رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

بيان النصح الشيعي هل يفضح تآمر حكام إيران ؟

رغم أن نخب المثقفين المطلعين والمحللين السياسيين الأحرار كانوا يرون عن أن الدولة الإيرانية الموصوفة بالجمهورية الإسلامية لن تتردد أبداً أن تقف مع العصابة الأسدية حين تضيق الأمور وتصل إلى طريق مسدودة في المجابهة مع الشعب السوري الثائر ضد المجرمين القتلة من مسؤولين وشبيحة، فإن الأكثرين في العالم كانوا يرون أنه لا دور فعالاً لإيران في المشهد السوري وليس ثمة دلائل ثابتة لتورطهم في القمع الوحشي المنقطع النظير، إلى أن دلت الحقائق والوقائع والقرائن على أن الدور الإيراني الداعم لعصابة الحمقى والمجانين والطائفيين الحاقدين هو دور فعلي وأن فيلق القدس بقيادة العسكري العميد قاسم سليماني ينفذ تدريبات خاصة بهذا الشأن ويؤهل له القناصة المتمرسين مع مئات الخبراء لدعم طاغية دمشق، والجدير بالذكر أن محافظ الأنبار في العراق محمد الفهداوي عندما تعرض لمحاولة اغتيال كما هو معروف هدد بأنه سيكشف الأدلة الواضحة لدخول عناصر مسلحة من جيش المهدي الصدري إلى سوريا وهي متعاونة مع جنود إيرانيين، وقد لوحظ هؤلاء وأسر بعضهم في سوريا وهم لا يتكلمون العربية وقاموا مع شبيحة الأسد باعتداءات مشهودة على السوريين بمن فيهم النساء حيث اعتدوا عليهن ونفذ فيلق القدس ومنظمة بدر وجيش المهدي ذلك، حيث إن يد الشر واحدة، وقد اعترف نائب رئيس الفيلق اللواء إسماعيل قائاني بضلوعهم في الأحداث وذلك في مقابلة له مع وكالة ايسنا الإيرانية شبه الرسمية متذرعاً بأنه لولا تدخل الجمهورية الإيرانية في سوريا لكانت المجازر أوسع وأفظع!! إنه اعتراف خطير! ولعل حادثة مقتل جعفر فرهود على يد الجيش الحر ونقل جثته إلى إيران قبل العراق ليدل على مذابحهم – أي الشيعة الغلاة – هذه المذابح التي تبرر بأنها مع حدوثها فيها كل الخير حيث إنها لو لم تحدث لكانت المجازر أخطر والحرب الأهلية أسرع كأنهم يصفحون بأنفسهم فقط لتقليل خسائر الشعب المظلوم المكلوم الذي لن يخضع لمفاهيم إيران لأن ثورته شعبية حرة ولا تحتمل مثل هذه المسرحية المأساة الملهاة! وكأن ثوار سوريا الذين تمكنوا من القبض على الرهائن الإيرانيين بدمشق وإعزاز الذين يعد كثيرا منهم في الحرس الثوري الناشط وليس المتقاعد كما ادعى وزير الخارجية الإيراني، لم يفهموا معادلة الصراع مع النظام وداعميه في إيران! هذه الدولة التي تقف مع الظالم والجلاد ضد الضحية والمظلوم، حقيقة وواقعاً وتتدخل بل ولا تقبل حتى بتنحي الأسد الذي تطالب به الغالبية الساحقة من الشعب، لا ريب أن الشيعة في إيران أكثرية وأن السنة أقلية وبالعكس فإن السنة في سوريا أكثرية والعلويين أقلية فلماذا يظلم الشيعة الأقلية لديهم ولا ينصفون في الحكم حين يرون أن السنة في الشام وهم الكثرة مضطهدون مقهورون من قبل القلة المتسلطة التي لا يعترضون عليها بل يؤيدونها. إن دل ذلك على شيء فإنما يدل على الكيل بمكيالين وعلى المكيافيلية السياسية من جهة ويدل من جهة أخرى، بل هي الأقوى على التعصب المذهبي الطائفي الذي تعمقه إيران في العالم كله، وللحق فمنذ وجدت فئة متشددة من حكام طهران وظهر حزب الله في لبنان وسارت العراق في فلك المالكي إلا الأحرار من السنة والشيعة هدد السلم والأمن الدوليين وكان حكام دمشق التابعون المرتهنون بطائفيتهم لمركزهم وكأن دمشق أصبحت محافظة إيرانية تحت إرشاد وتوجيه ولاية الفقيه – أصبحوا الأداة الخبيثة واللاعب البارز في حلبة العمل على إثارة الفتن والحروب وتمكين القلق والاضطراب في العالم، ليس بخلاف السياسة وإنما بالتحيز المذهبي الطائفي وإن كل الوقائع والقرائن لتدل على ذلك. ثم إنه يجب ألا ننسى البتة أن هذه العلاقة العدائية للمنطقة كانت قد تأصلت بين سوريا وإيران منذ حافظ الأسد حين نشبت حرب العراق مع إيران عام 1981 إلى 1988 ودعمت سوريا إيران فنياً ولوجستياً بل كانت البلد العربي الوحيد الذي ساند إيران وقت الشدة ولذا فإن الأخيرة تدين لها بالولاء في هذا الجانب ولذا ترى أنه لابد لها من الوقوف معها اليوم ولو كان ذلك ضد الشعب المنادي بالحرية والكرامة، فهي تدعمها في جميع المجالات، خاصة العسكرية والمالية والسياسية، وما موقف ممثل خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي الأسبوع الماضي خلال جولته في لبنان وسوريا والعراق وتصريحاته المتشددة بأن سوريا ضلع المقاومة التي تنادي بها إيران ولن تسمح بكسره ليدل على التعصب وعدم التجرد في المواقف رغم كل جرائم ومجازر الأسد بل في قناعتي أن مثل هذا التوجه يؤكد أن الدم السوري حلال لديهم فقط لأن الأكثرية فيه من السنة وهو ضدهم حتى النخاع، لا يا جليلي ما هكذا تورد الإبل وتحل المشكلات، وفي المقابل ذهب وزير الخارجية علي أكبر صالحي إلى تركيا ليؤكد أنه لا يمكن حل الأزمة إلا بالحوار بين الحكومة والمعارضة مشدداً على عدم تنحي الأسد وعلى ضرورة القبول بإجراء انتخابات بعد انقضاء فترة الأسد 2014م وبإشراف دولي ضارباً عرض الحائط بأن هذا المجرم لم يعد مقبولاً البتة بعد كل هذا الدمار الضخم للبلاد والعباد، إن الدور الإيراني في الملف السوري دور متآمر على سوريا وشعبها وهو جزء كبير من المشكلة وليس جزءاً صغيراً من الحل ولكنهم يتعامون ولا يقرون بالحقائق فهذا رئيس إيران محمود أحمدي نجاد يعتبر أن ما يجري في الشام فتنة مدعومة بأطراف خارجية وإسرائيلية لزعزعة النظام السوري أوصلت البلاها والغباء السياسي إلى هذا الحد عند رئيس سياسي والحق أن الثورة شعبية محقة معتمدة على نفسها ولو أنها كانت مدعومة حقاً، خاصة عسكرياً لما رأى الأسد باقياً حتى الآن إنها إيران، وروسيا والصين وحزب الله وعراق المالكي حبال من الناس هم المتدخلون الحقيقيون في شأننا ويلومون حتى من يذر الرماد في العيون دون أن يتدخل حقيقياً. ولكن عين السخط تبدي المساويا ولذلك فقد خسرت إيران كل تأييد عربي وإسلامي بسبب موقفها المتحيز المفتري الناقد لتسليح الثورة وهو يعرف بل بشار أنها بدأت سلمية ولأشهر عديدة ثم كان لابد من التسلح ضد آلة القمع التي طالت كل شيء، ولذا فإن مؤتمر إيران التشاوري الخميس الماضي لم يكن جاداً وإنما هو فاشل ولنصرة الباطل على الحق، ولكن الفقاعات لن تفعل شيئاً والطحالب سوف تختفي سريعاً، إن بشار يريد أن يتعلق بقشة إيران اليوم عندما أصبح يفرق ويغرق ولذلك أرسل وزير خارجيته المعلم بفتح اللام ليذكر حكام طهران بالاتفاق العسكري الذي جرى بينهما عام 2006 وفيه تعهدت إيران بالدفاع عن سوريا، ويا ليت أولئك يعقلون ما كان صرح به أحد رموز الثورة الإيرانية وسياسيها ومهندسيها علي هاشمي رفسنجاني حين قال: الشعب السوري يقاوم كما قاوم غيره في الربيع العربي ويا ليتهم يعقلون البيان الذي صدر من المرجعين الشيعيين في لبنان العلامة هاني فحص ومحمد حسن الأمين قبل يومين وهما يدعوان الشيعة المنصفين لتأييد الثورة السورية ومقارعة الظالمين ضد الاحتلالات الأجنبية والوطنية، مقاومة من يدعون المقاومة باسم فلسطين ولا يقاومون إلا شعوبهم ونحن معهم إذ يدعون إلى سوريا حرة لا لعائلة الأسد وشبيحتهم.

431

| 13 أغسطس 2012

استقالة عنان... والمشهد السوري

بينما تزداد وتيرة العنف ضراوة في المشهد السوري هذه الأيام حتى وصلت إلى شن الطيران الحربي من نوع الميغ الروسي والحوامات التي تهدي الشعب السوري المصابر لهيب قذائف الباطل في شهر الحق والسلام رمضان، في هذا الوقت بالذات يطلع كوفي عنان علينا مقدما استقالته من متابعة الملف السوري موضحا أنه لم ير طوال مدة مبادرته ببنودها الستة أي ضغط دولي فعال ذي بال على حكومة الأسد ولا المعارضة معربا أنه وجد أن الصراع دخل في أتون العسكرة الفعلية وخرج من حلبة النزاع السياسي مما لا يستطيع معه أن يتابع معالجة الأزمة، منوها بأنه مع ذلك لابد من انتقال للسلطة وتنحي الأسد عن الحكم، منبها أن توقف المراقبين عن متابعة مهمتهم بسبب الفشل في إيقاف العنف خصوصا من قبل النظام قد أقنعه بالاستقالة كي لا يتواصل مسلسل حمام الدم ويكون هو شاهدا عليه دون نتيجة تذكر، وليريح ضميره بذلك، حيث إن سكرته أو إسكاره بجولات مكوكية بين دمشق وروسيا وطهران والصين وبعض الدول الغربية جعلته غافلا ولابد له من صحوة وعودة إلى الوعي حيث لا سعادة تعادل راحة الضمير كما قال ابن باجة، والحق أن عنان ما كان منصفا حين سوى بين الجلاد والضحية واتهم المعارضة - وهو يعرف هنا أنها هي الشعب – بالعنف مع أن الضحايا إنما قاموا يدافعون عن أنفسهم في مواجهة آلة القمع الوحشية للعصابة الأسدية التي تقترف المجازر البشعة العديدة ثم تذهب لتبررها على مذهب من يرى أنه ضربني وبكى وسبقني واشتكى، ولا غرو أن يصدر ذلك ممن تمتعوا بملكات الخبث الثلاث اللؤم والكذب والخسة وقد نسي عنان أو تناسى أن الوعود الكاذبة لهؤلاء إنما هي الكمين الذي يقع فيه الحمقى مع أن أكثم بن صيفي كان يقول: لأن أموت عطشا أحب إلي من أن أخلف وعدا، أقول: خصوصا إذا كان يتعلق بحياة الأمة والمواطنين، وهكذا ظن عنان أنه دبلوماسي مخضرم لا يمكن أن يلتف أحد عليه فلعب عليه حتى المحصرمون ومن هنا فقد كان ممن يخدعون أنفسهم قبل أن يخدعهم الناس وما ذلك إلا لأنه لم يفهم طبيعة الصراع الدائر في سوريا وحقيقة البعد الطائفي الذي بلغ شأوا بعيدا لدى الحكومة الأسدية ضد شعبها إلى درجة إرادة وإدارة القتل والسحل والتمثيل والسجن والاعتداء على الشيوخ والنساء والأطفال عمدا وبأسلوب ممنهج مؤدلج طائفيا وفيه يشتم الله والرسول والصحابة وأهل السنة دون إقامة حق للمواطنة التي يرفعون شعارها زورا وبهتانا ووسط هذا السلاح الفتاك والأسلحة النارية الأخرى فإن القوانين تصبح صامتة سوى قانون الغابة الذي يرأسه الأسد القوي ظاهرا الجبان حقيقة أمام الثوار وأمام الصهاينة المحتلين العاجزين عن الرد على تحليق الطيران الإسرائيلي فوق قصره رغم أنه توعد بالرد في الوقت المناسب فضلا عن تحرير شبر واحد من الجولان الذي قدم هدية لإسرائيل مقابل تثبيت أبيه في الحكم وهو من بعده، نقول هذا رغم أنه من المعروف أن الجيش السوري يعتبر الثاني في المنطقة بعد الجيش الإسرائيلي والسادس عشر في العالم.  إن استقالة عنان في هذه الأيام تثبت إقراره الجازم بالعجز التام للمجتمع الدولي إزاء المسألة السورية وأنه لم يعد أي أفق لأي حل سياسي في ظل التعنت الأسدي للتشبث بالسلطة وأن المحللين السياسيين كانوا قد أدركوا ذلك وأن مبادرته قد ولدت ميتة أصلا لأنها غير ملزمة ولم يعمل هو على أي تصرف يلزم اللانظام السوري بالوفاء بتعهده لتطبيق المبادرة ولذلك كان اللانظام مسرورا بها هو وروسيا وإيران والصين ولأنه لو نفذ البند الأول منها والذي يقضي بإيقاف العنف لخرج الشعب السوري بالملايين وسقط النظام حتما وبسرعة وهكذا، فخطة عنان خذلت الشعب السوري كما خذل المجتمع الدولي الشعب البوسني سابقا، ومازال الخذلان في هذه المسرحية مستمرا رغم بحار الدماء والدمار الهائل في سوريا، ولم يتحرك هذا المجتمع المنافق لإنشاء ملاذات آمنة للمدنيين ولم يوافق على أي حظر جوي يمنع نفاثات اللانظام وحواماته من تدمير البلاد والعباد، فلا حياء ولا خجل ولا اعتبار للمبادئ والقيم والأرواح أمام المصالح الدولية، ولذلك فإننا نرى أنه قد لا يوجد مخرج لهذه القضية إلا بالتدخل العسكري من الناتو بعد فشل مجلس الأمن، وعدم جدوى مناصرة الجمعية العامة للأمم المتحدة للشعب السوري في الموافقة على القرار الذي تقدمت به السعودية لإدانة العصابة الأسدية وطلب الانتقال الضروري للسلطة وإذ تقوم الأمم المتحدة اليوم باختيار بديل لعنان فلابد أن نؤكد أنه إذا تم ذلك بصلاحيات وكانت أعماله قابلة للتنفيذ فأهلا وسهلا وإلا فإنه قد يمدد في قتل السوريين أكثر وأكثر وكفى عنان أنه خلال مبادرته قد قتل منهم أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة بريء ودمرت الممتلكات تدميرا فقليلا من النخوة، قليلا من الحياء، قليلا من الدم المتعاطف مع أبناء سوريا الأبية، أيها المجتمع الدولي الذي يزعم العدالة وصون حقوق الإنسان وإلا فإن السوريين سينتزعون بقوة حريتهم بأيديهم مهما طال الأمد وعظمت التضحيات بإذن الله.

425

| 06 أغسطس 2012

المأساة في دمشق وحلب.. إذا عرف السبب بطل العجب!

يا الله ليس لنا غيرك يا الله.. هتاف السوريين الأحرار الذي غدا الأغنية الوحيدة المؤثرة والمعبرة جداً عن كل ما يدور في حناياهم بعد أن أدركوا بتجربة الواقع بألاعيب السياسة والتصريحات الجوفاء أنه وحده الله تعالى الملاذ الآمن الذي يجب أن يلجؤوا إليه بعد العمل ويحتموا بكنفه، فقد بات أقل من القليل في هذا المجتمع الدولي البارد الباهت من يلتفت إلى مآسيهم المرة المتفجرة في كل بقعة من ربوع وطنهم الكبير، وخصوصا اليوم في العاصمتين السياسية والاقتصادية دمشق وحلب، مما يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك أن هذا العالم لا يكترث حقيقة بدماء الضحايا مهما جرت أنهارا وكل يوم بلا أي انقطاع وأن التشدق بما يسمى حقوق الإنسان والدفاع عنها ما هو إلا ذر للرماد في العيون وضحك على الذقون، وأن الغرب وعلى رأسه أمريكا والشرق وعلى رأسه روسيا ليس لهم إلا هدف واحد هو الحفاظ على أمن إسرائيل في الشرق الأوسط لأنها البلد المدلل الذي يجب ألا يمس بأي سوء وخطر، وقد أعطت الدول الكبرى المدافعة عنها الضوء الأخضر عمليا لبشار الأسد الجزار أن يجرم ويجرم في حق شعبه المظلوم الثائر ليخمد ثورته ويفض حراكه ويبقى هو نفسه بآلة القمع الجهنمية حارسا لأمن الصهاينة لأن بقاءه مصلحة إسرائيلية حقيقية كما قال نتنياهو في تصريحه مؤخراً، ولذلك فإن أركان العدو الصهيوني السياسيين والعسكريين بل رهبانهم إنما ينشطون ويصلون صباح مساء أن يحفظ لهم هذه العصابة التي لم تقتل واحدا منهم منذ عقود في حين أنها أذاقت شعبها ويلات جهنم جرحا واعتقالا وتشريدا واعتداء صارخا على الشيوخ والنساء والأطفال وأصبح جيشها المدافع الوحيد عن تلك العصابة ضد الوطن والمواطن وتخلى عن أي دور له في مهمته الاساسية ضد الصهاينة وتحرير الجولان المحتل، هذا هو مربط الفرس وبيت القصيد، وقد سألت أحد السياسيين الكبار الناشطين في الأمم المتحدة ومجال حقوق الإنسان، هل لو كان سكان سوريا من اليهود الصهاينة تحديدا يمكن أن يتركوا هكذا لمصيرهم وحدهم يواجهون النار والدمار يوميا وعلى مدى عام ونصف دون أي تدخل حاسم من المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة ومجلس الأمن ومراكز القرار؟ فكان جوابه بعد بسمة مفهومة: الجواب عندك يا سيدي! أجل لو حدث مثل هذا للصهاينة لتحرك العالم كله ليل نهار وبأقصر مدة لحسم الأمر لصالحهم، أما نحن المسلمين، والعرب فليس لهم نحونا إلا المؤتمرات والتصريحات الفارغة والتحذير المستمر واللعب على مشاعر الجماهير وهكذا فإن حمزة لا بواكي له، بل حتى الدول العربية والإسلامية بل معظم شعوبها إلا أقل القليل غدت في هذه الدائرة غافلة ودون أي تضامن حقيقي يوقف الطاغي عند حده بجميع الوسائل الممكنة فأين المواقف الجريئة العملية لدى معظم حكام العرب والمسلمين وأين مد الشعوب الهادر الذي يقتلع بهبته كل هذه الفقاعات الجرثومية وتلك الطحالب المعوقة التي تنفث سمومها في الماء والورد والربيع العربي؟! وكم كان موقف أمير قطر عمليا حين دعا إلى تدخل قوات عربية لإيقاف المجازر والعنف الخطير في سوريا، ولكن المتآمرين التفوا على هذا الاقتراح وغيبوه لأنه ليس في صالح إسرائيل ولا الأسد، ولو قدر لهذا الطرح أن ينفذ لما استمرت هذه المجازر المتوالية يوميا على طول البلاد وعرضها، نعم إن معظم المجتمع الدولي يعمل بشكل مباشر أو غير مباشر على المزيد من قتلنا حتى تضعف سوريا وتنتهك ويبقى المنتصر الوحيد إسرائيل ودول المصالح والمنافع التي انحطت كما انحط الأسد نفسه إلى الدرك الأسفل في الرسوب الأخلاقي الذي لن ينساه التاريخ المعاصر المتبجح بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وإن مما يدعو للسخرية أن يطلع علينا المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي ليقول لنا إن أمريكا قلقة لما قد يحدث لمدينة حلب من مجزرة ولكن لا يمكن أن تقارن وضعها بما حدث في بنغازي ليبيا إذ إن الخطر هناك كان قادما من كتائب القذافي وهنا في سوريا من الجيش النظامي، فعلى من يضحك؟! أليست النتيجة واحدة وهي إبادة المدنيين وتهجيرهم، أم لأن ليبيا بلد نفطي ويسيل لعاب هؤلاء لبتروله، أو لأن ليبيا- وهذا هو الأرجح- ليست مجاورة لإسرائيل ولا تشكل مصدر ازعاج لها بعكس الشام الذي يجب أن يقضى عليه في سبيل الحفاظ على أمن الربيبة المدللة، وهذا هو ما صرح به أوباما ومنافسه الجمهوري أمس من أن أمن إسرائيل خط أحمر، ثم كان ما يدعو إلى الاشمئزاز من موقف أمريكا أنها لا يمكن أن تتدخل في سوريا لأجل مجزرة!! وكذلك فإن المقصود الآخر فيما لو حدث تقسيم سوريا إلى دولة علوية في الساحل ودولة سنية في الداخل وهو سيناريو مطروح في النهاية ولذلك فإن بشار الجزار يمعن في القتل ويوغل لأنه مطمئن أنه سيلجأ إلى جبال الساحل ولن يستطيع أحد أن يمسه بسوء، وسيبقى رئيسا لدولة أول من يدعمها إسرائيل ولبنان وحزب الله وروسيا وإيران ليصبح السنة في الداخل رغم كل التضحيات التي تنهكهم بين فكي كماشة من الصهاينة والعلويين ولن يستطيعوا أن يجابهوا العدو وهم ضعفاء فتتحقق بذلك أمنيات العصابة الأسدية وأمنيات الصهاينة معا إذ إنهما يجذفان في قارب واحد وهذا ما حكاه لنا التاريخ عنهما وما أشبه الليلة بالبارحة وهذا هو المقصود ومن هنا فإننا نجد وزير الخارجية الروسي الحاقد سيرغي لافروف مطمئنا لمثل هذا السيناريو وهو الذي صرح بأنه يخشى صعود السنة إلى الحكم في سوريا ولا ريب أن اللوبي الصهيوني في روسيا يفعل فعله الحقيقي الذي يترجمه لافروف وفي المنحى نفسه يصب الاجتهاد الأمريكي وذلك عندما طلع أوباما علينا بتحذير الحكومة السورية أن تفكر مجرد التفكير في استخدام الأسلحة الكيماوية ضد التدخل الخارجي، ولكنه لم ينبس ببنت شفة بمثل هذه المبادرة منذ أن جرت أول قطرة دم من شعبنا إلى أن غدت شلالات بل أنهارا! وهل تصدق العصابة الأسدية أنها لن تستخدم الأسلحة الكيماوية ضد معارضيها في الداخل والحال أنها استخدمت بعضها فعلا وكل ما هو محرم دوليا كالقنابل المسمارية والطلقات الجرثومية وقد رأينا باعيننا من أصابهم العمى بذلك ومن قتلوا بعد يوم أو يومين تأثرا بالعيارات الجرثومية، أنا لا اعتقد أن أمريكا مهتمة جديا بمأساة الشعب السوري كما هي روسيا والدول المعادية ولا حتى من يسمون أنفسهم بأصدقاء الشعب السوري إذ كيف هم أصدقاؤنا ونحن كل يوم نذبح ولا مغيث إلا الله كما يردد المتظاهرون وأحرار شعبنا البطل.. إن المعارك الطاحنة التي دارت في دمشق وتدور في حلب اليوم سوف تثبت عصاميته واعتماده على نفسه بعد تآمر هذا العالم لا تخاذله وتهاونه فحسب ولكن التاريخ سوف يثبت أن قذائف الاسد وراجماته وطائراته وبوارجه لن تكون حائلا أمام زواله مهما طال الوقت وعظمت التضحيات فالعودة إلى الوراء مستحيلة والراقصون على جراحنا والمتفرجون هم أيضا سيغرقون بالقاصمة حلب والقاضية دمشق على أيدي الجيش الحر كما هي سنة التاريخ.

378

| 30 يوليو 2012

الشعب السوري الصابر .. سيوف النصر ومخالب المجرمين

أطل علينا شهر رمضان المبارك في عامه الثاني من عمر الثورة السورية المجيدة يذكرنا بالهجومات الجهنمية الشرسة من قبل عصابات الأسد من بداية هذا الشهر العام الماضي على معظم المدن والبلدات والقرى والأحياء في البلاد، خاصة ما كان من اقتحام رعيب على مدينة حماة وسقوط مئات الشهداء والجرحى وقصف المدنيين الآمنين وهروب أكثر من مائتي ألف إنسان إلى القرى والمدن المجاورة، وهكذا فإن تركيبة بنية اللانظام في هذه العصابة المحتلة لبلاد الشام لا تسمح لها البتة بأي قدر من الاحترام لقدسية هذا الشهر الذي هو عنوان كل سلام، خاصة في التعامل مع الشعب والحفاظ على الأنفس والممتلكات ولكن العجب يزول عندما يعرف السبب إذ فاقد الشيء لا يعطيه وإن إهدار الحياة هو أول الدلائل على عدم احترام النفس، واحتقار ما يقوم به أفراد المجتمع مهما كان سامياً راقياً إذا كان يخالف مزاج الهمج الذين لا يعرفون معنى الحرية والكرامة، إذاً فالبون شاسع بين الشعب الطيب المقهور في سوريا وبين أولئك الأشرار الشياطين ولا يمكن للطيب والخبيث أن يلتقيا اختياراً بعد الثورة وإن كانت الظروف والأحوال الماضية البائسة قد جمعتهما قسراً تحت ضغط النار وإن هذا من نكد الدنيا كما قال المتنبي: ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدواً له ما من صداقته بد واليوم وقد حزم السوريون والسوريات أمرهم وقرعوا أبواب الحرية بكل يد مضرجة وبذلوا كل نفيس في سبيل الله والوطن كي ينالوا حقوقهم فإن أقوى طغيان مهما تجبر وتكبر سواء كان داخلياً أو إقليمياً أو عالمياً لن يستطيع أن يثنيهم عن مطالبهم وسيبقون هم الأقوى والأمنع في ملعب الصراع لأن تضحيات الشعوب لا تذهب هباء ولأنه لو كان البقاء والغلبة للطغاة القتلة لكان هتلر وموسوليني مثلاً أولى بذلك، منذ عام وأربعة أشهر والشعب صابر مصابر مصطبر ثائر على جلاديه رغم كل هذا الحميم والجحيم الذي يصب عليه صباً من قتل وسحل وجرح وتشريد وسجن واعتداء صارخ على الأطفال والنساء والشيوخ وقصف وحرق للمنازل والممتلكات واستمراء للمجازر البشعة كمجزرة الحولة والقبير والتريمسة الرهيبة وإدمان هذه المذابح على طول الوطن وعرضه دون رادع من دين أو ضمير أو خلق ولكن لأن الحق قديم وظاهر على الباطل مهما جال وتبختر وصولته تزهق هذا الباطل وتدمغه فإن هذا الثبات الراسخ قد أثمر تقدماً ملحوظاً في حلبة الصراع وقد أصبح للجيش الحر المدافع عن الشعب مكاناً قيماً ومنزلة رفيعة وخصوصاً بعد أن نجحت كتائبه في الانقضاض على أعلى هرم في خلية هذه العصابة وجندلت القاتلين المتوهمين أن أحداً لن يصل إليهم فلقوا مصارعهم جزاء ما اقترفت أيديهم بحق شعبنا المظلوم، وهكذا قصت أجنحة الأسد الورقي الذي ما كان يتخيل ذلك، وزير دفاع ونائبه ووزير داخلية ورئيس الأمن القومي ورئيس خلية الأزمة وآخرون جرحى وقتلى لم يفصح عن أسمائهم.. ولا غرو فمن سل سيف البغي قتل به كما قال علي رضي الله عنه والجزاء من جنس العمل، وربما يقول قائل إن زعيم العصابة الأسد سيعوض هؤلاء بغيرهم في المواجهة وهذا صحيح لكن لن يكون هؤلاء بخبرة أولئك أبداً، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن هذه الصاعقة التي أقضت مضاجع أكابر المجرمين فيهم، قد فتت في عضد الآخرين وخصوصاً عندما سمعوا ذلك عبر التليفزيون السوري الحكومي، إذ إن الإعلام الآخر وكل وسائل الاتصال ممنوعة عنهم، مما أسهم بانشقاق العديد من العسكريين بالآلاف ضباطاً ذوي رتب عالية مختلفة وجنوداً إنحازوا بأسلحتهم الخفيفة بل والثقيلة إلى جانب الشعب والجيش الحر، وهذا ما أدى بالطبع إلى تمدد الغضب وانفجار المعركة الحقيقية في قلب العاصمة دمشق ووصلت الاشتباكات إلى الأماكن الحساسة عند مجلس الوزراء والمقار الأمنية وتمكن الجيش السوري الحر من السيطرة على أحياء دمشقية بكاملها والهيمنة على معسكر الصاعقة العسكري في المزة، وأخذ الناس يتعاونون جميعاً لنصرة الحق على جحافل الظلام التي وصلت إلى سلم الهستريا فأخذ شبيحتها يرمون المنازل والسكان عشوائياً ثم أظهروا الحقد أكثر وأكثر فأعملوا ببعض المدنيين ذبحاً بالسكاكين ورمياً بالرصاص ولاتزال المعارك محتدمة بين كتائب الشعب وفلول الحكومة المجرمة، ولا ننسى مدينة حلب وريفها وانتقال الصراع الفعلي هناك واستطاعة الجيش الحر أن يحرر مدناً وبلدات مثل أعزاز وكفر تخاريم ومساحات واسعة في الريف الحلبي وأن يتمكنوا من السيطرة على المعابر الحدودية كباب الهوى المهم مثلاً أن يرتفع علم الاستقلال خفاقاً وينزل علم الظلام والظلم إلى غير رجعة إن شاء الله، وأمام هذا الوضع كان لابد لمجرمي اللانظام أن يركزوا عتادهم وقوتهم على العاصمة كيلا تسقط فاستدعوا أكثر الدبابات من درعا إليها، خاصة بعد فرار الكثير من عسكر الأسد وأتباعه وكذلك فإن الإسرائيليين قالوا إن القوات السورية التي ترابط في الجولان أخلت مواقعها باتجاه دمشق لأول مرة منذ أربعين عاماً وكذلك فإن الجيش الإسرائيلي قد أكد أن بشار الأسد وعائلته مازالوا في دمشق، وذلك بعد أنباء وردت أنهم غادروا إلى اللاذقية! والجدير بالذكر أنهم أكدوا أن جبهة الجولان ستبقى هادئة كما كانت وسيكتفي الإسرائيليون بالتفرج على ما يدور خلف الحدود من خلال مناظيرهم، وليس لدينا أدنى شك أن إسرائيل مازالت تدعم الأسد ويدعمها حرصاً على استقرار الإثنين وتخوفاً من قبل إسرائيل من أي بديل بعد الأسد لا يكون في مستواه عمالة واستخذاء حقيقياً وشعارات الممانعة إنما هي جزء من هذه الحيلة بلاشك، ثم هي تخشى أن تقع بعض الأسلحة الكيميائية بيد من تسميمهم متطرفين وبالتالي فالخطر عليها قائم وليس كوضع حالتها مع الأسد الذي يصلي رهبان اليهود طلباً لبقائه وفي هذا الصدد يجب ألا ننسى تاريخياً الموقف نفسه الذي يعتمده حزب الله اللبناني حيث أكد أمينه العام حسن نصر الله انحيازه لبشار ونظامه واتهم الشعب السوري بالفوضى وعزى برفاق السلاح الذين قضوا في عملية تفجير الأمن القومي، طبعاً متناسياً بل حاقداً أن يذكر هذا الشعب السوري البطل بأي منقبة وكأن آلاف آلاف الضحايا لا تستحق حتى مجرد الأسف على فقدها فضلاً عن التعزية، لا ريب أن الحقد الطائفي هو الذي يطغى عنده فوق كل اعتبار وهو ما لم يتغير أبداً رغم كل هذه الأنهار من الدماء، أيكون سفح هذا الدماء مباحاً والاقتصاص من القتلة أكابر المجرمين حراماً!! وفي الختام فإن المشهد السوري اليوم في رؤيتنا سيزداد احتداماً وسيبقى بشار وزمرته تواجه هذا الشعب وما أظن أنهم سيسلمون طوعاً لأن هذا أمر أسيادهم في الداخل وأسيادهم الروس والإيرانيين ومخلبهم في لبنان والعراق في الخارج وعليه فلابد شرعاً وعقلاً وواقعاً من دعم الجيش الحر بأسلحة نوعية وبذل كل معونة إغاثية للشعب ويشكر الملك عبدالله بن عبدالعزيز في دعوته لجمع التبرعات لنصرة الشعب السوري ونرجو من اخوانه الحكام العرب والمسلمين أن يحذوا حذوه في شهر الجود والإحسان.

458

| 23 يوليو 2012

جزار "التريمسة" وغيرها.. لن يخلف وعده! فما دور العالم اليوم؟

لقد فرضت الحرب المجنونة نفسها في سورية نتيجة لتعنت العصابة الحاكمة التي كان رئيسها بشار يدرك أنها ستقع لمعرفته بالفجوة الهائلة بينه وبين الشعب ولإحساسه أن الاحتقان الشعبي لا يمكن أن يظل له متنفس بالتظاهر السلمي فقط، ولذلك عمل جاهداً وبشكل فظيع وشنيع إلى استجرار الشعب لهذه الحرب فقتل وجرح وسحل ومثل وشرد واعتقل واعتدى بكل ذلك على الشيوخ والأطفال والنساء بقمع وحشي رعبيب، وهو بذلك قد أوفى بوعده الذي هو الوعيد الرهيب، حين قال في أول خطاب له لدى اندلاع الاحتجاجات: إذا فرضت علينا المعركة فأهلا وسهلا، ياللحماقة حين يرحب بالاستعداد والفعل لقتل الشعب الذي من المفروض لو أنه تصالح معه وأصلح شؤون السياسة وعمل بالعدل لتقدم بهذا الشعب بكل أعماره وأطيافه وأطرافه وتنوعاته إلى البناء والتنمية لا إلى تنفيذ هذا الوعيد بتدمير العباد والبلاد وبحقد أسود وأحادية تكبر وغطرسة واعتداد ظالم وثقة في غير محلها وأين هو من قول المقنع الكندي: وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا بعد أن بين أنه لا يحمل الحقد القديم عليهم، ثم وإن أكلوا الحمي وفرت لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا ولكن كما قال المتنبي: لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها فلا شرع سماوي يردعه ولا عقل ناضج بعقله ولا مبادئ، وقيم أخلاقية تحجزه إنما هو العناد والفوقية والسير على تقليد منهج أبيه (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون)، يا للإثم والعار والشنار والوقاحة والفرعنة والعجب بحيث أسهمت كل هذه الرذائل وما هو أقبح منها باستباحة الضحايا والممتلكات في سورية دون توقف ولو ليوم واحد مما لم تشهده في تاريخها القديم والحديث، إنها ديكتاتورية بامتياز وهكذا الأشرار الذين يتبعون القبائح ويهربون من المحاسن كالذئاب التي لا تحوم إلا حول المزابل والمواضع الفاسدة على ما مثله يحيى بن محمود الواسطي وإن ما يفعله نظام اللانظام في الشام ويقفز رئيسه واثبا كالجبان فيحارب عندما لا يسعه الفرار على ما شخصه شكسبير، لهو الانكسار بعينه والهزيمة الساحقة بحقيقتها وسيبقى سلاحه عدوه الذي سيقتل به حتما، فالجزاء من جنس العمل، إنه لمشهد مخيف في مسلسل مروع، إذ تلحق كل مجزرة بأختها وما أكثر وأرهب تلك المجازر الوحشية التي كان أبرزها مذبحة الحولة في حمص ومذبحة القبير في حماه ومذبحة زملكا في ريف دمشق والمجزرة الجديدة الرهيبة في قرية التريمسة من ريف حماه، حيث هوجمت برا وجوا وأنجز بشار وعيده بقتل أكثر من مائتين وستين شهيدا فيهم الأطفال والنساء ناهيك عن تحريق المنازل ونشر الرعب في أرجائها ثم تشريد أهلها، حتى لم تبق دولة إلا نددت بها طبعا اللهم إلا روسيا التي طالبت بتحقيق فوري على نمط روايات العصابة الاسدية كي تقلب الحقائق وتجد لها مخرجا رخيصا كما فعلت حيال المجازر السابقة، لقد ضجت الأرض من أمواج الدماء الذكية ومازال العالم الذي يدعي التحضر ونصر حقوق الإنسان يتصارع مع بعضه تبعا لتحقيق مصالحه الغرب والشرق معا دون أي اهتمام لهؤلاء الضحايا، وأنا أسأل هنا بكل صراحة: لو أن سكان سورية اليوم هم من اليهود الصهاينة على سبيل المثال فهل سيدعهم المجتمع الدولي نهبا للحديد والنار أم سيوافق مجلس الأمن فورا على حل الأزمة ولن يقع أي فيتو من روسيا أو الصين ضدهم، ان سياسة الكيل بمكيالين هي التي تظهر أنها سيدة الموقف واما الأخلاق والمبادئ فليس لها أي مكان في هذا العالم المتحضر زورا وبهتانا وليذهب الشعب السوري إلى الجحيم على حد ما قاله سفير روسيا في الأمم المتحدة لمن التقى معه مشجعا ان يكون للروس موقف ايجابي لصالح الشعب لا الأسد حيث إن الشعب هو الذي يبقى والأسد لابد ذاهب. لقد ولدت الثورة السورية المباركة يتيمة ولا تزال غير ظافرة بمن يكفلها والذين يتكلمون معها ويغازلونها في الغالب إنما على طريق التمني لا التبني ولذلك كان أروع شعار للشعب ما لنا غيرك يا الله. وهم بذلك يملكون ثقة لا زعزعة فيها أبدا وهم عصاميون جدا ويؤكدون أنه: ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك وهكذا يفهمون أن عليهم دورا أساسيا يجب أن يثبتوا عليه ويطوروه ويتعاطوا قدر الامكان مع التغيرات الدراماتيكية التي تبدل وجوه الثورة لأن بعضها يسوء وآخر يطول ولابد من رؤية سليمة متكاملة يتقاسمها جميع الناشطين في الشعب والجيش الحر وهذه قضية بالغة الأهمية، وذلك لأن أصحاب الشأن سيواجهون ربما كل أسبوع عصا جديدة لم يتوقعوها خصوصا ان سورية وصلت إلى قمة الصراع بل لم تعد مسألة داخلية فقط، ومع ذلك فالحرب لابد أن نواصل خوضها إذ يستحيل العودة إلى الوراء فالتحرك والتحرق هما الدافعان لترسيخ الثورة مع تعميق كل تدابير الثقة بيننا فهذا من الأساسيات وكذلك إعمال الضوابط المصلحية المعتبرة التي تطوق كل ما يؤدي إلى انحرافها وخصوصا فيما يتعلق بالسلاح والأمن وجعل هذا الأمر بيد المختصين والخبراء والوجهاء والعلماء والشباب الناضجين لأن الحرب في المدن وما حولها شأن شائك ولأن الزمان والشخص والظرف والحال من عوامل تثبيت الضوابط وكذلك فإنه تجب المحافظة على المقاومة اللاعنفية كالمظاهرات وسواها لأن هذه الآليات تؤدي غالبا إلى تغيير ميزان القوى بين السلطة والشعب بل تنبه الوضع  الاقليمي والدولي إلى ذلك والأمثلة في ذلك وفيرة ولأنه قد نتساءل هل الاعتماد على الله والنفس فقط يغني عن إعانة الآخرين عموما أم ماذا، والجواب اننا إذ نطمئن لتلاحم الداخل بدور فعال كما حدث في حماه بالمظاهرات والإضراب احتجاجا على مجزرة التريمسة وكذلك سائر المدن والبلدات السورية التي لم تخف بل هبت للنصرة. لكننا لا نطمئن الآن أبدا لبعض الدول والمنظمات وسواها فما العمل؟ والاجابة هنا أنه لا ثقة لنا بحكم الوقائع والحقائق والقرائن الثابتة بهؤلاء مثل روسيا والصين وإيران والعراق جناح المالكي وحزب الله في لبنان لأن هؤلاء ليسوا حلفاء النظام بل شركاؤه في القتل وخصوصا روسيا وايران ولذلك دعا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي هاتين الدولتين أن تكفا عن المساندة لبشار، أما ما يخص الدول الغربية أو الدول العربية أو كتركيا المسلمة والأردن وبقية الدول الإسلامية عموما، فالمواقف متأرجحة بين إيجابية بالكلام وبعض الفعل كالسعودية وقطر والكويت وتركيا شيئا ما لأنها لا تستطيع أن تتحرك فعليا مع الثورة بغير غطاء دولي رسميا رغم الاعتداء المتكرر في أرضها على أتراك وسوريين وقصف الطائرة التركية بيقين أما عن الغرب وعلى رأسهم أمريكا فإن تأييدهم اللساني المتـأرجح وفعلهم الرمزي بفرض عقوبات معروفة لم يؤثر عمليا على النظام وخصوصا مع معونات روسيا وايران بكل الأوجه، وتراجعهم مؤخرا حتى بعد حشد دول أصدقاء سوريا فنحن لم نفهم كما قال رياض سيف معنى كثرتهم مع استمرار قتلنا ومن ناحية مهمة فكم قتلتنا وتذبحنا تصريحات من يريدون التعاطف معنا من كبار السياسيين مثل أردوغان الذي صرح منذ سنة بأن حماه وحمص خط أحمر ولن تتكرر فيهما المذابح ولكن أعيدت بأسوأ ولم يفعل سيادته لنا شيئا وكذلك وزير الخارجية الفرنسي السابق آلان جوبيه حيث قال إن أيام بشار باتت معدودة. وكما صرحت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية في اليابان قبل اسبوع بان أيامه غدت معدودة. فنحن أصبحنا لا نفهم هل هؤلاء سياسيون ونناشدهم ألا يصرحوا بمثل ذلك لأنهم يضروننا. وختاماً فإن مجزرة التريمسة كشفت العصابة الأسدية أكثر وباتت تمتحن المجتمع الدولي للمرة العاشرة هل سينجح أم يرسب في قاعة سورية الكبيرة وخاصة بعد ان طلع جهاد مقدسي أمس في المؤتمر الصحفي ليكذب ويكذب على العالم ويدعي ان العملية عسكرية ضد الإرهابيين وان القتلى سبعة وثلاثون عسكريا واثنان مدنيان وأن الإرهابيين هم المهاجمون وقد ردوا عليه وبينوا افتراءاته ورده الكاذب حتى على كوفي عنان وكذلك وزيره وليد المعلم، لكن لا عجب فرئيسه بشار وعد وغير ولم يمر به قول الشاعر: إني إذا واعدته أو وعدته لمنجز ايعادي ومخلف موعدي وأقول للأحرار من أصحاب القرار في العالم: ونمت على ريش النعام فلم أجد فراشا وثيرا مثل انجاز واجبي

552

| 16 يوليو 2012

ماذا فعلت مؤتمرات الصفقات للشعب السوري البطل؟

في الأيام القليلة الماضية عقدت ثلاثة مؤتمرات للنظر في شأن ما سموه الأزمة السورية مع أنها انتقلت حقيقة من أزمة إلى قضية ومأساة بكل المقاييس وأن ما يصب على الشعب المجاهد المصابر من جنود وشبيحة جهنم بات غير مبرر أبدا إنسانيا وشرعيا وقانونيا وأن ضمير المجتمع الدولي قد سقط سقوطا مريعا في امتحان الشعب السوري الذي كشف الأقنعة المزيفة لنظريات التقدم المبهر وعرى مبادئ حقوق الإنسان من مضامينها وأبان بأنها مجرد لافتات تقتل بشعاراتها كل مظلوم وتطيل أمد حل أي مشكلة وقضية بل تزيد في تفاقمها وما مثال فلسطين وكشمير وغيرهما عنا ببعيد، ورغم انعقاد الكثير والكثير من المؤتمرات لمعالجة المسألة السورية وثورة الشعب المباركة فإن النتائج التي يتوخى الوصول إليها لم تتحقق ولو في حدها الأدنى لصالح هذا الشعب المظلوم الذي ضحى ويضحي بكل غال ونفيس طلبا للحرية والكرامة، وأن كل ما اتخذ من توصيات وقرارات من قبل الجامعة العربية ومجلس الأمن والأمم المتحدة ومجموعة أصدقاء شعب سورية كان ذراً للرماد في العيون، ولم يكن فيه أي إلزام لعصابة الأسد الفاشية بالتنفيذ ومتابعة فعل ذلك وإلا! ولهذا لم نجد أي التزام من قبل اللانظام السوري بالاستجابة لتلك المطالب حتى بنود المبعوث الدولي كوفي عنان بنقاطها الست بل لم يتحقق حتى الأمر الأول منها وهو إيقاف العنف المسلح ضد الشعب والمدنيين حتى بلغ حصاد القمع منذ إطلاق مبادرة عنان حوالي ستة آلاف قتيل على ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان في اتصال مديره رامي عبدالرحمن مع فرانس برس، وهكذا رأينا ونرى كيف أعطت هذه المؤتمرات بشكل مباشر أو لا مباشر بتخاذل أو تهاون أو تآمر ديكتاتور دمشق الأطغى مهلا وفرصا متكررة للمزيد من القتل وارتكاب أشنع الفظائع ثم مازالت المؤتمرات تترى فجاءنا مؤتمر جنيف الرسمي القانوني الذي ضم الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن كمحطة تدريب أخرى على حساب دماء الشعب المصابر بين معسكرين في حلبة الصراع للتعبير عن ذات كل منهما ففي حين نرى أن المعسكر الغربي وعلى رأسه أمريكا يبيعوننا كلاما معسولا وأفعالا لم تؤثر على طغاة دمشق كالعقوبات التي فرضت وتفرض ويسيرون حسب نظام الصفقات والمصالح ويقفون مع الشعب السوري على مبدأ التمني لا التبني بوقائع تفرض على الأرض من محاسبة الجلاد والموافقة على نبض الشارع بإقامة مناطق آمنة وحظر جوي والمد بالمال والسلاح كما فعلوا مع دول أخرى، فإننا نجد في الطرف المقابل روسيا والصين ومعهما إيران وذيولها تستقوي بمجازر العصابة الأسدية وتراهن على بقائها، وبالتالي الحفاظ على مصالحها مراعية أكثر المراعاة وبعناية – كما هو الموقف الغربي في الباطن – أمن إسرائيل التي لا ترغب حقيقة في زوال نظام لم يقاتلها أبدا بل حقق لها عوامل التوسع في المستوطنات وجعل استقرارها من استقراره واللوبي الصهيوني خاصة في روسيا لا يفتأ يعمل للدفع في هذا الاتجاه كما هو في أمريكا تماما، ولا أبالغ إذا قلت: إن إسرائيل لو رفعت الغطاء حقا عن دمشق لتغيرت المعادلة لكنها تخشى من أي بديل عن الأسد إسلاميا كان أو علمانيا أو مستقلا. ولا شك أن مؤتمر جنيف بما جاء به من أفكار ليس لها أي ضمانات قد قفز على دماء الشعب وساوم عليها، فإن الطرح الذي اقترح الشروع في مرحلة انتقالية تملك الصلاحيات التنفيذية كاملة مع إغفال من يتابعها ويضمن تحقيق ذلك إذ في ظل وجود طغمة من نظام وحشي بأجهزته الأمنية السبعة عشر وجنرالات الجيش الخونة الذين يسلطون آلة القمع على الجماهير وعدم معرفة بقاء بشار الأسد على رأس هذه الإدارة الانتقالية أولا! كيف سيتم تطبيق وسلامة هذه الخطة؟ إذ أنه بينما أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن النص الذي اتفقت عليه الدول الأعضاء في مجلس الأمن حول عملية التحول السياسي يلمح إلى ضرورة تنحي الأسد، أصر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن البيان الختامي لا يشترط تخلي الأسد، ثم هاجم مؤتمر أصدقاء سورية الذي دعا إلى التنحي الحتمي للأسد أن مؤتمر جنيف حرف النص عن منطوقه ومفهومه وسياقه، أقول: طبعا لأن روسيا شريكة النظام في القتل وغير محايدة فكيف توافق على رحيل الطاغية ولديها بقية من أمل في بقائه؟ ثم إنها تؤازره بما في ميثاق الأمم المتحدة الذي يمنع التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة متغافلاً تأثير هذه الحرب اللاقانونية ضد الشعب على السلم والأمن الإقليمي والدولي. كما نسي لافروف أنه أقر بعظمة لسانه ولأول مرة في مؤتمر جنيف بكل صراحة: إننا لا نبرئ أعمال النظام السوري إنه يتحمل المسؤولية عن الوضع الأمني في البلاد وقد تأخر بإجراء الإصلاحات، فهذا هو النفاق بعينه وكذلك فإن إيران التي لم تدع إلى المؤتمر قالت على لسان نائب وزير خارجيتها حسين أمير إن اجتماع جنيف لم يكن ناجحا نظرا لغياب الحكومة السورية وغيابها مشاركا الموقف الروسي والصيني ومعبرا عن عدم حيادية إيران بل وقوفها مع الأسد فقط لأنه "علوي" ضد الشعب السني المظلوم وهكذا كان مؤتمر جنيف غامضا وغير مرض ولا كاف كما رأى وزير الخارجية الألماني جويدو فيستر فيليه وقال وزير الدولة السابق في وزارة الخارجية الألمانية جيرنوت ايرلر الذي يشغل اليوم ناطق كتلة الديمقراطيين الاشتراكيين إن الشعب السوري الذي انتفض منذ خمسة عشر شهرا لم يؤخذ رأيه بعين الاعتبار واستهزأت صحيفة برلينر تسايتونغ بكوفي عنان الذي دعا مع نبيل العربي لهذا المؤتمر قائلة: إن عنان متمسك بأهداب الأسد وكأن صلة قرابة تجمعهما دون عمل جدي لمعاناة السوريين من العنف كما أنه يجب ألا ننسى هذا الحل الرقيع بحكومة من الموالاة والمعارضة بعد كل هذه الشلالات من الدماء، وهل سيرضى الشعب لو ترك لحريته دون قمع حتى لو جرى استفتاء بالموافقة على استمرار هذه العصابة القاتلة؟ أما عن مؤتمر القاهرة الذي ضم المعارضة السورية بكثير من الممثلين عن الداخل والخارج وشخصيات أجنبية مرافقة فإننا نعتبر أن هذا المؤتمر الذي تم تأجيله عدة مرات ليرتب بعناية لإفشاله وإحكام المؤامرة بحسن نية من البعض وبسوئها من آخرين قد جاء أيضا في معظمه ضد تطلعات الشعب وكان مؤذيا ومحرجا ودالا على ضعف المسؤولية الذريع أن تخرج خلافات بعض أطياف المعارضة إلى العلن حتى تصل إلى حد التشابك بالأيدي وتدخل الأمن المصري لفض ذلك علما أننا لا نشك أن ثمة قسما مخلصا ووطنيا كبيرا ولكن مثل هؤلاء كأنه لا يراد لهم أن يكونوا في المشهد بخلاف المتاجرين والمتسلقين وبعض العملاء المنافقين للطغاة ومع ذلك فقد خرج المؤتمر ببيان توافقي بإيجابيات مقبولة نوعا ما يجب أن نعمل على تطويرها وتطويق الذين يضعون العصاة في العجلة والنصح بضرورة مواكبة نبض الشعب العربي والمسلم في سورية والذي خرج بجميع المظاهرات الاحتجاجية بشعارات إسلامية ووطنية ولا طائفية فأن لا تنص في الوثيقة حتى على أي أمر ديني ذي بال بل ينفي مباشرة على مبدأ فصل الدين عن الدولة فأين الانسجام مع الثوار الذين يتخذهم أرباب المصالح لهم قمصانا دون صدق وحق، وكذلك إعطاء الحق لمجلس الأمن والأمم المتحدة بالإشراف على تحديد مستقبل البلاد وغير ذلك مما بات معروفا بوثيقة العهد التي نتمنى مع ذلك أن يطبق معظمها ففيه فوائد بلا شك فالمهم العمل وليس الكلام فقط، أما عن مؤتمر أصدقاء سورية في باريس فمع كثرة الدول المشاركة فيه والتي أربت على المائة والخروج بإجماع على رحيل الأسد وهذا شيء إيجابي جدا ولكن المهم العمل الملزم على تنفيذه، وكما قال المعارض رياض سيف: إننا فخورون بصداقتكم لكن كيف لنا كل هؤلاء الأصدقاء ونقتل كل يوم؟ وجميل ما قاله وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم: لا نريد اجتماعات دون نتيجة ونستطيع العمل أكثر خارج مجلس الأمن أي تحت الفصل السابع إلا أنه للأسف ما خرج به المؤتمر هو المطابق للمادة 41 من ميثاق الأمم المتحدة حيث يكتفي فيه بالعقوبات دون استخدام القوة فهل يمكن الانتقال إلى المادة 42 التي تجيز استخدامها للضرورة ولحماية الشعب الذبيح أم تكون المؤتمرات والمواثيق فرصة لذبحنا أكثر ولكن لعل الجواب عند الشعب والشعب فقط.

351

| 09 يوليو 2012

ما جدوى دفاع روسيا ومن داهنها عن النظام السوري؟

قد لا يستغرب المتابع المطلع بل العامي السطحي الذي يسمع ويشاهد وسائل الإعلام وهي تعرض الأزمة السورية بين السلطة الظالمة الباغية القاتلة وبين الشعب المظلوم الذبيح لأنه يتطلع إلى الحرية والعدل ونيل حق المواطنة دون أي تمييز، موقف روسيا الذي بات وقحاً جداً إلى درجة من التعصب والغباء السياسي والسقوط الأخلاقي المريع، بحيث لم يعد الساسة الروس قصيرو النظر قادرين على توصيف حقيقي متزن للحالة السورية وخصوصا بعدما أصبح موقف الشعب السوري قويا ومعه معظم شعوب العالم أجمع، إذ لم تترك المجازر الوحشية التي ما تزال مستمرة دون رادع وتنفيذا لأيديولوجيات حاقدة وأفكار فاسدة لما يسمى بالنظام السوري صديقا وحليفا اللهم إلا هؤلاء الروس العديمي الرحمة الواطئين حقوق الإنسان بالأقدام عبر تاريخهم القديم والجديد، وإلا الإيرانيين الذين يتحالفون حتى مع الشيطان نصرة لبشار الأسد لأنهم يعتبرونه وطائفته فرعا منهم كما صرحوا وصرح نوري المالكي الحاقد مثلهم أيضا، وإلا حزب الله السائر على المنهج المظلم نفسه، وأما الصين فلا ننسى قتلها للمسلمين بالملايين منذ اضطهادهم عام 1760م، للمسلمين ثم إغلاق آلاف المساجد وتشريد هؤلاء المسلمين في الأرض فالاستبداد الصيني كان ومازال بثوب جديد بوجه أو بآخر يقف ضد إرادة الشعوب في التغيير وينصر الظالم على حساب دماء المدنيين دون حياء وما ظلم الايجور في تركستان الشرقية عنا ببعيد، وهو يعيد ذكرى إعدام أكثر من 360 ألف مسلم لما ثار المسلمون ضد هذا الاحتلال الصيني عام 1931م، ولا ننسى أبدا أنهم استعانوا وقتها بالروس وهجّروا الملايين ولم يتحرك العالم وقتها ولا مجلس الأمن، كما أن الصين انضمت إلى روسيا في معاداة المسلمين في البوسنة فكلاهما لا يعول عليهما أبدا في نصر حقوق الإنسان والوقوف مع المظلوم ضد الظالم وهكذا فإننا نعود لنعيد أنه إذا عرف السبب بطل العجب وفاقد الشيء لا يعطيه فكم هي الخطيئة التي يرتكبها المجتمع الدولي وخاصة الغربي وعلى رأسه أمريكا في محاولاتهم مع الروس خصوصا، وإن ما نتج عن مؤتمر جنيف من الموقف الروسي الشائن الذي يعارض إزاحة الديكتاتور القاتل الوحشي السادي بشار مع أن العالم أجمع لم يعد لديه أي قبول لحاكم من هذا النوع وأنه سقط في جميع الحسابات هذا الموقف الروسي إنما يدل كما قلنا على التعصب الأعمى وتغليب لغة المصالح على لغة المبادئ وطموحات الشعوب، بل أن الروس لا يحيدون قدر أنملة عن الموقف السوري الحكومي المكابر الكذاب الذي يرى ثورة شعب بكامله مختزلة في عصابات إرهابية لا في مد عارم رافض لطائفية بشار وقتله، وعدم محاسبته مجرما واحدا لأنه أولهم بل أكبر المجرمين مع أزلامه الطغاة الوحوش الجهنميين، لا شك أن الشعب السوري البطل وثواره الأسود الحقيقيين يقاتلون اليوم هذه العصابة ومعها روسيا والصين وإيران ومن تفرع منها ويقاتلون إسرائيل في حقيقة الأمر لأنها أول ساعية لإبقاء النظام السوري المهادن لا الممانع والمقاوم إلا لشعبه المظلوم المكلوم إنه لمن أشنع العيب والفضيحة أن يظن الروس أنهم إذا لعبوا لعبتهم القديمة في هذا العصر المختلف الجديد فإنهم يربحون أو أنهم يعملون لأن يعودوا قطبا دوليا جديدا على طريقة بوتين في التفكير فإنهم سيصلون إلى أهدافهم في حمل منافسيهم الأمريكان والغربيين – رغم تهاونهم – أن تبقى سورية وسلطتها المحتلة من قبلهم تحت نفوذهم وسيطرتهم بعد أن خسروا مواقعهم التي كان آخرها ليبيا القذافي، إن إرادة الشعوب لابد أن تنتصر عاجلا أو آجلا وسيبقى هؤلاء الروس الأغبياء ومن يحالفهم في خانة الخسار والعار حتى لو كان عربيا، وبالمناسبة فإن الموقف التونسي الأخير على لسان وزير الخارجية السيد رفيق عبدالسلام ومجاملته الواضحة لوزير الخارجية الروسي لافروف والتركيز على نقاط الاتفاق السابقة والحاضرة مع روسيا ومنها الموقف من الأزمة السورية، حيث كرر الأخ عبدالسلام تأييده للشعب السوري في تطلعاته وضرورة الإصلاحات العميقة من قبل النظام مع أنه يعرف تمام المعرفة أن الله لا يصلح عمل المفسدين وأن جميع الحقائق والقرائن قد دلت على ذلك بل يوغل في قتل الشعب وتدمير وحرق الممتلكات، والله لم يكن من الحق والمروءة بحال ومن أجل أن نبرم اتفاقيات سياحية وغيرها تعود بمليار دولار لتونس أو أكثر على حساب دماء الشعب السوري وتلك المجازر والمذابح على رؤوس الأشهاد، أن نقف هذا الموقف الذي سيسجله التاريخ بل كان المعول من وزير ملتزم مع حكومة مسلمة أن يقاطعوا أي اتفاق مع روسيا احتجاجاً على موقفها المجرم الشائن من نظام خائن. إننا لا نقول هذا إنشاء ولا خطابا، بل هذا موقف العلامة القرضاوي حين رفض مقابلة السفير الروسي قبل أشهر احتجاجاً على موقف بلاده من الشعب السوري، وهو الموقف العظيم الذي صرح به الأخ الرئيس المصري المنتخب السيد محمد مرسي وأنه مع الشعب السوري وسيعمل أقصى ما يستطيع لإيقاف نزيف الدم، وهكذا يكون الرجال، وإن الحياة مواقف لا ينسى التاريخ تسجيلها إذا تغافل أعداء التاريخ والإنسانية أبدا، لن يفيد قادة الروس وخصوصا بوتين بنزعته السيتالينية، والمسؤول عن تدمير غروزوني عاصمة الشيشان، وكذلك عناد لافروف وزير خارجيته الحاقد الفاسد وكل هذه المجموعة التي تقف تماما مع اللوبي الصهيوني في روسيا الذي لا يألو في دفع خدام إسرائيل في هذا الاتجاه إلى النهاية ولكنها ستكون إن شاء الله غرقهم ودفنهم في مزابل التاريخ بعد محاسبتهم العادلة، ولن يجديهم استماتة شريكهم الروسي في إنقاذهم وخصوصا بعد انتصارات الشعب والثوار التي تترى في جميع ربوع البلاد لتسحق المناقصة والمقايضة الدولية التي تسعى إلى حل شرير على حساب دماء الأبرياء الشاكية إلى الله مصابها، وإن بوتين اليوم الذي يعتبر نفسه العرّاب السياسي للحل الذي يبذل كل طاقة لما يسميه الإصلاح السياسي للنظام وليس استبداله بنظام المواطنة والقانون لن يجد الفرصة الشعبية للانحياز له وقد فات هذا القطار، كما أن أوباما في تخاذله أمام المجازر المتتابعة كمجزرة الحولة والقبير ومجزرة دوما مؤخراً ومجزرة زملكا الرهيبة في ريف دمشق وكذلك مجزرة السلمية في حماه، حيث سقط مئات الشهداء وذبح الأطفال وآباؤهم بالسكاكين واعتدى على النساء الطاهرات، إن تهاون الرئيس الأمريكي أمام هذه الكوارث سيكون عاملا قويا في خسارته انتخابيا لأن الشعب الأمريكي لن يرحمه وسيكون سقوطه جزاء من جنس العمل. وختاماً: إن الموقف العبثي الروسي انتظاراً لمكاسبه الاقتصادية المعروفة لن يفيده بل سيضره وسيغلب الحق الباطل عاجلا أو آجلا وعندها يتأكد الروس الحاكمون وليس الأحرار فيهم أنهم ساروا ضد التيار والتاريخ، حيث رضوا أن يكونوا شركاء القتلة ومحرضيهم ألا تعساً لهم ولمن جاراهم وداهنهم.

429

| 02 يوليو 2012

لماذا انشق الطيار المغوار؟

لا ريب أن انشقاق العقيد الطيار البطل حسن مرعي حمادة عن نظام الطغيان والفاشية في سورية كان حدثا مدويا في العالم كله، ليس لأن هذا الانشقاق فريد من نوعه، حيث إنه قد فر عدة طيارين وضباط كبار في سلاح الجو سابقا وأثناء الحراك الثوري ضد عصابة الإجرام الأسدية ولكن لأن الانشقاق في هذا الوقت بالذات حيث يصر نظام الأسد أنه قوي غير متخلخل يشكل إحدى الضربات الصاعقة له حيث يظهر أن مثل هذا الطيار وبهذه الرتبة الكبيرة قد انحاز إلى الشعب وثورته ليزيد من فرض الوقائع المؤثرة المعبرة على الأرض لا لمجرد الاستغراق الممل في ظلام دهاليز السياسة وبيع الكلام وإعطاء الفرص غير المجدية لحل الأزمة على حساب عشرات آلاف الضحايا بدم بارد والقمع الوحشي النازي من أجل سحق ثورة الشعب الثائر، فقذيفة الحق هذه لن تنسى في سجل نظام الإرهاب في دمشق ولذلك لاحظنا أنهم اعترفوا بعد ذلك صراحة بهذا الانشقاق، وصرح وزير الدفاع العماد داود راجحة أن هذا الطيار يعتبر فارا من الجيش وخائنا للوطن وسيلقى حسابه، في حين سارعت الحكومة الأردنية في اجتماع رئاسة الوزراء إلى تقديم اللجوء السياسي لهذا البطل حسب القانون الدولي وهذا يدل على شجاعة وموقف نبيل منهم مؤازرة لشعبنا الذبيح ورفعا لمعنوياته ودفعا في تعبئته، وغير خاف أن هذا الفعل الجهادي الطموح المغامر بهذه الشجاعة النادرة - رغم توقع كل المخاطر – سيكون حافزا رافعا لانشقاقات عدة من ضباط الجيش في سلاح الأرض والجو ومثبطا لمعنويات الجيش الخائن وإن انشقاق العقيد الطيار رافضا الاشتراك في ضرب مواقع الثوار في درعا الحدودية مع الأردن قد أدى في اليوم الثاني إلى انشقاق اربعة ضباط عمداء وعقداء من الجيش النظامي، وإن الغيث أوله قطر ثم ينهمر، ومن يتابع التحركات الروسية والأمريكية للقاءات قريبة لبحث الملف السوري بقوة هذه المرة يدرك مدى قيمة انشقاق العقيد الطيار، ومن يلاحق مسلسل المجازر الوحشية السابقة والحاضرة وتسعير القمع الشرس الذي يوفي به بشار بعد تهديده في خطابه الأخير يحس كم يقوي موقف الطيار ويلهب حماسة الشعب ويمنحه جرعة ناجعة لمواصلة الثورة رغم كل العذابات والفواجع، ويقدمه وهو يجاهد إلى أبواب النصر وهنا لابد أن أشير إلى أن العقيد الطيار لم ينشق إلا من أجل الحق الأحق ونصرة شعبه الذي خذله الحكام والمجتمع الدولي، كما عنون الثوار جمعتهم السابقة إذا خذلنا الحكام فأين الشعوب؟ فالطيار واحد من هذا الشعب المظلوم وهذه نصرته لهم عمليا وليس كما ذهب البعض أن انشقاق الطيار إنما جاء استجابة للرسالة الصوتية التي وجهها السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد ودعا فيها الضباط ورجال الأمن إلى الانشقاقات ومن هنا رحب البيت الأبيض بانشقاق الطيار واعتبر ذلك خطوة في الطريق الصحيح، فمتى كان الأحرار يستجيبون لنداءات أمريكا التي وإن كانت تبدي معارضة للنظام ظاهريا وتفرض بعض العقوبات التي لم تجد عليه إلا أنها تشارك فعليا في قتلنا السريع والبطئ بمواقفها المصلحية التي تتناغم مع أمن إسرائيل ولا تقف موقفا عمليا يوقف روسيا عند حدها ولو في الحدود الدنيا، ولا هي تسمح وتسهم في إنشاء مناطق آمنة في سورية أو حظر جوي حماية للمدنيين، وبالتالي فإن موقف الطيار موقف مبدئي ذاتي مستقل يمثل إرادة الشعب وطموحاته ومن هنا نجد كيف أن السلطة الباغية أسرعت بحرق منزله كما تعاقب الشعب بمثل هذه الأفعال الرخيصة الحاقدة شأن رئيسها الذي أخذ اليأس يأكله أكلا شيئا فشيئا، ولعل الموقف الشعبي الذي أبرزه الطيار وبلوره فزاده ألقا وعمقا بجواب نعم نعم وألف نعم لهذا الشعب العظيم وخطابه السامي، نعم لمبدأ أن الشعب أقوى من الحكومة وحقه أقوى من باطلها سيما أن سلاح الجو يعتبر عمودا فقريا ومؤسسته هي الأكثر ولاء للنظام. نعم لحال الطيار النفسية العالية وهي تحقق قوله تعالى (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم) محمد: 31، نعم للبلبل السوري بطل الحرية الذي يغني: حيث تكون الحرية يكون الوطن وأنه كما قال الأخطل الصغير: نفس الكريم على الخصاصة والأذى هي في الفضاء مع النسور تحلق وكما قال عمرو بن يحيى: الحزم قبل العزم فاحزم واعزم وإذا استبان لك الصواب فصمّم ومتى توافرت الإرادة سهلت الطريقة وتحققت المعجزات وكما قال زينون: كلنا نجذف في قارب واحد ويد الله مع الجماعة كما قال صلى الله عليه وسلم وإن مثل هذه الثوابت هي التي تعزز الثقة في النفوس حتى تلهم الآخرين وتقودهم إلى هذه الثقة كما قال غوته وهوراس وبهذا تعود سورية لشعبها قلعة حصينة أمام الغزاة والمغتصبين الجدد وان هذا الطيار الذي هو الشعب نفسه قد قام بواجبه القانوني الذي لا يقبل المخالفة كما قال فيكتور هيجو وقد أدى في أيام مشهودة وبهذا الموقف يستريح الضمير الذي هو المحكمة العادلة اليقظة في النفوس فياله من نجاح طار بجناحه طيارنا المغوار بطموح لا يشيخ. أما من الجانب الآخر فإنه قد عبر بحاله أكثر من مقاله عن رفضه ورفض شعبنا الأبي لأوامر الجلادين ومن في جيشهم من الإمعات والخونة وأسقط خطاب الرئيس القاتل الرافض للتصالح مع  الأحرار والوطنيين وهنا جاءت اللاءات تترى فألف لا لقاتل الإنسانية المتوحش الذي لا يخجل من أي قبيح ثم يدعي الإصلاح، جاءت لا بكل صدق ليبين الطيار أن للمرء الحق في حرية أن يختار كسر القيود على ذل العبيد منشداً مع المتنبي: وما الخوف إلا ما تخوفه الفتى وما الأمن إلا ما رآه الفتى أمنا وانه لا يمكن أن يشارك في قتل شعبه لأن مثل هذا الذوق السيئ هو الذي يقود إلى الجريمة في حقه وأنه المواطن الصالح الصادق الأمين وليس الخائن الذي يبيع الوطنية باللسان ويخالفها بالافعال كما قال قاسم أمين: إن الوطنية تعمل ولا تتكلم، أو كما قال بوالو: يمكن للمرء أن يكون رجلا دون أن يدمر الأرض، فهذا المسلك إنما يقوم في دولة الأشخاص لا دولة القانون، وألف لا للخيانة فمثل الذي يخون وطنه ويبيع بلاده مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولا اللصوص يكافئونه كما قال نابليون، والخائن يكرهه الجميع ولكن الوضع للأسف اصبح كما قال غاستون اندربولي: كم خائن اليوم لا يشنق بل يشنق الآخرين، وإذا كان بشار قال في خطابه الأخير نقول للوطني وطني ولغيرالوطني غير وطني، فإن الوطني الحقيقي هو من عرف ربه ونفسه وشعبه وعند ذلك لن يضره ما يقول أي إنسان عنه طوبى لطيارنا الأسد الحقيقي ولمن يلحق به في درب البطولة في سورية وألف لا لمن يحكمون العباد والبلاد بلا إخلاص ويا شعبنا المصابر اهتف مع أبي تمام مثابرا على الثورة حتى النصر: إذا قلت في شيء نعم فأتمه فإن نعم دين على الحر واجب

650

| 24 يونيو 2012

سورية.. بين دور المجتمع الدولي المتآمر.. ودور الشعب الثائر

إن استمرار مسلسل المذابح المروعة في سورية ليدل دلالة قاطعة لكل ذي بصر وبصيرة على أنه لا توجد رغبة حقيقية تثير إرادة فعالة لدى المجتمع الدولي تؤدي إلى إنارة دائمة تساعد على حل يداوي فجيعة الشعب السوري أو يخفف من وطأتها وذلك لسبب لا يحتاج إلى كشف المحلل السياسي ولا الباحث والمعلق في هذا الشأن بل قد أصبح كل ذي فطرة سليمة حتى الطفل المميز في عصر المعلومات المؤشرة للأحداث تصريحا أو تلميحا يعرفه وليس موقف الغرب وعلى رأسه أمريكا بأقل فضيحة وعيبا أخلاقيا يقفز على حبل المناورة والمداورة من موقف روسيا والصين وإيران، فلقد بات معروفا للجميع أن غرض المصالح والمنافع المشتركة بين الكبار هو السبب الرئيسي لمراوحة المأزق السوري في مكانه ولو كان على حساب شلالات الدم الزاكي هناك، فالمبادئ والقيم إنما يتشدق بها لحيلة غبية يتوصل بها إلى مكاسب هؤلاء اللاعبين التماسيح في الحلبة الكبرى، هذا من جهة ومن جهة أخرى، فإن الشرق والغرب متفقان على أنه إذا كان البديل عن تلك النظم العربية المستبدة إسلاميا أو حتى علمانيا يقوده أحرار وشرفاء من أي طيف في المجتمعات المظلومة فإن التغيير الحقيقي لن يتم ولابد من اتقان اللعبة مهما كانت المعاناة فادحة لشعوبنا وذلك بإحلال أشخاص يعملون لصالحهم في نهاية المطاف وبالنسبة للدول المجاورة لإسرائيل فلابد من تحقيق أمنها وحريتها، وعليه فيجب أن تتواصل المؤامرة بشكل أو بآخر للوصول إلى هذا الهدف وجعل الجماهير تسأم وتسأم مع طول الوقت لترضى في النهاية بأي حكام يأتون في الغالب أو لتقوى الحبكة لإيصال من يريدون إلى سدة القيادة ولعل ما جرى ويجري الآن في مصر أكبر برهان على ذلك إخمادا للثورة بثورة مضادة من حلفاء النظام البائد ومن يدعمهم داخليا وإقليميا ودوليا، ولذلك لن أستبعد أن يفوّز العسكري أحمد شفيق مهما كلف الأمر وتلك مؤامرة قد نسجها بقوة المجلس العسكري المصري وباتفاقات مع القضاة والمحكمة الدستورية العليا بأمر دولي بالتشاور والتنفيذ من قبل أمريكا وإسرائيل ابعاد الإسلاميين وغيرهم من شرفاء وأحرار الثورة عن المسؤولية وما أمريكا وروسيا إلا ألعوبتان وأضحوكتان بيد إسرائيل ومن يقرأ الحقائق لا يصل إلا إلى ذلك من وجهة نظرنا وتبقى شعوبنا دوما ضحية تلك الأحابيل الخادعة واللف والدوران بالشعارات البراقة والمواعيد الخلبية وسياسة السراب ولذلك فليس من فراغ عندما يتحدث بشار الأسد ملك إسرائيل كما وصفوه هم ويقول: إنه باق ويؤيده عمليا بالتدخل المباشر بالسلاح والسياسة والدبلوماسية بل بالرجال والخبراء روسيا والصين وحزب الله وعراق المالكي فهذه الحبال من  الناس هي التي يعول عليها كما تعول إسرائيل على شركائها وحلفائها بل طلبت منهم رسميا الكف عن مهاجمة نظام الأسد لأن بقاءه مصلحة إسرائيلية كما قال نتنياهو، وهكذا فإنما تعتبر الأقوال والأفعال والأحوال من حيث المآلات كما قال الإمام الشاطبي بمعنى أنه يتوجب علينا أن نقرأ المشهد السوري بكل عمق إذ لم يعد شأنا داخليا وحسب كما نلمس بوضوح، ولكن هل يجيز لنا ذلك أن نغيب العامل الغيبي والروحاني في التأمل والتحليل، اللهم لا ويجب أن نظل متفائلين لا متشائمين مع الحرص على سبر أغوار المعطيات الواقعية للصراع ومع ضرورة الثبات والاصطبار على مقارعة هذا الباطل الغشوم والإهابة بالمفكرين وذوي الأقلام الشريفة ورجال الأعمال ألا يقفوا عن دعم الثورة بكل ما يستطيعون وقد جرت سنة الله في التاريخ والتجارب والأحداث أن الحق لابد أن يتغلب في النهاية لأن النتيجة ستكون للذي يحتمل الضربات لا للذي يضربها وأن من سل سيف البغي قتل به، ومما يفيد في هذا إعلان مدير المراقبين الدوليين روبرت مور أنه تم تعليق الأعمال بسبب تصاعد العنف في الداخل وعلى الحدود مع تركيا إنه اللانظام الجهنمي الذي يريد أن يهلك ويحرق الحرث والنسل لأنه يشعر بأن غريزة البقاء في السلطة تقود إلى هذه الحماقات المأساوية بحق الشعب وممتلكاته، إعدامات بالجملة، ذبح ومجازر بالسكاكين في سقبا وريف حماة والقصير وكل البلاد، فما أتعس هذا المجتمع الدولي بشرقه وغربه وهو يتآمر على الضحايا وما بشار إلا آلة تنفيذ تفرح بكل فرحته لإخماد ثورة الحرية وإذا طالب المجلس الوطني بتسليح المراقبين فهل سيستجاب له من قبل هؤلاء وهل ستلبى رغبته بطلب الحماية من مجلس الأمن وإنشاء منطقة آمنة كما طالبت السعودية أو بحظر جوي، إنهم غير مفلحين في أي عمل جاد لسورية الشعب وما أقبحه من عيب أن يشترك الكبار والصغار في ذبح الضحايا ولكن إذا لم تستح فاصنع ما شئت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فصبرا صبرا يا أسود الله وثباتا وثقة بالله وبالنفس، وتضحية ضد الطغيان وحرصا على النصر أو الشهادة لحماية الوطن إنكم لغالبون بإذن الله.

357

| 17 يونيو 2012

تبت يداك.. أين مقصلة السفاح من مبضع الجراح؟!

في خطابه الأخير وبعد مضي قرابة ستة أشهر دون خطاب أو بيان طلع بشار الأسد أمام مجلس الشعب الجديد المزور في جلسته الأولى ليتوج المسرحية الهزلية التي رتب شخوصها وأدوارهم آخذا على عاتقه أن يتقن السرد والحبك متصدر المشهد الأليم الذي عانى ويعاني منه الوطن السوري بسبب جرائم جلاديه التي باتت باقتيات دماء الشعب على الدوام جرائم ضد الإنسانية وأفقدت بشار وزبانيته وشبيحته أي شرعية لحكم بلاد الشام الأبية وهو الفاقد لها أساساً ولأن المقال لا يكون واضحا إلا بالمثال على الغالب فقد علمه مستشاروه وهو الطبيب – أن يتحف الشعب المظلوم المهضوم المكلوم ويلبس على الآخرين في العالم بخداع لا ينطلي على العقلاء أو الساسة المخضرمين أو الأطباء النطاسيين وذلك كي يبرئ نفسه من المسؤولية العظمى بإهدار دماء السوريين المدنيين وخصوصا الثوار المتظاهرين والمدافعين عن النفس والعرض والوطن والذين باتوا يهتفون بإعدامه جراء ما تفعله يداه من الوحشية التي أصبحت تعجز بلغاء البيان عن وصفها وشرحها فماذا قال الجراح السفاح في المثال؟ لقد ضرب مثله في حماية الوطن المريض اليوم بقوله: عندما يدخل الطبيب الجراح إلى غرفة العمليات ويفتح الجرح فينزف ثم يقطع ويبتر ماذا نقول له؟ تبت يداك هي ملوثة بالدماء أم نقول له: سلمت يداك لأنك أنقذت المريض! طبعاً سنقول: سلمت يداك هذا إن كنت تفعل ذلك كما يفعل الطبيب بنية إنسانية محضة همها الإنقاذ وليس بسابق إصرار وتصميم على القتل والجرح والقمع والإبادة التي تمثلت بمجازر لا مثيل لها في الوحشية كما اعترفت أنت بذلك وأهمها مؤخراً مجزرتا الحولة والقبير في ريف حمص وحماه، حيث ذبح وحرق الأبرياء وخصوصا النساء والأطفال، نحن نتمنى أن يتحدث بالإنقاذ غير بشار الذي هو سر أبيه قبله بتحكيم الحسم الأمني مهما سقط من الضحايا حفاظا على السلطة والحكم الظالم والتمييز الطائفي الحاقد، ونحن نعلم علم اليقين أنه لولا الإصرار على هذا الخيار الدموي ما بقي هو ولا أبوه على سدة الرئاسة شهرا واحدا، وبشار منذ خطابه الأول بداية الأزمة 30 مارس أكد أنه مع الحرب للشعب إن فرضت عليه، وهو اليوم في خطابه الخامس يؤكدها ويهدد الشعب والوطن بدفع ثمن أغلى إن استمرت الثورة عليه لأنه الوحيد الذي يحمي الوطن والمواطن، إن المتأمل لكل ما جاء في الخطاب من تناقضات ومغالطات يخلص إلى أن بشار ليس من البشر أبدا وأنه يتعامل مع الرعية بالاحتقار الذي هو الشكل الأذكى للانتقام كما قال بالتاستارغراتيان. فبشار يحتقر كل من يعارضه حقدا وغلا لأن الحقد هو أساس الإهانة والاحتقار، فهل يستأهل شعبنا الحر الثائر البطل مثل هذه الأوصاف وهل تشخيصه للكثيرين بأنهم جراثيم لابد من القضاء عليهم باسم مكافحة الإرهاب رؤية حاكم حسن التدبير مع أنه ومن معه لا مثيل لهم في الإرهاب المنظم الممنهج داخلياً وخارجياً رغم انكاراتهم المتكررة فهم كما يقال: يقتلون القتيل ويسيرون في جنازته! كما أنهم يطلقون كلاما عن الاعتذار بقالب الكذب المزخرف، وهذا إن فهم أنه اعتذار ولكن المكابرة شعارهم مع ظهور كل البراهين على سفكهم للدماء واصطفافهم في نادي السفاحين، ناسين أنه جاء في الأثر أن الرجل لا يزال يذهب بنفسه – أي غرورا – حتى يكتب في الجبارين فيصيبه ما أصابهم، أليس مثال زين العابدين ومبارك والقذافي وصالح ماثلا للجميع، ولكن الظلم والعلو هو الذي يقودهم إلى رذائلهم وأهمها جحود الحق مع وضوح الدلائل، كما قال الله عن قوم فرعون (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا...) "النمل: 14"، ويطلبون عزا بباطل ليورثهم الله الذل بحق، لأنهم اعتمدوا على السهام الطائشة كما قال شوقي: الحق سهم لا ترشه بباطل ما كان سهم المبطلين سديدا يحاولون ويحاولون اتهام شرائح مخلصة في وطنيتها انها تتقاضى بعض المال للخروج في الثورة بل وقتل الناس مقابل ألفي ليرة سورية، كما تبجح بشار من شدة إفلاسه الحقيقي في عالم الأخلاق والقيم وإن هذا ليدل على البغض الذي هو ابن الخوف لكل من اتصف به وهو انتقام الجبان، كما قال الفيلسوف برنارد شو، أقول: بل هو الخيانة والخائن يكرهه الجميع. ولكن واأسفاه! فكم من خائن اليوم لا يشنق بل يشنق الآخرين، كما قال غاستون اندربولي ومثل هؤلاء لا يتخلصون من الرذائل فيهربون منها بل إنهم يعتزون بنقائصهم تلك، فالمسألة في حقيقتها مسألة الضمير الحي الذي هو صوت الحق والذي إن تلوث بثلاثة أشياء المال والسلطة والشهوة فإنه يتخدر ويصاب بالصدأ كما يقولون ولذلك وقف عنده إبراهيم المازني معلناً: همي ضميري فإن أرضيته فعلى رأي العباد سلام المستخفينا فلا تغرنكم المواعيد العرقوبية فإن الطبع غلب التطبع ووعد الكريم نقد لكن وعد اللئيم تسويف وإن فعل شيئا فبالمظهر لا بالجوهر إن هذه العصابة معجونة بالاستبداد والاستعباد وإنها تخشى من الانفتاح السياسي الحقيقي لأنه يقضي عليها في النهاية رغم غباء الطغيان. ومن هنا ثار السوريون لأنهم لم يجدوا أي خيار غير الثورة فكانت المعادلة الصعبة إذ أن بشار قد صرح أنه يريد تنظيف الشارع السياسي منهم معاكساً اتجاه ريح التغيير التي لابد أنها ستقتلعه رغم اعتماده على الروس والصينيين دوليا وإيران واتباعها إقليميا وسوقه الشعب في الداخل للاحتراب الطائفي عساه يظفر ولو بقسم صغير من الكعكة في سورية فينشى الدولة العلوية إن استطاع. وفي الختام إن إصرار بشار على توجيه المعايب لشعبه وكيل الاتهامات دون أن يحاسب أي مجرم اقترف بحق الشعب كل هذه الجرائم من قتل فظيع واعتداء شنيع على النساء والأطفال والشيوخ وتهجير مئات الآلاف خارج بلادهم لأول مرة في تاريخ سورية واعتقال مئات الآلاف وتصفية الكثيرين منهم تحت التعذيب لن يحل المشكلة المعضلة كما يتصور بمبضع الجراح، فهذه مقاصل السفاح التي ستقتله قريباً مهما تجبر.

1102

| 10 يونيو 2012

فرعون سورية خطيباً.. ليته سكت!

يا أسفا على بلاد الشام في هذا العصر المختلف أن يرتفع فيها التحوت – ولو شكلياً – وينخفض الوعول، قيل: يارسول الله ومن التحوت؟ قال: أسافل الناس، قيل: ومن الوعول قال: كرام الناس! وهكذا أريد لسورية منذ أكثر من أربعة عقود وإنك لتحزن إن كنت حراً ذا ضمير حي وأنت ترى صاحب الطلعة البهية المدعو بشار الأسد واقفا أمام مجلس الشعب المزور ليلقي عليهم الدروس التعليمية والعظات المتناقضة ويقول لهم أنا الولد الذي أحكم البلد ولكنني ببيان شكيب أرسلان وبلاغة الرافعي ووصف المنفلوطي وإن كنت أعتمد على ما نقل إلي في ورقة الخطاب فهذا ليس عيبا، وأنت أيها القارئ إن كنت متأملا باحثا عن الحقيقة فاعلم أن جميع المستشارين من ديني وسياسي ونفسي وعسكري واقتصادي وغيرهم كلهم قد اشتركوا في مده بهذه المصطلحات والعبائر التي ما كان له أن يتفوه بها ويعلق على بعضها لولاهم وبعد فترة كافية للحفظ والمراجعة ولكن وإن كان لا بأس فيجب أن يعلم أن ذلك ليس من إنشائه شكلا وفنا، وأما الأهم من حيث الموضوع فهو – كما جاء في الأثر: (صدقك وهو كذوب) بيان طويل كطول صاحبه، ممل لكل من أدرك حقيقة المدلسين والغشاشين والماكرين الكائدين لشعوبهم من عصابات الطغاة المتجبرين في كل زمان ومكان يريدون أن يقنعوا الجماهير والعالم بسلامة نواياهم وسطوع حقهم فيفضحهم الواقع الذي هو أكبر دليل على ما يرتكبون من فظائع وشنائع ويكفي أن نتذكر التقرير الاحصائي العسكري الذي نقلته القنوات قبل خمسة أيام أنه بلغ عدد القذائف التي أطلقت على الشعب السوري وممتلكاته في البلاد منذ سنة وشهرين أكثر من ثلاثة ملايين قذيفة وبلغ عدد الرصاص المصبوب رميا على الشعب المسكين والثائرين أكثر من أربعة مليارات بواقع 300 رصاصة من كل جندي يوميا ثم يأتي الملهم المجرم ليكذب ويكذب ويقلب الحقائق وكأنه ليس مسؤولاً عن شيء كما كرر في خطاباته السابقة، ألم يتذكر أنه منذ تفجر الثورة قد قال: إنه إذا تفاقم الأمر فإنه سينجز ما أنجزه والده في مدينة حماة عام 1982 حيث المجزرة الكبرى ومأساة العصر التي راح ضحيتها يومها أكثر من خمسة وأربعين ألف شهيد، فالولد سر أبيه وهو في هذا الخطاب يهدد بمجازر أخرى، فعلى من يلعب، أما عراه الشعب من أي منقبة حيث وقع ضحية له ولعصابته وشبيحته وشركائه في القتل والإجرام المنظم الممنهج ولا يضر ولو أحرق المنطقة كما صرح من أجل أن يبقى في السلطة وما حديثه الممجوج إلا كما قال أبو تمام: تخرصا وأحاديثا ملفقة ليست بنبع إذا عدت ولا غرب فمثله قد ألف الكذب على الجماهير حتى لو رام مجانبته عسر عليه وكما قال الأخطل: إذا عرف الكذاب بالكذب لم يزل لدى الناس كذابا وإن كان صادقا ومثل هؤلاء فإن كذبتهم مثل الكرة الثلجية تكبر كلما دحرجوها كما قال مارتن لوثر، والذي يدعو إلى السخرية والرثاء أكثر أنهم يكذبون الدنيا والعالم أجمع ليقولوا أكذب أكذب حتى يصدقك الناس وقد قال الفيلسوف الانجليزي برنارد شو: مأساة الكذاب ليس في أن أحدا لا يصدقه وإنما في أنه لا يصدق أحدا، ومع ذلك فمثل هؤلاء والدجالون أمثالهم، إنما يعيشون على مثل المنافقين في هذا المجلس المسرحي وبقية المنتفعين والمطبلين والمزمرين ومن يتبعهم من طائفتهم وغيرهم، يالله من هذه المسرحية الانتخابية بمفاجآتها الهزلية سيما أنها قد بنيت على دستور فصّل على مقاس السلطة تماما في 26/2/2012 وبأمرها وبعدم وجود أي مراقبة محايدة وهكذا فهم دوما الخصوم والحكام وهل يجنى من الشوك العنب وما بني على باطل فهو باطل.. ومع ذلك اعتبر بشار أن هذا المجلس آخر إصلاحاته التي جاءت على مهل ولم تكن سريعة ولا متسرعة أما حين جاء إلى سدة الحكم وغيروا الدستور بأمره خلال نصف ساعة فهذا ليس تسرعا بل هو لمصلحة الوطن وحسب فلك الله أيها الوطن الذبيح كما يتاجر مثل هؤلاء بك. لقد استقصيت عدد كلمات الوطن التي وردت في خطابه فبلغت تقريبا سبع عشرة مرة ليظن من لم يعرفوه أنه وطني ومخلص للوطن لا قاتل مجرم مغتصب سفاح فاق هولاكو ونيرون وهتلر وشارون. وإن الشعب ليتمسك بقائد يترجم الوطنية إلى أفعال حتى لو لم يلفظ كلمة الوطن أبدا لأنه كما قال قاسم أمين إن الوطنية تعمل ولا تتكلم فالوطنية خدمة وتضحية لا كلمات جوفاء وخطب رنانة بالوطن والمواطن، ثم يكرر وطن العروبة وهو الذي أخرج سورية من إطارها العربي وألحقها بإيران الشريك الأسوأ ضد شعبنا الثائر، يريد أن يدغدغ المشاعر بحبه للوطن ويبرر الأعمال العسكرية الوحشية بالقمع الجهنمي انه للدفاع عن الوطن لأن أمن الوطن خط أحمر كما ادعى وقال وهو يعرف انه إذا سحب أسلحته فقد انتهى تماما فأين حب الوطن والإخلاص له، ثم ألم يقل بعظمة لسانه إن الاحتجاجات بدأت سلمية ثم انتقلت إلى التسليح طبعا دون أن يبرز سبب ذلك. إذا كانت أرواح بالمئات قد أزهقت منذ سلميتها مما اضطر الشعب أن يقاتل ليدافع عن نفسه ووطنه فالشعب الذي أخذ يتغنى به ويفرح أعضاء مجلس الشعب المزعوم بمدحه هو حبيب الثوار لا حبيب اللصوص المستبدين الذين ينتقمون منه لمجرد مطالبته بالحرية والعدل لا استئثار هذه العصابة الأسدية، وأقربائها ومقربيها بمقدرات الشعب الذي يذبح بالرصاص الذي دفع ثمنه لرد الأعداء لا ليقتل به من هؤلاء ومع كل ذلك فإنه كان يؤكد أنه يحب الشعب ولكن كما قال بول فاليري إن ادعاء الحب أسوأ من الحقد، إذ سلمنا بالحقد لدى هؤلاء ولكن أين ما قاله المقنع الكندي: وليس رئيس القوم من يحمل الحقد. ثم أخذ يستدل بالمظاهرات المليونية التي كانت تخرج لتأييده ونحن وشعبنا نعرف أنها المسيّرات وليست المسيرات وأن معظمها إجباري ومحروسة بالجيش والحوامات ولا تتموضع إلا في ساحات معروفة كالسبع بحرات أو العباسيين في دمشق وساحة سعدالله الجابري في حلب وغيرها وهي مسيسة وكم كان مبارك البائد والقذافي الكذابي مثلا يفعل ذلك ولكن ماذا أفادهما هذا، ان بشار يدرك الحقيقة وأن الأغلبية يكرهون أعماله ولكنه يريد أن يكابر ويقنع نفسه لا شعبه بحبه، وقد نصحه أحد العلماء بقوله له إن الشعب لا يحبك فصمت بشار! إن ما جاء في البيان كلام مكرور ولا يستحق الرد ولكن لأن سنة الله جرت ألا يترك الباطل يجول وأنه لابد للحق أن يصول فكان لابد من بعض الايضاحات لمن لا يعلم، لقد قال: إن من يخطئ من أي مؤسسة عسكرية أو غيرها هو الذي يتحمل وليست المؤسسة ليبرئ نفسه وهو مدان بكل المجازر التي كانت الحولة في ترتيبها المتأخر وقد أنكرها وقال إن الوحوش لا تفعل ذلك، أجل أجل لأنه وبلا ريب أقسى من الوحوش، أما رأيتم الدبابة يوم الجمعة كيف تدعس شهيدا بعد موته حقدا وانتقاما بل إن هذه ومثلها إصلاحاتهم التي ينادون بها والله لا يصلح عمل المفسدين ولن نجد مثلهم إرهابيين خارجين عن الإنسانية ولكن جولة الباطل ساعة وصولة الحق إلى قيام الساعة.

501

| 03 يونيو 2012

مجزرة الحولة في حمص... ماذا بعد؟

لك الله وحده أيها الشعب السوري الثائر الصابر من طغمة انتفخ سحرها من شدة الجبن فباتت تقصف وتحرق على يد الخونة من جيش هذه العصابة المارقة وشبيحتها الأوغاد الرعاديد الظانين أن عصيهم أطول وحديدهم أشد على حد تعبير الفيلسوف شكسبير: "إن الجبان يضرب عندما لا يسعه الفرار"، فيغدر ويغدر بالشجاع الذي إن بكى ضحك الجبان كما قال علي رضي الله عنه، يفعل هؤلاء وهؤلاء كل جريمة ضد الإنسانية ليزهو سيدهم وشبيحهم الأكبر الذي صمم كما صمم أبوه قبله ألا ينال مراده في التشبث بالسلطة إلا بالإرهاب والولوغ بدماء الأحرار الأطهار والأسود الحقيقيين من أبناء الشام البواسل، فلم يذرهم إلا مضرجين بنجيع الحرية والعزة والإباء، ولكنه أمام كل عدو للشعب من اليهود والحلفاء بل الشركاء له في الجريمة أرنب هارب أو عبد مقود كما وصف الرصافي كلابا للأجانب هم ولكن على أبناء جلدتهم أسود وكم هو مزهو بفعل كل شبيح صغير صاحب لسان أو سنان ليشرب نخب خمرته ويقهقه شامتا بكل صريع من الرعية الحرة مفتخرا بجرائمه خصوصا إن حصدت الأطفال والنساء والشيوخ، ولا غرابة، فإن فخامته لا يحب الحر ولا الحرة ولا أبناءهما كما قال المفكر ديدور: "إن الراعي الذي يعجبه الذئب لا يحب الخراف! وكيف يحبها وقد مرد على الظلم وسار به وأحيا معالمه في الناس لتقع عليهم الدواهي وتنكبهم منذ أربعة عقود ولاتزال. وكيف يمكن أن يبقى رئيسا لهم من سدد إليهم سهم الفتنة بدل أن يقص جناحها حتى صارت كالسيل بالليل، لقد استثار دفائن أحقاد قومه ولم يتعامل إلا بالغل والانتقام الذي هو عدالة الهمجيين دون محاكمة لضمير يوقظ الغافل الحيران ودون محاكمة لأي جان معتد بالقتل والجرح والأذى لأنه إن فعل فإنه أول من يجب أن يقتص منه وهو ما أشار إليه الحسن البصري رحمه الله بقوله: "إن الله أنزل القصاص حياة لعباده فكيف إذا قتلهم من يقتص لهم؟ لا ريب أن الجريمة النكراء التي ارتكبها أعداء الإنسانية من عصابة النظام الطائفيين في منطقة الحولة التابعة لمدينة حمص وذلك بقصف المنازل بالدبابات لساعات عدة ثم الهجوم الجبان من الشبيحة الأذناب على المدنيين وطعنهم بالبلطات والفؤوس والحراب والذبح بالسكاكين لحوالي خمسين طفلاً من بين أكثر من مائة وثلاثين شهيداً من الرجال والنساء وجرح ما يقارب ثلاثمائة آخرين، ليعد مجزرة شنيعة فظيعة تضم إلى مجازر هذه المليشيات الأسدية التي زادت منذ عهد الأب وإلى الآن ومع اشتداد الثورة عن مائة مجزرة في سوريا الحبيبة، هل يمكن أن ترى هذه المشاهد المروعة ولا ينتحب قلبك قبل عينك. طفل ضرب بالحربة فأخرج دماغه من رأسه، وآخر مذبوح من الوريد إلى الوريد ورضيع ممزق تمزيقا وطفلة قد قلعت عينها وأولاد آخرون مهشمون تهشيما وجثث فوق جثث، قال صاحبي: لقد تذكرت شارون. فقلت: لقد فعل هؤلاء من المذابح والمجازر بشعبنا المجاهد كما ونوعا ما لم يفعله شارون ولا هولاكو ولا هتلر.. في سبيل الحفاظ على الكرسي ونهب البلاد وقتل أهل السنة والجماعة الثائرين وغيرهم وهل نسيت يا أخي ما اقترفت عصاباتهم قبل مجزرة الحولة حيث قتلوا أسرة كاملة من آل الشدة من مدينة حماة: الأم وأولادها الخمسة ذبحوهم ذبحا ليضاف إلى سجلهم الأسود من مجازر حماة والتي كانت أكبرها مجزرة عام 1982م ولا ريب أن الذين استنكروا مجزرة الحولة من الدول والهيئات ومراكز حقوق الإنسان في شتى أنحاء العالم هم من الذين عرفوا دموية نظام الحقد والغدر والتمييز الطائفي البغيض ولم يستغربوا عادة الجزارين، وبالمقابل فإنك لا تستغرب أيضا الموقف الشائن الرخيص ممن سكتوا أو ربما باركوا فعل المجرمين لأنهم إما من سادتهم أو مثلهم في سجل الإجرام خصوصا روسيا وإيران وحزب الله وعليك أن تستهجن موقف رئيس المراقبين الدوليين روبرت مود الذي علق بقوله: نحن لا نعرف من المسؤول الحكومة أم العصابات! نحن مراقبون ولسنا حاكمين، أما أبواق النظام كالناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسية وشريف شحاتة وفيصل عبد الساتر فلا عليك أن تهتم لسماع الببغاوات ومنهم الذي نصب نفسه ليرد على العلامة الشيخ القرضاوي عبر قناة الجزيرة فهم فقاعات وطحالب ولا تكتف بالشكاية فإنها سلاح الضعفاء وأعد العدة مع كل حر لندافع عن ديننا وعرضنا والوطن مهما كلف ذلك فإن طريق التحرير يجب أن تمهده الدماء كما قال غاندي.

656

| 28 مايو 2012

alsharq
السفر في منتصف العام الدراسي... قرار عائلي أم مخاطرة تعليمية

في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة...

1614

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
الانتماء والولاء للوطن

في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن...

1113

| 22 ديسمبر 2025

alsharq
التاريخ منطلقٌ وليس مهجعًا

«فنّ التّأريخ فنّ عزيز المذهب جمّ الفوائد شريف...

690

| 21 ديسمبر 2025

alsharq
غفلة مؤلمة.. حين يرى الإنسان تقصيره ولا يتحرك قلبه

يُعد استشعار التقصير نقطة التحول الكبرى في حياة...

660

| 19 ديسمبر 2025

alsharq
بكم تحلو.. وبتوجهاتكم تزدهر.. وبتوجيهاتكم تنتصر

-قطر نظمت فأبدعت.. واستضافت فأبهرت - «كأس العرب»...

609

| 25 ديسمبر 2025

alsharq
قبور مرعبة وخطيرة!

هنالك قادة ورموز عاشوا على الأرض لا يُمكن...

597

| 19 ديسمبر 2025

alsharq
لماذا قطر؟

لماذا تقاعست دول عربية وإسلامية عن إنجاز مثل...

597

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
محكمة الاستثمار تنتصر للعدالة بمواجهة الشروط الجاهزة

أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة...

588

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
مشــروع أمـــة تنهــض بــه دولــة

-قطر تضيء شعلة اللغة العربيةلتنير مستقبل الأجيال -معجم...

582

| 23 ديسمبر 2025

alsharq
احتفالات باليوم الوطني القطري

انتهت الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني بحفل عسكري رمزي...

531

| 23 ديسمبر 2025

alsharq
التحول الرقمي عامل رئيسي للتنمية والازدهار

في عالم اليوم، يعد التحول الرقمي أحد المحاور...

486

| 23 ديسمبر 2025

alsharq
الإدارة بعيون الإنسان

عندما نرى واقع الإدارة سوف نجد انها تبدأ...

420

| 22 ديسمبر 2025

أخبار محلية