رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. سلوى حامد الملا

[email protected]

@salwaalmulla

مساحة إعلانية

مقالات

378

د. سلوى حامد الملا

عام دراسي بلا تنمر

28 أغسطس 2025 , 01:32ص

• من أجمل العبارات الإعلانية التي أحب قراءتها، عبارة «العودة للمدارس».. فهذه العبارة تحمل في طياتها إيذانا بنهاية الاجازة الصيفية ونهاية فصل الصيف الحار الرطب.. وبداية فصل خريف لطيف الأجواء والمناخ..

• والعودة للمدرسة تعني استنفارا جميلا تعيشه الأسرة، وازدحاما في المكتبات والمحلات الخاصة بلوازم المدرسة.. والازدحام في شراء وتفصيل الزي المدرسي، وازدحام الطرق بالعودة من الاجازة الصيفية.. ومتعة حمل الكراسات والكتب الدراسية..

• العودة للمدارس واليوم الاول تحديدا له رونقه وبهجته ورائحته المميزة..ومفاجأته الدراسية..؛ من من الزملاء سيكون في الفصل الدراسي، ومن من المعلمين سيلحقنا بالتدريس، ومن من الطلبة الذين انتقلوا لمدرسة اخرى، وكم من الاساتذة المخلصين الذين يحرصون على حفر ذاكرة علمية واخلاقية وانسانية في ذاكرة ايامنا ودراستنا. رغم كل ذلك إلا ان الاجازة الصيفية مرت سريعا..

• ومع إشراقة شمس شهر سبتمبر، وبدء عام دراسي جديد تتجدّد في النفوس مشاعر الحماس والترقب. فالعودة إلى المدارس ليست مجرد عودة لمقاعد الدراسة، بل هي عودة للحلم، وللأمل، وللطموحات التي يصنعها كل طالب في قلبه.

• المفهوم الحقيقي للمدرسة انها فضاء ومساحة للتربية وبناء الشخصية، وتعلّم القيم. فالمدرسة مجتمع صغير يعلّم الطلبة معنى التعاون، والمسؤولية، والانضباط، ويمنحهم مهارات حياتية تلازمهم في المستقبل. 

• ودور المعلم الحقيقي لا يقتصر على ساعات يقضيها في شرح المادة الدراسية او التلقين.. والاختبارات والدرجات والأنشطة المختلفة، وانما دور المعلم ان يجعل للطالب ذاكرة مميزة بقيم ومعان، وحوارات بناءة تسهم في بناء شخصيته وتجعله فردا في مدرسة وأسرة ومجتمع فاعلا وايجابيا.

• كم من مواقف دراسية شكلت رؤيتنا، وساهمت في بناء شخصيتنا، والقدرة على اتخاذ القرارات، مواقف لا ازال نذكرها.. وكم كنا محظوظين بمعلمات وإداريات رائعات.. في تعامل ديمقراطي منفتح وإيجابي جعلنا نعشق الاستيقاظ والذهاب المدرسة.

• في المقابل لا يخلو العام الدراسي من سلوكيات وتصرفات خاطئة ؛ وكما يحلو تسميتها في وقتنا الحاضر» تنمر» كانت تنتهي وتجد من يوقفها عند حدها بأسلوب تربوي راق، وبأسلوب يعزز ثقة الطالب المتنمر عليه ويؤدب الطالب المتنمر !

• في المقابل هذا النجاح المتوقع للعام الدراسي لا يتحقق بجهد الطالب وحده، بل هو ثمرة شراكة متكاملة بين الاسرة، والمعلم، والطالب، فالأسرة تدعم وتوجه، والمعلم يزرع العلم والمعرفة ويكتشف الشخصية ويقومها، والطالب يسعى ويجتهد ويتميز. وحين تتكامل هذه الأدوار، تتحقق المعادلة التي تصنع جيلًا واثقًا، واعيًا، قادرًا على الإبداع والنجاح بثقة والايمان بقدراته وشخصيته أينما كان.

• لا شك أن العودة للمدارس قد تكون مصحوبة ببعض التحديات؛ من تنظيم الوقت، إلى الالتزام بالمذاكرة، والتكيّف مع الأجواء الدراسية بعد العطلة. لكن هذه التحديات بحد ذاتها فرصة لتعليم الطلاب مهارات الإدارة الذاتية، وتعزيز قوة الإرادة، وغرس مفهوم “لكل مجتهد نصيب”.

• آخر جرة قلم: العودة إلى المدارس هي بداية فصل جديد في كتاب الحياة، ونمو الشخصية، واكتشاف من حولنا، واكتشاف ما تحمله الكتب والمقررات، وما تخطه الأقلام في الكراسات؛ دفاتر يخطّ فيه كل طالب قصته الخاصة، ويدون أحلامه وأمنياته التي ستكون بإذن الله واقعا متحققا. لنفتح جميعًا هذه الصفحات بقلوب متفائلة، وعقول متطلعة، وإرادة صلبة، كم من احلام كانت مجرد خاطر وفكرة وحلم تم تدوينه يوما ما في دفتر الذكريات، وعلى هامش صفحات الكتاب.. وتحقق واقعا جميلا.. لنجعل من عامنا الدراسي موسمًا من النجاح والتفوق.. وعام دراسي متميز وتحية للأساتذة والإداريين.. وللطلبة الأعزاء في المدارس والجامعات..وكل عام دراسي وأنتم بخير..

مساحة إعلانية