رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
قبل سنوات كتبت مقالا تحدثت فيه عن العلاقات الهندية ـ الاسرائيلية التي وصلت اليوم بثبات الى مرحلة التحالف الاستراتيجي. بعد ان كانت العلاقات بينهما تشوبها القطيعة والفتور حتى عام 1992 وبالرغم من ان الهند تعترف بإسرائيل منذ عام 1950 إلا ان السنوات ما بين الاعتراف بها كدولة حتى اقامة علاقات دبلوماسية كاملة كان يتخللها التحفظ والتوتر خصوصا وان الهند كانت تحت وطأة الاستعمار البريطاني، فكانت ترفض اي استعمار بأي شكل من الاشكال وكانت ترفضه قبل نشأة اسرائيل، وعارضت قرار الأمم المتحدة في عام 1947 بتقسيم فلسطين. لكن بعد اغتيال الزعيم الهندي مهاتما غاندي حين عُين جواهر لال نهرو كأول رئيس وزراء للهند تنامى تصاعد اليمين المؤيد لإسرائيل ، وبالرغم من ان نهرو اقام علاقات دبلوماسية مع اسرائيل تحت ضغط اليمين، إلا ان محاولته بخلق توازن والمحافظة على علاقته ومصالح الهند مع الدول العربية، جعل الهند حذرة في التعامل مع اسرائيل. فظلت للهند اليد العليا في علاقتها بالرغم من اسرائيل لديها محاولات حثيثة للتقرب مع الهند، فحتى بعد وفاة نهرو حاولت اسرائيل مجدداً بالتوسع في العلاقات بين البلدين بعد تولي انديرا غاندي رئاسة الوزراء بعد ابيها، لكن استمر موقف الهند كما عليه، وكانت غاندي تخشى اغضاب الشعب المسلم المرتبط بفلسطين كما ان لدى الهند قناعة معادية للاحتلال ورافضة للتطبيع. اليوم نرى الهند باختلاف الى حد ما تحت حكومة ناريندارا مودي الذي ينحدر من حزب قومي متشدد، وتربطه علاقة ممتازة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يزور الهند الآن مصطحباً اكثر من 100 رجل اعمال اسرائيلي،لكن نرى اسرائيل مستعدة للتغاضي عن اهم القرارات المتعلقة بها في سبيل الحفاظ على العلاقة مع الهند، مثلما تغاضت عن رفض الهند الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما انه وقبيل ايام من زيارة نتنياهو للهند الغت الهند صفقة لشراء صواريخ سبايك الاسرائيلية، لكن تظل الهند اكبر سوق للسلاح الاسرائيلي فهي تشتري ما قيمته مليار دولار من الاسلحة الاسرائيلية سنوياً. العلاقات الهندية الاسرائيلية، وبالرغم من تنامي العلاقات التجارية والعسكرية بين البلدين، والصفقات المشتركة إلا ان الهند تتبع دبلوماسية الحذر مع اسرائيل، فالعلاقات الدبلوماسية لا تتطور بنفس الوتيرة التي تتطور بها العلاقات التجارية، ومازالت للهند بعد كل هذه السنوات اليد العليا في هذه العلاقة. المؤكد ان مستقبل هذه العلاقات مرتبط بتأثير موازين القوى الدولية، كما ان اسرائيل تستغل الاوضاع الدولية وانحسار دعم الدول العربية لفلسطين والانقسام العربي، منتهزة اي فرصة لتوطيد وتوسعة علاقاتها الدولية.
2069
| 18 يناير 2018
شهدت ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب تحديات جمة في 2017 منذ توليه الرئاسة، تلك التحديات ليست خارجية فقط بل داخلية وعلى مستوى صناعة القرار في البيت الابيض وخارجه. فمنذ توليه الرئاسة غادر العديد من موظفي البيت الابيض وظائفهم، في حالة يمكن وصفها بنزوح جماعي، لربما بسبب عدم اتفاقهم مع سياسات ترامب او لخلافات وتشنج في المواقف بين الطرفين، وحتى الآن وبعد مرور ما يقارب السنة لم يتضح من سياسة ترامب الخارجية سوى اولويتين: الاولى محاربة الارهاب وما يسميه بالإرهاب الإسلامي، والثاني تصدير شعاره الانتخابي "امريكا اولاً" ويمكن ربط هذا الشعار بالسياسة الخارجية من خلال استفادة ادارة ترامب من الازمات الدولية بل وخلق اخرى جديدة، اما لتعزيز شعبيته شخصياً، او لتعزيز الاقتصاد الامريكي من خلال صفقات السلاح وغيرها. وفي خضم هذا كله، نرى تهميشاً للخارجية الامريكية وتراجعاً لدور وزير الخارجية نفسه، كما ان هنالك ايضا استقالات جماعية من الخارجية الامريكية بسبب حالة الاحباط التي يعاني منها بعض الموظفين والدبلوماسيين كما اوردت وسائل عدة، كما ان هنالك تجاهلا لقضايا حقوق الانسان والحريات التي تراجعت بشكل كبير لربما بسبب سياسة دونالد ترامب المتعلقة بتوسيع دائرة المصالح الامريكية في الخارج والاستفادة من الازمات حتى وان كان ذلك على حساب حقوق الانسان. ويمكننا الاستدلال على نهج الرئيس الامريكي ونظرته للسياسة الخارجية وحتى لحلفاء الولايات المتحدة التقليديين من خلال اول تغريدة استهل بها هذه السنة الجديدة، حيث بدأ ترامب السنة بهجوم ضد باكستان في تغريدة غاضبة كتبها في حسابه على تويتر اتهم فيها باكستان بالخداع والكذب وانها ملاذ آمن للإرهابيين، من يقرأ هذه التغريدة يستغرب لأن اي شخص مطلع على العلاقات الامريكية الباكستانية يعلم حجم التعاون والدعم الامني والاستخباراتي الذي قدمته باكستان للولايات المتحدة لمحاربة الارهاب والقاعدة وطالبان، وان كان هذا التعاون "باهظ الكلفة" لباكستان، الا ان لغة ترامب مع دولة حليفة كانت بعيدة عن الاعراف الدبلوماسية وحتى المنطق، مما يؤكد ان هذا العام قد يشهد مزيدا من التخبط للسياسات الخارجية للولايات المتحدة من جهة، ومن جهة اخرى فإن سياسة الولايات المتحدة تشهد ايضاً انعزالا مستمرا عن المجتمع الدولي وخسارة حلفاء تقليديين او رمي التحالفات التقليدية بعرض الحائط من خلال استخدام سياسة "العصا من غير جزرة" فهي تهدد وتتوعد الدول والمؤسسات الدولية بقطع المساعدات بينما في الواقع تلك المساعدات ليست هبات خيرية، وفي الوقت نفسه باتت واشنطن تتصرف على نحو يصعب التنبؤ به، فلذا سيكون عام 2018 حافلا بالمفاجآت للسياسة الخارجية الامريكية، واستمرار عزلة امريكا.
1759
| 03 يناير 2018
تمر منطقة الشرق الأوسط وحتى المجتمع الدولي بأزمة قيادية تتمثل في غياب أي لاعب مؤثر أو لاعبين مؤثرين لقيادة العالم، وينطبق الأمر ذاته على الشرق الأوسط، حيث الفراغ القيادي الذي لا يستطيع أي من الفاعلين الدوليين ملئه. فبعد أن كان للولايات المتحدة الأمريكية دور قيادي وبغض النظر عن مدى ايجابية او سلبية هذا الدور، إلا أنه من المؤكد أنه آخذ في الانحسار، بسبب النهج القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب و"أمريكا أولاً". كما أن الإدارة الأمريكية الحالية تعيش حالة من عدم الانسجام مما يجعل التنبؤ بأي خطوات مستقبلية مستحيلا. أما أوروبا فمن الصعب أن تأخذ دولة بعينها دورا قياديا بسبب التحديات الداخلية المتمثلة بالاقتصاد والوضع السياسي، ولكن في الوقت ذاته هنالك دول أوروبية ـ مجتمعة ـ يمكنها خلق شيء من التوازن في أوروبا وعلى مستوى العالم، لكن من الصعب أن نتوقع ان تأخذ دولة ما زمام المبادرة وحدها في التحديات والأزمات الدولية. أما على صعيد الشرق الأوسط فنحن في أزمة حقيقية، لا تتمثل في فراغ القيادة وغياب أي دور قيادي في المنطقة فحسب، بل نحن أيضا امام قيادات متهورة تتعامل مع الأزمات برعونة واستهتار، تفتقد حساب التبعات والمخاطر الناجمة عن سياسات لا تمتلك بعداً أو تكتيكا سليما. ناهيك عن المطامع والطموحات التوسعية لبعض الدول التي لا تتوانى فيها عن استخدام القوة، فاستخدام القوة يبدو الحل الأسهل في وقت غابت فيه الحنكة الدبلوماسية، والعقلانية، والتفاوض ومبادئ حل النزاعات، فكانت محاولات الاستخدام المسرف وغير المبرر للقوة هي الحل الأمثل لتلك الدول، بينما في الواقع استخدام القوة بالإضافة الى التهور هو الوصفة المثلى لمزيد من الاستقرار. غياب القيادة في الشرق الأوسط يعني ستظل المنطقة مشتعلة بالأزمات، ويجعلها تبدو أسهل تقسيماً بحسب المصالح الدولية، كما أن بغياب القيادة وبوجود قيادات تشعل أزمات وحتى حروبا جديدة في المنطقة ينم عن مغامرة سياسية خاسرة، فما يحتاجه الشرق الأوسط إخماد الحرائق المشتعلة، وليس إشعال بؤر جديدة للصراعات، كما أن الأوضاع الأمنية المتذبذبة في العديد من المناطق سوف تشهد انحدارا أمنياً أكثر، ففراغ السلطة والفراغ السياسي الذي تصنعه الحروب قد يُملأ من قبل الجماعات الارهابية، وكما هو معروف الأزمات والحروب تعد بيئة خصبة لنمو الجماعات الإرهابية والمتطرفة وبزوغ أخرى جديدة، كما حصل سابقا في أفغانستان والعراق. لا يمكن أن تستتب الصراعات في الشرق الأوسط دون وجود قيادة تعي تبعات سياستها، حتى ذلك الحين فيبدو أننا ننظر لشرق أوسط وعالم محفوف بالمخاطر والمغامرات.
1861
| 22 نوفمبر 2017
حين نبحث عن تعريف لمصطلح الإرهاب، فلن نجد تعريفاً يتفق عليه الجميع، فتعريف الإرهاب يختلف بحسب ثقافة الشخص والأوضاع المحيطة به وغيرها من العوامل، حتى أن في الأمم المتحدة لا يوجد اجماع واتفاق حول تعريف موحد للإرهاب. وأحيانا من يصف عمل بأنه إرهابي وهو قد لا يكون كذلك، قد يعني محاولة اضافة صفة سياسية على هذا العمل، بغرض تحقيق مكاسب سياسية أو إثبات وجهة نظر معينة، ومن هنا يأتي الجدل حول تحديد "من هو الإرهابي ومن هو المقاتل من أجل الحرية"، ولذا نجد أن هنالك من ينادي بجماعة معينة على أنها إرهابية، وهنالك من يرى بأنها ليست كذلك. هذا الجدل حول من هو الارهابي ومن ليس كذلك يتضح أكثر من أي وقت مضى في الولايات المتحدة ومع ردود أفعال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحديداً، فمنذ بداية هذا العام ومنذ توليه الرئاسة رسمياً في يناير الماضي، وقعت عمليات إرهابية واطلاق نار راح ضحيتها 112 شخصا وأوقعت أكثر من 500 مصاب، مما يجعل هذه السنة هي الاكثر دموية في التاريخ الحديث للولايات المتحدة الامريكية فيما يتعلق بحوادث اطلاق النار، التي أبرزها حادث اطلاق النار في لاس فيغاس الذي أوقع 58 قتيلاً، وحادث الاسبوع الماضي في كنيسة في ولاية تكساس الذي أوقع 26 قتيلاً، لكن ما نراه أن الرئيس الامريكي أصبح وبسبب لغته وردود فعله يساهم في تنامي تسييس الارهاب، فحين يرتكب شخص أبيض عملية إرهابية يقع فيها هذا العدد الهائل من الضحايا مثل ما حدث في لاس فيغاس وتكساس، فالموضوع لا يكاد يتعدى "خلل عقلي" ونابع من"الشر"، لكن حين ارتكب مسلم عملا مماثلا فتتصاعد لغة الرئيس الامريكي مطالباً بالاعدام ومطالباً بتشديد قوانين الهجرة بالطبع على المسلمين. لا يمكن محاربة الارهاب بفعالية طالما أن هنالك من يسيس الارهاب، وطالما أن هنالك من يستخدم الارهاب تارة وينفيه تارة أخرى بحسب الأوضاع السياسية وبحسب منفذ الهجوم والعملية الارهابية، بل على العكس، فاللغة المستخدمة التي تتغير بحسب تغير الضحايا ومنفذ الهجوم هي التي تساهم في تعميق المشكلة وازدياد الخلاف بل وترسيخ مفهوم ارتباط المسلمين والاسلام بالإرهاب دون غيرهم، كما أن هذا التسييس يتنافى مع استراتيجية الامم المتحدة لمكافحة الإرهاب، لذا ولأن اللغة عامل مهم في التعامل مع مكافحة الارهاب، فينبغي ضبطها لكي لا تصبح آداة تُسييس بحسب الظروف والأوضاع السياسية.
839
| 08 نوفمبر 2017
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); افتتح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلمته في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكما كان متوقعا، فالرئيس الأمريكي لم يتخلَ عن لهجته المعهودة سابقاً، ولم يستمع لنصائح مستشاريه في الأمن القومي. في حديث ترامب عن الإرهاب والتطرف أشار إلى الإسلام وربط بينهما خلال دقيقة واحدة، فذكر تارة "التطرف الإسلامي"، وذكر أيضا "الإرهاب الإسلامي المتطرف"، بالرغم من أن مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر نصح ترامب بعدم استخدام هذا المصطلح، لكن ترامب يثبت مجدداً أنه لا يبدو جادا في أخذ النصائح من شخص مثل ماكماستر، لكنه لايزال متأثراً بستيف بانون المستشار الاستراتيجي السابق والمستشار السابق سباستيان غوركا، اللذين غادرا البيت الأبيض منذ أشهر، إلا أنه فيما يبدو أن الرئيس الأمريكي مازال متأثراً بالمصطلحات التي كانوا يستخدمونها، والتي هي أصلا انعكاس لمواقفهم المتشددة والمعادية للإسلام والمسلمين، كما أن استخدام ترامب لهذا المصطلح أيضا يرضي قاعدة كبيرة من مؤيديه ومؤيدي هذه اللغة حول خطاب الإرهاب ومكافحته، لكن نسى ترامب هذه المرة أنه في محفل دولي ولا يخاطب مناصريه في تجمع انتخابي.إن الإرهاب عابر للحدود، لا دين له، حتى وإن كان مرتكبو العمليات الإرهابية مسلمي الأسماء، إلا أنه ليس بالضرورة أن تكون دوافعهم دينية مستقاة من الدين الإسلامي، كما أن هنالك إرهاب يرتكب من قبل ديانات ودول أخرى مثل ما يحدث مع مسلمي الروهينغا في ماينمار من إبادة جماعية وتطهير عرقي على يد الإرهابيين من الديانة البوذية وبتشجيع من الراهب البوذي "واشين ويراثو" الذي يبرر إبادة المسلمين ورئيسة وزراء ماينمار "أون سان سو تشي" التي حصلت على نوبل للسلام وتغافلت عن جرائم البوذيين بحق مسلمي الروهينغا، لكن بالطبع لا أحد يتحدث عن هذا الإرهاب. كما أن هنالك إرهاب يرتكب ضد الفلسطينيين، سواء من جرائم ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي أو الجماعات اليهودية المتشددة التي ترتكب جرائم وعمليات إرهابية ضد الفلسطينيين، لكن أيضا هذا الإرهاب مسكوت عنه. طالما أن هنالك لغة تشبه لغة الرئيس الأمريكي في الحديث عن الإرهاب وتصنيفه على أنه "إرهاب إسلامي"، فنحن لا نعالج المشكلة هنا، بل نساهم في خلقها، كما يعتبر هذا الخطاب تعبئة عاطفية، فالإرهاب يستفشي في دول لا تطبق قوانين وتغيب عنها العدالة الاجتماعية، وعوامل أخرى لا علاقة لها بالدين، لكن طالما أن هنالك عدم فهم لدوافع وجذور الإرهاب واستخدام مصطلحات خاطئة مثل "الإرهاب الإسلامي" فسوف نظل ندور في حلقة مفرغة لهذه المشكلة بلا جدوى.
1901
| 20 سبتمبر 2017
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); شهدت مدينة شارلوتسفيل في ولاية فرجينيا الأمريكية مظاهرات تحولت إلى مواجهة دامية بين أنصار اليمين البديل، والنازيين الجدد، والمنادين بتفوق العرق الأبيض white supermacists وبين المناهضين لهم، انتهت تلك المظاهرات بمقتل أحد المتظاهرات دهسًا على يد أحد المتطرفين البيض. العنصرية ليست غريبة على الولايات المتحدة فحتى بعد قوانين التي أرست المساواة وألغت الفصل العنصري، إلا أن العنصرية والكراهية لا تزال قائمة، وبالغ البعض في تفاؤله ممن استبشروا خيرًا في 2008 برئاسة أول رئيس أمريكي من أصل إفريقي، فسرعان ما خابت آمالهم، وإن كان فوز باراك أوباما آنذاك له رمزيته، إلا أن العنصرية المؤسساتية مثل تلك التي يمارسها بعض أفراد الشرطة وتلك التي على مستوى الأفراد والجماعات لم تختف ولم تهدأ. إن الخطاب السياسي والقيادة السياسية بإمكانهما تهدئة وإخماد العنصرية والكراهية بكافة صورها، أو إذكاء وإشعال نيرانها، فكل ما لزم تلك الجماعات التي تظاهرت بشكل وحشي وبربري هو قائد يشجعهم ويلهمهم، وهذا بالفعل ما قاله الزعيم السابق لجماعة كوكلاكس كلان العنصرية ديفيد ديوك الذي صرح خلال المظاهرة بأنه ينفذ وعود ترامب ولذا صوتوا له. لا يبدو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مدركًا لما حدث في المظاهرات تلك ولماذا قامت مجموعة من النازيين الجدد واليمين المتطرف البديل بمظاهرات تحولت إلى مواجهات دموية. فخطاب ترامب السياسي منذ أن كان مرشحًا جمهوريا أسهم في إحياء العنصرية والجماعات المتطرفة، رغم أن البعض تكهن بأن سلوكه سوف يختلف بعد توليه الرئاسة، إلا أن اللغة التي استخدمها ترامب لإدانة المظاهرات في فرجينيا، ورفضه تسمية النازيين الجدد واليمين البديل المتطرف في إدانته حيث "أدان الكراهية من جميع الأطراف" هي مساواة بين النازيين الجدد والعنصريين وأولئك المناهضين لهم. كل هذا يذكرنا بحملة الشيطنة ضد المسلمين التي قام بها ترامب قبل انتخابه، وقام بها بعد انتخابه أولها من خلال قانون منع دخول المسلمين من دول معينة، وثانيها بعدم إدانة أي عمل إرهابي أو أي اعتداء ضد مسلمين، بينما يسارع للإدانة إذا كان المرتكب مسلما. كذلك لم يكف ترامب عن التحذير من أقليات أخرى مثل المكسيكيين وغيرهم، لكن ها هو أول عمل يمكن تصنيفه على أنه إرهابي يقوم به شخص أبيض عنصري في مظاهرات شارلوتسفيل، وتلك هي الفئة الوحيدة التي لم يدنها ترامب مثلما أدان كل الفئات الأخرى. يبقى السؤال، إذا فشل ترامب في حل القضايا الداخلية وتقريب وجهات النظر في أمريكا، فماذا عساه أن يفعل بمشاكل دولية أكثر تعقيدًا وأكثر تأزمًا؟
472
| 16 أغسطس 2017
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لم يكن أحد يتوقع أن قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية ما هو إلا قناع لتغطية حملة ممنهجة ضد دولة قطر شاركت فيها أطراف عديدة، إعلامية، سياسية، أكاديمية، والمثير للسخرية شخصيات دينية وفنية أيضًا، وهذا مما لا يدع مجالًا للشك بأن هذه الحملة برمتها هي حملة ضعيفة وذات أهداف خبيثة ولا تمتلك أي مبدأ، هي مجرد ضوضاء وصخب سرعان ما خفتت حينما كشفت وسائل الإعلام غير المأجورة. وكشف العديد من أصحاب العقول النيرة حقيقة وخفايا هذه الحملة الممنهجة. بتاريخ 11 مايو وصلتني دعوة لمؤتمر أقامته مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات FDD، عقد صباح 23 مايو، وهو نفس اليوم الذي تمت فيه قرصنة موقع الوكالة في ساعات متأخرة. كان هدف المؤتمر تشويه صورة قطر بغطاء أكاديمي وسياسي بما يتوافق مع توجه المؤسسة والشخصيات التي استضيفت. كذلك وفي نفس اليوم، وخلال دقائق من قرصنة وكالة الأنباء القطرية سارعت وسائل إعلامية مثل العربية وسكاي نيوز عربية إلى نشر مقالات واستضافة شخصيات للحديث عن دولة قطر، دون استضافة أي شخصية قطرية، بل ولم يتم الإشارة إلى التصريح الرسمي من دولة قطر بشأن التصريحات المفبركة والأخبار الكاذبة التي بثت على مدار الساعة وبشكل يومي، وأحيانا بنفس المحتوى تحت عناوين مختلفة، ولا أبالغ إذا قلت بأن هذا الإعلام الذي يروج للبروبجندا هو أشبه بالدعاية النازية ووزيرهم آنذاك جوزيف غوبلز الذي قال: "اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرون، ثم اكذب أكثر حتى تصدق نفسك" وهذا هو نفس المنطق الذي يتبعه الذين شاركوا في الحملة ضد قطر. وصل الأمر بالإعلام الخليجي مع الأسف، الاستشهاد ومقابلة شخصيات ومؤسسات تدافع عن إسرائيل ومصالحها وتوسعها في الشرق الأوسط وشخصيات تنتمي لتيار المحافظين الجدد واليمين معادين للإسلام في الولايات المتحدة، بعضهم تحدث في المؤتمر الذي عُقد في العاصمة الأمريكية الذي أشرت إليه، ويعد استشهاد الإعلام بهم خلال حملتهم ضد قطر تضليلًا للقارئ، فقد نشرت آراؤهم على أنها مواقف رسمية لواشنطن أو الإدارة الأمريكية، وهذا غير صحيح قطعًا. رغم أن هذه الحملة، كانت صادمة إلا أنها كشفت كيف أن مؤسسات وشخصيات مستعدة للمقامرة باسمها وتاريخها من أجل مكاسب تقاضوها جراء مشاركتهم في هذه الحملة.وختامًا، وجب القول إن التغريد خارج السرب ليس دومًا أمرًا سيئًا، فكم جوقة تعزف ألحانًا نشازا وجب النأي بالنفس عنها.
322
| 05 يونيو 2017
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بسبب انتشار الأخبار الكاذبة والمفبركة على مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت منصات للترويج لتلك الأخبار، عزمت المواقع الإخبارية والإعلام المهني على التصدي والتحقق من النشر قبل إذاعة أي أخبار وبيانات قد تكون مغلوطة وكاذبة لا أساس لها من الصحة، لكن هذا ينطبق فقط على المؤسسات الإعلامية التي تتمتع بمهنية ومصداقية، وهذا ما يعلمونه لطلاب الصحافة والإعلام في مادة "مبادئ الإعلام". لهدف ما، اخترقت وكالة الأنباء القطرية الأسبوع الماضي، وفي الوقت نفسه فبرك الشريط الإخباري للنشرة الإخبارية في تلفزيون قطر، وتزامنًا مع اختراق وكالة الأنباء وفبركة شريط الأخبار شنت حملة إعلامية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بلا هوادة، ناهيك عن عشرات المقالات والتصريحات كلها خلال دقائق وساعات من اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية، وهو مما لا يدع مجالًا للشك بأن كل ما حدث هو جزء من حملة منظمة وممنهجة، ولم يكن أمرًا عرضيًا أو بمحض الصدفة. هذا الهجوم الممنهج والمدروس كشف كيف يمكن للعديد من الشخصيات تغيير مبادئها وقلب وتزوير الحقائق لمكاسب مادية أو معنوية، وهم أيضًا لا يمانعون الانضمام إلى الجوقة التي تصدح نشازًا كما شاهدنا ونشاهد ممن يروجون للأخبار الكاذبة بلغة شعبوية وبلغة عاطفية تستميل فئة معينة يمكن أن تنطلي عليها هكذا أكاذيب مفبركة وأخبار كاذبة من شأنها أن تشيطن كل من يختلف معها. كذلك، فما حصل والأيام التي سبقت اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية، تبين مدى خطورة "الإرهاب الفكري" الذي يقوم به البعض، وذلك من خلال ترهيب كل من يدلي برأي مختلف وأطروحات مختلفة في محاولة لقمع وتكميم الآراء والتوجهات، حتى إن كان ذلك على حساب المصداقية والمهنية، حتى وإن يعني ذلك اتخاذ الأساليب الملتوية لتحقيق غايتهم من خلال بث أخبار وتصريحات مفبركة لا يمكن لعقل سليم أن يسلم بها ويصدقها. أن يهاجم قطر هذا العدد الهائل من الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية، الرياضيين، الفنانين، وحتى رجال الدين (أتمنى أنني لم أنس أحدا) مجتمعين، وفي وقت واحد، وبنفس المحتوى، لا يعني أن ما يرددونه حقيقة أو دفاع عن حق. لحسن الحظ، نحن نعيش في عصر يمكن للمتلقي الواعي أن يتحقق من الأخبار ومدى صحتها، رغم الترويج الكاذب من قبل "الإمبراطوريات الإعلامية" التي شنت أخبارا كاذبة وحربا خاسرة أيضًا. سوف تظل دولة قطر ملتزمة بمبادئها وقيمها، وما يحصل الآن ما هو إلا ضجيج غير مؤثر.
494
| 29 مايو 2017
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); شاركت الأسبوع الماضي في مؤتمر أكاديمي في الأردن الشقيق حول خطاب الكراهية في الإعلام، قدم فيه الباحثون أطروحات قيمة حول هذا الموضوع. لا يكاد يمر يوم إلا ونرى صورا متعددة للكراهية في وسائل التواصل الاجتماعي على وجه خاص، فوسائل التواصل الاجتماعي تختلف عن نظريتها التقليدية بسرعة الانتشار والديمومة، وعدم وجود وسيط رقابي، مما يجعل الرسائل تنشر بسرعة كبيرة وبدون التفكير في العواقب الاجتماعية أو القانونية أو غيرها. خطاب الكراهية ليس بالضرورة أن يكون قدحا وذما، فالإقصاء وتهميش الآراء المختلفة يعد خطاب كراهية أيضا، فهنالك إقصاء قد يؤدي إلى التطرف الفكري وهنالك إقصاء من شأنه تأجيج الخلاف واتساع الهوة بين الأطراف المختلفة. بالنظر إلى العالم العربي، يعاني العالم العربي من مشاكل عدة متعلقة بالإعلام، منها غياب الإعلام المستقل، التبعات القانونية فيما يتعلق بالنشر ومنها فضفاضية النصوص القانونية، وصعوبة النشر المطبوع، بالإضافة إلى شيوع الإعلام ذي التوجه الأوحد في بعض الدول. لذا يلجأ البعض إلى النشر على شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة متحملين بذلك تبعات الخطاب الذي يبثونه سواء عليهم "المرسل" أو على المتلقي، تكمن خطورة الخطاب حينما لا يكون إيجابيا أو بناءً، وبشكل عام إذا كان المرسل شخصية لديها قاعدة جماهيرية كبيرة فمن الأرجح أن تأثير الخطاب سوف يكون أقوى سلبًا أو إيجابًا بحسب محتوى الخطاب. حرية الرأي تعتبر من أبسط حقوق الإنسان ولا يجب أن تُسلب من أي شخص، لكن هذه الحرية منوطة أيضًا بمسؤولية اجتماعية يغفل البعض عنها. برأيي أن خطاب الكراهية يأتي بسبب عدم فهم أو سوء فهم لمحتوى هذا الخطاب الذي يتحدث به البعض، سواء أكان خطاب الكراهية موجها ضد دين أو خطاب سياسي، أو غيره. ومن هنا فأهم الأسباب التي تؤدي إلى حضور خطاب الكراهية بالأخص في مواقع التواصل الاجتماعي، هي بسبب غياب الحوار الذي من شأنه فهم المكونات المختلفة في المجتمعات، والحوار الذي يهمه فهم الآخر بدلًا من "الانتصار بالرأي" على الآخر. كذلك، فالحل لمواجهة ومكافحة خطاب الكراهية ليس من خلال النصوص القانونية فقط، فقبل تطبيق القانون والذي يصعب في بعض الحالات تطبيقه بسبب الاختلاف حول مفهوم "الكراهية"، لابد أن يكون للمؤسسات والأفراد دور فعال للتعريف بخطاب الكراهية وتفعيل الحوار، وكيفية مواجهته بخطاب مختلف لا يحرض على تنامي الكراهية وتفاقمها إلى حد التطرف الفكري.
1453
| 22 مايو 2017
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا يبدو أن علاقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحملته الانتخابية مع روسيا سوف تهدأ في أي وقت قريب، فبعد الكثير من التكهنات حول تأثير روسيا على الانتخابات الأمريكية والتي من أبرز تداعياتها فصل مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، الذي كان على اتصال بالروس قبل تنصيب ترامب، سارع ترامب بشكل مفاجئ بإقالة رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية FBI جيمس كومي، مع أن كومي يحظى بتأييد وقبول واسع بين الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء.ويعيدنا بالذهن ما فعله ترامب بفصل كومي، والتي أطلق عليها "مذبحة عصر الثلاثاء"، إلى "مذبحة ليلة السبت" عام ١٩٧٣ حين أقال الرئيس الأمريكي الراحل ريتشارد نيكسون حينها المدعي الخاص الذي كان يحقق في فضيحة ووترغيت ارتشيبالد كوكس، وكان من تبعات الإقالة هي استقالة الرئيس نيكسون قبل أن ينهي الكونجرس الأمريكي من إجراءات عزله.المشكلة تكمن في طريقة حُكم ترامب وقراراته الرئاسية التي يتفرد بها من جهة، ومن جهة أخرى فدونالد ترامب وكما يبدو يرجح كفة الولاء دومًا على كفة الكفاءة والاستقلالية، حتى في أكثر الأجهزة الأمريكية استقلالًا أي مكتب التحقيق الفيدرالي، ولعل من المثير للاهتمام أن ترامب فصل وعزل حتى الآن ثلاث مسؤولين جميعهم كانوا يحققون في علاقة حملته الانتخابية بروسيا، وهم سالي ياتس، بريت بارارا، وأخيرًا جيمس كومي.كيفية تعامل ترامب مع الأزمات الداخلية في واشنطن لا تفعل شيئًا سوى الإضرار به وبشعبيته كرئيس، فترامب بدأ رئاسته بشعبية وتأييد هما الأقل لأي رئيس أمريكي منذ الرئيس دوايت ايزنهاور عند نسبة 40 % بحسب استطلاع مؤسسة غالوب، هذا وقد أظهرت آخر استطلاعات الرأي الذي قامت به جامعة Quinnipiac الأمريكية في شهر مايو أن ترامب يحظى بتأييد يبلغ 36%، تلك الأرقام تعكس حالة عدم الرضا عن أداء الرئيس الأمريكي الذي يرى فيه البعض بأنه لم يوحد الأمريكيين ولم يردم الصدع بين الجمهوريين والديمقراطيين الآخذ بالاتساع حيال قضايا الشأن الداخلي الأمريكي، وحتى قضايا السياسة الخارجية. والآن ها هو موضوع تدخل روسيا يلاحقه مجددًا، ولا يلاحقه وحده، بل يلاحق الأسس والمؤسسات الديمقراطية. هنالك العديد من التكهنات حول تواطؤ روسي في حملة ترامب الانتخابية، لكنها تبقى تكهنات، إلا أن المؤكد أن هنالك حالة من التخبط يجب على القادة السياسيين في واشنطن وضع حد لها، لوقف المزيد من الفوضى في واشنطن.
377
| 17 مايو 2017
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا أحد يتحدث عن إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أو الإضراب المعروف بـ"إضراب الكرامة"، فهنالك تجاهل إعلامي واضح حول الإضراب الفلسطيني احتجاجًا على الأوضاع السيئة والمهينة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيين سواء من سوء المعاملة أو الرعاية الطبية السيئة ومنع الزيارات العائلية. فإسرائيل تعامل الفلسطينيين الأسرى لديها بكل ما ينتهك ويخالف "المبادئ الأساسية لمعاملة السجناء" التي اعتمدتها الأمم المتحدة، بل أيضًا هددت إسرائيل بإطعام الفلسطينيين قسرًا وهو ما يعد انتهاكًا لحقوق الإنسان، فإسرائيل تستغل كل صمت دولي، وكل إفلات من المسائلة القانونية والأخلاقية لتتمكن من ممارسة كل الانتهاكات التي يجيزها الاحتلال ضد الفلسطينيين. التجاهل الدولي لما يعاني منه المساجين الفلسطينيون غير مستغرب تماما، لكن ما هو مستغرب أنه دوما ما يتم "شيطنة" الفلسطينيين و"شرعنة" الاحتلال في الإعلام والذهن الغربي، فدائمًا ما يصور الفلسطينيين المقاومين للاحتلال بأنهم انتحاريون وخطر على أمن إسرائيل ودائما ما يُعاب على الفلسطينيين الخلافات الفلسطينية- الفلسطينية بين مختلف الفصائل السياسية، لكن لا أحد يتحدث عن الأسباب التي أوصلت حال الفلسطينيين لما هم عليه اليوم، أي بسبب كل ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلية وحكومة نتنياهو وتجاهله لما تضمنته اتفاقية أوسلو والدعم الدولي الذي تتلقاه إسرائيل مسؤول أيضا، أما شعبيًا فهنالك تطرف مسكوت عنه من قبل بعض الفئات في إسرائيل الدينية والعلمانية، فبينما يضرب الأسرى الفلسطينيون، قامت مجموعة من المستوطنين بإقامة حفل شواء أمام سجن عوفر الذي يتواجد فيه الفلسطينيون، وتلك إحدى صور الاستفزاز الدنيئة المتكررة للإسرائيليين حكومة ومستوطنين أيضًا ضد الشعب الفلسطيني، لكن لا عجب فالاحتلال والممارسات الإسرائيلية الهمجية والقمعية لا خُلق لها. في الوقت الذي يقاوم فيه الفلسطينيون الاحتلال بكل سلمية من خلال معركة الأمعاء الخاوية، لا يتحدث أحد عن تلك المقاومة السلمية لربما لأنها لا تتوافق مع الصورة النمطية التي رُسمت عن الشعب الفلسطيني، التي صورت المقاومة بشتى أنواعها على أنها إرهاب، وصورت الفلسطيني بأنه إرهابي، لكن في الوجه المقابل فهي تصور الوضع الإسرائيلي بصورة رومانتيكية حول واقع الشارع الإسرائيلي، والشعب الذي يريد أن يستمتع بالحياة، لكنه لا يستطيع بسبب الفلسطينيين كما يتخيل لهم. معركة النضال الفلسطيني لن تنتهي حتى ينال الفلسطينيون حريتهم، حتى وإن تغاضى المجتمع الدولي عن الانتهاكات الإسرائيلية إلا أن إضراب الكرامة هو تأكيد آخر للصمود الفلسطيني الشجاع في وجه الاحتلال الجبان.
415
| 08 مايو 2017
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بعد 100 يوم من حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما زال يثير الكثير من الجدل حول تصريحاته أو التعيينات في إدارته. وما زال يثير الجدل أيضًا حول سياسته الاقتصادية والخارجية التي تبدو لكثير قومية تحت شعار "أمريكا أولًا"، وتميل إلى المدرسة الواقعية. وقع ترامب 30 أمرًا تنفيذيًا ليصبح بذلك أكثر رئيس أمريكي يوقع هذا العدد من الأوامر التنفيذية خلال فترة 100 يوم، ولكن هذا الأمر لا يعني بالضرورة أن ما قام به ترامب يسجل كإنجاز له. فأوامر ترامب التنفيذية ما زال بعضها يتمحور حول السياسات التي أقرها الرئيس السابق باراك أوباما، وما زالت تحاول أن تقوض جهود الإدارة السابقة وكأن "الفوز" الذي يريده ترامب والذي يتحدث عنه دومًا، فوز وانتصار على أساس شخصي وحزبي وليس على أساس المصلحة العامة.قطع ترامب وعود عدة أثناء حملته الانتخابية، وعد ترامب بتنفيذها خلال المائة يوم من رئاسته، إلا أن بعض الوعود سرعان ما اصطدمت بمعارضتها الدستور، مثل الأمر التنفيذي بمنع دخول المسلمين من 6 دول، أو مشروع الرعاية الصحية الذي أقره أوباما "أوباما كير" حيث أراد أن يستبدله بمشروع آخر لكنه لم يحصل على عدد كاف من الأصوات في الكونجرس. ولعل من الملاحظ أن ترامب لا يتحمل الأخطاء بشكل جيد، فهو دائما يلوم من حوله، فلا يتحدث عن تسوية أو إعادة النظر في سياساته، وهذا الأمر إن لم يعدل عنه ترامب سوف يكون العقبة الدائمة بينه وبين الديمقراطيين وحتى بعض الشخصيات في الحزب الجمهوري. أما السياسة الخارجية، فرغم وعود ترامب حول عدم التدخل في الدول الأخرى من مبدأ "أمريكا أولًا" إلا أنه تدخل عسكريًا في اليمن، أفغانستان، وسوريا، وذلك ما يفسر الأيديولوجية الواقعية في "ردود أفعاله" في تلك الدول. فالرئيس الأمريكي لا يملك إستراتجية واضحة، ولا يمكن تفسير أم القنابل في أفغانستان سوى أنها مناورة عسكرية، أو الضربة العسكرية بـ59 صاروخ توماهوك في سوريا بأنها سياسة رادعة ضد هجوم الأسد الكيميائي على خان شيخون، بل هي مجرد ردة فعل، وبحسب المحللين لم يكن الهجوم في اليمن ناجحاَ. تبلغ شعبية ترامب 43% فهو الرئيس الأقل شعبية بين الرؤساء الأمريكيين خلال الفترة الزمنية نفسها، وإذا أراد ترامب أن تتعافى شعبيته فعليه أن يعيد النظر فيما إذا يريد أن يكون ترامب الرئيس، أم ترامب رجل الأعمال والشخصية التلفزيونية الشهيرة؟ عمومًا، لا يمكن التكهن بما سيقوم به ترامب فهو ذو شخصية براغماتية غير أيدلوجية، ونجاحه أو فشله بيده هو فقط.
345
| 01 مايو 2017
مساحة إعلانية
خنجر في الخاصرة قد لا يبقيك مستقيما لكنه...
1413
| 15 سبتمبر 2025
ها هي القمة العربية الإسلامية تعقد في مدينة...
669
| 15 سبتمبر 2025
منظومة دراسية منذ القرن الثامن عشر وما زالت...
624
| 18 سبتمبر 2025
من يراقب المشهد السياسي اليوم يظن أنه أمام...
618
| 18 سبتمبر 2025
لم يعرف الشرق الأوسط الاستقرار منذ مائة عام،...
591
| 15 سبتمبر 2025
منذ تولي سعادة الدكتور علي بن سعيد بن...
591
| 18 سبتمبر 2025
في أغلب الأحيان تكون المصائب والنوائب لها نتائج...
579
| 15 سبتمبر 2025
الأحداث التي فُرضت علينا وإن رفضناها بعد الاعتداء...
528
| 16 سبتمبر 2025
ليس جديداً على الدوحة أن تستضيف قمة عربية...
495
| 15 سبتمبر 2025
يؤكد اهتمام جيل الشباب القطري بالخط العربي؛ تزايد...
459
| 21 سبتمبر 2025
يُعدّ وعي المُستثمر بالقواعد والأحكام المنصوص عليها في...
447
| 21 سبتمبر 2025
ها هي أنديتنا الممثلة لنا في مسابقاتها الخارجية،...
432
| 19 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية