رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

بداية جديدة مليئة بالإنجازات

العودة إلى المدرسة لحظة مميزة في حياة كل طالب، تحمل في طياتها مزيجًا من الحماس، الترقب، وأحيانًا القليل من القلق. بعد إجازة الصيف المليئة بالمغامرات والاسترخاء، يستعد الطلاب لاستقبال عام دراسي جديد يحمل فرصًا للتعلم، النمو، وصنع الذكريات. هذه الفترة ليست مجرد عودة إلى الفصول الدراسية، بل بداية مرحلة جديدة تمهد الطريق لتحقيق الأحلام والطموحات. التجهيز للعودة إلى المدرسة يبدأ قبل أسابيع، حيث تنشغل العائلات بشراء الأدوات المدرسية من دفاتر وأقلام وملابس جديدة، مما يضفي شعورًا بالتجدد. الأطفال يتطلعون لرؤية أصدقائهم، مشاركة قصص الصيف، والتعرف على معلمين جدد. في الوقت ذاته، قد يشعر البعض بالتوتر من التحديات الأكاديمية، الاختبارات، أو حتى الانتقال إلى مدرسة جديدة. هنا يأتي دور الأهل والمعلمين في تقديم الدعم النفسي والتشجيع لتعزيز ثقة الطلاب. المدارس بدورها تستعد بجدية، حيث يعمل المعلمون على تحضير المناهج وتنظيم الأنشطة الترحيبية لخلق بيئة مفعمة بالحماس. الفصول المزينة والبرامج التفاعلية تساعد الطلاب على التأقلم بسرعة. العودة إلى المدرسة فرصة لبناء صداقات جديدة، اكتشاف مواهب، وتطوير مهارات حياتية. إنها رحلة تعليمية تحمل في طياتها الأمل والإلهام، حيث يبدأ الطلاب خطواتهم نحو مستقبل مشرق مليء بالإنجازات.

162

| 05 سبتمبر 2025

معادن النفوس في المواقف الصعبة

الناس معادن، وهذا التعبير يحمل في طياته عمقًا فلسفيًا واجتماعيًا يشير إلى أن القيم الحقيقية للأفراد لا تتضح إلا في المواقف الصعبة. فكما أن المعادن تأتي بأشكال متنوعة، فإن البشر يختلفون في أخلاقهم وصفاتهم، وتصبح هذه المعادن مرئية عندما تتعرض الشخصيات للاختبارات والعواقب. عندما نواجه مواقف صعبة، سواء كانت تحديات شخصية، مهنية، أو اجتماعية، يكون ذلك بمثابة محك حقيقي لشخصية الفرد. تظهر في هذه الأوقات الصفات التي قد لا تظهر في الظروف العادية. فعلى سبيل المثال، في حالة الأزمات المالية أو الأزمات الصحية، قد نكتشف أنك محاط بأشخاص يتسمون بالتضامن والدعم، بينما يظهر آخرون في مواقفهم الأنانية أو اللامبالاة. هذه الظروف تكشف عن طبيعة العلاقات الإنسانية وتحديدًا عمن يستحق الثقة والدعم. الذهب، الذي يعد رمزًا للقيمة والجودة، يمثل الأشخاص الذين يتمتعون بنفوس طيبة وأخلاق رفيعة، يميلون إلى مساعدة الآخرين ويظهرون التعاطف والتفهم في لحظات الأزمات. وفي المقابل، يمثل المعدن المتصدئ الأشخاص الذين لا يملكون المبادئ الحقيقية والذين يظهرون في أحلك الظروف، مما يجعلهم مستعدين للتخلي عن القيم من أجل تحقيق مصلحتهم الشخصية. تظهر هذه الفكرة بوضوح في مجموعة متنوعة من الحالات الحياتية. على سبيل المثال، قد نجد في عالم الأعمال أن بعض الأفراد يبرزون عندما يواجهون ضغوط العمل، حيث يظهرون قدرة استثنائية على الابتكار والتعاون، في حين يتعثر آخرون تحت وطأة الضغوط. وفي الحياة الشخصية، تُعتبر الأزمات في العلاقات بين الأصدقاء أو الأسرة اختبارًا لكيفية تمسك الأفراد بالقيم الإنسانية المشتركة ومدى التزامهم بالعلاقات التي تجمعهم. في الختام، يمكننا أن نستخلص أن الناس معادن، وأن المواقف الصعبة تُعد بمثابة النور الذي يسلط الضوء على تلك المعادن. فكما يبرز الذهب ويتألق في الأزمات، كذلك يظهر المعدن المتصدئ في عدم قدرته على مواجهة التحديات الحياتية. إن فهم هذه الفكرة يمكن أن يساعدنا في التعرف على الأشخاص الذين يستحقون مكانتهم في حياتنا، ويعزز من تقديرنا لقيم الشجاعة والإيثار في زمن أصبحت فيه المادة غالبًا ما تُعتبر معيارًا رئيسيًا للنجاح.

303

| 22 أغسطس 2025

السمينة

في قلب معاناة الطفولة، كانت ليلى فتاة طيبة تعيش في ظل وزنها الزائد. منذ أن كانت صغيرة، عانت من تأثير السمنة النفسي العميق الذي ألقى بظلاله على حياتها. كان زملاؤها في المدرسة يطلقون عليها أسماء جارحة، ويستهزئون بها بنظرات تحمل اشمئزازاً لا يُنسى، مما جعلها تشعر بالعزلة الكئيبة وحياة مملّة. ومع كل تلك الصعوبات، كانت لليلى إرادة قوية، وإيمان راسخ بأن التغيير ممكن. هذه هي القصة الواقعية التي تغطي سنة دراسية كاملة، حيث نتابع كيف تمكنت ليلى من تحويل آلامها إلى قوة، وكيف ساعدتها إرادتها وتصميمها في مسيرة النجاح. الفصل الأول: أولى خطوات التغيير مع بداية العام الدراسي الجديد، واجهت ليلى تحديات جديدة. كانت تكتشف أن التنمر لا يقتصر على الألقاب البذيئة فحسب، بل يشمل نظرات الشفقة التي كانت تُلقى عليها من زملائها. تفاقمت آثار هذه التنمرات، وفقدت ليلى ثقتها بنفسها وهربت من الأنشطة المدرسية التي كانت تحلم بالانضمام إليها. لكن لم يكن عليها أن تواجه هذا العالم وحدها. كان هناك دعم من عائلتها وأصدقائها المقربين، الذين أشعلوا شعلة الأمل في قلبها. كانت والدتها دائمًا تشجعها على المحاولة مجددًا، تذكّرها أن الجمال لا يُقاس فقط بالمظهر، بل يُحتسب بقوة الروح والمثابرة. مع كل كلمة تشجيعية، كانت ليلى تدرك أنها ليست وحدها، وأن بإمكانها التغلب على كل ما يحول بينها وبين تحقيق أحلامها. قررت ليلى أن تبدأ رحلتها نحو التغيير، فكانت تلك اللحظة بالنسبة لها بمثابة انطلاقة جديدة بعيدة عن قيود الماضي. أخذت أول خطوة من خلال البحث عن حلول عملية لمشكلتها، مدفوعة بعزيمة قوية ورغبة في استعادة ثقتها بنفسها. انضمت إلى ناد رياضي صغير في المدرسة، حيث احتضنها جو من الدعم والتشجيع. كانت الدروس التي أخذتها في الطبخ الصحي بمثابة مفتاح لعالم جديد، تعلمت من خلالها كيفية إعداد وجبات متوازنة تعكس حبها لجسدها وصحتها. لم تكن تلك الرحلة سهلة، فقد واجهت ليلى تحديات عديدة؛ لكنها كانت تدرك أن الطريق لن يكون مفروشاً بالورود. مع كل خطوة تخطوها، كانت تشعر بارتياح متزايد عندما ترى نتائج جهودها تتجلى في تحسن صحتها وثقتها بنفسها. قامت بمتابعة نصائح مختصين في التغذية، وبدأت توثق كل مرحلة من مراحل تقدمها كأنها تكتب فصولاً جديدة في قصة نجاحها. خلال الشهور الوسطى من الدراسة، لم يختفِ التنمر تماماً، بل اتخذ أشكالاً مختلفة، مما اضطر ليلى لمواجهة واقعها بجرأة وشجاعة. بدأت تروي قصتها لزملائها وأساتذتها، مشددة على أن التغيير يبدأ من الداخل. انضم إليها عدد من زملائها الذين كانوا يشاركونها نفس التجارب، وشكلوا مجموعة دعم صغيرة داخل المدرسة، حيث أصبحوا مصدر إلهام لبعضهم البعض. ساعدت هذه المجموعة ليلى على بناء شبكة من الأصدقاء الذين يساندونها في كل خطوة، مما عزز في نفسها مفهوم الإرادة والتصميم على النجاح. الخاتمة مع مرور العام الدراسي، شهدت ليلى تحولاً مذهلاً. لم تعد الفتاة التي تكبلها المخاوف والحزن، بل أصبحت شابة واثقة من نفسها تلهم من حولها. تخلت عن لقب «السمينة « وارتأت أن تكون رمزاً للتحدي.

204

| 18 يوليو 2025

لأنني طالب

في قلب مدينة ساحلية نشيطة، حيث تلتقي الأجواء المعتدلة مع الاقتصاد المزدهر، يكافح شاب يدعى «علي»، في الثانية والعشرين من عمره، هو طالب إدارة أعمال في سنته الأخيرة. بدأت رحلته في منتصف العام الدراسي، حين تضاربت أحلامه وآماله الشخصية مع ضغوط أسرته والتحديات الاقتصادية التي زلزلت استقرارهم المالي. نشأ علي في أسرة متماسكة، حيث يعيش مع جدّه وجدّته والوالدين، الذين واجهوا تراجعًا في دخلهم نتيجة الأزمات الاقتصادية التي عصفت بالمنطقة. كانت الأسرة تنظر إلى زواج علي كفرصة لتأمين مستقبل مالي واعد، إذ تم ترتيب خطط مفاجئة للزواج من ابنة أحد الأصدقاء. ولكن، كان قلب علي مملوءًا بالتردد؛ فبينما كان شغفه يشتعل لتحقيق أحلامه، لم يتوانَ في التفكير بمشروعه التجاري الذي يراوده منذ طفولته. كان والده، الذي اتسم بتردده وقلقه، يبحث باستمرار عن طرق لإقناع ابنه بأن الزواج هو الخطوة الأمثل للثبات في الحياة، راسمًا في عقله صورة للأمان الأسري كمنفذ للنجاة من ضغوط الحياة المالية. بينما كان علي يستشعر أن زواجه المبكر قد يكون قيدًا يشدّه بعيدًا عن التعمق في دراسة إدارة الأعمال وابتكار مشاريع تعزز استقلاليته المادية والمهنية. في إحدى الأمسيات الهادئة على شاطئ البحر، جلس علي وحده يتأمل أمواج البحر التي تسري برفق على الرمال. كانت الأمواج تترافق مع صوته الداخلي، مستحضرةً الحوارات العميقة التي دارت بينه وبين والده. تحدث بصراحة عن تحديات الحياة، معبرًا عن رغبته الجامحة في إحداث تغيير يُثمر عن مستقبلٍ أفضل، ليس فقط لنفسه بل لعائلته بأسرها. في حديثه المفترض مع البحر، وجد الراحة ومصدر إلهامٍ للتغلب على الخوف المراقب الذي يعاني منه. لم يكن قرار الزواج يشكل في نظره حلاً لمشاكله؛ بل كانت رؤيته واضحة في ضرورة تأجيل فكرة الزواج حتى يتمكن من تحقيق طموحاته وتحويل حلمه لمشروع ناجح. مرت الشهور وتوالت الأحداث مع استمرار العام الدراسي، واشتدت الضغوط العائلية بشأن موعد الزواج. لكن مع كل تحدٍ واتهام، شيئاً فشيئاً، بدأ والده يدرك أن محاولة فرض خيارٍ لا يتوافق مع ميول ابنه قد لا يجلب سوى المزيد من المتاعب. في لقاء حميم وصريح داخل منزل الأسرة، تجسدت قناعة علي بأن تحقيق الاستقلال المالي والنمو المهني ليس تشرداً، بل هو الطريق الأمثل لتحقيق الاستقرار الأسري على المدى البعيد. وبعد حوار مليء بالمشاعر والأحاسيس، أظهر الوالد استجابة غير متوقعة، حيث وافق على تأجيل فكرة الزواج. كانت تلك اللحظة تحمل في طياتها الأمل لعلي، ليتمكن أخيرًا من مواصلة دراسته وإتمام خطته المستقبلية في تأسيس مشروعه الخاص. انبثقت من هذا القرار شعلة جديدة في نفوس أفراد الأسرة؛ فقد تلاشى جزء كبير من الاتهامات والشكوك التي كانت تسيطر على الأجواء، مما سمح لهم بالتنفس من جديد. وبهذا الشكل، تداخلت مشاعر الفرح والحزن، حيث تلمس الجميع خاتمة درامية مبتسمة رغم ثقل المسؤولية. إذ لم يعد تحقيق الحلم مجرد هروب من واقع مأساوي، بل أصبح بداية جديدة لتحرير الطموح وتحقيق الذات. وهكذا، على الرغم من صعوبات تلك السنة الدراسية المليئة بالتحديات الاقتصادية والاجتماعية، نجح علي في تحقيق إنجازاته الأكاديمية والشخصية. لقد كان يشبه عازف البيانو الذي ينسج لحنه وسط الضجيج، معززًا بفكرته القائلة إن التأني والتخطيط للمستقبل هما الطريق نحو النجاح الحقيقي.

384

| 13 يونيو 2025

الطيف الرمادي

وجدت يارا نفسها في خضم فوضى عاطفية بعد اكتشاف خيانة زوجها إبراهيم، الذي كان قبل تلك اللحظة البطولية يمثّل لها كل شيء. كانت سنوات زواجهما، رغم ما بدا عليها من سعادة، تحمل في طياتها مشاعر متناقضة، إذ تعاني يارا من صراعات متجذرة بين واجباتها كأم مخلصة ورغبتها العميقة في التحرر. كانت تحاول التمسك بالاستقرار الذي قدمه لها الزواج، ولكن في أعماقها كانت تدرك أنه لم يكن كافيًا. عند وقوع الخيانة، حين انزلق العالم من تحت قدميها، شعرت بأن معاناتها قد وجدت مخرجًا، فبدأت كل أوجاعها تتحول إلى طاقة دفع هائلة نحو التغيير. كانت الخيانة، رغم قسوتها، بمثابة نقطة انطلاق لرحلة تحوّل عميقة، إذ اكتشفت فيه قوتها الداخلية الهائلة وقدرتها على بناء مستقبل مشرق، وقد أدركت في تلك اللحظة أنها لم تكن بحاجة إلى الشجاعة فقط، بل إلى الإيمان بقدرتها على مواجهة المجهول. مع مرور الأيام، بدأت يارا تعيد بناء ثقتها بنفسها، خطوة خطوة، كما لو كانت تتسلق جبلاً شاقًا لكنها تشعر بالقبض على القمة. تلك المرأة التي كانت مأخوذة بمسؤولياتها، عادت إلى الأنشطة التي كانت تحبها، مثل الرسم الذي كان ينقل مشاعرها على القماش، وكأن كل لمسة فرشاة كانت تعكس ألوان حياتها الجديدة. بدأت في كتابة مذكرات تعكس تطلعاتها وآمالها، واستقيت إلهامها من تجاربها الشخصية، حيث سارعت لتدوين أفكارها حول الحرية والمصالحة مع الذات. كان قرار الطلاق خطوة جريئة نحو التحرر من قيود الماضي، وشعرت باندفاع جديد من القوة، وكأنها ولدت من جديد. أصبحت مصدر إلهام لأطفالها، لم تعد تمثل لهم مجرد أم، بل أصبحت تجسيدًا للصمود والتحدي، وتحدت الصعوبات بأمل وثقة تتأجج في أعماقها، مما جعلها تدرك أهمية احترام الذات والسعي لتحقيق الأهداف. بعد أن تجاوزت الأوقات الصعبة، انطلقت يارا نحو فضاءات جديدة، حيث انخرطت في مجتمعات دعم النساء، حيث لم تكن كل جلسة مجرد لقاء، بل كانت تجارب حقيقية تتشاركها مع نساء أخريات مررن بتجارب مشابهة. كانت تلك اللقاءات بمثابة منبر لها، تبادل فيه التجارب والنصائح، مما ساعدها على إعادة بناء صورتها الذاتية واستعادة شغفها بالحياة. وعندما كانت تتحدث عن قصتها، كانت عيناها تتلألآن بشغف، كما لو كانت تجلب الأمل لكل من كان يواجه الظلام، مؤمنة بأن لكل شيء مقصدا، حتى لو كان في بدايته مؤلمًا. استعادت يارا شغفها من خلال الانغماس في هوايات كانت قد أهملتها، مثل الرسم والكتابة، التي كانت تعبر من خلالها عن مشاعرها وأفكارها. كل لوحة كانت تمثل جزءًا من روحها، تتحدث بلغة الألوان، بينما كانت الكلمات المكتوبة تشكل جسرًا نحو التعافي. وفي هذه الأثناء، كان أبناؤها معلميها؛ فقد علموها قيمة الحب غير المشروط، وكيف أن الدعم المتبادل يمكن أن يعيد بناء العلاقات بطريقة صحية ومستدامة. كانت ضحكاتهم تعبيرًا عن الحياة، وعيونهم مليئة بالبراءة تذكّرها بأن العائلة هي أغلى ما يمكن أن تمتلكه. الآن، تعيش يارا حياة مليئة بالأمل والشغف، مؤمنة بأن كل امرأة تستحق مستقبلًا مشرقًا. إنها لا ترى نفسها فقط كامرأة ناجية، بل كقوة دافعة نحو التغيير الإيجابي. إيمانها القوي بقدرتها على تجاوز الصعوبات دفعها للتحدث في الفعاليات المجتمعية، حيث تشارك قصتها، مقدمةً نفسها كمصدر إلهام للنساء الأخريات. بين كل كلمة تنطق بها، تزرع تشجيعًا ودافعًا في قلوب الحاضرات، مؤكدةً أن كل تجربة مريرة تحمل في طياتها إمكانية تحويلها إلى قصة نجاح. فكل امرأة هي بطلة قصتها الخاصة، وتستحق أن تكون في صدارة الأحداث.

264

| 02 مايو 2025

حب الأزمات

عاشت شهد في حي قديم بدمشق، ورغم الصعوبات، حافظت على أملها في مستقبل أفضل، وتعلمت كيف تنمو وتتطور. كان يتعلق بها حيّها بحكايات الماضي المجيد، ومع ذلك، لم تنسَ شهد حقائق اليوم المريرة. بدأ الناس من حولها يفقدون الأمل، لكنها كانت دائمًا تذكرهم بقوة الإيمان وقدرتها على التغلب على العقبات. في كل صباح، كانت تستيقظ مبكرًا لتكتب في مذكراتها أحلامها وأهدافها، وتخطط لمستقبل تبني فيه حياة جديدة رغم كل شيء. التقت شهد بمحمد في مستشفى، حيث نبضت بينهما مشاعر خاصة وضعت أساسًا للتفاؤل في مواجهة التحديات. كان اللقاء عفويًا، حيث كانت شهد تزور أحد أفراد عائلتها المريض، ولم تكن تعلم أن هذا اليوم سيغير مسار حياتها بشكل جذري. كان محمد مشغولاً بعمله، لكن عينيه لم تستطع إخفاء الإعجاب الذي شعر به تجاه تلك الفتاة الشغوفة بالحياة. كانت الابتسامة الواردة من شهد مصدرًا للإلهام له، فقد أدرك أنه في خضم كل هذه الفوضى، لا يزال هناك أشخاص يحافظون على الضوء داخلهم. واجه محمد مصاعب مهنية، بينما أكدت شهد استقلاليتها من خلال مشروع بسيط. نمت ثقتهما بأنفسهما وببعضهما، مما زودهما بالشجاعة. بالرغم من الضغوطات اليومية التي كان يتعرض لها محمد كطبيب في زمن الحرب، كانت شهد دائمًا موجودة لتشجيعه. وقررت أن تبدأ مشروعها الذي كان عبارة عن إنتاج وبيع الملابس التقليدية، أثناء استخدام مهاراتها في تصميم الأزياء. هذا المشروع لم يكن مجرد وسيلة لكسب العيش؛ بل كان تعبيرًا عن هويتها وإبداعها في عالم مليء بالتحديات، وأصبح رمزًا للأمل لكل من حولها. واجه محمد مصاعب مهنية كبيرة نتيجة لظروف الحرب التي تعصف بالبلاد. كل يوم كان يخرج من منزله بشغف وإرادة، ولكنه كان يرتدي عباءة من القلق والترقب، حيث كانت حالات الطوارئ تتزايد وتحتاج إلى تركيزه الكامل كطبيب. ومع ذلك، كانت شهد تعكس عكس ذلك تمامًا، حيث أكدت استقلاليتها من خلال مشروع بسيط كان يجسد شغفها بالفن والأزياء. في تلك اللحظات الحرجة، نمت ثقتهما بأنفسهما وببعضهما البعض، مما زودهما بالشجاعة على مواجهة التحديات المتزايدة. بالرغم من الضغوطات اليومية التي كان يتعرض لها محمد، كانت شهد دائمًا موجودة لتشجيعه في كل خطوة، كالشمس التي تشق طريقها في سماء سحابة داكنة. كانت كلماتها بمثابة بلسم لجروحه، وتحفيز لنبض الحياة في قلبه. وفجأة، قررت شهد أن تبدأ مشروعها الخاص في صناعة الأزياء، لتبدأ رحلة جديدة تعبر فيها عن قصص النساء والآمال من خلال تصاميمها. كل قطعة كانت تكاد تنبض بالحياة؛ تمثل حكايات من كفاح، أمل، ومثابرة، بحيث أصبحت تصاميمها ليست مجرد أزياء، بل روايات تتحدث عن التجارب الإنسانية الأصيلة. مع توحيد جهودهما، أصبحت شهد رمزًا للقوة ومحمد مصدر إلهام ليس فقط لفريقهما، بل للمجتمع بأسره. لقد أحدثت شراكتهما تأثيرًا عميقًا في نفوس العديد من الشباب، حيث تبادلا الأحلام والرؤى حول خدمة المجتمع وبناء مستقبل أفضل. بدآ بتنظيم ورش عمل للشباب، وركزا على تعليمهم مهارات جديدة مثل الحرف اليدوية، والتكنولوجيا، والفنون، مما أتاح لهم الفرصة لاكتشاف شغفهم وإبداعهم. كانت هذه اللحظات جوهرية في تقوية روابطهما، حيث شعر الاثنان معًا بأنهما جزء من حركة أكبر تسعى للسلام والأمل في وطنهما. ساهمت نشاطاتهما من خلال ورش العمل في تعزيز روح التعاون والاحترام بين أقرانهما، مما ساعد على بناء مجتمع متماسك يتعاون في تجاوز التحديات. بينما كانوا جميعا يعملون معًا، تشاركوا قصصهم الشخصية ورحلاتهم في الحياة، مما جعلهم يشعرون بالتواصل الأعمق الذي يفوق مجرد الصداقة، ليصبحوا عائلة واحدة تسعى للاستمرار في إحداث التأثير الإيجابي. [email protected]

309

| 28 مارس 2025

كل الدنيا لا تعوضني

أنا إيمان، أحكي عن أيام الحب والأمل في حياتي. بدأت قصتي معه في مكتبة الجامعة، حيث شعرت بشيء مختلف في قلبي عندما التقينا لأول مرة. كانت عيونه تعكس شغفاً لا يوصف، وكان حديثه عن الكتب والفن يملأني بالإلهام. كانت تلك اللحظات مليئة بالضحك والمناقشات العميقة، وكأن كل كلمة تقربنا أكثر من بعضنا البعض. بعد الزواج، واجهنا تحديات المجتمع وضغوط الإنجاب، مما أدى إلى اكتشافي عدم قدرتي على الإنجاب. شعرت بفقدان الأمل وأحسست بواحدة من أصعب اللحظات في حياتي. كان الأمر كما لو أنني فقدت شيئًا غاليًا وضروريًا، كقطع من حلم بنيناه معًا بخيوط الدفء والرغبة. ترددت في إخباره ، خشية أن يتغير نظره لي، مع مرور الوقت، زادت الفجوة بيننا، وكأن جداراً غير مرئي ارتفع بيننا، مما جعلني أشعر بالوحدة. كان حديثنا يتضاءل، وأصبح البيت كئيباً، حيث تلاشت الضحكات ليحل محلها الصمت . قررت الانفصال بعد أن رأيت في عينيه الشعور بالإحباط ، وهو ما قرب النهاية الحزينة لقصة حبنا. بعد فترة قصيرة، تزوج هو من امرأة أخرى، مما زاد شعوري بالفقد والفراغ. كان خبر زواجه كالصاعقة، وكم كانت المشاعر متضاربة؛ عبارة عن خذلان وذكريات مليئة بالألم تهاجمني في كل زاوية. ردة فعلي كانت مزيجاً من الحزن والندم، حيث بدأت أراجع كل لحظة جميلة عشناها معاً، كل ضحكة تبادلناها في زوايا الكافيهات العتيقة، والأحاديث التي استمرت حتى الفجر، تلك اللحظات التي كانت عبارة عن موسيقى في حياتنا. كنت أشعر كأنني أستمع إلى عزف عاطفي، بينما كانت الذكريات تتراقص في ذهني، تعيد إلي مشاعر السعادة المختبئة في زوايا قلبي. لكن، مع كل ذكرى كانت تأتي موجة جديدة من الألم، كأنني أعود إلى بدايات فرحتي بسقوط المطر في الشارع، ثم أكتشف أنه هو من يحتضن شمس السعادة مع غيري. في تلك الأوقات العصيبة، بدأت أبحث عن معنى الحياة بعيني الجديدة، متسائلة إن كان بإمكاني تجاوز هذا الشعور بالفراغ. كنت أتأمل في لحظاتنا معاً، أدركت أن كل عناق، كل نظرة، كان لكل منها طابعها الخاص وتجربتها الفريدة. ومع كل تأمل كانت الدموع تتساقط، لكن مع كل دمعة كنت أستشعر قوة غامضة تدفعني للقيام من جديد. وفي تلك اللحظات، كنت أتساءل: هل كتب علينا أن نعيش تلك الدروس بأسلوب مؤلم؟ أدركت أن التجربة ليست فقط عن الخسارة، بل كانت فرصة للتأمل واكتشاف الذات. لقد علمتني رحلة الحب والألم أن الحب الحقيقي يمكن أن يتواجد في كل شيء حولنا، حتى في التفاصيل اليومية التي كنا نتجاهلها، مثل رائحة القهوة في الصباح أو لون السماء في نهاية اليوم.

168

| 14 مارس 2025

مراقبة مشددة

في زاوية من زوايا المدرسة، جلست نورا مع صديقاتها ليلى وسارة وريم. كانت ضحكاتهن تُعلي من روح الفريق، ولكن في كل مرة يضحكن فيها، كانت أم نورا، سعاد، تراقبهن من بعيد بوجه جدي. لطالما كانت سعاد مدافعة قوية عن سلامة ابنتها، لكن ضغوطات رقابتها المشددة تركت أثرًا عميقًا على نفسية نورا. في المدرسة، كانت نورا تجلس مع صديقاتها في استراحة الغداء، يتبادلن الأحاديث عن يومهن الدراسي. كانت ليلى تتحدث بحماس عن عرض مسرحي قادم، بينما كانت سارة تخبرهن عن موضوعات لمشاريعها. وبينما كانت النقاشات تتصاعد، كانت عيون نورا تراقب ساعة يديها، تتذكر دائمًا ما تقوله أمها: «لا تتأخري، كوني حذرة، وابتعدي عن الأشياء التي قد تضعكِ في خطر». تلك الكلمات بدأت تتغلغل في ذهنها، مما جعلها تشعر بأنها محاصرة. عندما عادت نورا إلى المنزل بعد يوم طويل في المدرسة، وجدت أمها تنتظرها عند الباب. نظرت سعاد بتشدد إلى نورا، وسألتها إذا كانت قد أتمت واجباتها. تعبت نورا من هذه الأسئلة المتكررة، وأرادت أن تشعر بحريتها. حاولت أن تشرح لأمها أنها بحاجة لبعض الراحة وأن صديقاتها كن يشعرن بتوترها بسبب قيود أمها. لكن سعاد، التي كانت تخشى على مستقبل ابنتها، لم تستطع أن تفهم الموقف. مع مرور الأيام، كانت العلاقة بين نورا وأمها تتقلص أكثر. شعرت نورا بأن أمها تنظر إليها كطفلة، وليس كفتاة مراهقة تتجه نحو النضج. كانت تلك اللحظة المحورية في علاقتهما عندما استدعت نورا كل شجاعتها وقررت أن تتحدث مع أمها بصدق. تغيير النظرة في أحد الأيام، جلست نورا مع أمها في غرفة المعيشة بعد العشاء. قررت أن تعبّر عن مشاعرها. قالت: «أمي، أريد أن أتحدث معكِ عن شيء مهم». نظرت سعاد إليها باهتمام، فأكملت نورا: «أشعر وكأنكِ لا تثقين بي. حينما تقولين لي أن أكون حذرة، أحيانًا أرى ذلك على أنه عدم ثقة. أريدكِ أن تعرفي أني يمكنني الاعتناء بنفسي». تأثرت سعاد بكلمات ابنتها. شعرت بالندم لأن قلقها الزائد قد أثر على علاقتها بنورا. بدأت تدرك أن الفتاة التي أمامها ليست فقط ابنتها، بل أيضًا صديقة وشخص له رأيه الخاص. قالت سعاد: «أنا آسفة، نورا. لم أكن أريدك أن تشعري بهذه الطريقة. أريد فقط الأفضل لكِ». انتقلت المحادثة إلى مواضيع مختلفة حول الأصدقاء والدروس والضغوطات الاجتماعية. ومع كل جملة وتعبير، بدأت الجدران التي بنيت بينهما في الانهيار. اكتشفت سعاد أنه من الضروري أن تمنح نورا بعض الحريّة، وأن الحماية الزائدة قد تؤدي إلى نتائج عكسية. قررت سعاد أن تعطي ابنتها مزيدًا من المساحة لتتواصل مع صديقاتها، بينما في نفس الوقت تحافظ على خطوط حوار مفتوحة تشجع على الثقة. خرجت نورا من هذا الحوار بشعور من الراحة والحرية، مدركة أن العلاقات تحتاج دائمًا إلى حوار مفتوح وتفاهم. الخاتمة يمكن أن تكون الرقابة عاملًا إيجابيًا، لكن عندما تتحول إلى قيود، فإنها تؤدي إلى مشاعر سلبية. بالتواصل والمشاركة، يمكن للعائلات فهم بعضهم البعض بشكل أعمق، مما يسمح بالحب والاحترام المتبادل. لقد أثبتت نورا لأمها أنها تستحق الثقة، بينما أدركت سعاد أنها بحاجة لتغيير نهجها. في النهاية، كانت تلك المحادثة هي بداية علاقة جديدة قائمة على الثقة والمودة.

366

| 14 فبراير 2025

رحلة عبور من الظلام إلى النور

في يوم مشمس من أيام الربيع، حيث كانت الأزهار تتنسم عبيرها في كل زاوية، اكتشفت ليلى كتلة غريبة في جسدها. كانت تلك اللحظة بداية لرحلة غيرت مجرى حياتها بالكامل. كان اكتشاف المرض صادماً مثل صاعقة، فقد جاء في وقت لم تكن ليلى مستعدة له. ومع تأكيد التشخيص، انقضت الشكوك والمخاوف على أحلامها وطموحاتها، مما تركها في حالة من الصدمة والقلق حيال مرض السرطان. لكن في غمرة تلك اللحظات المظلمة، لم يكن كل شيء محبطاً، حيث كان هناك نور يحاكي الأمل، تمثل في الدعم العائلي والمعنوي غير المحدود. كلمات التشجيع وأحضان العائلة الدافئة زرعت بذور الأمل في قلبها، مما ساعدها على مواجهة التحديات. شقت ليلى طريقها نحو العلاج بروح من الأمل، رغم التحديات التي رافقت العلاج الكيماوي وما تبعه من آثار جانبية مؤلمة. كانت كل جلسة علاج تمثل قتالاً جديداً ضد المرض، لكنها كانت مصممة على القتال بكل ما أوتيت من قوة. ومع تقدم مراحل العلاج، كانت تشعر شيئاً فشيئاً بأنها تقترب من النور. على الرغم من الألم والمعاناة، واجهت ليلى صراعها الداخلي بشجاعة، واستطاعت أن تستشعر الشفاء العاطفي الذي بدأ يتغلغل في روحها. أدركت أن قوة الروح والإرادة يمكن أن تحطم جدران الخوف واليأس، ولم يكن صراعها مقتصراً على محاربة المرض فحسب، بل كان بداية لتقبل ذاتها وإعادة الشعور بالحياة بشكل أعمق. اختتمت ليلى رحلتها بمزيج من الأمل والقوة، وتمكنت من التغلب على مرض السرطان. وجدت في قلبها الشجاعة لتواجه الحياة بنظرة جديدة، متسلحة بالحب والدعم الذي حظيت به من محبيها. ولم تكن القصة قد انتهت عند شفائها، بل كانت حقاً بداية جديدة نحو تقدير الحياة والنعم التي تحتضنها كل لحظة.

636

| 13 ديسمبر 2024

بسببها

في قلب مدينة بعيدة، كانت تعيش فتاة شابة تُدعى لينا، تتصف حياتها بالبساطة ولكنها مليئة بالتحديات. كانت لينا تواجه صعوبات جمّة في حياتها، الأمور المالية شحيحة، والوحدة كانت رفيقتها الدائمة. لكن، برغم الضغوط والمعاناة، كانت تبحث دومًا عن شعاع أمل ينير ظلمات حياتها. تعكس قصة لينا كيف أنه بسبب المعاناة تولد الأمل، فقد كانت تلك الفترات الصعبة بمثابة الأرض الخصبة التي نمت فيها بذور الأمل والتفاؤل. بالرغم من أن الحياة لم تكن لتمنحها الكثير، إلا أن تحديات الحياة قد عززت قوتها الداخلية وأكسبتها الشجاعة لمواصلة الطريق. لم تكن رحلة لينا وحيدة بالكامل، فقد كان للدعم النفسي دور فعَّال في تشكيل شخصيتها ونضوجها العاطفي. في الأوقات التي كانت تشعر فيها بالضعف، وجدت يد العون في أصدقاء صادقين وجيران متعاطفين الذين أثبتوا أن العطف والتفهم يمكن أن يكونا السبيل لتجاوز الأزمات. ومع ذلك، كانت هناك أوقات شعرت فيها لينا أنها تنجرف في دوامة من الشك والانكسار. كانت المواجهات اليومية تغرس فيها العزيمة، لكنها في الوقت ذاته كانت تختبر قوتها الداخلية. كانت تلك اللحظات الحرجة بمثابة الاختبار النهائي لقوتها وإصرارها على النهوض مرة أخرى. جاء اليوم الذي وقفت فيه لينا على قدميها بعد كل هزيمة، تلملم أشياءها وتستعد لبداية جديدة. لقد أدركت أن الحياة قد تضرب بقسوة، لكن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على النهوض بعد السقوط. لم تكن لينا نفس الفتاة التي كانت عليها قبل الأزمات، فقد تغيرت، تحولت إلى امرأة أقوى، أكثر حكمة، وأكثر تفاؤلاً تجاه الحياة. تُظهر قصة لينا كيف أن الصعاب يمكن أن تكون بمثابة فرص للنمو والتطوير الشخصي، وأن بسبب المعاناة يمكن أن يولد الأمل. وبذلك، تصبح الحكاية تذكيرًا قويًا بأنه مهما بلغت قسوة الظروف، لكل منا القدرة على التغلب عليها والخروج منها أكثر قوة وتصميمًا على النجاح.

360

| 15 نوفمبر 2024

قصة النهضة

- كان الزوجان الشابان يحلمان بحياة هادئة بعيدة عن صخب المدينة. كان اسم الزوج «علي»، وزوجته «نورة»، وكانت حياتهما بسيطة، يتقاسمان الأعمال اليومية، من العناية بمزرعتهما الصغيرة إلى الانخراط في أنشطة القرية المختلفة. كان الأشخاص في القرية يشكلون نسيجاً اجتماعياً متماسكاً، حيث الكل يعرف الكل والتقاليد والعادات تلعب دوراً جوهرياً في تحديد إيقاع الحياة. رغم الحياة الهادئة، كانت هناك صراعات تظهر بين الحين والآخر، خصوصاً بسبب الخلافات حول الأراضي الزراعية وتقاسم موارد المياه. لكن علي ونورة شهدا كيف أن القرية بأكملها كانت تجتمع لإيجاد حلول مجتمعية لهذه الصراعات. كان إيمانهما بقوة الحوار والتفاهم المتبادل يؤديان دائماً إلى التوصل لحلول ترضي جميع الأطراف. مع الوقت، بدأ علي ونورة في تبني تقنيات زراعية جديدة تحترم التقاليد ولكن تضمن في الوقت ذاته استدامة الأرض ومواردها. كانت النهضة تلوح في الأفق، حيث أصبحت مزارع القرية أكثر خضرة وإنتاجية من أي وقت مضى، مما جلب الازدهار لجميع سكانها. كانت العادات القديمة تتجدد بلمسات من الحداثة دون أن تفقد جوهرها الأصيل. وفي نقطة تحول حاسمة، اجتمع علي ونورة مع أهل القرية لإطلاق مبادرة زراعة الأشجار، بهدف حماية البيئة وتجميل محيط القرية. هذه المبادرة لم تكن تعني فقط زيادة المساحات الخضراء ولكنها رمزت أيضاً إلى التزام المجتمع بالعيش بتناغم مع البيئة. سرعان ما أصبحت القرية مثالاً يحتذى به في المنطقة، وجذبت الزائرين من أماكن بعيدة لرؤية إنجازاتها. في نهاية المطاف، ساعد الجهد المشترك وروح التعاون بين سكان القرية في تحقيق نهضة مجتمعية حقيقية. الصراعات التي كانت تبدو في يوم من الأيام مستعصية على الحل، تحولت إلى قصص نجاح تحكى عبر الأجيال. لم يكن الحل السحري فقط في الأفكار الجديدة، ولكن في الإرادة المشتركة لسكان القرية للعمل معاً من أجل مستقبل أفضل. وهكذا، تحولت القرية الصغيرة من مكان هادئ وبسيط إلى مثال يحتذى به للتنمية المستدامة والتعاون المجتمعي. وكان علي ونورة، بكل حماس وإيمان، يعيشان الحلم الذي طالما حلما به، ويشاركان جميع سكان القرية في بناء مستقبل أفضل لهم ولأجيالهم القادمة.

897

| 08 نوفمبر 2024

رسالة من القلب

في قرية صغيرة تجمعت أرواح أربع صديقات منذ الطفولة، مشتركات في الأحلام والأسرار، وفي يومٍ ما، قررن أن يعبرن عن مشاعرهن العميقة نحو صديقة خامسة غادرت القرية منذ سنوات برسالة تحمل كل معاني الحب والشوق. لقد عزمن على أن تصل هذه الرسالة إلى الشخص المستهدف مهما كلف الأمر، لتكون جسراً يعبر به الحنين والذكريات. كانت ردة فعل المستلمة عند تلقي الرسالة مليئة بالدموع الممزوجة بابتسامات تعكس الدهشة والفرح. لم تصدق أن السنوات الطوال التي مرت لم تستطع محو الحب في قلوب صديقاتها، وهاهن الآن يمتدن إليها بخيوط من المودة والوفاء. جلست تقرأ الرسالة بين يديها، كل كلمة توقظ في داخلها ذكريات الماضي المشتركة: الأيام التي قضينها سويا تحت ظل الشجر العتيق، الأحلام التي رسمنها بألوان الطيف على جدران الزمن، والضحكات التي كانت تملأ الأمكنة التي جمعتهن. لم تكن الرسالة مجرد كلمات، بل كانت تنبض بمشاعر الحب العميقة التي تتجاوز حدود المكان والزمان. تحدثت الرسالة عن التضحيات التي كانت تبذل من أجل بعضهن البعض، والآمال المستقبلية في أن يعدن يوماً ما إلى نقطة اللقاء هذه، حيث لا يفصل بينهن سوى خفقان القلوب. بقلب مليء بالامتنان، قررت الصديقة الغائبة أن تعود إلى القرية في أقرب فرصة، مدركة أن الحب الذي جمعته هذه الرسالة يملك قوة لا يمكن تجاهلها. وفي لقائهن الذي تم بعد فترة، كانت العناقات الطويلة والدموع الفرحة خير دليل على أن الرسالة أحدثت أثرها المنشود، معيدةً إياهن إلى عالمهن القديم الممزوج بالأمل. لم تكن «رسالة من القلب» مجرد حروف مكتوبة، بل كانت قوة سحرية استطاعت أن تجمع شمل الأرواح المتفرقة وتزرع فيها بذور الأمل والمحبة من جديد، مؤكدة بذلك على أن الصداقة الحقيقية لا تعرف المستحيل.

699

| 25 أكتوبر 2024

alsharq
الكرسي الفارغ

ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...

4797

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
النعش قبل الخبز

لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...

3513

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
معرفة عرجاء

المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....

2871

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يصنع التاريخ

في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...

2670

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
نموذج قطر في مكافحة المنشطات

يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...

2595

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
أين ربات البيوت القطريات من القانون؟

واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...

1443

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
ملف إنساني على مكتب وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة

في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...

1407

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
وجبات الدايت تحت المجهر

لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...

1041

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
وجهان للحيرة والتردد

1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...

963

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
القيمة المضافة المحلية (ICV)

القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...

837

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
دور معلم الفنون في مدارس قطر

في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...

807

| 17 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يحلّق من جديد

في ليلة كروية خالدة، صنع المنتخب القطري "العنابي"...

765

| 17 أكتوبر 2025

أخبار محلية