رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

المعجم التاريخي للعربية إنجاز حضاري قطري جديد

تقف دولة قطر إلى جوار الأمم الكبرى بل وتتفوق بإنجازاتها الحضارية الانسانية وشاهدنا بالامس العديد من المشاريع العملاقة رفعت قواعد النهضة التعليمية والصحية والثقافية بحامعات ومستشفيات تتفوق على الغرب والشرق. بمكتبة وطنية تحتوي على مليون كتاب و500 الف عنوان لمطبوعات متنوعة، ويكتمل عقد الثقافة القطرية بإعلان المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدكتور عزمي بشارة، في مقالة نشرها الثلاثاء، الماضي عن «اكتمال» معجم الدوحة التاريخي للغة العربية في كانون الأول/ ديسمبر المقبل، وأن عدد مداخله بلغ 300 ألف مدخل معجمي، في سياقات «مدونة المعجم المفتوحة»، وعدد كلماتها 600 مليون، تدعمها مدونة حديثة عدد كلماتها نحو 400 مليون، وتعززها مدونتان، يبلغ حجم الأولى 6.5 مليارات كلمة، وحجم الثانية نحو خمسة مليارات كلمة. المشروع كبير، وهو مشروع أمة، تولاه في 13 عاما المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. لم تكترث الصحافة الثقافية العربية بهذا المشروع، ولا تابعته، ولا التفتت إلى قرب اكتماله، وإلى حديث الدكتور عزمي أنه سيبقى معجماً حاسوبياً، لإتاحته للقراء والباحثين، ولإتاحة فرصة أطول للتدقيق والتجويد. المعجم التاريخي يتضمن ذاكرة كل لفظ من ألفاظ اللغة العربية تسجل بحسب المتاح من المعلومات، تاريخ ظهوره بدلالته الأولى، وتاريخ تحولاته الدلالية والصرفية ومكان ظهوره، ومستعمليه في تطوراته مع توثيق تلك الذاكرة بنصوص تشهد على صحة المعلومات الواردة فيها. وعلى الرغم من التراث المعجمي الضخم الذي خلفه علماء اللغة العرب القدامى، ومن جهود المحدثين في هذا المجال. فإن اللغة العربية ما تزال تعاني اليوم من قصور معجمي واضح المعالم مقارنة باللغات العالمية. ومن أهم ملامح هذا القصور غياب معجم تاريخي للغة العربية سيمكن إنجازه من سد ثغرة هذا الغياب، ومواكبة تطور اللغة العربية، علاوة على استيعاب هذه الألفاظ في مدونة لغوية واحدة، وسيسلم هذا الإنجاز في الارتقاء باللغة العربية إلى مصاف اللغات العالمية الحية التي تملك معاجم تاريخية متجددة كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والروسية.

234

| 07 سبتمبر 2025

هل نتعلم من غزة؟

بعد هذه المقاومة البطولية في غزة. وهذا الصمت الرهيب. وهذا الجُبن من الجبن. أتساءل انا العربي المسلم المسيحي، المنسي على هامش الكتاب. ما اسباب هذا الخنوع الرسمي والشعبي تجاه ذبحنا وسلخنا وقتل طفولتنا وتجريم براءتنا؟ أذلك لعيب فينا، ام لأسباب مصنوعة جعلتنا، وكأنا أتباع من خنعوا اتجاه ما يجري في غزة. ام لذلك اسباب وان كانت، فما هي تلك الأسباب التي اوصلت الامة لهذه الحالة، هل هو اللوبي الصهيوني ذو النفوذ الكبير وهو من اكبر اللوبيات الداعمة لإسرائيل، خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، يجعل الموقف السياسي منحازًا مهما بلغ حجم الجرائم. ام الإرث الاستعماري فكثير من الدول الغربية تنظر إلى فلسطين من زاوية «الإرث الاستعماري» الذي زرع إسرائيل في المنطقة، فتشعر أن زوالها أو إضعافها يعني تقويض أحد أعمدة النظام الذي أُقيم بعد الحرب العالمية الثانية. ام المصالح الاستراتيجية فإسرائيل تُعتبر ذراعًا متقدمة للغرب في قلب الشرق الأوسط الغني بالنفط والطاقة والممرات البحرية. ام الشيطنة الإعلامية فالإعلام الغربي رسم منذ عقود صورة الفلسطيني كـ»إرهابي»، في مقابل تلميع صورة إسرائيل كـ»ديمقراطية محاصَرة»، مما يُنتج تعاطفًا تلقائيًا مع المعتدي. ام هو سبب اقتصاد وسياسة وأمن المنطقة مرتبط بالغرب، وبالتالي لا تستطيع الخروج عن إملاءاته. ام هو الانقسام العربي والإسلامي وغياب مشروع موحّد أو إرادة جماعية لمواجهة الاحتلال جعل الموقف الرسمي ضعيفًا ومشتتًا. وهناك من يرى ان سبب ذلك البعد النفسي والأخلاقي لان ثقافة «إدارة الأزمات» لا «حلّها»: الغرب يدير الصراع ولا يريد حله، لأنه يُبقي له أدوات للضغط على المنطقة. ويرى المحللون ان السبب ازدواجية المعايير فعندما يكون الضحية عربيًا أو مسلمًا، تُعلَّق القوانين الدولية، لكن حين يتعلق الأمر بأوكرانيا أو غيرها، تتحرك آلة الغرب كاملة. وهل الشعوب الإسلامية والعربية مستنزَفة بالصراعات الداخلية والحروب الأهلية، مما جعلها أضعف في التحرك لفلسطين. وارى ان الخنوع ليس سببه الجهل بما يحدث، بل هو نتاج توازن مصالح ونفوذ وقيود سياسية، تقابله خيبة شعوب ترى ولا تملك وسيلة ضغط مؤثرة. لكن هل تعلمنا غزة ألا خنوع مع المقاومة؟

216

| 31 أغسطس 2025

إسرائيل تتمرد!!!

بعد سنتين من حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة، ولم يرحم طفلا، ولا شيخا ولا امرأة، ولا رجلا ولا شجرا ولا حجرا ولا مدرسة ولا مستشفى ولا صحفيا ولا كاميرا.. تتساءل من أين لك هذا ؟ فيأتي السؤال عميقا جدًا ؟ يمس جوهر الصراع الدائر. ما هي أسباب عدم انصياع إسرائيل لقرارات الأمم المتحدة 242 و388 او قرارات مجلس الأمن التي تقضي بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية كحل أبدي للصراع ولم تستجب لمطالب منظمات العمل الإنساني والضغط الشعبي، واستمرارها في حرب تُوصف بأنها إبادة جماعية في غزة، لقد وصلت إسرائيل إلى حالة من العنصرية وباتت دولة مارقة عصية ووراء ذلك عدة أسباب: العقيدة الأمنية الإسرائيلية: تقوم على الردع عبر القوة المفرطة وعدم التراجع أمام الضغوط، حتى لو كانت إنسانية أو دولية، لعدم إظهار “ضعف” أمام الخصوم. استمرار الحرب يخدم بعض النخب الإسرائيلية (نتنياهو وحكومته) للبقاء في السلطة والهروب من أزماتهم القضائية والسياسية. إعادة هندسة الواقع في غزة: هناك مشروع لتفكيك المقاومة، وتغيير التركيبة السكانية أو الجغرافية (إعادة التهجير)، وهو ما يجعل وقف الحرب غير متوافق مع أهداف الحكومة الحالية. ومن اشد أسباب العصيان والغطرسة هو الدعم السياسي والعسكري والفيتو المتكرر في مجلس الأمن فهو يعطي إسرائيل شعورًا بالحصانة من أي مساءلة قانونية. كما أن مؤسسات القانون الدولي ضعيفة أمام الدول المحمية بالقوى الكبرى، وبالتالي إسرائيل تتحدى القرارات دون أن تواجه عقابًا حقيقيًا. ومع ظهور اليمين الصهيوني المتطرف وتحكمه في قرارات رئيس الحكومة لأسباب أيديولوجية – عقائدية ومنها الرؤية التوراتية / القومية المتطرفة فبعض مكونات الحكومة الإسرائيلية (بن غفير، سموتريتش) ترى الحرب كحرب وجودية أو “تطهيرية”، وتدفع نحو سياسات ترقى إلى الإبادة. إلى ذلك هناك سياسة جديدة تجاه أصحاب الأرض فبات الخطاب الرسمي والإعلامي يصور الفلسطينيين كخطر وجودي، ما يبرر استمرار القتل والتدمير. كما ان هناك سببا عسكريا مهما وهو فشل الحسم السريع: إسرائيل لم تحقق أهدافها العسكرية (إنهاء حماس والمقاومة)، لذلك تواصل الحرب على أمل “كسر” الخصم بمرور الوقت. وتعمل على سياسة الأرض المحروقة لتجريد المقاومة من الحاضنة الشعبية عبر الضغط الإنساني الكارثي. لهذا تتحدى إسرائيل القانون الدولي فهي ترى أن القانون الدولي انتقائي ويُطبق على الضعفاء فقط. أي انتهاك ستتم تسويته سياسيًا لاحقًا عبر صفقات أو ضغوط غربية. كما ان المحكمة الجنائية الدولية بطيئة وضعيفة أمام الدول المحصنة سياسياً، لذلك لا تخشاها. وبعد.. إسرائيل لم توقف حربها لأنها تمتلك حماية دولية قوية، وتتبنى أهدافًا سياسية وأيديولوجية بعيدة المدى، وتعتبر نفسها فوق القانون الدولي ما دام هناك غطاء أمريكي ـ غربي. الحل بأيدينا 57 دولة عربية وإسلامية لديها الكثير لتفعل لو امتلكت إرادتها وقدرت قيمة فلسطين وأقصاها، وقرأت جيدا ماذا تعني خرائط نتنياهو لشرق أوسط جديد !!!

378

| 27 أغسطس 2025

غزة وحيدة لكن

تواجه غزة الغطرسة والظلم والقهر والإبادة والتهجير مع قرار إسرائيل إعادة احتلال القطاع ومع أول يوم من الحرب المفتوحة التي شنها جيش الدفاع الصهيوني ومع تنفيذ عمليات نوعية أدت إلى مقتل وجرح جنود إسرائيليين رأت المقاومة أن إعادة الاحتلال فرصة لفتح معركة استنزاف طويلة، وتوظفها المقاومة سياسياً باعتبارها دليلاً على فشل تل أبيب في إخضاع غزة بوسائل أخرى. لكن هذا لا يلغي حجم الكارثة الإنسانية التي ستُثقل على المجتمع الغزّي، وقد تفرض على المقاومة تحديات في إدارة الصمود الشعبي. أما الموقف بالنسبة للمقاومة في غزة بعد إعلان إسرائيل نيتها يندرج تحت عدة مستويات أو من عدة زوايا: على المستوى الميداني: فالمقاومة تعتبر أن إسرائيل فشلت طوال شهور الحرب في تحقيق أهدافها (تصفية حماس أو إنهاء بنيتها العسكرية) رغم القوة المفرطة، وبالتالي فإن العودة إلى خيار الاحتلال الكامل يُظهر مأزقاً إسرائيلياً أكثر مما يُظهر قوة. فصائل المقاومة ترى أن العودة لاحتلال غزة ستعيد إسرائيل إلى مستنقع استنزاف شبيه بما جرى قبل الانسحاب عام 2005، بل أصعب بكثير، لأن البيئة الشعبية باتت أكثر عداءً والتجربة القتالية للمقاومين أعلى. على المستوى السياسي: فإن المقاومة قد تستثمر هذا القرار في تعزيز شرعيتها أمام الشارع الفلسطيني والعربي، باعتبار أن «المعركة لم تعد مجرد معركة على غزة، بل على تقرير المصير الفلسطيني كله». الخطوة قد تُقرأ داخلياً على أنها فشل لمشروع «اليوم التالي» الذي أرادت إسرائيل فرضه (حكم بديل، إدارة دولية، قوة عربية…). على المستوى الشعبي والنفسي: فبالرغم من الكارثة الإنسانية في القطاع، إلا أن خطاب المقاومة سيُصور الاحتلال المباشر كدليل على عجز إسرائيل عن فرض إرادتها إلا بالقوة العسكرية العارية، وهو ما يُعزز سردية «الصمود» حتى وإن كان الثمن باهظاً. على المستوى الإستراتيجي: فإن إعادة الاحتلال تعني أن إسرائيل ستتحمل مسؤولية مباشرة عن 2.3 مليون إنسان، وهذا يضعها في مأزق دولي وقانوني، وهو ما ستسعى المقاومة إلى استغلاله عبر المقاومة الشعبية والمسلحة معاً. بالنسبة للمقاومة، الاحتلال المباشر يُسهل من حيث المبدأ استنزاف الجيش الإسرائيلي يومياً بدل مواجهة حرب جوية عن بُعد. وهل ستبقى غزة وحيدة ؟!!

288

| 21 أغسطس 2025

وداعا أيقونة غزة

وداعا أنس بن جمال الشريف.. وداعا محمد بن قريقع.. وداعا شهداء الحقيقة وصوت الضحايا ومسرح الجريمة...ستروون الحكاية أمام رب العرش الذى شاهدكم انتم وشيرين ابو عاقلة وأكثر من 200 صحفي رفعوا الغطاء عن الجيش «الأكثر اخلاقا في العالم « وهو يرتكب جرائم لم يجرؤ اسوأ جيش ان يرتكب مثيلا لها.. فاغتيال الصحفيين في غزة جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف التي تكفل حماية المدنيين، وفي مقدمتهم الإعلاميون. إن استهدافهم ليس حادثًا عرضيًا، بل سياسة ممنهجة لإخفاء الأدلة ومنع وصول الحقيقة إلى العالم. هذا الفعل يؤكد أن الجهة المنفذة تخشى الكاميرا أكثر مما تخشى القانون، وتدرك أن الصورة الصادقة يمكن أن تحاكمها أمام الرأي العام الدولي قبل أن تصل إلى أي محكمة. الصمت على هذه الجرائم ليس حيادًا، بل تواطؤٌ، والعدالة الحقيقية تبدأ من محاسبة كل من أعطى أمرًا أو ضغط على الزناد. حماية الصحفيين ليست مطلبًا إنسانيًا فحسب، بل واجب قانوني وأخلاقي يقع على عاتق المجتمع الدولي بأسره. إذا نظرنا تاريخيًا، سنجد أن اغتيال الصحفيين في غزة ليس حدثًا معزولًا، بل هو امتداد لنهج قديم تستخدمه السلطات أو الاحتلالات عندما تشعر أن الصورة التي يلتقطها القلم والعدسة أخطر من رصاص البندقية. في حرب فيتنام، حاول الجيش الأمريكي تقييد الصحافة بعد أن كشفت الصور المروعة مجازر مثل «ماي لاي». في البوسنة والهرسك (التسعينيات)، قُتل عدد من المراسلين لمنعهم من توثيق الإبادة. في الانتفاضة الفلسطينية الثانية، استُهدف صحفيون فلسطينيون وأجانب، لأن تغطيتهم كانت تكسر الرواية الرسمية الإسرائيلية. الهدف المشترك في كل هذه الحالات: إخفاء الجرائم أو التقليل من أثرها إعلاميًا. منع تشكيل ضغط دولي مبني على أدلة مصورة وموثقة. إبقاء السيطرة على «الرواية» عبر تكميم الأصوات المستقلة. أما في غزة اليوم، فالخطر أكبر لسببين: 1. سرعة انتشار المحتوى الرقمي تعني أن أي صورة أو فيديو يمكن أن يُحدث ضجة عالمية في دقائق. 2. وجود تعاطف شعبي عالمي متزايد مع المدنيين الفلسطينيين، ما يجعل الرواية الإسرائيلية أو أي رواية مضادة في حالة دفاع. ولهذا، فإن اغتيال الصحفيين في غزة يمكن اعتباره محاولة يائسة لقتل الحقيقة قبل أن تخرج إلى النور، لكن التاريخ أثبت أن الكاميرا كثيرًا ما تهزم البندقية على المدى البعيد لهذا تم اغتيال الصوت والصورة في غزة لكن هل ستسكت؟ الجواب كان في وصية أنس.. التغطية مستمرة نحن نمضي ويأتي غيرنا يحمل سلاحنا.. رحمك الله يا ابن الشريف لقد اخذت مكانتك بجوار عظماء، شعبك الذين ارتقوا من أجل الوطن الأعظم فلسطين...

564

| 12 أغسطس 2025

فلسطين تنتزع الحرية

رفض مجتمع عالم العدل والحرية والمساواة أن يمنح «الحرية لفلسطين» رغم التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني على مدى قرن ونيف، لكن بعد طوفان الأقصى، هبت في كل أرجاء المعمورة، من الحد الى الحد، لم تعد شعارًا فقط، بل أصبحت وجدانًا عالميًا يهتف به أحرار من كل دين وجنسية وعرق: من مسيحيين ومسلمين وعرب ويهود وأصحاب الضمائر الحرة، إنها صرخة عابرة للحدود، ومن هنا نستطيع أن نتأمل واقعية تحققها. أولًا: هل ستتحقق الحرية لفلسطين؟نعم، ولكن بثمن ومرحلية. تحقيق الحرية ليس حدثًا لحظيًّا، بل سيرورة نضالية تتشابك فيها عناصر المقاومة الذاتية، والتغيرات الإقليمية، والتبدلات الدولية. ليست المسألة في إذا ما ستتحقق، بل متى وكيف ستتحقق؟ ثانيًا: مؤشرات استحقاق الحرية لفلسطين:1. الوعي العالمي المتصاعد:لم تعد القضية الفلسطينية محصورة في إعلام العرب، بل وصلت إلى شوارع نيويورك، باريس، جوهانسبورغ، وساو باولو.أجيال جديدة في الغرب تربط النضال الفلسطيني بحركات التحرر، ومناهضة العنصرية والاستعمار.2. الانكشاف الأخلاقي لإسرائيل:المجازر المتكررة، تدمير المستشفيات والمدارس، استهداف المدنيين، بدأت تحرج الحكومات الغربية أمام شعوبها.محكمة العدل الدولية ومذكرات الاعتقال بحق قادة إسرائيليين تشكّل بداية لشرخ في الحصانة التي تمتعت بها إسرائيل لعقود.3. صمود الشعب الفلسطينيرغم الحصار، والقتل، والتجويع، لم تنهزم غزة، ولم تُهَجَّر الضفة، ولم تندثر القدس.تقول صديقتي العائدة من فلسطين، من ير الفلسطيني على ارضه ويقرأ في قسمات وجهه استراتيجية الجينات التي تبوح بها وجناته ير جينات كرامة الجبال، ما تزال قادرة على الإنجاب والصمود.4. تصدّع الداخل الإسرائيلي: الانقسامات السياسية، رفض الخدمة في الجيش، تفاقم العنصرية بين طوائف إسرائيل ذاتها. الانهيار الأخلاقي لمشروع «الدولة الديمقراطية اليهودية» ثالثًا: مؤشرات عدم استحقاقها (أو عوائقها)1. الانقسام الفلسطيني الداخلي:استمرار الخلاف بين فصائل المقاومة والسلطة يعطّل بلورة مشروع سياسي موحَّد، يُقنع العالم ويقود الشعب.2. التطبيع العربي:بعض الأنظمة العربية لم تكتفِ بالتطبيع، بل تشارك في حصار غزة وتمارس قمعًا لصوت شعوبها المؤيدة. هذا يُضعف الموقف الفلسطيني، ويعطي إسرائيل أوراقًا سياسية وأمنية.3. الهيمنة الغربية المزدوجة المعايير:ما زالت كبرى الدول الغربية تمنح إسرائيل سلاحًا وغطاء سياسيًّا باسم «حق الدفاع».ولكن هذا الغطاء بدأ يتشقق بفعل الضغط الشعبي والإعلام البديل.رابعًا: أبعاد الطوفان الذي أشرْت إليه1. الطوفان هو الوعي العالمي الجديد:طلاب الجامعات، فنانون، مثقفون، جماهير الكرة، يحتشدون تحت علم فلسطين رغم التهديد والعقاب.هذا الطوفان، وإن بدا عاطفيًّا الآن، يمكن أن يتحول إلى ضغط سياسي واقتصادي حقيقي.2. الطوفان هو المقاومة بكل أشكالها:من الحجر إلى الطائرات المسيّرة، من المقاطعة الاقتصادية إلى نشر الرواية الفلسطينية. فلسطين تقاتل بكل اللغات والأدوات 3. الطوفان هو العدالة الكونية حين تستيقظ: كل شعوب الأرض التي تحررت من الاستعمار وقفت ذات يوم في مفترق طرق، حتى انتصرت. فلسطين الآن في هذا المفترق. وكما صرخ غاندي ذات يوم: الاستعمار دائمًا ينهزم، نعم، الحرية لفلسطين ممكنة وواقعية، لا كحلم شاعري بل كاستحقاق تاريخي وسياسي وأخلاقي. قد يتأخر الفجر، لكن الطوفان قادم. وقد تكون غزة اليوم هي ستالينغراد فلسطين، والقدس غدًا عاصمة الحرية وليست فقط عنوان الألم. وختامًا: - الحرية لا تُوهَب، بل تُنتزع، وفلسطين اليوم تنتزع حقّها من بين أنياب التاريخ.

360

| 10 أغسطس 2025

الخديعة الكبرى.. الكذبة الكبرى

في دفاعنا عن فلسطين على مدى قرن لم نحقق ما حققته الحرب على غزة من ردة فعل شعبية عالمية اعادت العقل الى الوعي بعد ان انكشفت الخديعة الكبرى التي روج لها الحاخامات - بعد التحريف- ان اليهود هم شعب الله المختار وأنهم الاخيار والآخرون هم الاغيار..مباح سرقة أمواله وارضه وبيته وقتل أطفاله واستحياء نسائه وسرقة تراثه وتاريخه وارتكاب المجازر والتطهير العرقي.. تقول نيستاو يبستر إن المفهوم اليهودي السائد عن فكرة شعب الله المختار هو مفهوم سياسي محض ابتكره الحاخامات لحض اليهود على السعي الدؤوب للسيطرة على العالم. ويعتبر هذا الشعار أساس الديانة الحاخامية التلمودية، ويأخذ. يهود بتعريف التمود، كدستور لهم في الحياة. ويقول رودريك ستولتهايم ان هؤلاء اليهود الذين طردهم الله من رحمته، والملعونون. هم الذين يسمون أنفسهم كذبا شعب الله المختار أو المختارين. إنهم مختارون من قبل الشيطان وهم شعب الشيطان المختار من قبل إبليس. ويقول دكتور أنجلوس أنس الراب فوت إن روح التمرد. الثوري، والثورية. ملازمة لليهودي دائما ويروى لنا التاريخ. أن تلك الروح كانت مخربة وهدامة للشعوب وان اليهودية تخطط من فوق الأنقاض والخراب الذين تخلفهما وراءهما للسيطرة على التالي تلك الروح اليهودية الخبيثة. وفي الوقت نفسه، تحمل هذه الروح الخبيثة جذورا. تدعو إلى الأممية لتمزيق شعوب العالم، ولتبقى اليهودية مميزة عن بقية شعوب الأرض. باعتبار اليهود هم شعب الله المختار. الله سبحانه لا يقبل قتل الأبرياء وبقر بطون النساء وقتل الاجنة وتطهير شعب من شعوب الله الأكثر إيمانا وقربا منه.. لقد فهم العالم الخديعة الكبرى ويرفع للحكم رجال اكتشفوا الكذبة الكبرى لتتحقق النبوءة في التوراة بنهاية اسرائيل عام 2027.

363

| 31 يوليو 2025

الشرع أمام الاختبار الصعب!!!

بعد الضربة الإسرائيلية على دمشق ومحيط القصر الجمهوري وفي ظل صمت دمشق بتوجيه رد عسكري يمنع تكرار هذا الاعتداء المذل للسيادة والوطن، وفي ظل صمت عربي وعدم وجود ردة فعل إسلامية عربدت تل أبيب إلى حد الادعاء أنها المسؤولة عن أحفاد الأمير سلطان الأطرش الثائر السوري الدرزي الذي قاد الثورة السورية لتحرير سوريا من الاستعمار الفرنسي، باتت تل أبيب ترى أنها المسيطر على النظام الشرق أوسطي الجديد. ويجد الرئيس السوري أحمد الشرع نفسه وحيدا في مواجهة المشروع الصهيوني في تدمير الكيان العربي الذي ابتدأ بالعراق وارتاح ليبيا ثم السودان وقد يضطر الرئيس الشرع للبحث عن ما يرفع عنه لوم الشارع لصمته على هذا الاستعلاء الإسرائيلي دون صدام عسكري ليس له فيه، فيعمل لتخفيض التصعيد، ويأمر بانسحاب تدريجي للقوات من السويداء. ولتهدئة الشارع السوري يصدر النظام خطاباً ناعماً يركّز على «الحوار الوطني» و»حماية الوحدة الداخلية»، مع تجميد أي نشاط عسكري في الجنوب، تفادياً لضربات إسرائيلية جديدة. وباتت الجنوب السوري يتحول إلى منطقة حكم ذاتي بحكم الأمر الواقع تحت سيطرة مشيخات درزية محلية. هذا المسار قد يوفر للنظام «مخرجاً مشرفاً» دون خوض حرب شاملة، وإسرائيل التي تتربص لمزيد من الفتنة قد تبادر بتوجيه ضربات نوعية متقطعة ضد قيادات عسكرية أو مستودعات أسلحة. وتحول الجنوب السوري إلى ساحة صراع ساخنة محدودة، لا حرب شاملة، ولكن لا تهدئة مستدامة. الضربة الإسرائيلية تضعف هيبة النظام وتفتح شهية المعارضة المسلحة أو الميليشيات المحلية. وقد تسبب انشقاقات داخل الجيش أو الأمن، خاصة في الجنوب والشرق اندلاع مواجهات متعددة الأطراف في أكثر من محافظة، بما يشبه الوضع الليبي أو السوداني. هذا الوضع قد يؤدي إلى انهيار فعلي للسيطرة المركزية. ومن ثم تشكيل «سلطات أمر واقع» محلية (درزية، كردية، سنية، علويّة...). ويتصاعد التدخل الخارجي من تركيا، إيران، وحتى الأردن، الأمم المتحدة أو روسيا أو أطر عربية (مثل السعودية أو مصر) تتدخل دبلوماسياً أو أمنياً. اقتراح مبادرة لتهدئة شاملة تبدأ من الجنوب وتنتهي بحوار وطني.

588

| 20 يوليو 2025

مسؤولية تاريخية تتجدد اليوم

في لحظة حرجة من التاريخ، وبينما يتصاعد العنف ويتجدد الحصار وتُنسف آمال السلام من جذورها، يعود البرلمان البريطاني ليطرح مجددًا السؤال القديم الجديد: متى تعترف بريطانيا بدولة فلسطين؟ سؤال لا يحمل فقط بعدًا سياسيًا، بل يفتح بابًا على مراجعة تاريخية مؤلمة لدور بريطانيا في مأساة فلسطين. قبل أكثر من قرن، في 2 نوفمبر 1917، منح وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور ما لا يملك لمن لا يستحق، في رسالة قصيرة إلى اللورد روتشيلد، أعلن فيها دعم بلاده لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. جاء «وعد بلفور» في وقت كانت فيه فلسطين تحت الحكم العثماني، وتجاهل الوعد الأغلبية العربية التي كانت تعيش على الأرض وتملكها وتحميها منذ قرون. ذلك الوعد لم يكن تصريحًا عابرًا، بل أصبح لاحقًا أساسًا قانونيًا وسياسيًا للهجرة اليهودية ولتأسيس الكيان الصهيوني على أرض فلسطين. ما بين 1920 و1948، تولّت بريطانيا إدارة فلسطين بقرار من عصبة الأمم، ولكنها لم تكن إدارة حيادية. على العكس، لعبت لندن دورًا مباشرًا في تمكين المشروع الصهيوني، من خلال: فتح أبواب الهجرة لليهود إلى فلسطين. تسليح وتدريب الميليشيات الصهيونية. قمع الثورات الفلسطينية المتكررة، وعلى رأسها ثورة 1936 الكبرى. وفي عام 1948، انسحبت بريطانيا تاركة البلاد في حالة فراغ أمني، مما أتاح للحركة الصهيونية إعلان قيام دولة إسرائيل، واندلاع النكبة الفلسطينية وتشريد مئات آلاف اللاجئين. ورغم هذا التاريخ الثقيل، امتنعت بريطانيا حتى اليوم عن الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين. تختبئ الحكومات البريطانية المتعاقبة خلف حجج دبلوماسية باردة، مثل «الاعتراف في الوقت المناسب»، في وقت لم تبخل فيه بالاعتراف الفوري بإسرائيل، ودعمها السياسي والاقتصادي والعسكري. المفارقة أن البرلمان البريطاني ذاته، في عام 2014، صوّت بأغلبية لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، ولكن القرار لم يكن ملزمًا. والآن، في يوليو 2025، تتجدد الدعوات داخل مجلس العموم، وسط ضغط من المجتمع المدني والرأي العام البريطاني، إلا أن وزارة الخارجية لا تزال متمسكة بسياسة «التريث». لماذا الاعتراف الآن مهم؟ الاعتراف البريطاني لن يغيّر الوقائع على الأرض بين ليلة وضحاها، لكنه يحمل وزنًا رمزيًا هائلًا: هو اعتراف بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني. وهو تصحيح جزئي للخطأ التاريخي المتمثل في وعد بلفور والانتداب. وهو رسالة للعالم أن حل الدولتين لا يزال قائمًا، وأن هناك من لا يرضى بالظلم. بريطانيا لا تحتاج اليوم إلى درس في القانون الدولي، بل تحتاج إلى شجاعة سياسية وأخلاقية. الاعتراف بدولة فلسطين ليس منّة، بل هو الحد الأدنى من العدالة تجاه شعب سُلبت منه أرضه، وحريته، وحقه في الحياة. لقد آن الأوان أن تتحمل بريطانيا مسؤوليتها الكاملة، لا فقط عن الماضي، بل عن الحاضر والمستقبل. فالتاريخ لا يُمحى، لكن يمكن أن يُعاد تصحيحه بخطوة جريئة تُعيد التوازن المفقود منذ أكثر من مائة عام.

570

| 14 يوليو 2025

غسان كنفاني... رسالة للمفاوض والمقاوم الفلسطيني

مرت أمس الذكرى الثالثة بعد الخمسين من رحيل الكاتب والروائي والصحفي والمناضل الفلسطيني، غسان كنفاني، وكان في السادسة والثلاثين من عمره، وقد قرأ المشهد الفلسطيني قبيل اغتياله في 8 يوليو 1972 بوعي حاد ومركّب، وعبّر عن رؤيته العميقة من خلال أدبه ومقالاته وتحليلاته السياسية، وخاصة من خلال دوره في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. غسان كنفاني رأى فلسطين قضية أمة وكرامة وتاريخ، وكان مؤمناً أن النصر قادم، لكنه لن يُمنح، بل يُنتزع. رحل وهو يحمل هذا اليقين، ولم تُغتَل شخصيته فقط، بل استُهدف رمزه لأنه شكّل خطراً على المشروع الصهيوني فكرياً بقدر ما كان الثوار يُشكلون خطراً عسكرياً. غسان رغم قصر عمره قدم 26 رواية وقصة وشغل منصب رئيس تحرير وهو في العشرين من عمره. حين تم اغتياله قالت جولدامائير رئيسة وزراء الصهيونية آنذاك لقد تخلصنا اليوم من كتيبة دبابات.. كنفاني فهم أن الصراع ليس فقط عسكرياً أو سياسياً، بل وجودياً وثقافياً أيضاً. رأى أن المشروع الصهيوني لا يسعى فقط إلى احتلال الأرض، بل إلى محْو الشعب الفلسطيني من التاريخ والذاكرة. قال مرة: «إن قضية فلسطين ليست قضية سكان، إنها قضية وجود». كان كنفاني يرى أن العمل المسلح والثورة الشعبية هما السبيل الوحيد لتحرير فلسطين، وليس المفاوضات أو التنازلات. لكنه ربط الكفاح المسلح بالوعي السياسي والتنظيمي العميق، وليس كعمل فوضوي. وكتب: «الثورة ليست رصاصة، بل وعي وإرادة». قرأ كنفاني الشتات الفلسطيني لا كضعف، بل كجزء من مأساة يمكن أن تتحول إلى طاقة مقاومة، بشرط ألا ينسى اللاجئ من أين جاء ولماذا خرج. نعم، كان غسان مؤمناً بحتمية النصر، لكن لا بمعناه العاطفي أو التمنّي، بل بوصفه نتيجة حتمية إذا توفرت الشروط: وعي سياسي، تنظيم ثوري، ووحدة وطنية... غسان رفض المساومة على الحقوق ويقول في أحد مقالاته: «لا يوجد شعب في العالم يقبل أن يعيش في الخيام 20 سنة إلا إذا كان ينتظر العودة، إنهم لا يعيشون في الخيام لأنهم يحبون الخيام، بل لأنهم يكرهون ما أُرغموا عليه». كان يدرك أن هناك محاولات لاختراق الثورة من الداخل وتحويلها إلى مؤسسة بيروقراطية، وكان يخشى من أن يتم «شراء» بعض القيادات، ولهذا كان يلح على بقاء القرار بيد الجماهير. وهذا ما نأمله بمن يتولى أمر الشأن الفلسطيني!!!

480

| 10 يوليو 2025

سبب إبادة غزة غير المعلن!!

استوحشت اسرائيل بعد سنتين من الفشل في تحقيق الأهداف المعلنة من الحرب على غزة، وهي إنهاء حكم حماس، وتحرير اسراها وتسليم غزة لحاكم امعة، لكن ما تقوم به من تدمير القطاع، بشر وحجر ومؤسسات سببه غير المعلن كما يقول الدكتور توفيق شومان حول المرجعية التوراتية لحرب الإبادة على غزة. ونقلها الدكتور المتوكل طه في روايته " اخبار نصف سيئة": أن السبب غير المعلن في حرب الإبادة على غزة يكمن في النصوص التوراتية التي تتحكم في نهج وسلوك، اليمين الصهيوني اليهودي المتطرف الذي يتحكم بالنظام السياسي اليهودي. الحالي إنهم من خلال هذه الحرب ينفذون مشيئة ربهم وتعاليم التوراة التي تتحدث عن الأغيار وتحلل حرقه حرثهم، وابادة نسلهم. كما أن هناك نصوصا توراتية مباشرة تتحدث عن الفلسطينيين ومقاومتهم لقبائل بني إسرائيل الغازية والوافدة من خارج فلسطين. وتتحدث عن غزة، وكيف استعصى فتحها على بني إسرائيل، وكيف أصبحت ملعونة. شارون هرب من لعنة غزة ومع ذلك لاحقته حتى أصابه ما أصابه، عاش،ميتا عشر سنوات روحه تتعذب، في انتظار الانفكاك من جسد ميت سريريا ولكن كان فقط يتنفس بأجهزة.. واذا أضفنا ما لدى غزة من ثروة..فقد التقى التوراتيون والجشعون على هدف التهجير او الابادة لكن غزة صامدة ثابته ورجالها يخرجون من بين الدمار يصلون الصلوات في مواقيتها يعتلى الامام الشاب المنبر المصنوع من كومة اسمنت مدمرة ليلقي خطبة الثبات: لا تخرجوا من بيوتكم، مهما عربدت السواطير واستيقظ الخوف ودوى في الأرجاء. لا تصدقوا أنهم أقدر منكم، بل أنتم الراسخون أصحاب التاريخ وأهل الحق وهم أهل الشذاذ الغرباء التائهون المغتصبون، ولو امتلكوا إبهار الأداة القاتلة واستحيوا واغتصبوا غيلة وخسة، ابقوا حيث أنتم على كل شبر، وفي كل طريق وبستان. وساحل ولا يدفعنكم موت ظالم لأن تهربوا منه إلى انتحار أشد ظلما، وزمنا. لا تخرجوا من حكاياتكم وكوانين شتائكم. وسناسل أسواركم، وحلقات اباركم، وذهب سنابلكم. ونعناع حقولكم ودبكات أعراسكم ومناديل زفاتكم وعرق حصادكم، وأغاني بحركم ونشيج مآتمكم، وشجون ناياتكم وحبر دكاكينكم، وأناشيد كتاتيبكم ورسوم رمالكم وسنناسل طرقاتكم، وأعشاش، خربكم، وغزلان نبعكم ورقصات عمرانكم. وتيجان نحلكم، وسلسبيل مياهكم، وسكر ملحكم وبياض. سوسنكم، ولباء نوقكم، ونداءات قراكم، ومواقد. سهركم وأحلام فتيانكم، ومرايا نسائكم، وكحل بناتكم ونرجس جبالكم. لا تخرجوا حتى لا تتعب الغربان في دواوينكم، ويزعق ألبوم في هزيعكم. ويسكن الغزاة، مهاجع أرحامكم. لا تخرجوا حتى لا تضيع أغانيكم، ويجف موجكم وينشف ريحكم وتأسن مياهكم، وتملأ الكوابيس نهاركم الليلي الطويل... قفوا على بوابة البلدة وأغلقوها في وجوه من حملوا متاعهم وركبوا خوف بغالهم، حتى لا يتجرأ الغزاة على ثياب الأنبياء ويتهشم هدوء غفوتهم، وحتى لا يظل الأيل المكحل عرضة لسكين الشيطان المثلومة يلوك لحمه ويرى دمه المتساقط على التراب. ظلوا مزروعين، مثل الخروبة والزيتونة، وليمونة الدار. وتكاثروا مثل زنابق الغيث، وقرن الغزال والسيسبان. ابقوا في غزة، لا تغادروها لا تهجروها قاوموا بأسنانكم بكل ما تملكونه من قوة.. كان ينبغي في النكبة الأولى أن لا نخرج من ارضنا لكن علمتنا أن لا نغادر حدود البيوت والشجر.. لا تخرجوا لا تخرجوا لا تخرجوا قاوموا من تحت الأرض في فوق الأرض وابقوا في غزة حتى يأتي الوعد ويرحل العابرون من حيث عبروا.

381

| 03 يوليو 2025

أخبار نصف جيدة

ركضت سحر ابو ندى بين الجثث، تبحث عن ولدها الذي ذهب إلى نقطة «توزيع الموت»، ترى صديقتها ريم النصر، مضرجة بدمائها، تنطق بالشهادتين وطفلها معلق بثديها، وقد لفظ أنفاسه. هذا ابن جارنا هذا ابو محمود.. يصرخ ابنها حسن.. ماما. ثلاثة يطاردونه للاستيلاء على كيس الطحين الذي استطاع ان يحصل عليه بعد اسبوع من المحاولة من تخطي ساحات إطلاق النار. اسلام تقف أمام خيمتها مع ابنها تنتظر زوجها الذي ذهب بعد صلاة الفجر، لعله يحظى بكمشة طحين يصنع منها رغيف خبز يسد به جوع أسرته. زوج اسلام لم يعد للبيت، عاد محمولا للمستشفى، جريحا بإصابة بالغة!. اخبار كاملة سيئة. الرئيس الأميركي ترامب يقول: هناك اخبار سارة من غزة.. وبعد متابعة للأخبار لثلاثة ايام من التصريح، ازداد معدل الإبادة اليومي، الذي كان يتراوح بين 40 و 60 شهيدا يوميا، ليرتفع بعد تصريح ترامب إلى 72 شهيدا! وبأوامر من القيادة السياسية الإسرائيلية، التي أعطت اوامر قتل المدنيين العزل، وتقطيع ايادي الاطفال الممتدة لتسلم المساعدات، وقطع ارجل اطفال تمكنوا من الوصول لشباك المساعدات، وقنص كل رجل يحمل كيس طحين، فيسقط ويتناثر الطحين لتبقى الافواه الجائعة والمَعِدات الخاوية تتضور جوعا، تتنظر رب أسرة لن يعود ابدا. اخبار نصف جيدة سيدي الرئيس، والزمن الفلسطيني ينوء منذ قرن بالمذابح والشطب والاستلاب لتنفيذ كذبة اهتدى إليها اليهودي الصهيوني النمساوي المجري تيودور هيرتزل، مؤسس الصهيونية السياسية، بأن فلسطين هي ارض الميعاد. اخبار نصف جيدة، مع هذا الأمل الذي يتمسك به الانسان الفلسطيني الذي يفجر بعبقرية كل عقد (ثورة، انتفاضة، فطوفان) ولن يعدم حيلة لمواجهة مع عدو تأتي بأخبار نصف جيدة. فأمل الشعب الفلسطيني بكنس المحتل منذ قرن لم يفتر. امل أن ينال حقوقه كاملة على تراب وطنه، وسيبقى متشبثا بتطلعاته وأحلامه، ومرابطا في بلاده، مهما كان الثمن، وكانت التحديات. لأنه بين شفرتين إما أن يتخاذل ويطأطئ رأسه فتضيع حقوقه، أو أن يدفع كُلفة التحرير، عاجلا أو آجلا، حتى يحيا مثل باقي البشر.

687

| 29 يونيو 2025

alsharq
العدالة التحفيزية لقانون الموارد البشرية

حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم...

6486

| 09 أكتوبر 2025

alsharq
TOT... السلعة الرائجة

كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة...

5397

| 06 أكتوبر 2025

alsharq
استيراد المعرفة المعلبة... ضبط البوصلة المحلية على عاتق من؟

في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...

4953

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
الإقامة الدائمة: مفتاح قطر لتحقيق نمو مستدام

تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...

4482

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
الذاكرة الرقمية القطرية.. بين الأرشفة والذكاء الاصطناعي

في زمن تتسابق فيه الأمم على رقمنة ذاكرتها...

1890

| 07 أكتوبر 2025

alsharq
بكم نكون.. ولا نكون إلا بكم

لم يكن الإنسان يوماً عنصراً مكمّلاً في معادلة...

1596

| 08 أكتوبر 2025

1452

| 08 أكتوبر 2025

alsharq
حماس ونتنياهو.. معركة الفِخاخ

في الوقت الذي كان العالم يترقب رد حركة...

1038

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
الوضع ما يطمن

لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...

906

| 03 أكتوبر 2025

alsharq
هل قوانين العمل الخاصة بالقطريين في القطاعين العام والخاص متوافقة؟

التوطين بحاجة لمراجعة القوانين في القطــــاع الخـــــاص.. هل...

813

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
لا يستحق منك دقيقة واحدة

المحاولات التي تتكرر؛ بحثا عن نتيجة مُرضية تُسعد...

804

| 07 أكتوبر 2025

alsharq
تعلّم كيف تقول لا دون أن تفقد نفسك

كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...

804

| 02 أكتوبر 2025

أخبار محلية