رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
قدمت دولة قطر، عبر استضافتها الإبداعية لبطولة كأس العرب هذا العام نموذجاً حياً ومثالياً لكيفية توظيف الرياضة كـجسر تقاربي يُحقق أهدافاً تقاربية وانسجام الدولة المشاركة.ولم يكن نجاح كأس العرب ٢٠٢٥م سوى نجاح منصة رياضية مُصممة لخدمة أهداف التقارب العربي، في ظل مرحلة إقليمية شهدت توترات وتحديات كبيرة، جاءت البطولة لتمثل منصة محايدة ودافئة. لقد نجحت الأهداف الرامية التي سعت لتقريب المجتمعات العربية عبر تفعيل تقارب التجمعات الجماهيرية لم تكن تجمعات لمشجعي فرق، بل كانت تجمعات لإحياء الشعور بالهوية والوحدة الثقافية المشتركة، ولقد استثمرت قطر في القوة الرياضية الناعمة لتوليد تقارب اجتماعي إيجابي. هذا التفاعل الجميل الذي شاهدناه بالدوحة أدى إلى بناء صورة إيجابية للدولة المضيفة كصانع سلام وموحّد للصفوف؛ بجانب إيجاد بيئة مواتية لتقبل المبادرات المستقبلية الإيجابية. إن الاحترافية القطرية لم تقتصر على بناء الملاعب ذات المستوى العالمي، بل امتدت إلى إيجاد تجارب ثقافية متكاملة للزوار والمقيمين بالدوحة، فبجانب التنظيم السلس، والضيافة الكريمة، وغيرها الكثير من عناصر الثقافات العربية المشتركة كانت بمثابة عناصر ضمنية عن الكفاءة والجودة والقدرة على الوفاء بالالتزامات، مما يرفع من مكانة الدولة في التصنيف العالمي للإدارة والتنظيم. لقد عكست الدوحة التزامها بالهوية العربية الأصيلة وفي الوقت ذاته انفتاحها على العالمية. هذا التناغم بين الأصالة والمعاصرة هو جوهر قوة الجاذبية الثقافية التي نتحدث عنها، فالنجاح في المزج بين القيم المحلية (مثل الكرم العربي) والمعايير العالمية (مثل الاحترافية التنظيمية) يولد جاذبية أعمق وأكثر تأثيراً. وعند مقارنة استخدام الرياضة كأداة للسياسة الناعمة، نجد أن النموذج القطري يتميز بتركيزه الإقليمي النوعي، مقارنة بنماذج دول كبرى تستهدف التأثير العالمي الشامل. والدوحة في كأس العالم ٢٠٢٢م وكأس العرب ٢٠٢٥م استهدفت التقارب الإقليمي، بناء الصورة العالمية، الاستدامة، بينما الصين مثلاً في استضافتها للألعاب الأولمبية ٢٠٠٨ و٢٠٢٢م ركزت على إظهار القدرة التكنولوجية والتنظيمية، تأكيد القوة الصاعدة. وروسيا بكأس العالم ٢٠١٨م ركزت على تحسين الصورة الدولية، وتخفيف التوتر السياسي والدبلوماسي من حولها. ما يميز النموذج القطري هو أن كأس العرب لم تهدف في المقام الأول إلى إبهار الغرب بقوة الدولة أو تحدي الخصوم العالميين، بل استهدفت تقارباً إقليمياً فلقد وظفت الرياضة لتحقيق مكاسب «ناعمة» غير قابلة للقياس الكمي في العلاقات بين الدول العربية، مما جعلها حالة مؤثرة وناجحة في سياقها الجغرافي.ختاماً.. قد أثبتت التجربة القطرية في كأس العرب أن السياسة الناعمة متى ما استخدمت بالطريقة المثلى -أي باحترافية في التخطيط، وذكاء في استثمار الرمزية، والتزام بتوليد التقارب - فإنها تتحول إلى قوة لا يمكن للقوة الصلبة تحقيقها، فالرياضة أصبحت منصة دبلوماسية مفتوحة نجحت الدوحة ببراعة في تحقيق ما عجزت عنه الاجتماعات المغلقة، مؤكدة أن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على الجذب والتأثير الإيجابي.
21
| 13 ديسمبر 2025
كيف يدفع الشرفاء ثمن مواقفهم العظيمة أمام المجتمع الدولي؟ في مشهدٍ يقطر مرارةً وظلماً، نجد أن الشرفاء الذين يمدّون أيديهم بالسلام والعدل، هم أنفسهم الذين يتعرضون للطعنات من خلفهم، وكأن رسالة البغي والعدوان تتكرر وتقول إن من يقف إلى جانب الحق عليه أن يكون مستعدا لدفع الثمن غالياً. لقد أظهرت الدوحة، عبر سنوات، أنها ليست مجرد عاصمة عربية، بل منصة عالمية تتحرك بفاعلية في مسارات الوساطة، تسعى لتقريب وجهات النظر المتناقضة، وتعمل كجسرٍ بين القوى المتخاصمة، جسر سلام دولي بلا منازع، فهي الدولة الكبيرة تأثيراً في مفاوضات السلام الدولي، الدولة التي آمنت بأن صوت العقل يمكن أن يسمع وسط ضجيج المدافع ولقد نجحت مساعيها من أمريكا الجنوبية الى أفريقيا والى أفغانستان. إن إسرائيل، في لحظة غطرستها اختارت أن تضرب الدوحة بالصواريخ، في وقت يعرف فيه العالم كله أن قطر لم تكن يوماً طرفاً مشاركا في الحرب، بل هي طرف وسيط وشريف للسلام الدولي. المفارقة المؤلمة أن من يقف اليوم في صف المظلومين، ويستثمر رصيده السياسي والإنساني في السعي لوقف نزيف الدماء، يتحول فجأة إلى هدفٍ للبطش، لذا فان المجتمع الدولي امام اختبار جديد ليثبت ان صمته الطويل لم يعد يجدى نفعاً بل ان ردة فعله يجب ان تصبح افعالا ومقاطعة لهذا الكيان الاسرائيلي المارق. لقد دفعت قطر ثمن بسالتها في أن تسعى بشكل مكثف مع الوسطاء لانهاء الحرب على غزة، ودفعت ثمن إيمانها بأن الحوار يمكن أن يكون أقوى من الدبابات، وأن كلمة صادقة يمكن أن تُطفئ نارا أوقدها الكره والحقد، ان القصف الاسرائيلي السافر على مدينة الدوحة الآمنة المحبوبة من الجميع وحليفة الجميع عار جديد على المجتمع الصامت وازدواجية المعايير التي يمارسها. ففي الوقت الذي تُدعى فيه قطر لرعاية مفاوضات، ويشاد بمواقفها في المنابر الرسمية تواجه العدوان حين تختار أن تكون صوت الضمير الانساني. هل هذا هو الثمن الذي يجب ان يدفعه الشرفاء حين يقفون في وجه الحروب والازمات والخلافات ويقولون كلمة الحق في زمن الخنوع ؟ لا لذنبٍ ارتكبوه، بل لشرفٍ انساني تمسكوا به؟ سيذكر التاريخ أن قطر وقيادتها الرشيدة، رغم كل التهديدات، اختارت أن تبقى على موقفها بيتاً يفتح أبوابه لكل محاولات السلام، وسيذكر أيضًا أن الصواريخ لم تُسقط رسالتها، بل رفعتها إلى مصاف المواقف العظيمة التي لا تنكسر بالعدوان، ولا تُسكتها لغة النار. حين تُقصف مدينة مثل الدوحة تسعى إلى السلام، فذلك لا يعني تهربها من مواقفها المشرفة بل يعني أن صوتها أوجع المعتدي، وأن رسالتها اخترقت جدار الظلم، إن الشرفاء دائمًا يدفعون الثمن، لكن مواقفهم هي التي تكتب مستقبل الأمم، والدوحة اليوم ليست مجرد جغرافيا استُهدفت، بل رمزٌ للصوت الذي يعلو فوق هدير الحرب، مهما كان الثمن.
300
| 10 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
2325
| 07 ديسمبر 2025
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...
2256
| 10 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1458
| 06 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...
1176
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...
762
| 10 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...
663
| 11 ديسمبر 2025
حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...
642
| 08 ديسمبر 2025
يُتهم الإسلام زورًا وبهتانًا بأنه جاء ليهدم الدنيا...
579
| 07 ديسمبر 2025
شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...
570
| 07 ديسمبر 2025
نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...
501
| 11 ديسمبر 2025
مع دخول شهر ديسمبر، تبدأ الدوحة وكل مدن...
483
| 10 ديسمبر 2025
أيام قليلة تفصلنا عن واحدٍ من أجمل أيام...
468
| 08 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية