رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
شكّلت الهجمات على موانئ تصدير النفط في بلادنا في أكتوبر/ تشرين أول الماضي ضربة قاسية للملف الإنساني والاقتصادي الذي كان قد بدأ يأخذ شكلا من التحسن البطيء، مع دخول البلد في تهدئة رعتها الأمم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة. ورغم مرور قرابة العام على هذه الخطوة التي لم تضع في الاعتبار أي مراعاة للمسألة الإنسانية في اليمن، إلا أن جماعة الحوثي مستمرة في إطلاق التهديد والوعيد تجاه محاولات استعادة التصدير، من قبل الحكومة التي تعمل جاهدة للإيفاء بالتزاماتها تجاه أبناء الشعب. فالحكومة تعتمد على هذا المورد الهام بشكل رئيسي في دفع رواتب الموظفين، واستمرار تقديم الخدمات الضرورية لأبناء الشعب الذين أرهقتهم تداعيات الحرب، ودفعت بغالبيتهم إلى مربع الفقر والفاقة، والوقوف في طوابير طويلة طمعا في فتات المساعدات التي تقدمها وكالات الإغاثة الأجنبية. هذه الخطوة إذن لم تلحق الضرر بالحكومة، وإنما بأبناء الشعب اليمني الذين راكمت حالة التدهور في الخدمات وانقطاع الرواتب من وضعهم المأساوي، لتشكّل أمام أعينهم غمامة سوداء بشأن الأيام التي تنتظرهم في ظل هذه الظروف. على أن ما يثير الأسى، ويحز في النفس هو حالة العجز الدولي والأممي في إيجاد حلول لهذه المعضلة، وغياب أي ضغط حقيقي من جانب الوسطاء الدوليين لدفع الجماعة للكف عن ممارساتها العدوانية وإتاحة فرصة للمساعي الدبلوماسية الرامية لإيجاد حل سياسي للحرب، وإنهاء أزمة إنسانية في العالم وفق تقدير الأمم المتحدة. إن أي تساهل مع اشتراطات الحوثيين التي يضعونها في مقابل التوقف عن استهداف تصدير النفط لن تقرب اليمن أي خطوة نحو السلام المنشود؛ بل على العكس، سيمنحهم مزيداً من اليقين غيرالصحيح بأن التعنت سياسة مثمرة، وسيعودون باشتراطات إضافية، لأن هذا هو ما تقوله خلاصة عقود من التعامل معهم من قبل الحكومات المتعاقبة. يجب أن يكون واضحا لكافة المهتمين بالمسألة اليمنية، والمعنيين المباشرين بالأزمة أن استهداف وتخريب البنية التحتية الاقتصادية هي مسألة خطيرة جدا تتجاوز الصراع مع الحكومة، نحو ضرب الشريان الحيوي الذي يمد الشعب بالرواتب والخدمات، ما يجعل الاعتداء جريمة حرب تستوجب حزما دوليا يتماشى مع القوانين التي تجرم هذه الأفعال والممارسات.
2163
| 21 أغسطس 2023
رغم الاعتقاد على نطاق واسع أن دور الكتاب في طريقه إلى التلاشي والإنقراض في ظل التقدم التكنولوجي المتسارع، وانتشار الوسائط الحديثة، إلا أن هذا الأمر قد لا يكون دقيقا تماما؛ لا سيما مع احتفاظ الكتاب بسماته وميزاته التي لا تندثر أو تصدأ بتقادم الزمن، وتطور وسائل المعرفة، والوصول إلى المعلومة. فهذه الثورة على ما قدمته من تسهيلات للوصول إلى المعلومة، وتشكيل المعرفة، إلا أنها لا تستطيع استلاب تلك العلاقة الحميمية التي تنشأ بين الكتاب وقارئه، أو مزاحمة الكتاب على امتلاك شغف القراءة والإطلاع لدى الجمهور. على أن ذلك لا يعني بأي حال ترك القارئ لمواجهة مصيره، وتحديد خياراته في عالم بات ينام ويصحو على تدفق هائل للمعلومات عبر الوسائط الحديثة، التي تأتي بشكل سطحي في الغالب، بحيث لا يمكنها أن تشكل أساسا صلبا للوعي، ولاغذاء حقيقيا للعقل، فضلا عن أن تمتلك ما يكفي من الغزارة لتعزيز مدارك الحواس، وهدم الحواجز أمام الإبداع، والنمو والتطور. ومن هنا تحمل معارض الكتب أهمية أساسية في مساعدة المجتمعات، وجمهور القراء على وجه خاص، وذلك من خلال ما توفره من معروض ثقافي هائل في مساحة جغرافية صغيرة، تساعد الجمهور على اقتناء كل ما يريدونه ويبحثون عنه وفي الوقت نفسه إتاحة الفرصة لجهات النشر لتقديم معروضاتها لأكبر عدد ممكن من الناس. ولقد شعرت بالبهجة لما رأيته في معرض الدوحة الدولي للكتاب بنسخته الثانية والثلاثين من حضور واسع لدور النشر والتنوع الكبير في المؤلفات والكتب والعناوين التي شملت مختلف العلوم والمعارف. كما أسعدني مشهد الإقبال على المعرض، الذي جاء من دون شك ليعكس حالة الشغف التي مازالت تتملك الناس تجاه القراءة، ونزوعهم نحو الاطلاع والتثقيف، واحتفاظهم بذلك الفضول اللذيذ لمعرفة محتوى الكتب والمؤلفات. هذا المعرض أعاد بذاكرتي إلى الأيام الجميلة لصنعاء التي احتضنت الكثير من الفعاليات والمعارض منذ عام 1979، وتحولت بفضل الإقبال المتزايد من الجمهور والقراء إلى وجهة لا غنى عنها لدور النشر العربية، قبل أن تشتعل شرارة هذه الحرب الملعونة أواخر 2014، التي جردت عاصمتنا من كافة مظاهر وأدوات الفعل الثقافي، وعملت على تجريف كل ماله صلة بالحضارة والثقافة فيها. على أننا ورغم كل ما حدث متمسكون بذلك اليقين عن صنعاء التي لا يمكن إخضاعها إلى الأبد لنمط حياة لا يشبهها، أو الاستمرار في حشرها داخل جلباب طائفي، أو مناطقي؛ فهي من دون أدنى شك ستعود ذات يوم لاكتشاف ذاتها من جديد، واستعادة زخم حضورها كواحدة من أهم عواصم العرب، وحواضرهم ثقافتهم. في الختام، لا يسعنا إلا أن نتوجه بالثناء والشكر لسعادة الوزير الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وكافة طاقم الوزارة والمؤسسات والهيئات المرتبطة بها على جهودهم المبذولة في هذا المحفل الذي عكس اهتمام الأشقاء في قطر بالثقافة، وتشجيع القراءة، والاطلاع، والحرص على بناء ومد جسور تواصل مع مختلف الثقافات.
3072
| 19 يونيو 2023
يدخل شعبنا اليمني رمضانه الثامن، وهو يفتقد الطقوس الجميلة لهذا الشهر الفضيل، مع استمرار المعاناة الناجمة عن الحرب، والتي انتزعت عنوة وبشكل تدريجي شغفه لمسائل كثيرة. وبالعودة لذكريات ما قبل هذه الحرب المشؤومة تتزاحم تلك الصور الجميلة لرمضان في بلادنا، والذي كان شعبنا يستعد له منذ أشهر، ويتشوق لقدومه، وتتجلى مظاهر احتفائه به على أكثر من صعيد. المبادرات الخيرية، والإفطار الجماعي في باحات المساجد، والساحات العامة، وأمسيات الذكر والابتهالات المفعمة بالروحانية، والزيارات الاجتماعية التي تنشط مساء وتحيل ليل المدن والقرى إلى سماء صغيرة عامرة بالأضواء المتحركة.. المداخن التي تتصاعد عند العصر وتحمل للصائمين مع دخانها رائحة «اللحوح» الشهية، والكثير الكثير من الطقوس التي تجعل الشهر الكريم يقف متفرداً بشكل كامل عن بقية أشهر السنة. هذه الطقوس، والشعائر الاجتماعية الحميمية التي تتلظى هذه الأيام في الذاكرة وتثير في الفؤاد من الحنين ما لا سقف له ولا حد صودرت من اليمنيين ضمن ما صادرته الحرب المأساوية، ونالها من الدمار والشظايا والتشوهات بقدر ما نال الإنسان والعمران، فهي بالأساس ثمرتهما، ومصيرها مرتبط بمصيرهما. كم هي الأسر التي فقدت أحد أفرادها في الحرب وفقدت معه مذاق الطقوس الرمضانية التي لا روح فيها بشمل غير مكتمل؟ كم هي الأسر التي فقدت منزلها، ومعه ذكريات عشرات المواسم الرمضانية السابقة؟ كم عدد الناس الذين صودر منهم حتى صلاتهم الجماعية في ليل رمضان في ظل ممارسات طائفية تصر على التحكم بمصائر ملايين الناس وحركاتهم وسكناتهم، وطريقة تعبدهم؟. هذا الازدحام المأساوي لمشاهد ما بعد الحرب وما خلفته من خراب وتشوهات، يثير الأسى في نفوسنا، وكان يفترض أن يمنح أولئك الذين تسببوا بهذه الحرب مساحة كافية لإدراك حجم الجريمة والكارثة التي ارتكبوها بحق شعبنا على مدار هذه الأعوام. إن أبناء شعبنا اليمني الصابر يستحقون أن تستعيد الفرحة طريقها إلى نفوسهم، وأن يبادر الجميع، لا سيما طرف الانقلاب بالتخلي عن عناده، وتقديم التنازلات لأجله، وذلك لن يكون بكل تأكيد سوى بالتسليم بحقيقة أن السلام الحقيقي، والقابل للاستدامة هو ذلك السلام الذي يضمن لشعبنا ممارسة حقوقه كاملة، والسماح له بتقرير مستقبله وفق قواعد الديمقراطية، ومبادئها العادلة.
1722
| 08 أبريل 2023
استيقظت كل من تركيا وسوريا الشقيقتين، فجر الاثنين الماضي، على واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدها العالم منذ عقود. المشاهد والصور التي توالت تباعا من مناطق الكارثة تمزق نياط القلب، وتكرس في داخلنا حالة هي مزيج من الفجيعة، والضعف، والشعور بحقيقة هذه الحياة كمحطة عابرة لا تستحق أن يكرس فيها الانسان جهده في اشتغالات تغذي نوازع الكراهية والصراع والجشع والعصبية، ومحاولة قهر أو الاستيلاء على حقوق الآخرين. واقعة مثل هذه على ما تفرزه من مآس وآلام يصعب مداواتها بسهولة؛ فإنها قد تتحول إلى حالة مثمرة، طالما خلقت التأثير اللازم لدفع الجميع نحو استغلالها لتعزيز روح التضامن في العلاقات الدولية، وإعادة النظر في تصوراتنا للأشياء، والأحداث والعلاقات على النحو الذي يمكن من دفع هذه الفكرة إلى الأمام، وتصييرها معيارا أساسيا في التعامل مع بعضنا، كأشخاص، وكشعوب، وكمجتمع دولي. وفي الحقيقة هناك يقين وإيمان لدى الجميع بهذه الفكرة، وهو الأمر الذي تجلى بوضوح من خلال هذا الاحتشاد الاستثنائي لدول العالم، لإغاثة منكوبي الزلزال، في واحد من المشاهد النادرة التي ظهر فيها المجتمع الدولي كأسرة واحدة، وجدت نفسها معنية ومسؤولة أخلاقيا بالانخراط في جهود مواجهة وتخفيف آثار وتداعيات تلك الكارثة. لقد مثلت هذه الحالة الاستثنائية في التضامن، ودعم الشعور العاطفي لضحايا الزلزال وشعبي تركيا وسوريا بشكل عام، نقطة مضيئة في زحمة المنظر المروع والمأساوي للكارثة، ولا شك في أن هذه الصورة كاملة الإنسانية ستفرض نفسها دائما عند كل محطة لتذكر الواقعة المؤسفة مستقبلا. إننا إذن بإزاء حالة فريدة من التضامن تستحق أن يتم التقاطها للبناء عليها، وتحويلها إلى مُعبّر ومعيار جديد لعلاقات الأمم والشعوب ببعضها، فهل ينجح العالم في الاستفادة من الكارثة لإعادة صياغة علاقاته ونظرته لبعضه البعض وفق دينامية جديدة تستند إلى هذه الفكرة، ومن ثم استنهاض ضميره الأخلاقي لحراستها من الإخفاق؟. سعادة سفير الجمهورية اليمنية لدى قطر
2922
| 10 فبراير 2023
نقترب كل يوم أكثر من اللحظة الأهم في العالم منذ ظهور جائحة كورونا، والأبرز في المنطقة منذ عقود. لحظة انطلاق فعاليات كأس العالم التي تتأهب قطر لاحتضانها، وإدارتها بأفضل شكل، وأبهى صورة ممكنة. على مدار الأعوام الماضية تحولت قطر إلى ورشة عمل ضخمة في إطار استعداداتها لاستضافة هذا الحدث المهم، والآن مع كل ما نشاهده من تجهيزات نستطيع القول إننا بإزاء معايشة النسخة الأفضل تاريخيا لهذه البطولة. على أن جوهر فخرنا، ومبعث اعتزازنا الحقيقي هو أن هذا الماراثون العالمي سيجري على أرض عربية لأول مرة؛ فعلى مدار عقود ظلت هذه الفكرة حلما بعيد المنال بالنسبة لنا كعرب؛ بالنظر إلى حجم التعقيدات في ربح مسألة كهذه. فالفوز بإقناع الاتحاد الدولي لكرة القدم بالقدرة على الاستجابة لمتطلبات وإمكانات استضافة حدث رياضي بهذا الحجم ليس أمرا سهلا على الإطلاق. منذ اللحظة الأولى لتقديم ملف استضافة البطولة قبل أكثر من عقد من الزمن، شرعت قطر في الاستعداد والتجهيز لهذا الحدث بوتيرة عالية، وحماس أثار دهشة الجميع، لا سيما المؤسسات الرياضية الدولية التي باتت اليوم تتحدث بوضوح عن نسخة استثنائية من هذه البطولة ذات الشعبية الأوسع في العالم. في زحام هذا الحدث تتغير تدريجيا الصورة النمطية عن العرب في أذهان العالم. يشع الان من هذه المنطقة التي لطالما وصمت بأرض النزاع، والصراع، والتوتر، وجه آخر عنوانه السلام، والتعايش، وتبادل الأفكار والثقافات. إن كأس العالم في تعريف آخر هو جسر للتعارف بين الشعوب والأمم، وتقريبها من بعضها أكثر، ولقد أثار إعجابي سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وهو يوضح ذات يوم هذه النقطة بقوله إن الأمر يتجاوز متعة كرة القدم نحو مراحل أسمى تصل بنا إلى التقارب والتعارف بين شعوب العالم. إنني أشفق على أولئك الذين يعتقدون أن الأمر محض خسارة؛ ذلك أن استحضار المقاييس المادية وإغفال الجوانب المشرقة لاستضافة هذا الحدث هو مجرد تهويم ناتج عن قصر نظر شديد لدى من يتبنون هذه الفكرة، وهم قلة قليلة على أي حال. أيام قليلة إذن تفصلنا عن هذا الحدث الاستثنائي الذي سيحول قطر إلى مركز لاهتمام العالم، وملاذ لملايين البشر من كل أرجاء المعمورة، وما علينا كعرب إلا أن نحضر أنفسنا جيدا لنكون الأسياد لهذه الحفلة العملاقة، والحلم الذي تحول إلى حقيقة بعد طول انتظار. سفير الجمهورية اليمنية لدى قطر
6849
| 26 أكتوبر 2022
لقد لفت انتباهي في إعلان صندوق قطر للتنمية أواخر سبتمبر المنصرم عن بدء برنامج مشترك مع الأمم المتحدة لدعم النساء في مناطق النزاع، تركيز الأشقاء في دولة قطر الشقيقة على تبني دعم قضايا ذات أولوية ملحة تعود بفوائد حقيقية وملموسة على البلدان والمناطق المنكوبة. ففي بلدي اليمن، يمكن اكتشاف واحدة من الصور القاسية للحرب، بالنظر إلى تلك النتائج المأساوية التي خلفتها في واقع وحياة المرأة اليمنية. فالصور القادمة من محافظات، ومراكز المدن والقرى اليمنية، ومخيمات النزوح المتعددة، تهز الوجدان، وتعطي كل من تقع عينه عليها انطباعا عن مستوى وحجم الكارثة الإنسانية الرهيبة التي تعيشها النساء في بلادنا. ورغم أن الحرب التي تسبب بها الانقلابيون قد ألقت بظلالها الأليمة على المدنيين كافة؛ إلا أن تأثيرها على النساء أخذ بعدا أكثر مأساوية، بالنظر إلى طبيعة المعاناة التي تعيشها المرأة اليمنية منذ عقود؛ جراء اختلال ميزان الحقوق، وانعدام المساواة، والذي مهد لتفاقم الوضع الصعب للنساء اليمنيات. فقد أدت النزعة الذكورية الصارمة التي يتسم بها المجتمع اليمني، إلى الحد من قدرة المرأة على الحركة، ومواجهة أعباء الواقع الذي أفرزته الحرب؛ ما تسبب في معاناة واسعة النطاق للنساء في اليمن، اللاتي وقعن بين مطرقة الحرب، وسندان التمييز، و"ثقافة العيب" التي تمنع المرأة من الانخراط في المجال العام، وتعمل على تقييد حركتها في هامش ضيق تحت مبررات وذرائع لا علاقة لها بحدود الشرع، ونصوصه بهذا الشأن. كما أن اتساع نطاق النزاع، واشتداد ضراوته في أكثر من محافظة يمنية قد فتح الباب لانتهاكات واسعة بحق النساء والفتيات؛ فالأرقام تشير إلى مقتل وجرح آلاف النساء في بلادنا، جراء الهجمات العشوائية وأعمال القنص، لا سيما من قبل جماعة الحوثي التي لم تتوقف عن استهداف الأحياء المأهولة في المناطق المحررة، وتصر بطريقة غريبة، على مراكمة سجلها الأسود في ارتكاب الانتهاكات اليومية بحق المدنيين. ولا تتوقف المأساة عند هذا الحد؛ فالنساء والفتيات يشكلن أيضا أكثر من 70 بالمائة من إجمالي النازحين داخل البلاد، والبالغ عددهم نحو 4 ملايين شخص. وبنظرة سريعة لواقع الحال في مخيمات النزوح، لاسيما في محافظة مأرب (شرق) التي تضم عشرات من هذه المخيمات، تتبدى صورة كارثية لحال النساء فيها، خاصة مع تناقص التمويل اللازم لمشاريع الإغاثة الطارئة التي تنفذها وكالات مرتبطة بالأمم المتحدة خلال الفترة الماضية، والذي أدى إلى تقليص الدعم المقدم لفئات عديدة، وإغلاق العديد من برامج الإغاثة الإنسانية في البلاد. كما فاقمت الحرب معاناة المرأة اليمنية في الحصول على الخدمات، لاسيما خدمات الرعاية الصحية، فالتقارير الأممية تشير إلى أن أُمّا و6 مواليد يموتون كل ساعتين أثناء فترة الحمل بسبب مضاعفات كان يمكن تجنبها بتوفر بعض الخدمات والرعاية الصحية البسيطة. هذه الصورة المأساوية المروعة للظروف التي تعيشها النساء في اليمن جراء الحرب، بحاجة لاستنهاض جهود الإقليم والعالم من أجل التصدي لها. وفي الواقع لقد فتح الإعلان القطري عن برنامج لدعم النساء في مناطق النزاع نافذة جديدة للأمل بمضاعفة الجهود لتخفيف المعاناة التي تعيشها النساء في اليمن، فنحن نثق بأشقائنا في قطر ونتطلع لحضور يدهم الإنسانية في هذا الاتجاه خاصة وأن تصريحات قيادة صندوق قطر للتنمية المصاحبة لتدشين هذا البرنامج أشارت إلى أن أفغانستان ستكون هي المحطة الأولى لعمل هذا البرنامج ومن ثم الانتقال إلى العمل في دول المنطقة. نعم، لقد عانت المرأة اليمنية بما يكفي، وحان الوقت لكي تتكامل جهود الجميع لانتشالها من هذا الواقع الأليم ولتكن قطر هي المبتدأ. سفير الجمهورية اليمنية لدى قطر
7533
| 05 أكتوبر 2022
تكتسي اليمن هذه الأيام باخضرار يضاعف من لوعة القلب المشتاق للديار، ويشد الروح العطشى بلا رحمة في مسار حالم نحو المرابع الأولى لتكوينها؛ حيث اعتادت الارتواء من الجمال اللا نهائي لريف السعيدة، واستحال عليها بعد ذلك إرواء ظمئها للجمال خارج الحدود. للنفس دائما انحيازاتها الخاصة، تفضيلاتها التي لا تعرف طريقها إلى البوح، ولطالما وجد الفؤاد مهواه في التلال الخضراء، هناك حيث غناء الطيور، وحفيف مزارع الذرى، وتأنق أشجار "البُن" وهي تسحر العين، وتمارس إغواءها على الحواس. وكأن خفقان القلب يتصاعد مع تدفق الحبوب في سنابل القمح، وتتراقص الروح على "مهاجل" الفلاحين وهم يتأهبون لموسم الحصاد. تلك الصورة البائسة لليمن التي يجري تصديرها إلى العالم حاليا، ويراها الناس عبر وسائل الإعلام، إن هي إلا شكل لبدعة عارضة تشكلت من ظروف الحرب، واكتسبت ملامحها التعيسة من دخان المدافع، لكنها دون شك لم ولن تحل محل الصورة الحقيقة لبلادنا الغناء. هناك في الروابي، والمدرجات الخضراء يمن آخر يقاوم هذه الاعتلالات. شعب يجتهد في استعادة ملامح البلاد، عبر استنهاض طاقاته، والاشتغال على مكامن قوته الذاتية، وإعادة توجيهها بشكل سليم نحو الزراعة، والعمل والإعمار. من خلف الجبال والآكام تتناهى إلى مسامعنا كل يوم قصص عن مشاريع ومبادرات مجتمعية حققت نجاحات لافتة في ظرف سنوات، وأحيانا أشهر معدودة. رصف طرق، توسع في بناء الحقول والمدرجات، استعادة العلاقة مع شجرة البن، وهذه الأخيرة كانت قد اندثرت وتلاشت بفعل إهمال السلطات المتعاقبة، وغياب الوعي بأهمية هذا المنتج اليمني الفريد. كلها مشاهد وإن بدت محدودة، إلا أنها تفيض بالمعنى؛ إذ تشير إلى تعطش اليمني للعمل، ورغبته في استعادة الالتحام بالأرض والتربة، وقهر كل النزعات العارضة التي تشكلت من تشوهات النفوس، لتأخذ اليمن معها إلى الصراع الكارثي. لطالما راهنّا وسنظل نراهن على الجوهر النقي للإنسان اليمني، وقدرته على اكتشاف ذاته، وإعادة تخليق عوامل نهضته من جديد، وتلك مسألة لا تقبل الشك بالنسبة لمن تشبع كيانه من جمال هذه البلاد وعظمة إنسانها. سفير الجمهورية اليمنية لدى قطر
5364
| 18 سبتمبر 2022
مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة...
1524
| 24 ديسمبر 2025
يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي...
1137
| 18 ديسمبر 2025
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن...
1107
| 22 ديسمبر 2025
إنه احتفال الثامن عشر من ديسمبر من كل...
702
| 18 ديسمبر 2025
«فنّ التّأريخ فنّ عزيز المذهب جمّ الفوائد شريف...
684
| 21 ديسمبر 2025
يُعد استشعار التقصير نقطة التحول الكبرى في حياة...
660
| 19 ديسمبر 2025
هنا.. يرفرف العلم «الأدعم» خفاقاً، فوق سطور مقالي،...
657
| 18 ديسمبر 2025
هنالك قادة ورموز عاشوا على الأرض لا يُمكن...
594
| 19 ديسمبر 2025
لماذا تقاعست دول عربية وإسلامية عن إنجاز مثل...
588
| 24 ديسمبر 2025
-قطر تضيء شعلة اللغة العربيةلتنير مستقبل الأجيال -معجم...
579
| 23 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة...
576
| 24 ديسمبر 2025
لقد من الله على بلادنا العزيزة بقيادات حكيمة...
555
| 18 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية