رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قد لا يعرفك الكثيرون يا شيماء قنن، وليس هذا ذنبهم، فقد اختلط الأمر على الناس بين سماع وحفظ قصتك على هولها وبشاعتها، مع بقية القصص المأساوية الأخرى التي تعددت وأصبحت بالمئات من ضحايا أطفال غزة الذين سبقوك للقاء الله بفعل وحشية الآلة العسكرية الإسرائيلية. وصدقا يا حبيبتي شيماء لم أكن لأكتشف هذا الأمر، إلا بعد أن قمت بوضع صورتك في صفحتي بموقع الفيس ثم معلقا عليها (وداعا شيماء ... إلى جنات الخلد حبيبتي) ! انهالت علي بعدها التعازي من زملائي وأصدقائي، وقد اختلط عليهم الأمر فظنوا أن من ماتت هي بنت أحد أقاربي، وأنت والله العظيم يا شيماء أحب وأقرب منهم جميعا! قد يرى البعض أن الله قد رأف بك حينما جعل لك قدرا ولطفا يخرجك من بطن أمك حية ، فلا تحترقي بفعل الصواريخ والقنابل العنقودية الإسرائيلية كما احترق المئات من الأطفال بوحشية ودون رأفة أو رحمة . وقد يعتقد البعض الآخر أن في الأمر حكمة يعلمها الحكيم العليم ليكون جسد أمك هو الملجأ و الحضن الدافئ الذي أوصلك في الأخير إلى قسم الحضانة بمستشفى ناصر وسط غزة بعد أن ضحت أمك بروحها لتعيشي أنت . ولكن العجيب حبيبتي شيماء أن كل الأقدار و الحكم التي دارت بخلدنا ونحن نحمد الله برؤية محياك ، جاءت بعد أيام قليلة معدودات بعكس ما نشتهي، فا نقضت المهلة سريعا وحملت لنا الأنباء الخبر الفاجعة ..... خبر وفاتك يا غالية . شيماء قنن ..... يا زملائي وأصدقائي طفلة كتب الله لها الحياة بعد الممات ، ثم كتب لها الموت بعد أن احتضنتها الحياة مستبشرة ، وما بين هذه المرحلة وتلك وقفت جدتها ميرفت قنن باكية تنظر أليها حتى كادت أن تبيض عيناها من الحسرة والحزن والأشفاق عليها وهي مسجاة ومستلقية أمامها في سريرها بقسم الحضانة بمستشفى ناصر. وقفت يا حبيبتي شيماء جدتك ميرفت قنن بين المسعفين والأطباء وساقاها لا تقويان على حملها، بصوت متحشرج وأنين مسموع تنتحب وتتساءل ولسان حالها يقول من قوله تعالى ( وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ .بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ) . وقفت تصرخ في وجه الجميع متسائلة ... لماذا قررت إسرائيل أن تدفن ابنتي وحفيدتها التي في بطنها حية ؟ ماذا فعلت ابنتي وحفيدتي التي في بطنها حتي يقصفوا بيتها فوق رأسها ؟لم يكن حال جدتك يا شيماء خارجا في غرفة الانتظار بالمستشفى بأحسن من حال من جلست بينهن من النساء الثكالى من ذوي الشهداء والجرحى الذين أكتظت بهن كل مستشفيات القطاع، غير أن المرء ليحتار من كرب وهول فاجعة جدتك التي ابتلاها الله، فجعل قلبها ممزقا معلقا وأحاسيسه ومشاعره مبعثرة وموزعة ذات اليمين وذات الشمال في آن واحد بين شيماء أمك التي توفاها الله ، وشيماء الحفيدة التي تصارع الموت أملا في الحياة . جلست ميرفت جدتك هذه السيدة البالغة من العمر ثلاثة وأربعين عاما على باب قسم الحضانة وهي تغالب حزنها و فجيعتها بقلب صديع وصوت مبحوح تنضح الآلام منه، وصبر موشك أن يستطارا، صامدة بنفس تظللها الثقة وعدم اليأس من مِن رَوحِ اللَّهِ التي لا ييأس منها إلا القوم الكافرون . جلست في الخارج وسط نحيب وعويل الثاكلات اللاتي فجعن مثلها بفقد فلذَات أكبادهن، وهي ترقب حركة الأطباء والمسعفين ، بانتظار الأمل، أو أي معلومات عن حفيدتها الرضيعة التي بقيت على قيد الحياة في بطن أمها الشهيدة . كانت تقول في تلك اللحظات ( كل ما أطلبه من الله أن يحمي لي هذَه الطفلة وتبقى على قيد الحياة . ماتت ابنتي شيماء لكن هذَه الطفلة ستكون ابنتي الجديدة ، وسوف أربيها كما ربيت والدتها ، وسأجعلها تناديني ماما كما كانت تناديني أمها ) . وما هي إلا دقائق معدودات حتى عرفت الجدة ميرفت قنن أن ابنتها شيماء قنن والتي وصلت المستشفى كانت أصلا قد فارقت الحياة من قبلها، وأنه وأثناء إسعاف الأطباء لها أثارت حركة بطنها انتباههم، فاكتشفوا أن جنينا لها يكافح بشدة للحياة فما كان إلا وأن قرر طبيب النساء والولادة على الفور إجراء عملية قيصرية لإخراج الطفلة التي كانت مازالت على قيد الحياة . وخرجتي إلى الحياة حبيبتي شيماء، واستبشرت وحمدت جدتك ميرفت نجاتك من حادثة قصف منزلكم فقررت كل الأسرة إطلاق اسم شيماء عليك تيمنا بروح الشهيدة أمك التي حمتك ببطنها من ترامي وسقوط الأنقاض بعد انهيار منزلكم بدير البلح. وجدت بعدها فيك الصحافة مادة دسمة، وسرعان ما انتشر اسمك سريعا كانتشار النار في الهشيم بين كل وكالات الأنباء العالمية، وهم يصفونك بالمعجزة الربانية بعد أن أخرجك الأطباء حية من بطن أمك الميتة بفعل القصف الدموي الإسرائيلي. انصرف عنك بعدها الإعلام والناس وأنا منهم بعد أن حمدنا الله أنك سوف تعيشين لتكونين رمزا وشاهدا على العصر على وحشية ودناءة وسفالة وجرائم الكيان الصهيوني، وبدأت حتى أسرح كثيرا في خيالي متمنيا لو أن إحدى الدول العربية أو الإسلامية احتضنتك أنت وأسرتك من أجل إكمال العلاج كما قامت من قبل المملكة الأردنية مع والد محمد الدرة بعد وفاة ابنه الشهيد الرمز .بقيت لأيام معدودات جاثية كالجثة الهامدة في قسم الحضانة بمستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب القطاع، بعد نقلت أليه لصعوبة وضعك الصحي ، وأنت تتنفسين بجهاز خاص للأوكسجين ويتم تزويدك بالغذَاء عبر المحاليل الطبية . ثم تتابعت الأحداث قبل وبعد دخولك المستشفى وأنت غارقة في غيبوبتك بين الأسلاك والمحاليل والأجهزة الطبية التي تحيط بك من كل جانب . فهذَه جريمة أخرى ارتكبها نفس المجرم، حينما أغار وقصف أطفال منتزه الشاطئ غرب مدينة غزة. كانوا في براءة الأطفال يتسابقون ويلعبون ويتحلقون في دوائر صغيرة فرحا بأول أيام عيد الفطر، ولم يكونوا يعتقدون أنهم أيضا صاروا رغم صغر سنهم في نظر إسرائيل ناشطين من كتائب سرايا القدس أو القسام ! في لحظات تحولت أجسادهم النحيلة إلى أشلاء وتناثرت في شوارع غرب المدينة، فانمحت بفجيعتهم كل ملامح وآثار العيد وسط عويل أمهاتهم وصرخات وذَهول المارة والمسعفين الذَين كانوا يقولون (قصفتهم الطائرات، فتت أجسادهم النحيلة، الله أكبر يا عرب أطفال غزة تحرق أجسادهم على الهواء مباشرة). ثم جاءت أخبار فراقك الحياة أو لحاقك بكل أطفال غزة الذَين سبقوك لرحمة الله ، بسبب نقص الأوكسجين الذي حدث بسبب توقف قلب الأم ووفاتها قبل ولادتك . قالت التقارير الطبية عنك أيضا حبيبتي شيماء إن هذا النقص في الأوكسجين تسبب في اختناقك بشكل مفاجئ وموت خلايا الدماغ، ثم فارقتي الحياة . شيماء حبيتي أني أفتقدك اليوم بشدة، فقد منحتينا بصراعك للحياة عزم قوي للصبر والمقاومة ونحن من على البعد عنكم، فكنت أنت بقوتك أصغر مجاهدة ومقاومة فلسطينية في غزة وفرحنا أيما فرح لنجاتك من حادثة قصف منزلك . ثم ها أنت اليوم تغادرين مسرح الحياة مفضلة الشهادة وجنب الله على العيش تحت الاحتلال الغاشم وبين جيرانه ومحبيه من العملاء والمنافقين ، دون أن تتركي لنا سوى الأثر الطيب والحزن والانكسار لمأساة شعبك . كنت أتمنى لك طول الحياة يا شيماء حتى تكوني شاهد عصر أمامنا على جرم الكيان الصهيوني، فأراد لك الله الموت والشهادة لتكوني شاهد عصر على انحطاطنا وخزلانا وضعفنا وهواننا وجبننا للزود والدفاع عنك وعن أطفال مخيم الشاطي ورفح وحي الشجاعية وكل قطاع غزة .وهكذا دوما هي حكمة الله وتدبيره تعلو على حكمة وتدبير كل خلقه .... أن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وأنا يا حبيبتي شيماء في فراقك وفراق كل أطفال وشهداء غزة لمحزونون ... إنا لله وإنا إليه لراجعون.
2048
| 09 أغسطس 2014
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لست من المؤمنين بأن في عالمنا هذا الذي تهيمن عليه لغة السياسة والمصالح، وتظلله شريعة الغاب، إعلاما (حرا أو مهنيا) بنسبة 100 في المائة، ولكن من الثابت قوله إن هنالك وسائل إعلامية تتحرى الدقة في عرض الخبر، وتنشد أعلى درجات المهنية في تحليلها للمعلومة الصحفية، وتتبنى بثبات ورسوخ في ميثاق شرفها ألأعلامي مبدأ إبراز الرأي والرأي الآخر. وهنالك في المقابل وسائل إعلامية أخرى موغلة في الانحيازية للرأي الواحد، وفقيرة من كل قيم العدل والأمانة والصدق في تحري الخبر، وبعيدة كل البعد عن مسألة الاتزان في العرض والطلب للمعلومة الخبرية. العدوان الحالي على غزة، وكما أشرنا في مقال سابق لنا، أنه أبرز للسطح الإعلامي العربي انقساما محزنا وخطيرا بين تيارين متنافرين ومتضادين. تيار إعلامي يمكننا أن نصفه بأنه (إسلامي، قومي عربي، وطني)، يدافع بضراوة عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في المقاومة والعيش الكريم، ويرفض بتاتا مسألة الخلط الفج بين قضايا الاختلاف الفكري (كمثل التي نراها عند من يخالفون حركة حماس الإخوانية أو الجهاد السلفية) وبين مبدأ قومية ومركزية القضية الفلسطينية كقضية تجمع كل شعوب الأمتين العربية والإسلامية. وتيار آخر بدأ يؤسس لحركة انقلابية على المثل والمبادئ الإسلامية والعربية المتعارف عليها في كراهية وعداء شعوبنا الأزلي للكيان الصهيوني، والتي غرست فينا منذ كنا في سبحات المهد ولدان، فبدأ بكل أسف يخلق للمواطن العربي عدوا وهميا آخر اسمه حماس، ويقدم مع ذلك بتعابير مباشرة وغير مباشرة التغطية المخزية والتبريرات الواهية لجرائم العدو البشعة في غزة. وفي خضم كل هذا عاد الهجوم مجددا، وهو ليس الأول ولن يكون الأخير، على قناة الجزيرة يطفو على السطح، ويتصدر المشهد الإعلامي العربي جنبا إلى جنب مع أخبار الهدم والتدمير وأرقام القتلى والجرحى في غزة. لدينا بعض التحفظات على سياسة القناة، شأننا شأن الكثيرين من بني جلدتنا، تجاه تناولها الإعلامي للشأن السياسي في السودان، خصوصا في السنوات الأخيرة وبعكس بداياتها، إلا أنني لن أنكر ولن أدعي أبداً أنني كنت ومازلت من المعجبين والمبهورين بشكل أدائها الإعلامي الرفيع والمتجدد، والذي مكنها لتصبح اليوم علامة عالمية فارقة في المجال الصحفي والإعلامي. لسنا هنا في هذا المقال بصدد الهجوم أو الدفاع أو التطبيل أو التقييم لأداء وسياسة القناة، لكنني، وفي سياق الحديث عن غزة تحديدا، غبطت القناة بطواقمها (الفنية والإعلامية) على كسبهم الإعلامي الناجح من خلال تغطيتهم للأحداث الدموية في القطاع، خصوصا في مهمة نقل الصورة كاملة للمشاهد في كل أنحاء العالم (العربي والإسلامي منه على وجه الخصوص). ويبقى الغريب والعجيب في الأمر أن اختلافي وتحفظي على التناول الإعلامي للقناة للشأن السياسي السوداني، وكذلك قد يأتيك أخ ثانٍ من مصر له أيضا بعض التحفظات على شكل وتناول القناة للشأن المصري، وثالث من العراق، ورابع من سوريا، وهلم جرا، نرى أن كل هذه التحفظات المشروعة لا يمكن لها أبداً تحت أي مسوغ أن تجرنا بغباء وبلاهة لنكون ضمن حملة هجوم والعداء المسفر للقناة (الذي له أغراضه المفضوحة) في ما يخص تغطيتها المميزة لأحداث غزة، جنبا لجنب ليبرمان وبيريز ونتن ياهو. ولأن الجزيرة لم تختلق أرقاما للضحايا من نسج خيال مراسليها، ولم تحبك قصصا مأساوية عن قصف لمساجد ومدارس ومستشفيات وملاجئ تابعة للأونروا من بنان أفكار محرريها، ولم تفبرك مقاطع فيديو لمشاهد مروعة لانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب على المدنيين من النساء والأطفال وكبار السن التي ارتكبتها آلة الحرب الإسرائيلية الوحشية من ملكات إبداعات مهندسيها، ولكنها ورغم كل ذلك فإن ما نالها من غضب وهجوم من كلا الجهتين المتضررتين من تغطيتها (إسرائيل ومحبوها وكارهو حماس)، بلغ وفاق أحيانا حد غضب إسرائيل على صواريخ حماس المباركة والمتعددة (جي 75 وآر 160 وغراد وفجر 5 والقسام). في ظني أن الجزيرة (المنحازة لشعب غزة) قد أخطأت خطأ بشعا في نهج وأسلوب تغطيتها للأحداث الدموية الجارية هناك، خصوصا في مسألة تركيز وتوجيه بوصلة اهتمامها وطريقة عرضها للمأساة وللإبادة الجماعية التي نراها ونقلتها لنا كل قنوات العالم الفضائية من الجزيرة أو من غيرها من القنوات الأخرى. لذلك كان على الجزيرة حتى تكسب جمهورا عريضا مضاعفا، خصوصا من الطرف الآخر، أن تقوم ببعض الإصلاحات التي سوف أقدمها لهم في شكل نصائح، علها تجد طريقها للدراسة لتضمن ضمن بند التحديث في سياساتها، وأملا أيضا لتجويد العمل والوصول لقلوب هؤلاء ومن لف لفهم، مع تثبيت أن الحقوق لأفكاري حصرية لشخصي. أولا: على القناة شرح الأبعاد والأهداف الإنسانية للكيان الصهيوني من العدوان على غزة، ممثلا في نزع سلاح المقاومة وتحديدا حركة حماس (الإرهابية) التي تهدد السلام بين الشعبين في المنطقة. ثانيا: التذكير مرارا وتكرارا على رأس كل النشرات الإخبارية أن السبب الرئيسي لما يجري اليوم كان رد فعل قانوني وشرعي على قتل ثلاثة من المستوطنين العزل، وبالتالي وعلى هدى الآية الكريمة: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)، على الأمتين العربية والإسلامية أن تتفهم دواعي الرد الدفاعي لإسرائيل. ثالثا: التركيز على نجاح إسرائيل، إلى حد كبير، في تدمير شبكة الأنفاق التي تستخدمها حماس (الإرهابية) في إطلاق الصواريخ، والتي يعتقد أنها في حي الشجاعية لتبرير تدمير الكيان الصهيوني لكامل الحي وقتل وتهجير سكانه.رابعا: يجب أن ترسخ القناة لدى الوعي الشعبي العربي أن الجيش الإسرائيلي يتحلى بأعلى درجات المهنية والنجاعة في عملياته العسكرية، ويمكنه أيضا تحقيق أهدافه بحرفية وفي أقصر وقت ممكن وبأقل التكاليف للخسائر البشرية التي تأتي إما بالصدفة أو عن طريق الخطأ.خامسا: كان عليها أيضا أن تقدم لنا صورا لمعاناة الشعب الإسرائيلي وهو مختبئ تحت الملاجئ خوفا من صواريخ حماس الإرهابية، وعن العبقرية العسكرية الإسرائيلية ممثلة في القبة الحديدية التي لولاها لوجدنا أعدادا مماثلة من ضحايا الحرب من الشعب الإسرائيلي كتلك التي توجد في غزة. سادسا: من المهم أن تكرر القناة في نشراتها الإخبارية للمستمع العربي أن صواريخ حماس تطلق بعشوائية تجاه المدنيين العزل في المدن والبلدات الإسرائيلية، ولكن في المقابل فإن الجيش الإسرائيلي يتحرى سلامة المدنيين بشدة قبل أي عملية عسكرية، لذلك فهو يلقي من السماء الرسائل النصية والإعلانات التحذيرية لسكان أي موقع قبل قصفه. هذا غيض من فيض كان يجب على الجزيرة أن تفعله وتزيد عليه الكثير حتى ترضي كل الأذواق والاتجاهات، خصوصا في الطرف الآخر من الضفة (إسرائيل ومحبوها وكارهو حماس)، ساعتها ستكون الجزيرة في نظر هؤلاء قد حققت أعلى درجات العدل والمهنية والصدق في تحري الخبر وفي عرض الرأي والرأي الآخر.......... وفعلا كما يردد ويقال (الاستحوا ماتوا).
1167
| 30 يوليو 2014
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أرادت إسرائيل بعدوانها الحالي على غزة قطع الطريق أمام حكومة الوفاق الأخيرة ، وإضعافها، ووئدها قبل أن تتوسع رئتاها وتخرج للحياة من أجل الدفاع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة. وأرادت أيضا أن تنهي بأقل التكاليف البنية التحية للمقاومة، فتصبح ضعيفة لا تقوى على أي رد للخروقات الإسرائيلية الرعناء.{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} ، ويستكبرون في الأرض ، ويحيقون المكر السيئ، وهاقد ارتد المكر السيئ بأهله.فها هي الفصائل الفلسطينية تكبد العدو الإسرائيلي خسائر جمة ، وترهب شعبهم، وتتوحد على قلب رجل واحد، أجنحة عسكرية كانت أو سياسية، تنشد المجد والكرامة متوكلة على الله وحدها، عاقدة العزم على السير في طريق المقاومة أمام الكيان الصهيوني المغتصب المجرم حتى يعيش الفلسطيني حياة آدمية كريمة. المأساة الإنسانية وجرائم الحرب التي تحدث في غزة تستوجب من العرب وقف كل التقاطعات والخلافات السياسية، والتوحد نحو هدف استراتيجي محدد وهو حماية الشعب الفلسطيني ووقف آلة الإجرام الإسرائيلي التي تعيث في أرواح المدنيين الأبرياء دون أدنى محاسبة أو ردع من قبل المجتمع الدولي المتخاذل. في الأيام القليلة الماضية نشطت الدوحة وعمرت بزيارات مهمة على سياق الأزمة. في ظني ومن خلال متابعتي لنتائج كل الزيارات أعتقد أن الدبلوماسية القطرية ضربت عشرة عصافير بحجر واحد وأحرزت سبقا منظورا أصفه بالإنساني قبل أن يكون بالسياسي، خصوصا عندما قال وزير خارجية قطر خالد العطية إنه ليس هناك مبادرة قطرية خاصة لوقف إطلاق النار في غزة، وأن بلاده قامت فقط بنقل مطالب الشعب الفلسطيني.فمن خلال هذا الموقف الحكيم نجحت قطر أولا في إبداء روح طيبة وبادرة حسن نوايا أمام كل الأطراف الإقليمية من أجل فتح باب الطريق لعمل عربي جماعي مشترك لحل الأزمة. ثانيا قفلت قطر الباب نهائيا أمام إمكانية فتح سوق مبادرات دولي أو تنافس سياسي إقليمي بينها وبين أي دولة أخرى على حساب المأساة الإنسانية الكائنة في القطاع ، خصوصا عندما قال وزير الخارجية إنه ليس مهما من يحقق شروط الشعب الفلسطيني، إذا تحققت له العدالة. ثالثا أرسلت قطر كذلك رسالة سياسية قوية لإسرائيل بعد أن وصفت الأخيرة تركيا وقطر بالوسيطين غير الحياديين، مضمونها أن قطر لا تصيغ حلولا أو أفكارا بالنيابة عن الشعب الفلسطيني، الذي هو الأدرى والأولى بصوغ مطالبه المشروعة التي ظل يتجاهلها المجتمع الدولي مرارا وتكرارا أمام المفاوض من الطرف الآخر الإسرائيلي.رابعا إصرار المجتمع الدولي على وصف حماس بالإرهابية، ورفضه التحاور معها مثل عقبة رئيسية أمام أي مخرج عقلاني للأزمة الفلسطينية في السابق، لذلك كان من الضروري أن تلعب أي دولة عربية دور القناة لنقل مطالب الشعب الفلسطيني الشرعية لهذا المجتمع الدولي الظلامي الذي لا يجيد في المسرح السياسي الدولي غير لعبتين (تبديل الأدوار والكراسي والكيل بمكيالين). كما تجدر الإشارة أيضا إلى أن تذكير المجتمع الدولي بأن الهدنة الهشة لا تعني أبدا الحل، وإنما ضرورة ربطها الملحة بإنهاء الحصار الجائر، كانت أيضا من النقاط المهمة التي كان يجب أن يرخي لها بان كي مون سمعه طويلا من أجل أن تضطلع الأمم المتحدة بدورها الإنساني لحماية الشعب الفلسطيني أولا من آلة الحرب الإسرائيلية، ثم ثانيا بإنهاء الحصار. فمثل الهدنة أو وقف النار دون إنهاء الحصار الجائر يعني أننا مازلنا نحكم على الشعب الفلسطيني بالموت البطيء بدلا من تقديم روشتة الموت السريع بالعدوان البربري الحالي. إن الأمة العربية ممثلة في جامعة الدول العربية أمام مفترق طرق تاريخي في هذه الأزمة المستفحلة، فإما أن يجتمع العرب ويتجاسروا لينفضوا عن أنفسهم غبار الركون والسلبية ويتساموا فوق التقاطعات والخلافات السياسية البينية، ويقدموا لهذه الشعوب العربية المكلومة موقفا سياسيا جامعا يعتد به ينهي معاناة الشعب الفلسطيني. وإما فإن البديل سيكون سقوط الجامعة العربية ودفن كل أماني الشعوب العربية إلى تعاون وتضامن عربي مشترك، يلحق بسقوط خيار المفاوضات مع إسرائيل وقيام مشروع الدولتين المتسالمتين والمتعايشتين جنبا إلى جنب، والأخيرة عند الأخوة طبعا في حركة فتح.
1445
| 25 يوليو 2014
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لم يكن من الغريب أن نكتفي في كل مرة يقوم فيها الكيان الصهيوني بضرب الأراضي المحتلة سواء في الانتفاضتين الأولى و الثانية أو في حوادث العدوان المتعددة على غزة في السنوات الماضية ببيانات التنديد والشجب والإدانة التي تخرج على استحياء بعد أي اجتماع استثنائي تدعو له الجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي . يبقى إذن أن هنالك عدة أمور استجدت على المسرح السياسي العربي سوف تحمل أنعكاسات سياسية سلبية على أهلنا في غزة ، وعلى مجمل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي . فمعظم البلاد العربية التي كانت في السابق ترسل وفودها لمقر الجامعة العربية بالقاهرة على استحياء من أجل إعادة إنتاج بيان رسمي معد سلفا ، يحمل كل مصطلحات لغة الضاد في الرفض والتنديد والأدانة و الشجب والمطالبة والتهديد النظري الفارغ المضمون من أي كروت ضغط فعلية ، سوف تأتي اليوم وعلى ظهورها أحمال وأثقال داخلية لا قبل لهم بها .هذه الأعباء المحلية سوف تجعل أو تجبر الكثير منهم على الانتقال السلس من الموقف القديم الثابت والمتمثل في بيانات التنديد والإدانة و الشجب والتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور النظرية ، إلى موقف جديد آخر مستحدث يتواءم مع حال الأمة الآني، تظهر فيه بيانات تساوي بين الجلاد والضحية، وتتضمن لغة من اللوم والعتاب ومطالبة الجانب الفلسطيني بتحمل مسؤولياته الأمنية بوقف الأعمال العدائية على إسرائيل. كما أن الدور المصري المعروف كوسيط رئيسي للسلام بين الطرفين بجانب واشنطن طوال الحقب السياسية الماضية، مرشح اليوم بقوة للتراجع والاضمحلال أما إلى العدم . ومن المؤسف له أن وسائل الإعلام المصري بشقيه ( الخاص والعام ) مكثت لقرابة الثلاث أعوام ومازالت على دأبها هذا حتى اليوم وهي تشيطن للمواطن المصري حركة حماس، رغم نفي حماس المتكرر لكل تلك الادعاءات والاتهامات، في خضم ذلك سلكت دول عربية أخرى موقف مصر في عدائها لحركة حماس وبدأت تضعها من خانة الأخ والصديق إلى خانة الطرف الفلسطيني غير المرحب للتنسيق معه على كافة الأصعدة التي تتعلق بالقضية الفلسطينية، كون أن جريرتها العظمى التي لا تغتفر في نظر تلك الدول أنها ترتبط فكريا بجماعة الإخوان المسلمين المصنفة حديثا لديهم كجماعة إرهابية . انسحب هذا التطور السياسي السلبي الأخير من مواقف بعض الدول العربية تجاه حركة حماس ، أيضا على بعض وسائل الإعلام العربية المختلفة التابع لها ، فطفت على السطح ولأول مرة أصوات عربية ( بغطاء و حماية شبه رسمية ) ،وهي تقوم بكل جرأة و وقاحة بدور الحرب النفسية المضادة بالوكالة عن الجيش والإعلام الإسرائيلي، بل وبأفضل منه في كثير من الأحايين على كتائب المقاومة الفلسطينية المرابطة في الثغور . ما نريد أن نخلص إليه في هذا المقال أن العدوان الحالي على غزة لم يأت فقط بواقع وحقيقة الشلل العربي الكامل أمام العدوان البربري الإسرائيلي عليها فحسب، ولا حتى برضا بعض الأنظمة عربية - إن لم يكن تواطؤها - حياله ، ولكنه قدم لنا خدمة مجانية بإزالة كل مساحيق التجميل الوهمية التي كان يتزين بها الكثير من الخطباء والناشطين والإعلاميين من الصهاينة أو الليكوديين العرب ، وأسقط عنهم كل الأقنعة المزيفة ، التي كانوا يغطون بها عورات نواياهم السوداء و نفوسهم التي تنفث حقدا وكراهية، والتي لا تحمل في دواخلها أي بذرة خير للأخ والجار القريب في منظومة القطر الواحد فما بالك بالأخ البعيد كمثل أهلنا في غزة . عليه فإن حماس ورفيقاتها من بقية فصائل المقاومة الفلسطينية ( الوطنية والإسلامية ) سوف يبقى مصيرهم كمصير الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم إنه يعيش وحيدا ويموت وحيدا وسوف يبعث وحيدا، وكذلك حركات المقاومة الفلسطينية سوف تحمل شرف الأمة العربية والإسلامية لوحدها، وسوف تسير في هذا المنعرج وتقاتل أيضا بعد اليوم العدو الصهيوني لوحدها، لذلك نسأل الله العلي القدير أن يبعثها يوم القيامة بإذنه لوحدها.
681
| 22 يوليو 2014
مساحة إعلانية
هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...
4602
| 29 سبتمبر 2025
في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...
3402
| 29 سبتمبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...
1431
| 05 أكتوبر 2025
في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...
1119
| 02 أكتوبر 2025
من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...
1059
| 29 سبتمبر 2025
منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...
885
| 30 سبتمبر 2025
في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...
852
| 30 سبتمبر 2025
لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...
768
| 03 أكتوبر 2025
كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...
750
| 02 أكتوبر 2025
في فجرٍ قطريّ عليل، كان البحر يلمع بألوان...
633
| 30 سبتمبر 2025
كيف نحمي فرحنا من الحسد كثيرًا ما نسمع...
624
| 30 سبتمبر 2025
في الوقت الذي كان العالم يترقب رد حركة...
621
| 05 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية