رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
• حين يحلّ فصل الصيف في قطر، ترتفع الحرارة وتتسلل أشعة الشمس بقوة إلى تفاصيل الحياة اليومية، لترمي بأشعتها على كل شيء منذ شروق الشمس إلى مغيبها، فصل صيف وحرارة شمس يحمل معه حرارة تفرض على الناس إيقاعًا مختلفًا ومزاجا مختلفا وترتيب يومهم وفقها، يُجبرهم على التريث، التخفف، وإعادة ترتيب الأولويات. • ومع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، يعتقد البعض أن الاستمتاع بإجازة صيفية حقيقية في مثل هذا الطقس أمر مستحيل. ولكن، الحقيقة أن قطر — بعراقتها، وتطورها، واحتضانها للثقافة والراحة معًا — تُخفي بين زواياها سبلًا متجددة لجعل الصيف فصلًا للسكينة والتجديد والاستمتاع لا للملل والانزعاج والبيات الصيفي!. • الصيف لا يعني بالضرورة تخطيط وترتيب ميزانية واختيار وجهة للسفر خارج البلاد، بل قد يكون فرصة لاكتشاف جمال السياحة في قطر، عندما تقرر الأسرة النظر للدولة برؤية مختلفة. • نتمتع في قطر بالمراكز التجارية الكبرى والحديثة، مثل بلاس ڤاندوم، دوحة فستيفال سيتي، ڤيلاحيو، وقطر مول، ومشيرب قلب الدوحة، لم تعد مجرّد أماكن للتسوق والتمتع بمذاق القهوة وقائمة المطاعم والطعام فيها، بل تحوّلت إلى مراكز ومساحات كبرى ممتعة ومكيفة تستوعب كل أفراد الأسرة بأنشطة متنوعة، من الترفيه إلى الثقافة. مساحات خصصت للأطفال في مدن ومراكز الألعاب، وتستمتع الأسرة والسائح بالتسوق والجلوس على المقاهي العالمية المطلة على النافورة والإطلالات المميزة، معها تتلاشى فكرة الحرّ وتبدأ روح الاستمتاع بالإجازة. • نتمتع في قطر بأجمل الشواطئ البحرية، وأجمل المنتجعات الحديثة والمتطورة، على شواطئ قطر تتحول بعض الشواطئ والمنتجعات إلى مساحات شاعرية تبث الطمأنينة في النفس والسكينة والشاعرية بصوت البحر وضوء القمر وصفاء السماء وتسلل أشعة الشمس التي تصل لترسم بحراراتها ذكرى لا تنسى. شاطئ سيلين، اللؤلؤة، أو منتجع سلوى وغيرها من شواطئ قريبة من الدوحة، تقدّم تجارب ممتعة تحت سماء مفتوحة أو مظلات أنيقة، حيث يُمكن أن تمضي الأسرة يوما كاملا بين الاسترخاء والأنشطة المائية، دون أن تشعر بثقل الصيف وحرارة الشمس، ومن جميل ونعم الشواطئ قربها وسهولة الوصول إليها وتوفر كل الإمكانيات والمستلزمات للأمن والسلامة والاستمتاع المدروس. • وهناك من يقرر أن يقضي إجازته في البيت وحدود أسوار العائلة والزيارات العائلية المسائية. ما يجعل الصيف موسما للهدوء العائلي. العودة إلى الهوايات المختلفة من رسم وقراءة الكتب المؤجلة، وكتابة ما تم تأجيله، والاستمتاع بالطهي واعداد الأطباق المحلية والعالمية في جو عائلي يجد الأطفال المتعة بمشاركة الوالدين الطبخ وإعداد الحلوى وترتيب السفرة. أحيانًا..تكون أجمل الإجازات هي تلك التي لا تتطلب أكثر من بساطة اللحظة ودفء الصحبة وجمال الأحاديث والذكريات وتخليدها بعدسة الهواتف الذكية والكاميرات. • وجميل هذه الأجواء ما تحرص عليه الأمهات من إعداد أنشطة صيفية لأطفالهم وأطفال العائلة في جو آمن للأطفال الصغار بوجودهم في البيت من رسم،وطبخ المعجنات والحلويات والبيتزا وتنظيف البيت.. والتي تجمع بين المتعة والإنتاج والحركة تحت أنظار الأسرة. • ومن الأنشطة الثقافية والتعليمية المميزة التي تملأ رزنامة الصيف في قطر. مكتبة قطر الوطنية، متاحف مشيرب، ومؤسسة قطر، جميعها تقدم برامج وورشاً تثري العقول وتحفظ للأطفال وللكبار أوقاتهم في بيئة تجمع المتعة بالتعلم. وهكذا، يصبح الصيف فرصة لتغذية العقل كما الجسد، والروح كما الذاكرة. •وعندما تساعد التكنولوجيا في الاستمتاع بفصول العام صيفا وشتاء.. نستطيع أن نجعل الصحراء مساحة ممتعة وباردة وهادئة في هذا الوقت من السنة، تجتمع الصحبة في جلسة صيفية على رمال الصحراء بسوالف وحكاية ليلية لا تُنسى. جلسة في خيمة بين الكثبان، مع أصدقاء أو أحباء، وصوت الإذاعة يتسلسل الهدوء ويخترق الأحاديث، وهو ما يجعل من ليل الصحراء مساحة للهدوء والتأمل من ضجيج المدينة. • آخر جرة قلم: الاستمتاع لا يقتصر على مساحة ومكان، ولا يحدد في فصل ومناخ، فن الاستمتاع قدرة وثقافة تجعل الإنسان روحا نابضة بالحياة، وفن الاستمتاع بالصيف لا يكمن في ركوب الطائرة وفي الهروب من الحر، بل في تعلّم الاستمتاع تحت شمسه، بتوقيت وتخطيط يناسبنا وبأسلوب ينعش أرواحنا. وفي شبة جزيرة قطر، تعلمنا الأيام أن الفصول ليست طقسا ومناخا فقط، بل تجربة وحياة وفن الابداع، وما أجمل أن نُبدع في رسم تفاصيلها بأنامل الرضا والاستمتاع والاستشعار بنعمة الوطن من بحر وشواطئ ووصلا إلى كثبان صحراء واستمتاع بين أسوار البيت وعائلة، وكل جزء من أماكن ومساحات رائعة ننعم بها في وطننا الغالي قطر.
879
| 17 يوليو 2025
• لا يخفى عن وسائل التواصل الاجتماعي تلك الفيديوهات التي عرضها ونشرها شاب في مقتبل العمر.. يتشمت ويتنمر بعنصرية مقته على فئات في بلده، أو تلك التسجيلات التي تنتشر بمن ينتقد ويضع صك الوطنية لفئة من المجتمع دون غيرها! وغيرها من قصص نسمعها ونشاهدها..! • العنصرية ليست مجرد موقف عدائي تجاه فئة مختلفة في اللون أو العرق أو الدين، بل هي سلوك متجذر وممتد في أفكار وحوارات وموروثات اجتماعية وتربية وتعال تتغذى على الجهل والخوف والتمييز!. وهي لا تولد مع الإنسان، بل تُزرع في قلبه وعقله عبر التربية والتنشئة الخاطئة، أو غياب الحوار بين أفراد الأسرة، أو حتى الصمت السلبي حين يجب النطق بالحقيقة! • لا ننكر دور الأسرة؛ فهي المدرسة الأولى التي يتعلم فيها الطفل كيف ينظر إلى الآخرين وكيف يُقيِّم الاختلاف وكيف يقبل المختلف دون عنصرية ونبذ. حين يرى الطفل والديه يتحدثان عن الناس بود واحترام، ويريان في التنوع سنة كونية وجمالًا، فإن قلبه ينمو على قبول الآخر دون تصنيف أو تمييز. أما حين يسمع تعليقات ساخرة، أو يرى سلوكًا متعاليًا تجاه من يختلفون في الجنسية أو الشكل واللون أو المستوى الاجتماعي، فإن تلك البذور تنبت وتنمو بداخله مشاعر تفوق أو دونية. • بل نجد الأبناء في كثير من الأحيان يكررون حوارات آبائهم ومواقفهم بذات النظرة ولغة الجسد وبذات الكلمات والمفردات والنبرة المتعالية، وكأنها تسجيل صوتي يعاد بثّه تلقائيًا في كل موقف مشابه. هذه الملاحظة وحدها كافية لتدرك الأسرة حجم التأثير الكبير والعميق لكلمات الأهل في بناء شخصية الطفل وحواراته ومفرداته. • الحوار العائلي ليس لقاء وترفاً، بل ضرورة في زمن تتداخل فيه الثقافات وتتسارع فيه الأحداث. يحتاج الأبناء إلى مساحة آمنة يسألون فيه عن مشاهدات تؤلمهم أو تصدمهم، ويحتاج الآباء إلى شجاعة الحديث عن قضايا العنصرية، ليس فقط عبر التوجيه المباشر، بل أيضًا عبر رواية القصص، وتعليم القيم من خلال المواقف اليومية. • ديننا الحنيف جاء لنبذ العنصرية، جاء ليرسي قواعد راسخة في نبذ العنصرية والتعصب، وجعل التفاضل بين الناس بالتقوى والعمل الصالح لا باللون أو النسب. وقد قال النبي ﷺ حين سمع أحد الصحابة يتعصب لقومه: «دعوها فإنها منتنة» في ذم العصبية القبلية والنزعة الجاهلية التي تمزق المجتمعات وتغذي الكراهية. بهذا الوصف القوي ـ “منتنة” ـ بيَّن النبي ﷺ أن العصبية الجاهلية، بما تحمله من تفرقة وتعالٍ، لا مكان لها في قلب مؤمن. • صحيح أن الأسرة هي اللبنة الأولى، لكن المدرسة والمجتمع والإعلام شركاء في تشكيل نظرة الطفل للعالم. حين يشاهد الطفل برامج تحترم التنوع، أو يقرأ قصصًا عن أبطال من مختلف الجنسيات، أو يسمع معلمه يرفض التمييز علنًا ويرفضه ويعاقب من يأتي به، فإنه يتعلم أن الاحترام ليس خيارًا، بل قيمة إنسانية يجب أن تترسخ في السلوك والقول والفعل وفي صمت يكسر تلك العنصرية ويخرسها. • آخر جرة قلم: أخلاق الأطفال والأبناء انعكاس لتربية وحوارات ذويهم.. فلا دهشة ولا غرابة من تعالٍ وكِبر وعنصرية تعامل وكلمات يكررها الأطفال والمراهقون ويضمرها ويخرجها الشباب إلا بتلقيهم واستماعهم إياها من حوارات وأفواه والديهم وأسرهم! الأبناء هم قادة الغد، وموقفهم من العنصرية سيُحدّد شكل العالم الذي نعيش فيه. فإما أن نربيهم على “نحن وهم”، وإما أن نغرس فيهم أن “نحن جميعًا بشر، نختلف لنتكامل، ونتنوع لنثرِي الحياة”. التربية الواعية، والحوار الصادق، والنموذج الحي في احترام الآخر، هي سلاحنا الحقيقي لمحاربة العنصرية، وبناء جيل أكثر وعيًا وإنسانية وجيل يبني دولا ويرقى بالوطن والمواطن بتكاتف وتعاضد دون عنصرية وجاهلية أولى !
261
| 10 يوليو 2025
* مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة في كثير من الدول والتحذيرات القادمة من دول أوروبا للسكان للمكوث في منازلهم بسبب موجة الحر الشديدة، وبين حرارة صيف متسارعة بين رطوبة مع ارتفاع الحرارة وبين رياح شديدة وغبار يرافق هذه الحرارة ؛ يبرز تحدٍ يومي يواجه الأفراد والمؤسسات على حد سواء! * كيف نحقق إنتاجية فعّالة وسط طقس خانق تتجاوز فيه الحرارة الخمس والأربعين مئوية، وتصل إلى الخمسين ومع رياح ساخنة تعيق الحركة وتزيد من الإرهاق ويصعب فيها الإنجاز.. حتى وإن كانت هذه الحرارة لا تتعدى إلا دقائق في الخروج وركوب السيارة والنزول منها.. * في ساعات الصباح الأولى، التي يُفترض أن تكون الفترة المثالية للإنجاز والنشاط والعمل، أو فترة للاستمتاع بالسباحة البحرية والحدائق ؛يصطدم كثيرون بعوائق جوية وبيئية تمنعهم من أداء مهامهم أو حتى التنقل بسهولة والاستمتاع بالإجازة الصيفية،فالحرارة المرتفعة المصحوبة برياح محملة بالغبار تؤثر على صحة الأفراد وتزيد من حالات الأمراض التنفسية والصدرية وتؤثر على الراحة النفسية والجسدية، وتنعكس سلبًا على جودة العمل ودقته. وتجعل السياحة ترتكز على المجمعات التجارية ومراكز التسوق والمطاعم.. * هذه التحديات تدفعنا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى إعادة النظر في نظم العمل الحالية، التي باتت لا تتماشى مع التغيرات المناخية والواقع البيئي الحالي والارتفاع في درجة الحرارة بشكل كبير. ففكرة تغيير التوقيت الرسمي خلال فصل الصيف لتبدأ ساعات العمل في وقت أبكر أو تنتهي في وقت أقصر، لم تعد رفاهية بل ضرورة حيوية لتخفيف العبء الحراري والذهني عن الموظفين. * وإلى جانب تعديل التوقيت الرسمي، تأتي المرونة في العمل كحل ذكي وفعّال. إذ بات من المهم أن يُسمح للجهات باعتماد نظام العمل المرن، سواء عبر تقليل عدد ساعات العمل اليومية أو تحديد أيام للعمل عن بعد،، تحديدا للوظائف التي لا تتطلب الحضور الميداني. هذه المرونة لا تضمن فقط الحفاظ على راحة الموظف وصحته، بل ترفع من إنتاجيته ورضاه الوظيفي، وهو ما يصب في النهاية في مصلحة الجهة والمؤسسة. * ومن ناحية أخرى، لا يمكن إغفال البُعد الإنساني والاجتماعي المرتبط بالإجازات السنوية. فهناك فئة من الموظفين ترتبط إجازاتهم بفصل الصيف بسبب التزاماتهم مع الأبناء والمدارس، بينما يفضل آخرون تأجيل إجازاتهم إلى فصل الخريف أو أوائل الشتاء، للاستمتاع بأجواء أكثر اعتدالًا داخل الدولة أو للسفر والسياحة في وقتٍ تكون فيه الوجهات أقل ازدحامًا وأكثر هدوءًا بعد انتهاء موسم العطلات العامة. هذه الفروقات تتطلب من جهة العمل أن تراعي مرونة التخطيط والإدارة، بما يضمن التوازن بين متطلبات العمل وراحة الموظف. * وعلى ضوء هويتنا الإسلامية، لماذا لا تكون ثقافة العمل بعد صلاة الفجر وبعد الشروق مباشرة خاصة في فصل الصيف؟ فالبركة في البكور كما علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث الشريف عنه صلى الله عليه وسل:" اللهم بارك لأمتي في بكورها" وبدء العمل في هذا التوقيت ينسجم مع الطبيعة المناخية للمنطقة، حيث تكون الأجواء ألطف، والذهن أكثر صفاء، والجسد أكثر نشاطا. * إنّ إعادة هيكلة أوقات العمل لتبدأ بعد الفجر، مع تقليص عدد الساعات لاحقا، قد تكون حلا حضاريا وعمليا يُحقق التوازن بين الدين والواقع، ويقلل من أثر موجات الحر على الصحة العامة وكفاءة الأداء، ونجد هذه الثقافة في دول أوروبا وأمريكا في استيقاظهم وتوجههم لاعمالهم فجرا وما ينتج عنه من انجاز وابداع وبكرة في الوقت. * لقد أثبتت التجارب العالمية، لا سيما بعد جائحة كوفيد-19، أن العمل عن بُعد والعمل المرن ليسا عبئًا بل فرصة لإعادة هيكلة بيئة العمل بما يتناسب مع المستجدات. وفي مناخنا الحار، يصبح هذا الخيار وسيلة وقائية ومهنية في وقت واحد. * آخر جرة قلم: إن التكيف مع الأحوال الجوية والمناخ ؛لا يعني فقط الاستعانة بالتكييف وجعله الملاذ الأول في السكن والتجمعات الأسرية، والحل الأمثل في المجمعات والاماكن والمطاعم المفتوحة وجعل المكيفات الحل الارضي في تلك الأماكن المفتوحة، بل يتطلب تفكيرًا وتخطيطا إستراتجيا مرنا، يضع الإنسان في مركز الاهتمام، ويعتمد استراتيجيات مرنة في التوقيت والدوام، تراعي ظروفه وتدعم أداءه وتحقق الإنجاز والابتكار.
396
| 03 يوليو 2025
* عاشت الدوحة ومواطنوها ومقيموها ليلة امتزجت فيها المشاعر بين ذهول وخوف وبين دهشة وهلع في ليلة سقوط الصاروخ على قاعدة العديد. لم يكن مجرد خبر عاجل تناقلته القنوات الإخبارية العالمية في نشرات الأخبار. * كان وقع اللحظة أعمق، مسّ وجدان كل من يعيش فوق هذه الأرض الغالية. مواطنون ومقيمون، تقاسموا مشاعر القلق الإنساني، وطال الاهل والأصحاب في دول العالم، يومها لم تتوقف الاتصالات ولم يهدأ الوتساب والرسائل النصية وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي * مع كل ذلك وتسارع الاخبار والمؤتمر الصحفي تتسابق التساؤلات التي تدور في الخاطر: هل سنظل بمنأى عن صراعات المنطقة؟ وهل ستبقى الدوحة، بما تمثل، واحة أمن وسلام وسط العواصف والصراعات؟ * هذه التساؤلات تطرح وتتسارع ؛لكن سرعان ما بدد صوت الحكمة ذلك القلق. إذ جاءت الدبلوماسية والتعاطي الرسمي مع الحادث بهدوء الواثق المطمئن، في موقف جسّد مجددًا كيف تكون الدولة حين تتسلح بالرؤية والحكمة والعقل. * لم تنجرّ قطر إلى المزايدات، ولا إلى التصعيد ولا ردة فعل لا تحسب عواقبها. فالحدث أكبر من مجرد صاروخ قُوبل بمضادات ومواجه ومنع من تكرار ومن خسائر؛ بل كان اختبارًا جديدًا للدبلوماسية القطرية الناعمة، ولقدرتها على تحويل التحديات إلى رسائل قوة.. * فمن موقعها الجغرافي الحساس، ومن حجمها الذي بات أكبر من المساحة، تواصل قطر تقديم نموذج يُحتذى في العمل السياسي الدولي. ليست دولة صدامات، بل دولة حلول. ليست طرفًا في النزاعات، بل جسرًا للسلام. وها هي ثمرة هذه السياسة تتجلى في مواقف العالم؛ دول صديقة وشقيقة سارعت إلى استنكار الحادث، والوقوف إلى جانب قطر، تأكيدًا على مصداقية واخلاص الدور القطري وفعالية حضوره وتأثيره في القضايا الدولية. * لقد أثبتت التجربة أن هذا الحضور لم يبن بالصدفة، بل بذكاء حكمة دبلوماسية حقيقية، قائم على الصدق، والالتزام بالشرعية الدولية، وتقدير أهمية و قيم الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات. * ولهذا تحظى دولة قطر وقيادتها اليوم باحترام وتقدير عواصم دول القرار الكبرى، وبثقة شعوب المنطقة، التي ترى في الدوحة رئة سياسية نقية تُنعش الأمل في الاستقرار. * ربما لم يُعلن ذلك في بيان رسمي، لكنه كان واضحا وملموسا في مشاعر المواطن والمقيم من الأمان الذي يعد أكبر وأعظم النعم. مع تداعيات الصارخ المرسل لقاعدة العديد وتباين ردات الفعل، إلا أننا شعرنا جميعًا بالأمان، لأن قيادتنا الرشيدة أحسنت قراءة المتغيرات، وأحسنت التصرف في أصعب اللحظات والظروف والأزمات..فما مررنا به منذ سنوات من أزمات حصار وكوفيد 19 أدركنا كشعب نعيش على هذه الارض الطيبة أن قيادتنا تضع الجميع تحت حمايتها وأمنها واستقرارها وتتخذ كل السبل والخطط والاستراتيجيات التي تؤمن لها العيش بسلام وطمأنينة. * آخر جرة قلم: وفي خضم الصراعات والخلافات والأزمات وما كان بين إيران وإسرائيل، ظل اسم قطر حاضرًا ليس كطرف في النزاع، بل كصوت الحكمة، وجسر للحوار، وقيمة ثابتة في معادلة الأمن الإقليمي في المنطقة. وهذا الحضور المتوازن والذكي، ما كان ليتحقق لولا القيادة الرشيدة تحت ظل قيادة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، التي ظلت تُراهن على قوة الكلمة، وصدق الموقف، وحنكة السياسة، ودبلوماسيتها الذكية بعلاقات دولية صادقة.تؤكد أن قوة الدول لا تقاس بما تملك من عتاد ومساحة، بل بما تملك من حكمة قيادة تملك الرؤية والبصيرة. حفظ الله قطر وجعلها دوما ناصرة للمظلومين وصادقة بمواقفها التي لا تتغير ولا تتأثر بسياسة دول وتقلبات مواقف..
342
| 30 يونيو 2025
تشكل الرياضة دائما الملاذ للشعوب، والمجال الذي تلتقي فيها القارات والمواهب، وتنتصر وتحقق لقاء الجماهير والشعوب في كأس العالم وفي المنافسات المختلفة، وكان لنا التميز في استضافة كأس العالم قطر 2022 وما نتج عنه من مزايا وانتصارات ونتائج للاستضافة القطرية في تحقيقها أهداف واهمها الحفاظ على الهوية الوطنية وحفظ الدين ومنع ممارسات وما تحقق لقطر من جعلها وجهة سياحية للشعوب من مختلف أنحاء العالم. * وفي قلب باريس، وتحت أضواء ملعب حديقة الأمراء، نبض قلب قطري بالفخر. فهي ليست قصة ناد رياضي فحسب، بل قصة وطن آمن بقدراته، واستثمر في حلم رياضي فتح له أبواب العالمية. * منذ عام 2011، حين قررت دولة قطر الاستحواذ على نادي باريس سان جيرمان، عبر “قطر للاستثمارات الرياضية”، تغيّر وجه الكرة الفرنسية، وتحوّل المشروع إلى مرآة تعكس طموحات دولة صغيرة في مساحتها، عظيمة في تأثيرها. * أذكر حينها طرحي لسؤال وما الفوائد المالية التي ستجنيها قطر من خلال الاستثمار في نادي باريس سان جيرمان؟ هذا الاستثمار لم يكن خطوة عشوائية أو مجرد مغامرة مالية، بل كان مشروعًا وطنيا بامتياز، يحمل في طياته رؤية استراتيجية تسعى إلى توظيف الرياضة كأداة دبلوماسية، وكقوة ناعمة تعزز الحضور القطري على الساحة الدولية. * قاد هذا المشروع رجل امتلك إيمانا وصبرا وبعين ثاقبة ويد ثابتة، ناصر الخليفي، الذي جمع بين الكفاءة الإدارية والفكر الرياضي، فحوّل النادي إلى منصة تواصل حضاري وثقافي. * تحت قيادته، أصبح النادي مركزا لنجوم عالميين مثل ميسي نيمار، ومبابي. وسرعان ما بات باريس سان جيرمان ينافس بقوة على البطولات الأوروبية، ويجذب أنظار العالم إليه، لا كلاعب فقط، بل كلاعب استراتيجي في صناعة الرياضة الدولية والاستثمار فيها. لكن خلف هذه الإنجازات، كانت هناك تحديات جسيمة. * خلال 14 عاما، واجه النادي وإدارته انتقادات لاذعة، وضغوطات سياسية ورياضية، أبرزها المعارك المتواصلة حول قواعد اللعب المالي النظيف، والتشكيك في مصادر التمويل، ناهيك عن الحملات الإعلامية التي حاولت النيل من صورة ناصر الخليفي كشخص وكرمز للنجاح العربي في أوروبا. كما واجه النادي إخفاقات وهزائم في دوري أبطال أوروبا رغم الاستثمارات الضخمة، وتعرضت إدارته أحيانًا للانتقاد بسبب كثرة التغييرات للمدربين، وصعوبة السيطرة على النجوم. * لكن وسط كل هذه العواصف والتحديات ومحاولات إفشال هذا الاستثمار، بقي المشروع صامدا، ومتميزا. لم يكن الرد بالكلمات وإضاعة الاوقات في رد وحوارات ولقاءات لا طائل منها، بل بالاستمرارية، وبالإيمان الثابت بأن الرياضة، حين تُدار بالقيم والاتزان، قادرة على تجاوز كل عائق. * وها هو النادي لا يزال يحتفظ بمكانته بين الأندية المتميزة والنخبة، مدعوما بثقة الدولة وإيمان جمهور بات يرى في كل مباراة علَم بلاده يرفرف في قلب أوروبا. * آخر جرة قلم: إن ما صنعته قطر من خلال هذا الاستثمار يتجاوز حدود الرياضة. إنه درس في كيف يمكن للدول الصغيرة أن تصنع تأثيرا كبيرا وحاضرا في دول العالم، حين يكون وراء القرار رؤية، ووراء المشروع إخلاص، ووراء القيادة شخصية تؤمن بأن النجاح لا يُقاس بالبطولات وحدها، بل بما تزرعه من انطباع وهوية وتأثير. أصبح اسم باريس سان جيرمان في الملاعب مرادفا لاسم قطر: دولة تبني، وتلهم، وتفتخر.وتصبر وتتحدى وتنجز وتتجاوز كل الاتهامات والافتراءات والهجوم الإعلامي الذي سبق كأس العالم قطر 2022 لتستمر بالتمييز بذكاء قيادات وطنية كنموذج ناصر الخليفي التي تؤمّن بأن الله معها وبالإرادة ودعاء الأم في تحقيق فوز وبطولة يشعر معها الوطن والابن بثمرة الصبر وتجاوز العقبات وتحويل التحديات إلى إنجازات ومكسب يفتخر به الوطن..
660
| 26 يونيو 2025
* اعتدنا في منطقة الشرق الأوسط وفي سنوات مضت وأيام قليلة مضت؛ أن ننام آمنين مطمئنين.. ونستيقظ بأحداث مشتعلة، وأخبار متسارعة وحرب وغزو وحصار وأزمات.. * أحداث متسارعة، وأخبار متلاحقة… كأن منطقتنا العربية لم تعرف يوما طعم الاستمتاع في فصول العام والهدوء!. * صواريخ تتطاير وحروب وغارات من غزة إلى الضفة الغربية، ومن ساحل المتوسط إلى مضيق هرمز… الجبهات تشتعل سياسيا وعسكريا واقتصاديا، وكل طرف يمسك الزناد متحفزا، بينما الشعوب تقف متعبة منهكة حيرى تحمل أثقال هجرة وعزلة وتقف بين أنقاض الأمل على أمل عودة وأمان وطن ومكان. * ما يحدث اليوم ليس مجرد مناوشات طائشة وعابرة؛ بل فصل جديد في كتاب تاريخ حديث أعيد كتابته وطباعته بنسخة حديثة تعبر وتترجم سنوات من الصراع! * فصل يتضمن بين دفتيه خطر الانزلاق والتوجه إلى مواجهة إقليمية واسعة حذرت منها دولة قطر ، قد تجر خلفها المنطقة ودولا أخرى لم تكن على أهبة الاستعداد لتلك الانزلاقات ! * لا تزال صور الأمهات الثكلى والأطفال والجرحى والشهداء والضحايا والدمار في غزة مستمر أمام العالم، وأمام المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكنا.. ليثبت للعالم ازدواجية توجهات دول كبرى وضيق وأنانية رؤية قادتها!. * تعيش آلاف العائلات في خطر الموت والخوف والدمار والتشرد والتهجير، بينما العالم ينشغل بالاجتماعات وبالتصريحات الدبلوماسية التي غالبا ما تبقى حبراً على ورق وكلامات لا تتعدى حدود قاعة الاجتماع! * في خضم هذا المشهد المربك، أين صوت الحكمة؟ أين المبادرات الإقليمية الجادة لوقف النزيف؟ لم يعد كافيًا أن نطالب ببيانات شجب واستنكار؛ المطلوب رؤية إستراتيجية شجاعة من قادة المنطقة، ترتكز إلى منطق المصالح المشتركة وحق الشعوب في الاستقرار والنماء والعيش بسلام وأمان تبني وترعى أجيالا تبني الأوطان. * وكلمة حق وصدق أقولها بثقة لأشيد بالدور الكبير والمهم الذي تقوم به الدبلوماسية القطرية وممارسة قوتها الناعمة التي أثبتت خلالها دولة قطر في السنوات الأخيرة أنها صوت الحكمة والعقل وسط تصاعد الأزمات. * الحكمة القطرية المتمثلة بحكمة قيادتنا الرشيدة؛ والتحرك الدبلوماسي الصادق الذي لا يهدأ ولا يتكاسل ولا يقف جانبا مترددا.. وإنما تحركات مستمرة عبر الوساطات المباشرة، وعبر بناء قنوات حوار مع مختلف الأطراف المختلفة والمتنازعة، وهو ما يعكس معنى حقيقيا ونهجا متكاملا في تقديم الحلول السليمة، ونأي المنطقة عن دوامات الحروب والأزمات والعنف. * أصبحت قطر عنوانًا للدبلوماسية الناعمة والهادئة والبناءة، مع تركيز واضح على قضايا العدالة الإنسانية ودعم استقرار الشعوب. * واليوم أمام ما تعانيه المنطقة من فوران حرب، وفورة أزمات، وصراعات دول.. أصبحت الحاجة ماسة إلى تحرك عربي- إسلامي موحد، بعيدا عن الحسابات الشخصية والضيقة للدول؛ وإنما تحرك الدبلوماسية الناعمة والصلبة في الوقت ذاته، لوضع حد لإعصار وأزمات متكررة يكون ضحيتها الشعوب قبل غيرهم، تحرك وحوارات بناءة لآفاق تهدئة وسلام. * آخر جرة قلم: مع تغطيات مباشرة للمعارك يزداد الوجع والألم، ومعه لا تفقد الشعوب والدول الأمل. ففي كل أزمة فرصة وفي كل مأساة دروس. ودور الحكمة وحضورها الدبلوماسي في إعادة الهدوء للمنطقة، وإيجاد الحلول الحكيمة التي تسعى جادة لإخماد نار حرب لن تجد من يطفئها إن استمرّت أنانية قادة وعشوائيات قرارات تصدر من هناك لتتحكم في دول وشعوب ومصيرها وتسعى لتغيير خارطة العالم حسب مصالحها.. هنا ! الله نسأل أن يسخر الحكمة التي توقف عبث عشوائية حروب لا طائل منها!
528
| 19 يونيو 2025
• جاء العيد ورحل بإجازته القصيرة والسريعة، نحن نعيش زمنا يختلف عن أزمان سابقة، اليوم يمضي سريعا كالثواني، والشهر يرحل وكأنه يوم!.. وتتغير أرقام العام ونتفاجأ بوصولنا لبوابة نهاية العام لاستقبال عام جديد بأرقامه وكأنه لم يقدم لتقارب الأيام وتقارب الأحداث والذكريات والصور !! • ومع تلك السرعة العجيبة في حساب الزمن؛ نحتاج حسابات مختلفة لكل شيء.. للأعمار والأعمال وللإجازات. • نعيش كمسلمين مناسبتين في العام في احتفالات العيدين عيد الفطر، وعيد الأضحى، ويسبقهما شهر رمضان بروحانيته وبركاته وعظم أيامه؛ لتحدد بعدها بقانون الإجازة والتي تبدأ من 28 رمضان إلى 4 شوال لتصبح 6 أيام بدلا من 9 أو 10 كانت مناسبة لصوم 6 شوال بعدها، ومناسبة للتواصل واللقاءات والاستجمام بعد شهر متواصل من العبادة والطاعات، ويتم تقصيرها ! • وفي سنوات سابقة كنا في قطر نتميز بإجازة الخمسة أواخر من شهر رمضان والتي تم إلغاؤها منذ فترة، رغم جمال وبركة تلك الأيام لمن يكونون على رأس أعمالهم. وكنا نتميز بتلك الخمس الأواخر. • ويأتي شهر ذي الحجة، وفي تاسعه يقبل خير الأيام؛ يوم عرفة، وبعده عيد الأضحى، وشعائره من ذبح الأضاحي، وزيارة حجاج بيت الله الحرام بعد أداء مناسكهم، وأيضاً يصدر قانون بتحديد وتقصير الإجازة لتكون من 9 ذي الحجة إلى 13 ذي الحجة لتكون خمسة أيام تتخللها الإجازة الأسبوعية دون تعويض عنها. • كمسلمين لدينا إجازة نهاية الأسبوع يوم الجمعة المبارك، ونحن في قطر لدينا إجازات محددة؛ إجازات العيدين، وإجازة اليوم الرياضي، وإجازة اليوم الوطني فقط.. قطر لا تمنح إجازة استقبال العام الميلادي الجديد، ولا استقبال العام الهجري الجديد، ولا إجازة يومين للاحتفالات الوطنية، ولا كالدول الغربية في منح الموظفين والطلاب إجازة الكريسماس أسبوعين. • مثل هذه الإجازات لها أثرها النفسي والاجتماعي والاقتصادي التي تتحقق خلالها على المستوى الأسري وعلى مستوى الدولة. • فهذه الإجازات الخاصة بعد مواسم الطاعات مهمة، وتشجع على الترابط الأسري والتواصل الاجتماعي والزيارات خلالها. • من المهم وضع الاعتبارات الاقتصادية والاجتماعية وأثرها على الفرد والأسرة والمجتمع والدولة، فالإجازة سواء للمواطن أو المقيم تحقق نتائج إيجابية، ونفسية، وتشجع على حركة السوق والاقتصاد، وإذا ارتبطت هذه الإجازات بالسفر فهذا بحد ذاته حركة للنشاط المالي، وتجديد للنفسيات لمن استطاع السفر وملك الإمكانيات المادية دون قروض وتكبد مالي. • نعيش في مناخ حار صيفا، والذي قد لا يمكن للبعض قضاء الإجازة الصيفية ارتباطاً بالطلاب.. أن يقضيها خارج الدولة، ليكون التخطيط بالتواجد والاستمتاع بصيف قطر وأنشطتها السياحية المتنوعة والتي يفترض أن تنشط شتاء وصيفا.. • وقضاء الإجازة في داخل قطر يحقق المقصد من التنوع الاقتصادي والاستدامة للسياحة وتشجيعها في مجالات وقطاعات متعددة. فهذه الإجازات الرسمية تحقق فائدة في التخطيط لها مسبقا، إلا أن ذلك لا يمنع من أن تكون مرنة كما كانت مع مراعاة الإجازة الأسبوعية. • آخر جرة قلم: ثقافة الإجازة، وكيفية الاستفادة منها سواء على مستوى الفرد أو الدول له نتائجه في تنشيط السياحة وتحقيق المنافع الاجتماعية بالتواصل الاجتماعي واللقاءات الأسرية، من المهم اغتنام الإجازات الرسمية والاستمتاع بها، وتحقيق المنافع الاقتصادية بتنشيط حركة السوق وقضاء أوقات في المنتجعات ومراكز التسوق، ثقافة الإجازة بحد ذاتها تحتاج برمجة وجدولة لتحقق نتائجها النفسية والاجتماعية والاقتصادية بحسن اغتنامها والاستمتاع فيها..
3453
| 12 يونيو 2025
• في زحمة الحياة، ووسط تقلبات الأيام، وبعد مواسم طاعات ؛يشرق علينا يوم عرفة بنوره، وبركته وعظم ثوابه وأثره؛والرحمات المهداة للأرواح يوم تتنزل الرحمة، ومعه الأمل لا ينقطع، والذنوب مهما تكاثرت؛ فإن العودة إلى الله ممكنة ومشرعة الأبواب للتائبين مهما اخطأنا وأذنبنا. • يوم عرفة، تاسع ذي الحجة، هو من أعظم أيام السنة، يوم اختاره الله ليتنزل فيه على عباده بالعفو والمغفرة، يوم يباهي بهم ملائكته، ويعتق فيه من النار أعدادًا لا تُحصى. قال النبي ﷺ: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدًا من النار من يوم عرفة.» • هو الركن الخامس الأعظم الحج، والوقوف بعرفة هو ذروته، لكن عرفة لا يخص الحجيج وحدهم، ففضله يعم كل المسلمين. فمن صامه، كُفّرت عنه ذنوب سنتين؛ سنة ماضية وسنة مقبلة. ومن دعا فيه، فتحت له أبواب السماء، وسُمع منه كل خلجات وأماني الروح والفكر و رجاء الصادقين. • نؤمن كمسلمين أن الرسالات السماوية تلتقي وتجتمع في جوهرها على التوحيد، وتكتمل في الإسلام خاتم الديانات السماوية..الذي جاء مصدقًا لما قبله. • وفي مناسك الحج، نلخّص تاريخ الإيمان منذ إبراهيم عليه السلام، حين أمره الله أن يرفع القواعد من البيت، واستجاب هو وابنه إسماعيل بقلبيهما قبل أيديهما. فالحج ليس مجرد شعائر، بل اتباعٌ لسُنّة خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام واستحضار لقصة الفداء، والصدق، والتسليم. • في يوم عرفة، نستحضر الروح والفكر والإرادة ونتوقف عن السعي الخارجي، ونتوجه إلى السعي الداخلي، إلى مراجعة النفس، ومصالحتها مع الله ومع ذاتها. هو اليوم الذي نعيد فيه ترتيب الداخل، ويعلّمنا أن النجاة لا تكون بكثرة الأفعال، بل بصدق النية ونقاء القلب. • في هذا اليوم، تتجلى معاني التوبة والخضوع، وتذوب الكبرياء البشرية أمام عظمة الخالق. تتجلى الروح، وتشفّ النفوس، ويعلو صوت الدعاء على كل ضجيج. وتتلاشى الذنوب..امام عظمة اليوم. • وفي زمن غابت فيه السكينة عن كثير من الأرواح، يأتي يوم عرفة كبلسم سماوي، يربت على القلوب المرهقة، ويوقظ فينا أجمل ما في الإيمان من طمأنينة ويقين. وتوجه صادق بيقين إلى الخالق سبحانه وتعالى القريب المجيب المتفضل بجلالته ليكون في يوم عرفه لعبادة الذين أتوه من كل فج عميق. • وتبقى ذكريات هذا اليوم رحلة لا تُنسى... لمن سهّل الله له الوصول، ولأولئك الذين أمضوا سنوات يجمعون نفقة الحج، أو ساروا على أقدامهم في قوافل الإيمان، يقطعون المسافات والشهور وتقلبات الفصول للوصول إلى بيت الله. إنها ليست مجرد رحلة، بل شهادة حب وولاء، وعهد لا يُمحى بين العبد وربه. • آخر جرة قلم: من أدرك هذا اليوم.. يوم عرفة، وكتب لك عمرا ونفسا وصحة وعافية ؛لا تجعله يمضي كغيره من أيام. احرص فيه أن تصافح قلبك، وتستجمع الأماني، واغسل ذنوبك بالدعاء، وتذكر أن ربك أقرب إليك مما تظن.يراك ويسمعك ويعلم ما تريد سبحانه أقرب إلينا من حبل الوريد وفي يوم عرفة يتنزل الله سبحانه وتعالى يباهي ملائكته بعباده.. وبعفوه وغفرانه ورحماته.لنرفع الأكف بخلجات الروح والدعاء: «اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني.» قال رسول الله ﷺ:»خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي:لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» تقبل الله منا ومنكم الدعاء وصالح الأعمال وسهل ويسر لحجج بيته حجتهم بحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور.. وكل عام وأنتم بخير
345
| 05 يونيو 2025
•تحولت دولة قطر في السنوات الأخيرة، إلى وجهة سياحية متألقة ومميزة، ووجهة سياحية على خارطة العالم، مدفوعة برؤية استراتيجية طموحة تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاستدامة الاقتصادية. •وقد كانت استضافة كأس العالم 2022 بمثابة نقطة انطلاق جديدة نحو ترسيخ مكانة قطر كوجهة جاذبة تجمع بين الأصالة والحداثة وتحافظ على هويتها الإسلامية والعربية والخليجية. •وبدأ الاهتمام بالسياحة في قطر ليس من مجرد نشاط اقتصادي، بل مشروع وطني متكامل يربط بين الثقافة، والتاريخ، والطبيعة، والخدمات المتطورة، وتسخير الإمكانيات لتسهيل الوصول والإقامة والسياحة في قطر. •تضم الدوحة العديد من الوجهات والاماكن التي تجذب اهتمام السائحين؛ من اهم الاماكن متحف قطر الوطني الذي يختزن ذكريات الوطن عبر التاريخ، والمتحف الإسلامي بمقتنياته الفريدة، والتي تعكس مزيجًا فريدًا من تراث إسلامي ومحلي غني ورؤية مستقبلية متقدمة. •ساهمت العديد من المشاريع مثل لوسيل، وسوق واقف، والحي الثقافي كتارا، لتكون نماذج حية للتجربة القطرية المتكاملة. والتي تعكس مدى التطور الذي تعيشه قطر. وكذلك اصبح عدد من ملاعب كأس العالم نموذجا جاذبا للسياحة المحلية. •وكان لاستضافة كأس العالم دور مهم في تعجيل الكثير من المشاريع؛ فقد أدركت قطر مبكرًا أهمية الاستثمار في البنية التحتية، فأنشأت شبكة مواصلات حديثة "الريل"، وميناء الدوحة، وبالطبع مطار حمد الدولي الأفضل عالميًا، إلى جانب بناء العديد من المنتجعات والفنادق العالمية التي بدأت في ارتفاع نسبة التشغيل، خيارات إقامة متعددة تلبي مختلف الأذواق. مثل منتجع سلوى، منتجع الزلال، البنانا وغيرها. •تحرص قطر متمثلة في الهيئة العامة للسياحة وزورا قطر visit Qatar لتعريف السياح بثقافة البلد، وتعزيز التواصل بين الزائر والمجتمع المحلي. وتشجيع السياحة لعديد من الأنشطة والفعاليات المتنوعة السياحة والتي تسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني. ليكون للسياحة الكلمة والسطور التي تكتب لزيارة قطر ذكرى لا يمكن نسيانها. •تُعد السياحة أحد محركات النمو الاقتصادي البديلة، إذ تساهم في خلق فرص عمل جديدة، وتنشيط قطاعات خدمية مثل الفعاليات المتنوعة والمعارض وتستغل استضافة قطر للمؤتمرات والفعاليات ليكون للنقل والضيافة وتنشيط الاقتصاد الدور المهم. ومع تصاعد معدلات الزوار، تتزايد حركة الاستثمار في المشاريع السياحية، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني. •تعتبر السياحة ركيزة أساسية في ظل رؤية قطر الوطنية 2030، لتحقيق التنمية المستدامة بعيدًا عن الاعتماد على النفط والغاز والتي سيأتي لها يوم لتنضب وليكون للاجيال القادمة الحق في الاستثمارات والحياة المرفهة. •الاهتمام بالسياحة ودورها المهم في تنشيط الاقتصاد يحتاج إلى تفعيل واهتمام لا يقتصر على المنشآت والمرافق فحسب، بل يتطلب كذلك التأهيل والاهتمام ببناء كوادر وطنية متخصصة في إدارة القطاع السياحي، وتمتلك ثقافة ومعلومات عن الدولة وتاريخها ومشاريعها. •من المهم تطوير البرامج الترفيهية والثقافية التي تستجيب لتنوع الزوار واهتماماتهم، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص. •من المهم أيضًا الحفاظ على الهوية القطرية والخصوصية الثقافية في ظل الانفتاح السياحي. نجاح السياحة واستمرار وجود الدولة كخيار مهم واول للسياحة يتطلب السياحة المستدامة وهي لا تعني التنازل عن القيم ولا تبعية ما يريده الآخرون، بل تعني التمسك بالقيم والعادات والهوية الوطنية لتكون تجربة السائح أصيلة تحترم البيئة والمجتمع وتقاليده وثقافته. •إن مستقبل السياحة في قطر واعد، لا سيما مع اقتراب استضافة فعاليات دولية كبرى كدورة الألعاب الآسيوية 2030. وكأس العرب في ديسمبر 2025. وبينما تمضي البلاد في تنفيذ استراتيجيتها الوطنية للسياحة، فإن الدور الأكبر يقع على الجيل الجديد للمشاركة في صياغة تجربة سياحية تعكس صورة قطر المتحضرة، المتجذرة، والمضيئة عالميًا. ويتحقق ذلك بتخصيص المواد الدراسية والبرامج الثقافية والتلفزيونية التي تسهم في تأهيل الاجيال القادمة لمعنى التنوع الاقتصادي المستدام والسياحة المستدامة.
1236
| 29 مايو 2025
تلعب الدبلوماسية دورا مهما وجوهريا في كل أشكال العلاقات سواء على مستوى الدولة بدبلوماسية دولية أو محلية، أو العلاقات الشخصية تلك العلاقات الرسمية أو العلاقات القريبة من أقارب وأصحاب. وتأتي الظروف والأزمات والمناسبات بأنواعها لتكون الملعب الحقيقي والأرض الخصبة لهذه الدبلوماسية وأثرها، من الناس من يراقبك، ويسأل عنك، وعن مخططاتك وأحوالك؛ بطريقة غير مباشرة إن كانت العلاقات رسمية وغير قريبة، يحاول أن يجد منفذا ومدخلا ليصل إلى دائرتك ليكون متواجدا وحاضرا. يحاول أن يجد خيطا يوصله إليك.. وهناك من يكون قريبا، ويعلم بكل ما تمر به من ظروف ومناسبات وأحوال.. وتكون الأبواب مشرعة له.. وهنا.. متى كانت الأرواح طيبة كانت هذه العلاقات طيبة وتجدهم يفرحون لفرحك ويحزنون لحزنك ولا ينتظرون توقيتا ودعوة ومناسبة ليتوافدوا إليك، أو إذنا للوصول والدخول إليك.. وهناك من لا يراقبون، ولا هم من الدائرة القريبة، ولكنهم يدركون معنى المشاركة ومعنى الواجب، ومعنى قيمة وأثر المشاركة بكل أنواعها دليل رقي ووفاء لموقف أو حوار.. وسائل التواصل الحديثة تقرب من يسمح لهم بالاقتراب والتواجد معك في كل ظروفك.. وتمارس الحظر والحذف والتجاهل لمن نياتهم إشباع الفضول لا غير!! قد نفتقد الخصوصية في المناسبات والأفراح وتلك اللحظات العائلية الخاصة بفوضى وهوس التصوير الذي يمنع الراحة والطمأنينة من المكان. ومعها تفتقد متعة الحدث والأجواء، وتسود الفوضى ويغلب الحذر.. وبين كل ذلك نحتاج للذكاء الاجتماعي والدبلوماسية التي تقنن وتنظم كل ذلك.. دبلوماسية تمكننا من اختيار من يقتربون من دائرتنا، ودبلوماسية خصوصية تمنع فضول بعض البشر من الاقتراب.. بين كل ذلك.. تدرك أن النية الصادقة، والروح الراقية، والنفس الطيبة، متى وجدت مكانا وخلقا بإنسان كان معك بكل تلك المعاني قربا أو بعدا.. تستشعر بصدق نيته ومشاركته. من رقي الأخلاق وسموها البعد عن الفضول بكل أشكاله وأنواعه.. ومنع فضول السؤال والاقتراب لمن نفرت وبعدت الروح منهم.. فلا تحمل الروح ما لا تطيق ولا ترهق الفكر بكثرة التفكير والتحليل، ولا تزعج سكون النفس بضجيج لا تريده أن يكون.. آخر جرة قلم: بعض البشر يبقون معنا ذكرى وحديثا وصورًا وإحساسا؛ وإن غادروا المكان بعدا ومسافة، وغابوا عن دفتر الذكرى، ولم تجمعهم لقطة وصورة اللحظة.. إلا أنهم باقون وقريبون منا. وبعضهم رغم قربهم وحضورهم ووجودهم إلا أن مسافات الشرق عن الغرب تجعلهم غائبين! من الرقي أن نملك قرارا دبلوماسيا راقيا.. لا نجرح خلاله أحدا، ولا نظلم الآخرين، ولكن نحمي أرواحنا وذواتنا من فضول وحسد وإزعاج، وتراكم أحقاد لا دخل لنا بها، أو أن نحملها ما لا تستطيع تحمله.. لهو القرار الصائب والأمان لسلامة أرواحنا وأرواحهم وجعل الحدود أساس العلاقات قربا أو بُعدا…
384
| 22 مايو 2025
• ترتبط الشهور بمواسم من الاحتفالات والأعياد، وبمناسبات مختلفة، ويرتبط شهر مايو بدخوله في تقويم كل عام بالفرح والأهازيج وكل مشاعر الفخر والحماس بتخرج الطلاب والطالبات من الجامعات الوطنية والعالمية التي تحتضنها دولة قطر. • شهر مايو من كل عام غني بالتفوق والإنجازات، شهر يجنى فيه ثمار الجهد والتعب والسهر وسنوات رافقتها أشكال التحديات والعقبات، والإصرار على الوصول وتحقيق الاهداف. يرافق كل تلك المشاعر كمية لا حدود لها من الفرح والتهاني والاحتفالات التي يعيشها الخريج وأسرته واصدقائه. • طاقة النجاح والفرح تتناقل وتسيطر على كل شيء في وسائل التواصل الاجتماعي واللقاءات والاحتفالات في كل مكان. تجد الخريجين بمعطف وقبعة التخرج في المطاعم وحولهم الاهل والأصدقاء يحتفلون، يرتدون الورد ويحملونه، وتشع من أعينهم كل المشاعر الصادقة والجميلة التي تعكس جمالها على كل شيء حولها. ورغم طاقة النجاح والإنجاز، تجد من الناس والشخصيات والقلوب والعقول والأرواح التي يصعب عليها مشاركتك فرحتك وقول كلمة مبروك. • تستغرب من كمية الجمود والأنانية والبخل في الأقوال والأفعال! يتحركون وكأنهم خشب مسندة لا مشاعر ولا آدمية حقيقية وانسانية تعيش معهم، وصل بالناس كمية من البرود والجمود الأخلاقي وكأنهم يعيشون بعالم مختلف يتحركون فيه ولا يرون معهم وحولهم بشر. • مواقف بسيطة تظهر تلك المعادن. وتميز الأرواح الراقية وتظهرها عن غيرها، يصعب عليهم إفشاء السلام، ويصعب عليهم النظر والسؤال. ويغيب الوفاء من قاموس تعاملهم. • يصعب عليهم قول كلمة حق وعدل وإنصاف. وتعجز ألسنتهم قبل اجسادهم من مبادرة ومشاركة غيرهم فرحه ونجاحه ومناسبته. نعيش زمنا قريبا تتباعد القلوب، ومعها لا تلتقي الأرواح ولا تتقارب ولا تتآلف. • في قانون السياسة تختلف المبادئ وتختلف معها المبررات والغايات وأشكال الاقتراب والابتعاد. في قانون السياسة تسود لغة خاصة؛ لغة المصالح ولغة قوة المال والاقتصاد التي اصبحت المحرك الأساسي والقوي لمكانة الدول وتأثيرها وقوتها الناعمة، وقربها أو تهميشها. • وفي لغة العلاقات الانسانية هناك علاقات تربطها صلة رحم. وعلاقات قائمة على الوفاء والإخلاص بتقارب القلوب وصدقها وهي لغة الاصدقاء الحقيقون. الأقارب يجتمعون بصلة الرحم. والأصدقاء يجتمعون بقرابة القلوب. ونقاء الأرواح وصدقها. • الصديق الوفي يكون حاضرا روحيا وفكريا دائما ولا ترتبط عمق العلاقة بالتواصل الدائم، وإنما أرواح تلتقي بنقاء وصدق ودعاء في ظهر الغيب في قرب او ظروف جعلتها بعيدة. • الصاحب دوره ووجوده مهم في دعم صاحبه وصديق عمره ومشاركته الفرح والإنجاز ودعمه في صعوبات وتحديات، ويمد له يد العون متى احتاجه ويدعمه متى زاره اليأس إلا اننا نعيش زمنا قريبا بكمية الامبالاة والا إنسانية وأنانية مقيته تسيطر على البشر. • الكريم في اخلاقه وتعامله يكون كريما دائما وحاضرا. في أقواله وأفعاله. بحضور أو غياب. الكريم لا يقول إلا صدقا، ولا ينكر معروفا ولا يغدر صداقة سنوات. • الكريم تبقى مودته ولا تمحى ولا تزول بسوء ظن او ضبابية صعبت عليه الرؤية الحقيقية والواضحة. • الكريم روح نابضة بالحياة والعطاء، وكرم الأخلاق الذي لا يمنع وصوله خيالات ولا مبررات الكريم يحسن الظن ويقدم الأعذار قبل غدر. • الكريم بخلقه يحرص على ود من عرفهم وجالسهم سنوات قليلة. فكيف بمن ارتبط معهم بعلاقات وسنوات ومواقف عمر طويلة تثبت مدى صدقهم ووفائهم. • استغرب واندهش للفتور والجمود بين الناس. يتحركون أجساداً جامدة لا روح فيها. ولا رباط صدق قوي يربطها! ولا معنى للأخلاق معها. • عندما تملك روحا نابضة بالحياة، وتدرك معها قانون العلاقات التي تحرص على ود من عرفت؛ تكون هذه الروح شفافة وترى بعين الشفافية كيف هي الأرواح بقربها او بعدها وترى صدق العلاقات ونقاؤها. • عبارات بسيطة تنطق وتكشف ما تحمله الأرواح والقلوب. وعبارات يصعب نطقها والتفوه بها ويعجز صاحبها عن التعبير والمشاركة والإنسانية، لتكشف كمية الحقد الذي يكتنف تلك الاجساد وتكشفه العيون. • الأرواح النابضة بالحياة تنبض روحا وجمالا بوجودها في المكان، وتمنح جمالا وحيوية صادقة تلك الأرواح البائسة والحزينة حولها. • آخر جرة قلم وجود الإيمان الصادق بقيم العليا الراقية في الأرواح هو الميزان الحقيقي للإنسانية وعلاقاتها، ومن يجعلها تحترم إنسانيتها وآدميتها. وتحترم كل من تتعامل معها، أصبحنا ننتظر الفرح والمناسبات أملا لرؤية تلك الأرواح وجمال صدقها؛ إلا إننا أصبحنا نبحث عن وفاء العلاقات وكرمها الإنساني كعملة نادرة يصعب الحصول عليها. جهاد الفكر ونواياها السيئة، وجهاد النفس وتلونها، وجهاد الروح بالمحافظة على نقائها وشفافيتها يجعل الإنسان حاضرا وإنسانا حقيقيا في عالم تسيطر الماديات لتكون البوصلة للعلاقات ومصالحها للأسف.
333
| 15 مايو 2025
• تشرفنا جميعا كخريجين وخريجات يوم الثلاثاء الموافق 6/5/2025 في حفل تخريج الجامعات الذي أقامته مؤسسة قطر بتشريف صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وحضور سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر، احتفاء بتخريج دفعة 2025 للالتحاق بسوق العمل؛ مؤهلين بسلاح العلم وبمخرجات أكاديمية متميزة.. حملا للأمانة وخدمة الوطن الغالي عبر مؤسسات دولة قطر الكثيرة والمتنوعة … • أن نكون ضمن الخريجين فهي نعمة عظيمة، وفرح رائع، حاملين مشاعرَ التقدير والاعتزاز للدور الذي تقوم به دولة ومؤسسة قطر؛ إذ تحتضن طلابا وطالبات يدرسون فيها وينتمون إلى قرابة (47 جنسية) مشكلين قُوة ناعمة ترفدُ سياستها الخارجية وتعزز دورها الاقليمي والدولي في عالم يشهد اليوم عدواناً آثماً وجرائمَ حرب وإبادة عنصرية ضد الشعب الفلسطيني العربي الشقيق. • عشنا كخريجين وخريجات لحظات رائعة امتزجت بمشاعر الفخر والفرح نسينا خلالها ما مررنا به خلال سنوات دراسة من مشاعر وظروف وتحديات؛ إلا أنها تلاشت في تلك اللحظة مع بريق الفرح وفرح الأرواح.. • في تلك اللحظة من الزمن نتذكر تلك السنوات التي قضيناها معاً منذ أول يوم دخلنا قاعة المحاضرة نتعلم على اساتذة وعلماء فضلاء عبر النقاش؛ والعصف الذهني؛ والحوارات الفكرية العميقة والجادة، والتي من خلالها تدربنا على مهارات التفكير النقدي، والتفكير خارج الصندوق. متنقلين بين قاعات الدرس ومراكز البحوث وأرفف المكتبة تغذية لعقولنا وأرواحنا؛ نتذكر ونحن نعرج بعدها الى مسجد المنارتين ركعاً سجداً رافعين أكف الضراعة إلى المولى عز وجل بالتوفيق والسداد في دراستنا وعملنا والنصر للأمة الاسلامية والعربية في معارك الوجود التي تخوضها على كافة الأصعدة في الوقت الحالي. • وكوني انتسب لجامعة حمد بن خليفة..فإن جامعة حمد بن خليفة ليست مجرد جامعة تتشرف بأن تحمل اسم الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة (حفظه الله) باني نهضة دولة قطر الحديثة، والتي استمرت وتطورت في ظل قيادة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله) لتشكل نموذجا دوليا يحتذى به في بناء المؤسسات التعليمية على كافة المستويات. • في لحظات التخرج.. ومغادرة مقاعد التعلم والدراسة.. نتذكر دوما أساتذتنا ؛ فنحن حصادُ جهد دؤوب لأساتذتنا الفضلاء في النواحي المعرفية والتعليمية بمخرجاتها البحثية والمهارية والعلمية والتشجيع المستمر لمواصلة الدراسة. وكان لهذا التشجيع ثماره؛ على سبيل المثال فقد تخرجت في عام 2010 من كلية الدراسات الإسلامية أول دفعة دراسات عليا حصلت على الماجستير في السياسة العامة في الإسلام ؛ ومن موافقات القدر في العام نفسه أعلنت سمو الشيخة موزا بنت ناصر (حفظها الله) مولد مشروع جامعة حمد بن خليفة.. وتمضي السنوات لنكون اليوم ضمن خريجيها حاملين لها كل مشاعر الحب والاعتزاز. • لقد مثلت تجربتنا كخريجين وخريجات واقعنا وذاكرتنا التي ستظل حية دوما.. محفورة في ضمائرنا وقلوبنا ومحركة لنا للمشاركة في بناء مستقبل أمتنا والوطن الغالي قطر. • من فضل الله علينا ومن حسن التخطيط الذي تنتهجه دولة قطر في ظل رؤية قطر 2030 وبما يتماشى مع أهداف استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة والتي تشمل دعم البحوث وتعزيز التنمية البشرية..ليكون الاستثمار في الطاقات البشرية الوطنية هو المحور الأساسي الذي تقوم عليه أركانها وترتفع به دعائمها... بهدف تحقيق التنوع والاستدامة الاقتصادية. • وقد توافق تخرجنا في هذا العام مرور ثلاثة عقود من الزمن على إنشاء مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع التي نجحت وما تزال في استقطاب أجود الطاقات البشرية من جميع أنحاء العالم في مجال التربية والعلوم وتنمية المجتمع. • ومن أجمل اللحظات والصور ما كان في ختام الحفل من كلمة صادقة وحنونة وعفوية من القلب مباشرة لامست قلوبنا وأرواحنا لسمو الشيخة موزا بنت ناصر: «أباركُ لكم بناتي وأبنائي الخريجين ولأسرِكم الكريمة. وأتمنى أن لا تنتهي رحلتُكم مع العِلم بإنهائكم المرحلةَ الجامعية، قد تكونُ الشهادةٌ ضروريةً لضمانِ الوظيفةِ والاستقرارِ المادي إلّا أنّ الشغفَ المستمرَ للمعرفةِ ضرورةٌ للارتقاءِ الروحي والنفسي الذي يحرّرُ بدورِهِ العقلَ والقلبَ من عبوديةِ القوالبِ النمطيةِ والأحكامِ المسبقة.. احفظوا الله يحفظكم..». • آخر جرة قلم: في تخرجنا نحمل شعلة الإيمان بأن الإدارة تصنع المستحيل، وأن الوطن يحتاج لعلماء لا يتوقفون عند حدود التخصص بل يسعون لخدمة الإنسانية بكل ما أوتوا من فكر وعلم. وندرك خلالها أن المجتمعات الناهضة تبنى على العلم وبه تتقدم، وعليه تتطور الدول وتتميز، مكتسبة مكانتها الإقليمية والدولية وهذا ما تقوم به دولة قطر. التخرج ليس سوى البداية، إنه التزام بأن نستخدم معرفتنا وشغفنا للسمو بالأمة وتحدي الحدود وخدمة الإنسانية. عشنا فرحة التخرج والعبور من بوابة العلم والمعرفة.. في لحظة من الزمن تجعلنا جميعا كخريجين وخريجات.. ومن حضور كريم من أولياء الأمور نحمل مشاعر الفخر وأهازيج الفرح. خالص التهنئة لنا جميعا بهذا النجاح والتفوق وتطلعنا إلى مستقبل مشرق في خدمة الأمة والوطن الحبيب.
612
| 08 مايو 2025
مساحة إعلانية
هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...
4503
| 29 سبتمبر 2025
في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...
3369
| 29 سبتمبر 2025
بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...
1341
| 28 سبتمبر 2025
أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...
1197
| 28 سبتمبر 2025
من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...
1059
| 29 سبتمبر 2025
في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...
1059
| 02 أكتوبر 2025
منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...
882
| 30 سبتمبر 2025
في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...
843
| 30 سبتمبر 2025
كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...
669
| 02 أكتوبر 2025
كيف نحمي فرحنا من الحسد كثيرًا ما نسمع...
612
| 30 سبتمبر 2025
في فجرٍ قطريّ عليل، كان البحر يلمع بألوان...
609
| 30 سبتمبر 2025
لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...
570
| 03 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل