رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

خطاب صريح أقوى من السلاح

• كلنا، مواطنين ومقيمين، والعالم يدرك مكانة قطر ودورها المهم، كنا ننتظر ونترقب خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة. • خطاب سموه لم يأتِ مجرد إضافة بروتوكولية إلى قائمة الحضور وكلمات الزعماء، بل كانت رسالة بمفردات صريحة ومباشرة تواجه العنجهية الإسرائيلية وتطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية. • خطاب صريح وكلمات أقوى من السلاح مباشرة وصريحة وتحمل اعلانا للعالم ..»العدوان انتهاك خطير لسيادة الدولة، وخرق سافر وغير مبرر للأعراف والمواثيق الدولية؛ لكن العالم بأسره صدم أيضًا بسبب ملابسات هذه الفعلة الشنعاء التي صنفناها إرهاب دولة». • قدّم سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كلمة استثنائية حملت بين سطورها وضوح مبدأ دولة قطر سياسيا، وأظهرت قوة إنسانية وحضورا دبلوماسيا مميزا لمكانة قطر دوليا.. وهو لم يتحقق ويحتل مكانة إلا لسجل دولة قطر الدبلوماسي والقدرة المميزة التي تتحلى بها دولة قطر، كما ذكر سمو الأمير «أن ثقة المجتمع الدولي بنا إنما تقوم على سجل من النجاحات التنظيمية التي حققتها دولة قطر على مر السنوات، وبناءً على هذا الإرث الراسخ قدمت ملف ترشحها لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2036، إيمانًا منا بأن الرياضة ليست مجرد منافسة، بل جسر يربط بين الشعوب، ومنصة لترسيخ قيم السلام والتفاهم، ولقد أثبت تنظيمنا لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 أننا قادرون على جعل الأحداث الرياضية الكبرى ساحة للتواصل والتقارب بين الثقافات المختلفة». • في لحظة فارقة يمر بها العالم، حيث يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة وتتعثر المفاوضات الدولية، اختار سمو الأمير لغة مباشرة خالية من الغموض، واصفا الممارسات الإسرائيلية بأنها إبادة جماعية واغتيال للمفاوضين، ببلاغة خطابة وسؤال كشفت تناقضات الاحتلال أمام العالم: «إذا كانت إسرائيل تريد التفاوض، فلماذا تغتال المفاوضين؟ وإذا كانت تسعى إلى تحرير رهائن، فلماذا تقتلهم؟ « اسئلة مباشرة، لكنها حملت وقعا قويا. • الخطاب نادى واستنهض الضمير العالمي ولم يكتف بالإدانة، حيث أكد سموه :» أن الصمت عن هذه الجرائم لم يعد مقبولًا، وأن العدالة الدولية لا يمكن أن تظل أسيرة المعايير المزدوجة». • «كان هذا وتبذل منذ عامين جهود مضنية من أجل التوصل إلى تسوية توقف حرب الإبادة التي تشن على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.» • كان الخطاب الإنساني حاضرا ؛حيث خاطب الأمير مشاعر العالم قبل عقولهم، مذكرا بأن حماية الأبرياء وصون الكرامة الإنسانية ليست خيارا سياسيا بل واجب أخلاقي. بتلك الكلمات يمنح القضية الفلسطينية بعدًا إنسانيًا يتجاوز السياسة إلى جوهر الحق والعدالة. • لقد أظهر الخطاب أن قطر لا تكتفي بدور المراقب، بل تضع نفسها في قلب الأحداث لاعبا فاعلًا ومسؤولًا. فهي دولة صغيرة بحجمها الجغرافي، كبيرة بقدرتها على التأثير، تثبت للعالم أن الدبلوماسية الصادقة والقوة الناعمة قادرة على صناعة الفارق. حضور سمو الأمير في الأمم المتحدة جسّد هذا الدور، إذ جمع بين الحزم في مواجهة الظلم، والمرونة في الدعوة إلى الحوار، مؤكدًا أن قطر دولة سلام تسعى إلى المصالحات، وتؤمن بأن الحوار طريق إلى الحلول، وأن صوت العدالة لا يمكن أن يُخمد مهما كانت التحديات. • دولة قطر ستظل - كعهدها – وفيةً لنهجها بالوقوف في صف القيم والمبادئ التي يفترض أن المجتمع الدولي يقوم عليها، والإيمان بإمكانية التوفيق بينها وبين المصالح حين تكون السياسة عقلانيةً وواقعية، وعدم الخشية من رفع صوت الحق حين يخيم الصمت، والتمسك بالدبلوماسية حيث يستسهل الخصوم استخدام السلاح. • خطاب وفاء وحفظ عهد وموقف.. • آخر جرة قلم: خطاب سيظل حاضرًا بوصفه نموذجًا يجمع بين قوة الكلمة وصدق الموقف، ويؤكد أن الكلمة حين تُقال من موقع المبدأ والإيمان بالحق، تصبح سلاحًا أقوى من الصمت، وتحدث أثرًا أبقى من لحظة الإلقاء.

825

| 25 سبتمبر 2025

التفات القادة ومكانة قطر دولياً

• انعقدت القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة في تاريخ 15/9/2025 وجاءت عقب العدوان الإسرائيلي الجبان على الدوحة.. • في الأزمات تظهر الحقائق، وتظهر التفاصيل الخفية؛ وأثبت هذا الغدر والتصرف الأرعن والأحمق والأناني من العدو المحتل؛ مكانة دولة قطر ومكانة قيادتنا الرشيدة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ومكانة الدبلوماسية القطرية في دول العالم.. دولة محبوبة وقريبة وحكيمة.. وهو ما ظهر.. • منذ اللحظة الأولى للعدوان والقصف الذي أدى إلى استشهاد مواطن قطري وأعضاء من حماس.. توافد الرؤساء حضورا وبلغة جسد يثبت مكانة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدى دول العالم.. وتوالت الاتصالات تباعا، وعقد مجلس الأمن اجتماعه حول العدوان الإسرائيلي على الدوحة، وتوالت الكلمات القوية والصاروخية بحروفها المباشرة على الوفد الإسرائيلي الحاضر.. • وكانت كلمة وزير الخارجية الأردني السيد أيمن الصفدي قوية ومباشرة ومساندة.. كما كانت كلمات الوفود من دول شقيقة وصديقة.. • العالم أجمع على الوقوف مع دولة قطر وقيادتها وشعبها على هذا الإرهاب الحقيقي لإرهاب الشعوب، وزعزعة الأمن والاستقرار.. وكسر دور الوساطة ودور دولة قطر الصادق والمحوري في ممارسة دور الوسيط. • بعدها جاءت القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة وجاء البيان الختامي مخيبا للآمال ويفتقد الجراءة في ترهيب العدو الجبان.. • جاء البيان عامًّا وطويلاً ولا يمكن قراءة ما بين السطور بسهولة، ولا ما جاء على السطور كرد وترهيب لعدو أرعن لا يتوانى من ممارسة بطشه المتواصل في القتل والقصف والتدمير الشامل لقطاع غزة المحاصر والمظلوم.. • جاءت كلمات الوفود والتي بدأت قوية في كلمة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وكلمة الرئيس التركي السيد رجب طيب أردوغان وكلمة جلالة الملك عبدالله الثاني ملك الأردن وكلمة رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم بعدم جدوى من التنديد والبيان في استمرار العدو في ممارسة حماقته وعدوانه فوق القانون الدولي وأمام أنظار العالم وأهمية المقاطعة الاقتصادية والسياسية مع العدو الإسرائيلي.. فهو يضرب بدون عقل وبشكل أرعن ولا يهمه من يضرب وكيف ومتى وأين يقصف ويضرب..! • كانت كلمة الرئيس السوري أحمد الشرع الموجزة رصاصة مباشرة للعدو.‬⁩ كان موجزاً مركزا ومميزا ختمه ببيت شعر يحمل دلالة لمن فهمها، فهو بيت شعر في سياق قصيدة ثأرية للشاعر عمرو بن براق الهمداني، وقد كان شاعرا وفارسا مغوارا ومقاتلا وعدّاء سريعا، وقال قصيدته عندما توعّد بالثأر من الشاعر تأبّط شراً الذي غزا مع قومه قومَ عمرو بن براق. ومن أبيات القصيدة: مَتى تَجمَعِ القَلبَ الذَكِيَّ وَصارِماً ‏وَأَنفاً أَبِيّاً تَجتَنِبكَ المَظالِمُ ‏وَمَن يَطلُبِ المَالَ المُمَنَع بِالقَنا ‏يَعِش مُثرِيّاً أَو تَختَرِمهُ المَخارِمُ ‏وَكُنتُ إِذا قَومٌ غَزَوني غَزَوتُهُم ‏فَهَل أَنا في ذا يالَ هَمدانَ ظالِمُ ‏فَلا صُلحَ حَتّى تُقدَعَ الخَيلُ بِالقَنا ‏وَتُضرَبَ بِالبيضِ الخِفافِ الجَماجِمُ • قمة طارئة عربية إسلامية - حتى وإن جاء البيان الختامي مخيبا للآمال - إلا أنها وقعت بحروف كلماتها وحضورها بحب دولي لقطر وقيادتها ودورهم الحكيم والدبلوماسي والوسيط في المنطقة ودول العالم والذي يسجله التاريخ لموقف ومبادرة إنسانية ودبلوماسية لدولة قطر رغم ما تتعرض له من خطر وضغط وعدم أمان للعدو.... • وتأتي زيارة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للمملكة الأردنية الهاشمية أمس الأربعاء بعد يومين على انعقاد القمة العربية والإسلامية الطارئة في الدوحة، بأهمية استثنائية. إذ تأتي في لحظة حرجة تمر بها المنطقة العربية، وسط ظروف أمنية وسياسية شديدة الحساسية لتشكل محطة إستراتيجية مفصلية في مسار العلاقات الأردنية القطرية، وفي إعادة صياغة مواقف عربية مشتركة تجاه التحديات الإقليمية، وعلى رأسها الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة. • توقيت الزيارة للأردن تشكل محطة تاريخية تعكس عمق الروابط التي تجمع ما بين عمّان والدوحة، ولا تنفصل عن مخرجات القمة العربية الطارئة، ولا عن موقع الأردن الجغرافي. ولا عن خطاب العاهل الأردني الملك عبدالله، حين ربط بين العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واستهداف إسرائيل للدوحة. وهو ما يعكس وحدة الموقف الأردني القطري ويمنح الأردن موقفا قويا لتعزيز حضوره الإقليمي والدولي. • كما أن الزيارة الرسمية للأردن تعزز قدرة الأردن على مواجهة الخطط الإسرائيلية، وتضع إمكانيات دولة قطر في تعزيز وخدمة الموقف العربي المشترك، لبناء جبهة عربية فعالة وقوية ومتماسكة ضد أي غدر وعدوان. • تحمل الزيارة رسائل سياسية وإستراتيجية مهمة، وتؤكد أن أمن واستقرار أي دولة عربية مرتبط مباشرة بأمن واستقرار الدول الأخرى في المنطقة وأهمية التنسيق المستمر بين الدول العربية لمواجهة التحديات التي تهدد السلام والأمن. • الدول العربية مثل المملكة العربية السعودية ومصر والأردن والعراق إلى جانب الدول الإسلامية مثل تركيا وباكستان وغيرها من دول عربية وإسلامية يبرز جاهزية الدول للاضطلاع بدور محوري في ترسيخ استقرار المنطقة ونصرة قطاع غزة والعدوان الغاشم الذي بات يهدد الدول سعيا وراء مخططاتهم. • آخر جرة قلم: من رحم الشدائد تولد النصرة.. وفي المواقف تظهر المعادن، ويدرك الإنسان مكانته بين أقرانه.. فكيف بالدول التي تظهر مكانتها للعالم ودورها الإقليمي رغم صغر مساحتها.. وما كان من عدوان غاشم جبان على قطر.. إلا كشف وإيصال رسالة للعالم لمكانة قطر وحكمتها واستمرارية مواصلة الوساطة في المنطقة.. والتفات القادة بحب صادق ودعم حقيقي لقطر تأكيدا للدور ومكانة قطر.. وزيارة الأردن بلد النشامى تحمل رسائل قوية ستظهر خلال الأيام وفي المواقف تظهر معادن الرجال..

228

| 18 سبتمبر 2025

حدود قطر خط أحمر

• لا أمان لخائن، ولا ثقة لقاتل، ولا سلام مع عدو، «ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين» فالحذر وأخذ الحيطة توجيه نبوي شريف، في تعاملنا كبشر.. فالأولى في زمن سائد فيه خرق القوانين الدولية، وعدم احترام سيادة الدولة.. أن يكون الحذر واجبا ولا ثقة مع عدو وخائن وصاحب عدو! ومن جرب منه مكرا وخديعة، وهذا التوجيه من المعاني والوصايا النافعة التي اشتملت عليها السنة النبوية، فقد روى البخاري ومسلم عن أبى هريرة - رضى الله عنه - عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: « لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين». • يوم الثلاثاء التاسع من سبتمر 2025 لم يكن يوما عاديا وحدثا عابرا في سجل الاعتداءات الإسرائيلية، بل لحظة من التاريخ كشفت عن غطرسة محتل وغدر خائن وعدو حقيقي لا سلام ولا أمان معه.. وفي الوقت ذاته كشفت عن صلابة وصدق دولة آمنت منذ البداية بعدالة القضية الفلسطينية. • ارتكبت إسرائيل خرقا جسيما للقانون الدولي حين قصفت احد الأحياء السكنية في الدوحة، مستهدفة قيادات من حركة حماس في جلسة عمل ونقاش حول مبادرة لوقف إطلاق النار بوساطة قطرية. • تمثل تلك الغارة الإسرائيلية منعطفًا خطيرًا في مسار الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، ليس فقط لأنها استهدفت قادة من حركة حماس في لحظة بحث مبادرة لوقف إطلاق النار، بل لأنها شكّلت سابقة دولية خطيرة بانتهاك سيادة دولة مستقلة تلعب دورا سياسيا وقياديا وإنسانيا كوسيط لحل الأزمة وإيقاف القتل والقصف المستمر على مدنيين عزل. تجاوزت العملية حدودها العسكرية لتصبح اختبارًا لمصداقية القانون الدولي ولقدرة المجتمع الدولي على حماية قواعد النظام العالمي. • التزمت دولة قطر ممثلة بإيمان قيادتنا الرشيدة منذ البداية بالقضية الفلسطينية، التزمت قطر وقيادتها الرشيدة وشعبها بموقف ثابت يقوم على دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والوقوف معه مع كل دمار وقصف لبث روح الحياة لاطرافها وشعبها. هذا الموقف لم يكن يومًا خاضعًا للمساومات أو الضغوط، بل نابع من رؤية استراتيجية ترى في القضية الفلسطينية محددًا أخلاقيًا وسياسيًا لمصداقية العالم العربي والإسلامي. • ومع الاعتداء الإسرائيلي أعادت دولة قطر تأكيد هذا الثبات، معتبرة أن استهدافها لن يغيّر من التزامها تجاه القضية الفلسطينة ولا من دورها كوسيط يسعى إلى تحقيق العدالة ورفع المعاناة عن أهل غزة المظلومين. • ينظر لدولة قطر كدولة صغيرة الحجم كبيرة التأثير، مستفيدة من أدوات القوة الناعمة التي عززت حضورها الدولي عبر دبلوماسية الوساطة التي جعلت الدوحة محطة رئيسية في ملفات السلام. الإعلام الدولي الذي أسهم في كشف الانتهاكات وإبراز صوت الشعوب المستضعفة. • ينظر لدولة قطر عبر الرياضة والثقافة كمنصات لتعزيز صورتها العالمية، خاصة بعد تنظيم كأس العالم 2022 كنموذج في الأمن والتنظيم والاستدامة. هذه القوة الناعمة هي ما جعل من قطر هدفًا لمحاولات التشويه والضغط، إلا أن الاعتداء الأخير لم يؤثر إلا في تعزيز مكانتها كفاعل لا يمكن تجاهله وتجاوزه.. ووقوف معظم دول العالم وقادتها واستنكارهم للفعل الأرعن للعدو لدليل مكانة قطر في الخريطة الدولية وقوة حضورها وتأثيرها.. • إن محاولة استهداف قطر سياسيًا أو أمنيًا لن تؤثر على صورتها كدولة آمنة مستقرة ذات وزن مالي عالمي، بل تزيد من الالتفاف الدولي حولها باعتبارها لاعبًا أساسيًا في معادلة الطاقة والاستثمار. • ما جرى في الدوحة يتجاوز كونه استهدافًا لدولة بعينها، ليطرح سؤالًا على المستوى الإقليمي: كيف ستتعامل المنظومة الخليجية والعربية والإسلامية مع انتهاك بهذا الحجم؟ إن التكاتف في هذه اللحظة ليس خيارا تكتيكيا، بل ضرورة استراتيجية، لإثبات أن المساس بسيادة أي دولة عربية أو استهداف القضية الفلسطينية على أرضها، هو مساس بمصالح الأمة بأكملها. • رغم كل الانتهاكات، تبقى غزة عنوان الصمود ولبّ المعركة. فالاحتلال أراد باغتيال قادة حماس في الخارج أن يوجّه ضربة نفسية وسياسية، إلا أن هذا الاستهداف كشف عن هشاشة خطابه، وأعاد التأكيد على أن المقاومة فكرة راسخة وثابتة وولادة لا يمكن تصفيتها عسكريًا. ولا يمكن إبادتها ولا يمكن منع أرحام الأمهات الصابرات من ولادة قادة على مر الزمن والظروف.. آخر جرة قلم: وطني «قطر».. يد آمنة ممتدة وأرض حاضنة لصوت الحق والعدل.. وعقل رشيد لا ينصت لثرثرة خائن ولا يأمن لغدر من يزعم أنه صديق! «قطر» لن تخذل عروبة دم ورابط دين ونجدة ملهوف..هي قطر كعبة المضيوم.. باقون على موقفنا ومبادئنا في نصرة قضية شعب ووطن الصمود..ولعله خير.. وبإذن الله تكون نهاية العدو بتصرفه الأرعن والمخطط له على بلدي قطر..النصر قادم بإذن الله.. وبشرى لأهل ⁧غزة بأن الفرج قريب بإذن الله …وقطر لن تتوانى وتتردد في الرد.. وتلقين العدو الأرعن والجبان والخائن دروسا في معنى الصبر والاستمرار ونصر الضعفاء وعدم الاستسلام والتراجع.. ‏(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ...) رحم الله الشهداء وحفظ الله قطر ونصر القضية الفلسطينية وحمى قادة حماس وأبقاهم قوة ترهب عدو جبان.. وليعلم العدو الظاهر والعدو الخائن الارعن أن حدود قطر وسلامة وأمن ضيوفها ومواطنيها ومقيميها.. وكل من يعيش على أرضها.. إن حدود قطر خط أحمر.. ولا يسمح لأي كان زعزعة أمنها..

300

| 11 سبتمبر 2025

كلا والله لن يخزيك الله أبدا

• يصادف اليوم الخميس الموافق 12 ربيع الاول 1447 من الهجرة النبوية مولد النبي محمد ﷺ سيد الخلق والبشرية ﷺ نبي الرحمة فقد ذكر أكثر أهل السير أنه ولد يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول.. وُلد النبي عليه الصلاة والسلام في مكة المُكرمة، بِشعب بني هاشم، وكان ذلك في يوم الاثنين، كما ورد في حديثه صلى الله عليه وسلم-: (وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ؟ قالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ)، وكان مولده في النّهار عند طُلوع الفجر، بدليل ولادة النبي عليه الصلاة والسلام يوم الاثنين، وما جاء من قول أُمّه أنها رأت النجوم عند ولادته؛ وُلد في اليوم الثاني عشر من شهر ربيعٍ الأول، وذكره ابن إسحاق وابن عبّاس وغيرهم، وكان مولده في عام الفيل، لقول قيس بن مخرمة: (وُلِدْتُ أنا والنَّبيُّ عامَ الفيلِ). • من العلامات التي ظهرت يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم: خروج نورٍ من أُمّه أضاء قُصور الشام، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (إنِّي عندَ اللهِ مَكتوبٌ بخاتَمِ النَّبيِّينَ، وإنَّ آدَمَ لِمُنْجَدِلٌ في طينتِه، وسأُخبِرُكم بأوَّلِ ذلك: دعوةُ أبي إبراهيمَ، وبِشارةُ عيسى، ورؤيا أمِّي الَّتي رأَتْ حينَ وضَعَتْني أنَّه خرَج منها نورٌ أضاءَتْ لها منه قصورُ الشَّامِ). • ولادته رافعاً بصره إلى السماء، ومن العلامات الأخرى التي أخرجها ابن حبان في صحيحه عن وصف مولد النبيّ: (ثمَّ وضَعْتُه فما وقَع كما يقَعُ الصِّبيانُ وقَع واضعًا يدَه بالأرضِ رافعًا رأسَه إلى السَّماءِ) تصف السيدة آمنة بنت وهب، والدة النبي صلى الله عليه وسلم حملها به، فورد عنها أن حمله لم يكن بمشقة، ولم تشعر بشدة عند ولادته، ولما خرج وقع على الأرض مستنداً على يديه، ومع خروجه ظهر نور منه صلى الله عليه وسلم. • فرح لمولده صلى الله عليه وسلم جد وأعمام النبي أرسلت إلى جد النبي صلى الله عليه وسلم عبد المطلب، ففرح فرحاً شديداً، وأخذه ودخل به الكعبة، وقيل إنه قال في ذلك أشعاراً، وذبح عنه كبشاً كبيراً، وسماه محمّداً. وقد فرح أعمامه أيضاً بميلاده صلى الله عليه وسلم، فقد اعتق أبولهب الجارية التي بشّرته بولادته، وهي ثويبة المرضعة الأولى للنبي، وقد صحّت الأخبار في رؤيا العباس بن عبد المطلب بتخفيف العذاب عن أبي لهب؛ لإعتاقه ثويبة. • يتبين مما سبق أن النبي صلى الله عليه وسلم صام يوم الاثنين شكرا لنعمة مولده في هذا اليوم، صامه أيضا لفضله: فقد أنزل عليه الوحي في ذلك اليوم، وفيه تعرض الأعمال على الله، فأحب صلى الله عليه وسلم أن يرفع عمله وهو صائم، فمولده الشريف في ذلك اليوم كان سببا من أسباب متعددة لصيام ذلك اليوم. • مولد النبي صلى الله عليه وسلم، نعمة حقيقية، ورحمة عامة للبشرية، كما قال الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ). • قصة نزول القرآن على الرسول الكريم وتلقِّي الوحي من أهم الروايات التي لا نمل من روايتها أو سماعها؛ فهي ليلة البرهان والنور والحق، ليلة تحول العالم، فهي أشرف ليلة إطلاقًا، هي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، نزل فيها القرآن على نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. • روى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الموقف الغريب الذي حدث له للسيدة خديجة رضي الله عنها وما قيل له من كلمات، ثم قال لخديجة: «لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي». كان موقف السيدة خديجة موقفا عاقلا وحكيما فهي لم تخف كعادة النساء، أو كطبيعة البشر، وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقص عليها أمرًا عاديًّا، بل قالت له في يقين غريب: «كَلا وَاللهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ». أدركت السيدة خديجة أن هذا الرجل صاحب الأخلاق الحميدة لن يخزيه الله أبدًا. وذهبت إلى أهل العلم والدراية؛ فذهبا إلى «ورقة». تقول السيدة عائشة رضي الله عنها:»فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ، وَكَانَ امرأً قَدْ تَنَصَّرَ فِي الْجَاهليَّةِ، وكان ورقة يعلم أن نبيًّا سيخرج في آخر الزمان، وكان ورقة ينتظره؛ فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ. فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ (وكان يعرف أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم-وصفاته الحميدة): يَا ابْنَ أَخِي، مَاذَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَبَرَ مَا رَأَى، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الذِي نَزَّلَ اللهُ عَلَى مُوسَى».وقال ورقة للنبي صلى الله عليه وسلم قال: « يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا (شابًّا)، لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ». فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:»أو مخرجي هم ؟». فقَالَ له ورقة بيقين وثبات: «نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلا تعرض للأذى والعداوة». ثم يقول ورقة: «وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا». ثُمَّ لَمْ يَلبث وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ، وقد صدّق بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى قبل التصريح بالرسالة. • من المهم اليوم أن تخصص في المدارس والجامعات والمساجد المحاضرات والدروس والقصص التي تذكر الأجيال الحاليه بيوم مولده وسيرته صلى الله عليه وسلم وقصصه والدعوه للإسلام والهجرة إلى المدينة المنورة..، تروي القصص والسيرة النبوية لما تعرض له من مشاق ومحاربة اقاربه لدعوته، نستذكر سيرته العطرة ومواقفه مع الرجال والنساء والاطفال والحيوان.. والحروب التي كانت للدعوة للإسلام، نستذكر المعجزات التي نزلت عليه صلى الله عليه وسلم واعظمها نزول جبريل عليه السلام.. وقراءة أهم المؤلفات والكتب التي كتبت في سيرته صلى الله عليه وسلم مثل: الشمائل المحمديه للترمذي، الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض، الشمائل الشريفه للسيوطي. « وعلى تَفَنّنِ واصِفيهِ بِحُسْنِهِ. يَفنى الزّمانُ وفيه ما لم يُوصف…صلى الله على طه خير الخلق واحلاها». • آخر جرة قلم: هناك من المشايخ من يرى ان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم بدعة..! إن كانت بدعة فهي بدعة حسنة وبدعة ترقى بالأرواح وتستحضر الأفئدة والقلوب والحواس لسيرته صلى الله عليه وسلم.. من الواجب اتباع سنته التي هي تطبيق عملي لمحبته واتباعه، مع تخصيص البرامج التلفزيونية والإذاعية بالتركيز فيه على سيرته الطاهرة عليه افضل الصلاة والسلام ؛باستضافة الاساتذة والمشايخ والمثقفين والاطفال، وأن تخصص الاحتفالات في المدارس والجامعات لمولده كما يتم الاحتفال بعدة مناسبات وغيره من ايام. يوم مولده صلى الله عليه وسلم تخصص له الدول الاحتفال والاجازة واستحضار الانجازات والتاريخ العظيم لخير البشرية.. مولده أولى بالاحتفال والسيرة والقصص والعبر والذكر في زمن سادت فيه الفوضى وساد الرعاع من البشر ليصبحوا قدوة ونماذج للأسف وننسى تاريخنا الإسلامي ورجاله وسيرة رجال تعلم أجيالا وأجيالا وتجعلهم رجالا يعتمد عليهم في حماية دينهم وبناء دولهم...

297

| 04 سبتمبر 2025

عام دراسي بلا تنمر

• من أجمل العبارات الإعلانية التي أحب قراءتها، عبارة «العودة للمدارس».. فهذه العبارة تحمل في طياتها إيذانا بنهاية الاجازة الصيفية ونهاية فصل الصيف الحار الرطب.. وبداية فصل خريف لطيف الأجواء والمناخ.. • والعودة للمدرسة تعني استنفارا جميلا تعيشه الأسرة، وازدحاما في المكتبات والمحلات الخاصة بلوازم المدرسة.. والازدحام في شراء وتفصيل الزي المدرسي، وازدحام الطرق بالعودة من الاجازة الصيفية.. ومتعة حمل الكراسات والكتب الدراسية.. • العودة للمدارس واليوم الاول تحديدا له رونقه وبهجته ورائحته المميزة..ومفاجأته الدراسية..؛ من من الزملاء سيكون في الفصل الدراسي، ومن من المعلمين سيلحقنا بالتدريس، ومن من الطلبة الذين انتقلوا لمدرسة اخرى، وكم من الاساتذة المخلصين الذين يحرصون على حفر ذاكرة علمية واخلاقية وانسانية في ذاكرة ايامنا ودراستنا. رغم كل ذلك إلا ان الاجازة الصيفية مرت سريعا.. • ومع إشراقة شمس شهر سبتمبر، وبدء عام دراسي جديد تتجدّد في النفوس مشاعر الحماس والترقب. فالعودة إلى المدارس ليست مجرد عودة لمقاعد الدراسة، بل هي عودة للحلم، وللأمل، وللطموحات التي يصنعها كل طالب في قلبه. • المفهوم الحقيقي للمدرسة انها فضاء ومساحة للتربية وبناء الشخصية، وتعلّم القيم. فالمدرسة مجتمع صغير يعلّم الطلبة معنى التعاون، والمسؤولية، والانضباط، ويمنحهم مهارات حياتية تلازمهم في المستقبل. • ودور المعلم الحقيقي لا يقتصر على ساعات يقضيها في شرح المادة الدراسية او التلقين.. والاختبارات والدرجات والأنشطة المختلفة، وانما دور المعلم ان يجعل للطالب ذاكرة مميزة بقيم ومعان، وحوارات بناءة تسهم في بناء شخصيته وتجعله فردا في مدرسة وأسرة ومجتمع فاعلا وايجابيا. • كم من مواقف دراسية شكلت رؤيتنا، وساهمت في بناء شخصيتنا، والقدرة على اتخاذ القرارات، مواقف لا ازال نذكرها.. وكم كنا محظوظين بمعلمات وإداريات رائعات.. في تعامل ديمقراطي منفتح وإيجابي جعلنا نعشق الاستيقاظ والذهاب المدرسة. • في المقابل لا يخلو العام الدراسي من سلوكيات وتصرفات خاطئة ؛ وكما يحلو تسميتها في وقتنا الحاضر» تنمر» كانت تنتهي وتجد من يوقفها عند حدها بأسلوب تربوي راق، وبأسلوب يعزز ثقة الطالب المتنمر عليه ويؤدب الطالب المتنمر ! • في المقابل هذا النجاح المتوقع للعام الدراسي لا يتحقق بجهد الطالب وحده، بل هو ثمرة شراكة متكاملة بين الاسرة، والمعلم، والطالب، فالأسرة تدعم وتوجه، والمعلم يزرع العلم والمعرفة ويكتشف الشخصية ويقومها، والطالب يسعى ويجتهد ويتميز. وحين تتكامل هذه الأدوار، تتحقق المعادلة التي تصنع جيلًا واثقًا، واعيًا، قادرًا على الإبداع والنجاح بثقة والايمان بقدراته وشخصيته أينما كان. • لا شك أن العودة للمدارس قد تكون مصحوبة ببعض التحديات؛ من تنظيم الوقت، إلى الالتزام بالمذاكرة، والتكيّف مع الأجواء الدراسية بعد العطلة. لكن هذه التحديات بحد ذاتها فرصة لتعليم الطلاب مهارات الإدارة الذاتية، وتعزيز قوة الإرادة، وغرس مفهوم “لكل مجتهد نصيب”. • آخر جرة قلم: العودة إلى المدارس هي بداية فصل جديد في كتاب الحياة، ونمو الشخصية، واكتشاف من حولنا، واكتشاف ما تحمله الكتب والمقررات، وما تخطه الأقلام في الكراسات؛ دفاتر يخطّ فيه كل طالب قصته الخاصة، ويدون أحلامه وأمنياته التي ستكون بإذن الله واقعا متحققا. لنفتح جميعًا هذه الصفحات بقلوب متفائلة، وعقول متطلعة، وإرادة صلبة، كم من احلام كانت مجرد خاطر وفكرة وحلم تم تدوينه يوما ما في دفتر الذكريات، وعلى هامش صفحات الكتاب.. وتحقق واقعا جميلا.. لنجعل من عامنا الدراسي موسمًا من النجاح والتفوق.. وعام دراسي متميز وتحية للأساتذة والإداريين.. وللطلبة الأعزاء في المدارس والجامعات..وكل عام دراسي وأنتم بخير..

390

| 28 أغسطس 2025

يدبر الأمر لحياة أجمل

• الحياة في دورتها بين ليل ونهار، وفصولها ومناخاتها وتقلباتها، لا تُسلم الإنسان دائمًا ما يتمناه لمجرد أنه أراده وتعلّق به، أو لأن ذلك الشيء احتل روحه وسكن تفكيره وطرق أحلامه كل ليلة. فالحياة قد تكون كريمة في لحظات، حدّ الإغداق، وقد تصبح بخيلة شحيحة العطاء في أوقات أخرى، فقط لتعلمنا درس معنى الصبر، ومذاق الانتظار، وطعم الحرمان، وكيف أن الأشياء لا تأتي دومًا كاملة كما نرجو. • من السهل أن نسطر قائمة طويلة من الأهداف والرغبات والأحلام التي نريد تحقيقها حالا ومستقبلا، ما بين ما يبدو قريب المنال وكأنه صار لنا، وما بين ما هو بعيد تحجبه اشتراطات وصعوبات وعقبات، وقد لا يعود الأمر لا باستحقاق ولا بوضوح تعبير بقدر ما هو برتوكول حياة. • يمر العام بأيامه وشهوره وساعاته سريعًا، وكأنه بالأمس بدأ، يحمل معه وجوهًا حضرت ووجوهًا غابت، ومشاهد تسكن الذاكرة وأخرى نُصرّ على نفيها من سجل الذكريات. • لم نعد نتأمل الوجوه لأجل ملامحها، بل لأجل ما ينعكس عليها من روح صافية أو جميلة؛ فالروح وحدها تمنح الملامح جمالاً لا تبلغه مشرط الجراحات ولا تُصاغه أدوات التجميل. لا نصغي لما يُقال بقدر ما نصغي لما وراء الكلمات من صدق وإحساس ومعنى. • قد يختل معيار الصداقة حين نربطه بالفائدة والمنفعة؛ فسرعان ما تنقضي العلاقة بزوال المصلحة، وتتحول الصلات إلى محطات وصول مؤقتة. أما الصداقة الحقيقية، فهي تلك التي تُريح الروح وتُبهج العقل وتطمئن القلب، حتى إن ابتعد أصحابها أو طال الغياب عنهم؛ يكفي أن نُردد أسماءهم أو نقرأ رسالة منهم لنستشعر حضورهم العميق. • القلوب البيضاء هي التي تفتقدنا لأجلنا، تسأل وتشتاق بلا سبب سوى الحب. هؤلاء هم من يبقون حقًا، وإن امتلأ المكان بأشباه الأصدقاء وأصحاب الأقنعة، إلا أن أصيل الروح لا يدير ظهره ولا ينسى معروفا. • آخر جرة قلم: كثيرًا ما نشعر بالألم حين تميل الظروف بعكس ما أردنا، حين تنكسر صورة حلم رسمناها بتفاصيل بهية وألوان مشرقة، فترحل عنها شخوص لم يُكتب لهم البقاء فيها. نضع الريشة جانبًا، وتجف الألوان انتظارًا لعودة من يعيد للحلم نبضه. قد تبدو الحياة قاسية، لكنها بقدر ما تؤلم تُهذّب، وبقدر ما تأخذ تُعطي. تحمل لنا بين طيات الغيب خيرًا نجهله، وتدبيرًا ربانيًا أجمل مما ظننا. فلنحسن الظن، ولنتفاءل.. فالقادم بتدبير رب الكون دائماً يأتي بالأجمل لأرواحنا وأفكارنا ومن معنا، القادم بإذن الله، أجمل.

192

| 21 أغسطس 2025

وجع غزة جرح في قلب الأمة

• منذ أكثر من سبعة عقود وغزة تقف وحيدة في مواجهة آلة البطش والعدوان، بينما يكتفي العرب والمسلمون والعالم بمواقف مترددة أو صامتة، وكأن الدم الفلسطيني لا يحرّك ساكنًا. • في زمن تتباهى فيه الأمم بحقوق الإنسان والعدالة، يظلّ الحصار والجوع والقصف جزءًا من يوميات أهل غزة، حتى صار الموت خبرا اعتياديا، والفقد ألمًا لا ينقطع. • لم يكن الخذلان وليد اللحظة؛ فقد بدأ حين تركت فلسطين وحيدة في مواجهة الاحتلال، وتكرّس مع تواطؤ السياسات الدولية التي منحت القاتل الحصانة والقوة والجراءة في ممارسات لا إنسانية، وفرضت على الضحية الحصار. • تراجع التضامن الفعلي والحقيقي لمعنى اللحمة الإنسانية والإسلامية، وتقدمت المصالح السياسية والاقتصادية على نصرة المظلومين، رغم وحدة العقيدة والدم. • أمام أنظار العالم، هذا العالم الذي يعاني ازدواجية معاييره فاضحة؛ تتحرك القوى الكبرى لحماية الشعوب في أماكن أخرى، بينما يترك أهل غزة يواجهون مصيرهم بلا حماية أو عدالة إنسانية. • في غزة، الفقد أصبح حدثا وطقسا يوميا؛ أم تفقد أبناءها في قصف غادر، وطفل يودّع والده الذي لن يعود، وشاب يدفن صديقه ثم يذهب ليبحث عن ماء أو كسرة خبز ويموت!. كل بيت هناك يرسل شهيدا، وكل شارع يشهد على مأساة جديدة، حتى الهواء والزوايا وغصن الزيتون مشبع برائحة الغياب. • ولم يكتف الحصار بحرمان غزة من الدواء والكهرباء، بل حوّل الجوع إلى سلاح يفتك بالأحياء، فالأمهات تنام وهنّ عاجزات عن إطعام أطفالهن، والمرضى يموتون لأن أجسادهم لم تعد تحتمل. الجوع في غزة ليس نقصا في الطعام فحسب، بل كسرٌ لكرامة الإنسان وإذلال لإرادته. • ومنذ الحرب الأخيرة التي مضى عليها سنة وثمانية شهور، وأمام استشهاد صوت الحق والقلم والإعلام، مراسلي القنوات ومراسلي قناة الجزيرة رحم الله من رحلوا وغابوا عن صوت الحق الشهيد أنس الشريف والشهيد محمد قريقع وغيرهم من شهداء رحلوا، أمام رحيلهم يتواصل السؤال المؤلم: ماذا ينتظر الضمير العالمي؟ وما هي لهجة الإنكار والشعارات واللقاءات والمؤتمرات التي لا تعدو كونها من أجل التقاط الصورة. • وجع وألم يقف أمامه الناس عاجزين ومكبلين، لا يملكون إلا التبرعات التي تصل أو لا تصل، ولا يملكون إلا الدعاء أمام معابر مغلقة وعالم ممن لا يرون ولا يسمعون ولا يتكلمون. • آخر جرة قلم: ويبقى السؤال الذي يصرخ في ضمير كل إنسان: إلى متى يظل الوجع ينخر في جسد الأمة العربية والإسلامية؟ إلى متى يظل العالم يغضّ بصره عن الظلم الفادح؟ ومتى تتحول الكلمات إلى أفعال، والشعارات إلى مواقف، والقلوب إلى أياد تمتد لتنقذ ما تبقى من حياة وكرامة في غزة؟ إن غزة ليست مجرد أرض محاصرة، بل اختبار وساحة ومبدأ أخلاقي وإنساني لكل ضمير حي، وخذلانها جرح في وجه الأمة لن يلتئم إلا إذا ادرك واستيقظ الجميع أن نصرة غزة ليست خيارًا سياسيًا، بل واجب ديني وإنساني. فالتاريخ لا ينسى، والله لا يغفل، والحق لا يموت مهما طال الصمت.. وأرواح الأطفال وذاكرتهم العقلية والبصرية لن تنسى ما يمر بهم من خذلان ووجع..

204

| 14 أغسطس 2025

كن رزقا جميلا

• في زحمة الحياة، يظن الكثيرون أن الرزق لا يتعدى حدود المال والوظيفة وما نملكه من ممتلكات، وينسون أن للأرزاق وجوهًا أخرى أعمق وأجمل؛ فالصديق الوفي رزق، والمشاعر الصادقة رزق، والأخلاق الرفيعة رزق، والقلوب التي تدعو لك بظهر الغيب رزق، وأن تكون محبوبا رزق، وأن تجد من يذكرك في غيابك بخير رزق، والابتسامة التي تُزرع في وجهك حين تلقى أحدهم رزق لا يُشترى. • لكن بعض الأرواح أبت إلا أن تُدير وجهها عمّا بين يديها، تلهث أنظارها خلف ما في أيدي الآخرين، وكأن النعمة لا تكتمل في قلوبهم إلا إذا غابت عن غيرهم! • يغفلون عن معنى القناعة، ويهجرون شعور الرضا، ويتناسون أن “الحمد لله” ليست كلمة تُقال فقط، بل حياة تُعاش، لا يلتفتون لما يملكه من نِعم ورزق. • وهناك من وجدوا لذّتهم في تتبع أخبار غيرهم، يرصدون كل حركة، ويتربصون بأي فرصة لنسج حكايات مشبّعة بالبهارات، يروّجونها وكأنها حقائق. أرواح كهذه تُهدر أعمارها في المراقبة، وتغفل عن زراعة الخير والجمال في أرواحها الداخلية.. • ومع ذلك، تظل هناك أرواح نقية تحفظ المعروف، وتشكر المواقف الطيبة، وتتذكر كل موقف بسيط، وتعتز باللحظات الصادقة مهما صغرت. أرواح تعطي بلا حساب، وتحب بلا شروط، وتحمل الوفاء في داخلها ككنز ثمين لا يتبدد بغياب صاحبه أو بُعده. • الحب، بصفائه ودفئه وصدقه، رزق عظيم؛ من وجده فقد امتلك ثروة لا تقدر بثمن، ومن منحه للآخرين بصدق فقد خلّد أثره في قلوبهم. فلنحرص على أن نكون من هؤلاء، وأن نحافظ على طبيعتنا الأصيلة مهما تغيّر العالم من حولنا، لأن الأخلاق والمشاعر النقية هي رأس مال الروح، وهي الرزق الذي لا يفنى. • آخر جرة قلم: نعيش زمنا تتسارع فيه الخطوات، وتتداخل فيه الأصوات، في زمن لنحرص فيه أن نكون مصدر رزق روحي وعاطفي لغيرنا.. ولا نكون عبئا ونشكل هما وغما يسرق راحتهم، فكما المال رزق وكما الأسرة والأولاد والمحبة رزق وكما أمور مادية نراها وندرك إنها رزق، من المهم أن نجعل من تعاملنا وأخلاقنا وحضورنا رزقًا جميلًا في حياة الآخرين بابتسامة، بدعوة صادقة، أو بكلمة طيبة، وبذكر طيب في غيابهم وحضورهم، لنكون مباركين بخير ومحبة أينما حللنا وكنا. لنجعل من أرواحنا رزقًا جميلا يترك أثرا وذكرى جميلا.. ولا يكون ندبا وألما لا يمكن أن ينسى ويمحى..

342

| 07 أغسطس 2025

الاحتشام وخلع الحجاب!

• الحجاب والحياء وجهان متكاملان لهوية المرأة وكرامتها وصورتها الراقية والرزينة، يجتمعان ليشكلا درعا يحميها من أنظار وعقول تراقبها، وحجاب يزينها ويحفظها ويحميها من تناقضات وصور خاطئة بمعنى الحشمة. • فالحجاب ليس مجرد غطاء للرأس، بل رمز للإيمان واعتزاز بالهوية الإسلامية والعربية، ورسالة صامتة تعرف بالهوية واعتزازها في كل مكان وكل الظروف، وتؤكد أن القيم يمكن أن تبقى حيّة رغم تغير الأزمنة والضغوط والظروف. • وأجمل ما يزيّن المرأة الحياء، تلك القوة الداخلية الثابتة التي تمنع الانسياق وراء التصرفات الخاطئة تحت شعارات الحرية المضللة، وتجعلها تختار الصواب بوعي ومسؤولية، وتمنع الانسياق خلف سراب النسويات والأفكار المضللة والخاطئة! • ومع الحجاب والحياء وترسيخ مبادئ الدين وقيم وأعراف المجتمع، وتعزيزه بالاحتشام وخفض الصوت والجانب في كل مكان، ليشمل السلوك والكلمة والنظرة وحركتها وطريقة مشيها، فيحفظ للمرأة مكانتها ويرسخ قيم وعادات وأعراف المجتمع. • فالمرأة التي تجمع بين الإيمان والحياء تعلن أن الحرية الحقيقية ليست في كسر الحدود والقيود المزعومة والمغلوطة، بل في ضبطها بالقيم التي تصون الروح وتحفظ الكرامة وتأكيد ان تعاليم الدين الإسلامي جاءت لتحفظ المرأة من القيود والعبودية وجاءت لتحفظ كرامتها ومكانتها. • في المجتمعات العربية، أصبح الحجاب مع الحياء عنوانا للفخر بالانتماء ودليلا على أن الأصالة يمكن أن تتعايش مع الحداثة والتطور وأعلى درجات التعلم، والأدوار واثبات الوجود بما لا يتعارض ودورها الحقيقي في تربية وتنشئة الاسرة وبناء الاجيال، ودون تنازل عن المبادئ. • ومع ذلك، قد تهتز وتضيع جمالية وقيمة هذه الصورة حين يتسلل التناقض إلى الأفعال. فخلع الحجاب في السفر، ولو بحجة الحرية أو مسايرة العادات، أو زعم ان لا يتعرف الاخر على هويتها الإسلامية منعا في مضايقتها كما تزعم ضعاف النفوس…! هنا في هذا التناقض لا يبقى مجرد اختيار شخصي، بل يصبح رسالة غير مباشرة للأبناء والمجتمع في تناقض وصورة مشوهة! • حين ترى الفتاة أو الابن أمَّه أو اخته تتنقل بين الاحتشام في الوطن وتركه وخلعه في الخارج، يتشوش في أذهانهم معنى الثبات على القيم، وتضعف المنظومة الأخلاقية التي بُنيت بالتربية والقدوة. • الأم قد لا تدرك أن موقفا واحدا أمام أبنائها قد يهدم سنوات من التعليم والتوجيه، لأن الطفل يتعلم مما يرى أكثر مما يسمع. • إن الحجاب والحياء ليسا مجرد واجب ديني، بل مسؤولية تربوية ورسالة عبر الأجيال ورسالة أصيلة للمبادئ والأخلاق، تمسك المرأة بهما في كل مكان، سواء في وطنها أو خارجه، يرسخ الثبات على القيم ويغرس في الأبناء معنى الالتزام الحقيقي الذي لا يتغير بتغير المكان أو الظروف. • فالأم التي تحافظ على حجابها وتظهر حياءها تُعلم أبناءها درسا عمليا بأن الدين ليس مظهرا اجتماعيا بل منهج حياة، وأن القيم لا تُجزّأ ولا تُلبس وتُخلع بحسب الزمان والمكان. • المرأة المحتشمة بحجابها وحيائها تعكس صورة الهوية الإسلامية والعربية والخليجية لمجتمعها في أبهى صوره وحضورها؛ صورة الأصالة التي تواكب الحداثة دون أن تتخلى عن الجذور. إنها تُثبت أن أجمل حرية هي التي تضبطها القيم، وأعظم قوة هي التي يزينها الخلق. • آخر جرة قلم: الحجاب والحياء معا ليسا قيدا بل تحررا من ضغط المظاهر وإرضاء الناس، ورفعة للنفس بحب الله والاعتزاز بالدين. وعندما تفهم المرأة هذه الحقيقة، تدرك أن تمسكها بحجابها وحيائها ليس فقط حفاظا على ذاتها، بل حماية لجيل كامل يراقبها ويستلهم منها معنى الثبات على الطريق المستقيم ومعنى الاعتزاز بالهوية الإسلامية والعربية والخليجية معنى حقيقيا لا يتناقض بتناقضات تهز وتشوش فكر الجيل الحالي والمعنى الحقيقي والثابت للحياء والحجاب، ولا يتشوه بصور مخالفة تسعى لتقليد الاخر وتبعيته التي لا تكون نتيجتها إلا ضعف الشخصية وسهولة قيادتها، وضعف الحضور في سهولة التخلي عن المبادئ والقيم وتعاليم الدين الإسلامي والاعتزاز الحقيقي بالهوية الوطنية.

633

| 31 يوليو 2025

المبادئ وقوة الدول

• في عالم تتسارع فيه التغيرات وتتشابك المؤثرات، تظل الأخلاق والمبادئ وتعاليم الدين والأعراف الأصيلة الركائز الثابتة التي تحفظ للإنسان كرامته وتمنحه التوازن في ذاته وروحه وتعاملاته. فالأخلاق ليست سلوكا عابرا أو تصرفا مؤقتا، بل هي جوهر الشخصية وروح التعامل في المجتمع، وهي المعيار الحقيقي الذي يقاس به رقي الأمم وتقدمها وتحضرها واحترامها للآخرين. • حين يتحلى الإنسان بحسن الخلق، ينعكس ذلك في أقواله وأفعاله، في لباسه ونظراته، وفي لغة جسده وفي احترامه للآخرين، وفي التزامه بما يمليه عليه ضميره ووجدانه. • جاء الدين الإسلامي ليتمم مكارم الأخلاق، فجعل حسن الخلق عبادة، وربط بين الإيمان وكمال السلوك، وبين التقوى والرحمة والحياء. وقد أكد سيد الخلق والبشرية الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في الحديث قال ﷺ: “إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، ليدرك الإنسان أن جوهر وأساس الدين ليس في المظاهر فقط، بل في النية والسلوك والاستقامة. • دعت تعاليم الدين إلى ما يهذب اللسان ويجعله لسانا طيبا عاكسا ومرآة لجمال الروح، كما أن جمال الدين يتجلى إلى اللباس المحتشم والستر والحياء، وإلى القول الطيب، والتعامل بالعدل والإحسان والرفق والصدق. • ويأتي مع جوهر الدين..القيم العليا والمبادئ، فهي البوصلة التي توجه الإنسان في سعيه ودروب يكون فيها، وتحميه من الانحراف والانزلاق وراء الأهواء والتقلبات. التمسك بالمبادئ تجعل الإنسان كريما، ومهابا وبحضور قوي وصادق، لا يُغريه بريق المصالح ولا يخيفه توجهات الناس. • تكسب المبادئ الإنسان ثقة بنفسه، وثباتا في القول والفعل في المواقف، وعزة وقوة في قراراته، لأنه يملك ما لا يمكن شراؤه ولا يمكن التأثير يملك الضمير الحي. • وفي عالم متقارب التأثير والتواصل، وفي ظل الانفتاح الإعلامي وتعدد الثقافات، قد تضعف بعض القيم وتغيب ! أو قد تستبدل بمفاهيم مشوشة وهشة، ولهذا كان التمسك بالعادات والتقاليد والأعراف الأصيلة التي لا تتعارض مع الشريعة ضرورة ملحّة وذات أهمية قصوى. فالأعراف تمثل امتدادًا لهوية المجتمع وذاكرته وتاريخه الأصيل، وتحمل في طياتها حكمة الأجداد والأباء الأولين، وتجاربهم وحياتهم وتقاربهم وعلاقاتهم في صون وحفظ العلاقات وتنظيم الحياة. في حشمة اللباس، والحرص على الستر نلمس أثر العرف والدين معًا، حين يُقدّم الحياء على المبالغة، والوقار على لفت الأنظار. • وفي التعامل، نجد قيم الاحترام والتقدير والكرم والجود، وهي صفات وأخلاق متأصلة ويحرص الآباء على تعليمها وتأصيلها في أرواح وفكر أبنائهم.. ليقينهم أن الأبناء انعكاس راق وصورة حية ونابضة عنهم واخلاقهم. • نجد اليوم أن وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج المفتوحة والتي جعلت الناس تدخل البيوت دون استئذان ودون احترام لأوقات وظروف عبر الهواتف المحمولة والذكية، التي أصبحت في أيدي الأطفال والمراهقين دون رقابة أو توجيه، ودون قدرة على التحكم والمنع، وكان لها للأسف الدور الكبير والواضح في تآكل كثير من هذه القيم وغيابها ونسيانها وكأنها تاريخ مضى!! وأثرت سلبًا على أخلاق الأجيال الحالية وفي لغتهم ونظرتهم للأمور، كما أضعفت لغة الحوار الحقيقي داخل البيوت. • الطفل الذي يقضي ساعات طويلة أمام الشاشة المفتوحة النوافذ تجده يتلقى محتوى بلا حدود، يفقد إحساسه بالمكان وأهمية مشاركة الأسرة الحوار والتواصل والإحساس المشترك، تجده يبحث عن القدوة والنموذج مما يراه ويسمعه، ويفتقد لمعنى الكلمة الطيبة والمجاملة وتطيب الخاطر، ومعنى الاحترام بالمنافسة والصخب. • أصبح واجبا على الأسرة أن تعيد ضبط اللقاء الأسري و التربوي، وتستعيد للأسرة مكانتها كمصدر أول للقيم والتوجيه والمبادئ. • التمسك بالأخلاق لا يعني العزلة والانغلاق، ولا يعارض التطور والانفتاح، بل هو الأساس الذي يُبنى عليه كل تقدم حقيقي. فما قيمة المظهر دون جوهر؟ وما قيمة النجاح إذا كان على حساب القيم؟ إن جمال الإنسان لا يُقاس بما يرتديه، بل بما يحمل في قلبه من مشاعر وصدق تعامل لطف لغة وحوار، وفي سلوكه من احترام. • المجتمعات والدول الناجحة والقوية التي لا تتنازل عن مبادئها، وتظل وفيّة لهويتها وقيمها ولا تنساق خلف تبعية وتقليد للآخر، تبقى هي المجتمعات القادرة على أن تواكب الحداثة والتطور دون أن تفقد حضورها، وأن تنفتح على العالم دون أن تتخلى عن روحها. • وحين يلتزم الفرد ويتمسك بدينه وأخلاقه وأعرافه، يكون قدوة في بيته، وأمانا في مجتمعه، وسفيرا لقيمه بين الناس. وهذا الالتزام لا يُفرض، بل يُغرس بالتربية، ويُعزز بالقدوة، ويُصان بالحوار والوعي. فالأخلاق تُصقل وتبنى وترعى وتزرع في البيوت، وتجد الميدان الحقيقي لها خارج محيط الاسرة في المدرسة والجامعة والعمل والمؤسسات وفي الشارع ومناحي الحياة وطرقها، وتكون مسؤولية يتشارك فيها الجميع. • آخر جرة قلم: إننا في حاجة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى أن نعيد الاعتبار للقيم، ونُعلي من شأن الأخلاق، ونستحضر دائمًا أن جوهر الإنسان ليس في مظهره، بل في صدقه، واستقامته، ونُبله ومنظومة قيمة وأخلاقه ؛ فبقدر ما نتمسك بثوابتنا ومبادئنا، بقدر ما نصون كرامتنا ونحمي أجيالنا من الضياع والهشاشة والضياع دون ثوابت دين، ودون هوية تقوية، ودون مبادئ يستند عليها في زحمة المتغيرات. وتلك هي أعظم غاية وأسمى رسالة وأقوى ما تبنى عليه استراتيجية الدول لتقدمها.. تمسك الدول بهويتها الإسلامية والوطنية قوة تكسبها احترام العالم وإن اختلفوا معها..وهو ما أكسب دولة قطر قوة وحضورا دوليا في تمسكها بهويتها الإسلامية والعربية في استضافتها لكأس العالم 2022 الذي أصبح نموذجا يحتذى به..

213

| 24 يوليو 2025

دور الأجهزة العليا للرقابة في مكافحة الفساد المالي: رؤية حديثة

تشكل مكافحة الفساد المالي أولوية محورية في أي دولة تسعى لتحقيق التنمية المستدامة وترسيخ مبادئ الشفافية وحوكمة المال العام. وفي هذا الإطار، تبرز الأجهزة العليا للرقابة، وفي مقدمتها ديوان المحاسبة، كأداة رئيسية تدعم جهود الدولة في حفظ المال العام وتعزيز الكفاءة والنزاهة في الإنفاق الحكومي. إن المقاربة الحديثة لمكافحة الفساد المالي لم تعد تقتصر على الرقابة السابقة واللاحقة والكشف عن المخالفات قبل وقوعها وبعد وقوعها، بل باتت تعتمد نهجاً استباقياً يهدف إلى الوقاية من مظاهر الفساد عبر تحليل المخاطر وتحسين بيئة العمل المؤسسي. وفي هذا السياق، يضطلع ديوان المحاسبة بعدد من الأدوار الأساسية من خلال اختصاصه ودوره المهم في حفظ المال العام ومن أهمها: 1. استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي: من خلال تحليل البيانات واستخدام الأدوات الحديثة مثل أدوات الذكاء الاصطناعي في برمجيات التدقيق، يمكن الديوان في رصد نقاط الضعف والخلل في النظم المالية والإدارية، مما يمكّن من اتخاذ إجراءات مبكرة تحدّ من فرص حدوث الفساد. 2. تعزيز الحوكمة: يركّز الديوان على تقييم بيئة الحوكمة في الجهات الخاضعة للرقابة، ويراجع مدى فاعلية نظم الرقابة الداخلية، وشفافية آليات اتخاذ القرار، بما يخلق بيئة عمل قائمة على النزاهة والمسؤولية. 3. التكامل المؤسسي: يعتمد ديوان المحاسبة على التعاون والتكامل مع الهيئات الوطنية المعنية بمكافحة الفساد، بما في ذلك أجهزة الرقابة الداخلية، بهدف تبادل المعلومات وتوحيد الجهود الهادفة إلى كشف حالات الفساد ومعالجتها. 4. بناء وتعزيز ثقافة النزاهة: إلى جانب الدور الرقابي، يسهم ديوان المحاسبة في ترسيخ ثقافة النزاهة داخل الجهات الحكومية، عبر نشر الوعي حول أهمية حماية المال العام والالتزام بأعلى معايير الشفافية والمساءلة. 5. تطوير الكفاءات: إدراكاً لأهمية العنصر البشري في مكافحة الفساد، يستثمر ديوان المحاسبة في تأهيل كوادره وتزويدهم بأحدث المعارف والمهارات، إلى جانب تحديث أدوات العمل الرقابي بما يواكب أفضل الممارسات الدولية. ويأتي دور ديوان المحاسبة في حرصه على توعية المجتمع بدوره الرقابي وبأهمية المحافظة على المال العام، وذلك في سبيل تحقيق الهدف الثالث من الخطة الاستراتيجية لديوان المحاسبة 2024-2028 والمتمثلة بالتعاون والتواصل، بهدف تعزيز المسؤولية الاجتماعية حول أهمية الحفاظ على المال العام،، إذ تأتي جهود ديوان المحاسبة في مكافحة الفساد المالي وتعزيز الشفافية في إطار دعم تحقيق الاستراتيجية الوطنية الثالثة (2025 - 2030)، التي تركز في محاورها على بناء مؤسسات قوية وفعالة تتسم بالشفافية والمساءلة، إلى جانب تحقيق كفاءة الإنفاق الحكومي وتنمية الاقتصاد الوطني. فترسيخ الحوكمة الرشيدة والنزاهة المؤسسية يعدّ من الركائز الأساسية في هذه الاستراتيجية، ويُسهم مباشرة في تعزيز ثقة المجتمع في مؤسسات الدولة، وتهيئة بيئة اقتصادية وإدارية محفزة للتنمية المستدامة. وتُسهم هذه الجهود أيضاً في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، التي وضعت في صلب أولوياتها بناء اقتصاد متنوع ومستدام، قائم على مبادئ الشفافية والعدالة والحوكمة الرشيدة. فالحد من الفساد المالي وتحقيق كفاءة الإنفاق يدعم التنمية الاقتصادية من خلال الاستخدام الأمثل للموارد، ويعزز التنمية الاجتماعية بضمان عدالة توزيع الثروات، ويرسّخ التنمية البشرية بتهيئة بيئة مؤسسية ترتكز على الكفاءة والمساءلة. كما تسهم الشفافية في دعم بيئة استثمارية موثوقة تعزز تنافسية الدولة على الصعيدين الإقليمي والدولي. من خلال هذه الأدوار المتكاملة، يؤكد ديوان المحاسبة التزامه الراسخ بدعم جهود الدولة في مكافحة الفساد المالي، وحماية المال العام، وترسيخ أسس الحكم الرشيد، بما يعزز من ثقة المجتمع في مؤسسات الدولة ويخدم الأهداف الوطنية للتنمية الشاملة.

384

| 21 يوليو 2025

فن الاستمتاع في صيف قطر

• حين يحلّ فصل الصيف في قطر، ترتفع الحرارة وتتسلل أشعة الشمس بقوة إلى تفاصيل الحياة اليومية، لترمي بأشعتها على كل شيء منذ شروق الشمس إلى مغيبها، فصل صيف وحرارة شمس يحمل معه حرارة تفرض على الناس إيقاعًا مختلفًا ومزاجا مختلفا وترتيب يومهم وفقها، يُجبرهم على التريث، التخفف، وإعادة ترتيب الأولويات. • ومع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، يعتقد البعض أن الاستمتاع بإجازة صيفية حقيقية في مثل هذا الطقس أمر مستحيل. ولكن، الحقيقة أن قطر — بعراقتها، وتطورها، واحتضانها للثقافة والراحة معًا — تُخفي بين زواياها سبلًا متجددة لجعل الصيف فصلًا للسكينة والتجديد والاستمتاع لا للملل والانزعاج والبيات الصيفي!. • الصيف لا يعني بالضرورة تخطيط وترتيب ميزانية واختيار وجهة للسفر خارج البلاد، بل قد يكون فرصة لاكتشاف جمال السياحة في قطر، عندما تقرر الأسرة النظر للدولة برؤية مختلفة. • نتمتع في قطر بالمراكز التجارية الكبرى والحديثة، مثل بلاس ڤاندوم، دوحة فستيفال سيتي، ڤيلاحيو، وقطر مول، ومشيرب قلب الدوحة، لم تعد مجرّد أماكن للتسوق والتمتع بمذاق القهوة وقائمة المطاعم والطعام فيها، بل تحوّلت إلى مراكز ومساحات كبرى ممتعة ومكيفة تستوعب كل أفراد الأسرة بأنشطة متنوعة، من الترفيه إلى الثقافة. مساحات خصصت للأطفال في مدن ومراكز الألعاب، وتستمتع الأسرة والسائح بالتسوق والجلوس على المقاهي العالمية المطلة على النافورة والإطلالات المميزة، معها تتلاشى فكرة الحرّ وتبدأ روح الاستمتاع بالإجازة. • نتمتع في قطر بأجمل الشواطئ البحرية، وأجمل المنتجعات الحديثة والمتطورة، على شواطئ قطر تتحول بعض الشواطئ والمنتجعات إلى مساحات شاعرية تبث الطمأنينة في النفس والسكينة والشاعرية بصوت البحر وضوء القمر وصفاء السماء وتسلل أشعة الشمس التي تصل لترسم بحراراتها ذكرى لا تنسى. شاطئ سيلين، اللؤلؤة، أو منتجع سلوى وغيرها من شواطئ قريبة من الدوحة، تقدّم تجارب ممتعة تحت سماء مفتوحة أو مظلات أنيقة، حيث يُمكن أن تمضي الأسرة يوما كاملا بين الاسترخاء والأنشطة المائية، دون أن تشعر بثقل الصيف وحرارة الشمس، ومن جميل ونعم الشواطئ قربها وسهولة الوصول إليها وتوفر كل الإمكانيات والمستلزمات للأمن والسلامة والاستمتاع المدروس. • وهناك من يقرر أن يقضي إجازته في البيت وحدود أسوار العائلة والزيارات العائلية المسائية. ما يجعل الصيف موسما للهدوء العائلي. العودة إلى الهوايات المختلفة من رسم وقراءة الكتب المؤجلة، وكتابة ما تم تأجيله، والاستمتاع بالطهي واعداد الأطباق المحلية والعالمية في جو عائلي يجد الأطفال المتعة بمشاركة الوالدين الطبخ وإعداد الحلوى وترتيب السفرة. أحيانًا..تكون أجمل الإجازات هي تلك التي لا تتطلب أكثر من بساطة اللحظة ودفء الصحبة وجمال الأحاديث والذكريات وتخليدها بعدسة الهواتف الذكية والكاميرات. • وجميل هذه الأجواء ما تحرص عليه الأمهات من إعداد أنشطة صيفية لأطفالهم وأطفال العائلة في جو آمن للأطفال الصغار بوجودهم في البيت من رسم،وطبخ المعجنات والحلويات والبيتزا وتنظيف البيت.. والتي تجمع بين المتعة والإنتاج والحركة تحت أنظار الأسرة. • ومن الأنشطة الثقافية والتعليمية المميزة التي تملأ رزنامة الصيف في قطر. مكتبة قطر الوطنية، متاحف مشيرب، ومؤسسة قطر، جميعها تقدم برامج وورشاً تثري العقول وتحفظ للأطفال وللكبار أوقاتهم في بيئة تجمع المتعة بالتعلم. وهكذا، يصبح الصيف فرصة لتغذية العقل كما الجسد، والروح كما الذاكرة. •وعندما تساعد التكنولوجيا في الاستمتاع بفصول العام صيفا وشتاء.. نستطيع أن نجعل الصحراء مساحة ممتعة وباردة وهادئة في هذا الوقت من السنة، تجتمع الصحبة في جلسة صيفية على رمال الصحراء بسوالف وحكاية ليلية لا تُنسى. جلسة في خيمة بين الكثبان، مع أصدقاء أو أحباء، وصوت الإذاعة يتسلسل الهدوء ويخترق الأحاديث، وهو ما يجعل من ليل الصحراء مساحة للهدوء والتأمل من ضجيج المدينة. • آخر جرة قلم: الاستمتاع لا يقتصر على مساحة ومكان، ولا يحدد في فصل ومناخ، فن الاستمتاع قدرة وثقافة تجعل الإنسان روحا نابضة بالحياة، وفن الاستمتاع بالصيف لا يكمن في ركوب الطائرة وفي الهروب من الحر، بل في تعلّم الاستمتاع تحت شمسه، بتوقيت وتخطيط يناسبنا وبأسلوب ينعش أرواحنا. وفي شبة جزيرة قطر، تعلمنا الأيام أن الفصول ليست طقسا ومناخا فقط، بل تجربة وحياة وفن الابداع، وما أجمل أن نُبدع في رسم تفاصيلها بأنامل الرضا والاستمتاع والاستشعار بنعمة الوطن من بحر وشواطئ ووصلا إلى كثبان صحراء واستمتاع بين أسوار البيت وعائلة، وكل جزء من أماكن ومساحات رائعة ننعم بها في وطننا الغالي قطر.

879

| 17 يوليو 2025

alsharq
كبار في قفص الاتهام.. كلمة قطر أربكت المعادلات

في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...

5475

| 25 سبتمبر 2025

alsharq
بائع متجول

يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...

5394

| 26 سبتمبر 2025

alsharq
في وداع لطيفة

هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...

4425

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الكلمات قد تخدع.. لكن الجسد يفضح

في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...

2859

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الفن ضد الدمار

تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة،...

1596

| 26 سبتمبر 2025

alsharq
ماذا يعني سقوط الفاشر السودانية بيد قوات الدعم السريع؟

بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...

1302

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
فلسطين والكيان والأمم المتحدة

أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...

1185

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
حين يُستَبدل ميزان الحق بمقام الأشخاص

‏من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...

1053

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
قطر في الأمم المتحدة.. السيادة والإنسانية

يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال...

1050

| 24 سبتمبر 2025

alsharq
الأمير يكشف للعالم حقيقة الكيان الإسرائيلي

صاحب السمو أمام الأمم المتحدةخطـــــاب الثبـــــات علــى الحــــــق.....

945

| 24 سبتمبر 2025

alsharq
حضور فاعل للدبلوماسية القطرية

تعكس الأجندة الحافلة بالنشاط المكثف لوفد دولة قطر...

831

| 25 سبتمبر 2025

alsharq
خطاب صريح أقوى من السلاح

• كلنا، مواطنين ومقيمين، والعالم يدرك مكانة قطر...

825

| 25 سبتمبر 2025

أخبار محلية