رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

سمير حسين البرغوثي

* كاتب صحفي أردني

مساحة إعلانية

مقالات

564

سمير حسين البرغوثي

وداعا أيقونة غزة

12 أغسطس 2025 , 01:47ص

وداعا أنس بن جمال الشريف.. وداعا محمد بن قريقع.. وداعا شهداء الحقيقة وصوت الضحايا ومسرح الجريمة...ستروون الحكاية أمام رب العرش الذى شاهدكم انتم وشيرين ابو عاقلة وأكثر من 200 صحفي رفعوا الغطاء عن الجيش «الأكثر اخلاقا في العالم « وهو يرتكب جرائم لم يجرؤ اسوأ جيش ان يرتكب مثيلا لها..

فاغتيال الصحفيين في غزة جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف التي تكفل حماية المدنيين، وفي مقدمتهم الإعلاميون. إن استهدافهم ليس حادثًا عرضيًا، بل سياسة ممنهجة لإخفاء الأدلة ومنع وصول الحقيقة إلى العالم. هذا الفعل يؤكد أن الجهة المنفذة تخشى الكاميرا أكثر مما تخشى القانون، وتدرك أن الصورة الصادقة يمكن أن تحاكمها أمام الرأي العام الدولي قبل أن تصل إلى أي محكمة. الصمت على هذه الجرائم ليس حيادًا، بل تواطؤٌ، والعدالة الحقيقية تبدأ من محاسبة كل من أعطى أمرًا أو ضغط على الزناد.

حماية الصحفيين ليست مطلبًا إنسانيًا فحسب، بل واجب قانوني وأخلاقي يقع على عاتق المجتمع الدولي بأسره.

إذا نظرنا تاريخيًا، سنجد أن اغتيال الصحفيين في غزة ليس حدثًا معزولًا، بل هو امتداد لنهج قديم تستخدمه السلطات أو الاحتلالات عندما تشعر أن الصورة التي يلتقطها القلم والعدسة أخطر من رصاص البندقية.

في حرب فيتنام، حاول الجيش الأمريكي تقييد الصحافة بعد أن كشفت الصور المروعة مجازر مثل «ماي لاي».

في البوسنة والهرسك (التسعينيات)، قُتل عدد من المراسلين لمنعهم من توثيق الإبادة.

في الانتفاضة الفلسطينية الثانية، استُهدف صحفيون فلسطينيون وأجانب، لأن تغطيتهم كانت تكسر الرواية الرسمية الإسرائيلية.

الهدف المشترك في كل هذه الحالات:

إخفاء الجرائم أو التقليل من أثرها إعلاميًا.

منع تشكيل ضغط دولي مبني على أدلة مصورة وموثقة.

إبقاء السيطرة على «الرواية» عبر تكميم الأصوات المستقلة.

أما في غزة اليوم، فالخطر أكبر لسببين:

1. سرعة انتشار المحتوى الرقمي تعني أن أي صورة أو فيديو يمكن أن يُحدث ضجة عالمية في دقائق.

2. وجود تعاطف شعبي عالمي متزايد مع المدنيين الفلسطينيين، ما يجعل الرواية الإسرائيلية أو أي رواية مضادة في حالة دفاع.

ولهذا، فإن اغتيال الصحفيين في غزة يمكن اعتباره محاولة يائسة لقتل الحقيقة قبل أن تخرج إلى النور، لكن التاريخ أثبت أن الكاميرا كثيرًا ما تهزم البندقية على المدى البعيد

لهذا تم اغتيال الصوت والصورة في غزة لكن هل ستسكت؟

الجواب كان في وصية أنس.. التغطية مستمرة نحن نمضي ويأتي غيرنا يحمل سلاحنا.. رحمك الله يا ابن الشريف لقد اخذت مكانتك بجوار عظماء، شعبك الذين ارتقوا من أجل الوطن الأعظم فلسطين...

مساحة إعلانية