رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ريما محمد زنادة - غزة

مساحة إعلانية

مقالات

105

ريما محمد زنادة - غزة

استشهدوا وما زالت والدتهم تنتظر قدومهم

03 أكتوبر 2025 , 12:00ص

ليس واحدا أو اثنين أو ثلاثة، بل أربعة دفعة واحدة استشهدوا مع أبناء عمومتهم والجيران، قُصف المنزل على رؤوسهم وكل من حاول إنقاذهم كان الصاروخ له بالمرصاد.

الخبر كان صاعقة على قلب شقيقتهم سجود حسان التي كادت نبضات قلبها تتوقف لولا أن ربط الله-تعالى- عليه بالصبر. حيث قالت اتصل شقيقي غسان صباح يوم استشهادهم وأخبرني بأنه سيأتي عندي، وكنت بانتظاره لكن لم أكن أعلم أن الانتظار سيكون أبديا».

وبينت، أن قلبها يحترق على فراقهم فهم كل حيلتها من الإخوة حيث كانوا يحبونها وكرماء معها ويتفقدونها حتى في أصعب الظروف يتقاسمون بينها وبين أطفالهم حفنة الطحين خاصة بعد أن قصف منزلها ولم تعد تملك شيئا.

وذكرت، أنها تنتظر اتصال مؤسسة الصليب الأحمر، ليتم التنسيق لانتشال جثامين أشقائها فهم ما زالوا تحت الركام، وتابعت:»بدي أدفنهم ما بدي يظلوا تحت الركام».

ولفتت، إلى أن الحمل ثقيل على قلبها فكيف لها أن تدفن جميع أشقائها وأبناء عمومتها وحدها؟!

وأضافت بملامحها المفجوعة:» أمي لا تعلم باستشهاد جميعهم تم إخبارها باستشهاد اثنين منهم، وهي الآن تنتظر قدومهما في نصيرات فقد نزحت مع نساء أبنائها وأحفادها».

وأوضحت، أن أشقاءها كانوا ينتظرون سيارة الشحن لنقل أغراضهم من غزة إلى المنطقة الوسطى لقطاع غزة، لكن أصبح لهم البقاء في غزة أبديا.

وبينت، أن شقيقها غسان، كان يحرص على مساعدة الناس، ويرعى الأرامل والأيتام خاصة في المجاعة أثناء العدوان، وكان كثيرا ما يحاول إنقاذ من يتم قصف بيته ويلقن من كانت أنفاسه الأخيرة الشهادة، وقبل استشهاده كان يذكر شقيقه بنطق الشهادة.

وبعيون أهلكها البكاء والفراق قالت: «الحمد لله الذي رزقهم حسن الخاتمة بالشهادة بعد أن عاشوا العدوان والظلم والقهر والجوع حتى أنهم كانوا يتناولون الملح في المجاعة».

تحاول أن تتماسك لكنها تجد نفسها لا تقوى على الاتصال بوالدتها المريضة والمقعدة فلا تقوى على الحركة فما زالت تنتظر أبناءها بالعودة، ولا تعلم أن جميعهم استشهدوا ولن تستطيع حتى وداعهم الأخير فالمسافة طويلة جدا، ومزدحمة، والجسد مشلول.

وبينت، أن الحمل ثقيل فأصبح لدى والدتها أربع أرامل والعديد من الأيتام أصغرهم جنين في رحم أمه سيولد يتيما لا يعلم عن ملامح والده شيئا، ولا حتى ذكرى يحتفظ بها من رائحة والده فقد استشهد والده وأعمامه تحت ركام منزلهم.

مساحة إعلانية