رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الشام تزهر من جديد

دخلت يوما في مرحلة دراستي الماجستير ؛ مكتب الاستاذ الدكتور منذر قحف استاذ الاقتصاد والتمويل الاسلامي في كلية الدراسات الاسلامية في جامعة حمد بن خليفة، وكان مندمجا جدا وسارحا في لحن وكلمات النشيد القومي..ولم يشعر بطرق الباب ولا الدخول عليه.. كان يستمع بحماس لأغنية «الوطن الأكبر» أغنية قومية عربية وطني حبيبي الوطن الأكبر….انتبه لوجودي وسألته هل من خبر سياسي ؟ قال لا ولكني احب أن أعيش لحظات وذكريات تلك الفترة التي كان فيها للعربي الكرامة والعزة والرفعة والمكانة..استطرد وهو سارح وبنبرة حزينة.. شوقه لدمشق.. الشام وكل جزء وزاوية وذكرى لا يمكن أن تمحى من ذاكرته.. خرج منها رغما عنه.. لما كانوا يتعرضون له من صنوف التعذيب.. والألم والتهجير والغربة عن وطنهم سوريا..وتمر السنوات بعدها لتقوم الثورة في سوريا في منتصف مارس سنة 2011 والتي انطلقت بتظاهرات شعبية مطالبة بالحرية تصدى لها النظام السوري..لتستمر سنوات يهاجر فيها الشعب بين دول خليجية وعربية وهجرات لأوروبا وأمريكا.. تهاجر عقول وعلماء وشعب تحطمت آماله وأحلامه، وذبلت معه جمال الطفولة..ومتعة شعب يعشق الحرية والجمال في زوايا دمشق وحلب وحمص ومدن ومحافظات سوريا..مدن سوريا تضم أراضيها صحابة وتابعين..وعلماء..سوريا ارض تنبض زواياها بتاريخ وحضارة..وعلم وعلماء وأدب..تتميز الدراما السورية بمسلسلاتها التاريخية التي تنقل تاريخا يُدرس في الإخراج والرواية والتمثيل، والمسلسلات الشعبية التي تحكي وتروي قصص الحارة السورية، وموروثهم، والمدن بما تتميز به من مبان وتصاميم وزوايا ونافورات المياه، والحدائق والنباتات في وسط المنزل.. وينجذب العامة للمسلسلات المدبلجة باللهجة السورية.. تتميز المنازل والبيوت والقصور السورية في اجتماع النساء، وشرب القهوة..والاستمتاع بمذاق الكنافة والحلويات السورية التي لا يخلو بيت سوري منها.الشعب السوري شعب مكافح ومناضل ؛ لا يكل ولا يمل ولا يعشق الكسل.. من يملك الشهادات العلمية والمهنية يجد الابواب مشرعة له ليعمل، ومن يتقن حرفة.. يفتح مطعما.. ومحل حلويات.. او صناعات يدوية. الشعب السوري يعشق الحياة، ويتقن فن الاستمتاع في حرب وفي سلام..وتمر السنوات بين تشرد وغياب شعب.. وتعذيب وقتل شعب.. وهجرات لدول العالم …وبين لاجئين وعيش في خيام.. في ظروف وقسوة مناخ.. وفقد أحبة في سجون وخلف قضبان..ليستيقظ العالم على يوم 8/ديسمبر 2024 تعلن فيه المعارضة السورية عبر التلفزيون الرسمي تحرير دمشق وإسقاط نظام الأسد..تاريخ الدول تدونه أنامل دماء تضحيات الشعب ووجعه، تاريخ الشعوب في حرب وسلام لا يمكن تزويره وتمزيقه في غياب اسماء وفقد التواصل معهم.. واعتبارهم ممن غيبهم الموت بتعذيب وسجن وإقصاء.. نسأل الله أن يفرج عن المعتقلين في السجون تحت الارض.. ومن هم خلف مداخل أفران وتحت ارض جامعات ومستشفيات.. ليكون الهدف تدمير كل السجون ولا يكون مكان لها..الشعب السوري أطفال ونساء ورجال وشيوخ.. بحاجة إلى إعادة تأهيل روحي ونفسي.. لتكون سوريا معهم مؤهلة وواجهة للسائحين..نسأل الله لهم السلامة وعودة المواطنين واللاجئين والمغتربين لوطنهم ومنازلهم..ورحم الله من رحل منهم.. والسلامة لمن هم معتقلون في السجون.. آخر جرة قلم: الدول تبقى شامخة وقوية بوحدة شعوبهم وتضحياتهم..تبقى سوريا حرة وأبية.. صامدة وباقية بإرادة والتفاف شعبها وعودتهم لتعميرها،، ودحض الادعاءات الغربية والعالمية بأنهم سيكونون أسوأ مما كانوا عليه، الشعب السوري مطالب بحماية حدوده وتاريخه وتراثه، وحماية أراضيه من عدو متربص ينتظر فرصة للتمدد وتحقيق خططه التوسعية..والدول العربية والإسلامية مطالبة بمد العون ومساعدة سوريا لتعود وتزهر من جديد..

1110

| 12 ديسمبر 2024

عباية الجّدة الأصيلة

تمر السنوات سريعا، ويظهر لنا صور وفيديوهات ذكريات الماضي Flashbacks في ذاكرة الهاتف المحمول.. نبتسم لتلك اللحظات ونعيد إرسال بعضها.. ونقف عند بعضها متأملين بشريط يعيد الصورة والضجيج والموقف، ونقف عند بعضها بتساؤلات كثيرة.. وعند بعضها بشوق كبير ووجع. تعيد كل تلك الصور المشاعر لتلك اللحظة سنوات قريبة أو بعيدة… نعيش اللحظة كما كانت وقتها. خلال رحلة الأيام والسنوات تتغير الموضة وطريقة اللبس، وتتغير اللهجات، وتتغير الأصول! وأصعبها تغيير المبادئ والقيم والتي أصبحت ذكريات وتاريخاً، ويرى البعض أنها لا تتوافق وتصلح وتتصالح مع ناس هذا الزمن!!! أشياء كثيرة ومواقف قد تتغير أو تتبدل أو تؤجل ولكنها لا تصيب وتمس الأساس القوي لها، فالحشمة والحجاب؛ مثلا.. لا نقاش ولا جدال ولا تفلسف ولا موضة ولا قوانين تمنع وتغير ما فرضه الله سبحانه وتعالى على نساء المؤمنين.. التبرج والعطور المبالغ فيها، والاختلاط الغير مبرر له، وغياب الحياء، ولبس الملابس الكاشفة والفاضحة.. من منطلق الحرية واحترام الآخر وتقبله.. ومن منطلق تقليد أعمى وتبعية عمياء، كل ذلك ليقبل الآخر بك ويجعل لك مقعدا بين الضيوف والحضور، وليرضى عنك، من منطلق وهمي وشيطاني أنهم لن يتعرفوا عليك كونك مسلما ولن تتعرض للتنمر والأذى!! وينسون أن التمسك بالحجاب والحشمة والاعتزاز بالهوية الإسلامية والوطنية في كل زمان ومكان دليل ثقة وقوة ويقين بأنك على حق بتلك الصورة وقيمها التي تظهر للعالم حوّلك. ورفضا لقوانينهم التي تمنع الحجاب والنقاب !! وينددون ويستنكرون الدول الغربية متى الدولة منعت التعري ورفع الشعارات في دولتنا كما كان في كأس العالم 2022! * الحجاب وغطاء الرأس معروف دينيا في الديانات السابقة، وجاء الإسلام بحجاب للمرأة بغطاء النحر ليخالف ما كانوا عليه في الجاهلية، وما كانوا عليه في الديانات السابقة اليهودية والمسيحية. تنسى بعض العقول التي تبحث في التاريخ والدين ما يتوافق وفكرها… تتناسى أن المرأة اليهودية ترتدي الحجاب وغطاء الرأس الذي للأسف قلدتهم نساء المسلمات بارتداء «التوربان» أو الغطاء الذي يظهر الرقبة والنحر، والمسيحية يرتدون الحجاب وغطاء الرأس وهو ما يظهرونه في صورهم للسيدة مريم، وللنساء الراهبات في الكنيسة.. الاعتزاز بالهوية الإسلامية والتي هي متوافقة مع الهوية والوطنية والدعوة لها في الاحتفالات الوطنية، وما كان بارزا في كأس العالم 2022، وهو ما حرصت عليه النساء والفتيات من مختلف دول العالم لاقتنائه من ملابس، وهو ما نقابل الله سبحانه وتعالى في صلواتنا الخمس.. بعض الأمهات تعتقد وتظن وتتوهم أن تبرج ابنتها منذ الصباح والخروج بمكياج سهرة.. وتسريحة واستشوار وارتداء الماركات والمجوهرات والملابس الضيقة.. إن ذلك سيجلب لها النصيب والزوج الثري!!! قد تنجح الخطة وتصيب بنسب قليلة جدا… وبعضهم بعد الزواج تتحجب وتلتزم لأنها وجدت الزوج.. ومن يفرض قوانينه بذلك الستر والاحتشام.. وبعضهم لا يستمر زواجهم إلا أياما أو شهورا قليلة لا تتجاوز السنة ويتم الانفصال.. ويكون لبعضهم من رزقهم الله بالذرية التي تضيع بين أنانية أم وانشغال ولا مبالاة أب وملاذاتهم وأهوائهم ولا مسؤولية تربية واهتمام !! في السابق كانت الجدة الحقيقة التي تدربت وتحملت على حمل المسؤولية منذ كونها فتاة في بيت أسرتها، وبعد ذلك بزواجها وتركيزها على أسرتها ومملكتها.. هي من تتحمل مسؤولية أحفادها بضمير وتربية حقيقية تبدأ لتربية العادات والتقاليد وإتقان اللهجة ونطقها بثقة.. ولكن هل لمثل هذه الجّدة الحقيقة وجود في هذا الزمن!؟* يحترم الآخر الغير بقدر تمسكه بمبادئه وقيمه وتقاليده وأعراف بلده، الدول الملكية والملوك يتمسكون بتقاليدهم بأدق تفاصيلها، ويحملون ويتبعون عادات وبروتوكولات مضى عليها آلاف السنين.. ولم يأتِ من ينتقص منها ويمنعها أو بغيرها، ولم يأتِ من يحاول الخروج عليها؛ بل إن من يخرج عنها يعاقب وقد يحرم من اللقب ومن الحضور للاحتفالات الملكية. آخر جرة قلم: عندما تحرص بعض المدارس على تخصيص يوم للعباية الحقيقية الساترة كعباية الجّدة الأصيلة، والثوب والبشت، تجد الفرحة في عيون الأطفال وحماسهم لارتداء مثل هذه الملابس، وعندها يخصص يوم العباية في بعض الدول المجاورة تجد تلك الأصوات النشاز والليبرالية والمدعية التحضر والانفتاح تهاجم تلك الأفكار التي تعزز وتدرب على معنى الحشمة والستر والحجاب.. وهذه الأصوات تبارك للاحتفال بالهلوين والاحتفال بكريسماس وغيرها من احتفالات ترى من منظورها وفكرها أن ذلك دليل تمدن.. وانفتاح! التربية والأسرة والتربية والتعليم والصحبة وتفقد الأبناء كل ذلك يشكل منظومة تتأسس عليها الشخصية وتقوم عليها الدول..

780

| 05 ديسمبر 2024

حضور بحجم الغياب

أجمل ما يحمله الإنسان في سنوات عمره تلك المشاعر الصادقة البريئة الشفافة، التي يحرص عليها الإنسان لتكون جزءا متأصلا معه ومنه، لا تغيب مع السنوات وما مر به من تجارب وخبرات ولا تتغير مع الوجوه التي يلتقيها، يعتقد بعض البشر ان طبيعة الحياة وسرعة لغتها وعجلتها وسيطرة الماديات عليها؛ تجعل الإنسان يسير كيفما شاءت الحياة وظروفها وكيفما هي الأغلبية من البشر حوله! ليكون مع اتجاه الريح وحركتها دون مقاومة واعتراض، معتقدا انه بذلك يعيش حياة سوية خالية من المشكلات والشجون والآلام والندم. فهناك من يختار العيش والتعامل وفق ما يريده من حوله، ووفق مصالح وماديات؛ دافنا لمشاعره وحقيقة احاسيسه، يجهل انه بذلك اختار الموت البطيء لشخصيته ولكبت مشاعره في قبر موحش من الإنسانية والروح النابضة بالحياة والعطاء والحب. المشاعر الصادقة لا تتبدل، ولا يصيبها تغلب وتغير الفصول، وحركة الأيام وتغير البشر، تلك المشاعر تبقى الأقوى والأصدق والأجمل دون تزييف وتبديل وتغيير لمبادئ، تبقى متمسكة بمبادئها بقوة وثقة. دون ترك منفذ لليأس لأن ينفذ إليها من خيبات أمل وصدمات وأنانية بشر. ودون قرار ينسيها من هي باتباع قوانين غيره من بشر. من يحملون صدق المشاعر الجميلة والبريئة لم يتلونوا ولم تزحف إليهم أنانية عالم الكبار المزعجة، يتعاملون كالأطفال، ينثرون جمال مشاعرهم الفواحة العطرة بروعة المعاني، مشاعر نقية ببريق عيونهم عاكسة جمالا ينعش مشاعر عابقة بالأعماق ويعكسها نبرة حروفهم ونغمة أصواتهم. الاحتفاظ بعبق وبقايا الطفولة في الأعماق. ذلك العالم النقي بعطاء الحب دون انتظار مقابل لمن يحبهم بصدق دون منَّة أو تعال أو كذب يجعل الروح لا تشيخ ولا تصاب بيأس يقعدها. النفسيات البريئة الصادقة الراقية في تعاملها وفي إنسانيتها ووعودها هم أولئك الذين يحرصون على مشاعرهم من أن تجرح كما حرصهم على مشاعر من حولهم من أن تلمس بكلمة تجرحهم، يتحركون وفق قيم راقية لا يغيرها عمر بأرقامه، ولا كرسي بمنصبه، ولا غياب وحضور وفق أمزجة. الأيام تمضي، والعمر أوراقه تتساقط وترحل بعيدا، ولا يبقى لنا إلا تلك اللحظات الثمينة، والذكريات السعيدة، والذكرى الجميلة، والمشاعر الصادقة، تلك الدافعة للتعامل بصدق وشفافية روح محبة رافضة لكل التغييرات السلبية المتموجة والصاعدة والهابطة دون ثبات واستقرار، تبقى متفردة ومتحركة بالحب، ومتمسكة بمبادئها مهما طال زمن التغير وشاع في عالمنا وانتشر وفرض قوانين تخالف قوانينها. آخر جرة قلم: لنبحث في أعماقنا عن الذات الحقيقية ونتفقد ذلك الطفل الذي تشكلت شخصياتنا معه، ونمنحه مساحة للتعبير واللهو والرفض والبكاء، لنحرص على الوصول لأعماق وبقايا ذكريات طفولتنا الجميلة الصادقة، لتكون المساحة اليانعة والممتلئة بالحب والجمال. لتُنعش وتحيي الروح وتمنحها الأمل في لحظات قد يرمي بظلاله اليأس عليها. الحياة كريمة؛ والكرماء بأخلاقهم وعقولهم وتعاملهم وجمال أرواحهم حولنا، قد تشغلهم ظروف الحياة إلا انهم معنا. لا يفتقدهم إلا من شابه صفاتهم وصدق تعاملهم وأخلاقهم ومبادئهم. الأرواح تلتقي بصمت، وتجتمع بحب بحضور، وتشتاق بغياب، وجودها حاضرا وباقيا بصدق، لا تتشبث بأعذار غياب ونسيان. هي فقط الأرواح الصادقة تبقى دائما حاضرة بسكن الروح.

567

| 28 نوفمبر 2024

لا تنهك الروح ما لا تطيق

سهل على البعض إخفاء جزء من شخصياتهم ومحاولة إخفاء عيوبهم، والظهور بمظهر القوي والواثق، والنبيل الراقي.. يكون ذلك الحرص على إظهار كل ذلك متى كف الإنسان عن إيذاء غيره من عيوب ظاهرة ومزعجة..! جمال التعامل أن يكون الإنسان على طبيعته وعفويته وبساطته، دون تكلف، ودون تصنع ودون مبالغة، لا جدوى منها إلا أنها تسبب ضجرا ومللا ونفورا من البشر! قد يبالغ البعض في ارتداء صفات وسلوك يخالف طبعه الحقيقي، يسعى من وراء ذلك لمحاولة رسم هالة تجذب الناس إليه لينال إعجابهم ! يسعى لرسم هالة تميزه ولا يعلم أن تلك الهالة لا تدوم فهي كالفقاعة ما إن تكبر وتتلألأ بألوان قوس القزح.. تتلاشى... ولا يبقى لها أثر.. ولا ذكرى! شخصية الإنسان وحضوره، وتقبله وانجذاب الآخرين إليه، والأنس للجلوس معه ومرافقته.. يبدأ من جمال روحه وخلقه، ورقي تعامله لذاته والاعتناء بها وما ينعكس على تعامله مع الآخرين، والاعتناء بجمال الروح ورقيها والسمو بمعالي الأخلاق فيها.. والحرص على طفولة وشباب هذه الروح من أن تكل أو تتعب أو تشيخ! أن تكون شخصا روحانيا وتسمو بها بكل ما يكون سببا في رقيها وجمالها بالحرص على الإيمانيات، وقراءة في معاني الأخلاق، وتسلية الروح بالمعاني الجميلة، والكلمات البليغة وصحبة راقية وصادقة ومحبة، ومجالسة من يشابههم ويألفهم ويرتاح بالجلوس والصمت والغياب معهم.. الارتقاء الروحي يعني الارتقاء فوق ماديات الحياة، والسمو فوق صغائر الأمور، وعدم السماح لمن يحاول ويسعى لتعكير صفوها وجمال يومها.. الارتقاء الروحي شفافية عالية تعلو بصاحبها، وتجعل له بصيرة تضيء دربه،، وإحساسا عاليا بما يجري حوله، وقدرة على فهم ما تخفيه الكلمات وما يكون خلف الأبواب.. الارتقاء الروحي يعني الاعتناء بروح نفخت في العبد من روح الله ليكون عبدا روحانيا راقيا ينشغل بمعالي الأمور عن صغائرها وفضول البشر التي تربك وتزعج وتقلق هدوء النفس وسكينة الروح من أن تكون ويكون لها حضور صادق مميز... قد يرى البعض أن يكون الإنسان شخصية عملية ومنطقية وجادة قد تسعى لأسلوب حوار جاف وحاد.. لا يضع مراعاة مشاعر الآخر وأسلوب الحوار وشخصيتهم؛ إن ذلك دليل لقوة الشخصية وإن ذلك مثال لشخصية القائد الناجح... ويتناسون معاني القيادة الحقة والذكاء العاطفي أو الاجتماعي. آخر جرة قلم: لا تهمل الروح فيك.. انتبه لها واحرص على الارتقاء بها وتنقيتها مما يشوبها ويعكر صفوها، والسمو بها، ولا تهملها وتتعبها وترهقهها بارتداء ما لا يناسبها ويزعجها.. أو تفرض عليها مجاملة وتواجدا في مكان رغما عنها.. لا تجبر ذاتك لفعل ما لا تريده وما يخالف مبادئها وقيمها، والعيش ضمن ساعة وساعات مجاملة ترهق ذاتك فيها بفعل ما لا تطيقه! ويتناسون أن الروح تتعب وتنهك في مواجهات ومجاملات ومخالفة لمبادئ تربت عليها، قيمة الروح مهمة وهي ما تحتاج الالتفات والاهتمام، والهدوء والسكينة والعناية لترقى بصاحبها وتقويه وتكسبه قيمة داخلية لا يمكن لأي إنسان وقوة خارجية أن تسلبها منه وتقلل من حضوره وشخصيته بفعل ما هو مقتنع به دون إيذاء لأرواح حوله.

498

| 21 نوفمبر 2024

نقاء السريرة..

مهما بلغ الإنسان من عمر، ومع ما يملكه من مزايا منصب وجمال، ومهما وصل له من علم ومعرفة، وأينما كان في عمل ومكان وزمان، ومع ما يملكه من نفوذ يظل يتوقف ويسعى جاهداً لتحقيق مطلب مهم ورئيسي لا يمكن المضي في دورة هذه الحياة وعالمها ودروبها دونها؛ يظل باحثا عن التقدير والاهتمام الذي يؤدي للسعادة وتقدير الذات وتغذية الروح وسلامها وشعورها بالامان. الإنسان خلق ليعيش مع الجماعة ومع بشر حوله، فهو منذ بدء الخليقة، باحث عن سبل لسعادته، وأصعب المباحث وأشقاها من يبحث عن مشاعر إنسانية تحويه وتضعه في موقعه الصحيح بوجوده في هذا الكون الفسيح، مشاعر تشعره بقيمته كإنسان فاعل وإيجابي وأهمية وجوده في مجتمعه، تلك المشاعر تمثل أكسيد الحياة للنفس ودواءها، ودافعها للتقدم والنجاح والعمل والعطاء، يظل الإنسان باحثا عن مشاعر الحب والصدق والوفاء الإنساني. مشاعر راقية عديدة، تتبلور في شعور سام.. "الحب".. ذلك القائم على إسعاد أطراف مترابطة دون مصالح.. والاقتراب بحب وحتى وإن كانت هناك جفوة وهجر فهو بحب دون عداوات، ودون تأويلات ودون افكار وتحليلات! فالمحب بصدق يعذر ويلتمس العذر.. ويتذكر جميل العلاقة وصدق المعروف بينهما، الصادق بمشاعره يمنح أجمل ما عنده من أحاسيس ومشاعر بسخاء، لمن حوله ليجعل من حياتهم معنى، وليرفع من شأن أولئك الذين تسرب اليأس وعدم الثقة في غياهب إنسانيتهم المفقودة.ويمنحهم الثقة بجميل الحياة وجميل من هم بشر معه. كثيرون يبحثون عن الحب وعن تلك المشاعر التي تشعرهم بقيمة ذواتهم، بوسائل عديدة إيجابية وواقعية، من خلال ما يملكونه من هوايات مختلفة، أو من خلال أعمالهم أو ما يقدمونه من خدمات لغيرهم، ومن خلال ارتباط روحي بنواح عديدة، ومزايا يمتلكونها..يجدون أنفسهم من خلاله لينعموا بشعور الحب الذي يهوونه ويستهويهم ليحويهم، فاقد الحب لذاته قبل غيره، يتملكه شعور بالضياع والتشتت والوحدة الدائمة، وشعور فقد الاستمتاع بما حوله ويملكه.. وذلك لانعدام معنى وقيمة وجوده ومشاعره، الشعور بالحب تصالح وسمو الذات ورقي روحها، شعور غال ثمين، يصعب الوصول إليه بسهولة، فالحب نبع فياض بأجمل الروافد الجياشة الدافعة للنجاح والسعادة بما تحققه من منح لأعماق ومشاعر بشرية جوفاء، متعطشة لذلك النبع.الحب معانيه لا حدود لها، وروافده لا تنضب، أن نحترم بعضنا البعض، أن نراعي مشاعر الآخرين وإنسانيتهم، أن لا نمسها بجرح وقسوة حرف وخيبة موقف بأي سوء، أو بكلمة جارحة، أن لا نجرحها بجمل قاسية، أو سوء فهم عارض، ألا نخدش شفافيتها بتصرف خاطئ، أن نراعي تلك المشاعر الصادقة الحساسة الباحثة عن الحب الحقيقي والتقدير والاحترام. عطاء الحب، أن نسمو بمشاعرنا ونرتقي بها للوصول إلى تغذية شريان حياتنا المتعطش الجاف لتلك المشاعر الصادقة، فلنمنح الحب طالما استطعنا منحه، به يعيش كثيرون ويتشافون في أجمل أيام حياتهم مع صدق عطائنا وسمو مشاعرنا. آخر جرة قلم: إن الله إذا أحب عبدا جعل فيه من صفاته الرحمة والمغفرة والتقوى والإيمان والحب والعطاء والوفاء والكرم والتواصل والبر والتجاوز عن الغير.. فعندما يكون معك من يحبهم الله.. لا تخسرهم.. ولا تظلمهم ؛ فدعوة في ظهر الغيب تصلك أثرها.. بكم من الحب الذي يحملونه..أو لمرارة ظلم ! الحياة تجعلنا نلتقي وجوها كثيرة.. ولكن من من هذه الوجوه والأرواح تبقى معنا وبذاكرتنا!؟ هم فقط من يحبهم الله.. وحبهم غير مشروط.. وكان الصدق والحب والوفاء جزءا من جيناتهم وأخلاقهم.. وملامحهم..وصدق ورقي أرواحهم ونقاء سريرتهم الناصعة التي لا ترهق من يقف أمامهم ويتعامل معهم. Email:[email protected] X:@salwaalmulla

603

| 14 نوفمبر 2024

مركبنا واحد..

أتذكر قصص وسوالف والدتي رحمها الله وغفر لها.. عن جيرانها وعلاقاتهم كيف كانت في الماضي، ان جارتها كان زوجها اسبوعيا يذهب للعمل في منطقة دخان، وكان أطفالها صغارا ولا وجود لرجل يحميهم خلال غياب الزوج.. فكانت تتواصل مع والدتي ويكون أحد إخواني متواجدا ومساعدا لما يحتاجون. وكانت هناك سيدة تملك مالا كثيرا نقدا، وترفض ان تودعه في البنك او ان تحفظه في منزلها.. فكانت تأمن أموالها عند جار لها لأمانته وصدقه. وكانت الجارات يجتمعن في وقت الضحى باستمتاع وشرب القهوة واكل الحلوى، في هدوء دون ضجيج تلفاز ودون انشغال العين والأصابع بمتابعة الجوال ودون ضجيج الاطفال، وكانت النساء أعمارا وجنسيات مختلفة ؛ إلا انهم يجتمعن بحب لصدق ونقاء أرواحهم، في ساعة متعة حقيقية من الزمن. كانت الجارة متى نقص عندها غرض معين او حتى لوازم الطبخ «.. ارسلت احد أبنائها للجارة لجلب ما ينقصها.. دون تذمر ودون تردد.. ودون سوء ظن وتحليل لما قد تفكره به جارتها.. العقول تقرر سريعا دون أن تعبر على فلتر لتنقية قرارها بـ « لا. ويمكن. وعيب ووو» وتجد ما تحتاجه.. كان الجار يستقبل ضيوفا في مناسبات خاصة أفراح او عزاء.. ويأتون أقاربه من دول مجاورة.. ولم تكن هناك الفنادق القريبة او المنازل او الفلل الكبيرة التي تسع اعداداً من الضيوف… فكان الجار يستعين ببيت جاره لاستضافة ضيوفه.. دون تذمر ودون ثقل نفس.. كانت المساعدات وإغاثة الملهوف حاضرة في كل مناسبة ومصاب.. وفي الأفراح والمناسبات الجميع يتعاون ويساعد، ويعين ويقدم ما ينقص لإتمام الفرحة على جاره.. وكان الجار يأخذ الأطفال للمدرسة ويعود بهم بعد انتهاء الدوام المدرسي بحب.. وهو ما كان يعزز علاقة الأطفال لتكبر وتنمو عقولهم وإدراكهم وأرواحهم وأجسادهم لما يجدونه من مبادره الاب.. ومساعدة الام.. والحث على التواصل والتقارب مع الجيران.. دون تمييز ودون عنصرية ودون كبر مقيت.. ودون شوفة نفس!كانت علاقة الجيرة نقية وطيبة النفس، وكم من علاقات زواج ونسب كانت وتستمر بحب، لا لعلاقة عائلية وقرابة، وإنما لمعرفة اخلاق وامانة والتزام وحشمة وادب الجيران وأبنائهم والذي كان عاملا ومبدأ مهما للنسب والمصاهرة دون مصالح أو غايات دنيوية.. فلم يكن ينظر ويفحص في تاريخ العائلة وأصولها وتاريخ حضورها ووجودها على أرض الوطن، ولم يكن يبحث في تاريخها المالي والاقتصادي ! علاقات صحية ونظيفة وصادقة وطيبة، كان مخرجاتها أجيالا طيبة النفس والفكر والتعامل، تتعامل مع الآخرين من منطلق من هم الذين أمامهم ويتعاملون معهم، وكيف هي أخلاقهم وتعاملهم مع الصغير والكبير.. وحتى الحيوان والجماد. كان مفهوم الالتحام والوحدة الوطنية دون مواد دستور، ودون قوانين تحدد وتلزم وتمنع، ودون ارقام وتواريخ.. تحفظها الذاكرة ولا توثيق ولا تسجيل واقعي لها.. ليأتي يوم 5 نوفمبر واقعا حقيقيا وحيا ونابضا بالمعنى الحقيقي لتاريخ الاجداد، وتاريخ اهل قطر الصادقين والطيبين والمخلصين بإيمان وعقيدة حقيقية لمصلحة البلد والعمل لها.. *رأينا وسجلت العدسات والكاميرات ووثقت توجه المواطنين للتصويت على التعديلات الدستورية، في لحمة حقيقية ستتذكرها الاجيال القادمة. الوطن بحاجة لتنقية بعض العقول من أفكار زعزعت وحدته في فترة انتخابات مجلس الشورى، التي للأسف زعزعت وشتت ما كان قبلها من لحمة؛ والشعب والمقيمون يتذكرون جيدا كيف كانت اللحمة والوحدة في خدمة الوطن . تأتي الشورى الحقيقية بأسمى معانيها الايمانية والإنسانية القائمة على العدل والمساواة؛ بما أعلن عنه سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في خطابه التاريخيّ يوم 15/‏10/‏2024 في مجلس الشورى:» إن التغيير المدروس هو السبيل الموثوق للتطور وتلبية طموحات الشعوب وتحقيق مصالحها. * نعم هذه الوحدة والتماسك القوي والحقيقي الذي يقوي الدول ويبنيها، ويجعلها قوية في مواجهة التحديات والأزمات. ويجعل لها الحضور والتميز القوي والحقيقي عالميا، ويجعل شعوبها طيبة النفس ومنتجة وتعمل بصدق لرفعة الوطن وحمايته. كانت الوحدة الوطنية، والتحام الشعب في اصدق وأروع معانية، دون تقليل شأن لأحد.. ودون عنصرية وتمييز بين اصل ولون، وممارسات جاهلية نبذها ومنعها خير البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،ودون حسد ومنع لعموم الخير لمن هم ابناء وأهل هذا البلد، من ولدوا وتحركوا وبذلوا العمل والإخلاص، وبذلوا الأرواح ليبقى الوطن قويا بلحمة لا تتفرق، ولا يفرقها تفكير البعض بما يعتقدونه من استحقاقات لهم دون غيرهم ! آخر جرة قلم: نحن جميعا في مركب واحد؛ «كما رسميا في شعار الدولة»، يحميه سيفان لحماية الوطن من أي خطر يهدده، وتظلّنا نخلة تصمد أمام تقلبات المناخ والظروف، حفظ الله قطر وقيادتها وشعبها ومقيميها وجعلها نموذجا للدول وللعالم في معنى اللحمة الوطنية القائمة على العدل والمساواة.

2013

| 07 نوفمبر 2024

لا ترفع سقف توقعاتك!

تجارب الحياة تعلم بصدق وبذمة، ومعنى حقيقي للتجربة ودروسها دون زيف ونفاق و!. تعلمنا دروسا لا تنسى. بما نمر فيها من ظروف ومواقف تتفاوت بين مواقف سعيدة ومفرحة، ومواقف تأتي وفق ما لا نريد ونتمنى، تجارب ومواقف تضيف لأفكارنا ولأعمارنا تجارب وخبرات، ودروسا وعظات لم نجدها بين دفتي كتاب، تجارب نحفظها لنضعها مرجعا مهما أمامنا نعود إليه متى مررنا بظروف، ومرجعا نضيفه لغيرنا. كم من أعمار وعقول تعيش وتسافر وتقابل ولكنها هزيلة في معنى التجارب والخبرات في التعامل مع مواقف وظروف وأشكال بشر. تضم مدرسة الحياة أعمارا، ومستويات وأشكالا، وأجناسا وقدرات، ومواهب مختلفة، مدرسة فصولها لا ترفض أحدا، ولا تشترط شروطا ومتطلبات قبول وحضور، واختباراتها لا تنتهي، ولا معيار للنجاح والتفوق فيها إلا بمقدار تجاوزك ظروفها وصعابها بأقل الخسائر او دون خسائر. الحياة بظروفها تجعلك مستعدا لها كل وقت وفي كل مكان وبكل حال وظرف، مدرسة الحياة وقوانين الكون العادلة لا تجامل كسولا، ولا ترفع ضعيفا، ولا تقدم فاشلا، تصادف شخصيات بعلم وذكاء علمي، ونبوغ وشهادة وتخصص وتميز. إلا إنها تفتقد معنى الذكاء الاجتماعي، والخبرة الحياتية التي تجعل لكل ما تتميز به من مكانة وحضور واستفادة. من البشر من يرفعون سقف توقعاتهم للبعض بناء على ما يرونه هم من حسن ظن ونية تصدر من قلوبهم وأرواحهم، يخلصون النصيحة، ويتفانون في العمل والمساعدة، ويصدقون في الرفقة، ألا إنهم يفاجؤون بتقلبات عقول. وافكار وظنون مريضة وتقلبات علاقة، تستغرب من أولئك الذين يغيبون دون سبب وعذر، تستغرب من شخصيات تفرض مزاجها في قرب علاقة او الابتعاد، تستغرب من أرواح تنسى وتهجر، وتستغرب وتدهش أن هناك من يبني قصصا وتصورات لا تعدو كونها من خيالهم وظنونهم ولا واقع وحقائق لها!. ما يمر به بعض البشر من تقلبات مزاج، ونكران معروف، ونسيان وجوه وأسماء وكأنها لم تكن يوما في ذاكرة حياتهم وأعمارهم، ما يمر به بعض البشر من ممارسة أشكال الهروب وعدم القدرة على المواجهة وقطع حبل التواصل، دليل ضعف حجة، وقرار جاء على هوى صاحبه ومزاجه وفرضه قانونا على من معه! الحياة بمواقف البشر المتقلبة، وقراراتهم الظالمة وتفكيرهم المريض ورؤيتهم المشوشة، لا يرون الحقائق ولا يميزون بين الصواب والخطأ. تبقى ظروف الحياة مجالا كبيرا، وساحة حقيقية تظهر خلالها المعادن الحقيقية لنفوس البشر. والمجال الحقيقي الذي يحقق صدق النوايا. آخر جرة قلم: الحياة لا تقدم الشهد دائما، ولا تتفنن في تقديم أنواع الحلوى والمتعة، ولا تأتي وفق توقعاتنا ورغباتنا. الحياة تذيق البعض طعم المر والظلم، من البشر من يمر بمواقف وأزمات، وتختلف قدرات الإنسان وقوته وخبرته في التعامل مع هذه الأزمات والخروج منها، الأزمة بكل أحوالها وأشكالها وظروفها وإسقاطاتها تسهم إيجابيا لتكسب الإنسان قوة، ويقين بقدرته على المواجهة، وقدرته على قيادة ما يمر به من ظروف، وقدرته ورؤيته الواضحة والصادقة في رؤية الوجوه والأرواح حوله بناء على علاقات ومواقف وأساس قوي وتاريخ مواقف ثابتة ومواقف رجولية.

657

| 31 أكتوبر 2024

الإنسان الحقيقي

• لا تمنع الظروف، ولا مشاغل الحياة، ولا تمنع المسافات ولا فرق التوقيت والساعات، لا تمنع التواصل والسؤال ولا تمنع الشوق والاهتمام.. يتعلل كثير من الناس بانشغالهم، وضيق الوقت، وزحمة جدول أعمالهم وغيرها من أعذار ومبررات. • قيل «العمر ينتهي والشغل لا ينتهي» نعم العمل والشغل والمهام الوظيفية لا تنتهي، لابد أن تنجز وتتم وتكون في الوقت المطلوب لإنجازها وتقديمها بوجود الإنسان أو غيابه. لكن روح الإنسان وشخصيته وحضوره وحواره وقربه وتواصله الإنساني الصادق والأهم.. هو ما يبقى معه ويرافقه، وما يترك فراغا وشوقا لشخصه بغيابه.. • يربط كثير من الناس مسافة اقترابهم وعلاقاتهم وتواصلهم، أو ابتعادهم أو تركها دون مسافات تحددها.. حسب المصالح التي يفرضها شكل العلاقة وحجم منافعها، فكلما كانت المصالح مهمة وأساسية كان التواصل المستمر بأنواعه ومراقبته وتعليقاته على برامج التواصل الاجتماعي لإثبات الحضور ! ورافقه المجاملات والكلام المنمق وغيرها من مجاملات ومبالغات تصل لمستوى النفاق الواضح !! • تواصل واقتراب وطرق أبواب مربك ومزعج ليس حبا للذات ومزاياه كشخص وإنسان بما يحمله من سمات شخصية مميزة.. وإنما بقدر حجم المنفعة التي يحققها ويقدمها لهم!وهناك من يكون محبا وصادقا ووفيا للإنسان وشخصيته وذاته؛ بما يتميز به من ألفة روح وراحة، وقدرة على مخاطبة الروح وما وراء الملامح.. دون أي منفعة أو غايات، أن تجد من اهتم بك كإنسان له كيانه وسماته هو الأهم.. مثل هؤلاء من يستحق الانتباه والاهتمام والسؤال والوقوف إنصاتا لهم ولحديثهم والإحساس الصادق لصمتهم.. • أصعب العلاقات تلك التي تضع حدودا، ومسافات، وغموضا مربكا، وعوائق وحواجز تمنع الاقتراب، وتمنع الإحساس من أن يكون وينبض ويصل..! تمنع نوافذ أرواحها من أن تستقبل نور الشمس ودفئه، تمنع نور المشاعر من أن ينير قلوبها وأرواحها.. • خلقنا الله سبحانه وتعالى أرواحا تألف وتتفق، يصعب لها أن تكون وحيدة وبعيدة وصامتة، أو تكون حبيسة روح من أن تكون وتنطلق المشاعر وتعبر بالكيفية التي تريحها.. خلقنا الله أرواحا ومجتمعات إنسانية نعمر الكون بوجودنا.. وخلق الأرواح لتتفق وتترابط بأشكال العلاقات الإنسانية.. برباط الصدق والشفافية الإنسانية الراقية وبرباط الأرواح النقية.. والشفافة التي لا تربك وتقلق من يتعامل معها.. • نعيش في زمن تتسارع فيه نبرته وحركته وفوضى الأشياء فيه، زمن تسيطر فيه الماديات على كل شيء.. فلا مكان للمشاعر والأحاسيس، وعمق معانيها أَن تكون بين البشر وتواصلهم وحتى في غيابهم والشوق لهم!! قد نتصور وجود تلك المشاعر النبيلة والصادقة.. ونفرح بوجودها بوجود من يحملها.. ونكتشف أنها لم تكن إلا جسرا أو سلما لهدف مادي وغايات تخدمهم! • آخر جرة قلم: أن تكون وتتميز بخلق الوفاء في زمن ناسه لا يدركون معنى الوفاء للأشخاص والأماكن والأشياء.. يعني أنك إنسان يندر وجوده.. فقد قيل من المستحيلات.. الخلّ الوفي.. لنتمسك بكل من لمسنا به وفاء وصدقا وحبا وإنسانية.. فهو إنسان حقيقي بأديم نقي وروح شفافة نقية، إنسان يتحرك بيننا دون مصالح وغايات ودون خطط وبرامج تخدمه.. وإنما وجد معنا تقديرا لذواتنا وحبا لأرواحنا ووجودنا.. بل يفتقد من أسدى له نصحا.. وكان يوما معه في موقف وأهداه ورده.. إنسان لا ينسى مواقف ولا ذكرى ولا وجوها صادقة كانت معه يوما.. الإنسان الوفيّ وفيّ لكل شيء عبر مساحة ذاكرته وروحه ومساحة بصره وتفكيره.. وفيا للأرواح والأشياء والمواقف والأماكن..

996

| 24 أكتوبر 2024

خطاب العدل بشرع الله

تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فشمل برعايته الكريمة افتتاح دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي الأول، الموافق لدور الانعقاد السنوي الثالث والخمسين لمجلس الشورى، وذلك في قاعة تميم بن حمد بمقر المجلس صباح يوم الثلاثاء الموافق 15/10/2024. تأتي خطابات صاحب السمو دائماً صادقة وهادفة وتترك أثرا إيجابيا وصدى سواء خطاباته في الأمم المتحدة، وخطاب سموه في مجلس الشورى والذي يكون للشأن المحلي النصيب الأكبر. أقف عندما جاء بخصوص مجلس الشورى والتعيين والتعديل الدستوري وأبرز ما جاء في الخطاب التاريخيّ. «إن التغيير المدروس هو السبيل الموثوق للتطور وتلبية طموحات الشعوب وتحقيق مصالحها» ويأتي هذا التغيير تمهيدا للحديث عن الدستور الدائم لدولة قطر. نتذكر جيدا ما حدث وما كان قبل انتخابات مجلس الشورى، وما أثاره من زعزعة اللحمة الوطنية وتعاضد أهل قطر جميعا والذي كان في أجمل صوره ومعانيه في الأزمات التي تعرض لها الوطن. خلال تلك الفترة كان الالتفات والاجتماع والروح وطنية واحدة لا تفرق بين مواطن وآخر.. ولا تقلل بتاريخ قبائل وعوائل. كانت لحمة حقيقية وحب وروح وطن تتحرك معانيه في القلوب والأرواح.. تأكيداً لما كان من وحدة وطنية تنطلق وتتحرك باسم قطر: «وكما تعلمون فقد كانت وحدتنا الوطنية مصدر قوتنا بعد التوفيق من الله سبحانه وتعالى، في مواجهة كل التحديات التي مررنا بها، ومن هنا فإن علينا دائما حين نراجع تجاربنا أن نضع وحدتنا وتماسكنا فوق أي اعتبار». وكانت فكرة الانتخابات والتي كانت تجربة كما قال سموه حفظه الله في خطابه سابقا: «قلت في حينه من على هذا المنبر وغيره إنها تجربة، وسوف نراجعها ونقيمها ونستخلص النتائج منها. وقد قمنا بذلك واستخلصنا النتائج التي قادتنا إلى اقتراح التعديلات الدستورية». تجربة تحتمل النجاح وتحقيق نتائجها وتأتي ثمارها، لتحقق مقاصد الوطن والمواطن.. أو إنها تأتي كما كانت وفق ما وضعه الدستور والتي لم تحقق العدل بين أفراد المجتمع والمواطنين.. «غايتان تجمعان التعديلات الدستورية والتشريعية المرتبطة بها: الحرص على وحدة الشعب من جهة، والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات من جهة أخرى». وحدة الشعب والمواطنة المتساوية سبيل لبناء المجتمع ونبذ الكراهية والعنصرية التي استغلها البعض والتي لا تأتي ثمارها إلا صراعات وانشغال بما لا طائل له أو تكون سببت في هجرة أو العيش في وطن بغربة يفرضها الدستور! «المساواة أمام القانون وفي القانون أساس الدولة الحديثة، وأيضا واجب شرعي وأخلاقي ودستوري. إنه العدل الذي أمرنا الله به، ولا نقبل بغيره. قال تعالى: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل». العدل أساس الحقوق وعماد الأمن والاستقرار، العدل هو الغاية التي من أجلها أرسل الله الرسلَ وأنزل الكتب، قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [الحديد: 25]. والميزان في الآية هو العدل. العدل في النظم والقوانين وما يصلح في تدبير حياة الناس هو من شرع الله تعالى، حتى لو لم تَرِد النصوص في ذلك. آخر جرة قلم كما قال صاحب السمو: «كلنا في قطر أهل». «وحرصا منا على أن يشارك جميع المواطنين معنا في بناء صرح الوحدة الوطنية وإقرار المواطنة المتساوية، وتعزيزا للمشاركة الشعبية في الشأن العام، سوف تطرح التعديلات الدستورية للاستفتاء الشعبي. وأدعو جميع المواطنين والمواطنات للمشاركة فيه». «في مثل هذه الأيام أتذكر بفخر أسلافنا الذين تمسكوا بهذه الأرض وكافحوا من أجل البقاء عليها، ولم يبخلوا بالتضحيات، ومنهم من استشهد في الذود عنها، وبنوا كيانا وطنيا في أحلك الظروف البيئية والاقتصادية. وأسترجع الامتحانات العسيرة التي عبرناها سويا بفضل إيماننا وصمودنا ووعينا لوحدة مصيرنا. وأستعيد فرحنا بالإنجازات وبابتسامات أبنائنا وبناتنا، متنبها لمسؤوليتنا عن مستقبلهم. وتتعزز قناعتي بأنه لا بديل عن الجمع بين الإرادة الصلبة والحكمة، وبأن قيمنا وأخلاقنا وتواضعنا وحبنا لوطننا هي مصادر قوتنا ومبرر ثقتنا بالمستقبل». اللهم سخر لأميرنا وقائدنا البطانة الصالحة والمستشارين الأمناء والمخلصين الذين يعينون على الحق والعدل لما فيه مصلحة الوطن والمواطن

546

| 17 أكتوبر 2024

بطاقة دعوة وممنوع التدخين !

ترسل بطاقة الدعوة لزفاف أو استقبال تخرج، وحنة، وعودة من أداء فريضة الحج.. وغيرها من مناسبات، واعتاد الناس على ما يتم الإشارة إليه في نهاية بطاقة الدعوة: ممنوع استصحاب الاطفال. ممنوع الهواتف النقالة. وهذا ما اعتاده الناس والنساء في تلقيهم للدعوات.. ولكن أن يكتب في نهاية الدعوة عبارة وتضاف إلى قائمة الممنوعات: ممنوع التدخين!..فهذا الغريب والمستهجن في مجتمعنا وفي بطاقات الدعوة! وكأن من ترسل لهم الدعوات الأغلب من فئة المدخنات! هل وصل الأمر بالنساء والفتيات الاعتياد على التدخين بأنواعه العادي والإلكتروني بشكل علني دون رادع ولا مانع ولا خجل ولا خوف ولا تردد لتكتب العبارة بقائمة الممنوعات !!! في الماضي القريب وفي مجتمعنا كنا إذا ذهبنا لبعض المطاعم التي تقدم الشيشة؛ أن تخصص غرف مغلقة للنساء! وإذا قدمت الشيشة في أماكن مفتوحة؛ كانت النساء والفتيات يحرصن على الجلوس في وضع ومكان لا يمكن اكتشاف هويتهن ! أما الآن فلا خجل ولا خوف ولا مانع من شرب الشيشة علنا! ومن شرب السيجارة بأنواعها العادية والإلكترونية! تقوم البعض بشكل خجول ويتوارى البعض.. لكن تكتشف إحداهن دخلت لدورة مياه -أجلكم الله -في المطعم أو الفندق، تبقى لدقائق لشرب السيجارة لتخرج وهي ساترة ومغطية وجهها !! وتنسى ما تركته خلفها من رائحة السيجارة التي انتشرت في المكان ! بنات في عمر الزهور والله أصبح شرب السيجارة بأنواعها عادي! لماذا تعطى التصاريح للشيشة وكأنها من ثقافة المجتمع ! وما تسببه السيجارة والشيشة من تلوث الهواء، ومنع التمتع بجمال الجلوس في الساحات الخارجية للمطاعم والفنادق في فصلي الشتاء والربيع ومنع الاستمتاع بالجو المعتدل والبارد! هناك شعوب للأسف لدى الجنسين شرب السيجارة أو الشيشة جزء من ثقافتهم وتجمعاتهم ولقاءاتهم لتجدهم بشكل عفوي يدعون الضيوف لذلك! وتجدهم في الجامعة والمناسبات عادي جدا شربه والخروج خارج المكان في عز البرد أو الحر لشربه! شرب السيجارة والشيشة للجنسين مرفوض ومستنكر ومنكر.. وما يزعج العباد فهو دون شك يزعج الملائكة في المكان..ويتناسون أضراره من أمراض خطيرة.. ومن تشويه الجمال والبشرة ومن تغيير الصوت، وتشويه شكل الفم والأسنان.. فمهما كانت الفتاة جميلة إلا أن حمل السيجارة بين أصبعيها ونفخ دخانه عاليا يشوه الجمال بل يقتله! أصبح سهولة تداول الأمر، وسهولة إتيانه، وسهوله فعله دون إنكار ودون منع ورفض..!انتشار التدخين بين الشباب من أعمار صغيرة في سن المراهقة منظر اصبح يتكرر كثيرا وعلنا.. واتساءل أين اولياء الأمور ودور المشرف الاجتماعي في التفتيش والحرص! لا يعني أن يكون الاب مدخنا أن يستسهل ابنه او ابنته من هذا السلوك والفعل !!…للأسف السجائر تباع ويسمح بشرائها من أعمار صغيرة، وللأسف الكحول في قائمة المشروبات وأصبحت متاحة في كثير من المطاعم والفنادق… تشجيعا للسياحة أم دعوة لتدمير العقول والشباب؟! قصص كثيرة تروى.. ومشاهد وصور رأيناها. آخر جرة قلم: إنكار المنكر بأنواعه واجب علينا للحفاظ على سلامة المجتمع، وسلامة أجيال قادمة، واجيال حالية من الشباب من الجنسين.. أصبح من السهل على الشباب من الجنسين السفر لدول قريبة أو بعيدة، ومن السهل حجز غرف في الفنادق والإقامة فيها، يستسهل عليهم السفر والاقامة والحصول على ما يدمر عقولهم وأجسادهم وأرواحهم وشبابهم وجمالهم ! أجيال يعول عليها بناء المجتمع والدولة ورفعته.. لنحرص عليهم ولا نسمح لأي شكل من مدمرات العقل من خمر ومخدرات وسجائر بأنواعها تكون متاحة ويستسهل تعاطيها وشربها.. أقوى استثمار هم الطاقات البشرية بما يكون من حسن توجيهها والحفاظ عليها.. الله يحفظ الجميع وليفق أولياء الأمور من سباتهم والجري خلف أهوائهم لرعاية وتفقد أبنائهم..

939

| 10 أكتوبر 2024

نعمة فن الاستمتاع

يتفننون فيما يطلق عليه شاي الضحى أو افتر نون تي afternoon tea، وما يقدم خلال ساعات محددة من اليوم من أصناف محددة ومعدودة من حلوى، وساندويتش ومربى وشاي وقهوة، ويجتمعون في بهو فندق خمسة نجوم وبعد طول انتظار، وما رافقه من ضجيج المكان انتظارا لهذا الاجتماع المحدد وقته وطلبه وضيوفه! يجتمعون بحوار وكلمات معدودة، وبنظرات وتفحص وجوه لمن هم من زوار في المكان! اجتماع يفتقد روح ومتعة اللقاء الصادق، ثقافة الاستمتاع وإحساس السعادة، وعيش اللحظة، والتفاؤل، وحسن الظن بالله في كل وقت.. جميعها تكسب صاحبها، وتنعكس على من معه من صحبة وأهل المتعة والراحة والسكينة، وبتفاؤل واستبشار انتظار الغد بما يحمله من بشارات، وطي صفحة الأمس بكل ذكرياته وحواره وصوره، والاكتفاء بحمل وحفظ أجمل اللحظات والذكريات في ذاكرة العقل والروح قبل ذاكرة الهواتف الذكية، إتقان فن الاستمتاع بكل شيء تملكه وحولك ومعك.. نعمة ومتعة يفتقدها كثيرون، كم من بشر يعيشون في قصور، وسط حديقة غناء.. وكم من بشر يقتنون يخوتا في وسط البحار، وكم من بشر يسهل عليهم السفر بين مدن وقارات بطائرات خاصة يقطعون فيها الفضاء.. كم من بشر يملكون المال وكل الوسائل من مال وجاه إلا أنهم يستأجرون ويدفعون الملايين لمن يخلق وبوجود لهم فن اللحظة والمتعة! قد ندخل أماكن ومنازل؛ بل قصورا بديكوراتها وتصاميمها وأثاثها و مقتنياتها؛ إلا أنه نصاب بإحساس انقباض ونفور وضيق صدر.. لتكلف ومبالغة في كل شيء.. ولا نجد إحساس وطيب الروح وعفويتها، ولا نجد بساطة النفس وصدقها.. يكون ثقل اللقاء منهكا للروح … والجسد. ونجد هذه المتعة بعد طول وصول وصعود لشقة بسيطة جدا، ودون تكييف وأثاث بسيط.. ونشرب شاي وقطع حلوى ومكسرات، ولهو أطفالهم وصراخهم يملأ المكان، إلا أن المتعة وانشراح الصدر يفوق وينسي تعب الصعود.. هناك من الناس من نستمتع معهم بشرب فنجان قهوة، في مساحة أرض بسيطة وصغيرة، وحولك أحواض لأشجار وزرع، وأحواض ننتظر تفتح أزهارها، نستمتع معها بجلسة بسيطة وحوار لا ننظر فيه لساعة الزمن.. ولا نتفقد فيه رسائل واتساب، ولا نشاهد ما يعرض على وسائل تواصل اجتماعي خرساء وما تقدمه من ضوضاء وتلوث بصري ! اجتماع ومتعة حوار ولقاء تلتقي فيه الأرواح ببساطة وراحة.. مع إمكانيات بسيطة. وهناك من تصنع لذاتها حديقة عند مدخل بيتها وفي شرفة غرفتها، وهناك من تستمتع بصنع قالب حلوى وكيك.. وحمله وتقطيعه وصفه في طبق.. مع كوب شاي.. هناك شعوب تستمتع بوجود الجيران واجتماعهم، وتستمتع بالاجتماع واللقاء في بلكونة أو شرفة بسيطة لمسكنها عبارة عن شقة بسيطة لا مساحة للفضاء إلا تلك البلكونة الصغيرة المساحة الكبيرة بمعنى اللقاء فيها، تجتمع فيه بقلب وروح تسع أعدادا من الجيران على شرب شاي او تناول حلوى وفاكهة أو حتى أكل المكسرات والبذور.. إتقان فن الاستمتاع ينبع من العفوية والبساطة وعدم التكلف، والمبالغات في كل شيء؛ تكلف اجتماع ودعوات، تكلف ضيافة، تكلف زينة ومكياج، تكلف هدايا لا معنى لها، تكلف في الحوار وتكلف في الجلوس، وتكلف في نبرة صوت ولغة جسد ونظرات! فن الحوار والضحك متعة تترك أثرها في النفوس، وهذه المتعة تتحقق بحوار وسوالف ومواضيع عامة وضحك ونقاش لا يدخل ويغوص ويتعمق في الخصوصية! ولا يبحث عن ما بين السطور! والاهم حوار بعيد عن طاقة الحسد والغيبة والنميمة وحوار أرواح لا تحمل أضغانا وأحقادا.. لماذا نستمتع بالجلوس والحوار واللعب مع الأطفال؟ ولا نمل ولا نتعب في اللعب واللهو معهم؟ لأنهم ببساطة يتعاملون بعفوية نقية وصادقة لا زيف فيها ولا خبث. … آخر جرة قلم: إتقان فن الاستمتاع بلقاء واجتماع، فن الاستمتاع برشفة قهوة.. وتناول حلوى.. وحديث لا يُمل ولا يشعرك وكأنك في تحقيق وسين وجيم.. وما يوجده من تكلف وضيق صدر! إتقان في العيش بلحظة المكان، ولحظة الزمان، ولحظة تحتوي العين صورا وانعكاس وجوه جميلة الروح وطيبة النفس.. وسليمة الفكر وحسن الظن، إتقان الاستمتاع بكل زاوية بسيطة وركن هادئ.. تجتمع فيه مع أرواح نقية ونفوس طيبة يرتد ذلك أضعافا راحة وسعادة ومتعة، وتضيف لحظات من الزمن لذاكرة الروح لا تنسى.. أجمل الأرزاق أن تتقن فن الاستمتاع بما تملك مع من تحب.

1464

| 03 أكتوبر 2024

قطر.. خطاب وموقف قيادي

شارك حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين التي عقدت صباح يوم الثلاثاء الموافق 24/9/2024 بمقر المنظمة في نيويورك، وقد ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في الجلسة خطابا، كشف فيه سموه للعالم حقيقة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة اليوم من عدوان سافر هو الأشد همجية وبشاعة والأكثر انتهاكا للقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية مؤكدا سموه أن هذه « ليست حربا بمفهوم الحرب بل هي جريمة إبادة بأحدث الأسلحة لشعب محاصر في معسكر اعتقال لا مهرب فيه من وابل القنابل الذي تلقيه الطائرات». وهل من جراءة وصدق كلمة من قائد وفي محفل دولي تقال وتعبر صراحة كما عبر سمو الأمير في كلمته؟ هل هناك لا تزال عقول لا تفهم وتعي ما يحدث؟ وهل هناك عيون بشر تتعمد ألا ترى؟ وهل هناك شعوب وقادة أصيبوا بالصمم عن سماع صوت الحقيقة من أن تقال؟؟ بالفعل انه تقاعس دولي متعمد. أتوقف أمام قول سموه: ان قضية فلسطين عصية على التهميش، لأنها قضية سكان أصليين على أرضهم يتعرضون لاحتلال استيطاني إحلالي». كم من قوة هذه الجملة.. التي كانت في كلمات سموه في سنوات سابقة… كم هي رصاصة كلمة في أن قضية فلسطين عصية على التهميش.. لأنها قضية سكان أصليين على أرضهم …هيهات هيهات لهم أن يقضوا على الشعب الفلسطيني وأهل غزة.. فصاحب القضية يبقى حاضرا قوة وجسدا وروحا وحضورا يقلق منام الأعداء.. أهل فلسطين باقون ومستمرون في دفاعهم عن قضيتهم، وفي حمل ابسط أنواع السلاح والدفاع في ظل غياب دولي وتقاعسه وخذلان هذا الشعب من أبناء عمومته في العروبة والإسلام.. ومن المؤسف أن يفشل مجلس الأمن في تنفيذ قراره بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، أو يمتنع عن منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة على الرغم من اعتماد الجمعية العامة في شهر مايو الماضي قرارا يدعم طلب فلسطين لهذه العضوية. ألا تتفق الدول العربية والإسلامية في موقفها وعزتها وكرامتها في أحقية دولة فلسطين وشعبها بالعضوية الكاملة ؟ ألم تكن أرض كنعان ودولة فلسطين قائمة ؟ وكان وقتها اليهود الصهاينة في أوروبا يعيشون ويمارس عليهم الطرد والتهجير إلى منطقتنا لزراعة عضو غير مرغوب به في مساحتنا وعروبتنا !؟ اين الأمم المتحدة وصوتها الذي يرتفع لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في دول العالم ؟ لم ينس سمو الأمير في خطابة القوي والصادق لبنان وما يتعرض له من حرب من اسرائيل، ولم ينس اليمن الشقيق والسعي للحفاظ على الهدنة، وموقف قطر من أزمة سوريا، وما يحدث في السودان وليبيا... هي الدبلوماسية القطرية والخطاب الواضح الذي يعكس موقفا حقيقيا بفعل وتحرك ولا أنه يكتفي بكلمات وخطاب.. آخر جرة قلم: هذه هي القوة الناعمة لدولة قطر ودبلوماسيتها المدروسة والتي يجب ان تدرس لقادة العالم …كلمة تكتب أو تقال، موقف ومبادرة.. تبقى الأفعال مترجمة ومعبرة عن صدق الكلمات والخطاب.» إن دولة قطر لن تدخر وسعا في العمل مع شركائها الدوليين ومنظمة الأمم المتحدة لتوطيد أركان السلم والأمن والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان وسيادة القانون على جميع المستويات والتصدي للتحديات العالمية من أجل تحقيق مستقبل أفضل للجميع».

603

| 26 سبتمبر 2024

alsharq
جريمة صامتة.. الاتّجار بالمعرفة

نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...

6639

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
من يُعلن حالة الطوارئ المجتمعية؟

في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...

6501

| 24 أكتوبر 2025

alsharq
طيورٌ من حديد

المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...

2703

| 28 أكتوبر 2025

alsharq
المدرجات تبكي فراق الجماهير

كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...

2163

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
الدوحة عاصمة لا غنى عنها عند قادة العالم وصُناع القرار

جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...

1701

| 26 أكتوبر 2025

alsharq
الدوحة عاصمة الرياضة العالمية

على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...

1506

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
منْ ملأ ليله بالمزاح فلا ينتظر الصّباح

النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز...

1080

| 24 أكتوبر 2025

alsharq
طال ليلك أيها الحاسد

نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...

1035

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
التوظيف السياسي للتصوف

لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح...

1026

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
حين يوقظك الموت قبل أن تموت

في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...

1011

| 29 أكتوبر 2025

alsharq
كريمٌ يُميت السر.. فيُحيي المروءة

في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...

1011

| 24 أكتوبر 2025

alsharq
فاتورة الهواء التي أسقطت «أبو العبد» أرضًا

“أبو العبد” زلمة عصامي ربّى أبناءه الاثني عشر...

966

| 27 أكتوبر 2025

أخبار محلية