رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

التيك توك والضفدع

اجتاح التيك توك العالم كله فقد وصل عدد المستخدمين المليار مستخدم، ويعتبر من اذكى المنصات في السوشيال ميديا وتفوق على الانستجرام والفيسبوك. وتعتمد فكرته الأساسية على عرض فيديو مدته بين خمس عشرة ثانية الى ستين ثانية، وعلى حث المستخدمين على الاستمرار في المنصة لوقت أطول وذلك من خلال تحديد اهتماماته وعرض فيديوهات مشابهة، بالإضافة الى اقتراح فيديو مختلف ربما يشاهده، وعليه أيضا اما ان يستمر او قد يغير التيك توك لفيديوهات أخرى غير ذات صلة، فمثلا المستخدم يحب مشاهدة اهداف فريق معين يقوم التيك التوك بعرض مشاهد مباريات قد تنال اعجابه فيستمر بالمشاهدة.. وقس على ذلك مشاهدات الأطفال والمراهقين وما قد تحتوي من مشاهد. وقد حصلت على اعلى مشاهدة وهي لا اخلاقية و تحتوي مفردات غير مناسبة، فيحدد التيك توك سلوك المستخدم بحسب مايشاهده والموقع الجغرافي والتفاعل مع الفيديو والعوامل الأخرى. وقد نرى مخاطر التيك توك على المجتمع والاسرة والافراد، ومن الملاحظ ان تيك توك له توجه نحو الشرق الأوسط بحيث يرفع مشاهدات التافهين والترويج لهم مقارنة بالصين فانه يرفع مشاهدات أي تجربة علمية لطالب او جهاز جديد فرق كبير في السلوك في نفس البرنامج. ودعوني أحدثكم عن هذه التجربة لتبسيط الفكرة، كيف تستطيع ان تطبخ ضفدع وهو حي؟ اذا وضعته في الماء المغلي فوراً سيقفز. الطريقة الصحيحة وضعه في ماء فاتر ويتم تسخين الماء تدريجياً فيموت عندما تصل الحرارة الى درجة مميتة دون ان يشعر الضفدع. وهذا مايعتمد عليه التيك توك أي على التغييرات السلبية التي تحدث ببطء وبشكل غير ملحوظ الترويج للتافهين والانحلال الأخلاقي واضاعة الأوقات الطويلة. ونلاحظ أن بعض البلاد تم حظره لخطره على الشباب والمجتمع مثل باكستان والهند، لأنه انه يثير العنف والتنمر والعنف الاسري والعنصرية، وايضاً متهم بانتهاك خصوصية المستخدمين وهذا سبب يجعل أمريكا تحاول حظره وأيضا لانه صيني وليس امريكيا في ظل الصراع بينهما. نحن الان في إجازة الصيف ووقت الفراغ وحرارة الجو تحتم علينا البقاء في البيت والترفيه والتسلية من خلال الانترنت وبالتالي على الاسر ارشاد وتوجيه الأطفال والمراهقين الى حقيقة بعض التطبيقات وإلغاء متابعة التافهين الذين لا محتوى لديهم، وعدم هدر الوقت، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ. لذلك ممكن استغلال هذه الأوقات الطويلة في الرياضة على سبيل المثال لبناء للجسم والعقل، ومشاركة العائلة والأصدقاء في نشاطات مختلفة، وهناك الكثير من الأنشطة التي ممكن ممارستها بدلاً من مشاهدة التيك توك لوقت طويل وكل هذا بيني وبينكم… @Munaaljehani1

1199

| 27 يوليو 2022

تجاوز.. فالحياة قصيرة

شاهدت مؤخراً فيديو قديماً لكبيرين في السن وتجاوزا التسعين، يقول أحدهما للآخر: سامحني أنا مسامح.. سامحني.. الله يحسن الخاتمة"، وبعدها بأيام توفى احدهما. سألت نفسي لحظتها: كم عاما مر على الخلاف بينهما يا ترى؟، ما الخلاف الذي لم ينته إلى هذا العمر؟، ألم تكن هناك فرصة لحل الخلاف وتجاوز كل هذه السنين العجاف؟. في الجاهلية، وفي شبه الجزيرة العربية تحديدا، حيث تتربع القَبَلية على عرش القوة، لم يُعجب كُليب، ملك القبائل العربية آنذاك، تصرف جساس بتجاهله، ورفع سهمه وضرب الناقة فوقعت ميتة، وعندها بدأت حرب البسوس الشهيرة باعتبارها أطول حرب في تاريخ العرب. وهذا يشبه ما نفعله كثيرا في علاقاتنا الإنسانية، فلو تحلّى كُليب بقليل من الحكمة لما حدث كل هذا، ولما استمر الخلاف لمدة أربعين سنة قتل فيها من قتل وسالت الدماء بين الناس، والسبب عدم تجاوز الخطأ حيث أصر كليب ثم جساس على عدم المسامحة فاستمر العناد والبغضاء التي توارثتها أجيالهما على مدى أربعة عقود من الزمن. وهكذا مرت السنوات وتوقفت الحياة عند تلك الحرب في نفس الحلقة، واليوم لعلّنا نخطئ الخطأ نفسه في علاقاتنا التي تنتهي بخلاف قد يكون حقيقياً وقد يكون بسيطاً وعابرا يمكن تجاوزه ببساطة وينتهي الأمر. فهل اختيار الخوض في الحروب النفسية التي تُصاحب خلافاتنا أو خساراتنا أسهل من أن نتجاوزها؟، هل تستحق هذه القطيعة المستمرة للأجيال القادمة ؟ بالعكس.. إذا لم تتجاوز ستتأذى كثيرا وتغيب ابتسامتك وعافيتك، وستصمت بحجم الغضب والكره المتراكم على قلبك، وربما ستدخل في حرب لا دخل لك بها وأنت في غنى عن ذلك كله. أحياناً، تحتاج ألّا تدقق كثيراً، ولا تستمر الحياة إلا بان تغمض عينيك قليلا عن بعض الأمور، فليست كل الأمور هي ذات نفس الأهمية، لذلك تجاوز الأوقات الصعبة، ولا تلتفت للماضي، وفي هذا يقول الله عز وجل: (فاعفوا واصفحوا). إذن علينا أن نؤكد دائما أن الحياة لا تستمر إلا بالتجاوز وسيعينك الله في ذلك لوكنت صادقاً، والتجاوز طريق واضح للمضي قدماً، وهو حل لأغلب المشاكل، فلا تهدر وقتك وجهدك ومشاعرك في صغائر الأمور العابرة والسطحية، وتجاوزها لتكسب نفسك من أجل شيء أكبر له قيمة ومكانة مهمة. ودعني أهمس بإذنك أنك إذا لم تتعلم مهارة التجاوز ستكون أسيراً للماضي ولأشخاص لا تعني لهم أنت شيئاً، وستواجه المطبات والعقبات وتظن أنك انتهيت، لكن ستتخطى ذلك باستنادك على الله عز وجل لأنه يعلم نيتك واتكاءك على قلبك الذي تاه في دائرة عدم المسامحة. وعلى سبيل المثال تجاوز في الطريق وأتحه لكل من يريد المرور، بدّل نظارتك التي ترى من خلالها الأمور، وتجاوز الموت بالحياة، وتجاوز السقوط لتنهض، وتجاوز الخسارة لتنجح من جديد، وتجاوز دائما وأبدا لأجلك، فالحياة قصيرة جداً وكل هذا بيني وبينكم. @Munaaljehani1

1761

| 20 يوليو 2022

فرحة العيد تجمعنا

العيد منحة ربانية للفرح والسعادة والبهجة بعد فريضة يؤديها المسلمون وهي فريضة الحج. والآن.. ونحن في نهاية أيام عيد الأضحى المبارك وما زالت الأفراح مستمرة، ففي العيد يعبر الجميع عن السرور كباراً وصغاراً. وتوضع الخلافات جانباً وتفرض الزيارات وصلة الرحم وجودها فلا مكان للزعل والخصام والحزن مهما كانت ظروفك. ولهذا اليوم عند كل منا ذكريات جميلة جدا لا تزال محفورة في الذاكرة، فلا ننسى أبداً أكبر عيدية حصلنا عليها، ولا رائحة العيد التي تملأ المكان، ولا صلاة العيد وفرحة استقبال المهنئين. ولا اللقاء في البيت الكبير والاجتماع مع العائلة التي قد تكون ظروف السفر والعمل منعت البعض منهم من التواجد بالقرب دائما.. وغيرها الكثير. وطقوس عيد الأضحى تختلف قليلا عن عيد الفطر، فذبح الأضحية وتوزيع الأضاحي وغداء العيد كلها طقوس لا توجد إلا في عيد الأضحى تحديداً للتأكيد على معنى التضحية وقيمتها الأخلاقية والإنسانية الكبيرة في سلوكنا العام. ومن الجميل أن نتشارك الفرح بالعيد مع المقيمين والجاليات المسلمة في البلاد، وقد تختلف طريقة الاحتفال بين جالية وأخرى ولكن يتفق الجميع على الفرح بالمناسبة وبلقاء الأصدقاء والأهل. وتبدأ تلك الأجواء المميزة قبل أن تحل المناسبة من شراء واختيار ملابس وتجهيز لاستقبال وزيارة الأهل وغيرها من تحضيرات نقوم بها ونحن بمنتهى السعادة والتفاؤل. إن جدران المنازل لا تبنى إلا بحب العائلة وضحكات الإخوان والأخوات وروح الجد وحنان الجدة ودفء الأعمام والعمات وحب الخالات والأخوال فكيف لا تجتمع معهم؟! ولهذا فجمال العيد يكتمل مع العائلة التي هي زاد الحب لكل فرد من أفرادها. وقد يختلف حجم كل عائلة من شخص لآخر ولكن الأهم في ذلك الاحتفال بالفرح مهما صغرت أو كبرت عائلتك. والغريب والمؤسف مؤخرا اتجاه البعض لقضاء أول أيام العيد خارج البلاد بعيدا عن العائلة الكبيرة وعن كل مظاهر العيد. وبهذه المناسبة هنئ الكبير واضحك مع الصغير من عرفت ولم تعرف، لا تخبئ الكلام الحلو فالكلمة الطيبة صدقة وستجد أثرها الفوري عليك وعلى من أمامك، امدح الكبير والصغير، ومن المهم أيضا زيارة المرضى، وتوزيع العيدية على العمال والعاملات حتى يكون لها أثر كبير في إضافة البهجة لهم لن تنقص منك شيئا ولكن ستزيدهم فرحاً وستزيدك أجراً. وهنا أود أن أوجه السؤال للجميع، ما هو العيد الذي لن تنساه أبداً؟ ولماذا؟ بصراحة عني أنا شخصياً كل عيد له بصمته ونكهته المختلفة التي لا تزال عالقة ليومنا هذا. لذلك أقول شارك الجميع العيد وإن كنت بعيدا فالتكنولوجيا حاضرة لمشاركة الأهل والأصدقاء من رسائل وصور وفيديو ولا تخبئ مشاعرك وافرح فإظهار الفرح في مثل هذه الأيام المباركة سنة نبوية أمرنا بها الرسول الكريم ليسعد الصديق ويغيظ العدو. وهي فرصة لمحو الخلافات وللحب والشعور بالأمان وللتعارف وعمل الخير. وخاتمة العيد علينا إذن أن نفرح وننشر الفرح حولنا، وأسأل الله أن يديم الأعياد والفرح، بوركت أعيادكم وبارك الله في أعماركم وزاد في حسناتكم وكل هذا وبيني وبينكم. @Munaaljehani1

2330

| 14 يوليو 2022

أفضل أيام الدنيا

وبدأت نسمات عرفات تهب علينا مليئة بالطمأنينة والسكينة، وبدأنا نعيش تلك الأجواء المباركة ونلتمس بركتها بإذنه تعالى. نسمع التكبيرات والتلبيات حولنا فننغمس بروحانية الرضا والطمأنينة ونحن بقلوبنا إلى بيت الله الحرام الذي جمع الناس حوله من كل فج عميق في معنى من معاني المساواة في الإسلام تحت مظلة قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ، ولا لأبيضَ على أسودَ، ولا لأسودَ على أبيضَ إلَّا بالتَّقوَى، النَّاسُ من آدمُ، وآدمُ من ترابٍ". فهذه الأيام هي العشر الأوائل من ذي الحجة، التي أقسم الله عز وجل بها (وليال عشر) وهو عظيم لا يُقسم إلا بعظيم. وهذا يعني أنها أيام مباركة يحبها الله ويحثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على اغتنامها، فهي غنائم ثمينة بأعمال يسيرة. وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب لله من هذه الأيام العشر)، كالعبادات والطاعات كالصيام والصلاة وقراءة القرآن والصدقات وبر الوالدين وصلة الرحم وزيارة المريض وغير ذلك من الأعمال الصالحة. وقد بين العلماء أن هذه الأيام أفضل حتى من الليالي العشر لرمضان وذلك أن في رمضان تتنزل الملائكة في ليلة القدر، أما في العشر الأوائل فيوجد يوم عرفة الذي ينزل الله عز وجل فيه وجعل معلوماً ليعطي فيه عباده ويجزيهم. ولهذا علينا اغتنام ما تبقى منها بما يزيد الأجر. فاحرصوا يرعاكم الله على ألا تفوتكم بركة هذه الأيام، فالحسنات تضاعف إلى سبعمائة ضعف. وفي يوم عرفة يباهي الله بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثاً غبراً. ومن المستحب صيام يوم عرفة، فإنه يُكفر ذنوب سنتين السنة الماضية والسنة المقبلة. ولقد كان الصحابة يجهزون دعواتهم لهذا اليوم، قال أحد الصالحين: ما دعوت الله دعوة يوم عرفة إلا رأيتها كفلق الصبح. فلنستغل هذا اليوم في الدعاء لأنفسنا وأهلنا والمسلمين، ويعتبر أفضل الدعاء الدعاء يوم عرفة لأنه أكثر يوم يعتق فيه الله عباده من النار، فهنيئاً لمن اختارهم الله للحج هذا العام. ذلك أن (لبيك اللهم لبيك) ليست نسكاً في الحج بل منهج حياة لكل مسلم في كل لحظة وهو نداء لك لتلبي الله بسرعة. اللهم بلغنا عرفة واجعل لنا فيه دعوة لا ترد. وأقول لكل من وقعت عيناه على هذه السطور؛ إن لم تكن مع الحجيج لعلك تحج بقلبك، فعندما يطلع الله على عباده إياك أن يكون في قلبك حقد أو حسد على أحد، وتذكر على هذا الصعيد قول الله عز وجل (إلا من أتى الله بقلب سليم). يوم عرفة إذن هو يوم واحد ولكنه قد يغير حياتك كلها للأفضل فانطرح لربك الكريم وأحسن الظن بالله. في الختام؛ اللهم بلغنا خير أيام الدنيا واجعل لنا فيه دعوة لا ترد ورزقاً لا يعد ومغفرة تبلغنا بها جنتك. @Munaaljehani1

1748

| 06 يوليو 2022

وحش الغلاء يفترسنا!

بينما كنت أتسوق الأسبوع الماضي في أحد محلات التسوق لشراء أغراض التموين الأسبوعي، وبعد أن استلمت الفاتورة لاحظت اختلافاً في السعر عن الأسبوع الماضي، بالرغم أنها نفس الأغراض ولكن السعر ارتفع، فما السبب في ارتفاع أسعار المنتجات؟ نعم.. الارتفاع في السعر بسيط لكن قد يحدث فرقا عندما يزيد عدد المشتريات. إن الحديث عن الغلاء حديث متداول والشكوى عامة، والعجيب أن الكل أصبح يشتكي من الغلاء وبكل المستويات فقيراً كان أو غنياً، فالغلاء أصبح لا يفرق بين ضحاياه ويلتهم كل ما أمامه. فما السبب في كل هذا الغلاء والارتفاع في الأسعار؟، هل الأحداث الجارية في العالم من حروب وأزمات اقتصادية كما نسمع من المسؤولين؟، أم جشع التجار واحتكار السلع في المخازن؟، أم تهاون حماية المستهلك في مراقبة الأسعار؟، أم هي بسبب عدم اهتمام المستهلك وعدم وجود ترشيد في الاستهلاك؟، ولماذا لا تشتري أيها المستهلك ما يكفيك وما يكفي حاجتك لوقت معين؟، ولماذا التكديس وبالنهاية مصيره إلى القمامة؟ مع العلم أن دول الخليج هي الأعلى عالمياً في حجم النفايات، بالإضافة إلى عدم وجود تدوير للنفايات. لقد وضع لنا ديننا الحنيف منهاجاً في عدم المبالغة فيقول الله عز وجل: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا"، وأيضاً نهى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن الإسراف فقال: "وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ". وبغض النظر عن المسؤول الحقيقي، فالأسباب كثيرة قد لا يتسع المجال لذكرها، والمشكلة أننا لا نرى حلا يلوح في الأفق، فإن كنا قادرين على تجاوز شهر رمضان وهو شهر الخير والعطاء، فهناك مواسم أخرى قادمة كالعيد وموسم السفر والصيف ومواسم غيرها ستلتهم ميزانيات الأسر وأصحاب الدخل المحدود وفئة المتقاعدين، مما يعني أنه يجب التدخل السريع، من قبل المسؤولين لكبح جماح هذا الارتفاع الكبير في الأسعار. أنا لا أشكك في نوايا المسؤولين وجهودهم المبذولة في هذا الصعيد، ولكن المطلوب دراسة الوضع على هامش ما استجد كأرباب أسر وليس كمسؤولين، فلم يعد المواطن يقتنع بحجة الأزمات خاصة ما يتعلق بالمنتجات الوطنية التي لا أرى سبباً لارتفاع أسعارها، فنحن دولة نفطية ذات أعلى معدل غاز طبيعي، وعلينا أن نجد حلولاً لارتفاع الأسعار فمثلاً على الصعيد الأسري نشر الوعي الاستهلاكي لدى جميع أفراد الأسرة، ويتعين على الجميع شراء ما يحتاجه ويكفيه حتى لا يستدعي رمي الزائد منه في القمامة. وحش الغلاء يهددنا جميعاً ولن نستطيع كبح جماحه إلا بتعاون الجميع من أفراد بالمجتمع ومسؤولين. كل هذا بيني وبينكم.

847

| 29 يونيو 2022

الهروب من المستقبل..!

يميل بعض الأشخاص للعيش في الماضي والتمسك به، والتغني به ليلاً ونهاراً وفي جميع المناسبات التي تثبت صحة رأيه. وفي ظل هذا التطور السريع بالحياة يحاول هذا البعض مقاومة التغير الهائل في الحياة بالتمسك بالماضي والتشبث به كرد فعل لهذا التطور الكبير، ربما لأنه لا يستطيع اللحاق به فيظل "محلك سر" كما يقال، بل إن أكثر من ذلك قد يصل إلى مرحلة مقاومة التغيير ومحاربة كل جديد، وفي هذا يقول الشيخ محمد الشعراوي رحمه الله: "الناس أعداء ما جهلوا"، أي أنهم بالرغم من اقتناعهم التام بأن المستقبل أفضل إلا أنهم يعتبرونه تهديداً لهم لأنهم عاجزون عن اللحاق بركب الحضارة والتطور. وعلى هذا الصعيد قد نرى من حولنا على سبيل المثال لا الحصر؛ المعلمة التي تستخدم أساليب تعليمية قديمة لا تمت للحاضر بصلة وبالتكنولوجيا الحديثة في التدريس، ومن يصر على عدم قراءة الصحف والكتب الإلكترونية وهي متوافرة بصورة أوسع لأنه لم يعتد عليها. والأغرب من ذلك نجد أن بعض الآباء والأمهات يريدون تربية أبنائهم بنفس الطريقة التي تربى عليها الأب والأم، بالإضافة لاستخدام أسلوب العقاب البدني في عصر لم يعد يسمح بذلك!. ولعل الأخطر على الإطلاق أن نجد من يهاجم التغيير من المؤثرين على مجتمعاتهم فهؤلاء أثرهم أكبر وأوسع وأعمق. ويفسر البعض هذه الحرب المستمرة كدفاع عن النفس أمام الشعور بالانكسار، نتيجة العجز عن اللحاق بالتطورات السريعة. لكن من جانب آخر دعونا نعترف ببعض إيجابيات الماضي الجميل عندما لم تكن هناك فضائيات ولا إنترنت، فكانت هناك الروايات الجميلة لنجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس والكتب المهمة لطه حسين ورفاقه وأغاني كوكب الشرق أم كلثوم وعبدالحليم الراقية وغيرها مما كان يثري الحياة رقياً وجمالاً، أما الآن فقد اختلفت الأذواق كنتيجة تلقائية ربما للعولمة. ومن الملاحظ أن حالة رفض الجديد بكل مظاهره تقل لدى الغرب وبلدان شرق آسيا كثيراً مقارنة بالشرق الأوسط لعدة عوامل منها مستوى التعليم وتقبل التغيير والظروف المحيطة بالمجتمع، فنجد على سبيل المثال أن اليابان بعد تعرضها للقنابل الذرية نهضت من ركام الحرب لتصبح ثالث أقوى اقتصاد في العالم، ومثلها ماليزيا التي تقدمت في سنوات قليلة من جميع الجوانب وغيرهما نماذج كثيرة أقبلت على التغير بعقلية منفتحة. نعم.. من الصعب جدا إيقاف ساعة الزمن والعيش في الماضي، ولكن ذلك لا يعني الانسلاخ منه تماماً، فقد أصبح من المهم النظر للمستقبل نظرة إيجابية لاستشراف آفاقه المشرقة بما ينفع المجتمع والفرد. وكل هذا بيني وبينكم ‏@Munaaljehani1

1155

| 22 يونيو 2022

أهلا بالسفر.. ولكن!

تقول لي بحماس أكاد أراه يلمع في عينيها؛ "لا أكاد استطيع الانتظار إلى موعد السفر فأنا أعد الأيام وكلي شوق لرؤية عائلتي، لقد أمضيت ثلاث سنوات ولم استطع السفر لزيارتهم"، وما تقوله هذه الزميلة وهي تحزم حقائبها مبكرا يقوله كثيرون حولي بصيغ مختلفة وكل على حدة. إنه إذن موسم السفر وقد عاد من جديد حيث تستعد المطارات خلال هذه الفترة للاجازة الصيفية واستقبال الاعداد الكبيرة من المسافرين العائدين لبلادهم أو السياح وخاصة الآن بعد رفع قيود جائحة كورونا، إذ أصبح السفر أسهل بكثير، فغالبا لا يطلب من المسافرين شهادات تطعيم ولا فحص طبي مسبق، وهذا يعني أن موسم السفر قد عاد للانتعاش وبقوة بعد عامين من الارتباك الذي سببته الجائحة وقيودها. وفي ظل تعطش الأسر لفكرة السفر مرة أخرى باعتباره صورة من صور الحياة الطبيعية التي ألفناها قبل القيود التي فرضتها علينا الجائحة الكونية كان لا بد لنا من فتح هذا الملف ومحاولة سبر أغواره قدر استطاعتنا ورصد كل الأمور المهمة قبل وأثناء وبعد الرحلة أيضا. ومن أهم تلك الأمور هو التخطيط للسفرة سواء أكانت فردية أو جمعية أسرية وبغض النظر عن كونها قصيرة أم طويلة، فالتخطيط المسبق أمر ضروري جدا، لأنه يوفر علينا الكثير من الوقت والجهد والمال. وأول ما ينبغي إدراجه في خطة السفر عادة الميزانية فهي مهمة في الاستمتاع برحلتنا وتحديد وجهتنا والأماكن التي نود زيارتها في جدول مُعد بعناية. ومن الامور المهمة الأخرى التي ينبغي الالتفات لها أثناء التخطيط تحديد الهدف من السفرة، فهناك من يسافر لأنه يحتاج للابتعاد عن الرتابة واستعادة النشاط والتخلص من الضغوط المحيطة به طوال أشهر السنة، وهناك من يهدف إلى التعرف على ثقافات اخرى ومشاهدة الطبيعة في البلاد المختلفة. ولآخرين أهداف أخرى تختلف باختلافهم بالتأكيد. لكن من المتفق عليه أن المرء تزداد معرفته بالحياة كلما ازدادت تجاربه في السفر، حيث يكتشف ذاته مع قيامه بتجارب ما كان ليقدم عليها وهو في بلده وبين أهله وناسه ومعارفه، بالإضافة الى اكتساب المهارات الجديدة والانفتاح على الاخرين في عالم جديد مليء بالتحديات. وبالمقابل فهناك للأسف بعض المسافرين الذين لا تكتمل فرحتهم بالسفر بعد نهايته، لعدة أسباب منها أنها بلا تخطيط مسبق، ولا إعداد كاف، ولا جدول ولو بشكل تقريبي يسيرون وفقا لها أثناء الرحلة، أما الميزانية فهي عبارة عن قرض بنكي يثقل كاهل الأسرة على مدى سنوات ويساهم بقتل الفرح بتلك السفرة وبغيرها. ولو انتبه هذا البعض لبعض الأمور التي ذكرناها أعلاه لما كانت نتيجته بهذا السوء بالتأكيد. أما أهم ما ينبغي التذكير به ونحن نتحدث عن السفر فهو أهمية السلامة الشخصي والتحذير من السرقات التي انتشرت في السنوات الأخيرة وخصوصا في البلدان التي يسافر إليها الخليجيون عادة، فلا يجب علينا الاستعراض بالمجوهرات وحمل الأشياء الثمينة معنا وسط أناس يعانون في حياتهم المادية، ولا ينبغي التساهل في مسألة حمل الأموال النقدية معنا، ففي هذا العصر أصبحت البطاقات البنكية بمتناول الجميع وعلينا الاستعانة بها بدلا من التعامل النقدي المباشر. وفي النهاية علينا أن نتذكر أن السفر مهما طال يبقى فترة محدودة الوقت وبعد انتهائه نعود لبلادنا الحبيبة التي لا يعادل حبها في قلوبنا بلد آخر مهما بلغ جماله. سفراً سالماً للجميع.. وكل هذا وبيني وبينكم. @Munaaljehani1

572

| 15 يونيو 2022

تعددت القضايا والهم واحد

هي بداية جديدة وجدت نفسي أبدأها معكم، إذ قررت الكتابة ونشر ما أكتبه ومشاركته مع القراء أخيرا. هذا قرار قديم سبق وأن أجلته أكثر من مرة وهأنذا أنجح في النهاية بتنفيذه. تدافعت الأفكار في رأسي والتي طالما فكرت بها لسنوات وكلها تريد أن تخرج من رأسي دفعة واحدة، فبماذا ابدأ؟ هناك الكثير من القضايا القديمة والمستجدة التي قد تكون موضوعاً لهذه الزاوية والتي قررت أن يكون اسمها "بيني وبينكم"، فهناك الكثير من الأفكار لأشارككم بها، وليس من الضروري أن تكون كلها صحيحة. فأنا هنا لأشارككم تجاربي بعد خبرة طويلة في مجالات الحياة الكثيرة. وكان السؤال الأول الذي دار في ذهني هو ماذا أكتب يا ترى؟ هل أكتب عن الحروب التي صارت عنوان العصر؟ أم أكتب عن اللاجئين الذين أصبحت صورهم البائسة وعيونهم الحزينة تلاحقني بكل الصحف والفضائيات حيث أشعر بالعجز عن تقديم أي نوع من المساعدة لهم؟ أم أكتب عن عيون الأطفال الأبرياء الذين فقدوا الاحساس بالأمان نتيجة الكثير من المآسي والتي أراها تحدق في عدسات الكاميرات تطلب المساعدة منا جميعا فنشعر مجددا بالعجز؟ هل أكتب عن التكنولوجيا ومزاياها الكثيرة ومساوئها الأكثر؟ أم عن الهواتف الذكية التي حولتنا إلى كائنات تعيش في عزلة اختيارية عمن حولنا، وفرضت علينا عوالم افتراضية أخرى فأصبحنا أسرى لها ولا نستطيع الفكاك من هذا الأسر؟ هل اكتب عن مشاكلنا المحلية والتحديات التي يواجهها المواطن في مجتمعنا الصغير؟ هل أكتب مثلا عن الغلاء الذي أصبح كالوحش الكاسر يلتهم رواتبنا التي تعتبر من الأعلى في سلم الرواتب بالعالم؟ أم أكتب عن الخدم ومعاناتنا معهم؟ أم عن مكاتب الخدم التي أصبحت عبئا على جيوبنا دون حسيب أو رقيب للأسف؟ أم أكتب عن مشاكلنا التربوية ما بين المدرسة والبيت وهموم المعلمين والمعلمات وأولياء الأمور والطلبة والطالبات؟ القضايا كثيرة جدا وكلها تستحق أن نثيرها ونناقشها، وبالتأكيد لا تنتظروا مني تقديم حلول ناجعة وإجابات شافية لكل المشاكل والأسئلة التي تواجهنا كل يوم في هذه الزاوية محدودة السطور، ولكني أعدكم أني سأحاول التفكير معكم بصوت عال في سبيل إيجاد الحلول لأني مؤمنة بأن الاعتراف بالمشكلة هو نصف الطريق إلى حلها. فلنعترف بمشاكلنا أولاً قبل أن نبحث عن حلول مناسبة لها. .. وكل هذا بيني وبينكم.

613

| 09 يونيو 2022

alsharq
TOT... السلعة الرائجة

كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة...

5205

| 06 أكتوبر 2025

alsharq
الإقامة الدائمة: مفتاح قطر لتحقيق نمو مستدام

تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...

1911

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
استيراد المعرفة المعلبة... ضبط البوصلة المحلية على عاتق من؟

في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...

1731

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
حماس ونتنياهو.. معركة الفِخاخ

في الوقت الذي كان العالم يترقب رد حركة...

963

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق

منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...

891

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
الوضع ما يطمن

لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...

885

| 03 أكتوبر 2025

alsharq
النسيان نعمة أم نقمة؟

في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...

852

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
تعلّم كيف تقول لا دون أن تفقد نفسك

كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...

756

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
بين دفء الاجتماع ووحشة الوحدة

الإنسان لم يُخلق ليعيش وحيداً. فمنذ فجر التاريخ،...

654

| 06 أكتوبر 2025

alsharq
كورنيش الدوحة بين ريجيم “راشد” وعيون “مايكل جون” الزرقاء

في فجرٍ قطريّ عليل، كان البحر يلمع بألوان...

651

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
النعمة في السر والستر

كيف نحمي فرحنا من الحسد كثيرًا ما نسمع...

627

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
الشريك الرئيسي في إعداد الأجيال القادمة

كل عام، في الخامس من أكتوبر يحتفى العالم...

621

| 05 أكتوبر 2025

أخبار محلية