رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منى الجهني

[email protected] 

مساحة إعلانية

مقالات

575

منى الجهني

أهلا بالسفر.. ولكن!

15 يونيو 2022 , 01:30ص

تقول لي بحماس أكاد أراه يلمع في عينيها؛ "لا أكاد استطيع الانتظار إلى موعد السفر فأنا أعد الأيام وكلي شوق لرؤية عائلتي، لقد أمضيت ثلاث سنوات ولم استطع السفر لزيارتهم"، وما تقوله هذه الزميلة وهي تحزم حقائبها مبكرا يقوله كثيرون حولي بصيغ مختلفة وكل على حدة.

إنه إذن موسم السفر وقد عاد من جديد حيث تستعد المطارات خلال هذه الفترة للاجازة الصيفية واستقبال الاعداد الكبيرة من المسافرين العائدين لبلادهم أو السياح وخاصة الآن بعد رفع قيود جائحة كورونا، إذ أصبح السفر أسهل بكثير، فغالبا لا يطلب من المسافرين شهادات تطعيم ولا فحص طبي مسبق، وهذا يعني أن موسم السفر قد عاد للانتعاش وبقوة بعد عامين من الارتباك الذي سببته الجائحة وقيودها.

وفي ظل تعطش الأسر لفكرة السفر مرة أخرى باعتباره صورة من صور الحياة الطبيعية التي ألفناها قبل القيود التي فرضتها علينا الجائحة الكونية كان لا بد لنا من فتح هذا الملف ومحاولة سبر أغواره قدر استطاعتنا ورصد كل الأمور المهمة قبل وأثناء وبعد الرحلة أيضا.

ومن أهم تلك الأمور هو التخطيط للسفرة سواء أكانت فردية أو جمعية أسرية وبغض النظر عن كونها قصيرة أم طويلة، فالتخطيط المسبق أمر ضروري جدا، لأنه يوفر علينا الكثير من الوقت والجهد والمال. وأول ما ينبغي إدراجه في خطة السفر عادة الميزانية فهي مهمة في الاستمتاع برحلتنا وتحديد وجهتنا والأماكن التي نود زيارتها في جدول مُعد بعناية.

ومن الامور المهمة الأخرى التي ينبغي الالتفات لها أثناء التخطيط تحديد الهدف من السفرة، فهناك من يسافر لأنه يحتاج للابتعاد عن الرتابة واستعادة النشاط والتخلص من الضغوط المحيطة به طوال أشهر السنة، وهناك من يهدف إلى التعرف على ثقافات اخرى ومشاهدة الطبيعة في البلاد المختلفة. ولآخرين أهداف أخرى تختلف باختلافهم بالتأكيد. لكن من المتفق عليه أن المرء تزداد معرفته بالحياة كلما ازدادت تجاربه في السفر، حيث يكتشف ذاته مع قيامه بتجارب ما كان ليقدم عليها وهو في بلده وبين أهله وناسه ومعارفه، بالإضافة الى اكتساب المهارات الجديدة والانفتاح على الاخرين في عالم جديد مليء بالتحديات.

وبالمقابل فهناك للأسف بعض المسافرين الذين لا تكتمل فرحتهم بالسفر بعد نهايته، لعدة أسباب منها أنها بلا تخطيط مسبق، ولا إعداد كاف، ولا جدول ولو بشكل تقريبي يسيرون وفقا لها أثناء الرحلة، أما الميزانية فهي عبارة عن قرض بنكي يثقل كاهل الأسرة على مدى سنوات ويساهم بقتل الفرح بتلك السفرة وبغيرها. ولو انتبه هذا البعض لبعض الأمور التي ذكرناها أعلاه لما كانت نتيجته بهذا السوء بالتأكيد.

أما أهم ما ينبغي التذكير به ونحن نتحدث عن السفر فهو أهمية السلامة الشخصي والتحذير من السرقات التي انتشرت في السنوات الأخيرة وخصوصا في البلدان التي يسافر إليها الخليجيون عادة، فلا يجب علينا الاستعراض بالمجوهرات وحمل الأشياء الثمينة معنا وسط أناس يعانون في حياتهم المادية، ولا ينبغي التساهل في مسألة حمل الأموال النقدية معنا، ففي هذا العصر أصبحت البطاقات البنكية بمتناول الجميع وعلينا الاستعانة بها بدلا من التعامل النقدي المباشر.

وفي النهاية علينا أن نتذكر أن السفر مهما طال يبقى فترة محدودة الوقت وبعد انتهائه نعود لبلادنا الحبيبة التي لا يعادل حبها في قلوبنا بلد آخر مهما بلغ جماله.

سفراً سالماً للجميع.. وكل هذا وبيني وبينكم.

@Munaaljehani1

مساحة إعلانية