك من أجل الآخرين. [email protected] ‏@amalabdulmalik

3991

| 22 أغسطس 2021

القدوة الحَسنة

أكثر سؤال يمكن أن يمر عليك منذ صغرك هو من قدوتك! وتتفاوت الإجابات حسب التوجه المعرفي والثقافي، وتؤثر البيئة والتنشئة الاجتماعية في الإجابة، أغلبية الإجابات تتلخص في الاقتداء بالرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وبأحد الوالدين الأم أو الأب، أو ببعض الشخصيات الثورية التاريخية لمن لديهم توجهات سياسية. وتُعرف القدوة الحسنة في اللغة بالشخص والمثال الأعلى الذي يُقتدى به والنموذج المثالي في تصرفاته وأفعاله وسلوكه بحيث يُطابق قوله عمله ويُصدقه، ويكون القدوة بالنسبة لفريقه باعتباره مثالاً سامياً وراقياً فيعملون على تقليده وتطبيق نهجه، كما أن من يريد أن يكون قدوة عليه أن يحقق ما يريده من الاخرين في نفسه أولاً، ولا يتوقع شخص فاسد وواش وغير ملتزم وغير منظم أن يكون من حوله ملائكة ولا يخطئون فهو من يُصدر لهم الصفات السيئة، وفي القول المأثور (إذا صلح الراعي صلحت الرعية). وكل شخص منا يسعى إلى أن يكون قدوة في موقعه، فالأم تحرص على أن تكون قدوة لأبنائها والأب كذلك، الإخوة الأكبر سناً، الحكام، الأصدقاء، المديرون، الإعلاميون وغيرهم، فالكل يجتهد ليكون قدوة وقد يصيب أو يخيب إذا كان يتظاهر بالسلوك السوي والمثالية العالية في تصرفاته في حين أنه غير ذلك فالممثل لا يستطيع أن يستمر بدوره للابد ولابد أن تنكشف حقيقته يوماً!. تابعت عبر النيتفليكس العمل الدرامي نيو امستردام ( New Amsterdam ) عمل جميل لا يخلو من التشويق وبه كثير من الأفكار والانتقادات الاجتماعية حول العنصرية، ونظام التأمين والصحة وتفضيل الارباح على صحة وحياة المرضى، العلاج النفسي وتفاصيله، أوضاع مرضى السرطان، مشكلات الطاقم الطبي وغيرها من الافكار قد أتفق مع بعضها وأعارض بعضها الأخر، إلا أن العمل جميل ويسلط الضوء على تفاصيل انسانية رائعة، ومحور العمل هو البطل والذي يشغل منصب الدكتور الإداري وكيفية قيادته للمستشفى وفريقه الطبي بعقلية شبابية منفتحة تعتمد على التعاون مع الفريق ومساعدتهم قبل توزيع المهام عليهم، واعطى مثالاً للإنسانية فأن تكون إنسانا أمر مفروغ منه، لكن أن تملك حس الإنسانية تجاه الآخرين فهذا ما يفتقده الكثير، كما أنه جَسّد دور الصديق مع فريقه فعندما تعمل في مؤسسة ضخمة وتقابل زملاءك كل يوم وتكون لديكم نفس الرؤية وتواجهون التحديات نفسها فبذلك تشكلون عائلة متماسكة يمكنها أن تتحدى كل الظروف الصعبة وتجدوا حلولاً لكل معضلة، عندما يكون المسؤول القدوة موجوداً بين فريقه لتقديم العون والمشورة لهم لا لتصيد أخطائهم فهنا يستحق أن يكون القدوة، عندما يتحمل أوجاعه وظروفه الخاصة من أجل المصلحة العامة ومن أجل تقديم المساعدة لكل محتاج من المرضى فهنا يستحق المسؤول أن يكون قدوة، وفي هذا العمل الشيق ستجد مثالاً لذلك المسؤول القدوة الذي تتمنى أن يصادفك يوماً في مسيرتك المهنية، كما أنك ستحرص على أن تكون هذه القدوة إذا كنتَ متصالحاً مع نفسك ويمتلئ قلبك بحب الخير للجميع دون غرور أو كبر أو عنصرية، فمن يسعى للخير الخالص لابد وان يكون متجردا من الأنانية ويُقدم المصلحة العامة على نفسه وأن يخلق البيئة النظيفة السليمة المتعافية المتعاونة لفريقه لينهضوا به وليكونوا عوناً له وليكونوا سداً منيعاً حوله في حالة واجه ظروفاً قاهرة ودون ذلك فلا يستحق المسؤول أن يكون مسؤولاً وبالتأكيد يفتقر للقدوة الحسنة وسينفر منه الجميع. •عَلّم أبناءك الإنسانية والرحمة وحب مساعدة الاخرين فما تزرعه فيهم سيكونون عليه عندما يشغلون مناصب من المفترض أنها تخدم الآخرين!. •ربما تعتقد أن الوقت فات لتعديل صورتك أمام الآخرين، ولكن يمكنك أن تقف مع نفسك وتلجأ للمختصين النفسيين لتقويم سلوكك لتتمكن من ترك بصمة إيجابية عنك وتكون قدوة حسنة يوماً!. [email protected] @Amalabdulmalik

4941

| 15 أغسطس 2021

صَوِّت للأفضل لا للأقرب

في إطار استكمال الدولة للمتطلبات الدستورية لانتخاب أعضاء مجلس الشورى، أغلق باب تسجيل قيد الناخبين الأسبوع الماضي والذي استمر لمدة أسبوع تقريباً، ودعت الجهات الحكومية المواطنين للتسجيل في قيد الناخبين وممارسة حقهم في انتخاب أعضاء مجلس الشورى لأول مرة في مسيرة المشاركة الشعبية القطرية، كما سهَّلت الجهات المختصة عملية تسجيل قيد الناخبين عبر برنامج مطراش2 أو بإرسال رسالة قصيرة لتسهيل عملية التسجيل على الجميع. وقد وضع قانون مجلس الشورى أحكاماً وشروطا واجب توفرها في الناخبين والمترشحين لعضوية مجلس الشورى وفقاً لأحكام الدستور والقواعد القانونية، كما يتضمن القانون ضوابط الدعاية الانتخابية والإشراف القضائي على الانتخابات وعقوبات الجرائم الانتخابية، ويعد مجلس الشورى هيئة تشريعية ومن مهامه مناقشة ما يحال إليه من مجلس الوزراء من مشاريع وقوانين والسياسة العامة للدولة والموازنات ليقدم توصيات بشأنها. وها نحن نقترب من مجلس شورى منتخب من المواطنين، فهم سيحددون من يمثّل وجهات نظرهم في صناعة القرار وهنا يجب التجرد من العواطف والمحسوبيات وربما رابط الدم ليكون الانتخاب للأجدر والأصح، فالمواطن في موقع مسؤولية أمام الله وأمام نفسه ووطنه في انتخابه للشخص الأقدر والأفضل لأن يشغل هذا المنصب الذي يضعه في مساءلة أمام الجميع، وبما أن الباب مفتوح للترشح لمن ينطبق عليه القانون فقد يتقدم الكثير وقد يكون البعض منهم غير مؤهل للالتحاق بعضوية مجلس الشورى ولكن يتفنن في الدعاية الانتخابية أو بحكم الانتماء القبلي والعائلي يُحرج الناخبين مما يجعلهم ينحازون له في حين قد ينافسه في نفس الدائرة من هو أكفأ منه وأصلح لعضوية الشورى، وقد مرت قطر بتجربة مماثلة لانتخابات المجلس البلدي المركزي والتي تجرى كل أربع سنوات ونأمل أن يتجنب المواطنون أخطاء ربما حصلت في انتخابات المجلس البلدي المركزي. وقد يترشح لعضوية مجلس الشورى صاحب قرار أو مسؤول سابق، فيجب عليك التحري قبل اختياره ومعرفة تاريخه أثناء منصبه وتعامله مع الموظفين، فمن كان يُقدم مصلحته الخاصة على العامة تأكد أنه لن ينفع البلاد ولن يكون من تتمنى أن يمثلك، فتلقائيا سيستخدم عضويته بأنانية وسينسى مصالح المجتمع، انتخب ذلك المرشح الذي يتقبل الرأي الآخر والذي يسمع الآراء المختلفة عنه ويتفكر بها ويقتنع بها ويحارب لأجلها، ابتعد عن انتخاب الفارغ فكرياً المليء مالياً، وذلك الذي يلعب على وتر القبلية والذي (يقطك في الشيّمه) كما نقولها بالعامية. إذًا الانتخابات المقبلون عليها فرصة لوضع قواعد الانتخابات للأجيال القادمة والتي ستكمل بناء مستقبل قطر وعليه يجب الحرص على الأمانة للمترشح وللناخب، فالمنصب ليس شرفياً، بل هو مسؤولية تحتاج إلى مرشح يتمتع بثقافة ووعي وفكر منفتح وأمين، لا تغريه الأموال ولا البهرجة الإعلامية وحريص على القيام بمسؤولياته أمام الله والأمير والوطن! • بانتظار مجلس الشورى المنتخب في أكتوبر القادم والذي نتمنى أن يخدم وجود أعضائه مصلحة البلاد ويعكس رؤية وتطلعات المواطنين. • عضوية مجلس الشورى تمتد لأربع سنوات فعليك أن تختار من هو الأجدر والأمين ليشغل هذه العضوية! • نأمل تساوي المواطنين في الحصول على فرصة الترشح والتصويت ومنح الفرصة للنساء الكفؤات للترشح ولأن يكون لديهن مقاعد في عضوية مجلس الشورى كما هو الحال للمجلس الحالي والذي ضم أربع سيدات مثَّلن المرأة القطرية خير تمثيل. • ربما كان مديرك أو وزير في الوزارة التي عملت بها لسنوات ذلك لا يعني أن تنحاز لانتخابه، فقد ينافسه أحدهم بفكر ورؤية جديدة تخدم المجتمع ولم يحظَ بمنصب يوماً! ‏[email protected] ‏@amalabdulmalik

3979

| 08 أغسطس 2021

alsharq
السفر في منتصف العام الدراسي... قرار عائلي أم مخاطرة تعليمية

في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة...

2025

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
قمة جماهيرية منتظرة

حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي...

1635

| 28 ديسمبر 2025

alsharq
محكمة الاستثمار تنتصر للعدالة بمواجهة الشروط الجاهزة

أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة...

1152

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
الملاعب تشتعل عربياً

تستضيف المملكة المغربية نهائيات كأس الأمم الإفريقية في...

1089

| 26 ديسمبر 2025

alsharq
بكم تحلو.. وبتوجهاتكم تزدهر.. وبتوجيهاتكم تنتصر

-قطر نظمت فأبدعت.. واستضافت فأبهرت - «كأس العرب»...

1005

| 25 ديسمبر 2025

alsharq
حين يتقدم الطب.. من يحمي المريض؟

أدت الثورات الصناعيَّة المُتلاحقة - بعد الحرب العالميَّة...

792

| 29 ديسمبر 2025

alsharq
لماذا قطر؟

لماذا تقاعست دول عربية وإسلامية عن إنجاز مثل...

672

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
معجم الدوحة التاريخي للغة العربية… مشروع لغوي قطري يضيء دروب اللغة والهوية

منذ القدم، شكّلت اللغة العربية روح الحضارة العربية...

537

| 26 ديسمبر 2025

alsharq
أول محامية في العالم بمتلازمة داون: إنجاز يدعونا لتغيير نظرتنا للتعليم

صنعت التاريخ واعتلت قمة المجد كأول محامية معتمدة...

492

| 26 ديسمبر 2025

alsharq
عولمة قطر اللغوية

حين تتكلم اللغة، فإنها لا تفعل ذلك طلبًا...

459

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
أين المسؤول؟

أين المسؤول؟ سؤال يتصدر المشهد الإداري ويحرج الإدارة...

459

| 29 ديسمبر 2025

alsharq
لُغَتي

‏لُغَتي وما لُغَتي يُسائلُني الذي لاكَ اللسانَ الأعجميَّ...

450

| 24 ديسمبر 2025

أخبار محلية