رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. سلوى حامد الملا

[email protected]

@salwaalmulla

مساحة إعلانية

مقالات

213

د. سلوى حامد الملا

وجع غزة جرح في قلب الأمة

14 أغسطس 2025 , 02:33ص

• منذ أكثر من سبعة عقود وغزة تقف وحيدة في مواجهة آلة البطش والعدوان، بينما يكتفي العرب والمسلمون والعالم بمواقف مترددة أو صامتة، وكأن الدم الفلسطيني لا يحرّك ساكنًا. 

• في زمن تتباهى فيه الأمم بحقوق الإنسان والعدالة، يظلّ الحصار والجوع والقصف جزءًا من يوميات أهل غزة، حتى صار الموت خبرا اعتياديا، والفقد ألمًا لا ينقطع. 

• لم يكن الخذلان وليد اللحظة؛ فقد بدأ حين تركت فلسطين وحيدة في مواجهة الاحتلال، وتكرّس مع تواطؤ السياسات الدولية التي منحت القاتل الحصانة والقوة والجراءة في ممارسات لا إنسانية، وفرضت على الضحية الحصار. 

• تراجع التضامن الفعلي والحقيقي لمعنى اللحمة الإنسانية والإسلامية، وتقدمت المصالح السياسية والاقتصادية على نصرة المظلومين، رغم وحدة العقيدة والدم. 

• أمام أنظار العالم، هذا العالم الذي يعاني ازدواجية معاييره فاضحة؛ تتحرك القوى الكبرى لحماية الشعوب في أماكن أخرى، بينما يترك أهل غزة يواجهون مصيرهم بلا حماية أو عدالة إنسانية.

• في غزة، الفقد أصبح حدثا وطقسا يوميا؛ أم تفقد أبناءها في قصف غادر، وطفل يودّع والده الذي لن يعود، وشاب يدفن صديقه ثم يذهب ليبحث عن ماء أو كسرة خبز ويموت!. كل بيت هناك يرسل شهيدا، وكل شارع يشهد على مأساة جديدة، حتى الهواء والزوايا وغصن الزيتون مشبع برائحة الغياب. 

• ولم يكتف الحصار بحرمان غزة من الدواء والكهرباء، بل حوّل الجوع إلى سلاح يفتك بالأحياء، فالأمهات تنام وهنّ عاجزات عن إطعام أطفالهن، والمرضى يموتون لأن أجسادهم لم تعد تحتمل. الجوع في غزة ليس نقصا في الطعام فحسب، بل كسرٌ لكرامة الإنسان وإذلال لإرادته.

• ومنذ الحرب الأخيرة التي مضى عليها سنة وثمانية شهور، وأمام استشهاد صوت الحق والقلم والإعلام، مراسلي القنوات ومراسلي قناة الجزيرة رحم الله من رحلوا وغابوا عن صوت الحق الشهيد أنس الشريف والشهيد محمد قريقع وغيرهم من شهداء رحلوا، أمام رحيلهم يتواصل السؤال المؤلم: ماذا ينتظر الضمير العالمي؟ وما هي لهجة الإنكار والشعارات واللقاءات والمؤتمرات التي لا تعدو كونها من أجل التقاط الصورة. 

• وجع وألم يقف أمامه الناس عاجزين ومكبلين، لا يملكون إلا التبرعات التي تصل أو لا تصل، ولا يملكون إلا الدعاء أمام معابر مغلقة وعالم ممن لا يرون ولا يسمعون ولا يتكلمون.

• آخر جرة قلم: ويبقى السؤال الذي يصرخ في ضمير كل إنسان: إلى متى يظل الوجع ينخر في جسد الأمة العربية والإسلامية؟ إلى متى يظل العالم يغضّ بصره عن الظلم الفادح؟ ومتى تتحول الكلمات إلى أفعال، والشعارات إلى مواقف، والقلوب إلى أياد تمتد لتنقذ ما تبقى من حياة وكرامة في غزة؟ إن غزة ليست مجرد أرض محاصرة، بل اختبار وساحة ومبدأ أخلاقي وإنساني لكل ضمير حي، وخذلانها جرح في وجه الأمة لن يلتئم إلا إذا ادرك واستيقظ الجميع أن نصرة غزة ليست خيارًا سياسيًا، بل واجب ديني وإنساني. فالتاريخ لا ينسى، والله لا يغفل، والحق لا يموت مهما طال الصمت.. وأرواح الأطفال وذاكرتهم العقلية والبصرية لن تنسى ما يمر بهم من خذلان ووجع..

مساحة إعلانية