رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

إنك أنت الأعلى

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كانت صدمة مُفجعة لأهل الإيمان يوم "أُحد"، فمن ذا يستوعب أن جند الله يتساقطون أمام حزب الشيطان، ومن الذي دار بمُخيلته يوما أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تُكسَر رباعيته، ويُشجُّ جبينه، ويفقد سبعين من خيرة أصحابه؟. لكنّها سنن الله التي لا تحابي أحدا، فالنصر مفتاحه الطاعة، والحيْدَة عن أوامره نذير الخسران، فما إن تساءلوا: "أنّى هذا" كيف حدثت الهزيمة؟ جاءهم البيان واضحا جليا ساطعا: "قل هو من عند أنفسكم". وبينما كان المسلمون في ذروة الألم يجترّون أحزانهم، جاءهم النداء الرباني يجبر قلوبهم المنكسرة، ويبعث فيهم الأمل، ويُلقي في روعهم أنهم مهما فقدوا من أدوات القوة والنصر، فإن معهم الإيمان الذي يتميزون به عن سائر البشر، ومن ثمَّ فلا مجال لطأطأة الرأس أمام حقيقة الاستعلاء بالإيمان: "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين". يا ابن دمي وديني، أيها القابع في غيابات الشعور بالضعف، يا من خضع لتسلط الوهن، وهالَهُ سطوة الباطل، ارفع رأسك فإنك أنت الأعلى. *بهذه الكلمات كان النداء الرباني لموسى عليه السلام، بعد أن أوجس في نفسه خيفة، لما رأى زهو الباطل، وعلا ضجيح طبوله، وهيمن على إدراك الشعب، وصوّر له العصي والحبال على أنها حيّات تسعى. في هذا الوقت الحالك جاء النداء، ليُذكِّر موسى عليه السلام بحقيقة الاستعلاء المبني على رسوخ الإيمان: "قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى". *لما دخل ربعي بن عامر على رستم قائد الفرس، لم يعبأ بالمجلس المزين بالنمارق المُذهبة، وأُبرزت فيه اليواقيت واللآلئ، ولم يخطف بصرَه تاج الملك وسريره الذهبي. دخل المسلم العربي البسيط كما يقول ابن كثير في البداية والنهاية "بثياب صفيقة وسيف وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل وعليه سلاحه ودرعه وبيضته على رأسه. فقالوا له: ضع سلاحك. فقال: إني لم آتكم، وإنما جئتكم حين دعوتموني، فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت. فقال رستم: ائذنوا له، فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق فخرق عامّتها، فقالوا له: ما جاء بكم؟ فقال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام". *إنه الاستعلاء بالإيمان، الذي يجعل الباطل في العيون المؤمنة كأمثال الذر، وكما يقول صاحب الظلال: "حين ينتفش الباطل، فتراه النفوس رابياً، وتؤخذ الأعين بمظهره وكثرته وقوته.. ثم ينظر المؤمن الذي يزن بميزان الله إلى هذا الباطل المُنتفش، فلا تضطرب يده، ولا يزوغ بصره، ولا يختل ميزانه". *الاستعلاء بالإيمان هي الحقيقة المشبعة، التي تمتلئ بها النفس المؤمنة، فتكسبها الرضا والشعور بالفوقية ولو كان صاحبها في ميزان الناس من الضعفاء والفقراء، وهو ما جعل إبراهيم بن أدهم في بعض أسفاره يخوض في النهر حتى ركبتيه، ويرتشف من الماء العذب، ثم يُعبّر عن تشبّعه بحقيقة الاستعلاء فيقول: "لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم والسرور لجالدونا عليه بالسيوف". *الاستعلاء بالإيمان، هي تلك الحقيقة التي تقي المرء سطوة التهويل وشقاء النظرة السوداوية القاتمة التي لا ترى من الكوب إلا نصفه الفارغ، فعندما تتخلل هذه الحقيقة مسالك الروح، ترى أبعاد الوقائع كما هي، بل تبصر في كل محنة منحة. ولله در شيخي ومعلمي ابن تيمية، كلما قرأت له تلك الكلمة وددت لو أنني تلقيتها عنه وجها لوجه، لأرى ملامح وجهه وهو يطلقها للتاريخ تسبح في نهر الزمن: "ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، إن رحت فهي معي لا تفارقني، إن حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة". *ذلك الاستعلاء الذي يُجري كلمة الحق على ألسنة المصلحين، فيصدعون بها لتهز أركان الباطل، لأنه لا يقيم لذلك الباطل وزنا. أرأيت إلى صاحب الجسد النحيل الذي دق المرض عظامه، أبى أن يجعل مداهنة الباطل والاعتراف به ثمنا لنجاته وبقائه على قيد الحياة، فقال وقد طُلب منه التوقيع على اعتذار للطاغية: "لماذا أسترحم؟ إن كنت محكوما بحق فأنا أرتضي حكم الحق، وإن كنت محكوما بباطل، فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل". "إن أصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ليرفض أن يكتب حرفا واحدا يقر به حكم طاغية" رحمك الله يا أديب، عشت سيدا ومت سيدا. *ما أحوجنا اليوم إلى تمكين حقيقة الاستعلاء الإيماني من قلوبنا، في زمن دبّ فيه الوهن، وزُلزلت فيه القلوب، وصار الاستخذاء منهجا، والمُداهنة مسلكا، والخضوع لسطوة الغرب طريقا. ما أحوجنا لقصم هذا الطوق من الهزيمة النفسية، والتي جعلتنا نطأطئ الرأس أمام سطوة الأعداء، وانسحبت على منطلقات التفكير فهيمنت عليها، فأفرزت محاولات عفنة لتطويع النصوص بما ينسجم مع قيم الغرب ومخرجات حضارته الزائفة، فلا عجب إذن أن يخرج من يقول: إن القرآن الكريم ذكر الطائرة النفاثة قبل صناعتها، ويستدل بقوله تعالى: "ومن شر النفاثات في العقد"، وهن السواحر ينفثن في عُقد يعقدنها كضرب من ضروب السحر. ارفع رأسك فإنك أنت الأعلى، مهما علا الباطل وانتفش فأنت الأعلى. وتذكر أن العاقبة للمتقين، تذكر أن الأيام دول بين الناس، فتّش في ذاكرة التاريخ عن المحن التي تبعها الخلاص، عن الأقصى الذي ظل أسيرا لدى الصليبيين قرابة مائة عام لم يرفع فيه الأذان، كيف قيض الله له صلاح الدين بجند الإيمان وتم تحريره. فتّش في ذاكرة التاريخ عن الاجتياح التتري لبلاد المسلمين، والذي جعل من جماجمهم جبالا في بغداد، وأصابهم باليأس حتى أن التتري كان يوقف المسلم ويقول له: قف هنا حتى أحضر سكينا لأذبحك، فيفعل، لأنه يظن أن التتري سوف يدركه ولو بين النجوم أو قاع البحار. سيُنبئك التاريخ أن الله قيّض للمسلمين سيف الدين (قطز) وجند الإيمان، ليكسروا شوكة التتار في عين جالوت. تذكر: إنك أنت الأعلى...

18446

| 24 أغسطس 2015

الأصولية بين الغرب والإسلام

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ابن باديس يُدرك اختلاف مدلول اللفظين (اليسار واليمين) بين الغرب والإسلام، وهو هنا يستخدم هذه الألفاظ المشتركة بمعناها الإسلامي، فاليسار من اليُسر، وأهل اليمين هم من أصناف الفائزين يوم القيامة. *إن أزمة ترويج المصطلحات الغربية دون النظر في مدلولاتها من الآفات التي تلبس على الجماهير في قضايا الفكر الإسلامي، والكلمة كما يقول الأديب والشاعر الفرنسي فيكتور هوجو: "عبارة عن كائن حي". وكما أن البعض قد روّج للعلمانية باعتبارها تشير إلى العلم والتقدم والتحضر، وروّج للاشتراكية باعتبارها مرادفاً للعدالة الاجتماعية، وروج لـ الليبرالية باعتبارها مرادفاً للحرية، فإن هناك من يقتبس من الغرب مصطلح "الأصولية" ويقوم بتركيبه ودمجه مع محاولة إحياء التراث الإسلامي، تحت اسم "الأصولية الإسلامية". *مصطلح الأصولية الذي يعني العودة إلى الأصل أو المنبع، هو في أساسه مصطلح غربي (الأصولية المسيحية) انسحب على محاولات التجديد وإحياء التراث الإسلامي وبعث الفكرة الإسلامية بنسختها الأولى (الأصولية الإسلامية)، وهما وإن اشتركا في اللفظ، إلا أن بينهما كما بين السماء والأرض من حيث المضمون. *الأصولية المسيحية هي مذهب فكري بروتستانتي ظهر في أمريكا بنهاية القرن التاسع عشر، ويعتمد التفسير الحرفي للكتاب المقدس، حيث عارض هذا المذهب أية محاولات للتأويل الأدبي أو التاريخي لنصوص الكتاب المقدس، وناهض أتباعه كل محاولات التوفيق بينه وبين العلم الحديث. أصحاب هذا المذهب أخذوا موقفا مُعاديا من الاجتهاد والابتكارات العلمية وإعمال العقل، وتجسّد مذهبهم في شكل منظمات مع بداية القرن العشرين، مثل "الاتحاد الوطني للأصوليين" و"جمعية الكتاب المقدس"، و"المؤسسة العالمية للأصوليين المسيحيين". فالأصولية المسيحية إذن كما نقل الدكتور صالح الحساب في كتابه "الإسلام الذي يريده الغرب" عن روجيه جارودي وغيره: "هي جمود في مواجهة التطوّر، وتراث في مواجهة الحداثة، وتحجّر مذهبي في مواجهة الحياد". وأبرز عقائد الأصولية المسيحية في أمريكا: القول بألوهية المسيح... عقيدة الفداء، وهي أن المسيح افتدى البشر من خلال الصلب المزعوم، تكفيرا عن خطاياهم.. الإيمان بالعصر الألفي السعيد، حيث يؤمنون بأن المسيح سيرجع ويحكم العالم... وأما في التراث الإسلامي، فلم يكن فيه موضوع لهذا المصلطح في أي فترة من تاريخ الإسلام، إلا في أمرين: الأول: مصطلح أصول الدين، ويطلق غالبا على علم التوحيد وأصول الاعتقاد. والثاني: مصطلح أصول الفقه، وهو كما يعرفه أهل العلم بأنه "علم يتعرف منه على كيفية استنباط الأحكام الشرعية الفرعية من أدلتها التفصيلية". *فالملاحظ أن هناك فرقين جوهريين بين الأصولية المسيحية والأصولية الإسلامية يجعل من الظلم إقحام هذا المصطلح في الخطاب العام للعالم الإسلامي. الفرق الأول أن الكتاب المقدس لدى المسيحيين لا تصح نسبته للخالق، حيث عبثت فيه أيادي البشر، في مقابل القرآن الكريم قد عصمه الله من التحريف. والفرق الثاني، أن الأصولية المسيحية حالة جامدة مغلقة أمام أي أفكار تجديدية، في مقابل الفكر الإسلام الذي يبعث الله في كل زمن وعهد من يجدده ويعيده إلى منابعه الأولى، ويستغل قواعده العامة في التعاطي مع الواقع والمُستجّدات، وذلك لأن الإسلام دين صالح لكل زمان ومكان. *ويطلق الغرب مصطلح الأصوليين أو الإسلام الراديكالي على الإسلاميين الذين يقومون بمحاولات تجديدية لإحياء التراث الإسلامي والعودة إلى الأصل الأول. يقول الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون في كتابه (الفرصة السانحة) عن الأصوليين المسلمين: "مُصممون على استرجاع الحضارة الإِسلامية السابقة عن طريق بعث الماضي ... والذين يهدفون إلى تطبيق الشريعة الإِسلامية، وينادُون بأن الإِسلام دين ودولة، وعلى الرغم من أنهم ينظرون إلى الماضي فإنهم يتخذون منه هدايةً للمستقبل، فهم ليسوا محافظين، ولكنهم ثوارٌ!". *فأين ما قال نيكسون عن الأصولية المسيحية التي تتشبث بنصوص اعترتها كلمة البشر، وحبست الناس في فلكها وعادت كل فكرة تجديدية، وقتلت الابتكار والإبداع، من المسلمين الذين يسعون للعودة إلى الأصل والمنبع، ليستمدوا منه ما يشقون به طريق الحضارة والنهضة؟ استيراد هذا المصطلح الغربي وإقحامه في الفكر الإسلامي خطأ فادح، حيث يساوي بين النص الإسلامي المعصوم وبين الكتاب المقدس لدى المسيحيين والذي هو مقطوع بتحريفه. تقول د. زينب عبد العزيز في كتابها: "هدم الإسلام بالمصطلحات المستوردة:(استخدام عبارة الأصولية في مجال الإسلام لا تستقيم، ومرفوضة، إذ أنها تفترض وجود مثل هذا التحريف الذي رأيناه في الأناجيل، وبالتالي فهي تفترض تصلب رأي رجال الدين، وإصرارهم على الحفاظ والدفاع عن نص عبثت به الأيادي على مر التاريخ، وهو أمر مستبعد وغير وارد، لأن علماء الإسلام يتمسكون ويدافعون عن نص منزل كريم). كما أن هذا المصطلح يتهم الشريعة الإسلامية (ظلما) بالجمود والركود كحال الأصولية المسيحية، بينما هي في الأصل فتحت باب الاجتهاد فيما يُسوّغ فيه الاجتهاد، وأعطت مساحة واسعة للتجديد وتنزيل النصوص على المستجدات وفق قواعدها وضوابطها. *يقول د. محمد عمارة: (أما مصطلح الأصولية بمعناه الغربي فهو غريب عن الواقع الإسلامي، مُقحم عليه بقوة القصف الإعلامي، لأنه يعني في الغرب: أهل الجمود، بينما هو في التراث الإسلامي عنوان على: أهل التجديد والاجتهاد والاستدلال والاستنباط). لذا ينبغي للعقلاء أن يتريثوا في الترويج لأي مصطلح وافد على البيئة الإسلامية، قبل النظر والتعمّق في مدلوله، فالإسلام يواجه حملة شرسة لتغريب وعلمنة المُسلمين، والزجّ بهم لجحر الضبّ الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر أو ذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه).

9372

| 10 أغسطس 2015

تجديد الخطاب الديني بين الوهم والحقيقة

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); "أخذ هارون الرشيد زنديقاً فأمر بضرب عُنقه فقال له الزنديق: لمَ تضرب عنقي؟ قال له: أريح العباد منك، ردّ الزنديق: فأين أنت من ألف حديث وضعتُها على رسول الله صلى الله عليه وسلم كُلّها ما فيها حرف نطق به؟ قال فأين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري، وعبد الله بن المبارك، ينخلانها فيخرجانها حرفاً حرفاً؟". *تلك القصة التي ذكرها السيوطي في تاريخ الخلفاء، والذهبي في تذكرة الحُفّاظ، وابن عساكر في تاريخ دمشق، هي قصة متكررة المضمون في كل عصر من عصور الإسلام. إنها تمثل قضية المدافعة، والتي هي سنة من سنن الله في خلقه: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض}. سيظل أعداء الإسلام يحيكون المؤامرات في جنح الظلام، وسيبقى في الأمة من ينبري لفضحهم وكشف زيغهم، والله غالب على أمره. ومن الدعوات الهدّامة التي انتشرت كالنار في الهشيم، الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني، وكالعادة ينتقي هؤلاء المغرضون ألقابا وعناوين براقة حتى لا تصطدم بفطرة الناس وموروثاتهم الدينية التي شبّوا وشابوا عليها. فهم دائما يُسمُّون مصائد الشيطان بغير اسمها، فالخمر مشروبات روحية، والزنا والشذوذ حرية شخصية، فمن يكره التطوّر والتقدّم والتحضّر؟ بل ومن يرفض مسمى التجديد في الخطاب الديني إلا المُتخلّفون الظلاميون؟ فدعونا نتطور ونتحضّر يا قوم!! وزادت الحاجة إلى تطوير الخطاب الديني بعد تفشي مصطلح الإرهاب الفضفاض، والذي تتحدد معالمه وفق قواعد المصالح الغربية ورؤى الزمرة العلمانية في الأمة الإسلامية والعربية. وهرول المنخدعون والمغيبون وراء هذه الراية البراقة، فلا ضير في تغيير أسلوب الخطاب الديني، وكيفية الطرح الإسلامي، والقوالب التي تُقدّم فيها الشريعة للناس. لكن الأمر لم يكن على هذا النحو الذي جرف أصحاب النوايا الطيبة، إنما تضمن التطوير والتجديد للخطاب الديني، ضربة جديدة للإسلام، حيث إن حقيقة هذا التجديد هو اختزال حقائق الإسلام وأصوله وفروعه، وتطويعها بما يناسب التطوّرات على الساحة الدولية. وحول ذلك يقول محمد شاكر الشريف: "تغيير الخطاب الديني: المحتوى والمضمون وليس الطريقة أو الأسلوب، ليُجاري التغيرات السريعة في واقع المجتمعات داخليا، وفي العلاقات بين الدول خارجيا، بحيث تصير قضية الخطاب الديني هي إقرار هذا الواقع وتسويغه وتسويقه، والتجاوب معه كلما تغيّر. وعلى هذا فالتجديد عند هذا الفريق هو إجراء التغيير كلما احْتِيج إليه، في أصول هذا الدين وفروعه، لتتوافق مع تغيّرات قيم هذا العصر ومعطياته ومنطلقاته المستمدة من الثقافة الغربية المعاصرة التي هي نتاج تفكير بشري محض، ليس للوحي المعصوم أثر فيه، إضافة إلى خليط رديء من تحريفات اليهود والنصارى ووثنية الرومان". *فكما أراد القرآنيون هدم الدين عن طريق الدعوة إلى الاقتصار على القرآن دون السنة، أراد دعاة تجديد الخطاب الديني تطويع الإسلام لمسايرة الغرب والتعايش وفق قيمه. أتدرون من هم دعاة تجديد الخطاب الديني؟ هم الليبراليون والشيوعيون والعلمانيون، سلوا الكاتب فهمي هويدي عما كتب في جريدة الأهرام بتاريخ 30/9/2003م، بشأن إعلان باريس حول سبل تجديد الخطاب الديني والصادر عن لقاء نظمه مركز القاهرة لحقوق الإنسان في باريس يومي 11 و-12/8/2003م. قال الكاتب مُبديا دهشته تجاه احتضان فرنسا مؤتمرا لتجديد الخطاب الديني الإسلامي بتمويل أوروبي: "حين ألقيتُ نظرة على المشاركين في اللقاء وجدتّهم 29 شخصا دُعوا من ثمانية أقطار عربية، وجدتّ أن 85% منهم من غُلاة العلمانيين والشيوعيين السابقين، أحدهم اعترض ذات مرة على ذكر اسم الله في مُستهلّ بيان صدر عن مؤتمر عُقد في صنعاء، والثاني ألقى محاضرة قبل أشهر في جامعة برلين الحرة بألمانيا شكّك فيها في أن الوحي مصدر القرآن". وممن ينادون بتجديد الخطاب الديني النصارى أيضا، ومنهم نبيل نجيب سلامة منسق العلاقات العامة بالهيئة القبطية الإنجيلية، والذي قال: "إن الخطاب الديني لابد أن يكون منهجيا وموضوعيا بعيدا عن التشنجات السياسية أو الدينية، فالدين والسياسة في رأيي ليسا وجهين لعملة واحدة". *ولا حاجة للتدليل على قيادة أمريكا لهذه الدعوة كما عبّر عن ذلك ساستها، وحسبك أن هذه الدعوة انطلقت بعد الغارة التي شنتها أمريكا على العالم الإسلامي، ما يدل على ارتباطها بالمصالح الأمريكية. *إن تجديد الخطاب الديني لديهم يعني علمنة بلاد الإسلام، وفصل الدين عن شؤون الحياة، بحيث يكون الدين عبارة عن مجموعة من القيم الروحية وعلاقة بين العبد وربه في المسجد. لا يريدون للإسلام أن يكون كما أنزله الله منهاجا للحياة، يسوس الدنيا، ويُهيمن على مناحيها. يريدون مسلمين بلا إسلام، بعد تفريغ الإسلام من محتواه. *تجديد الخطاب الديني لديهم، يعني تذويب العقيدة الإسلامية في العقائد الأخرى تحت شعارات الإنسانية والحوار مع الآخر وتقارب الأديان، ولذا يعوّلون على المتصوّفة والطُرقيين (أصحاب الطُرق الصوفية) لتأصيل مبدأ وحدة الأديان، والذي تشكّل لدى هؤلاء الصوفية بسبب التوغّل الفلسفي في عقيدتهم. *تجديد الخطاب الديني لديهم يعني إلغاء مصطلح الجهاد من القاموس الإسلامي، لأنه مرادف للإرهاب والتطرف والعنف. إذا كان هناك من تجديد للخطاب الديني، فينبغي أن يكون في العودة بالإسلام إلى منابعه الصافية الأولى. التجديد في بيان شمولية الإسلام لجميع مناحي الحياة، والتجديد في ربط الإطار الأخلاقي والقيمي بالعقيدة والعبادة، والتجديد في فهم الإسلام باعتباره دينا ودولة، باعتباره مستلزما لنهضة حضارية تعتمد على الإيمان والقيم والبذل والجهد. التجديد في الخطاب الديني لا من خلال شكله فقط، إنما يكون من خلال مناسبة الطرح لأحوال وأفهام الناس. هذا هو التجديد لا التخريب والتحريف.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

17866

| 03 أغسطس 2015

هكذا تعامل أردوغان مع الديمقراطية

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); "طلب الديمقراطية حق لا يمكن التنازل عنه، إن للإنسان الحق في أن يكون له رأي بشأن نفسه وعائلته ومدينته ووطنه، بل وكل شيء يهمه ويؤثر فيه، ومن يرجو هذا الحق الأسمى إنما ينبغي عليه الالتزام بدور أخلاقي ليس لنفسه فحسب، إنما للآخرين أيضاً". رجب طيّب أردوغان في الوقت الذي نأى بعض الإسلاميين عن آليات الديمقراطية، باعتبارها مصادمة للعقيدة، نائين عن إدراك إمكانية التعاطي معها بما يتناسب مع الأطر الشرعية، رأينا في المقابل حُكّام العرب يقفون على رأي كل نبتة للديمقراطية بسيف السلطة المسلول، حتى لا تتنفس الشعوب الصعداء، وتنكسر قوائم العروش التي قامت على الديكتاتورية وتغييب الوعي. فعندما لاحت بشائر الديمقراطية في الجزائر، وسُمح لجبهة الإنقاذ أن تسهم في الحياة السياسية، قال الشعب كلمته وعبّر عن هويته الإسلامية واختار جبهة الإنقاذ، في مفاجأة صادمة للنظام الجزائري، والذي بادر بنزع قناع الشفافية، وأمعن في القتل وجر البلاد إلى ويلات الصراع. وفي مصر، عندما أجبرت ثورة يناير جنرالات الجيش على احترام الديمقراطية، قال الشعب كلمته وانتخب أول رئيس مدني عبر انتخابات نزيهة لم تعهدها مصر، غير أنه كان ينتمي إلى تيّار إسلامي، وهو ما تتخوف منه أطراف عديدة في العالم العربي والغربي، فكان الانقلاب على الشرعية مصحوبا بإراقة الدماء عبر ألوان البطش والقمع والتنكيل. *لكن العالم الإسلامي لم يعدم تجربة فريدة للديمقراطية، أشاد بها القاصي والداني، واستطاع بها أردوغان خدمة الفكرة الإسلامية وهوية الشعب التركي. قالوا عن أردوغان عندما سعى إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أنه يسعى للتقارب مع الغرب والتزلّف له، وأنه صورة منقحة من أتاتورك العلماني. لقد غفل هؤلاء عن سبب رئيس دفع أردوغان إلى السعي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لقد رأى أردوغان ضرورة الدوران في فلك الديمقراطية الغربية لترويض جنرالات المؤسسة العسكرية الأتاتوركية التي دأبت على الانقلابات ضد كل ما له صبغة إسلامية من قريب أو بعيد. فالديمقراطية الغربية ترفض بشدة تدخل العسكر في إدارة البلاد، وهو عين ما أراده أردوغان لتأمين مساره الإصلاحي والنهضوي من أن يكون هدفا لعبث الجنرالات. ورغم أن ذلك الهدف لم يتحقق، إلا أن أردوغان سعى إلى تكريس الديمقراطية واحترام الحريات معتمدا على دعم الشعب التركي، وكانت كلمة السر في ذلك القبول الشعبي: رصيد الإنجازات، والوفاء بالوعود، والتباين الواضح الذي لمسه الشعب التركي في الانتعاشة الاقتصادية، فعبَّر الشعب عن ذلك القبول في الاستحقاقات الانتخابية المتتالية، والتي وقف فيها الشعب يساند زعيمه وحكومته. كان الشعب التركي.. بحريته وكرامته وتاريخه وتراثه وحقه في أن يحيا حياة كريمة، هو لب الخطاب الرسمي، ومحور تحركات أردوغان وفريقه على أرض الواقع، بعيدا عن موارد الأحزاب الكرتونية، والتي قضت حياتها السياسية في المهاترات والتنظير وحياكة المؤامرات وفرض الأيديولوجيات، ولم تجعل ذلك الشعب وهمومه ومشاكله محور عملها السياسي. "أنا لم أتغير ولكنني تطورت" هذا ما صرح به أردوغان بعد أن صار زعيما تركيا، يردّ على من يرى التباين في مسلك أردوغان قبل وبعد إنشاء حزب العدالة والتنمية الذي كان نسخة منقحة خرجت من رحم حزب نجم الدين أربكان. فالرجل لا يستطيع أحدٌ أن ينكر توجهاته الإسلامية غير أنه قد خبر جيدًا المسار السياسي للأحزاب الإسلامية في تركيا، واتجه لتفادي الصدام، والتعامل بقدر من البراجماتية وفق ما يقتضيه التعامل مع الواقع التركي الصعب. الديمقراطية الغربية تقتضي أن ترتدي المرأة ما تشاء، أليس كذلك؟ بلى، وأردوغان رجلٌ يسعى لتحقيق الديمقراطية الغربية في بلاده، فلم لا نطبق الديمقراطية كما يطبقها الغرب (أو يراها بمعنى أدق)، وترتدي المرأة المسلمة حجابها؟ أليس ذلك من حقها؟ طالما لا نُجبر المتبرجة على ارتداء الحجاب، فلم نمنع المرأة من ارتداء الحجاب؟ بهذا المنطق تعامل أردوغان، وصفعَ العلمانيين بشعاراتهم هُم، وطوّع الديمقراطية لتحقيق مكسب كبير للمرأة التركية المسلمة. ولذا لاحظنا أن الدعاية الانتخابية الأخيرة للعدالة والتنمية تضمّنت التركيز على إنجازات الحزب الحاكم في شأن المرأة وحجابها، عن طريق إصدار فيلم عن معركة الحجاب في تركيا. أليست الديمقراطية تسمح للشعب بأن يرتبط بجذوره وتراثه؟ بلى، حتى ولو كانت إسلامية. وهذا ما فعله أردوغان، الذي كرّس مشروعه على أساس ربط الشعب التركي بالتراث العثماني الذي قام على الهوية الإسلامية. فقد أكد أردوغان على جذوره العثمانية عندما أعلن اعتزامه إدراج اللغة العثمانية في المدارس التركية كمادة إلزامية، وذلك تأكيدا على توصيات مجلس شورى التعليم الوطني في اجتماعه الـ19 في ديسمبر الماضي. الرجل يسعى لذلك، لأنه سيُتيح للدارسين مطالعة ما كتبه علماء الدولة العثمانية في العلوم الإسلامية كالفقه والتفسير والحديث وغيرها، ويربط الماضي بالحاضر، وهو الأمر الذي قابله العلمانيون برفض شديد، باعتباره يهدد المبادئ العلمانية التي أرساها مصطفى كمال أتاتورك. ولكنها الديمقراطية يا سادة، ألستم ديمقراطيين؟ تلك هي الديمقراطية التي تعبدون!! ثم تأتي الانتخابات الأخيرة التي أخفق فيها الحزب عن الفوز بنسبة تُمكّنه من الإنفراد بتشكيل الحكومة، لكنها كانت مكسبا ضخما من منظور آخر. فكانت نتائج الانتخابات شهادة عملية في أن حزب العدالة والتنمية الذي أسسه أردوغان ورفاقه، يحترم الديمقراطية، ويقبل بها مهما كانت النتائج، وكانت محل إشادة على مستوى العالم. لقد أظهر هذا الاحترام للديمقراطية أن ذلك الحزب أمين على الشعب التركي، وسوف يكون ذلك مدعاة في القريب العاجل لمزيد من الالتفاف الشعبي حول أردوغان وفريقه، وإني لأرى بشائر تلوح في الأفق، من أن هناك انتخابات مبكرة، سوف يكون فيها الفوز المبين لصالح هذا الحزب، بعد أن أدركت شرائح في المجتمع التركي لم تدعمه، أنها قد أخطأت، وأسهمت في تعثّر العملية السياسية والمسار الإداري للدولة.

7557

| 27 يوليو 2015

هكذا تغيرت تركيا في عيون العرب

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); "سيدنا ومولانا، من نفتخر بوجوده بتوفيقه لإنشاء السكة الحجازية الشامية ذات المنافع الجليلة، إعماراً للبلاد وإحياء للعباد وخدمة للحرمين، وتسهيلاً لقاصدي الزيارتين، وتوسيعاً لدائرة التجارة الرابحة، وتأسيساً لخطة الزراعة الراجحة، وحفظاً للموازنة السياسية في البلاد المُتّسعة الشاسعة، ونفعاً للبلاد".*كان ذلك جزءًا من رسالة إمام الشافعية في الشام "محمد عارف الحسيني" مُثنياً على جهود السلطان عبد الحميد الثاني في إقامة هذا الخط للتركيز على الجامعة الإسلامية واجتذاب جميع الأجناس المسلمة لها.وعود على بدء، أتى أحفاد السلطان عبد الحميد، يمدّون جسور العلاقات التركية العربية مرة أخرى، بعد أن مرت بمنعطفات بعثرت تلك الأواصر.لم ينعزل الأتراك عن العرب إلا بعد سقوط الخلافة العثمانية وإعلان الجمهورية التركية عام 1923. ساعتها يمّمت تركيا وجهها شطر الغرب، وحدثت الفجوة الكبرى بين الطرفين.فالعرب قد رأوا أن الجمهورية التركية قامت على جثمان الخلافة وأجهزت على ما تبقّى من حلم المسلمين في وجود راية واحدة تجمعهم، ومن جهة أخرى فإن النظام التركي العلماني يرى أن صياغة الإنسان التركي الجديد تستلزم التقارب مع الغرب، وقطع الطريق أمام النظر إلى التراث، والذي يُعدُّ العرب جزءًا أساسيا فيه.*يُعتبر تولي حزب العدالة والتنمية شؤون الحكم منذ 2002م، إحدى أبرز المحطات التي انتعشت فيها العلاقات التركية العربية، حيث أقام أردوغان علاقات طيبة متينة بالعرب.سلكت تركيا مسلكا راقيا مع العالم العربي يتمثل في الشراكة الإستراتيجية، والحفاظ على استقرار المنطقة، وتصفير الصراعات.والمتابع لمسيرة حزب العدالة والتنمية الحاكم على مدى 13 عاما، وسياسته في التعامل مع الوطن العربي خاصة، يستطيع الإجابة عن هذا السؤال: لماذا تغيرت تركيا في عيون العرب؟يمكن إيجاز الإجابة عن هذا السؤال من خلال النقاط التالية:1 - استدعاء الحزب الحاكم للتراث العثماني ومحاولة جعله فكرة مركزية لمشروع النهضة التركي وتعبئة الناس للالتفاف حوله، حظي بالقبول والرضا لدى معظم العرب، نظرا لارتباط كثير منهم بعصور الخلافة والراية الواحدة الجامعة للأمة.2– الإصلاحات السياسية والاقتصادية والثقافية التي قامت بها حكومة العدالة والتنمية، كانت بمثابة أداة من أدوات التأثير التركي في العالم العربي الإسلامي، حيث إنها لاقت قبولا واسعا بين الأوساط المختلفة، بين الإسلاميين والعلمانيين والليبراليين وأصحاب التوجهات المختلفة.3– بعد انتخابات 2002م بأسبوعين جمع رجب طيب أردوغان السفراء العرب في أنقرة، وكشف لهم عن نية الحكومة في إحياء العلاقات بين تركيا والعالم الإسلامي والعربي من جديد.4– قدّمت تركيا في ظل حكم العدالة والتنمية نموذجا طيبا مقبولا لدى الدول الإسلامية والعربية مثّل عنصر جذبٍ لهم، وغيّر نظرتهم لتركيا، كانت أبرز سمات هذا النموذج بحسب دراسة أعدها جمع من الباحثين بمركز الجزيرة للدراسات بعنوان "تركيا بين تحديات الداخل ورهانات الخارج":أولًا: التناوب على السلطة وإدماج التيار الإسلامي في العملية الديمقراطية.ثانيًا: النموذج الاقتصادي الذي تقدمه تركيا باعتبارها أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، في الوقت الذي لا تملك فيه موارد الطاقة على العكس من غالبية الدول العربية.ثالثا: التوفيق بين المعاصرة وبين الحفاظ على الهوية بجذرها الثقافي والديني والتاريخي في إطار مقبول دوليا وإقليميا.رابعا: الفصل بين الحزب والدولة في المجال العام عبر الفصل الواضح بين حدود ومهام جهاز الدولة والحزب الحاكم.خامسا: تكوين مجموعات الضغط (اللوبي) في أمريكا وليس الاعتماد على شركات العلاقات العامة موسمية الطابع.سادسا: تحقيق التوازن في التعامل مع الولايات المتحدة بما يُحقق المصالح الوطنية والاستقلالية معا.4– اقتربت تركيا من العالم العربي الإسلامي بعد قرار البرلمان التركي عام 2003 بعدم نشر قوات أمريكية في تركيا للوصول إلى العراق ورفض المشاركة التركية في الغزو، وهو ما اعتبره كثير من العرب خروجا عن التبعية الأمريكية والغربية التي عاشت في ظلها تركيا الأتاتوركية.5– زاد من شعبية الحزب الحاكم موقف أردوغان في مؤتمر دافوس الاقتصادي، حيث انتقد وبشدة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز وحكومة الكيان الصهيونيّ الغاصب لاعتداءاتها الوحشية على غزة، وانسحب أردوغان على إثر ذلك من المؤتمر.واعتبر العرب أردوغان بعد هذا الموقف زعيما شعبيا في الأوساط العربية، وأزال مفهوما رائجا بأن تركيا حليف إستراتيجي لإسرائيل.6– الدور الفاعل لتركيا تجاه قضايا العالم الإسلامي العربي، أبرزها فلسطين، ودعم قطاع غزة ومحاولة فك الحصار، والذي تعرضت فيه السفينة التركية مرمرة للاعتداء الصهيوني فيما عرف بمجزرة أسطول الحرية عام 2010، بالإضافة إلى التنديد بجرائم الاحتلال ضد شعب غزة.كما أولت الحكومة التركية عناية خاصة بالأزمة السورية، وتعتبر من أول وأكثر الدول إدانة لجرائم بشار الأسد، ولها موقفها الثابت في المطالبة بتنحّي الأسد، بالإضافة إلى فتح أبواب تركيا للاجئين السوريين، وتقديم الدعم والرعاية لهم كما لم تفعل أيّ دولة أخرى لا عربية ولا غربية (بل.. ولا مقارنة أصلا).7– تعمل تركيا من خلال سياستها الخارجية المتوازنة على وقف الزحف والتمدد الإيراني في المنطقة رغم استمرار العلاقات الاقتصادية معها، وكان آخر ذلك دعمها وتأييدها لعاصفة الحزم، وإعلانها الدفاع عن أراضي السعودية ضد أي اعتداء على أراضيها.9– الموقف التركي الداعم لثورات الربيع العربي، ثم رفض الانقلاب في مصر، دعم مكانة تركيا وحكومتها لدى العرب، باعتبار هذه الدولة ترعى الديمقراطية وتحترم آلياتها في الداخل والخارج.وقد نتحدّث بتفاصيل كلّ نقطة على حدة.. في زمن قادم..

9387

| 14 يوليو 2015

alsharq
جريمة صامتة.. الاتّجار بالمعرفة

نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...

6645

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
طيورٌ من حديد

المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...

2712

| 28 أكتوبر 2025

alsharq
المدرجات تبكي فراق الجماهير

كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...

2211

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
الدوحة عاصمة لا غنى عنها عند قادة العالم وصُناع القرار

جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...

1701

| 26 أكتوبر 2025

alsharq
الدوحة عاصمة الرياضة العالمية

على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...

1515

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
طال ليلك أيها الحاسد

نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...

1110

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
التوظيف السياسي للتصوف

لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح...

1035

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
حين يوقظك الموت قبل أن تموت

في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...

1032

| 29 أكتوبر 2025

alsharq
فاتورة الهواء التي أسقطت «أبو العبد» أرضًا

“أبو العبد” زلمة عصامي ربّى أبناءه الاثني عشر...

969

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
بين العلم والضمير

عندما تحول العلم من وسيلة لخدمة البشرية إلى...

867

| 26 أكتوبر 2025

alsharq
انخفاض معدلات المواليد في قطر

بينت إحصاءات حديثة أن دولة قطر شهدت على...

828

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
من المسؤول؟

أحيانًا أسمع أولياء أمور أطفال ذوي الإعاقة يتحدثون...

678

| 30 أكتوبر 2025

أخبار محلية