رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. سلوى حامد الملا

[email protected]

@salwaalmulla

مساحة إعلانية

مقالات

1464

د. سلوى حامد الملا

نعمة فن الاستمتاع

03 أكتوبر 2024 , 02:00ص

يتفننون فيما يطلق عليه شاي الضحى أو افتر نون تي afternoon tea، وما يقدم خلال ساعات محددة من اليوم من أصناف محددة ومعدودة من حلوى، وساندويتش ومربى وشاي وقهوة، ويجتمعون في بهو فندق خمسة نجوم وبعد طول انتظار، وما رافقه من ضجيج المكان انتظارا لهذا الاجتماع المحدد وقته وطلبه وضيوفه! يجتمعون بحوار وكلمات معدودة، وبنظرات وتفحص وجوه لمن هم من زوار في المكان! اجتماع يفتقد روح ومتعة اللقاء الصادق، ثقافة الاستمتاع وإحساس السعادة، وعيش اللحظة، والتفاؤل، وحسن الظن بالله في كل وقت.. جميعها تكسب صاحبها، وتنعكس على من معه من صحبة وأهل المتعة والراحة والسكينة، وبتفاؤل واستبشار انتظار الغد بما يحمله من بشارات، وطي صفحة الأمس بكل ذكرياته وحواره وصوره، والاكتفاء بحمل وحفظ أجمل اللحظات والذكريات في ذاكرة العقل والروح قبل ذاكرة الهواتف الذكية، إتقان فن الاستمتاع بكل شيء تملكه وحولك ومعك.. نعمة ومتعة يفتقدها كثيرون، كم من بشر يعيشون في قصور، وسط حديقة غناء.. وكم من بشر يقتنون يخوتا في وسط البحار، وكم من بشر يسهل عليهم السفر بين مدن وقارات بطائرات خاصة يقطعون فيها الفضاء.. كم من بشر يملكون المال وكل الوسائل من مال وجاه إلا أنهم يستأجرون ويدفعون الملايين لمن يخلق وبوجود لهم فن اللحظة والمتعة! قد ندخل أماكن ومنازل؛ بل قصورا بديكوراتها وتصاميمها وأثاثها و مقتنياتها؛ إلا أنه نصاب بإحساس انقباض ونفور وضيق صدر.. لتكلف ومبالغة في كل شيء.. ولا نجد إحساس وطيب الروح وعفويتها، ولا نجد بساطة النفس وصدقها.. يكون ثقل اللقاء منهكا للروح … والجسد. ونجد هذه المتعة بعد طول وصول وصعود لشقة بسيطة جدا، ودون تكييف وأثاث بسيط.. ونشرب شاي وقطع حلوى ومكسرات، ولهو أطفالهم وصراخهم يملأ المكان، إلا أن المتعة وانشراح الصدر يفوق وينسي تعب الصعود.. هناك من الناس من نستمتع معهم بشرب فنجان قهوة، في مساحة أرض بسيطة وصغيرة، وحولك أحواض لأشجار وزرع، وأحواض ننتظر تفتح أزهارها، نستمتع معها بجلسة بسيطة وحوار لا ننظر فيه لساعة الزمن.. ولا نتفقد فيه رسائل واتساب، ولا نشاهد ما يعرض على وسائل تواصل اجتماعي خرساء وما تقدمه من ضوضاء وتلوث بصري ! اجتماع ومتعة حوار ولقاء تلتقي فيه الأرواح ببساطة وراحة.. مع إمكانيات بسيطة. وهناك من تصنع لذاتها حديقة عند مدخل بيتها وفي شرفة غرفتها، وهناك من تستمتع بصنع قالب حلوى وكيك.. وحمله وتقطيعه وصفه في طبق.. مع كوب شاي.. هناك شعوب تستمتع بوجود الجيران واجتماعهم، وتستمتع بالاجتماع واللقاء في بلكونة أو شرفة بسيطة لمسكنها عبارة عن شقة بسيطة لا مساحة للفضاء إلا تلك البلكونة الصغيرة المساحة الكبيرة بمعنى اللقاء فيها، تجتمع فيه بقلب وروح تسع أعدادا من الجيران على شرب شاي او تناول حلوى وفاكهة أو حتى أكل المكسرات والبذور.. إتقان فن الاستمتاع ينبع من العفوية والبساطة وعدم التكلف، والمبالغات في كل شيء؛ تكلف اجتماع ودعوات، تكلف ضيافة، تكلف زينة ومكياج، تكلف هدايا لا معنى لها، تكلف في الحوار وتكلف في الجلوس، وتكلف في نبرة صوت ولغة جسد ونظرات! فن الحوار والضحك متعة تترك أثرها في النفوس، وهذه المتعة تتحقق بحوار وسوالف ومواضيع عامة وضحك ونقاش لا يدخل ويغوص ويتعمق في الخصوصية! ولا يبحث عن ما بين السطور! والاهم حوار بعيد عن طاقة الحسد والغيبة والنميمة وحوار أرواح لا تحمل أضغانا وأحقادا.. لماذا نستمتع بالجلوس والحوار واللعب مع الأطفال؟ ولا نمل ولا نتعب في اللعب واللهو معهم؟ لأنهم ببساطة يتعاملون بعفوية نقية وصادقة لا زيف فيها ولا خبث.

 … آخر جرة قلم:

إتقان فن الاستمتاع بلقاء واجتماع، فن الاستمتاع برشفة قهوة.. وتناول حلوى.. وحديث لا يُمل ولا يشعرك وكأنك في تحقيق وسين وجيم.. وما يوجده من تكلف وضيق صدر! إتقان في العيش بلحظة المكان، ولحظة الزمان، ولحظة تحتوي العين صورا وانعكاس وجوه جميلة الروح وطيبة النفس.. وسليمة الفكر وحسن الظن، إتقان الاستمتاع بكل زاوية بسيطة وركن هادئ.. تجتمع فيه مع أرواح نقية ونفوس طيبة يرتد ذلك أضعافا راحة وسعادة ومتعة، وتضيف لحظات من الزمن لذاكرة الروح لا تنسى.. أجمل الأرزاق أن تتقن فن الاستمتاع بما تملك مع من تحب.

اقرأ المزيد

alsharq تأهيل ذوي الإعاقة مسؤولية مجتمع

لم يعد الحديث عن تأهيل ذوي الإعاقة مجرد شأن إنساني أو اجتماعي بحت، بل أصبح قضية تنموية شاملة... اقرأ المزيد

87

| 24 أكتوبر 2025

alsharq منْ ملأ ليله بالمزاح فلا ينتظر الصّباح

النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز بالتّجدّد وتظهر دائما من خلال المشاريع الجديدة العملاقة المعتمدة على... اقرأ المزيد

111

| 24 أكتوبر 2025

alsharq لا تنتظر الآخرين لتحقيق النجاح

في حياتنا اليومية، نجد أنفسنا غالبا ما نعتمد على الآخرين لتحقيق النجاح والسعادة. نعتمد على أصدقائنا وعائلتنا وزملائنا... اقرأ المزيد

27

| 24 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية