رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
استوقفتني العبارة الشهيرة التي تقول: «فاقد الشيء لا يعطيه» لأصدها وأختلف معها بقوة معتبرةً إياها هراء تفشى في ثقافتنا، ولكن في نظرة تمعنٍ على واقعنا المغطى بالغمامة السوداء على عقولنا اقف بتعجب وحزن شديدين وأقول مندهشة: مهلا! إني أرى تلك المقولة متجسدة في واقعٍ لا حول له ولا قوة، فهذه العبارة تناقلتها الأجيال وأصبحت تُطلقها على الأمر الخطأ أو الصّواب، وكأنها مقولة مسلّمٌ بها متجاهلين أنّ لكلّ قاعدة شواذ ولا شيء مطلقا في الكون لنكتشف أنّ الشّخص الفاقد لشيء في حياته يكون أكثر الأشخاص تقديماً وعطاءً له لأنّه ذاق مرارة الحرمان منه. للأسف كثيراً ما يتمسك البعض بعددٍ من الأمثلة والحكم ويؤمن بها وكأنها صحيحة تماماً وغير قابلة للنقاش أو التعديل، فلو حُرم الإنسان من العطف في صغره لا يعني ذلك أنّه غير قادرٍ على منح أطفاله العطف والحنان بل هو الأقدر على ذلك لأنّ العطف صفة وضعها الله تعالى في النّفس البشريّة سواء حرم الإنسان من العطف أم مُنِحه، أمّا إن خلا قلب الإنسان من الرّأفة والشّعور بالغير فلن يستطيع في هذه الحالة منح غيره هذه الرّأفة، لأنّه أساساً لا يمتلكها. وفي معرض بحثي عن قناعات من حولي بهذه الجملة وجدت انها مجحفة وغير صحيحة في جوهرها للأشخاص الذين يؤمنون بأن النصائح الذهبية هي دائماً وليدة التجارب التي يمر بها المرء ومن خاض تجربة فهو أدرى بعواقب تلك التجربة وأعلم بنتائجها إذا كانت مرت بالظروف نفسها، حتى تولّدت لديّ قناعةٌ مفادها ان فاقد الشيء يعطيه بشغفٍ كبير لأنه اعلم بمرارة فقده، وبالتالي هو احنّ من يعطيه بالشكل الذي يتمنى شخصياً ان يحصل عليه، وانا هنا لا افرض عليك الرأي قارئي العزيز بل اسلط الضوء على زاويةٍ قد لا تُرى دوماً وكأن بعض العبارات توارثناها وباتت مسلّمات حياتية. تمعّن قليلاً ولا تُصدّق أنّ فاقد الشيء لا يُعطيه فحولنا النماذج الكثيرة التي تكسر خشونة هذه الجملة وتسلّطها على معادن الكثيرين حولنا مقدمة للنصف الآخر من النماذج الكثيرة تلك ذريعةً للتسلط وعذراً للوصول للمبتغى بطرقٍ ملتويةٍ او مجحفة، فمثلاً قد يكون أكثر الناس عدلاً ذلك الذي كوتهُ نيران الظلم، وأفضل من يدلّك على طريق النجاح هو الغارق بفشله، وذاك المبتلى بالعُقم أشدّ رحمة بالأطفال من أمهاتهم أحيانا، وذلك الذي لا يملك إلا قوت يومه ان طلبته حاجةً اقتسم وإياك ما يملك ومن علّم نفسه وتجرع مرارة التجارب لا يبخل عليك ان طلبت منه المشورة او مساعدتك للوقوف على اولى خطوات المعرفة، بالمقابل تجد العكس وليس لعدم القدرة او لشح المقدرة بل لان من يملك الكثير «وليس القصد مادياً» يرى في العطاء خسارةً له، فهل ما زلت ترى ان فاقد الشيء فعلاً لا يعطيه؟. ● أخيراً: لا يخدعوك بقولهم: “فاقد الشيء لا يعطيه، فهو يعطيه ببذخ وبالشكل الذي تمنَّى أن يحصل عليه واكثر، بل الأكثر أن من يمنحك النور قد تملأه العتمة،، إلى هنا اكتفي.
2904
| 03 أغسطس 2023
لا أعلم إذا كان يحق لي بداية أن أبدأ بسؤال قد تبدو إجابته «نعم» لغالبية القراء، ترى هل تقدم المكافأة لغيرك لتفضله بتقديم ما تريد او تلبية لخدمة طلبتها منه او محبة فيه او على الأقل اعترافا منك بموقف لا تنساه له؟! لا شك ان الغالبية ايضا ستزيد على الإجابة بمحاسن ذلك الأمر وتأثيره النفسي ايجابا، ولكن لحظة من فضلك فالإنسان يمر بالعديد من المواقف التي يجد فيها صعوبات للتغلب على سلبية ما، ورغم ذلك فهو يحاول كثيرا تخطي تلك المصاعب، وحينما يتخطاها لا يمارس مكافأة للنفس جراء فوزه بجدارة على سلبية كانت معه لمدة طويلة، وكأنه يتوجب عليه ان يكافئ الجميع الا نفسه. انا ادعوك ان تؤمن بأن نفسك تستحق المكافأة ولا اقصد بها فقط تلك التي تأتي في اطار شهادة تقدير ووسام شرف وتصفيق جمهور غفير، بل هي اثمن من ذلك فهي تعني انتصارات في علاقاتك مع نفسك، في قدرتك على اراحتها، وقدرتك على التفاعل معها، كونك رفعت استحقاقك بذاتك ووضعتها في مكانة تليق بها تقديرا لها فمكافأتك لنفسك هي ان تعطيها دعما وتشجيعا لتكون أفضل. حين يخدمك احدهم تصبح ممتنا له وشاكرا لخدمته ولكن هل كنت ممتنا يوما لنفسك وواعيا بعيش اللحظة ومنغمسا فيها؟ ان ذلك يعني تحويل طاقتك للإيجابية وجلب المزيد مما تريد بحياتك، فمشاعر الحمد والشكر والامتنان تولد الوفرة في العالم المادي فالامتنان له صبغة مغناطيسية فكلما قدرت شيئا ما يصبح ميالا إلى التزايد في حياتك، وجميل جدا أن تقدر نفسك على أي إنجاز تفعله بل ولا تتوقف عن مكافأة نفسك مهما كان مزاجك متعكرا، كافئ نفسك بعد كل فترة ضغوط، بالكلمة الطيبة، بالفعل الحسن او بالهدايا وبممارسة الهوايات، لا تتوقف حتى لو قل استمتاعك بها، دائما لتكن عنايتك بنفسك أولوية، إن من وسائل مكافحة الاكتئاب أن تكافئ نفسك بعد كل جهد فكل سلوك تريد أن تعززه لا بد من أن يتم بمكافأة، وأي سلوك سلبي أيضا يجب أن تعززه بعقاب فمحاسبة الذات والتفكير بأنك قد تأخرت عن إنجاز أمر ما يعتبر بمثابة عقاب وفي الوقت نفسه يعزز السلوك الإيجابي للوصول إلى النجاح، وفي الامتنان يتجدد اعتراف العبد بعجزه عن مواصلة العيش لولا فيض الكرم الرباني فهو وضع لا تنفصل فيه الأسباب عن المسبب، وعندما تشعر برغبة في الثناء على فضل لمن فعل لك معروفا وتريد أن تعبر عن امتنانك فتقول “شكرا” للشخص الذي ساعدك أو قدم لك هدية فإن ذلك هو شعور بالامتنان وهو مقدرة الشخص أن يكون شاكرا ويظهر الفضل للإنسان وللأشياء من حوله، وامتنان لله رب العالمين والشكر والشعور بالفضل لأي شيء حدث له، ولعل أسوأ ما يقع فيه الإنسان ألا يجعل من نفسه اولوية ليخطو للأمام خطوة افضل واحسن بل واكثر ثباتا فكن دائما ممتنا لنفسك فلعلها جيشك الذي الذي يقف معك دون خذلان او تجاهل او افتراء، وحين تقول نفسك ثم نفسك فتلك ليست انانية منك بل اعترافا بأحقيتك في الأفضل لتكون قادرا على تقديم ذلك لمن حولك لاحقا فإن الله لن يعطي أصعب الحروب إلا لأقوى الجنود فكن مستعدا دوما. ولعله من الجميل ان تعلم ان الامتنان الذاتي هو النظارة التي تجعلك ترى وتلاحظ وتدرك النعم الموجودة حولك والتي كلما احصيتها أضفت إليها طاقة البركة والوفرة وباتت بمثابة مغناطيس لجذب ما يشبهها من نعم. أخيرا: عبارة منقولة اهديها لك «غدا سأكون ممتنا لنفسي على لحظات الإحباط هذه التي كدت أستسلم فيها ولم أفعل، وبقيت أقاوم».
1701
| 27 يوليو 2023
نسمع كثيراً أن المواقف خريف العلاقات وفيها يتساقط المزيفون كأوراق الشجر، وحينها نكتشف ان اكبر الأخطاء كانت بسبب العطف والرحمة والعفوية والانسانية والطيبة التي تسكن الروح وليس القسوة، لا شك ان هناك فئة بشرية كبيرة تستخدم المظاهر والكلام المعسول والدموع السخية الخالية من المعنى للوصول لما تريد فلا تخدعك تلك الصبغة المؤقتة، فالجمال يكمن في داخل الروح وأعلم أنه ليس الجميع مخلصا لك، فهم مخلصون لك ساعة الحاجة وحين انتهاء المصلحة يتغير ويتبدل إخلاصهم لك وقد يهربون من امامك حتى تظن انك مصاب بالجذام وهروبهم تحاشياً للإصابة !! وللأسف ما لا يُدركه الكثيرون أن المشاعر هنا تُسْتَهلك، فالأمر ليس ببساطة ان تقلب ورقةً جديدةً في الكتاب أو تمحو سطراً خاطئا أو تستبدل كلمة غير مناسبة بأخرى في النص، لا يا سادة يا كرام فالأمر يتعدى خيالكم الذي لا يتسع للمشاعر الإنسانية المخلصة وبالتالي قد لا تفهمون ان من يستهلك مشاعره ويُجزل العطاء بها ستكون خيبته لا تُوصف حين يكتشف أن مشاعره باتت مُنهكة القوى وقد اعتراها ألم لا يقل في شدته عن آلام الأمراض الخبيثة، فاحفظ كرامتك حتى لو كلفك الأمر أن تصبح وحيداً وأبحث عن الراحة ولو بعلاقة واحدة مثمرة قبل أن تموت ولا تستهلك مشاعرك واخلاصك مع أناس لا يحفظون الود ولا يصونون العشرة. لا بد أن بعضاً منا قابل أشخاصاً أفرغونا من الحب والعاطفة حتى أصبحت قلوبنا خاويةً كغرفةٍ ظلماء وجعلت مشاعرنا باردة نحو كل ما نحبه، في الوقت الذي تُسيطر علينا فكرة اننا ناقصون أو نستحق هذا التهميش الإنساني والاستهلاك العاطفي، نحاول التمسك بفكرة البحث عن الذات والتعافي من الصدمات التي أكلت من الروح فأنت لست ناقصا، أنت فقط فقدت ذاتك وعليك البحث عنها او استردادها. وكأني أراك في هذه اللحظة تبحث عن العشم بين الوجوه، انا انصحك بالبحث بين السطور فقط، فالعشم الذي كان في حضورهم هو السبعون عذراً إن قصروا أو جرحوا، بات فِي غيابهم باقة أمنيات نتفنن في تنسيقها مستذكرين وجوههم وأصواتهم وروائح عطورهم ومواقفهم المبنية على الوعود الخائبة لنكتفي بطيها في ورق الحنين ونسكبها حروفاً مبنيةً على الغياب وشاهدةّ على قبور المحبة المنسية. لا شك صديقي القارئ انك تستحضر مثلاً او عبارةً تُذكرك بالعشم وكيف يهون، نعم هو تماما ذاك المثل الذي يتردد في المسلسلات والحوارات التي تُمثل واقع الكثير منا، وانا اقول لك نعم لقد هانت كثيرا بدون أسباب ولا مقدمات ولا حتى مبررات للذكريات والأيام والسنين والعطاء والمشاعر الصادقة وكأن كل الصدق الذي كان اصبح كنكتة عابرةٍ للقارات. وكأن الحال اصبح تحت بند «من يرفض العشر يقبل عقبها سبع» مرغماً لا ناقة له ولا جمل، ولسان الحال يقول لم يبق لنا في كل مرة سوى حفنة من العشم نمسك بها كذاكرة مكانٍ، هذا الشعور الذي ما آذونا هم به ولكن أذينا نحن أنفسنا فأصبح يتجلى في غيابهم حين نذكرهم بالطيب، وحين نبتسم إذا مرت وجوههم. اخيراً: لا تراهن على أحد، ستصل معهم إلى نهاية الطريق، وستبقى أنت والطريق فقط !
2187
| 20 يوليو 2023
تجربة القيادة على الطرقات ليست عملية آمنة دائما فقد يكون حظك سيئا ان مررت في طرق وعرة ومنعطفات خطرة تؤذيك وتسبب لمركبتك ضررا، وقد يقابلك الحظ الجيد فتتفادى هذه المنغصات او تجد منعطفا تخرج من خلاله لمسار افضل، الا تلاحظ معي ان طريقك في الحياة يشبه الى حد كبير هذه الطرق التي تسير فيها مركبتك؟ فكلاهما على الأقل يحمل الأمن الذي يبدو في منتصفه منغصا واحدا او يحمل الخطر وبالتالي تحتاج لمنعطف تأمن بالسير فيه على حياتك. هي ليست معادلة يا صديقي فالحياة طريق مليء بالمنعطفات التي قد تكون قاسية لكنها ضرورية لمواصلة الطريق وقد تأخذنا لمنعطف حاد او كارثة تغير مسارنا وقد تأخذنا فجأة لمنعطف آخر تفاجئنا فيه بالعجب وتأسرنا بمفاجأة لنقف متعجبين من مشاعرنا المختلطة حينها في محاولة منا للقيام بمحاربة مرارة الحياة بقوة، فمن منا لا يود أن يعيش حياته بدون منغصات من مرض أو تعب بدني ونفسي خاصة ان بعض المنغصات تدفعنا لاختيار منعطفات حياتية لم تكن ضمن حساباتنا يوما فتجعلنا نقف حائرين مشتتين لا تفكير ينقذنا ولا نجد تفسيرا لما يجري بسببها فكم هو مؤلم أن تحزن في المكان الذي ابتسمت فيه كثيرا وكم هو موجع أن تعود لتفاصيل صغيرة تظل تقتات على بقايا روحك، بالمقابل علينا الاعتراف ان منغصات الحياة طبيعية ولابد أن تحدث لتبحث لك عن منعطف يجدد شغفك، فكلما ازدادت مرارة الحياة ازداد شغفنا للخيال، ولعلي اتذكر امرا يتعلق بسنواتنا التي يزداد عددها عاما بعد آخر بينما يبقى العمر مجرد رقم وما يقاس به هو تلك المنعطفات التي مررنا بها في حياتنا جراء كل منغصات واجهتنا فصرعتنا مرة وصرعناها مرات اخرى. ربما يجب الا نغفل حقيقة ان في الحياة منعطفات حادة قد تقتلنا ومنعطفات أخرى تُحيينا وتُوقظ فينا ادراك ما جهلناه او تجاهلناه وتُبين لنا نقاط ضعفنا وكأنها تهزنا لننتبه لأي طريق تسير فيه اقدامنا او تتقدم فيه خطواتنا وعموما ما تراه أنت ليس مدعاة للذعر والتوجس يراه آخر العائق الأوحد الذي يعترض مسار سعادته وما ترى أنت فيه بابا يجلب كل مصائب الدنيا ينظر إليه ثان بأنه مُتنفس للخروج من مضايقات او كآبات كثيرة ولا يجب إغلاقه. وهنا انقل ما قرأته للعقاد الذي قال «إن في الحياة ألما كبيرا وإن سرور الحياة أكبر من ألمها، ولكن الحياة نفسها أكبر من كل ما فيها من الألم والسرور». ● اخيرا: بعض المنعطفات في الحياة قاسية لكنها إجبارية لمواصلة الطريق!
1602
| 13 يوليو 2023
تمتلئ صفحات التاريخ بالقصص التي بُنيت على احداث واقعية غيرت ربما من شكل التفكير حينها او عدلت في مقاييس القناعات وقتها ولأن هذه القصص راسخة في عمق الذاكرة والتاريخ معاً فقد اصبحنا نتكئ بثقل ظروفنا على جدرانها البالية ظاهرياً والفولاذية من داخلها. ولأنها ليست مجرد قشة فالغالبية يتذكر قصة الرجل الذي لديه جمل ضخم وأراد أن يسافر به محملاً فجعل يضع متاعاً كثيراً فوق ظهر الجمل الذي بدأ يهتز من كثرة المتاع الثقيل وصار الناس يستنكرون ويصرخون بوجه صاحب الجمل بأنه يكفي ما حمّلت عليه، إلا أن صاحب الجمل لم يهتم لاستنكارهم ليأخذ حزمة صغيرة اخيرة من القش ويضعها فوق ظهر البعير باعتبارها خفيفة فما كان من الجمل إلا أن سقط أرضاً فتعجب بعض الناس قائلين «إنها القشة التي قصمت ظهر البعير». دعنا نتساءل سؤالاً هاماً جداً: هل القشة هي التي قصمت ظهر البعير ام الحمولة الزائدة عن الحد اساساً؟ ان المنطق يقول إن الأحمال الثقيلة هي التي قصمت ظهر البعير الذي لم يعد يحتمل الأمر فسقط على الأرض بعد القشة التي ادت الى انهيار الجمل وهذا يجعلنا ننظر في الواقع، فكم من شخص جرحناه بقصد وبدون قصد وظهر امامنا أن الأمر طبيعي وضحك معنا ولكن كان الجرح بداخلة كبيرا حتى باتت الكلمة الأخيرة المسيئة او التصرف غير اللائق مؤخراً ما أباد احتماله وأنهى صبره وقصم عشمه فينا، لذا لا ينبغي أن ننظر إلى السبب المباشر باعتباره السبب الحقيقي للمشكلة الكبرى، فالبركان الخامد يثور داخل الأرض، ولا ينفجر إلا «فجأة». لذلك لا تستهين بأي أمر يؤذيك نفسياً أو جسدياً أو فكرياً، ولا تقبل بالصمت والتسويف والقبول كارهاً، وإياك أن تقع تحت عبارات مزخرفة وجمل تدفع بك على الخوف من الخسران او الاعتراض أو غير ذلك. انا متأكدة وقد يتفق معي الجميع بأن الله عز وجل رحمن رحيم ولا يكلف نفساً إلا وسعها، ولكن بعض الناس يتكلفون فوق ما يطيقون ظناً منهم ان قدراتهم النفسية قبل الجسدية ستكون مُسعفاً لهم وان تحملهم سيكون موضع تقدير ممن حولهم حتى يجدوا انفسهم قد قصمت ظهورهم دون التفاتة ممن قصمها اصلاً، فلا تحمل نفسك فوق طاقتها وتتحمل كل شيء ظناً منك ان ذلك هو الصواب، لأنك ستكون مثل البعير الذي حمل ما لا يطيق فأصبح أهون شيء وهو القشة، تقصم ظهره، لأنه حمل ما لا يحتمل بحجة القوة والتحمل والتجمل بالصبر حتى سقط مكانه دون رحمة به او شفقة. أخيراً: حين يزيد الحمل على ظهرك فقد تقصم القشة قافلتك كلها!
1869
| 06 يوليو 2023
قد لا يبدو العنوان جاذباً للبعض أو مُستغرباً للبعض الآخر ولكن مما لاشك فيه ان بين سطوره معاني تليق بالمعنى، فكما يقال المبالغة في الشيء تُفقده معناه وقد ينقلب الأمر ليكون " ليته ما كان". فالمبالغة والتضخيم في بداياتها سِلمٌ وسلام الا انه مع الاستمرار تصبحُ وجعا ومرارا فقد قالت العرب قديما: ” إن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده ”، والمبالغة حتى في الفعل النبيل تحوله إلى فعلٍ مستنكر وفي الحب تحوله إلى رغبةٍ في التملك وفي الكرم إسراف وفي التوفير بخل وفي الثقة سذاجةٌ وعناء. والمشكلة ان من يبالغ في تقديم كل شيء جيد من حبٍ او عطاءٍ او اهتمامٍ او تضحيةٍ بات هو المذموم، فما اقسى سخرية النفوس وقسوتهاعلى شخصٍ كهذا. فحين نعطي لا ننتظر وحين نقدم لا نُذكر وحين نضحي لا نطلب مقابلاً لأننا نفعل ذلك بحبٍ او اهتمامٍ او بإنسانيةٍ تُحرك عواطفنا، وانا هنا اتحدث عن فئةٍ قليلةٍ تكاد تكون منسيةً فمن يُقدّر لها عطاءها ولو معنوياً هذا اذا لم يعتبرها المحيط ساذجةً من طيبتها في زمن لا يرى الطِيبة الا مذمومة!! يُنسى نعم يُنسى من كان في ظهرِ من احتاج اليه يوماً ليكون في خانة من يُنكر معروفه، والويل له إن حاول مضطراً التذكير بجميلٍ قام به وبوقفةٍ شعر ان عليه ان يقفها إنسانياً على الأقل ليجد نفسه يقف امام سدٍ كُتب عليه في عز احتياجه " ياخي ماحد طلب منك تعطي" فهو لم يعط فقط بل بالغ في العطاء والمحبة بكل اشكالها مُتبّعاً نقاءه الداخلي وفطرته السليمة. وليس هناك أصعب من نكران المعروف لإنسان لا يُحسن سوى أن يكون وفياً وصادقاً فيتصور أن الجميع يطابقونه في ذلك المبدأ ويقاسمونه ما يؤمن به بالحياة من الوفاء، وحاله يسأل: كيف يُرمي ما قدمه خلف الظهور ويُنكر له المعروف فقط لأنه صدَق وأوفى وبالغ في ذلك؟! أنت إذاً ايها المُبالغ في عطائك مُطالب بأن تُعطي فهكذا اعتدت والأدهى هكذا اعتادوا عليك، وللأسف لا قانون يُفند هذا العطاء أو يحدده أو يؤطره على الإطلاق ولا ظروف من الممكن أن تُحاصرك ذات يوم، وتجعلك ترتد عاجزاً عن مواصلة عطائك المعتاد حتى انك اعتدت أن تعطي ملتزماً واعتادوا أن يأخذوا دون شكر بل واعتدت أن تعطي بابتسامة ظللت تعتقد أنها نافذة تطل على الآخرين بحبٍ بينما هم اعتادوا أن يأخذوا بثقافةٍ جديدةٍ مفادها عليه ان يدفع فاتورة تلك التربية النقية او الفِكر الراقي، وإن قمت بإيصال رسالةٍ مهذبةٍ انك تعبت او أُرهقت او طالبت بتقدير ما تقوم به فستخضع لاعتباراتِ الخلاص منك وعدم الحاجة إليك، فأي ثقافة جحودٍ بات البعض يتعامل بها!؟ لعلي هنا أحاول ان اقدم لك مواساةً شخصيةً تُهدئ روعك يا صديقي لحين مُراجعتك لحسابات مُبالغتك النقية مع من حولك. أخيراً: لا تبالغ في حب الأشياء، ستؤذيك يوماً ما،، وكل عام وانتم بخير. [email protected]
2466
| 02 يوليو 2023
عندما يتعرض الجسد لجرحٍ أو كدمةٍ يُسارع المصاب إلى علاج الحالة ويسعى لتفاديها مستقبلاً، وكما يقال فإنه يمكنك أن تتعافى جسدياً لكن ندوب الروح لا تلتئم فالندوب في الجسد هي جزءٌ من عملية الالتئام، اما ندوب الروح هي الجرحُ بذاته فعندما يتعرض الإنسان لموقفٍ يثير القلق أو الاكتئاب فإنه يفتقر إلى روح المبادرة التي أبداها في حالة الكدمات الجسدية والأدهى والأمرّ أنه يجتّر تلك الحادثة في خلواته حتى تُثخن مقاومته النفسية فيصبح على شفا حفرةٍ من السقوط في دوامة الاكتئاب والانعزال مولدّةً لديه ضغطاً نفسياً. لا شك اننا نعلم علمَ اليقين ان اجسامنا مصممةٌ لمواجهة التوتر بأساليب تهدف لحمايتنا من تهديدات الحيوانات المفترسة حين نتعرض للاعتداء، بينما ألم النفس والذي لا يصدر آهات فإنه يوجع الروح ويصل ليوهن الجسد وقد لا تظهر ملامحه في الوجوه، ولا يوم عطلة مرَضية له والأدهى من ذلك ان من يصاب به يرتدي فوقه قناعاً يومياً لينخرط في المجتمع كشخصٍ معافى نفسياً وجسدياً!! ما اصعب التخيّل صديقي القارئ، فصحيح ٌأنه قد لا يكون في مقدورنا رؤية ندوب الروح الناتجة غالباً عن الفقد والخذلان والانكسار النفسي او الإيذاء الجسدي لأنها بالفعل غير مرئية ولكن علينا أن ندرك أنها موجودة وقاتلة، ففي الواقع لسنا بخير حين تُرسل لنا ارواحنا هذه الرسائل المليئة بالتعب وعندها يجب الإقرار بها وقراءتها، والتوجّه إلى المعالج النفسي ليساعدنا على فهم ماذا بنا. إن ردات فعل الناس متشابهة إزاء الحدث الواحد، فقد نجد ان أحدهم يلوذُ بالانكفاء المؤدي إلى الاكتئاب نجد آخرين يأخذ منهم الإحباط مأخذه فيتجهون إلى سلبية مُفرِطة وعدم مبالاة بالمجتمع والعمل وربما الأسرة وفي المقابل هناك من قد تحيله الكدمات النفسية إلى شخص عدائي ثائر بلا هدف ناقم على كل شيء تسهل استثارته ويصعب إرضاؤه وقلةٌ من تُحوله لشخصيةٍ ناجحةٍ قويةٍ ومستقلةٍ وذات فكرٍ ناضج. حقيقةً لا أحد يعرف تفاصيل الجراحة التي أجرتها الحياة لتستأصل من احدنا الإحساس بلذتها او نعمةِ ما لدينا لكن لحظة الكسر نفسها شيءٌ ضبابي للغاية وكأّن ذلك الكسر في ارواحنا يصعب ان نجد طريقةً تساعد على جبره، ولأن النفس هي محور الإصلاح الكوني فلا يختلف اثنان على أنه لا وجود لإنسان بالعالم في غنى عن إصلاح نفسه وتطويرها وإن فشلت أغلب خططنا التي نعدها لإصلاح ذواتنا وتطويرها فذلك يقتضي منا إعادة النظر في الفلسفة التي تُصاغ بها خططنا تلك ولابد من الاعتراف ان تمنّي التغيير او الحلم به شيء والسعي له بجد وحزم شيء آخر، والأهم ان تدعو لنفسك بالصلاح ولتنظر لقصص الناجين من ويلات الحياة بشخوصها وتكافئ نفسك بتحفيزها للخيرات وقبل ذلك اعلم أن لنا في اللهِ ظَنّاً لا يَخيب. أخيراً: لا شيء يُعادل ألمَ كدمةٍ نفسيةٍ بسبب أرواحٍ تنكّرت لقلبٍ ظن خيراً،، ولم يعلم أن بعض الظن إثم،، حاول هنا ألا تصل للهشاشة النفسية.
921
| 22 يونيو 2023
"تعبك وجهدك لن يذهب سُدى وسيُزهر حلمك يوماً ما وستكون ما تُريد"، بهذه العبارة الأنيقة اخترت بداية مقالي هذا الأسبوع ليس لبث الأمل أو لتمريرِ رسالةٍ ايجابيةٍ ولا لعب دور الوسيط النفسي انما لقول ما نجهل الانتباه له في فوضى الحياة السريعة. كم من شخصٍ أصابه الحزن عندما بذل جهداً ولم ير الثمرة المرتقبة والأصعب ألا يجد حلمه الذي تعِب لأجل نيله ليس تقصيراً منه بل ليدٍ عبثت بهذا الحلم أو نفسٍ استكثرت عليه ذلك أو لضرب الحائط بجهده الذي صار مهدوراً ولسان حاله يقول يا للعجب كان بيني وبين حلمي قاب قوسين أو أدنى فوُضع بيننا سد تسببت به يدُ من اهان جهدي وعطائي!؟. لا شك الآن انك سمعت عن قانون الجهد المهدور وهو قانونٌ كوني تعمل به الطبيعة كُّلها فالأسود لا تنجح في الصيد إلا في ربع محاولاتها وتفشل في خمسةٍ وسبعين بالمائةِ منها ورغم هذه النسبة الضئيلة إلا أنه يستحيل على الأسود أن تيأس من محاولات المطاردة والصيد لحاجتها للطعام والبقاء على قيد الحياة دون ان تُصنف نفسها حيواناتٍ فاشلةٍ أو تظن بأنها اهدرت جهدها في مطاردة فريستها، بمقابل ذلك فإن الإنسان يعتبر أن عدم نجاحه في بعض المحاولات يجعل منه إنساناً فاشلاً تكلل جهده بالهدر والضياع ثم تشتت الحال والأحوال، لكن الفشل الوحيد هو التوقف عن المحاولة فالنجاح هو أن تمشي فوق أخطائك متخطياً كل مرحلةٍ ذهبت جهودُك فيها هدراً وقتياً او نفسياً أو حتى قد يطال الصحة متطلعاً إلى المرحلة المقبلة التي قد تُسمى "مرحلة اشتشفائية". لن أفرش أمامك زهراً ولن ألوّن لك الدرب أحمرَ ولن أزخرف المفردات ذهباً، فقط سأطلب منك اللحاق بشغفك فأنت وحدك تعرف ما تحب لتعمل جاهداً لتحقيقه حتى لو أُهدر جهدك لسوء تخطيطٍ منك او لسوء قلوبٍ تجاورك، فأنت تملك القوة الكامنة في أعماقك والتي تحركك باتجاه إنجاز ما تحبه، انت تملك الشغف الذي يُحول ما تريد لأمرٍ مثيرٍ مليء بالحماس والعزيمة، ولأن لنا نصيباً من الخوف من الفشل فليكن إيجابياً على الأقل بمعنى أن تنتقد محاولتك غير الناجحة نقداً بناءً بغاية التحسين والتطوير وانظر إلى الأمام غيرَ مُلتفتٍ إلى الوراء ولا مُستمعٍ للمحبطين أو مُتوقفٍ عند المتنمرين الذين يجدون همتك وإقدامك على تحسين مستقبلك مرآة لعجزهم على المضي قُدماً. ولأكن لك ناصحاً حتى وإن لم تعرفني أو تُحبني، لنترك يا صديقي كل شيء يأخُذ مجراه، يكفينا الجُهد المُهدر الذي لم ينتج عنه سوى حتمية الأذى، تكفينا محاولاتنا لأشياء لن يتعدّل اتجاهها إلا بكسرها او التخلي عنها لنيل الأفضل. ● أخيراً: يقول - باولو كويلو-لا تُهدر وقتَكَ في الشرح والإيضاح فالناس يسمعون فقط ما يريدون سماعَهُ.
975
| 15 يونيو 2023
نتحدث ونناقش ونستشهد ونضرب الأمثال لتقريب وجهات النظر أو لإقناع الطرف الآخر، وقد نختم الحديث بجملةٍ نحفظها عن ظهر قلب أو نرثها من سنين غابرةٍ أو تكون قد قِيلت في زمنٍ لا تتشابه ملامحه مع هذا الزمن، فليس دائما الطيور على أشكالها تقع، فالحياة أوقعتنا على غير أشكالنا وأجبرتنا على الكثير من الوجوه التي لا تشبهنا أبداً. تعال معي لنفكر بصوتٍ عالٍ، فالكثير من الناس يستخدمون المثل المعروف "الطيور على أشكالها تقع" للإشارة إلى أن الأشخاص المتشابهين في الأفكار أو الصفات ينجذبون لبعضهم البعض، وبسبب هذا التشابه يحدث الانسجام، ومنطقياً تبدو الفكرة صحيحة، وهو القانونُ الذي يجعَلُ الطيور أيضاً تنقادُ إلى مثيلاتِها وأسرابها وهو التقارُب والتلاقي، فالغُراب مع الغُراب فلا يطيرُ الطيرُ إلا مع بني جنسه، وبالنسبة للبشر فقد اعتاد الكثير على مصاحبة من يشابههم في الشكل والجوهر، وقد تكون هذه المصاحبة نتيجة انجذاب فطري عفوي، ليُشكل الناس مجتمعاً متكاملاً وكاملاً، بالمقابل غالباً ما تنشأ المشاكل من فرضية أن الآخر مثلنا لكنه غير مشابه لنا ولا لطبائعنا وقراراتنا دون اعتبارٍ لاستقلاليته كإنسانٍ يختلف جينياً وبالتالي شكلياً وفكرياً وهذه فطرة الله في خلقه. إذاً ليس على هذا المثل أن يتسيّد قائمة الأمثال حين نرى أن الحياة أوقعتنا على غير من لا نشبه خُلقاً لا خَلقاً وجوهراً لا منظراً وهو إشارة إلى معنى التشاكل في الخير والشر، والصلاح والفساد وأن الخيِّر من الناس يحنّ إلى شكله والشرير يميل إلى نظيره، فتعارف الأرواح يقع حسب الطباع التي جُبلت عليها من خير أو شر، فإذا اتفقت تعارفت وإذا اختلفت تناكرت، دون أن نغفل أن الظروف في كثيرٍ من الأحيان تُجبر الإنسان على أن يتعايش مع من لا يُشبهه ولا يتفق معه وكأن الطريق جمعهما لزمنٍ ما ولحكمةٍ لا يعلمها إلا الله، لذلك أظن أن الأمثال ما هي ألا مقولةٌ وقتيةٌ وليست جزميةٌ تُطبق على مر الأزمنة، حيث تتغير الظروف وطبيعة الحياة من حقبةٍ لأخرى. ولنتفق، إذا كانت الطيور على أشكالها تقع شكلاً وجوهراً وتواصلا فأنت عزيزي لست طيراً بل بشر أكرمك الله بالعقل وجعلك قادراً على أن تُميّز بين الأشكال التي تليق بك وتليق بها، فاختر الطيور التي ترافقها في سِربٍ يستحق أن تكون واحداً منه. أخيراً: إذا كان صحيحاً أن " الطيور على أشكالها تقع" فالأكثر صحةً أن الحياة ليست السبب في اختياراتنا السيئة.
1827
| 08 يونيو 2023
هل فكرت يوماً في السر الخفي الذي يكمن في كل نعمةٍ انت فيها، وبالمقابل هل امعنت النظر فيما يكمن وسط كل عرقلة تعترض طريقك؟ تعال معي نتحدث قليلاً في ذلك فمهمة بث الأمل ليست باليسيرة وانا احاول انتقاء المفردات هنا كي اكون اكثر رحمة من محنة يعيشها احد القراء فلست هنا لتقليب المواجع، ولكن لأشاطرك الشعور وأبث في نفسك بعضاً من الطمأنينة بأن كل امر فيه الكثير من النعم الخفية وذلك لا يشمل المِنح فقط بل المحنة قبلها والتي ستبقى مؤلمة لمن تحل عليه سواء كانت فقداً او خسارةً او جرحاً او مرضاً او اي شكل يحمل الوجع لنا، ولن ازخرف المفردة كي تكون اخف الماً عليك بل تذكّر ان المحنة يعقبها منحة من الله تعالى ولو بعد حين ولا تحزن من بلية فقد تكون عطيةً لا تخلو أن تكون منطوية على منح إلهية قد لا تكون ظاهرة في بادئ الأمر. إن تجاربنا تظل قائمة على مفردات تقترب من الضدية كثيراً وصحيح أن المحنة لها حمولة ثقيلة على النفس ولكن في المقابل لها آثار جانبية إيجابية فهي تجعل الإنسان يمر بمرحلة اغتسال من أدران كثيرة وتقدمه إلى المجتمع كفرد آخر غير الذي كان، وصدقاً أن هناك أناسا غسلتهم المحن فأصبحوا آخرين أفضل وأحسن لذاتهم ولمن حولهم ولمجتمعاتهم ايضاً، وبهذا التقييم تصنف المحن أنها دروس عالية القيمة، فالإنسانية ممتحنة في سرورها وحزنها وفي سعادتها وتعاستها وايضاً في انتصاراتها وهزائمها فبين طيَّات المحن تأتي المنح، ولعل اختصارها انها "حكمة إلهية وتدابير ربانية". إن المحن تتحول لمنح حياتية تثقل أصحابها بالوعي والذكاء الذي يجعلهم لا يرتكبون الأخطاء بسهولة في صورة تفتح أبواب المراجعات بشمولها الفكري، وتساؤلات نفسية كثيرة عما اذا كان هذا الطريق صواباً وخيراً أم انه اجتهاد خاطئ أو لم يكن بالإمكان أكثر مما كان!. صديقي القارئ تذكر ان المحنة وإن كانت ثقيلة فهي تمحيص حتمي الحدوث وأمر حياتي لا بد منه لتكون افضل، فلتكن اكثر انسانية مع نفسك ورحمة بذاتك حين تنتبه للمنح الخفية في باطن المحن وتأكد أن ما لا يقتلك يجعلك اقوى. أخيراً: فكّر الآن في كل نعمة خفية تمتلكها بعد ان بدت لك محنة في حقيقة امرها، منحة لو عُرضت للبيع على من فقدها لاشتراها بالملايين.
1140
| 01 يونيو 2023
قبل أن تبدأ في قراءة سطوري عليك أن تتخيّل أن أمامك طعاماً يبدو أنه ليس صالحاً للأكل من مذاقه أو رائحته أو لمجرد الاشتباه في لونه غير الطبيعي، بكل بساطة لن تجازف بتذوقه خوفاً على صحتك ودون شك سيكون هذا هو التصرف الصحيح، وقد يتبادر لذهنك أن يكون الطعام «مسموماً « بشكلٍ أو بآخر وعذراً إن بدت المفردة غير مُستحبةٍ لديكم. عموماً، هناك الكثير من الأمور في حياتنا قد تكون مثل ذلك الطعام وإن كان في طبقٍ من ذهب، نعم لا تستغرب وضوحي في اختيار المفردات فما نفعُ الطبق غالي الأثمان إن احتوى على ما يمكن أن يضر بك؟! هكذا تبدو بعض العلاقات في حياتنا بداياتها مثالية وإيجابية لكنها تتحول تدريجياً إلى «علاقاتٍ سامة» ربما لأنك اقتربت كثيراً فاكتشفتها أو لأنك جازفت لأجلها طويلاً فدمرتك أو لأنك جمّلتها في عينيك مُقنعاً نفسك أنها الأفضل لك، فالعلاقات السامة أكثرُ شيءٍ قد يُدمر الإنسان ونتيجتها مكلفةٌ تأخذ منك نفسك وشخصيتك وصحتك النفسية والجسدية وتجعلك تنفر من العلاقات بعدها، ولأن الغالبية العظمى مجرد أن يسمع أو يقرأ كلمة علاقة يتبادر لذهنه أن الأمر يتعلق بعلاقة شخصين يجمعهما الحب، في حين أن حياتنا سلسلةٌ لا منتهية من العلاقات سواء مع الوالدين، الأصدقاء، العمل، الشريك وحتى مع مقتنياتنا تنشأ تلك العلاقة من التملك أو المحبة مع العِلم أن الهدف من تكوين العلاقات هو إيجاد السعادة والأمان والراحة والحب والاهتمام لذلك أقول إن بعض العلاقات سامة لمن يدخل فيها أو يرضى بالسم الذي يتجرعه جراء الإبقاء عليها. قد يطرحُ السؤال نفسه علينا أحياناً عن تلك العلاقة التي بدأت صحيةً وانتهى بها الأمر لتُصبح سامةً بمرور الوقت، وقد تتنوع الإجابات من شخصٍ لآخر ومن تجربةٍ لأخرى، فقد يكون الخذلان أو الكذب أو الغرور أو الأنانية والحقد الدفين أو الرضا من أحدهما بأن يُذل رغم الرسائل الإلهية المُحذرة واحداً من هذه الأسباب. سأدعك صديقي القارئ تفكرُ في علاقاتك التي تجدها سامةً لك، لتسأل نفسك بعدها إن كان من المفيد لك أن تستمر أو تتجه لوضع حدٍ يتطلب الجهد منك لأجلك، قد لا يكون الحل بأن تتوقف عن إقامة العلاقات الاجتماعية في مُجمل مراحلك الحياتية أو مُحيطك سواء كان عائليا أو مهنيا أو شخصيا جداً، لكن لا ينبغي أن تغفل حين تجد نفسك مُستنزفاً بأي شكلٍ وجاعلاً من نفسك التي هي أمانة لديك محل تجارب لغيرك أو خياراً ثانيا لأحدهم أو أن تكون صفتك في تلك العلاقة مجرد سد فراغٍ أو ملء خانةٍ مؤقتة أو أن تسمح أن تُسحق إنسانياً، على الأقل انتصر لكونك قد خُلقت مُكرماً. أخيراً: جملة أعجبتني تقول «لا يليق بالعلاقات المسمومة إلا البتر فمُجاملة الأفاعي جريمة»
1932
| 25 مايو 2023
قد تبدو الكلمة الأولى في عنوان مقالي مرتبطة بالمظهر الخارجي للأشخاص، فهذا ملابسه انيقة وهندامه يدل على الأناقة ويتبين من اختياره لإكسسسواراته انه انيق جداً وتلك حقيبتها أنيقة للغاية، أليس هذا ما يتردد ضمن عباراتنا المليئة بالإطراء والتفخيم؟ لكن، ودائماً بعد «لكن» هناك الكثير مما يقال فالأناقة التي تأسر الأنظار او تشد الانتباه في مظهر من حولنا قد يأسرنا اكثر منها أناقة التعامل وحسنه. فن التعامل إذاً لا يجيده إلا القلة القليلة من الناس، والإنسان الأنيق في تعامله وحديثه وتصرفاته يقتحم أعماق كل من يقابله ويحظى باحترام الجميع ويجبرهم بطريقته المهذبة على الاصغاء إلى حديثه فالأناقة في الأخلاق تعد عنصرًا أساسيًا في المزيج الذي يشكل جاذبية الإنسان، وتتشكل الأناقة في الأخلاق من خلال مجموعة قواعد معينة يجب أن يتبعها الإنسان ويلتزم بها مثل ألا يقلل من احترام الآخرين وأن يعرف متى يستخدم الفكاهة والحد الفاصل بينها وبين الوقاحة، وإن كل هذا من شأنه أن يعكس للآخرين المستوى الثقافي للإنسان لا الخارجي الذي بات الاهم الآن. ولأن الحقيقة دائماً ما تبدو «صادمةً» ففي ظل الفوضى التي يميل إليها العالم نجد ان التعامل الإنساني قد يُوصف بالفوضوية ايضاً، فالشخص الأنيق عادة يكون واثقاً من نفسه وهادئا ويهتم بالآخرين ويتحمل مسئولياته بشكل كامل، وتذكر على الأقل ان الحياة ليست دائمة. وربما لو اعدت الذاكرة للوراء قليلاً في علاقاتك الحياتية والوجوه التي مرت عليك لوجدت ان هناك بعض الاشخاص قد لا تتكرر تسللت الى القلوب واخترقتها بأناقة تعاملها وجمال ما تركته من أثر وليس بجمال هندامها او غلاء ما وضعته في إطلالتها، بالتالي هناك من رؤيتهم والتعامل معهم تصنع الابتسامة والبهجة بداخلنا ولا نريد بجوارهم الانتهاء من الحديث لأناقة تعاملهم، بالمقابل هناك من وجودهم قد يؤذيك أو يعكر صفو ذهنك وان كانت إطلالتهم توزن بالذهب، وللتذكير عزيزي القارئ فالذوق والإيتيكيت لا يتعلق بترتيب مائدة أعدت للضيوف مثلاً، وحتماً لن تتساوى أفواه تنطق بالوقار مع أفواه تتفنن في إضرام النار. اخيراً: ان نقتحم القلوب صِدقاً افضل من اقتحام العيون زيفاً، وفي ظل ما نراه هل سألتم انفسكم: لماذا ضاع الجوهر وتألق المظهر كثيراً؟
1926
| 18 مايو 2023
مساحة إعلانية
في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست...
2259
| 22 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...
2010
| 25 سبتمبر 2025
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...
1512
| 26 سبتمبر 2025
في قلب الدمار، حيث تختلط أصوات الأطفال بصفير...
852
| 23 سبتمبر 2025
يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال...
786
| 24 سبتمبر 2025
بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى،...
741
| 22 سبتمبر 2025
يُعدّ وعي المُستثمر بالقواعد والأحكام المنصوص عليها في...
654
| 21 سبتمبر 2025
صاحب السمو أمام الأمم المتحدةخطـــــاب الثبـــــات علــى الحــــــق.....
633
| 24 سبتمبر 2025
• كلنا، مواطنين ومقيمين، والعالم يدرك مكانة قطر...
603
| 25 سبتمبر 2025
يؤكد اهتمام جيل الشباب القطري بالخط العربي؛ تزايد...
501
| 21 سبتمبر 2025
يتداول في هذه الأيام في أغلب دول الخليج...
489
| 21 سبتمبر 2025
ليستْ مجرد صورةٍ عابرةٍ تلك التي يُنتجها الذكاء...
483
| 22 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل