رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
عندما تحدَّثنا طويلاً عن السياساتِ الداخليةِ والخارجيةِ لبلادِنا وقُلنا إنَّها الرافعةُ دولياً لجهودِنا في الإعدادِ لـمونديالِ 2022م، وفي التأسيسِ لتحقيقِ رؤيتِنا الوطنيةِ لسنةِ 2030م، فإنَّنا كُنَّا نلامسُ الواقعَ الحيَّ، وننقلُـهُ إلى أشقائنا العربِ والـمسلمينَ، وأخوتِـنا في الإنسانيةِ. وها هو مؤتمرُ رعايةِ العُمَّالِ يُـعْـقَـدُ لنقولَ للعالَمِ إنَّ بلادَنا، في ضوءِ الرؤى والسياساتِ الحكيمةِ لسموِّ الأميرِ الـمفدى، مِثالٌ يُحْـتَذَى به في الحراكِ الاجتماعيِّ، والتجديدِ في التنظيمِ القانونيِّ، والالتزامِ الأخلاقيِّ الصلبِ بحقوقِ الإنسانِ التي نَصَّتْ عليها الـمواثيقُ الدَّوليةُ، وكانتْ بذرتُها تنمو طوالَ قرونٍ في تربةِ سماحةِ الإسلامِ ومَـدَنِـيَّتِـهِ وإنسانيَّتِـهِ. في بلادِنا، لا ننشغلُ بالتبريرِ، وإنَّما نقومُ بالسَّيرِ على أرضِ الواقعِ، ونُعْـلِـنُ عن جوانبِ الخللِ ثم نعملُ على تلافيها. ولو نظرنا، بعينِ العدالةِ، إلى تجربتِنا بتعديلِ القوانينِ العُمَّاليةِ وتطويرِها لتكونَ ملتزمةً بالروحِ الإنسانيةِ، فإنَّنا سنجدُ أنفسَنا أمامَ حالةٍ رائعةٍ من ممارَسَـةِ السلطةِ التشريعيةِ لدورِها في الإصلاحِ والتَّقنينِ اللازِمَـيْـنِ في أيَّـةِ نَهضةٍ شاملةٍ. والأروعُ من ذلك، هو السَّقفُ الـمرتفعُ جداً لحريةِ الصحافةِ التي كان لها اليدُ العُليا في الإشارةِ إلى مواضعِ الضَّعفِ في مسيرتِـنا الـموندياليةِ، ومنها ما تَعَلَّقَ بحقوقِ العُمَّالِ. وهو ما استجابَتْ له الحكومةُ واللجنةُ العليا للمشاريعِ والإرث، فكانَ الحراكُ الإصلاحيُّ يتمُّ تحتَ رقابةِ العينِ الـمُدَقِّقَـةِ للصحافةِ. وكانَ هذا، كلُّـهُ، وطيفُ سموِّ الأميرِ يحتضنُ الجميعَ باعثاً الهِـمَّـةَ والعزيمةَ في قلوبِـهِم ليعملوا ما فيه الأفضلُ لقطرَ، وإنسانِها الـمواطنِ، والإنسانِ الـمقيمِ. اللجنةُ العليا للمشاريعِ والإرثِ، تقومُ بدورٍ عظيمٍ في مجالِ العلاقاتِ العامةِ الدَّوليةِ، مُرْتَـكِـزَةً على الإنجازِ، ومستندةً إلى سياسةِ الشفافيةِ والوضوحِ في الرؤية والتطبيقِ. وللحقِّ أقولُ إنَّها نجحتْ نجاحاً عظيماً. فعندَ رجوعي إلى الصفحاتِ الرسميةِ للمنظماتِ العُمَّاليةِ الدوليةِ، والأحزابِ السياسيةِ الكبيرةِ في دولِ العالمِ، ومنها بخاصةٍ الأحزابُ في الدولِ الـمُصَـدِّرَةِ للعمالةِ، وجدتُ أنَّ النَّبرَةَ في الحديثِ عن بلادِنا اختلفَتْ جذرياً لصالحِنا، فصرنا نجدُ من أهلِ تلك البلادِ، أنفسِهِم، مَن يتصدَّى للحملاتِ الـمُغْرِضَـةِ ويَئِـدُها في مَهْـدِها. فنتيجةً لالتزامِ اللجنةِ بتوجيهاتِ سموِّ الأميرِ الـمفدى، ولوجودِ كفاءاتٍ وطنيةٍ مُؤهَّلَةٍ علمياً وعملياً، فإننا انتقلنا من طَـورِ مواجهةِ الحَـملاتِ ودَحْـرِها إلى طورِ التأثيرِ الإيجابيِّ الفاعلِ في الآخرينَ. مؤتمرُ رعايةُ العُمَّالِ هو نجاحٌ إنسانيٌّ وأخلاقيٌّ دوليٌّ لبلادِنا في مسيرتِها نحو الغدِ. ونُوَجِّـهُ التحيةَ والتقديرَ للقائمينَ عليه والـمنظِّمينَ لفعاليَّاتِـهِ، مسؤولينَ وموظفينَ إداريينَ وتنفيذيينَ، وإلى العاملينَ في لجانِ العلاقاتِ العامةِ والإعلامِ فيه. كلمةٌ أخيرةٌ: الإنجازُ الأعظمُ، في مسيرةِ نهضتِنا، هو الإنسانُ الـمواطنُ الـمُبدعُ الخَلَّاقُ. بارك اللهُ بلادَنا وشعبَها الَّلذينِ يحتضنُهُما قلبُ سموُّ الأميرِ الـمُفدى.
310
| 03 مايو 2016
في وطنِنا الغالي، كثيرةٌ هي الأمور التي تبعثُ السعادةَ والرضا في قلوبِ أبنائِـهِ وأشقائِـهِم العربِ ومُحِـبِّـيه من أخوتِنا في الإنسانيةِ. لكنني لم أفرحْ وطنيًا كفرحي خلالِ الاجتماعِ التاسعِ والسبعينَ لكونجرس الاتحادِ الدَّوليِّ للصحافةِ الرياضيةِ في بلادنا من 6 - 11 فبراير الـماضي، حينَ قال لي صحفيٌّ بريطانيٌّ إنَّ بلادَنا ستنجحُ نجاحًا عظيمًا في تنظيمِ مونديالِ 2022م، لأننا شعبٌ يحترمُ الآخرَ وينفتحُ عليه دونَ شروطٍ مسبقةٍ. منَ الـمُهمِّ جدًا أنْ نُرَكِّـزَ إعلاميًا على فضائلِـنا ذاتِ الأبعادِ الإنسانيةِ، وهي فضائلُ تدعمُها سياساتُ سموِّ الأميرِ الـمُفدى، داخليًا ودَوليًا. وأُولى هذه الفضائلِ، وأسماها، هو الانفتاحُ الحضاريُّ على الآخرينَ القادمينَ من حضاراتٍ تختلفُ في قِـيَمِها وتكوينِها الفِـكْريِّ والثقافيِّ عن حضارتِـنا الإسلاميةِ العربيةِ. فلا نجدُ العنصريةَ أو التَّـشَـدُّدَ في أبناءِ شعبِنا، فالأغلبيةُ العُظمى منهم مُتسامِحَةٌ، مُثقفةٌ، واعيةٌ وطنيًا، ملتزمةٌ إنسانيًا وأخلاقيًا، ما يجعلُ من الركيزةِ البشريةِ الصالحةِ لاحتضانِ الـمونديالِ قويةً وصلبةً جدًا. الفنونُ، مسرحًا ودراما تلفزيونيةً وغناءً ورسمًا تشكيليًا، تلعبُ الدورَ الرئيسَ في التأثيرِ الإيجابيِّ الخَـلَّاقِ مع الشعوبِ، ونخبتنا الـمُثقفةِ، ومنظماتِها الـمدنيةِ، وأحزابِها السياسيةِ الكبيرةِ، لأنَّها تُشَكِّلُ عنصرَ التفاعلِ الـمباشرِ الـمَـرئيِّ والـمسموعِ، فتنقلُ الأفكارَ مباشرةً إلى وجدانِ وعقلِ الشعوبِ. وهذا الأمر يدفعُنا للتمني على اللجنةِ العليا للمشاريعِ والإرثِ، ووزارةِ الثقافةِ والرياضةِ، والهيئةِ العامةِ للإذاعةِ والتلفزيون، أنْ تضعَ خططًا لتمويلِ الأعمالِ الفنيةِ في كلِّ مجالاتِها، وأنْ تدعمَ النِّتاجَ الإبداعيَّ الأدبيَّ، الروائيَّ والقصصيَّ والشِّعريَّ، لـمُبدعينا من الجنسينِ بحيثُ يتمُّ تحويلُها إلى مسلسلاتٍ وتمثيلياتٍ وأغانٍ تنقلُ النَّبضَ الحضاريَّ الإنسانيَّ الرفيعَ إلى الآخرينَ. وأنْ تكونَ تلك الخططُ إحدى ركائزِ الإعدادِ لاحتضانِ مونديالِ 2022م، وإحدى الأدواتِ الحضاريةِ لتحقيقِ رؤيتِـنا الوطنيةِ لسنةِ 2030م. وبالطبعِ، فإنَّ الحديثَ يقودُنا للمطالبةِ بتفعيلِ وتنشيطِ دورِ تلفزيونِ قطرَ ليكونَ قناةً فضائيةً جاذبةً للآخرينَ ببرامجِها، أفكارًا وطَـرْحًا وعناصرَ إبهارٍ بصريٍّ وسَمْعيِّ. ولتصبحَ الـمنبرَ الذي نخاطبُهم منه ناقلينَ إليهم حَداثَتَنا ومَـدَنيَّـتَنا وتَحَضُّرَنا. كلمةٌ أخيرةٌ: ما أروعَ الوطنَ عندما ينبضُ في صدورِنا حبًا واعتزازًا وفخرًا وأمنًا وأمانًا وأملًا في غدٍ رائعٍ في حضارتِـهِ وتأثيرِهِ.
294
| 27 أبريل 2016
في وسط إدراكِـنا العقليِّ للواقعِ، توجد مناطق من الظِّلالِ التي تُخفي جزءاً من حقيقةٍ، أو تُبرزُ أجزاءً لا قيمةَ لها تتحكم بسلوكِـنا وأنماطِ تفكيرِنا. ولذلك نقول إنَّ كثيرينَ يخطئونَ عندما يُصِـرُّونَ على أنَّ العقابَ والثوابَ هما السياسةُ السليمةُ الوحيدةُ في تقويمِ السلوكعندما تتقدمُ البلدانُ حضارياً وعلمياً، يُعنى الناسُ بعلم النفسِ كثيراً، ويُقدِّرونَ الـمُختصين فيه. وحتى في مجالِ الرياضةِ نجدُهُم يُولونَ اهتماماً بالغاً لدراسةِ أسبابِ السلوكِ الرياضيِّ بهدفِ فَـهْـمِـهِ والتنبؤِ بتأثيراتِـهِ على الأداءِ. وهنا، نجد مفارقةً غريبةً عندنا عندما نُصِـرُّ على حَصْرِ السلوكِ الرياضيِّ في تأثيراتِـهِ على الـمجتمعِ فحسب، دون محاولةٍ لتطويرِ مفاهيمنا لتمتدَّ فتشملَ التكوينَ النفسيَّ للاعبِ الرياضيِّ كفرد ذي شخصيةٍ مستقلةٍ فيها جوانبُ من الشعور بالانتماءِ للجماعةِ، وبمعنًى آخر، لا ننظر إليه كإنسانٍ ذي وجودٍ مستقلٍّ وإنما كـمُـعَـبِّـرٍ عن أفضلِ ما فينا، وكأنه جزءٌ من ذاتنا يمارسُ الرياضةَ.ورغم التقدُّمِ في مجالِ تأسيسِ الكيانِ الرياضيِّ في بلادنا وإقامته على ركائز صلبةٍ من العملِ الـمؤسَّـسيِّ الاحترافيِّ، إلا أننا لا نجد تقدُّماً مماثلاً في العناية بعلمِ النفسِ الرياضيِّ. ونلحظُ نوعاً من عدمِ التواصلِ بين الـمؤسساتِ الرياضيةِ الأكاديميةِ وجامعةِ قطرَ في هذا الصددِ، رغم أنَّ الجامعةَ تضمُّ نخبةً من الـمختصين في علميِّ النفسِ والاجتماعِ ممن لهم باعٌ طويلٌ في القيامِ بدراساتٍ مُـعَـمَّـقةٍ منشورةً، أو مطبوعةً بانتظار نَشرها والإفادة منها.من جانبٍ آخرَ، نُفاجأُ بأنَّ الـمفاهيمَ العامةَ عن السلوك الرياضي ودوافعِـهِ وتأثيراتِـهِ، صارتْ مجالاً يخوضُ فيه الجميعُ دون درايةٍ أو علمٍ. فنجدُ تحليلاتٍ نفسيةً لا صلةَ لها بعلم النفسِ تغصُّ بها الصحفُ ووسائلُ الإعلامِ، وجميعها تُرَكِّـزُ على الأخلاقِ القويمةِ التي يجب أن يتحلى بها الرياضيونَ، ووجوبِ تشديدِ العقوباتِ عليهم لو أساءوا التَّصرُّفَ. ولنقرأْ هذا الأمر من جانبينِ:الأول: إنَّ الحديثَ الأخلاقيَّ لا ينبغي أن يُتَّخَـذَ سبيلاً للحكمِ على الرياضيينَ دونَ قيودٍ، فنحنُ لسنا قضاةً يطلقونَ أحكاماً وفقاً لقاعدةٍ قانونيةٍ مُحدَّدةٍ، وإنما نحاولُ شرحَ الحالاتِ الـمختلفةِ والإشارةِ إلى الحلولِ الـممكنةِ، ثم ندعو الـمختصينَ للبحثِ والدراسةِ الجادَّينِ بشأنها حتى نضعَ تصوراتٍ لكيفيةِ التوعيةِ بها وتجنيبِ الـمجتمعِ تأثيراتِها السلبيةِ على الناشئةِ والشبابِ.الثاني: إنَّ الحديثَ الضخمَ الواسعَ عن تشديدِ العقوباتِ، ينعكسُ سلباً على الناشئةِ والشبابِ حين يجعل تصوراتِـهِم الذاتيةِ للسلوكِ السَّويِّ مرتبطةً بالزَّجْـرِ والعقوبةِ، بينما نسعى لبناءِ دوافعِـهِم على أساسٍ من الالتزامِ الذاتيِّ الـمُنضبطِ بروحٍ وطنيةٍ يشعرون من خلالِها بأنهم أجزاءٌ إيجابيةٌ فاعلةٌ في الـمجتمعِ.كلمةٌ أخيرةٌنحن بحاجةٍ لانخراطِ الـمختصينَ في علمَيِّ النفسِ والاجتماعِ بقوةٍ في بناءِ مستقبلِ بلادِنا، وطالما ظلوا مُـبعَـدينَ أو بعيدين عن الـمشاركةِ في مسيرتِنا الرياضيةِ فإنَّ أحاديثنا ستبقى مرهونةً بما نتمناهُ وليس بالواقعِ الـمُعاشِ وشروطه.
586
| 19 أبريل 2016
المسؤولية الاجتماعية، باختصارٍ، مفهوم يتعلقُ بدور الفردِ داخلِ الجماعةِ، وعلاقتِـهِ بالآخرين، وتفاعلِـهِ معهم بإيجابيةٍ، وإدراكه لأهمية حفاظه على المصلحةِ العليا للجماعة. وكذلك، الوعيُ الجماعيُّ بأنَّ الجميعَ مسؤولون ذاتيًا عن الحفاظ على الجماعة، والعملِ على رُقِـيِّـها وتنميتِـها، مما يعود بالنَّـفْـعِ على الوطن في أشكالٍ عدةٍ تَتَـبَدَّى في حيويةِ الـمجتمعِ وقبولِـهِ للتجديدِ في الأفكارِ والرؤى.إننا نتحدث عن دورٍ ينبغي التوعية به في وسائلِ الإعلامِ، وداخل الهيئاتِ التعليمية، وفي الأنديةِ الرياضيةِ، مُسْـتَـهْـدِفِـينَ، في ذلك، الناشئةَ والشبابَ، وهم الفئةُ العُـمْـرِيَّـةُ الأوسعُ في بلادنا، والأقدر بحكم السِّـنِّ على قبولِ الـمفاهيمِ الجديدةِ والعملِ بها بتلقائيةٍ ودون توجيهٍ، حيث إنها تصيرُ جزءاً من تكوينهم العقليِّ والنفسيِّ.بعد قرارِ سموِّ الأميرِ الـمفدى بتسمية اللجنة العليا لمونديال 2022، لتصبح: اللجنة العُليا للمشاريعِ والإرثِ، وما تَضَـمَّـنَـه من تحديدٍ لـمَهامِـها، دخلتْ البلادُ مرحلةً جديدةً لابد من العملِ فيها على تحقيقِ الرؤية لقطر 2030. وهذا يَتَـطَلَّبُ جهودًا كبيرةً نبذلُها، كلٌّ في موقعِـهِ، إلا أنَّ الجهدَ الأكبرَ يقعُ على عاتقِ الهيئات التعليمية في الجانبِ النَّظري، وعلى الأندية الرياضية في التطبيقِ العَـملي. ونتمنى على أنديتنا أن تقومَ بدورٍ اجتماعيٍّ مماثلٍ لِـما يقوم به نادي السد، الذي لم يعدْ إحدى الواجهاتِ الرياضيةِ القطريةِ فحسب، وإنما واجهة حضارية تستثمرُ الحضورَ والامتدادَ الجماهيريَّ في ترسيخِ مفاهيمَ تتعلقُ بالإنسانِ المواطنِ ودورِهِ الـمأمولِ في النهضةِ الشاملةِ في بلادِنا. ويبدو ذلك جلياً في مخططِ النادي الـمُتَـعَـلِّـقِ بالـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ، وجَعْـلِـها جزءاً من وعينا الوطني. نقول ذلك ونحن واثقين بأنَّ الـمسؤولين فيه على استعدادٍ لـوَضعِ الخبراتِ الـمُكتسبةِ لديهم تحت تَصَـرُّفِ الجميعِ.نحن نتحدثُ عن وطنٍ ومجتمعٍ حيٍّ، وعن رؤيةٍ لسموِّ الأميرِ الـمُفدى ترتكزُ إلى إيمانِ سموِّهِ وثقتِـهِ بأبناءِ شعبِـهِ وقدرتِـهِم على الإبداعِ والوصولِ ببلادِنا إلى مرتبةٍ رفيعةٍ منَ الـمَـدَنيةِ والتَّحَـضُّرِ، وعن إمكانات وأجهزة رسمية مُسَـخَّـرة لرعايةِ الإنسانِ وتنميةِ قدراتِـهِ وتأهيلِـهِ ليشاركَ في بناءِ الصَّرحِ الوطنيِّ ذي الركائزِ الإسلاميةِ والعربيةِ والإنسانيةِ لقطرَ كوطنٍ للإنسانِ
373
| 13 أبريل 2016
كان لمونديالِ اليدِ ثمَّ اليومِ الرياضيِّ دورٌ كبيرٌ في توجيهِ الأنظارِ نحو قضايا تأخذُ حَـيِّزًا ضخمًا في النقاشِ، وتُعَـبِّرُ عن المستوياتِ الـمُتباينةِ للوعي الاجتماعيِّ بين الـمُناقشينَ. ولعَلَّ التعليمَ والـرياضةَ أهمُّ هذه القضايا.التعليمُ موضوعٌ عظيمُ الأهميةِ لأنه يتصلُ بمستقبلِ بلادِنا ومكانتِـها وقدرتِـها على أنْ يكون لها دورًا مؤثِّرًا فاعلًا. ولذلك ندعو الـمجلس الأعلى للتعليم إلى التواصلِ مع الجمهورِ عَـبْـرَ الإعلامِ الـمقروءِ والـمرئيِّ والـمسموعِ بروحٍ جديدةٍ بعيدةٍ عن نَـشْـرِ القراراتِ بشأنِ الـمناهجِ أو التغييراتِ الإداريةِ. الحديثُ عنِ الرياضةِ في التعليمِ ذو شجونٍ، أي لهُ تَفَرُّعاتٌ تتصلُ به في جوانبَ كثيرةٍ. فحالُ الرياضةِ في العمليةِ التعليميةِ، اليومَ، لم يزلْ كما كانَ عليه حالُها منذُ عقودٍ. فهي مادةٌ تُخَصَّصُ لها حصةٌ أو حصتانِ أسبوعيًا، وتُعْـتَـبَرُ هامشيةً لدرجةِ أنَّ الـمُدَرِّسينَ يقومونَ بالاستيلاءِ على حصَّتِها أحيانًا لاستغلالِها في تدارُكِ تَأَخُّرِهِم في تدريسِ الـمناهجِ الـمُقَـرِّرَةِ لـموادهِمْ. والغريبُ أنَّ التربويينَ والـمسؤولينَ عن إدارةِ العمليةِ التعليميةِ لا يرونَ غَضَاضَةً في كونِها مادةً لا مَنهجَ لها، ولا تخضعُ لتقييمٍ يُؤَهِّلُ الطالبَ للنجاحِ أو يحكمُ عليهِ بالرسوبِ، رغمَ أنَّ الدولةَ بحاجةٍ لأجيالٍ تَتَحَلَّى بالـمعرفةِ العلميةِ بالرياضةِ بحيثُ يمكنُ الاستنادُ إليها مستقبلًا في التغييرِ الـمُجتمعيِّ الشاملِ، والإسهامِ في الجهودِ الـمبذولةِ لإقامةِ صناعةٍ رياضيةٍ تُرَسِّـخُ مكانةَ بلادِنا كمركزٍ رياضيٍّ دوليٍّ، وتكونُ إحدى ركائزِ اقتصادِنا الوطنيِّ. لا تفتقرُ بلادُنا إلى الكفاءاتِ من القادرينَ على وَضْـعِ مَنهجٍ تعليميٍّ للرياضةِ، وإعدادِ خططِ تدريسِها وتقييمِ الطلابِ فيها. ولنناقش الأمر في نقطتينِ: (1) منهجُ مادةِ الرياضةِ، ينبغي أنْ يكونَ جاذبًا مُشَـوِّقًا بموضوعاتِـهِ وتصميمِ صفحاتِ كُتبِـهِ. فمن الـمهمِّ، في الـمرحلةِ الإبتدائيةِ، أنْ تكونَ الصورُ التوضيحيةُ كثيرةً، وأنْ يتمَّ التركيزُ على تاريخِ اللُّعباتِ وتَطَوُّرِها في إطارٍ قصصيٍّ، وأنْ يُنْهى كلُّ درسٍ بنُبْـذَةٍ عنْ إنجازاتِنا الوطنيةِ وأبطالِـنا فيها. وفي الـمرحلةِ الإعداديةِ، يكونُ التَّوَسُّعُ ليشملَ الـمَنهجُ الأخلاقَ الرياضيةَ، وارتباطَها بالشخصيةِ السَّوِيَّـةِ الناجحةِ. ومن الـممكنِ تدريبُ الطلابِ والطالباتِ على العملِ الـميدانيِّ بوضعِ أسئلةٍ حولَ أهميةِ الرياضةِ، وآثارِها في تقييمِ السلوكِ وتحسينِ الأداءِ الدراسيِّ، يطرحونَها على ذويهم وأقاربِهِم. وفي الـمرحلةِ الثانويةِ، ننتقلُ إلى الـمجالِ الأرحبِ حينَ يشملُ الـمنهجُ دراسةَ هيكليةِ الـمؤسساتِ والهيئاتِ الرياضيةِ الوطنيةِ والدَّوليةِ، والنُّظُمِ التي تُدارُ بها. (2) هذه العمليةُ، يمكنُ أنْ تَـتِمَّ تَدَرُّجًا، فنبدأُ في سنةٍ مُحَـدَّدَةٍ بإقرارِ الـمنهجِ ضمنَ الـمناهجِ الدراسيةِ للصَّفِّ الخامسِ الابتدائيِّ، ثمَّ على الصفِّ السادسِ في السنةِ التي تَليها، وصولًا إلى الصفِّ الثالثِ الثانويِّ. وبذلك، نصلُ بعد ثماني سنواتٍ إلى صيرورةِ الرياضةِ منهجًا دراسيًا علميًا ذا جدوى فاعلةٍ ومؤثرةٍ في البناءِ الحضاريِّ والـمَدنيِّ لبلادِنا. كلمةٌ أخيرةٌ: رؤيتُنا الوطنيةُ لسنةِ 2030م، هي رؤيةٌ مُتكامِـلَةٌ، والرياضةُ أحد أركانِها التي ينبغي العملُ على الوصولِ بها نحو الكمالِ ما استطعنا.
353
| 31 مارس 2016
قلبُ القلعةِ الحمراءِ تُصَـدِّعُهُ الـمَواجعُ، وكُلَّما الْتَأمَ فيهِ جُرْحٌ ضَحِـكَتِ الآلامُ وهي ترى جراحًا جديدةً تَسْتَنْـزِفُـهُ بلا رحمةٍ. لا ندري ما نقولُ وقلوبُ جماهيرِ العربي تنبضُ بالإحباطِ بعدما تَـغَنَّتْ، في بدايةِ الدوري، بآمالـِها في عهدٍ كرويٍّ جديدٍ تحتضنُ فيه قلعتُهُمْ الكؤوسَ والدروعَ. ولا نعرفُ منْ أينَ نبدأُ، و كلُّ الطُّرُقِ مُعَـبَّـدَةٌ بخيباتِ الأملِ وغَصَّاتِ الأسى.في مباراةِ أمسِ الأولِ التي جمعَت العربي والأهلي، لم نَـرَ فريقًا عرباويًا وإنَّـما أطيافَ لاعبينَ يركضونَ هنا وهناكَ في الـملعبِ بلا خطةٍ للَّعبِ، ولا روحٍ في الأداءِ، ولا حتى مجردَ حَماسةٍ تجعلُ العرباويينَ يجدونَ للأطيافِ عُذرًا في أدائهِم الباهتِ. فاللاعبونَ تواجدوا وكأنَّهُم ممثلينَ من الدرجةِ الثانيةِ، يُؤَدُّونَ دورًا مَمْـجوجًا كـسَـنِّـيدَةٍ للممثلينَ الرئيسيينَ، فكانَ الأمرُ تراجيديا مُفْـزِعَـةً أرجعَتْـنا إلى الـمربعِ الأولِ في مسيرةِ الأحزانِ العرباويةِ.عند انطلاقةِ الدوري، داعبَ الأملُ قلوبَ العرباويينَ في عودةٍ مُظَـفَّرَةٍ لفريقِ الأحلامِ تُعيدُهُمْ إلى الـملاعبِ، لكنَّ تَذَبْذُبَ الـمستوى الفنيِّ من مباراةٍ لأخرى بعثَ الـمخاوفَ فيهم، وجعلَهُم يستعدُّونَ نفسيًا لهبوطٍ في الـمستوى يُحَطِّمُ آمالَـهُمْ. ثم تَحَـقَّقَتْ توقُّعاتُهُم فكانت نتيجةُ الـمباراةِ الأخيرةِ 3/1 لصالحِ الأهلي، وكأنَّ قلوبَهُم على موعدٍ دائمٍ معَ صَدَماتٍ تُزَلزِلُها ثم تُسَلِّمُها لصَدَماتٍ أخرى فأخرى.الـمصيبةُ هي أنَّ التحليلَ الفنيَّ لم يَعُدْ مُجديًا، لأن لا مستوى في الأداءِ يمكنُ الرُّكونُ إليه. فالـمدربُ لا يثبتُ على تشكيلةٍ، ولا يُجيدُ توظيفَ اللاعبينَ ليُستَفادَ من مهاراتِهِم وقدراتِهِم، وفي كلِّ مباراةٍ يُفاجِئُنا بتشكيلةٍ جديدةٍ يضيعُ فيها أداءُ اللاعبينَ الـمُمَيَّزينَ في بحرِ أداءِ أطيافِ اللاعبينَ الآخرين الذين آنَ أوانُ الإعلانِ عن انتهاءِ تاريخِ صلاحيتِهِم في الـملاعبِ.يبدو أنَّ الـمواجعَ أدمَنَتِ السُّكْنى في قلبِ القلعةِ الحمراءِ وقلبِ جمهورها الذي ظلَّ على العهدِ به وفيًا عاشقًا مُتَيَّمًا بها، لكنَّـهُ باتَ بحاجةٍ لِـمَنْ يُخبرُهُ عن غدٍ أفضلَ تُشرقُ فيه شمسُ الأملِ ببقاءِ القلعةِ، كما عَهِـدناها، راسخةَ الأركانِ في ساحتِنا الكرويةِ.آخر الكلام :كانَ العرباويونَ في بدايةِ الدوري يَتَرَنَّمونَ مخاطبينَ قلعتَهُم بكلماتِ أغنيةٍ لطلال مداح، معْ تعديلٍ بسيطٍ:ماذا أقولُ، وَقَـــدْ هِـمْــتُ فـيكِ (وَتَلاقى مَجْدُ الحاضرِ بماضيكِ)ولكنَّ قلوبَهُم، اليومَ، تمرُّ بذكرياتِ أمجادٍ ماضياتٍ، فتقولُ لها ما قالَهُ عَنْـتَرَةُ لأطلالِ منزلِ عَبْـلَـة:حُيِّـيْتَ مِـنْ طَـلَلٍ تَقَادَمَ عَهْـدُهُ (وَتَركَتْكَ الأَفراحُ للـمَـواجِـــــعِ)
547
| 20 مارس 2016
منذُ أُطْـلِقَ القمرُ الصناعيُّ سهيل، سنةَ 2013م، بدأتِ الآمالُ في التَّوَجُّهِ نحوَ آفاقٍ أكثرَ رَحابةً في مسيرةِ إعلامِنا الوطنيِّ، وأصبحَ الحديثُ عنِ الصناعةِ الرياضيةِ يأخذُ أبعاداً واقعيةً. فنحنُ نعلمُ أنَّ لتلك الصناعةِ ثلاثَ ركائزَ هي: الركيزةُ الـماديةُ؛ أي البُنيةُ التَّحتيةُ. والركيزةُ القانونيةُ، أي القوانينُ الـمُنَظِّمَةُ لانخراطِ رأسِ الـمالِ الأجنبيِّ في الاقتصادِ الوطنيِّ. والركيزةُ الإعلاميةُ، أي الإعلامُ الـمَقروءُ والـمسموعُ والـمَرئيُّ. وبالطبعِ، فإنَّنا سِـرْنا أشواطاً واسعةً عظيمةً في تشييدِ وتطوير الركيزتين الأَولَيينِ، لكننا لم نُعْـنَ بصورةٍ كافيةٍ بالركيزةِ الإعلاميةِ التي لا نقصدُ بها الحديثَ عن التلفزيونِ والإذاعةِ الوطنِـيَّينِ وصحافتِنا الـمحليةِ، وإنما عن إنشاءِ مدينةٍ إعلاميةٍ ضخمةٍ تكونُ مقراً للبثِّ التلفزيونيِّ والإذاعيِّ، وطباعةِ النُّسَخِ الدَّوليةِ للصحفِ العربيةِ والعالـميةِ.عندما نقرأُ، بعنايةٍ، التجاربَ العربيةَ في مجالِ إنشاءِ مدنٍ إعلاميةٍ، نجدُ أنَّ بلادَنا مُؤَهَّلَـةٌ لتكونَ مركزاً إعلامياً دَولياً بشروطٍ أفضلَ من تلكَ التي توفرتْ في البلدانِ العربيةِ التي سبقتْنا في هذا الـمجالِ. فرؤى سموِّ الأميرِ الـمفدى وسياساتُـهُ وَفَّرَتا لنا شبكةً واسعةً مُؤثِّرَةً من العلاقاتِ مع الدولِ والشعوبِ، ورَسَّخَتا في مجتمعِـنا قواعدَ عظيمةً من القبولِ بالآخرِ واحترامِهِ، وأكَّدَتا على أهميةِ مشاركةِ رأسِ الـمالِ الوطنيِّ الخاصِّ في كلِّ مجالاتِ الاقتصادِ. ومن هنا، ننطلقُ نحو مطالبةِ رجالِ الأعمالِ بطَـرْحِ أفكارِهِم وتَصَوُّراتِهِم للجانبِ الاقتصاديِّ لإنشاءِ مدينةٍ إعلاميةٍ. ومُطالبةِ الـمُخْتَصُّينَ في القانونِ بإعدادِ تَصَوُّراتِهم للكيفيةِ التي تُنَظِّمُ علاقةَ الدولةِ بالجهاتِ التي سترغبُ في الإفادةِ منها، والإطارِ العامِّ لأنشطتِها. وأيضاً، مطالبة إعلاميينا وكُتَّابِنا بالكتابةِ في هذا الشأنِ في كلِّ أبعادِهِ السياسيةِ والاقتصاديةِ والاجتماعيةِ، لتتضحَ الصورةُ وتأخذُ في التَّشَكُّلِ ذهنياً كخطوةٍ أولى نحوَ الانتقالِ بها إلى الواقعِ.هذه الـمدينةُ الإعلاميةُ ستقومُ بالدورِ الرئيسِ في الصناعةِ الرياضيةِ، لأنَّ ارتباطَ اسمِ بلادِنا بالقنواتِ الفضائيةِ والإذاعيةِ التي تُبَثُّ منها، والصحفِ التي تُطْبَعُ فيها، هو أعظمُ جاذبٍ لرؤوسِ الأموالِ الأجنبيةِ الضخمةِ الباحثةِ عن الاستقرارِ والأمانِ، وليس كالإعلامِ سبيلٌ لتحقيقِ ذلك. كما أنَّها ستكونُ مصدراً جديداً يُضافُ لـمصادرِ الدَّخْلِ الوطنيِّ، وستستقطبُ جزءاً كبيراً من شبابِنا الـمُختصينَ في الإعلامِ والعلاقاتِ العامةِ والـمجالاتِ الحِـرْفِـيَّـةِ والفنيةِ. وأيضاً، ستُسهمُ في تنشيطِ الاقتصادِ داخلياً، وتقويةِ قطاعاتِـهِ العاملةِ في التجارةِ والفَنْـدَقةِ والسياحةِ والـمقاولاتِ وسواها.نحنُ لا نتحدثُ عن أمرٍ سيكونُ بين ليلةٍ وضُحاها، وإنما عن شأنٍ كبيرٍ لابدَّ من الإعدادِ والتخطيطِ له في جوانبِـهِ الاجتماعيةِ والاقتصاديةِ والسياسيةِ ليكونَ قيمةً مُضافَةً إلى صَـرْحِ نهضتِنا الشاملةِ التي ستكتملُ مرحلتُها الأولى في سنةِ 2030م، بإذنِ اللهِ. وهذا يقودُنا للدعوةِ إلى التَّوَسُّعِ في مناقشةِ كيفيةِ ترسيخِ مفاهيمِ الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ، وتطويرِ التعليمِ، ودورِ رأسِ الـمالِ الوطنيِّ في التنميةِ، وتجديدِ خطابِـنا الإعلاميِّ ليكونَ واجهةً تعكسُ صورةَ بلادِنا كدولةِ مؤسساتٍ ومجتمعٍ مَدنيٍّ، وتُبْرِزُ إنسانَنا في تَحَضُّرِهِ ومَدَنِـيَّتِـهِ وكفاءَتِـهِ علمياً ومعرفياً وعملياً.كلمةٌ أخيرةٌ:بناءُ الـمستقبلِ يبدأُ بفكرةٍ ورؤيةٍ وإرادةٍ، ونحمدُ اللهَ أننا نمتلكُها بوجودِ قائدٍ حكيمٍ هو رمزُ نهضتِنا وراعيها.
654
| 17 مارس 2016
لم تزلِ الصناعةُ الرياضيةُ في بلادِنا تُناقَشُ من جانبِـها النَّظريِّ الذي يصلحُ كمقالٍ دعائيٍّ لكنه لا يُسْـهِمُ في توفيرِ أجواءِ الانتقالِ بها إلى جانبِها العمليِّ. والأجدرُ بنا، كُتَّاباً وإعلاميين وصحفيين، أنْ نطرحَ أفكاراً ورؤى مُحَـدَّدَةً تُساعدُ في إثارةِ نقاشٍ يفيدُ في لَفْـتِ الأنظارِ إلى هذا الـمجالِ الاقتصاديِّ الهامِّ.الصناعةُ الرياضيةُ ليستْ إنتاجَ الأدواتِ والـمُعِـدَّاتِ والألبسةِ الرياضيةِ فقط، وإنَّما هي ناتجٌ عامٌّ لنهضةٍ شاملةٍ تكونُ الرياضةُ إحدى قواعدِها. ولأنَّها جزءٌ من رؤيةٍ وطنيةٍ مُستقبليةٍ؛ فلابدَّ لها منْ تخطيطٍ وإعدادٍ ينطلقانِ من إنشاءِ قاعدة تَحتية رياضية ضخمة تتيحُ احتضانَ البطولاتِ الرياضيةِ الكبيرةِ إقليميًا ودوليًا، وإعدادِ تشريعاتٍ بقوانينَ جاذبة لرؤوسِ الأموالِ الأجنبيةِ. وبعد ذلك، إعدادُ العُـدَّةِ لنهضة إعلامية شاملة تتنقلُ بإعلامِنا من الـمجالِ الـمحليِّ إلى الـمجالِ الإقليميِّ والدوليِّ.منذُ سنوات، تشهدُ بلادُنا إقامةَ منشآت رياضية ضخمة، استعدادًا لاحتضان مونديال 2022، وهي منشآت ليس لها مثيل في منطقتِـنا العربيةِ، والخليجية منها بخاصة، وينبغي علينا البحثُ عن استثمار أمثلَ لها بعد إقامةِ الـمونديالِ. وهنا، تبدأ الـمسؤوليةُ الوطنيةُ لرجالِ الأعمالِ الـمُطالَبينَ بالدعوةِ إلى إنشاءِ مراكزَ بَحثيةٍ اقتصاديةٍ مُتَخَصِّصَةٍ، ومراكزَ مُتَخَصِّصَـةٍ في إعدادِ الشبابِ علمياً وعملياً في مجالِ العلاقاتِ العامةِ الدَّوليةِ، وأنْ يُسْهِموا في إنشائها كجزءٍ من مهمتِهم في تنشيطِ الاقتصادِ. وتستطيعُ هذهِ الـمراكزُ، بالتنسيقِ مع اللجنةِ الأولـمبيةِ، أنْ تُعِـدَّ خططًا لاجتذابِ الـمستثمرينَ الدَّوليينَ لإقامةِ مشروعات رياضية مستندة إلى البُنى التحتيةِ الجاهزةِ عندنا. ومصطلحُ: مشروعات رياضية، يشملُ، أولاً، إقامةَ البطولاتِ والـمعسكراتِ والصناعاتِ الصغيرةِ الـمرتبطةِ بهما. ثم، تبدأُ مهمةُ الجيلِ الشابِّ في تمتينِ العلاقاتِ العامةِ الدوليةِ مع الشركاتِ العالـميةِ الكبرى والـمنظماتِ الرياضيةِ، ليُستَثْمَـرَ نجاحُها الـمُتَدَرِّجِ في صيرورةِ بلادِنا مركزًا للصناعةِ الرياضيةِ الكبيرةِ خلال خمسةِ عشرَ عامًا على الـمدى القريبِ. هنا، نجدُ أنفسَنا أمامَ قوانينِ الاستثمارِ والإقامةِ مرةً أخرى. فمن خلالِ معرفتي الشخصيةِ ببعضِ الأجانبِ الباحثينَ عن فرص للاستثمارِ، أجدُ أنَّ الواقعَ الإداريَّ والقانونيَّ الـمُنَظِّمَ لانخراطِ رأسِ الـمالِ الأجنبيِّ في الاقتصادِ الوطنيِّ هو واقعٌ طاردٌ للمستثمرينَ الذينَ يتلقونَ وعودًا بتسهيلِ الإجراءاتِ لكنهم يصطدمونَ بالرَّتابةِ الإداريةِ؛ الروتين، وعدمِ وضوحِ القوانين وتضاربِها أحيانًا. ممَّا يدفعُ بنا إلى الدعوة للاحترافِ الوظيفيِّ في الوزاراتِ التي تتصلُ مهامُها بالاقتصادِ مباشرة. والاحترافُ يعني إعدادَ الـموظَّفينَ من الجنسينِ إعدادًا علميًا وإداريًا وقانونيًا، بحيثُ يكونونَ واجهة تتعاملُ بحِـرْفِـيَّـة واقتدار مع الـمستثمرينَ الأجانبَ الذين لا ينبغي أنْ تكونَ الواجهةُ الإداريةُ التي يتعاملونَ معها تفتقرُ إلى الخبرةِ والـمعرفةِ اللازمتينِ للإجابةِ عن كلِّ استفسار مهما صَغُرَ.كلمة أخيرة:الصناعةُ الرياضيةُ مجال اقتصادي مهم، فهي أحد مصادر الدخـل الوطني مستقبلاً، وستستقطبُ جزءًا من العمالة الوطنية، إداريًا وفنيًا، عند نجاحِنا فيها.وللحديثِ بقية.
595
| 16 مارس 2016
مرةً أخرى، يعودُ التحكيمُ إلى الواجهةِ، وتُثارُ عواصفُ الانتقاداتِ حتى تصلَ إلى التشكيكِ في نزاهةِ الحُكَّامِ والتنقيبِ عَمَّا تُخفي قلوبُهُم وضمائرُهُمْ، ويتمُّ التعاملُ معهم كأنَّهُم آلاتٌ لا توجدُ في برامجِها هوامشُ للوقوعِ في خطأٍ. فقد كانَ الخطأُ التحكيميُّ لحكمِنا الوطنيِّ عبد الرحمن الجاسم فادحاً في مباراةِ الوكرةِ والغرافةِ، إلا أنَّـهُ يظلُّ خطأً فنياً اتُّخِـذَ القرارُ بشأنِـهِ في ثوانٍ معدوداتٍ، ولابدَّ من تنبيهِـهِ إليه، ومطالبتِـهِ بالتركيزِ قبل اتخاذِ القرارِ التحكيميِّ مستقبلاً. لكن، لا ينبغي اتِّخاذُهُ مَطِـيَّـةً لتفريغِ شحناتِ الانفعالاتِ في صورةٍ تجعلُ الحكمَ في موضعِ الشكَّ من حيثِ ميولِـهِ تجاه هذا النادي أو ذاك، لأنَّه، في الـملعبِ، ليس شخصاً وإنَّما هو شخصيةٌ اعتباريةٌ، مَثَلُه في ذلك كمثلِ القاضي والشرطيِّ والـموظفِ، نثقُ في نزاهتِهم، وليس لنا إلا تقييم أدائِهم وتوجيههم بلباقةٍ فقط. الـمشكلةُ في التعاطي الإعلاميِّ مع قضايا التحكيمِ أنَّـهُ، في معظمِـهِ، يُصاغُ في عباراتٍ ضخمةٍ عامَّـةٍ لا تعني شيئاً أكثرَ من كَوْنِها مجردَ حضورٍ إعلاميٍّ لقائليها، كالحديثِ عن الـموازناتِ الضخمةِ، وعن الحكمِ الوطنيِّ الذي نريدُ أنْ يُمَثِّلَنا في البطولاتِ القاريَّـةِ والدَّوليَّـةِ، دون أنْ يُقَـدِّموا رؤيةً يمكنُ البناءُ عليها، أو اتِّخاذُها مُرْتَكَزاً لنقاشٍ موضوعيٍّ يتيحُ تلافي الأخطاءِ وتطويرَ الأداءِ في الإعدادِ الفنيِّ للحُكَّامِ. والأجدى من ذلك هو مطالبةُ لجنةِ الحُكَّامِ بإبداءِ موقفِها من الأخطاءِ التحكيميةِ، وتبيينَ خُطَطِها لتلافيها والتقليلِ من حدوثِها مستقبلاً. وأيضاً، مطالبتُها بتوضيحِ رؤيتِها وقواعدِ عملِها في إعدادِ الحكَّامِ وصَقْـلِ مهاراتِهِم. أما أنْ يصمتَ الـمسؤولونَ فيها، أو تكونَ تصريحاتُهُم ردودَ أفعالٍ، فهذا يزيدُ الانتقاداتِ حِـدَّةً يدفعُ حُكَّامُنا الوطنيونَ أثمانَها الـمَعنويةَ التي لا شكَّ ستؤثِّـرُ على أدائِهِم الفنيِّ. ليسَ الـمَطلوبُ الصمتَ عن الـمقاصلِ النفسيةِ التي تُنْـصَبُ لحُكَّامِـنا إعلامياً، ولا الصمتَ عن أخطائِـهِم، ولكنَّـهُ الوصولُ إلى منطقةٍ وسطى تتلاقى فيها الأفكارُ والتحليلاتُ والانتقاداتُ والردودُ عليها بحيثُ نضعُ أساساً علمياً للصَّرْحِ التحكيميِّ الذي ننشدُ بناءَهُ، لأنَّ الإعلامَ الـمؤثِّـرَ هو الذي يقومُ بدورٍ إيجابيٍّ فاعلٍ بعيداً عن الإثارةِ والتضخيمِ اللَّذينِ لا يخدمانِ قضيةً، ولا يُحققانِ هدفاً. الحَكَـمُ إنسانٌ يبذلُ جهوداً هائلةً، بدنيةً ونفسيةً وعقليةً، في الـمُباراةِ، ونتفهَّمُ آليةَ اتِّخاذِهِ القرارَ في ثوانٍ أو جزءٍ من الثانيةِ أحياناً، لكننا نطالبُـهُ بمزيدٍ من الانتباهِ والتركيزِ في الـملعبِ، لأنَّ قرارَهُ إنْ كانَ خاطئاً فإنَّـهُ سيؤثِّرُ سلباً على جهودٍ ضخمةٍ طويلةٍ بُذِلَتِ لإعدادِ الفريقِ الذي ظُلِـمَ، وسيُعطي أفضليةً في الـمنافسةِ للفريقِ الآخرِ قد لا تتناسبُ مع أدائِـهِ الفنيِّ أصلاً.
382
| 23 فبراير 2016
عندما يلتقي العربي والريَّان، فإنَّ الحديثَ لا يكونُ عنْ مباراةٍ بين فريقينِ وحَسب، بل عن وجودٍ جماهيريٍّ ضخمٍ للناديينِ في بلادِنا. فهو حديثٌ حضاريٌّ بلغةِ الرياضةِ ومفرداتِها الأخلاقيةِ والاجتماعيةِ الرفيعةِ. الريَّانُ، الذي صعدَ إلى الدوري بعد غيابِهِ عنه في الـموسمِ الـماضي، كانَ كطائرِ الفينيقِ في الأساطيرِ عندما يُحْـرَقُ ويُغَطِّيهُ الرمادُ ثمَّ ينفضُ الرمادَ عنه ويبسطُ جناحيه مُحلِّقاً بشموخٍ. فمنذُ بدايةِ الدوري، شَهدْنا كفاءةً عاليةً في الأداءِ الإداريِّ، انعكسَتْ إيجاباً على الـمستوى الفنيِّ للفريقِ في كلِّ مباراياتِـهِ، فكان فوزُهُ في سبعِ عشرةَ مباراةً من ثماني عشرة عاملاً كبيراً في تغييرِ القناعاتِ، وعَكْـسِ التحليلاتِ، وأثبتَ أنَّ قلعتَـهُ صامدةٌ وقادرةٌ على مواجهةِ التحدِّياتِ، وأنَّ القلبَ الريَّانيَّ سينبضُ بفرحةِ احتضانِ درعِ الدوري، كما تشيرُ قراءاتُنا للأداءِ الفنيِّ له وللأنديةِ الأخرى. أما العربي، فمنْ قلعتِـهِ الحمراءَ، التي تحتضنُها قلوبُ جماهيرهِ النابضةُ بآمالِها في كتابةِ صفحةٍ جديدةٍ، خرجَ الفريقُ بقوةٍ في بداياتِ الدوري ثم تَعَـثَّرَ أداؤهُ الفنيُّ، لكنه في مبارياتِهِ الثلاثِ الأخيرةِ شَهِـدَ صحوةً أرجعتْـهُ ليكونَ خصماً عنيداً جعلَ القلبَ العرباويَّ يخفقُ مجدَّداً بآمالِـهِ بالتواجُدِ في الـمربعِ الذهبيِّ. لن نُحَـلِّلَ مباراةَ اليومِ فنياً، فنتحدثُ عن الإعدادِ النفسيِّ، وتَماسُكِ خطوطِ اللعبِ، ومهاراتِ اللاعبينَ في الفريقينِ، وإنَّـما سنؤكِّدُ على قناعاتِـنا بأنَّ الأسدَ الريانيَّ بزئيرِهِ مُنتشياً بانتصاراتِـهِ، والقلعةَ الحمراءَ بنبضِ قلبِها بأمجادِها، عندما يلتقيانِ فإنَّهُما يبعثانِ الروحَ في الـملاعبِ، ويرسمانِ صورةً حبيبةً مُتَجَـذِّرَةً في نفوسِنا عنهما. ولذلك ندعو جمهورَيْهِـما لحضورِها، لأنَّهما واجهةٌ حضاريةٌ رياضيةٌ نفخرُ بها، وندركُ أنَّ صدى التشجيعِ الذي يهزُّ الـملعبَ سيتردَّدُ في بلادِنا وخارجِها مُتَـحَـدِّثاً عن مجتمعِنا وإنسانِهِ الـمُتَمتِّعِ بالروحِ الرياضيةِ وأخلاقِها. لقاءُ اليومِ ، فيه أربعةٌ وعشرونَ لاعباً، منهم اثنانِ في الـمُدرجاتِ وهما اللاعبانِ الرئيسيانِ وروحُ الـمباراةِ. وكمْ رائعٌ هذا الصدى لها في شارعِنا الرياضيِّ، فكأنَّها بدأتْ قبلَ إطلاقِ صافرةِ البدايةِ.
269
| 20 فبراير 2016
تشكيلُ لجنةٍ استشاريةٍ شبابيةٍ لوزيرِ الشبابِ والرياضةِ، مبادرةٌ هامةٌ تعكسُ الحرصَ على الانتقالِ بأداءِ مهام الوزارةِ منَ الـمجالِ النَّظريِّ إلى العَـمَليِّ التطبيقيِّ. وعلى الرغمِ من أنَّ الوقتَ لم يزلْ مُبكراً للحديثِ عن اللجنةِ والدورِ الذي ستلعبُـهُ، فإنَّ من الجيدِ طَرْح رؤانا حوله في نقاطٍ، كالتالي: (1) اللجنةُ استشاريةٌ تابعةٌ لسعادةِ الوزيرِ مباشرةً، و هي بذلك تستمدُّ تأثيرَها منه كشخصيةٍ اعتباريةٍ في أعلى الهرمِ الوظيفيِّ في الوزارةِ، وهذا من شأنِـهِ أنْ يجعلَ تأثيرَها فاعلاً في اتِّخاذِ القراراتِ الخاصةِ بشؤونِ الشبابِ وقضاياهم. و هي نقطةٌ تُضافُ لسِجِـلِّهِ الحافلِ بالرؤى الـمُتَجَـدِّدَةِ لتفعيلِ دورِ الشبابِ في بلادِنا. (2) ولأنَّها استشاريةٌ، فمهمتُها تقديمُ الـمعلوماتِ والنصائحِ الفنيةِ التي تُسْهِمُ في تحقيقِ أهدافِ الوزارةِ في الـمجالِ الشبابيِّ. وهنا، نتمنى لو ضَـمَّتْ شباباً من الجنسينِ مُخْـتَصِّينَ في علومِ التخطيطِ والنفسِ والاجتماعِ والتربيةِ والإعلامِ والشريعةِ، وحتى في الآدابِ العربيةِ والعالـميةِ، لتكونَ مشوراتهم متكاملةً وقائمةً على نظرةٍ علميةٍ دقيقةٍ تجاه القضايا الشبابية في جوانبِها كافةً. (3) لا نشكُّ للحظةٍ في أنَّ الوزارةَ وضعتْ خططاً تُتيحُ لأعضاءِ اللجنةِ التَّـمَرُّسَ في العملِ العامِّ، وصَقْلِ مهاراتِهم العمليةِ بحيثُ تُكافئُ مؤهَّلاتِهِـم العلميةَ والـمَعرفيةَ. ونشيرُ، هنا، إلى وجوبِ التواصلِ معَ جامعةِ قطرَ، والـمراكزِ البَحثيةِ في الدولةِ في هذا الصَّدَدِ. (4) من متابعتِنا لـما تقومُ به الوزارةُ ونجاحاتِها فيه، فإنَّنا نؤمنُ بوجودِ رؤيةٍ تتضمنُ تفويضَ اللجنةِ بالتواصلِ الرسميِّ معَ الوزاراتِ والهيئاتِ والـمؤسساتِ الحكوميةِ والأهليةِ في الدولةِ، فيما يخصُّ الحصولَ على معلوماتٍ بشأنِ القضايا التي عليها تقديمُ الـمَشورةِ بشأنِها. (5) نتمنى على اللجنةِ الاستشاريةِ أنْ تُولي عنايةً بالغةً لعَـمَلِ الشبابِ في القطاعِ الخاصِّ، وطَـرْحِ رؤًى وأفكارَ بشأنِ الدورِ الفاعلِ للوزارةِ بشأنِها. وأيضاً، نتطلعُ إلى رؤاها الخاصةِ بتفعيلِ دورِ الوزارةِ مجتمعياً كالـمبادرةِ، مثلاً، ليكونَ لها تأثيرٌ حقيقيٌّ يعضدُ الدورَ الرائعَ الذي تقومُ به الـمؤسساتُ العقابيةُ والإصلاحيةُ الـمَعنيةُ بالأحداثِ والشبابِ، انطلاقاً من مُسَـلَّـمَةِ تقولُ إنَّ الإنسانَ خَيِّـرٌ بفِطْـرَتِـهِ، وإنَّ إصلاحَهُ وتهذيبَهُ قضيةٌ لابدَّ من دورٍ للوزارةِ فيها. (6) شبابُنا مُطالَبونَ بالتعاملِ البَـنَّاءِ معَ الوزارةِ من خلالِ طَرْحِ قضاياهُم ومشكلاتِهِم في موقعِها الإلكترونيِّ، ووسائلِ الإعلامِ الـمَقروءةِ والـمَرئيةِ والـمسموعةِ. والأهمُّ، هو التواصلُ مع اللجنةِ الاستشاريةِ في موقعِها الإلكتروني الذي سيتمُّ استحداثُهُ بعد تشكيلِها، ليكونَ موقعاً شبابياً جامعاً تُطْـرَحُ و تُناقَشُ القضايا فيه بروحٍ وطنيةٍ عاليةٍ. وبالطبعِ، فإنَّ اللجنةَ هي السبيلُ لتكونَ الوزارةُ مُعَـبِّرَةً عن الشبابِ وتَطَلُّعاتِهِم وآمالِهِم في غدٍ نثقُ أنَّـهُ أفضلُ وأروعُ لأنَّهُم يشاركونَ في صُنْعِهِ. كلمةٌ أخيرةٌ: بدايةُ الشجرةِ الـمُثمرةِ تبدأُ بِـبِذرةٍ صغيرةٍ، وكم تُثلجُ صدورَنا البذرةُ التي غَرَسَها سعادةُ الوزيرِ في تُرْبتِـنا الشبابيةِ الخَصبةِ الـمِعطاء.
389
| 16 فبراير 2016
تَفعيلُ طاقاتِ الإنسانِ، وتطويرِ قدراتِـهِ، مسؤوليةٌ اجتماعيةٌ شاملةٌ يجبُ على جميعِ مؤسساتِ وهيئاتِ الدولةِ والـمجتمعِ الإسهامُ فيها. لكننا نلاحظُ القصورَ الكبيرَ في أداءِ الأنديةِ الرياضيةِ والـمراكزِ الشبابيةِ لدورِها في هذه العملية، كما يَتَـبَـيَّنُ لنا من أنشطتِها الـموسميةِ ذاتِ الطابَعِ الاجتماعيِّ التربويِّ الوطنيِّ. فهي أنشطةٌ تتسمُ بالخواءِ وبالأجواءِ الاحتفاليةِ التي لا نلمحُ أثراً لها إلا كأخبارٍ وتصريحاتٍ في زوايا الصفحاتِ الرياضيةِ، وكأنَّها تُقامُ كجزءٍ من أوجهِ صَـرْفِ الـموازناتِ دون تخطيطٍ علميٍّ يتيحُ الإفادةَ منها في ترسيخِ مفاهيمِ الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ في نفوسِ الناشئةِ والشبابِ. فهي أنشطةٌ ساذجةٌ تفتقرُ إلى عناصرِ الجِـدَّةِ والإبهارِ والجَـذْبِ، وتجعلُنا نشعرُ بأنَّ الـمسؤولينَ عنها يرونَ أنَّ الـمهمةُ الاجتماعيةُ للأنديةِ والـمراكزِ مَقصورةٌ على تجميعِ الناشئةِ والشبابِ في أماكنَ بعينِها ليشاركوا في مسابقاتٍ سقيمةٍ، أو يحضروا دوراتٍ لا تُغَذِّي عقولَهُم ونفوسَهم بزادٍ معرفيٍّ أو علميٍّ، ولا تُـنَـمِّي فيهم روحَ الـمبادرةِ والتَّمَـيُّزِ الفرديِّ والارتباطِ بالجماعةِ.والـمُسْتَغْرَبُ في الأنديةِ الرياضيةِ والـمراكزِ الشبابيةِ أنَّها لا تتفاعلُ إيجاباً مع مشروعِ نادي السدِّ الرياضيِّ للمسؤوليةِ الاجتماعيةِ، وهو مشروعٌ يسيرُ بثباتٍ وعلى نَهْجٍ علميٍّ سليمٍ حتى أصبحَ نواةً وطنيةً في هذا الـمجالِ الهامِّ الذي يعني النجاحُ فيه ركيزةً مستقبليةً للوطنِ والـمجتمعِ والفردِ. والأكثرُ إثارةً للاستغرابِ هو الإصرارُ على السَّيْـرِ في نفسِ الدَّرْبِ رغم تَـبَـيُّنِ لا جدواهُ، مما يدفعُ بنا لتَـمَنِّي إفساحِ الـمجالِ أمامَ الشبابِ من الجنسين ذوي الكفاءةِ والرؤى والحاصلين على مؤهِّلاتٍ دراسيةٍ عُليا في كلِّ التخصصاتِ لتَـوَلِّي الـمناصبَ الخاصةِ بالعلاقاتِ العامةِ والتخطيطِ والتواصلِ الاجتماعيِّ فيها، لأنَّهم الأقدرُ على تفعيلِ دورِها الاجتماعيِّ، ومُؤهَّلونَ لوضْعِ خططٍ تنقلُ أداءَها من الاحتفاليةِ إلى التأثيرِ الحقيقيِّ في الفردِ والـمجتمعِ.فلنطرحْ مثالاً آخرَ على نجاحِ بعضِ الأنديةِ في إدراكِها لدورِها الاجتماعيِّ، هو نادي الجيشِ الرياضيِّ الذي تلاحَظُ كفاءةَ الـمسؤولين فيه بالتواصلِ معَ الـمجتمعِ من خلالِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعيةِ. وهو دورٌ لم يكتملْ بعدُ لكنَّـهُ يشيرُ إلى وجودِ رؤيةٍ ومُخَطَّطاتٍ للانتقالِ به إلى مستوياتٍ ترفدُ رؤانا الوطنيةَ. فعندما يقومُ الـمسؤولونَ فيه بالتجاوبِ معَ ما يطرحُـهُ الإعلاميونَ بشأنِ الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ، وسواها من الشؤونِ الـمُتعلِّقةِ بمجالاتِ تأثيرِ الرياضةِ، فإنَّ ذلك يُوَسِّـعُ دائرةَ النقاشِ ويفيدُ في تعديلِ جزئياتِـهِ، ويجعل من النادي عنصراً فاعلاً اجتماعياً.عندما نتحدثُ عن الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ فإننا لا نتحدثُ عن جماهيرِ الأنديةِ، ولا عن الناشئةِ والشبابِ في الـمراكزِ الشبابيةِ، وإنَّما عَمَّا تقومُ به الأنديةُ والـمراكزُ لاجتذابِهِم خارجَ نطاقِ النشاطِ الرياضيِّ البدنيِّ بحيثُ تُشَكِّلُ جزءاً من وعيِهِم الوطنيِّ وارتباطِهِم الذاتيِّ بوطنِـهِم ومجتمعِهم، ودورِهم فيهما. والأجدرُ بها أنْ تقومَ بمراجعةٍ شاملةٍ لدورِها الاجتماعيِّ بعيداً عن التبريراتِ الـمُعتادَةِ حول الـموازناتِ الـموضوعةِ لأنشطتِها في هذا الصَّددِ، لأنَّها تبريراتٌ تقولُ، صراحةً، إنَّ بعضَ الـمسؤولين فيها يفتقرونَ للحِـرْفيةِ في الإدارةِ والتخطيطِ.
423
| 16 فبراير 2016
مساحة إعلانية
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
5058
| 20 أكتوبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
4440
| 24 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3696
| 21 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2799
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
2373
| 23 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1518
| 21 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
1071
| 20 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
1020
| 23 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
978
| 21 أكتوبر 2025
فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...
972
| 21 أكتوبر 2025
القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...
846
| 20 أكتوبر 2025
في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...
825
| 17 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية