رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الهُوية الوطنية القطرية «ثانياً»

علينا أولاً حينما نتناول موضوع الهُوية، الاجابة عن هذا السؤال: هل الهوية جواب لسؤال ما؟ أم جواب لسؤال من؟ إذا كانت جواباً لسؤال ما فهي بالتالي شيء ثابت لا يتغير كهذا الكرسي أو تلك الطاولة سيظل طول عمره كرسياً وتظل طاولة. هل الذات الانسانية تحتمل ذلك ام انها شيء متغير باستمرار بل انه اصبحت لديهم قدرة على تغيير حتى الهوية الجينية للأفراد مع زيوغ العلم وسقوط الاخلاق. إذن الهوية جواب لسؤال من؟ فسؤال الهوية الوطنية القطرية جوابه من هو القطري؟ واذا استخدمنا سؤال من فإننا نفتح مجال السرد والذات المستمرة في التغيير وتراكم الخبرات حتى يومنا هذا، فالقطري هو ذاك التراكم الذي احتوى تاريخ بناء المجتمع والدولة فيما بعد بداية من مرحلة الشيخ المؤسس ومن تلاه من الحكام الكرام لهذه الدولة الفتية حتى يومنا هذا، بالاضافة الى كل انجاز مادي ومعنوي تحقق في عصرنا الحديث بجهود الجميع بمن فيهم الذين التحقوا او لحقوا بركب هذا الوطن واصبحوا من ابنائه. فالهوية الوطنية القطرية هي تاريخ الكرم والشجاعة والايثار ومساعدة الجار، هي تاريخ تحدي الصعاب واقامة مشاريع المستحيل، هي تاريخ ملحمة كأس العالم الاول الذي كسر احتكار القلة، هي تاريخ أفضل من ينظم مؤتمرات ويعقد اتفافيات صلح وهدنة ووساطة في عصرنا الحديث، كل هذا تحتويه الهوية الوطنية القطرية حين تكون جواباً لسؤال من؟ ولذلك كله أدعو باستمرار للخروج من مجال الهوية الضيقة التي توضع في مقابل الحقيقة، فالهوية معركة يعيشها الانسان للبحث والتنقيب والابداع لا لجعلها موضوعاً لصراع الذات مع ذاتها او مع الآخر فتقع في مستنقع الهيمنة للغير دون أن تشعر.

2031

| 01 يوليو 2024

«الهوية» أم الهيمنة المفروضة «أولاً»

في اعتقادي أننا كأمة وكأفراد تعرضنا بعد خروج الاستعمار الغربي إلى وعي زائف ولَّد لدينا أولويات زائفة ووجه الجهد الكلي للأمة نحو اتجاهات مفروضة عليها وإلى أولويات مغلوطة تدور جميعها حول قضية «الهوية». وأصبحت جميع معاركنا ردود أفعال وإثبات وجود لا أكثر وأودع الاستعمار الطويل لأراضينا هيمنة روحية غربية من نوع آخر قلبت سلم الأوليات لأمة قد تحررت للتو من الالتحاق بركب الإبداع إلى النبش في التراث لإثبات هويتها المتسربة ومضى قطار العمر بها في معارك وهمية بين ذاتها وذواتها وأصبحنا أمة بلا إبداع وبلا إنتاج. يشير الدكتور فتحي المسكيني حول هذا الموضوع قائلاً «جعلتنا هذه الهيمنة الغربية نحبس عقولنا ونصوصنا في دور الآخر المجروح وليس في دور الذات المبدعة لمشروعها الخاص فتحول الفلاسفة والمفكرون إلى شُراح للتراث ومؤولين له». في تقديري استأنفت الدولة العربية الحديثة هذا الدور أو هذه الهيمنة الغربية التي ولدها الاستعمار وهذه الأولوية المغلوطة في مجتمعاتها فأصبح الفرد فيها بالتالي يبحث عن هويته باستمرار ووقع تحت معاناة فرضت عليه فرضاً فماتت روح الإبداع والتميز لديه طالما أن التوجه باستمرار عمودي وليس أفقيا باتجاه المجتمع ورقيّه. وأصبح البحث باستمرار عن وصفة دائمة ومستمرة ونهائية لماهية متغيرة ومتحولة وهي الذات الإنسانية. وضعنا الاستعمار بعد خروجه أمام أزمة اختلقها هو وغرسها في أذهاننا وهي قضية «الهوية» وأوهمنا أو توهمنا أن شرط الدولة إقامة الهوية وحراستها والانكفاء عليها وأصبحت ديدن ثقافتنا ولؤلؤة تراثنا دون إبداع أو رؤية للمستقبل الآتي باستمرار.

1497

| 24 يونيو 2024

سمو الأمير الوالد و{مقدمة في فلسفة التاريخ»

رأيت مقدمة لفيلم وثائقي سيعرض عن سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله، واعتقد أنه أمر جيد بل ومستحق لشخصية قطرية مؤثرة على جميع المستويات المحلية والإقليمية والعالمية ولي هنا بعض الملاحظات أود لو أسردها: ‏١- هناك شخصيات يصنعها التاريخ وشخصيات تصنع التاريخ، تاريخ قطر قبل تولي سمو الأمير الوالد مقاليد الحكم كان تاريخاً خطياً بمعنى أنه كان يسير محكوماً بعوامل التاريخ من جغرافيا واقتصاد وحجم وغير ذلك، في عهد سموه شهد التاريخ تحولاً ولم يعد الأمر متروكاً للتاريخ وعوامله التي ذكرت وإنما اعمل سموه عزيمته ورؤيته واصراره فحوّل حركة التاريخ الخطية إلى قفزات تختزل التاريخ والزمن، وتفرز مرحلة « الما بعد» فيصبح تاريخ قطر قبله شيئا وبعده شيئا آخر. ‏٢- لم يكن قائداً عادياً، كان ثورياً يرى في التاريخ ثورة على الظلم وعلى الاستبداد وقهر الشعوب، أوجد الجزيرة فأصبحت قبلة الشعوب التي تبحث عن حريتها واستقلالها وكلمتها في الأرض قاطبة وبدا الإعلام الغربي قزماً إلى جانبها، شوكة في حلق إمبريالية المال والإعلام الغربية. ‏٣- أوجد القطرية لتتبوأ سماء العالم ولترفع اسم قطر في كل مكان وتحت كل سماء، كنا نعاني سابقاً حينما نذكر اسم دولتنا لا لشيء إلا لقصور إعلامنا من التوصيل، اليوم ارم باسم قطر في أي مكان او شارع او سكة في اي عاصمة او مدينة من مدن الدنيا ستجد من يلتقطه شوقاً إليه. ‏٤- ذهب إلى التاريخ في عقر داره لينتزع منه جوهرة تتسابق دول العالم الكبرى على حيازتها والفوز بشرف اقتنائها « شرف تنظيم كأس العالم» ليضع العالم امام تصور جديد ليعيد تأثيث الفكر الرياضي القائم على النزعة الاستعمارية إلى فكر إنساني واسع ومفتوح للجميع يقدمه الصغير كما قدمه الكبير. ‏ليس هذا فقط بل لتنظم الدولة بعد خطوته الجريئة هذه اعظم نسخة من كأس العالم على مر التاريخ بشهادة الجميع. ‏ه- في عصره وما بعد أصبحت قطر لاعباً سياسياً كبيراً على جميع الأصعدة، ومحاوراً فذاً بل ووسيطاً عالمياً يُشد اليها الرحال، ويسعى للفوز بوساطتها أعظم الدول وكبار الشخصيات. ‏٦- داخلياً سعى إلى اقامة نوع من العدالة الاجتماعية فلا تجد محتاجاً يسعى إليه أو معدماً ينوء بمصاعب الحياة إلا ووقف إلى جانبه، فالقطري قبل عصره شىء وبعد عصره شىء آخر ‏فهو إنسان بمعنى الكلمة يتأثر بما يصيب الآخرين من أبناء شعبه لا يبحث عن الكمال، لان الكمال لله وحده لكنه يكره التقصير والمقصرين، ممن يتبوأ ‏منصباً أو حقيبةً ولا يعمل لخير الوطن والمواطنين. ‏٧- صنع جيلاً كان بالأمس رميماً، نفح فيه من روحه وتطلعاته، جميع من نشهدهم اليوم رموزاً ورجال دولة كان هو وراءهم، وهو من صنعهم ودفع بهم إلى العمل والإنجاز. ‏٨- سلم الراية باكراً لابنه سمو الأمير الشيخ تميم حفظه الله أميراً لقطر إيماناً منه بالشباب وعزيمته وإقدامه ليستكمل العمل والرؤية فاستمر النهج والسير على الطريق الذي رسمه سمو الأمير الوالد حفظهما الله. ‏٩- بلا شك أن سمو الأمير الوالد هو المؤسس لقطر الحديثة، ‏يكفي سموه انه وضع قطر على خريطة العالم، ‏يكفيه ان جعل من قطر مضرباً للمثل في صناعة الانسان والاستثمار فيه بين جميع دول العالم ‏يكفيه جيلاً من الأجداث أحياه، وجعل منه يتبوأ أعلى المناصب محلياً وإقليمياً ودولياً. ‏كثيرة هي الأمور وكثير هو القول حول هذه الشخصية الكاريزماتية الاستثنائية التي ارجو ان يوفيها الفيلم الوثائقي حقها وان يكون في مستوى عمقها التاريخيّ والإنساني. ‏حفظه الله وأمده بالصحة والعافية ‏وحفظ الله قطر في ظل أميرها الشاب سمو الشيخ تميم بن حمد، وحفظ الله شعب قطر الوفي لأرضه وقيادته.

2013

| 17 فبراير 2024

سقوط عقل كانط أمام هيجان نيتشه

تسيد الفكر الكانطي العالم مع بداية القرن العشرين، وهو تصور عقلاني تنويري تبناه الغرب وأخذ يتباهى به على سائر الحضارات والأمم، وبالتالي يصف غيره من الثقافات بالدونية والهمجية. وتمثل اللحظة الحالية التي يعيشها العالم أمام سقوط هذا العقل "التنويري" سقوطاً مدويا في حصار شعب اعزل لا يملك سوى مقاومته للقمع والاحتلال والسجن. أثبت هذا العقل الذي كان يدعي الحكمة أنه في حقيقته الخالصة ليس سوى هيجان نيتشه حين قال ان الفوضي هي الاساس والنظام والعقل ليس سوى استثناء وان الخيال هو الذي يسبق العقل وان ما أتخيله هو عقلي ليس إلا وان الفكر ليس سوى خيالات وأساطير. الغرب لم يعد عقلاً نتطلع إليه، بل فوضى وعنصرية وموت لآلة الاخلاق. ما يحدث في غزة اليوم ليس سوى عودة للعرق الآري السوبرمان الذي تبنته النازية ولكن بوجه آخر، ليدخل العالم في حرب مدمرة ذهب ضحيتها الملايين بمن فيهم الألمان انفسهم. لقد تَمسح الغرب بعقلانية كانط مدة طويلة الا انه في حقيقته ليس سوى نيتشه بمعطف كانط.

1377

| 27 أكتوبر 2023

نهاية عصر الشهادة

أعتقد أنه بات من الضروري، على المنهج التعليمي الذي تقوده الدولة وغيرها من مؤسسات التعليم الأخرى أن يتغير بشكل يسمح للعصر أن يمر من خلاله، تعظيم دور الشهادات في عصر أصبح للتجربة والمهنية والتمرس الدور الحاسم، تعاظم دور من يحمل الشهادات أودى بالكفاءة، لسهولة الحصول عليها وتزييفها، كل فرد من المجتمع على الأقل يعرف شخصاً يحمل شهادة مزورة ويعتلي بها المناصب اغتصاباً على حساب المجتمع، حتى إن هناك أطباء يتم اكتشاف تزويرهم لشهاداتهم وهم يمارسون أعظم المهن إنسانية في كثير من دول العالم الثالث فما بالك بالشهادات الأخرى والعدد يتزايد، نظام التعليم السابق كان نظام شهادات، نظام شمولي ظالم للمواهب والكفاءات، خليط عجيب من المواد يُخرج طالباً يعرف كل شيء ولا يجيد أي شيء مما تعلمه. لم يعد العالم اليوم يعتمد على المدرسة التقليدية، ولا على أساليب التعليم التقليدية، بل إن هناك اتجاهاً لإنهاء دور الجامعات بشكلها الحالي، ثورة المعلومات والاتصالات، أنتجت جامعات من نوع آخر ومثقف من نوع آخر كذلك، التاريخ يعيد تشكيل نفسه من خلال دورة تاريخية جديدة، علينا الاندماج فيها وإعادة التفكير في مناهجنا التعليمية التي تعطى الأولوية للشهادة بعد أن ولجت عصر الابتذال، أجزم أن عدد حملة الدكتوراة في مجتمعاتنا العربية أكثر من عدد حامليها في اليابان أو فلندا أو السويد، لكننا نزداد بكثرتهم تخلفاً بينما تزداد تلك الدول بقلتهم تقدماً. إنها إشكالية وعي في المعنى أولاً وثروات تهدر في المبنى ثانياً أيها السادة.

1512

| 11 سبتمبر 2023

الدكتوراة.. من طموح بحثي إلى وضع سيكولوجي

لابد من إعادة النظر في إرسال بعثات جديدة للحصول على شهادة الدكتوراة رسمياً على الاقل إلا في حالة الحاجة الأكاديمية الملحة، بدأ البحث عن شهادة الدكتوراة في مجتمعنا طموحاً بحثياً وأكاديمياً لينتهي منذ مدة ليست بالقصيرة إلى وضع سيكولوجي ليس له علاقة بالعلم بقدر علاقته بالمجتمع وتحسين وضع الشخص اجتماعياً وهذا ايضاً مشروع الى حد ما إلا أنه لا يجب أن يكون على حساب العلم، اين تبدو الاشكالية، مجتمعاتنا مجتمعات ألقاب وصور نمطية، فشهادة الدكتوراة تماماً كشهادة الميلاد، تظل ملاصقة لك في كل مكان وفي أي زمان حتى وإن كان موضوعها دراسة سلوك النمل مثلاً، فتسمع جاء الدكتور، ذهب الدكتور، قام جلس، أكل... ابتزاز سخيف لوعي المجتمع لا داعي له، هناك نظام أعتقد أنه في فرنسا يدعى de-schooling ينزع شهادة الدكتوراة لمن لم يقدم بحوثاً ذات قيمة في كل فترة من الزمن، والربع عندها جلهم ولا أقول كلهم خاصة الذين هم خارج إطار الجامعة لم يعرفوا طريق البحث منذ حصولهم على الشهادة، ويستثمرونها في مجتمع منهك الوعي امام الشهادات وبريقها، البلد محتاجة أولاً إلى مهنيين وشهادات انتاجية في علوم تطبيقية، كما أن هناك حاجة كذلك الى تعزيز مفهوم الممارسة والخبرة واحلالها مكان الشهادات الجامعية، عدد من يحمل الدكتوراة في قطر أكبر من الإنتاجية المتوقعة منهم دليلاً على البعد الاجتماعي الصرف التي جاءت من أجله، في مجتمع قبلي يعني له الاسم الكثير والقبيلة المعنى الاكبر، أما عن مصادر هذه الشهادات فحدث ولا حرج، العروض تتوالى من كل ناحية، أحدهم غضب حين قدمته لأحد الأصدقاء مجرداً من لقب دكتور، سألت عن أحدهم ذات يوم مذكراً باسمه فجاءني الرد تقصد الدكتور، قلت له نعم، أجاب الدكتور.. - أعزكم الله - همست في داخلي، يا إلهي ما أعظم هذا الإنجاز الذي يلحق بصاحبه المتقاعد حتى في هذا المكان.

4128

| 04 سبتمبر 2023

القراءة بحثاً عن الذات

إشكاليتنا عميقة، كنا خلال عقود التنمية السابقة نبحث عن الكاتب، ونشتكي من قلة عدد الكتاب وندرتهم ولا نزال، مقارنة بغيرنا من دول الخليج الأخرى، كانت القراءة مجالاً مفتوحاً وأفقاً شاسعاً، الكل يريد أن يقرأ لكن الرافد الوطني من الندرة بشكل يجعل من المجتمع يصاب بخيبة أمل بين رغبة في القراءة في الشأن المحلي وندرة الكتاب أصحاب الشأن فيه، ما بين غمضة عين وانتباهتها انقلب الوضع رأساً على عقب، هناك فجوة معرفية اخترقت الصفوف لتحل محل القراءة وتدفع في نفس الوقت الى ازدياد عدد الكتاب خاصة من العنصر النسائي، استطيع أن أصفها من خلال عاملين: العامل الاول هو العامل التقني من وسائل الاتصال المجتمعية الحديثة التي حولت القارئ الى مجرد جهاز تسجيل آلي وليس عقلا يفكر والعامل الثاني البحث عن اثبات الذات لدى العنصر النسائي في مجتمع ذكوري دفعهن ايجابياً نحو الكتابة بل والابداع فيها. على الجانب الآخر تطلب الوصول الى مواقع التأثير في المجتمع والشعور بوجود الذات أساليب أخرى ليست الثقافة والقراءة من أبجدياتها كما كان متصوراً في السابق الأمر الذي أدى الى العزوف عن القراءة أو عما يُكتب، وقد ذكر لي أحدهم قائلاً أنت لمن تكتب ؟ هناك ما هو أجدى من ذلك واسرع مردودا للوصول لمواقع التأثير اختصاراً للوقت في المجتمع لا يعير سمعاً للقراءة او لمن يقرأ، أفترض أن الكتابة عندي مصدر ريع وليس بحثاً وتعبيراً عن ذات بالدرجة الاولى؟،. فبالتالي تجد تراكماً في الاحاديث لكنها ليست تراكماً نوعياً نتيجة للقراءة انما هو تراكم كمي نتيجة ملاحظات وانطباعات. خسارة المجتمع للقراءة خسارة كبيرة وخطيرة، لا يمكن تعويضها، ووجود كتاب من غير قراء يعني انهم زيادة عن الحاجة وطاقات معطلة عليها ان تبحث عن عمل انتاجي آخر. نبشوا معي عمن يقرأ حتى أجد أنا وغيري من الكتاب معنى لوجودنا في مجتمع لا يقرأ.

1680

| 28 أغسطس 2023

المنصب إثخان أم مرور الكرام؟

هناك مسؤولون أثخنوا وهناك مسؤولون مروا مرور الكرام، ما الذي يجعل مسؤولا يُثخن في الأرض، بينما غيره يمر مرور الكرام؟ هذا السؤال لا يبدو يشغل بال أحدٍ من الناس، لكنه في الحقيقة يكشف لنا عن تضاريس المجتمع الذي نعيشه، أو القاع السيسيولوجية له كمجتمع بشري، أسماء دائماً في بؤرة وعي المواطن، وأسماء لم يعد يتذكرها أصلاً مع أن البعض بعيد زمنياً إلا أنه في الذاكرة والآخر قريب وقتاً وزمناً إلا أنه في بؤرة النسيان. هل العامل الفردي أو الشخصي هو المحدد؟ أم المجتمع هو من يفرض خياراته؟ المستوى العلمي، الذكاء، العلاقة الاجتماعية؟ ذكر أحدهم أنه لا يزال يتذكر أسماء أول تشكيل وزاري، ولا يكاد يذكر سوى اسم أو اسمين مما تلا ذلك من أسماء في التشكيلات الوزارية اللاحقة، هل هي قضية أداء للفرد أم قبول مسبق لدى المجتمع؟ أسئلة كثيرة وتساؤلات مشروعة. قال لي آخر، لعل ذلك بفعل المؤسسات بمعنى أننا أصبحنا دولة مؤسسات؟ هل نحن فعلاً نصبنا المؤسسة بدل الفرد؟ لا تزال قصة الإدارة على جميع المستويات أرضا بكرا لم تحرث بعد للتوضيح والإجابة عن جميع هذه التساؤلات. كان السلم الوظيفي أكثر صلابة منه اليوم والتدرج والخبرة كان ديدن الترقيات، لذلك كان الشاب أكثر طموحاً منه ركضاً ريعياً كما نشاهد اليوم. كان طموح الشاب أن يصبح رئيسًا لقسم وفي الأقصى مدير إدارة، اليوم أصبح التسابق على المناصب العليا حتى بلا مقدمات متاحاً للجميع بل وبحسب قدرات الشخص الاجتماعية. كان منصب السفير حديث المدينة، والوكيل حديث النخبة، أما الوزير فهو منصب الجاه الاجتماعي بامتياز. من هنا نستطيع أن نحكم على من أثخن منهم في منصبه ومن مر على المنصب مرور الكرام طبقاً للخصوصية التي كان المجتمع يعطيها لكل منصب كما ذكرت، أتمنى أن تُعاد صياغة مفهوم الإدارة العامة من جديد بحيث تصبح رافداً للدولة بعناصر فاعلة، من الأوفياء.

807

| 21 أغسطس 2023

الخوف أم القلق؟

هناك فرق بين الخوف والقلق. الخوف يعني أن هناك ثمة شيئا تخاف منه. أما القلق فليس بالضرورة أن تعرف مصدره أنت تشعر به لكن لا تستطيع تمييز مصدره. إلا أن الاشكالية في الخوف الوجودي والقلق الوجودي، لماذا الوجود هنا، لأنه يرتبط بالإيمان، إذا كنت تشعر بالخوف وجودياً فهناك مشكلة في إيمانك لأنه يفترض أن يبدد كل خوف يلازم الوجود الخاص بالإنسان المؤمن، بينما القلق قد يتسرب إلى نفس المؤمن وقد يكون إيجابياً لينتقل معه إلى درجة أكبر وأعظم من اليقين أو قد يتراجع نحو الشك ويبدأ في البحث والتنقيب في درجة إيمانه، وهي حالة إيجابية مقارنة بالخوف الوجودي الذي إذا سيطر على المؤمن فقد تتآكل بنية الإيمان لديه. القلق الوجودي له علاقة بمراتب الوجود نفسه، التي تبدأ من الحواس إلى العقل إلى الروح إلى الارتقاء، بينما الخوف الوجودي كما أشرت له علاقة ببنية الوجود والحياة، فليس هناك مراتب في هذه البنية أما إيمان أو خوف. فأنا أعجب من مؤمن خائف على مستقبله، لكنني لا أعجب من مؤمن قلق على مستقبله؟ لانتفاء وجود العلاقة كما ذكرت بين الإيمان والخوف من جهة، وتسلسل العلاقة بين الإيمان والقلق، هناك من بدأ شاكاً وانتهى مؤمناً، وهناك من بدأ مؤمناً وانتهى شاكاً، الأول بدأ بالقلق لينتهي بالإيمان، والآخر بدأ بالخوف إيمانياً لينتهي شاكاً وجودياً. الخوف ليس مصدراً للوجود بأي شكل من الأشكال، فالإيمان أحد مصادر العلاقة مع الوجود وأعني الإيمان بدين معين، أو بفلسفة معينة، فالفلسفات الوجودية بشقيها الإلحادي والإيماني جاءت لتفسير التعامل مع الخوف الوجودي والقلق الوجودي كذلك، يرى هايدغر مثلاً أننا أتينا إلى الحياة لنموت، الأمر الذي يجعل من القلق عاملاً ايجابياً للبقاء، أنا دائماً قلق على حياتي ولا أعرف متى سأموت لذلك علي أن أعمل منها قيمة وجودية ووجوداً أصيلاً لا وجوداً زائفاً أو التحاقاً بوجود الآخرين، بينما جاء فيلسوف وجودي مؤمن هو جابرييل مارسيل ليؤكد أن مرتبة الوجود الكبرى هي الوقوف أمام عتبة الله، والتواضع أمام تجليه وعظمته فأنت تعيش قلقاً إيجابياً حتى تصل إلى هذه المرحلة والنهاية... فلا يصح لك أن تخاف وجودياً وأنت مؤمن، ولكن لك كل الحق أن تقلق على وجودك وأن ترتقي درجات في سلم هذا القلق.

2112

| 14 أغسطس 2023

بين ثقافة معلقة وصحافة مؤجلة

لا أعرف كيف يمكننا الحديث عن الثقافة ونحن لا نمتلك سوى ناد أدبي واحد تقاصر دوره حتى أصبح هزيلا لا يكاد يُرى؟ لا أعرف كيف يمكننا الحديث عن تطوير الصحافة في قطر ونحن لا نرى برنامجا تلفزيونيا واحدا يقدمه صحفيون او أنهم ضيوف عليه لتداول قضايا المجتمع؟. يوجد في المملكة العربية السعودية أكثر من أربعة عشر ناديا أدبيا متناثرة على رقعتها الجغرافية الكبيرة، من هذه الاندية يخرج الصحفيون والادباء ومقدمو البرامج والمذيعون، قنوات التلفزة السعودية لديها اكثر من برنامج عن الصحافة يقدمه صحفي محترف كداود الشريان وادريس الادريس والعليان والمديفر وغيرهم. لا يوجد في مناطق دولتنا المختلفة نواد أدبية تستقطب المواهب والطاقات الادبية وبدون نواد ثقافية تبقى الثقافة نخبوية في الادارات الحكومية والمكاتب الرسمية. فكرة النوادي الشبابية مختلفة تماماً عما أقصده حتى هذه لم تعد واضحة كما كانت، النادي الأدبي أكثر شمولية، يستضيف المفكرين والادباء وله كيانه المستقل على الأقل ثقافيا. مناطق قطر تحتاج الى مثل هذه النوادي الثقافية. أذكر مشروع إقامة مكتبات في انحاء الدولة حيث إنني كنت اذهب الى مكتبة الريان مقابل نادي الريان سابقا لأجدها فارغة تماما وكأنها بيت مهجور الى أن أقفلت. على جانب آخر فإذا كانت الثقافة في اعتقادي أصبحت نخبوية، فإن الصحافة ادارياً نخبوية ولكن ممارسة ووجوداً وحضوراً تراجعت فيها الحياة وملامسة المجتمع ليس بفعل التقنية وانما بفعل بعدها عن رسالتها الثقافية الحقيقية كسلطة رابعة كما يقال. أعتقد أن مهمة وزارة الثقافة ومركز الصحافة اليوم إعادة تنشيط الذهنية الثقافية لدى أفراد المجتمع، التي ترى في الثقافة القدرة على التفكير الحر. والغريب أن قدرة المجتمع على ممارسة دوره ثقافيا في السابق كانت أكبر منها اليوم، والدليل الازدهار الذي عاشه نادي الجسرة الثقافي في الثمانينيات وما حولها، إطلاق هذه الذهنية هي مسؤولية كبرى علينا القيام بها، ما نقوم به حاليا، ليس إطلاقها وإنما توجيهها وهنا الخلل، لدينا ذهنيات تراثية، لكن لا نمتلك ذهنيات ثقافية ناقدة «النقد هنا بمعنى محاولة الفهم» وصحيفة تملك النظرة الفاحصة والمبادرة وحرية التفكير والرأي يراودني تساؤل باستمرار عن أقلام الثمانينيات وعن نقاشات التسعينيات، اذكر نقاشاً للراحل الشيخ القرضاوي مع احدى الكاتبات العربيات المبدعات، لا أذكر اسمها، حول موضوع التكفير استمر اسابيع في صحافتنا، وكذلك اكثر من سجال بين الدكتور عبد الحميد الانصاري ومن يعارض فكره وتوجهه، أقلام جميلة في حب الوطن والغيرة عليه والتهافت على خدمته ثقافياً وعلمياً. كان من الممكن أن يترجم مثل ذلك بعد ضمور الصحافة الورقية اعلاميا من خلال برامج صحفية أو صحف إعلامية لو أن الاشكالية مجرد انتقال أو تحول ولكن يبدو ان الاشكالية وجودية وتتحمل حفراً وليس رسماً على ورق.

1149

| 07 أغسطس 2023

أزمة صحافة أم مجتمع بلا اتجاهات؟

يبدو واضحاً أن أزمة الثقافة في قطر لها خصوصية غير تلك المتعلقة بتراجع قراءة الصحف الورقية بشكل عام على مستوى العالم أو على الأقل على مستوى المنطقة بعد اجتياح وسائل الاتصال الاجتماعي الزمان واحتلال المكان. فالأزمة كما يبدو هيكلية أو بنيوية وليست مقصورة فقط على المستوى اللوجستي الظاهر بل هي أعمق من ذلك، الآن تعاني صحافتنا من ثلاثة أمور: الأول العنصر البشري المواطن، ثانياً القارئ النوعي، ثالثاً مجتمع خال من الاتجاهات وعلى قدر من التسطيح فيما يتعلق بها. فيما يتعلق بالأمر الأول ندرة العنصر المواطن يمكن التعامل معه على المدى البعيد بالاستعانة كما قائم بالعنصر العربي الأكثر خبرة في هذا المجال وجرى التوجه على الاعتماد على خريجي قسم الإعلام في الجامعة للالتحاق بالصحف، وهذا في اعتقادي ليس حلاً، حيث الصحافة رغبة وموهبة بالدرجة الأولى في حين أن معظم من يلتحق بقسم الإعلام في الجامعة هدفه التخرج وامتلاك الشهادة والبحث عن وظيفة في معظمها بعيداً عن الصحافة، حيث اشتهر تخصص الإعلام بسهولته عن غيره من التخصصات، في حين أن معضلة منصب رئيس التحرير تبدو أنها محكمة بعملية التدوير، وحيث إن معظم رؤساء التحرير يأتون من خلفية ثقافية واحدة إما رياضية أو وظيفية «موظفي حكومة سابقين» نجد ميزة كل رئيس عن آخر تأتي في قدرة علاقاته الاتصالية بالمجتمع وليس على قدر ما يحمله من اتجاه فكري أو ثقافي. أما ما يتعلق بالعنصر الثاني: القراءة فدعونا نفرق بين القارئ بشكل عام وقارئ الصحف بشكل خاص، بالنسبة للقارئ العام أوجدنا معارض للكتب سنوية، إلا أننا لاحظنا أن ظاهرة تأليف الكتب فاقت وزادت على مستوى القراءة، ورأينا حفلات توقيع الكتب طغت في حين أن دور النشر تشكو قلة المرتادين، لست ضد ذلك لكن لم يلمس المجتمع قيمة مضافة لتأليف كل هذا الكم من الكتب، لا أستزيد هنا يبقى قارئ الصحف وهو قارئ توعي لا تستطيع أن توجد محللين ومناقشين دون وجود لأعمدة رأي وتحليل وزوايا نقاش في الصحف إذا لم تحقق الصحيفة قارئاً نوعياً لها فهي صحيفة حائط لا أكثر. يبقى الأمر الثالث والمهم وهو: مجتمع بلا اتجاهات وهذا سبب كبير في تخلف الصحافة وندرة الصحفيين وعزوف الناس عن القراءة، كنا في الثمانينيات والتسعينيات نشهد حراكاً صحفياً واضحاً ونقاشات ومقالات وردوداً واختلافات في الطرح كل ذلك اختفى اليوم وخلا المجتمع من الاتجاهات، فالقضية قضية معنى لا قضية مبنى، اليوم هناك من يفكر بإعادة إصدار بعض الصحف التي أقفلت ورقياً ومنها جريدة الحياة اللندنية وغيرها. مجتمعاتنا تحتاج إلى الصحافة الورقية، لا تزال تحتاج إلى إثراء واقعها بتعدد الاتجاهات واختلاف الآراء، لعل المجتمعات الأخرى تعدت هذا المرحلة وأصبحت الاتجاهات فيها أفقية يمارسها المجتمع بالسليقة لكن في مجتمعاتنا لا يزال الأمر غير ذلك البتة.

3822

| 31 يوليو 2023

الوجه الآخر للمثقف

اسطرنا مفهوم المثقف "جعلنا منه أسطورة أو أيقونة" فأوجدنا منه تضاداً مع مفهوم الجهل وهذا غير صحيح، فالمثقف بالضرورة في سيرورته جاهل، تماماً كالعلم بالضرورة في سيرورته كاذب، المثقف في كليته يكشف عن جهله، حيث لا يمكنه الالمام بكل شيء، فثقافته في نسبيته، كذلك العلم في كليته كاذب، كثيرة هي النظريات التي سادت صحتها فترة من الزمن ثم ثبت بطلانها، وكثيرة هي الادوية التي يومياً يثبت تطور العلم انها داء اكثر منها دواء وموت اكثر منها احياء وبعثا، بل ان صفة العلم الاولى هي انه قابل للتكذيب، لكن في عقليتنا التاريخية جعلت من المثقف اشبه بالرسول او بالوحي الذي يتنزل بالحقيقة، وهنا يكمن جمودنا التاريخي فلا تستطيع ان تنتقد من وصفتهم الامة بالمثقفين من الرواة والمحدثين والمؤرخين، واوصد باب البحث امام كل تجديد محتمل، وجعلنا من صفة المثقف سارية مع الزمن وعابرة للتاريخ وظروفه، اشكاليتنا في تكثيف المفاهيم والعمل على ازمنتها بحيث تصبح كتلا تاريخية زمنية وبالتالي يصعب تفكيكها او الاقتراب منها، وفي معظم الحالات يتم تقديسها بعد ذلك، نحن امة ككل الامم تنتج مفاهيمها ومصطلحاتها إلا أنها بعد ذلك تقع صريعة لها، اغتراباً وتهميشاً لدور الانسان ودور العقل في النظر والبحث. ان النسبية والجهل والتواضع كل هذا هو ذروة سنام المثقف في امة ترتقي وتتطور وتتقدم، والغطرسة والكبرياء والغرور وادعاء العلم كل هذه الصفات هي ذروة سنام المثقف في أمة آثرت الجمود والتوقع وتمجيد الماضي وتقديس الاشخاص.

4383

| 24 يوليو 2023

alsharq
مؤتمر صحفي.. بلا صحافة ومسرح بلا جمهور!

المشهد الغريب.. مؤتمر بلا صوت! هل تخيّلتم مؤتمرًا...

7902

| 13 أكتوبر 2025

alsharq
من فاز؟ ومن انتصر؟

انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت...

6783

| 14 أكتوبر 2025

alsharq
مكافأة السنوات الزائدة.. مطلب للإنصاف

منذ صدور قانون التقاعد الجديد لسنة 2023، استبشر...

3501

| 12 أكتوبر 2025

alsharq
معرفة عرجاء

المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....

2838

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
تعديلات قانون الموارد البشرية.. الأسرة المحور الرئيسي

في خطوة متقدمة تعكس رؤية قطر نحو التحديث...

2817

| 12 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يصنع التاريخ

في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...

1980

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
قادة العالم يثمّنون جهود «أمير السلام»

قمة شرم الشيختطوي صفحة حرب الإبادة في غزة.....

1572

| 14 أكتوبر 2025

alsharq
ملف إنساني على مكتب وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة

في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...

1371

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
مواجهة العزيمة واستعادة الكبرياء

الوقت الآن ليس للكلام ولا للأعذار، بل للفعل...

1212

| 14 أكتوبر 2025

alsharq
العطر الإلكتروني في المساجد.. بين حسن النية وخطر الصحة

لا يخفى على أحد الجهود الكبيرة التي تبذلها...

1077

| 14 أكتوبر 2025

alsharq
قطر تودّع أبناءها الشجعان

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبمشاعر يعتصرها الحزن...

786

| 13 أكتوبر 2025

alsharq
هل نحن مستعدون للتقدّم في العمر؟

مع أننا نتقدّم في العمر كل يوم قليلاً،...

765

| 13 أكتوبر 2025

أخبار محلية