رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منى الجهني

[email protected] 

مساحة إعلانية

مقالات

219

منى الجهني

نجاح مزيف

06 أغسطس 2025 , 12:01ص

هناك مقولة تقول: لست فاشلا لكنهم رائعون في الكذب!!! هل هناك نجاح حقيقي؟ أم هو نجاح مزيف؟ ولماذا يعتبر الموظف الملتف والانتهازي ناجحا في الوصول للمنصب؟

وهل لابد من الكذب والافتراء على من حولك والتسلق على اكتاف الآخرين للوصول؟ وهل علينا الإساءة لمن حولنا لنثبت نجاحنا؟ وهل ينبغي عليك أن تكون ذكيا جدا لتكون ناجحا؟ وهل يخضع النجاح للحظ أم الاجتهاد؟ 

وهل هناك مساندة من جهات أخرى لتعزيز النجاح لهذه الفئة لتحقيق مصالح أخرى؟ أو لإثبات جدارتهم وجودهم وأحقيتهم بهذا المكان؟

في الحقيقة النجاح اليوم صار هوسا اجتماعيا وبأي ثمن لكسب الاعجاب، وكسب مظهر اجتماعي فضفاض. ويرى ضرورة وجود منصب بات أمرا ملحا عند البعض ليكمل صورة الوجاهة الاجتماعية له في المجتمع، وكأن المنصب أصبح كالساعة الباهظة التي يلبسها أو القلم الماركة المعروفة. وأنه من الملاحظ أنه لا يتمتع هؤلاء بأي مؤهلات مختلفة عن الغير. وأصبح هذا النجاح هوسا اجتماعيا ووجاهة لدى الكثيرين.

في الحقيقة نصادف نماذج عدة من موظفين وموظفات لا علاقة لهم بالعمل ولا بالنجاح الحقيقي. إنما وجودهم بالمنصب بسبب العلاقات الاجتماعية، وتحقيق بعض المصالح المتبادلة، ولكن في النهاية يرى هذا الموظف صاحب المنصب أنه لا يستطيع أن يكمل الطريق مع الاسف لأنه غير مؤهل للمنصب. بل يتحول الى عبء في هذه المؤسسة ويشكل عائقا. وكما أنه من المعلوم أن القائد الحقيقي هو الذي يوفر بيئة عمل صحية ملائمة لتحقيق الأهداف والإنجازات. 

ولابد من الإشارة الى أن مفهوم النجاح الحقيقي هو العمل على تحقيق طموحات وأهداف معينة باختلاف أهدافها، فما دمت قد سعيت واستطعت تحقيقه فقد نجحت في ذلك. 

ان الإخفاق في النجاح الحقيقي أمر وارد جدا وطبيعي، ولكنه يتحول الى خبرة، وبلا شك يكون احتمال تكرار هذه الأخطاء بعيدا نوعا ما، ولكن الإخفاق في تحقيق النجاح ولا يزال يعمل بنفس الأسلوب فهو لن يصل أبدا ولم يستفد من أخطائه المتكررة.

نعلم أنه بات غالبية الموظفين اليوم جزءا لا يتجزأ من مؤسسة العمل حكومي أو خاص، ولكن إذا أردت النجاح وأن يذكر انجازك اصنعه بنفسك، عليك العمل بجد واجتهاد لأن يرى العالم فوزك ونجاحك الحقيقي.

من جانب آخر نجد هذا النوع من النجاح منتشرا بصورة كبيرة في العمل عندما ينسب شخص واحد كل النجاح له، وينسى جهود فريق العمل الذي ساعده للوصول، فقد كان الجهد جماعيا وليس فرديا، واقتصر النجاح بأنانية له، ويعلم الجميع مدى أهمية العمل الجماعي وتضافر جهود الموظفين الآخرين من حوله للوصول الى نجاح أهداف المنظمة. إن نقطة التحول في هذا النجاح المزيف هو عندما يسقط القناع وتتضح نقاط الضعف يوما بعد يوم لدى هذا القائد. وقد قيل الكثير من المتميزين العالميين الكثير على سبيل المثال كان أديسون يوظف مهندسين للعمل في مختبره، ولكنه كان يسجل جميع الاختراعات باسمه. وكل ذلك يجعلك تتخذ قرارا أما أن تكون ضمن فريق غير معروف أو تكون صاحب الإنجاز يشار اليه بالبنان.

كما أن مقياس النجاح الحقيقي يعتمد على مدى الإنجازات الناجحة التي قد تتحقق منك على صعيد العمل الخاص كان أو الحكومي.

أحيانا قد تشعر أنك مقيد بسبب ظروف مالية أو عائلية أو غيرها من الأسباب، ولكن عليك أن تعقلها وتتوكل، ولابد من المغامرة والمخاطرة وأن تخرج من منطقة الراحة للفوز.

وبالنهاية علينا معرفة الحقيقة التالية التي تقول كل نجاح دنيوي لا يؤدي بك الى الفلاح في الاخرة فهو نجاح مزيف مؤقت.... كل هذا بيني وبينكم.

مساحة إعلانية