رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

غزة.. والحلم خبزة

في مقابلة في إحدى القنوات الإخبارية ظهرت الأم الشابة التي تتحدث بألم وأسى عن الحالة التي وصلوا إليها من عدم توفر الغذاء في غزة. فطفلتها الصغيرة تطلب منها أن تخبئ قطعة الخبز الصغيرة إلى الغد لتجد شيئا تأكله. لقد أصبح نادرا لدرجة أن يُخبأ. بالمقابل، في الحرب العالمية الثانية، وثّقت كتب التاريخ كيف كان الأطفال في الحرب العالمية الثانية يخبئون قطع الخبز في معسكرات الاعتقال النازية. فالصورة ذاتها تتكرر اليوم في غزة، ولكن بأعين تشاهد ومفتوحة للعالم. «على هذه الأرض ما يستحق الحياة...» واليوم أطفال غزة لا يجدون الخبز وبالكاد الأم... فالطفولة في غزة مسروقة، وعالميا تعرف الطفولة بأنها مرادف البراءة والإنسانية، والدهشة. أما في غزة فقد أصبحت ذات مترادفات أخرى قاسية كالحرمان والألم والموت جوعا. كما أن الطفولة في غزة ليست دمى وكتبا ودفاتر وأقلاما ملوّنة، بل خيام في العراء وذكريات تحت الأنقاض. هناك تُسرق الطفولة جهارًا، ويموت الأطفال جوعاً والعالم يتفرّج. الطفولة التي خُلقت للعب والضحك والبراءة، تُختطف هناك تحت ركام البيوت، وفي طوابير الخبز، وبين صرخات النزوح والجوع. إن ذلك كله بلا شك يعكس جرائم الحصار والتجويع، وشهادة على قسوة العالم كله الذي يشاهد ويسمع أحداث غزة من إبادة وتجويع وحصار ولا يحرك ساكنا. أيضا هي ازدواجية واضحة للعالم تجاه هذه الطفولة المسروقة. في غزة، لا يُقاس العمر بالسنوات، بل بعدد الغارات التي نجا منها الطفل. وانكتب له عمر آخر. طفولة مسروقة، متناثرة بين الركام، وتُختزل في قطعة خبز تُخبّأ خوفًا من الجوع. عدا ذلك غدت الطفولة في غزة صغارا ينتظرون الطعام في طوابير المساعدات الإغاثية. عائلة مكونة من خمسة أو ستة أطفال يتقاسمون خبزة واحدة، كان حلمهم لعبة اليوم صار الحلم قطعة خبزة. فالطفولة التي خُلقت للعب والضحك والبراءة، تُختطف هناك تحت ركام البيوت، وفي طوابير الخبز، وبين صرخات النزوح والجوع. فالنزوح ليس نجاة، ولا هو هروب من القصف، بل فقد أمان وبيت، بل هو عبور من موت سريع إلى موت أبطأ أكثر قسوة وكأن القصف والإبادة لا تكفي يأتي الجوع والتشريد بالإضافة إلى خذلان العالم وقسوة صمته.. سياسة ممنهجة ومساعدات شحيحة فالتقارير الدولية تشير إلى أن الحصار يمنع وصول الغذاء بشكل كافٍ وعمدا. أين ضمير العالم من هذا كله؟ وفي ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، فيما تؤكد الإحصاءات الميدانية أن سياسة التجويع باتت حقيقة يومية تفتك بالأطفال. فمنذ أشهر يرزح القطاع تحت حصار مشدد، يترافق مع قيود صارمة ومنع متعمد لوصول الغذاء والدواء، ما يجعل حياة آلاف المدنيين مهددة على نحو خطير. وبالرغم من التحذيرات المتكررة من المؤسسات الدولية والأممية، طوال أيام وشهور هذه الحرب، يظل التجويع أداة حرب ضد المدنيين الأبرياء في غزة. بالإضافة إلى ذلك فالأرقام الصادمة تؤكد أن الأطفال هم الضحية الأولى لسياسة ممنهجة، تقوم على حصار محكم ومنع وصول الغذاء والدواء منذ أشهر. هذه السياسة لا تكشف فقط عن أزمة إنسانية، بل عن عجز المجتمع الدولي عن فرض حماية حقيقية لأبسط الحقوق الإنسانية. المنظمات الدولية والحقوقية تصدر التقارير، ولكن الطفولة في غزة ما زالت تُغتال كل يوم. السؤال الجوهري: أليس من حق أطفال غزة أن يعيشوا كما يعيش أطفال العالم؟ أليس من حقهم أن يذهبوا إلى مدارسهم حاملين حقائبهم بدلا عن الأكفان؟!! كل هذا وبيني وبينكم...

96

| 01 أكتوبر 2025

قطر في الأمم المتحدة.. السيادة والإنسانية

يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال أعضائها.!!! من خلال هذه الكلمة عرف سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد معنى الدولة المارقة من منبر الأمم المتحدة. التي شارك فيها حضرة صاحب السمو في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وسط تصاعد التوترات في المنطقة. كما أنها تأتي كرسالة سياسية ودبلوماسية تحمل مضمونا عميقا وواضحا حول السيادة، العدالة. هناك الكثير من الدلالات من خطاب سمو الأمير عندما عبر عن الاعتداء على سيادة دولة هو اعتداء سافر يخرق الأعراف الدولية. وهو اعتداء على دولة وساطة صانعة سلام كرست دبلوماسيتها لحل الصراعات بالطرق السلمية، لا يسعى طرف لاغتيال وفد يفاوضه إلا بهدف إفشال المفاوضات. وفي بداية كلمته أشار سموه بعد مرور ثمانية عقود من المحافظة على السلم والأمن الدوليين، واحترام كرامة الانسان وسيادة الدول. قطر كدولة تتمسك بالمبادئ وتدافع عن القيم الإنسانية على الصعيد الدولي وعلى صعيد التحالفات واثبتت ذلك في عدة دول أفغانستان، السودان، أوكرانيا، ولبنان. وفي خطابه أكد سمو الأمير أن حماية السيادة لا يمكن تجاوزها بأي شكل من الأشكال. فالهجوم الإسرائيلي الذي طال قطر مثل انتهاكاً صارخاً للقانون والاعراف الدولية. وأن احترام القانون الدولي هو أساس أي نظام عالمي عادل. وعبر عن ذلك قائلا ان تراجع منطق النظام الدولي امام منطق القوة ذلك يعني تسيد نظام الغاب. وبالتالي ظهور مفهوم الواقعية السياسية الجديدة في عالم السياسة اليوم وذلك يعني فرض الأمر الواقع اجباريا على الدول. وشكك سمو الأمير من نوايا إسرائيل على السلام، وأكد ذلك من خلال خلط الأوراق ونسف المفاوضات، واطالة أمد الحرب لصالح اسرائيل. علاوة على ذلك لقد كانت فلسطين في قلب الخطاب القطري، إذ دعا سمو الأمير إلى وقف المأساة الإنسانية في غزة، والتأكيد على أن لا سلام دون عدالة ولا استقرار دون إنهاء الاحتلال. ولقد بذلت دولة قطر جهود ‏وساطة، ودعما لإيصال المساعدات، وجهودا شاقة للإفراج عن الأسرى. لهذا السبب لا تريد إسرائيل انهاء الحرب الا بالتطهير العرقي والابادة، الامر الذي يضع علامة استفهام كبيرة امام رئيس هذه الحكومة. كما أشار الشيخ تميم في الأمم المتحدة أن قطر لن توقف جهودها نحو السلام بسبب دولة مارقة، بل ستستمر في مواقفها وحضورها السياسي والدبلوماسي. قطر عاصمة تحتضن الفعاليات الرياضية والسياسية وأثبتت أنها اكتسبت ثقة المجتمع الدولي. الرسالة واضحة من كلمة سمو الأمير: السيادة لا تُساوم، والسلام لا يتجزّأ، والدبلوماسية الحقيقية لا تكتفي بالتصريحات، بل تُترجم إلى أفعال. ويبقى التحدي الأكبر هو تحويل هذه المواقف إلى خطوات عملية تعزز الأمن والاستقرار في المنطقة. إن خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد أمام الأمم المتحدة يمثل نقطة قوية في المسار السياسي والدبلوماسي لقطر، بل أيضا في مجرى الأحداث في الشرق الأوسط. هو ليس فقط ردًّا على فعلة إسرائيل، بل هو إعلان موقف: أن بعض الممارسات لم تعد تُحتمل، وأن القوانين الدولية، حقوق الإنسان، السيادة ليست مفاهيم مرفوضة فقط، بل خط أحمر يتطلب احترامًا. في النهاية، يعبر هذا الخطاب القطري في الجمعية العامة بالأمم المتحدة عن مصداقيته عربيا ودوليا، ليست كدولة وساطة فقط، بل دولة ذات سيادة وذات موقف دبلوماسي، وان ذلك لن يجبر قطر على التراجع لأجل سلوك دولة مارقة... كل هذا وبيني وبينكم.

1050

| 24 سبتمبر 2025

الدوحة في قلب العاصفة.. وقمة الوضوح

اختتمت القمة العربية الإسلامية الطارئة التي دعت إليها دولة قطر لبحث الرد على العدوان الإسرائيلي الغادر، في لحظة تاريخية أعادت رسم ملامح المشهد العربي والإسلامي. لم يكن البيان الختامي مجرد ترديد لعبارات الإدانة التقليدية، بل حمل مواقف عملية ودعوات صريحة لمراجعة العلاقات، ومساءلة إسرائيل سياسيًا وقانونيًا، بما ينسجم مع تطلعات الشعوب التي سئمت الاكتفاء بالتصريحات الرنانة. منذ لحظة الانعقاد، كانت القمة قمة وضوح الموقف. حيث بدأت بإدانة الهجوم الإسرائيلي على سيادة قطر، وأكدت أنّ المساس بدولة عضو ليس اعتداءً عليها وحدها، بل على الأمن الجماعي العربي والإسلامي. وقد قال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في الجلسة القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة هي رسالة واضحة في وجه إرهاب الدولة الإسرائيلي. كلمات جاءت لتؤكد أن السيادة القطرية خط أحمر، وأن الصمت لم يعد خيارًا صالحا بعد اليوم. في الوقت الذي يبحث فيه نتنياهو عن نصر مفقود في فلسطين، وجه غدره إلى قطر، في عدوان فاشل متوهمًا أن ذلك سيعزز رصيده الدولي، لكن بحساباته الخاطئة فشل القصف منذ لحظته الأولى. لقد انقلب السحر على الساحر، إذ لم يحصد الاحتلال سوى الإدانة والعزلة، بينما حصدت قطر تضامنًا مطلقًا وتأكيدًا على دورها المركزي كوسيط لا غنى عنه في تحرير الأسرى وفي مساعي السلام. ان البيان الختامي شدد على أن الاعتداء على قطر مسّ وجدان الأمة كلها، ودعا المجتمع الدولي، وخصوصًا الأمم المتحدة، إلى تحميل إسرائيل التبعات القانونية. لكنه في الوقت نفسه وجه بوصلة المسؤولية إلى الشعوب، داعيًا إياها إلى أن تكون شريكًا في صناعة القرار عبر الضغط والمطالبة والمراقبة. فالمعادلة لا تتغير بالبيانات وحدها، بل بوعي جماهيري قادر على دفع الحكومات إلى مواقف أكثر صلابة. ما كشفه هذا العدوان لم يكن مجرد عداء لإرادة قطر، بل محاولة لتوسيع دائرة الصراع في المنطقة، وقتل أي مسار تفاوضي عادل. غير أن الرد العربي والإسلامي الموحد أثبت أن التضامن لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية في زمن تختبر فيه الأوطان حدود بقائها. كما أبرزت القمة دور الإعلام العربي والإسلامي في مواجهة حملات التضليل الإسرائيلية، وتشكيل رأي عام عالمي يعكس الحقائق والحقوق المشروعة للشعوب. لقد ترك العدوان أثرًا عميقًا في الوجدان العربي والإسلامي، وأدرك المواطن العربي أن الخطر قد يطرق أبواب أي عاصمة، لا فلسطين وحدها. وهذا الإدراك زاد من قوة التضامن مع قطر، ووسّع دائرة التعاطف مع غزة المحاصرة والمجروحة. البيان الختامي لم يكتفِ بالشجب، بل وضع خطوطًا حمراء للممارسة الدولية، ودعا إلى خطوات ملموسة دبلوماسية، قانونية، اقتصادية، وإعلامية. البيان الختامي ليس نهاية المطاف، بل نقطة مفصلية تدعو للمضي قدما بخطى ثابتة وواثقة، نحو ترجمة المواقف الى سياسات عملية تصنع الردع وتحمي السيادة. وهو ماعبر عنه سمو الأمير بقوله: «نحن لا نساوم على سيادتنا ولا نسمح بالاعتداء على أرضنا وقرارنا الوطني». لقد أثبتت قمة الدوحة أن العاصفة، مهما كانت قاسية، يمكن أن تكون فرصة لإعادة ترتيب الصفوف. فقد جاء العدوان ليؤكد همجية إسرائيل، لكنه في المقابل أعاد توحيد الصفوف بين العرب والمسلمين، وأطلق مسارًا جديدًا يربط بين الإرادة الشعبية والموقف الرسمي. وما سيأتي بعد القمة هو الامتحان الحقيقي: تحويل التضامن إلى قوة ردع، وتحويل البيانات إلى أفعال تحفظ للأمة سيادتها وكرامته.

168

| 17 سبتمبر 2025

انتهاك السيادة القطرية.. اغتيال للوساطة

في انتهاك سافر للسيادة القطرية والذي تعرضت له الدوحة يوم أمس. الهجوم الجوي الإسرائيلي على قطر، والذي استهدف مقر إقامة أعضاء حركة حماس في الدوحة. هذا العدوان المباشر الذي تتجاوز إسرائيل فيه كل الخطوط الحمراء، وتخرق فيه القانون الدولي. وقد أثار هذا الهجوم استياءً قطريا واسعا رسميا وشعبيا، وإدانة دولية لإسرائيل، حيث اعتُبر انتهاكًا مباشرًا وعدوانا على دولة ذات سيادة. العدوان على الدوحة يستهدف الوسيط القطري والحليف لأمريكا، وهي التي تسعى لإنهاء الحرب وإيجاد تسوية إنسانية وسياسية عادلة. فالقانون الدولي يحظر استهداف المقرات المدنية والسياسية، ويُلزم احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها. من جانب آخر يرى الكثير من المحللين السياسيين ان هذه الضربة الإسرائيلية التصعيدية لا تعتبر كعمل عسكري فحسب، بل هي من جانب سياسي تظهر بشكل واضح عجز إسرائيل الميداني، وقتل المفاوضات الجارية بوساطة قطرية لإنجاز صفقة تبادل ووقف إطلاق النار في غزة. وقد تكرر تعطيل المفاوضات لتبادل الأسرى من قبل بنيامين نتنياهو. وعائلات الأسرى الإسرائيلية على علم بذلك انه دائما يسعى لإفشال العمليات وتعقيد الأزمة. من ناحية أخرى يريد بنيامين نتنياهو فرض قواعد جديدة بدون رادع أخلاقي ولا سياسي ولا قانوني. ومنذ سنوات، لعبت قطر دورًا محوريًا في ملفات الوساطة، واستضافت على أراضيها العديد من جولات التفاوض بين حماس وإسرائيل، بتنسيق دولي وخاصة مع الولايات المتحدة. غير أن ما جرى مؤخرًا يكشف عن تناقض عجيب: فبعدما اقترحت واشنطن استضافة جولة جديدة من المفاوضات في الدوحة، جاءت إسرائيل لتقصف مكان الاجتماع وأعضاء الوفد، في عملية اعتُبرت منسّقة ضمنيًا مع الإدارة الأمريكية. إن قصف الدوحة ليس مجرد عمل عسكري، بل هو عدوان سافر على دولة ذات سيادة، وتجاوز للخطوط الحمراء كافة. الاعتداء على قطر يمثّل انتهاكًا لهذه المبادئ، ما استدعى إدانات عربية ودولية واسعة، عبّرت عن رفضها لاستخدام أراضي وسيادة الدول كساحة لتصفية الحسابات هل حان الوقت للتوقف عن المزيد من الدماء؟ أليس من حقنا، نحن الذين نحتمي بالله ثم بعلم قطر أن نعيش بأمان في بيوتنا دون تربص من طائرات الغدر من بعيد؟ نعم أنا مواطنة قطرية، قد أرتجف اليوم خوفا على بيتي وأهلي ووطني، ولكنني أعلم أن هذا الخوف سيتحول غدا الى قوة، وأننا سنغدو في تكاتف وتماسك مستمر مع قيادتنا. فالوطن الذي علمنا أن نمد أيدينا بالخير الى الغير، لن يعجز عن مواصلة رسالته كما فعل دائما. ولعلي أختم بما يردده قلبي الآن: ان الاعتداء على سماء قطر اليوم لم يصب قطر فقط، بل أصاب قيم العدالة والإنسانية التي يفترض ان يحميها العالم بأسره. ومادامت كل القيم حية فينا، فلن ننهزم، وسيبقى وطني مهما اشتد الظلام، منارة تذكر الاخرين بان العدل لا يموت وان الحق لا يقصف. العدوان على الدوحة لم يكن مجرد استهداف لمكان أو أشخاص، بل كان محاولة لطمس مسار تفاوضي كامل. اللهم احفظ قطر وأميرها وشعبها وأرضها وسماءها، وأدم على بلادنا الأمن، والأمان والرخاء والعزة... كل هذا وبيني وبينكم

372

| 10 سبتمبر 2025

بيت العمر بين الهوية والجدران

منذ بدء الخليقة ويسعى الانسان الى الاستقرار، وأن يجد له مأوى يسكن فيه ويحميه من التقلبات سواء الجوية أو الاجتماعية أو غيرها. يسعى جاهدا طيلة عمره أن يوفر له مسكنا يحميه. قد يختلف بناء البيت من جيل لجيل، وتتغير مواد البناء، ولكن يظل البيت أوّل حدود الإنسان مع العالم الخارجي. ويظل الجوهر واحدا بيت يحتضن ذاكرة المكان بتفاصيلهم حتى الصغيرة وملامحهم التي لا تنسى. فيه يتربى الأبناء على العادات والتقاليد، وتعزز فيه الروابط الاجتماعية لتشمل دائرة المجتمع الأوسع. غير ان بيت العمر يعتبر بالنسبة له خلاصة الأيام ورمز للاستقرار. فالكثير يقضي سنوات عمره في الادخار من أجل بيت العمر. ليصبح بعد ذلك تعبيرا عن هويته وذاته. فهو ليس مجرد جدران وغرف فقط. انما امتداد لإنسانيته وهويته، ومن خلاله تبنى المجتمعات. ان من أهم الدوافع لبناء بيت العمر هو البحث عن الأمان والاستقرار. فكل باب فيه هو باب أمل، وكل نافذة فيه من النوافذ تبعث في قلب أصحاب البيت النور والحياة من أجل مستقبل أفضل. بيت العمر هو بيت الأمان لأهله فهو أمان للأبناء بعد عمر طويل. كما أنه امتداد للأسرة وجذورها في بيت العمر. بيت العمر يحمل في طياته بعدًا عاطفيًا؛ فهو موطن تتشكل العلاقات الإنسانية فيه، ومسرح كل الذكريات، حيث تنسج الاحلام وذكريات الطفولة. وهنا يتجاوز معناه المادي كونه مأوى، أو ليسجل اسمه على صك ملكية. إنه أكبر من ذلك بكثير. انه قيمة انتماء ومعنى للاستمرار والبقاء. والمكان الأول الذي يكتسب به الأبناء القيم والهوية والمشاركة في بناء الأوطان. ولكن من جانب آخر قد يتحول بيت العمر الى عبء ويفقد معناه وقيمته المعنوية، إذا كان مرتبطا بقروض طويلة أو ساحة خلافات أسرية لا تنتهي ولأتفه الأسباب فيغدو مكانا يحرم أهله من الاستقرار الاسري. إنه مرآة من نوع خاص يعكس من خلاله صورة أهله فالعبرة ليست بالمساحة ولا الأثاث الفاخر انما تكمن بروح أهله. وبكل زاوية من زواياه فيها بناء مستمر كالزرع. بيت العمر هو الوطن يعيش بنا كما نعيش فيه. وحين يرحل أصحابه يبقى شاهدا البيت شاهدًا على قصصهم وسيرتهم. في هذا العالم المتغير يظل بيت العائلة هوية اجتماعية ذات بصمة مختلفة، وجذورا ممتدة عبر الأجيال. فشعور ان تكون بلا بيت ولا مأوى ذلك يعني أن تعيش في خوف وبلا أمان ولا اطمئنان. شعور بالفراغ الداخلي وأنك على الهامش في هذه الحياة. الدراسات النفسية تؤكد أن البيت المستقر يُغرس في الفرد إحساسًا بالطمأنينة والثقة، بينما غياب الاستقرار السكني يولّد القلق والاضطراب. لذا، بيت العمر ليس مجرد حلم اقتصادي، بل حاجة نفسية تعادل الطعام والهواء، لأنه يترجم احتياجات الإنسان إلى الأمان، والهوية، والخصوصية. وهو ذاكرة حية لأجيال. ليس البيت حيث نعيش، بل حيث نحب. بيت العمر بيت الروح قبل الجدران. بل ان بيت العمر هو العمر نفسه حين تنعكس روح أهله عليه، وتحيطه الطمأنينة والحب. إننا لا نسكن البيوت فقط، بل تسكننا هي أيضًا، لتصير جزءًا من سيرتنا التي نتركها من بعدنا. في النهاية، يبقى بيت العمر استثمارا طويل الأمد فهو العمر نفسه الى الجنة حيث لا خوف ولا رحيل. ويظل بيت العمر الحقيقي هو البيت الذي يجمع الأرواح قبل الأجساد، ويصنع من جدرانه حياة نابضة لا تُقاس بمساحة ولا بترف، بل بما يتركه فينا من أثر خالد. كل هذا وبيني وبينكم...

219

| 03 سبتمبر 2025

قطر.. حيث يولد المستقبل في المدرسة

يعد العام الدراسي نقطة انطلاق متجددة. تحمل معه فرصا للتعلم والانجاز وتكاتف الجهود يشجع على الابتكار والنمو. مع بدء العد التنازلي للعودة الى مقاعد الدراسة. يتسابق الجميع من إدارات مدارس ومعلمين وطلاب وأولياء أمور لاستقبال العام الدراسي وهم على أتم جاهزية سواء معنويا أو ماديا، فبداية المدارس هي العودة للصفوف لاستثمار مستقبل الأجيال، باعتباره نقطة البداية نحو غدٍ أفضل. كما ان التعليم أساس الحضارة. وفي قطر يعتبر نقطة محورية نحو مستقبل مشرق. ترتكز عليها وتؤكدها رؤية قطر الوطنية 2030 وهي تحقيق التنمية البشرية المستدامة. كما تبذل قطر جهودا كبيرة لتعزيز مكانتها كمنارة تعليمية في المنطقة والعالم. من خلال عملية تطوير المناهج التعليمية وتدريب المعلمين على أحدث الأساليب، بالإضافة إلى دعم البحث العلمي والابتكار.. التعليم في قطر يشهد تطورًا مستمرًا يواكب التوجهات العالمية، فالمدرسة هي المكان الذي تغرس به القيم الوطنية والإنسانية، وتعزز ثقة الطالب في نفسه وقدراته، وتحفيزه على الأداء الإيجابي. كما ان الإدارة المدرسية هي القلب النابض للمدرسة ومن خلالها يعول عليها الكثير من الممارسات التي تعزز جودة التعليم، فلا يكفي جاهزية المباني والمرافق المدرسية والصفوف فقط. بل يتطلب من هذا القلب النابض الذي يستمد الجميع منه كل طاقاته أن يمد جسور الثقة والقدوة الحسنة. بما يحقق التوازن في العملية التعليمية والجوانب الإنسانية الأخرى. فالمدرسة اليوم لم تعد مكانا للتلقين والحفظ ولا مكانا للكتب والدفاتر فقط، بل فضاء واسع لبناء الشخصية وإطلاق الطاقات للطلاب. ويأتي الطالب في المرتبة الأولى من الاهتمام به، وهو محور العملية التعليمية. ولا تكتمل معادلة النجاح إلا بمشاركة الأسرة، حيث يلعب أولياء الأمور دورًا محوريًا في تحقيق النجاح. فالبيت هو الامتداد الطبيعي للمدرسة، ويتطلب ذلك المتابعة المستمرة، بالإضافة لذلك يتعلم الأبناء بالقدوة قبل النصيحة. ولا ننسى أيضا المعلم ودوره في حياة أبنائنا الطلاب، فالطالب والمعلم هما محور العملية التعليمية، بل هما وجهان لعملة واحدة فنجاح العملية التعليمية يعتمد عليهما بالمرتبة الأولى. يحمل على عاتقه دورا كبيرا في توفير البيئة الإيجابية الملائمة والآمنة للتعليم المستمر. وتوفير الأنشطة التي تساعد الطلاب على اكتشاف مواهبهم بالإضافة الى المساهمة المستمرة في تطوير شخصياتهم، وتحويل مسار التحديات الى فرص ناجحة. ومراعاة تزويدهم بالمهارات المستقبلية والابتعاد عن الأساليب التقليدية القديمة. ان المشاركة الفعالة بين المدرسة والأسرة امتداد للعملية التعليمية الناجحة. ومع هذه الشراكة المتكاملة، تصبح الجهود المبذولة مثمرة وتصب في مصلحة الجميع اسرة ومدرسة ومجتمع. فالمشاركة المجتمعية ليست مجرد حدث روتيني وحضور فعاليات للاطلاع عليها في التقارير والصور، انما هي فعاليات للمساهمة الحقيقية في تحقيق رؤية الاستدامة والتنمية. وبين تحديات المرحلة وبشائرها، ورؤى لمستقبل تعليم مشرق يبقى التعليم في قطر جسرًا يربط بين الحاضر والمستقبل، ويصنع من كل عام دراسي جديد فرصة لإطلاق طاقات المجتمع نحو غدٍ أكثر إشراقًا. في طريق الرحلة التعليمية والنجاح لا تنسوا الاستمتاع بالرحلة وعدم الاكتفاء فقط بالدراسة فقط انما في فرصة لنمو والتعلم من تجاربنا. والايمان بان رحلة التعليم رحلة ارتقاء، من خلالها نتجاوز الصعوبات، وتصنع قصص نجاح ملهمة. بداية العام الدراسي في قطر ليست مجرد حدث تقويمي يتكرر، بل هي لحظة تجديد العهد تجاه التعليم استعدادات ورؤى لمستقبل تعليم مشرق. يقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا الى الجنة» سهل الله لنا ولكم كل سبل الجنان... كل هذا وبيني وبينكم.

285

| 27 أغسطس 2025

فاكتبوه

يحكي لي أحدهم ما حدث له بعد وفاة والده وقد رحل وترك وصية شفوية لم تُوثّق. فاختلف الورثة في ذلك ولم يأخذ حقه لان ليس لديه ما يثبت صحة قوله الشهود او الكتابة فتحولت الأسرة إلى ساحة من الصراعات، وقطيعة الأرحام. ولو أن والد هذا الشاب قد كتب وصيته لكان هذا كله لم يحصل ولم يترك وراءه أسرة متنازعة على إرث. ان الله لا يستحيي من الحق لماذا نحن البشر نخجل من طلب الكتابة أو التوقيع؟ لو تم تطبيق آية الدين في حياتنا العامة اليومية لتجاوزنا الكثير من مشاكلنا والنزاعات في ممرات المحاكم التي تهدر الوقت والعمر فالأمر من الله عز وجل. آية الدين – أطول آية في القرآن الكريم، من أعظم الآيات والقرآن كله عظيم. ذكر فيها أحكام الدّين والتعامل به، وما يتعلق به، وتُعدُ آية الدين أطول آيةٍ في القُرآن الكريم وقد نزلت لتوضح الخطوط العريضة لحفظ الحقوق المالية وتنظيم التعاملات الاقتصادية بين الناس. هذه الآية لم تأتِ لتكون نصًا فقهيًا محضًا، بل هي نظام متكامل يُبرز البُعد الاجتماعي والإنساني لحفظ الحقوق، ومنع النزاعات، وترسيخ قيم العدالة والشفافية. فهي ليست مجرد توجيه لكتابة الدين، بل هي اساس حياة قائمة على التوثيق، الشهادة، والثقة المنظمة، بعيدًا عن ضياع الحقوق. ولقد أرست الأنظمة القانونية ضرورة الكتابة في التعاملات. كم من علاقة عائلية تحولت الى خصومة في المحاكم؟ وكم من صداقة طويلة انهارت بسبب الغدر بلا شهود ولا كاتب؟ أما ابن عاشور فيقول: «آية الدين أرسَت مبدأً عظيمًا في العمران البشري، وهو أن المعاملات لا تقوم إلا على التوثيق». ان ذلك كله من شأنه أن يعزز الثقة بين الأفراد على أساس الثقة المنظمة وليست العاطفية فقط ويساهم في بناء مجتمع قائم على احترام العلاقات والعقود ويحمي الضعفاء من الظلم. بالإضافة الى ذلك فكتابة الدين تمنع الاتهامات الباطلة بالسرقة والاستغلال وحماية الروابط الإنسانية. أعطى سيدنا عثمان بن عفان أحد الصحابة سبعة الاف دينار فبعد فترة قال الصحابي انه أقرضه اربعة الاف دينار وليست سبعة الاف. فأصر كل منهما على كلامه فقال عثمان بن عفان نذهب الى الخليفة عمر بن الخطاب فحكم باليمين. فقال عثمان بن عفان لا أحلف لأجل دينار فتنازل. كل ذلك لانهما لم يكتبا الدين. ان ترك كتابة الدين يفشي النزاعات ويدمر العلاقات وقد ينكر القوي حق الضعيف. ان الأنظمة البشرية نفسها أدركت أهمية ما جاء به القرآن منذ قرون، وأثبتت أن آية الدين لا تزال تنبض بالحياة في قوانين العصر الحديثة الى اليوم. كما أن التزامنا بروح هذه الآية يبني مجتمعات عادلة، مستقرة، مطمئنة، بينما إهمالها يقودنا إلى فوضى الشكوك والخصومات. فالتوثيق ليس انعدام ثقة، بل هو قمة الوعي والمسؤولية. وهكذا تتحول الكتابة من مجرد حبر على ورق إلى عبادة تحفظ الحقوق، وتبني الإنسان، وتمنح الحياة معناها الأسمى: العدل. فاكتبوه، فالكتابة أساس يهتدى به في التعاملات المادية والعلاقات الإنسانية في المجتمع. التوثيق ليس مجرد ضمان للحقوق، بل هو عبادة. وهو ما سبق إليه القرآن منذ أكثر من ١٤ قرنًا. ان التوثيق هو حجر الزاوية في بناء مجتمع آمن. وفي السياق ذاته هي وصية إلهية للتوثيق. ليست مجرد حكم فقهي جزئي، بل هي دستور اجتماعي واقتصادي وأخلاقي. إنها تدعو إلى بناء الثقة على أسس متينة من العدل والتوثيق، وتحمي المجتمع من التفكك والنزاعات فاكتبوه.

186

| 20 أغسطس 2025

أوصيكم بفلسطين

في مساء يوم 10 أغسطس 2025، استُهدفت خيمة للصحفيين أمام مستشفى الشفاء في شمال قطاع غزة. كانت تلك الخيمة هي الملاذ الوحيد لأنس ورفاقه لبث الحقيقة تحت الحصار، حيث عمل مراسلا لقناة الجزيرة في غزة، برفقة طاقمه، متنقلين بين أمل في الحياة وبين شهادة في لحظة، ناقلين للعالم أجمع أوجاع غزة وجرائم اسرائيل، ونظرة الجوع والألم في عيون الأطفال الفلسطينيين. لكن، في لحظة مأساوية غير مقبولة، استُهدفت خيمتهم بصاروخ إسرائيلي، فارتقى أنس الشريف ورفاقه: محمد قريقع، وإبراهيم ظافر، ومحمد نوفل، ومؤمن عليوة، بالإضافة إلى اثنين من المدنيين، بينهم ابن أنس أو أحد أقاربه، وجميعهم استشهدوا وهم يمارسون رسالتهم الإنسانية، محاولة إيصال الحقيقة إلى العالم. كل ذلك بسبب نقل الصحفي ورفاقه حقيقة ما يحدث من فظائع الاحتلال في غزة. فالقصف كان هدفه واضحا وهو إسكات الشهود عن في غزة، ومنع توثيق حرب الإبادة والمعاناة والتجويع في غزة. لقد كانت خيمة الصحفيين أمام مستشفى الشفاء الطبي في مدينة غزة هي الملجأ الأخير لأنس بعد ما حاربه الاحتلال حتى في ان يجد مسكنا له. أنس الصحفي الشاب الذي أوصى بنشر وصيته في حال استشهاده، التي قد كتبها قبل ذلك بعدة أشهر. وقال أوصيكم بفلسطين هي ليست وصية بقدر ما هي رسالة للعالم كله لتنفيذ وصيته. لقد تحول امر اغتيال الصحفي أنس الشريف الذي ارادت إسرائيل اسكاته تماما عما يحدث في غزة. بمثابة الشرارة التي وجهت أعين العالم الى غزة مرة أخرى. فقد خرج الآلاف في شوارع عواصم العالم في وقفات احتجاجية عالمية مطالبين بالعدالة، وتنديدًا باغتيال الصحفي أنس الشريف في مختلف أنحاء العالم. خرجوا منددين بجرائم الاحتلال. لقد أدرك العالم أن استهداف الصحفيين هو استهداف للحقيقة ذاتها، وأن السكوت على هذه الجرائم هو مشاركة فيها. لكن هل ستكون هذه الوقفات كافية لوقف الإبادة والاغتيالات والتجويع؟ بلا شك فما حدث جريمة بحق ضد الانسانية والصحافة والصحفيين، الذين كانوا يبذلون قصارى جهدهم من أجل أن يرى العالم معاناة وجرائم الاحتلال بحق المدنيين العزل. وقد اعترفت إسرائيل باغتياله بحجة أنه إرهابي وقائد في حركة حماس. بعد أشهر من التحريض على أنس الشريف. لأن الاحتلال يعتقد بارتكابه هذه الجرائم انها ستخفي الحقيقة في غزة. هل هذا حقاً مبرر كافٍ لاستهداف صحفيي ومصوري قناة الجزيرة؟ هل العالم قد فشل في حماية حرية الصحافة، وضمان حدود الأمان لهم؟ لقد أثار هذا الاغتيال موجة غضب عالمي، خاصة بعد الموافقة على خطة تصعيد إسرائيلية لاجتياح غزة. بالإضافة لذلك خسارة إسرائيل الإضافية لحرب الاعلام امام الرأي الدولي. جاءت هذه الجريمة نتيجة تحريض ممنهج، يتبعه اغتيال ممنهج في عملية لتعتيم الحقيقة، وتزييف ما يحدث في أرض الواقع، وحجب رؤية العالم عن رؤية حجم الكارثة الإنسانية في غزة. فاستهداف الصحفيين هو محاولة واضحة لإسكات صوت الحقيقة واسكات الصحفيين عن توثيق الجرائم الإسرائيلية في غزة التي تمارس على المدنيين والصحفيين على حد سواء الإبادة والتجويع. إن اغتيال أنس وغيره من الزملاء الصحفيين، كان من أجل أن يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على سرديته، وأن يفرض روايته المضللة على العالم، وأن يمنع الحقيقة من أن تصل. في النهاية هل يعقل أن يخفق القانون الدولي في حماية الصحفيين؟ وحماية المدنيين العزل وحماية الأطفال والأطباء في غزة؟ هل يعقل افلات إسرائيل من العقاب؟ مضى أنس وقد ترك خلفه صرخة في وجه العالم ستظل حية لأجل مدينة غزة. اللهم ارحم أنس الشريف ورفاقه، وارحم أهلنا الذين استشهدوا في غزة.. كل هذا وبيني وبينكم.

255

| 13 أغسطس 2025

نجاح مزيف

هناك مقولة تقول: لست فاشلا لكنهم رائعون في الكذب!!! هل هناك نجاح حقيقي؟ أم هو نجاح مزيف؟ ولماذا يعتبر الموظف الملتف والانتهازي ناجحا في الوصول للمنصب؟ وهل لابد من الكذب والافتراء على من حولك والتسلق على اكتاف الآخرين للوصول؟ وهل علينا الإساءة لمن حولنا لنثبت نجاحنا؟ وهل ينبغي عليك أن تكون ذكيا جدا لتكون ناجحا؟ وهل يخضع النجاح للحظ أم الاجتهاد؟ وهل هناك مساندة من جهات أخرى لتعزيز النجاح لهذه الفئة لتحقيق مصالح أخرى؟ أو لإثبات جدارتهم وجودهم وأحقيتهم بهذا المكان؟ في الحقيقة النجاح اليوم صار هوسا اجتماعيا وبأي ثمن لكسب الاعجاب، وكسب مظهر اجتماعي فضفاض. ويرى ضرورة وجود منصب بات أمرا ملحا عند البعض ليكمل صورة الوجاهة الاجتماعية له في المجتمع، وكأن المنصب أصبح كالساعة الباهظة التي يلبسها أو القلم الماركة المعروفة. وأنه من الملاحظ أنه لا يتمتع هؤلاء بأي مؤهلات مختلفة عن الغير. وأصبح هذا النجاح هوسا اجتماعيا ووجاهة لدى الكثيرين. في الحقيقة نصادف نماذج عدة من موظفين وموظفات لا علاقة لهم بالعمل ولا بالنجاح الحقيقي. إنما وجودهم بالمنصب بسبب العلاقات الاجتماعية، وتحقيق بعض المصالح المتبادلة، ولكن في النهاية يرى هذا الموظف صاحب المنصب أنه لا يستطيع أن يكمل الطريق مع الاسف لأنه غير مؤهل للمنصب. بل يتحول الى عبء في هذه المؤسسة ويشكل عائقا. وكما أنه من المعلوم أن القائد الحقيقي هو الذي يوفر بيئة عمل صحية ملائمة لتحقيق الأهداف والإنجازات. ولابد من الإشارة الى أن مفهوم النجاح الحقيقي هو العمل على تحقيق طموحات وأهداف معينة باختلاف أهدافها، فما دمت قد سعيت واستطعت تحقيقه فقد نجحت في ذلك. ان الإخفاق في النجاح الحقيقي أمر وارد جدا وطبيعي، ولكنه يتحول الى خبرة، وبلا شك يكون احتمال تكرار هذه الأخطاء بعيدا نوعا ما، ولكن الإخفاق في تحقيق النجاح ولا يزال يعمل بنفس الأسلوب فهو لن يصل أبدا ولم يستفد من أخطائه المتكررة. نعلم أنه بات غالبية الموظفين اليوم جزءا لا يتجزأ من مؤسسة العمل حكومي أو خاص، ولكن إذا أردت النجاح وأن يذكر انجازك اصنعه بنفسك، عليك العمل بجد واجتهاد لأن يرى العالم فوزك ونجاحك الحقيقي. من جانب آخر نجد هذا النوع من النجاح منتشرا بصورة كبيرة في العمل عندما ينسب شخص واحد كل النجاح له، وينسى جهود فريق العمل الذي ساعده للوصول، فقد كان الجهد جماعيا وليس فرديا، واقتصر النجاح بأنانية له، ويعلم الجميع مدى أهمية العمل الجماعي وتضافر جهود الموظفين الآخرين من حوله للوصول الى نجاح أهداف المنظمة. إن نقطة التحول في هذا النجاح المزيف هو عندما يسقط القناع وتتضح نقاط الضعف يوما بعد يوم لدى هذا القائد. وقد قيل الكثير من المتميزين العالميين الكثير على سبيل المثال كان أديسون يوظف مهندسين للعمل في مختبره، ولكنه كان يسجل جميع الاختراعات باسمه. وكل ذلك يجعلك تتخذ قرارا أما أن تكون ضمن فريق غير معروف أو تكون صاحب الإنجاز يشار اليه بالبنان. كما أن مقياس النجاح الحقيقي يعتمد على مدى الإنجازات الناجحة التي قد تتحقق منك على صعيد العمل الخاص كان أو الحكومي. أحيانا قد تشعر أنك مقيد بسبب ظروف مالية أو عائلية أو غيرها من الأسباب، ولكن عليك أن تعقلها وتتوكل، ولابد من المغامرة والمخاطرة وأن تخرج من منطقة الراحة للفوز. وبالنهاية علينا معرفة الحقيقة التالية التي تقول كل نجاح دنيوي لا يؤدي بك الى الفلاح في الاخرة فهو نجاح مزيف مؤقت.... كل هذا بيني وبينكم.

219

| 06 أغسطس 2025

في حضرة الملل.. شعور ترف أم عرض؟

بالرغم من أننا نعيش أكثر الأوقات سرعة هل ما زلنا نشعر بالملل؟ هل السأم هو حالة نفسية؟ أم هو حالة مؤقتة وطارئة؟ في زمن الخيارات المتعددة ورغم امتلاء يومنا بالشاشات الصغيرة التي نتابع عن طريقها الصور والاحداث في كل وقت وحين. ولماذا يطارد الملل البعض منا رغم وفرة كل شيء؟ لماذا مللنا كل شيء؟ ما علاقة الملل بالمزاج والعلاقات والعمل؟ الملل ذلك الشعور الذي يُبهت كل الصور. حين لا يكفي كل شيء. وأيضا هو عدم الرغبة في عمل شيء رغم تعدد الخيارات، إنه شعور داخلي يقول لا جدوى مما تفعله. من جانب آخر هو في علم النفس حالة انفعالية تتسم بفقدان التحفيز وترافقها صعوبة التركيز. كما تشير الدراسات أن الأشخاص الذين ليس لهم أهداف يكونون أكثر عرضة للإصابة بالملل من غيرهم. حين يغيب الهدف يغيب الشغف، فالأهداف هي التي تمنح طاقة الاستمرار. بالإضافة لذلك الخوف من التغيير هو سبب رئيسي للملل وتراه جيدا في الوظائف واختيار التخصص الجامعي. أحد أسباب التي تعمق الشعور بالملل هو المزاج السيئ الذي يسبب التفكير المفرط والأفكار السلبية. في زحام الوفرة في العالم الرقمي، التكنولوجيا ليست السبب الحقيقي، ولكننا جعلناها شماعة نعلّق عليها عجزنا عن التركيز، وكسلنا عن مواجهة أنفسنا. إن الهاتف النقال لا يتعدى كونه وسيلة اتصال، لكنه يتحول الى حصن نختبئ خلفه من مواجهة أفكارنا ومخاوفنا. المفارقة العجيبة أن الملل أصبح رائجا جدا في زمن وفرة الخيارات. نملك الوقت، والفرص لتحقيق الكثير، نملك الكثير من الكتب حولنا، ونمتلك سهولة الوصول لكل شيء. فيفضل العقل الهروب من ذلك كله بكلمة واحدة. اكتشاف اهتمامات جديدة في الحياة، تغيير الروتين وتعزيز العلاقات الاجتماعية تعلم مهارات جديدة ممارسة أشياء تحبها فالعقل البشري بلا شك يحب الاثارة. ممارسة الرياضة لها دور كبير في تغيير الحالة المزاجية، وبالتأكيد لن تشعر بالملل عند ممارسة رياضات لأول مرة سواء كانت فردية أو جماعية، رياضات تزيد المتعة والتنافس والتحدي رياضات جديدة ما يساهم في تحفيز الدماغ لا فراز الاندروفين. الملل هو مؤشر يجبرنا على إعادة حساباتنا مع أنفسنا أولا ومع محيطنا. ولكن نحن بشر لا ندعي الكمال قد نعيش ظروفا متغيرة وما نعتبره رفاهية لدينا فهو حلم الكثيرين. نعيش بالمقابل على هذه الأرض من يشتكي من رفاهية الرفاهية، بينما هناك من يتمنى مجرد فرصة للعيش الآمن أو لقمة تسد الجوع. وفي السياق نفسه فالسأم في هذه الحالة لا يصبح شعورا عابرا يمر كبقية الانفعالات، إنما يتسلّل إلى التفاصيل الصغيرة ويُفسد نكهتها. هذا ما يجعل البعض يهمس يهمس: «الحياة جميلة»، وهو ينقذ اطفاله من بين الأنقاض. إن إدراك نعمة الحياة لا يكون الا بالتوقف عن الشكوى والامتنان لنعم الله عزوجل. فالكمال الحقيقي ليس أن تملك كل شيء، بل أن ترى ما لديك بعين العدل، وتمنح غيرك شيئًا من هذا الضوء. في نهاية المطاف، الملل هو جرس إنذار ان هناك شيئا لا يسير كما ينبغي. هو مرآة صامتة تعكس ما في دواخلنا من مشاعر نفتقدها، كالدهشة، الشغف، ومتعة السعادة باللحظة. ربما يكون دعوة لرؤية الذات الحقيقية، لا للهروب منها، وعقد هدنة مع الحياة. وكيف نحوله الى بداية جديدة؟ فالملل ليس نهاية الطريق، بل قد يكون البداية في لحظة صدق. لا وقت للملل، انما هناك وقت للبقاء، للصلاة، للنجاة والحياة. كل هذا وبيني وبينكم.

267

| 30 يوليو 2025

غزة بين الخوف والمعنى

مع كل تصعيد جديد في غزة، يُعاد المشهد نفسه، فلسطينيون محاصرون، معابر مغلقة، إمدادات غذائية موقوفة، واستهداف مباشر لكل مقومات الحياة الأساسية. لكن ما يجري اليوم يتجاوز حدود الحصار التقليدي، ويتخذ شكلًا أكثر خطورة ووضوحًا ازمة مجاعة في شكل تطهير عرقي لأصحاب الأرض. ان تكون عالقا قسريا، يعني ان تكون عالقًا في حرب… ذلك يعني أن تكون في غزة فهذا أمر آخر، فإخواننا قد أغلقت كل الأبواب امامهم وهدمت بيوتهم واحلامهم في مدينة محاصرة بالقصف ولا يغادرها الموت هناك. ولكن شتان بين أن تكون عالقا في الحرب.. كما أن تكون عالقا في مكان في وظيفة على سبيل المثال أو مدينة أو أي نوع من العلاقات والرفاهيات الأخرى من حولك. في غزة ان تكون عالقا قسرا لا خيار لك الا أن تكون في لقاء مع الموت كل يوم ان تختنق انفاسك، ويمنع الدخان والركام عينيك عن النور، وتمنع عنك الحياة. المعابر مغلقة وفي سباق مع الحياة. فيبدأ هؤلاء في إعادة صياغة الكثير من المفاهيم: كالإنجاز يعني أن يوفر قوت يومه وعياله. والنجاح في البقاء حيا في متاهات القصف والقنص. من أجل الشعور بالأمان في هذا اليوم دون فقد أحد أفراد العائلة. من ناحية أخرى في هذه الاثناء وفي البلدان الأخرى تجد الأشخاص عالقين، ولكن من نوع آخر... في وظيفة لا يحبها أو علاقات لا يميل لها. ما الذي يحدث الآن؟ تعد هذه الحرب نقيضا لكل ما هو انساني في ظل هذا الحصار الممنهج وأمام صمت عالمي مطبق ضد أهل غزة. إنها ليست مجرد أزمة إنسانية، بل جريمة ومجزرة بحق الإنسانية. سياسات تجويع ممنهجة تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد شعب أعزل، وفي انتهاك صارخ لكل المواثيق الإنسانية ضد أهل غزة، صغار كبار نساء ورجال لا فرق، المساعدات تُمنع أو تُعطّل عمدًا. وفوق ذلك اغلاق المعابر عن كل المساعدات الإنسانية. الى جانب ذلك ووفق تقارير الأمم المتحدة غزة تعيش في تصنيف مجاعة كارثية، عائلات لا تجد قوت عيالها، أمهات عاجزات عن تقديم الحليب أو حتى رغيف خبز لأطفالهن، مستشفيات بلا خدمات طبية. غزة ليست فقط جغرافيا محاصرة. إنها كيان إنساني عالق قسرًا في مواجهة مع الموت اليومي، بلا خيار سوى المقاومة من أجل الحياة. حتى البحر، الذي كان ملاذًا لأهل غزة، بات فخا، تُطلق فيه الزوارق الحربية نيرانها على كل منه يقترب منه بحثا عن قوت يومه أو يجد ما يسد جوعه. غزة تموت جوعا، مجاعة كارثية وفق معايير الأمم المتحدة الفلسطينيون معرضون للموت جوعا لانعدام الغذاء. حتى سيارات الإسعاف أطلقت صفاراتها بشكل موحد كنداء استغاثة. يقول محمود درويش «وحدهم يعودون الى الحياة الذين عرفوا معنى أن يموتوا وهم على قيد الاحياء». غزة لا تطلب الشفقة، بل العدالة، ولا تحتاج خطبًا، بل مواقف وقرارات توقف الجرائم التي تتم على مرأى كل العالم. إن ما يحدث اليوم ليس فقط مجاعة، بل اختبار أخلاقي للبشرية. وخاتمة القول، حين نشتكي من ان نكون عالقين في امر ما بشكل اختياري، لابد أن نتذكر غزة واهلها. لإعادة ترتيب اولوياتنا في هذه الحياة. ففي غزة، المعنى لا يُصاغ بالكلام انما بالدم، والروح، والبقاء على قيد الكرامة. وهناك، وحدها الحقيقة تبقى، حين تُزاح الأقنعة، ويسقط العالم في اختبار الإنسانية. غزة، رغم أنها عالقة في حرب، إلا أنها تظل أمّ البدايات التي تُخيف كل النهايات. وهنا تعرف ماذا يعني ان تكون عالقا بين الخوف والمعنى؟ اللهم اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف. كل هذا وبيني وبينكم..

204

| 22 يوليو 2025

المدينة الإنسانية نكبة في ثوب جديد

تعمد إسرائيل دائما إلى إعادة استخدام المصطلحات وتطويعها لخدمة مشروعها الاستيطاني والاحتلالي في فلسطين، فتُلبِس أفعالها غطاءً قانونيًا وإنسانيًا زائفًا. من أجل تلميع صورتها أمام العالم، وتبرير ممارساتها اللاإنسانية تحت غطاء قانوني. كما أنها توظف لنفسها كلمات مثل «حق الدفاع عن النفس» لتبرير العدوان، و»المنطقة العازلة» لتكريس السيطرة وتهجير السكان، وها هي اليوم تقدم مفهوم «المدينة الإنسانية» كواجهة جديدة تخبئ خلفها واقعًا لا صلة له بالإنسانية الحقة. ففي الحروب التقليدية، يُطلق الرصاص والصواريخ وتقصف المدن وتُسفك الدماء. أما في الحروب الأيديولوجية، فإن الكلمات تصبح سلاحا أكثر فتكاً. بذلك لا تكتفي إسرائيل باحتلال الأرض، بل تسعى إلى احتلال المعاني أيضًا، مستخدمةً قاموسًا خاصًا بها يعيد تعريف الواقع، ويبرّر العدوان، ويعيد تشكيل الرأي العام العالمي. واليوم يأتي مصطلح «المدينة الإنسانية»، بتكرار النمط نفسه. مصطلحات تقف وراءها سياسة منهجية من السيطرة والعنف والإقصاء. هذه المدينة ليست مشروعًا إغاثيًا، انما تسعى لفصل السكان عن جذورهم وعن المقاومة، تعتبر المدينة الإنسانية هي من أحد الخطط التي أعلنها كاتس التي تتضمن دفع حوالي 600 ألف فلسطيني نازح من جنوب غزة على التهجير القسري الى رفح المدمرة التي ستكون مغلقة ومحاطة بسياج أمنى ولا يسمح بالمغادرة الا الى البحر او الى مصر. وتعد تلك الخطة في جوهرها هي بداية تهجير قسري للفلسطينيين وتمنع العودة الى غزة نحو نصف مليون فلسطيني. في غلاف بيئة إنسانية مصطنعة على أطراف غزة توفر من خلالها المساعدات للنازحين. وهذه المدينة التي تسعى إسرائيل لإقامتها هي كقناع تلبسه لدفع الفلسطينيين للنزوح طوعا. كما ستركز إسرائيل على دفع المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة من أجل الفلسطيني الذي عليه ان يختار بين الموت أو المغادرة كما حدث في نكبة 1948. فهو يعتبر معسكرا ضخما بخيام كبيرة لاستيعاب مليون شخص ومنع العودة الى شمال غزة وهي عبارة سياسة تجويع وتعطيش. انها مدينة إنسانية بلا إنسانية وكل هذه الخطة تعتبر جريمة حرب. ومن ناحية أخرى توصف هذه الخطة بأنها عقبة امام المفاوضات من أجل الرهائن. وقد أشعلت هذه الخطة الإسرائيلية المتداولة لنقل سكان غزة الى «المدينة الإنسانية» موجة غضب وانتقادات كبيرة لأنها من الواضح انها خطة كبيرة لصرف الانتباه، وهي في أسوأ الأحوال معتقل كبير يخلو من أي بنية تحتية. المدينة الإنسانية ام النكبة الثالثة كلها نسخة واحدة من مخيمات اللجوء. وفي هذا السياق لا توجد مدينة إنسانية على أنقاض وطن، فالمكان لا يصبح إنسانيا بلا أهله، غزة لا تحتاج الى مدينة إنسانية، بل إنسانية العالم كله تجاهها لإيقاف هذه الإبادة. وبالرغم من التحذيرات الإسرائيلية من مخطط هذه «المدينة الإنسانية». حذر مقال في صحيفة يديعوت احرنوت من الترويج لفكرة المدينة الإنسانية، لأنه سيتسبب بتزايد الاتهامات بتورط إسرائيل في معسكر اعتقال للفلسطينيين. وهذا ما قاله أولمرت في أحد تعليقاته. لا توجد مدينة إنسانية تبنى والتاريخ لا يرحم أبدا انما هي سياسة تهجير بمسميات حديثة. هذا المخطط الذي لا يقتصر على البعد الجغرافي، بل في عمق الانتماء والهوية فيحول الانسان الى شخص بلا هوية ولا وطن في مهب الرياح بين الخيام. في فلسطين تحارب حتى بالكلمات فان معركة الوعي لا تقل أهمية عن معركة الأرض. لذا، فإن استيعاب المعنى جزء من استرداد الوطن. والمقاومة تبدأ حين نسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية الاحتلال احتلال، والعدوان عدوان، والإنسانية ليست أداة فصل… بل قيمة تجمع الوطن ولا تقسمه. وفي معركة البقاء غزة تقاوم لأنها لا تغادر...كل هذا وبيني وبينكم.

261

| 15 يوليو 2025

alsharq
بائع متجول

يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...

5205

| 26 سبتمبر 2025

alsharq
كبار في قفص الاتهام.. كلمة قطر أربكت المعادلات

في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...

4893

| 25 سبتمبر 2025

alsharq
في وداع لطيفة

هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...

4407

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الفن ضد الدمار

تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة،...

1587

| 26 سبتمبر 2025

alsharq
ماذا يعني سقوط الفاشر السودانية بيد قوات الدعم السريع؟

بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...

1302

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
الكلمات قد تخدع.. لكن الجسد يفضح

في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...

1299

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
فلسطين والكيان والأمم المتحدة

أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...

1185

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
حين يُستَبدل ميزان الحق بمقام الأشخاص

‏من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...

1053

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
قطر في الأمم المتحدة.. السيادة والإنسانية

يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال...

1050

| 24 سبتمبر 2025

alsharq
الأمير يكشف للعالم حقيقة الكيان الإسرائيلي

صاحب السمو أمام الأمم المتحدةخطـــــاب الثبـــــات علــى الحــــــق.....

945

| 24 سبتمبر 2025

alsharq
حضور فاعل للدبلوماسية القطرية

تعكس الأجندة الحافلة بالنشاط المكثف لوفد دولة قطر...

831

| 25 سبتمبر 2025

alsharq
خطاب صريح أقوى من السلاح

• كلنا، مواطنين ومقيمين، والعالم يدرك مكانة قطر...

825

| 25 سبتمبر 2025

أخبار محلية