رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الأهلي والجيش: مباراةٌ بين إدارتين

هناك ظاهرةٌ هامة لا تنالُ اهتماماً إعلامياً كافيا عند الحديث التحليلي عن كرتنا القطرية من خلال بطولة الدوري، هي تلك المتعلقة بالممكن تحقيقه والشروط اللازمة لذلك. فتركيزنا ينصبُّ دائماً على الفوز والخسارة في مباراةٍ هنا وأخرى هناك، وكأنَّ ذلك هو المؤشر الذي نبني عليه توقعاتنا، فنصنع هالةً ضخمةً للفائز لا تتسق مع الواقع. مباراة الأهلي والجيش، أمسِ الأول، لم تكن بين فريقين فقط، وإنما بين إدارتين ناجحتين ومُـدَرِّبَـيْـنِ استطاعا قراءةَ فريقيهما جيداً فَـوَظَّفا لاعبيهما بشكل مميز، وقَدَّما مباراةً كبيرةً. ففوز الأهلي وتَفَـوُّقَـهُ لا يعنيان خسارة الجيش، وإنما يلفتان أنظارنا إلى التجربة الإدارية والفنية الرائعة لكليهما. كفاءةُ الجهازين الإداري والفني هي الأساس الذي ننطلق منه، فالجيش، مثلاً، لديه محترفون كبار، ونفس الشيء ينطبق على لخويا، لكن شتان بين مستوييهما وما حققاه من نتائج في الدوري. والأهلي لديه لاعبون محترفون جيدون، ونفس الشيء ينطبق على أم صلال، وأيضاً شتان بين الفريقين. هذا يقودنا إلى بحث نقطة ذات مدلولات كبيرة يُـرَدُّ بها على إدارات أنديةٍ جماهيرية أخرى، هي تلك المتصلة بالدعم الـمُعتمدةِ لفرق القدم. فضخامة المردود المالي لـمُحْـتَـرفي الجيش أكبر من مثيلتها لـمحترفي الأهلي، ورغم ذلك يستمر الأهلي في سعيه الحثيث للتقدُّمِ وينجح في ذلك. وننظر إلى الريان والعربي كمثالين معاكسين تنطبق عليهما نفس الحالة، لنجد الريان يعاني من التعثر والتراجع، والعربيّ الذي يعيش لحظة انتصارٍ على فريقٍ مُضَعْضَـعِ القوى وكأنَّ ذلك غَـيَّـرَ من واقع مسيرة التراجع التي يعيشها. ولنطرح مثالاً لإساءةِ توظيف الإعلام الرياضي للحَـدَثِ الكروي، فنجد أنفسنا أمام حالةٍ فريدةٍ من صُنْـعِ الهالة والبريق، كما هو الحال مع نادي لخويا الذي فاز على فريق لم يحقق شيئاً في الدوري هو أم صلال. فيُثارُ الحديثُ عن عودة لخويا للانتصارات وليس للمنافسة فقط. فهل يخدم ذلك الكرة القطرية، أم يجعلنا نعيش لحظة الانتصار الضعيف وكأنها بدايةٌ لمسيرةٍ من الإنجازات. نبارك للأهلي على المستوى الفني الرفيع، وهذه النتيجة التي أثلجت صدور جمهوره، وأشعلت نار المنافسة في الدوري.

341

| 08 ديسمبر 2013

"العربي والريان.. تَقييمٌ من زاويةٍ أخرى"

كانت مباراة العربي والريان، أمس الأول، لقاءَ قمةٍ بين فريقين ذوي جمهورين كبيرين في بلادنا، ولكنها خَـلَتْ من الحضور الجماهيريّ الـمُعتادِ في أمثالها. الأمر الذي يعكس الانحراف الكبير في مؤشر العلاقة بين الجماهير وأنديتها، ومن خلاله نستطيع القول أنَّ الفوز بمباراة أو خسارتها لن يكونا المقياس الذي نحكم به على المستوى الفني للفرق، لأنَّ المشكلةَ تفاقمتْ وبلغت حداً سينعكسُ بصورة بالغةِ السوء على كرتنا القطرية. لا ننتقد بهدف التركيز على الأخطاء وإبراز مواضع الخلل، إدارياً وفنياً، وإنما بهدف الإصلاح وتَسريعِ وتيرته. فلا ينبغي السماح بانهيار الأندية ذات الجماهير الكبيرة، ومنها العربي والريان، ويجب تكرار الحديث عنها بقسوةٍ، لأنها أنديةٌ رافدةٌ للمنتخبات باللاعبين رفيعيِّ المستوى، وجاذبةٌ للحضور الجماهيري. وإذا استمر مسلسل التخبط الإداري، والتراجع الفني في أدائها، فإنَّ منتخباتنا ستعاني طويلاً، وستكون ملاعبنا مستقبلاً ساحاتٍ تتنافس فيها فرق الأندية ويقتصر الحضور على الطواقم الإدارية والفنية لها وأعضاء روابط المشجعين مدفوعي الأجر الذين سيحققون أرباحاً جيدة في ظل التراكض لاجتذابهم حينها. أنديتنا تعاني من قصورٍ في أداء إداراتها لـمَـهامِـها، والأسبابُ معروفةٌ، والحلولُ مُتاحةٌ، إلا أنَّ معظمنا يدورون حولها، ويشيرون إلى جوانبَ منها، ويتناسونها في غَـمْـرَةِ الفوز بمباراةٍ أو خسارتها. والغريبُ أنَّ أحداً لا يَطَّـلِـعُ على التجارب الإدارية الناجحة في بعض أنديتنا، ولا يشير إلى نتائجها التي انعكست إيجاباً على مستويات فِـرَقِـها. ونلاحظ هنا ارتفاعَ نبرةِ التعصبِ للنادي التي لا تعدو كونها غطاءً للفشل في التفاعل الـمُثمر والاستفادة من تلك التجارب. نباركُ للعربي فوزه، ونقولُ للريان إنَّ خسارتَـهُ حظٌّ سيءٌ نتمنى زواله، ونؤكدُ أنَّ الفوز والخسارة في مباراتِهما ليسا الحَـدَثَ، فالحَـدَثُ في مكانٍ آخر هو قلوب الجماهير التي تتردد فيها أصداء آلام مسلسل تراجع مستويات أنديتنا ولن يشفيها فوزٌ أو خسارةٌ في مباراة.

549

| 07 ديسمبر 2013

نحو خطاب إعلامي مونديالي

ليس كالإنجازِ وسيلةً تتحدث بها الدولُ عن نفسها، وليس كلغة الإعلام الذكية الـمُرْتَـكِـزةِ على الإبهارِ البصريِّ والسَّـمْـعِـيِّ أسلوباً ننقل من خلاله ما نريد قوله عن مجتمعاتنا وأنفسنا. ولا نقصد بالإنجازِ إحرازَ البطولاتِ وإقامة الندوات والفعاليات، وإنما هو ما تحقق من تغييرٍ مُلاحَـظٍ في الشخصية القطرية من ناحية النَّـظَـرِ إلى الرياضة كثقافةٍ وسبيلٍ للنهوض بالمجتمع، عبر إنشاءِ مؤسساتٍ رياضيةٍ تستند إلى العلم والمعرفة والإعداد البدني لطلابها، كما هو الحال مع أسباير. لم ننجح، حتى يومنا، في تقديم أسباير للعالَـمِ كما ينبغي، وظلَّ حديثنا عنها عاماً يدور حولها كصرحٍ رياضيٍّ فريدٍ من نوعه في الشرق الأوسط كله. أما جهودها وأساليب التعليم والتدريب فيها، والأهداف التي حققتها أو تسير على درب تحقيقها، فلا نتحدث عنه إلا قليلاً. وكم فاجأَ الكثيرين أنَّ برنامجاً رياضياً أمريكياً، اسمه بيوت المجد، Houses of Glory، يهتم بالصروح الرياضية الكبيرة في العالم، قد خصص جانباً من إحدى حلقاته للحديث عن أسباير بصورة جمعت بين الإمتاع البصري وثراء الأفكار، وتردد اسم قطر خلالها مراتٍ عِـدَّةً كدولة تمارس دورها بصورة متقدمةٍ في إعداد إنسانها وتأهيله. لقد كان للإنجاز الـمُتمثلِ في أسباير دور إعلامي رائد في تقديم بلادنا للآخرين الذين يريدون منا أن نتحدث لنقول شيئاً عن أنفسنا نردُّ به على الـمُغْـرِضينَ بأسلوبٍ حضاريٍّ يشير إلى ما تحقق ويتحقق في بلادنا. وهذا يدفعنا لنتمنى على اللجنة المسؤولة عن الإعداد للمونديال أن تتجه لتسويق بلادنا ومجتمعنا وإنساننا عبر الحديث عن أمثال هذه المنشآت الضخمة ذات الطابع الرياضي في الصحافة ووسائل الإعلام الخارجية، ومع المؤسسات المدنية والرياضية والتعليمية في دول العالم. لابد من الدعوة لإيجاد لجنةٍ تجمع لجنةَ الإعدادِ عن المونديال والمسؤولين في صحفنا المحلية، مهمتها وَضْـعُ الخطط الإعلامية الملائمة للحَـدَثِ الكوني، وكذلك التَّـوَجُّـهُ بخطابٍ جديدٍ إلى عالَـمِـنا العربي، يهدفُ إلى ترسيخِ فكرةِ أنَّ إقامةَ المونديالِ في قطر الحبيبة هو إنجازٌ للإنسان في وطننا العربي الكبير.

322

| 06 ديسمبر 2013

المونديال ولغةُ الخطابِ مع العالَمِ

أثلج صدورنا أنْ اللجنةَ المسؤولةَ عن الإعداد لمونديال 2022م قامت بدورها في مجال العلاقات العامة الدولية، من خلال التواصل مع الصحف الكبرى والمنظمات الـمَـدنية والرياضية في العالَـم، إلا أنَّ جهودَها جزءٌ من جهودٍ يجب أن يبذلها الجميع لتتلاءم مع حَـدَثٍ رياضيٍّ كونيٍّ نستعد له على المستويات البشرية والـمُجتمعية والاقتصادية والسياسية. يجب الحديث بوضوحٍ وأسلوبٍ مباشَـرٍ لنقول إننا لم نزل، إعلامياً، في مرحلة ردِّ الفِـعْـلِ على الحملة الـمُغْـرِضَـةِ الفاشلة التي تعرضت لها بلادُنا، فنحن نتحدث كثيراً عن النوايا السيئة للآخرين تجاهنا، ولا نتحدثُ عن فضائِـلِـنا ومدى تَـحَـضُّـرِنا وتَـمَـدُّنِنا والروحِ الإنسانيةِ السائدةِ في مجتمعنا. لا يجب أن يقتصر خطابنا الإعلامي على الـمنشآت الرياضية الضخمة والبنى التَّحتِـيَّـةِ التي قطعنا شوطاً كبيراً في تشييدها، وإنما علينا الحديث عن الإنسان الـمواطن وشقيقه الإنسان المقيم، والحقوق الـمَكفولة لهما بموجب الدستور والقوانين، والكفاية والعدالة والمساواة أمام القانون التي يتمتعان بها في دولةٍ تحترم الإنسانَ وترعاه. من المهم، في لغتنا الإعلامية مع العالم، أنْ نتخطى المفردات والرؤى التي اعتدنا استخدامها في خطابنا مع الداخل المحلي والمحيط العربي، فهي لا تفيد في مخاطبة عالَـمٍ متقدِّمٍ في ممارَسَـتِـهِ الديمقراطية وإعلامه الحُـرِّ غير الخاضع للنُّـظُـمِ السياسية في بلاده. من الأمور التي تُحتسبُ لإعلامنا أنه أظهرَ الشفافية التي نتعامل بها مع مشكلات العَمالة الوافدة، وذلك من خلال تركيزه على الحديث المستفيض عنها، ونَشْـرِ قوانينِ العملِ الـمعمولِ بها والتي تستند إلى أكثر التجارب العُماليَّـةِ نضجاً وإنسانيةً في العالَـمِ. وأيضاً، يُحْـتَـسَـبُ له استثمارُهُ للـمُمارسةِ الديمقراطيةِ في بلادنا استثماراً عظيماً، ظَهَرَ بصورةٍ جَـلِـيَّةٍ في سعيه للتواصلِ مع القوى السياسية الحزبية والعُمالية الكبرى في الدول الآسيوية بخاصةٍ، ومن خلالها بدأنا طوراً جديداً من التأثير في الرأي العام فيها، مما يُمَـكِّـنُـنا مستقبلاً من تقليل حِـدَّةِ الحَمَلات الـمُغْـرَضةِ التي قد نتعرض لها. المسؤوليةُ عامَّـةٌ وليست مقصورةً على لجنةِ الإعدادِ للمونديال، ووزارة الخارجية، والإعلام المحلي، ولكنها مسؤوليةُ كلِّ مواطنٍ ومواطنة قطريَّـيْـنِ، فأقوالُنا وأفعالُنا تنعكسُ إيجاباً وسلباً على الجميع، لأننا موضوعون تحت الـمنظار الدولي الذي يراقبنا بدقة لحين إقامة المونديال.

456

| 03 ديسمبر 2013

الـمَجلسُ برنامجٌ جماهيريٌّ ولكن ..

عندما نتحدث عن إعلامنا الرياضي ، علينا أنْ نحرص على الحديثِ بلسانٍ وطنيٍّ صريحٍ يتحمَّلُ أصحابُـهُ مسؤوليةً تجاه الرياضةِ كجزءٍ من الحضارةِ و الروحِ الـمَدَنِـيَّةِ في بلادنا . لابد من الإقرار بأنَّ برنامج المجلس هو الأكثرُ مُتابَـعةً على قناة الدوري والكاس ، ولذلك نحرص على استمراره كإحدى الواجهات الإعلامية التي نُطِـلُّ منها على الخارج رياضياً ، ونُقَـدِّمُ إليه من خلالها مجتمعنا وإنساننا . على الرغم من قيام خالد جاسم بإدارة الحوار بلباقةٍ إلا أنه يصطدم كثيراً بانعدام لغة الحوار المتحضرة من بعض الضيوف، والتصرفاتِ الـمُسْـتَهْـجنةِ من بعضهم الآخر . وفي حين يوجد ضيوفٌ ذوو خبرةٍ عملية و معرفةٍ علميةٍ و قدرةٍ على طرح الأفكار بأسلوب راقٍ إلا أنَّ الصَّـخَـبَ والصراخَ يجعل وجودهم غير ملحوظٍ فيفقد البرنامج قدرته على تحقيق الأهداف الـمَـرجوة منه . المشكلة التي لا ينتبه إليها الكثيرون ، تتمثل في أنَّ بعض الضيوف كانوا، و لا يزالون ، شخصياتٍ رياضيةً عامةً، و يتصرفون بأسلوب بعيدٍ عن الروح الرياضية، فيقومون بإسكات بعضهم بأسلوبٍ فيه سخريةٌ و تَـحَـدٍّ . و بعضهم لا يستنكف عن القيام بدور المدافع عن نادٍ أو شخصٍ بعينهما، فيتحول الحوار من كونه قضيةً عامةً لتحليل المسار الكروي إلى قضيةٍ صغيرةٍ لا شأن لها تطغى على البرنامجِ و تُحْـدِثُ إثارةً لا تليقُ، متناسين أنَّ جمهوراً كبيراً من الناشئة و الشباب يتابعونهم و يتأثرون بهم و يستقون منهم مبادئ الحوار . بالله عليكم ، هل من اللائق أنَّ الضيفَ الذي لا يعجبُـهُ طَـرْحُ الآخرين لآرائهم يقوم بمغادرة موقع التصوير علانيةً أمام الجمهور ، وكأننا نشاهد مشاجرةً في حيٍّ صغيرٍ، ولا نتابع برنامجاً جماهيرياً لابد فيه من التزامٍ عالٍ بالروح الديمقراطية والرياضية؟ . القولُ إنه برنامجٌ يمتدُّ لساعاتٍ أحياناً ولابد من فيه من روحِ الفكاهةِ و التَّبَسُّـطِ ، لا يستقيم مع الواقع الذي يخبرنا أنَّ روحاً من التسلُّطِ والتحدي والسخرية تَـسودُهُ من قِـبَـلِ بعضِ الضيوفِ، وهي أبعدُ ما تكون عن الفكاهة . فنحن نتابعُـهُ ولدينا تَصَـوُّراتٍ مُسبقةٍ لما سيقولُون و يتصرفون خلاله لأننا اعتدنا منهم ذلك .

664

| 01 ديسمبر 2013

" قلتَ يا بو مبارك، فَـمَنْ يَستمعُ؟"

منذ زمنٍ بعيدٍ ونحن ننتظرُ أحداً يُـعَـبِّـرُ بصراحةٍ عن المشكلات الحقيقية التي تعاني منها كرتنا القطرية، فكان أحمد مبارك آل شافي صاحب الصرخةِ التي ستترددُ أصداؤها طويلاً في شارعنا الرياضي. عندما تحدث عن حالة الوهم الكروي التي نعيشها، فإنه قال الحقَّ، فلا أحدَ يُنكر أنَّ دورياتنا في كل اللعبات هي بطولاتٌ فيها اللاعبُ القطري غريب الوجه واليد واللسان، فكأنها منافساتٌ بين أنديةٍ قطريةٍ تكادُ تخلو من لاعبين قطريين. وإذا تحدثنا بروحٍ وطنيةٍ ودَعَـوْنا لاستثمار وجود اللاعبين الأجانب المحترفين في إتاحة الفرصة أمام لاعبينا المواطنين للاحتكاك وصَقْـلِ المهارات والخبرات، وليس اعتبار وجودهم زِيْـنَـةً لواجهات الأندية يتم من خلالها استنزاف مواردها بلا فائدةٍ، فلن يستمع أحدٌ في مجالس إداراتها التي صارت عضويتها تشريفاً لصاحبها حتى لو كان حجرَ عَثرةٍ في طريق تطويرِ وتَقَـدُّمِ النادي في كل اللعبات. فنحن، هنا، نواجه حالةً من الشِّـلَـلِـيَّـةِ والجلوس في أبراجٍ عاجيَّـةٍ بعيداً عن الواقع الذي صار مأساوياً في بعض أنديتنا الكبيرة، ورغم ذلك يستمرُّ أعضاءُ مجالسِ الإدارات في مناصبهم وكأنهم يؤدون وظيفةً لا تحتاج لرؤًى إداريةٍ تستند إلى إحساسٍ قويٍّ بالانتماء للنادي الحل لمشكلاتنا يبدأ من قاعدة الهرم الكروي وليس من قمتِـهِ، فليس اتحادُ القدمِ جهةً سياديةً تفرضُ القوانين فيلتزم الآخرون بتطبيقها تحت طائلة العقوبة إنْ خالفوها، والأجدر أن نتحدث في خطوات عمليةٍ لإجراء انتخابات مجالس الإدارات بعيداً عن المطالبة بتدخُّـلِ الاتحاد، وهذه مسؤولية الـمختصين في الشأن الرياضي بالتعاون مع الـمختصين في الإدارة والتنظيم، ويتم الحوار بشأنها في وسائل الإعلام كلها ليدركَ الجميعُ أنهم سيكونون تحت المجهر الذي يراقبُ أداءَهم لـمَهامهم، ويحاسبهم إعلامياً عليه، ويؤثر ذلك في فرصِ انتخابهم مستقبلاً. أما أن نجلسَ ويلومَ بعضُنا البعضَ الآخرَ، ونتبادلَ الاتهاماتِ بالمحسوبيةِ، فهذا لا يليق بحركةٍ رياضيةٍ توافرتْ لها جميعُ الإمكانات، لكنها تُعاني خللاً في عجزنا عن تغليبِ روحِ الانتماءِ للنادي، أما إعلامُنا الرياضيُّ، فالحديثُ فيه ذو شجونٍ، لأنَّ الفرقَ كبيرٌ بين برامجِ تحليلِ المبارياتِ، وتغطيةِ الفعالياتِ الرياضيةِ من جهةٍ، وبين إعلامٍ رياضيٍّ يتوجه إلى المجتمعِ بهدفِ غَـرْسِ الروحِ الرياضية في نفوس أبنائه، وتهيئة مواطنيه للانخراط الفاعل في الحركة الرياضية من جهةٍ ثانية. فقد نجحَ إعلامنا في الأولى، إلا أنَّ متابعتنا للبرامج التلفزيونية الجماهيرية والصَّـخَـبِ والصراخُ الَّلذانِ يسودانَها، وانعدام الالتزام بلغةِ الحوارِ الـمُتَـحَـضِّرةِ بين المشاركين فيها، يجعلنا نحكم بفشله في تحقيق الهدفِ الرئيسِ له.

1677

| 30 نوفمبر 2013

مرحلةٌ تَتَخَطى إستراتيجيةَ الطوارئ

ليس شرطاً أن يكونَ قَـطْـعُ مرحلةٍ من الدَّرْبِ دلالةً على استعدادِنا للسيرِ في نفسِ الدربِ بنفسِ القوةِ. وهذا ما ينبغي الالتفاتُ إليه في وصول منتخبنا الوطني إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية التي ستشهدها أستراليا في يناير 2015م. ومن هنا، يجب الانطلاق نحو الإعداد السليم لمنتخبنا الوطني خلال سنةٍ تفصلنا عن البطولةِ.مرَّت المرحلةُ العصيبةُ الأولى التي قاد فيها مدربُنا الوطنيُّ، فهد ثاني، المنتخبَ، ووقف الجميعُ يؤازرونه ويُعلنون ثقتَـهُم فيه وعدم مطالبته بإنجازٍ فوريٍّ كبيرٍ في فترةٍ قصيرةٍ زمنياً. إلا أنَّ الجميع، اليوم، يقفون داعمين لاستمراره كمدربٍ لكنهم سيُحَـمِّلونَـه المسؤولية عن خياراته وانعكاساتها على أداء المنتخب خلال البطولة.لنتحدث بوضوح أكثر ونقول إنَّ منتخبنا تأهَّلَ بسبب ضعفِ مجموعته فنياً، وهو أمرٌ يشيرُ إلى وجوب السعي لاحتكاكه بفرقٍ قويةٍ في مباريات وديةٍ خلال السنة القادمة. فليس من المعقول أن يلعبَ مع فرقٍ ضعيفةٍ جداً في الجانب الفني، وفقيرةٍ باللاعبين الأكفاء، وتعاني ضعفاً في التمويل والدعم، ثم نشعر بالاطمئنان لمستواه إذا فاز عليها. ولا أجد سبباً يمنعُ استضافةَ فرقٍ عالميةٍ قويةٍ كروياً، أو اللعبِ معها على أرضها. ولا أرى صعوبةً تحول دون تنظيم مباريات معها، فالدولة تُقَـدِّمُ لاتحادِ القدم الدعمَ الماديَّ الكافي، وتُسخِّـرُ لمخططاته المرحليةِ أجهزتَها السياسيةَ والأمنيةَ والخَدَميةَ لتيسير الإجراءات داخلياً وخارجياً.لا نشك للحظةٍ أنّ مدربَنا الوطنيَّ أدرك من خلال المبارياتِ الـمُـؤَهِّلةِ للنهائيات مدى افتقار المنتخب للاعبين بدلاء ذوي مستوى فنيٍّ عالٍ في جميع مراكز اللعب، وهذا يستدعي الاهتمام الشديد باستقطاب لاعبين جدد من خلال متابعة بطولاتنا المحلية.وهناك نقطةٌ قَـلَّـما نلتفتُ إليها تتمثل في إستراتيجية الإعداد للبطولات دون الاهتمام بتكوين قاعدة صلبةٍ للُّـعبةِ، فننشغل بإعداد المنتخب لبطولة أستراليا 2015م وعيوننا تتطلع إلى كأس العالم في روسيا 2018 م، وهكذا. والغريب في الأمر أنَّ الجميع يطالبون المنتخبَ بتحقيق نتائج في هذه البطولات القارية والدولية وتصفياتها، ويغفلون عن عدم إحرازه لبطولات أصغر وذات طابعٍ إقليميٍّ ضيِّقٍ ككأس الخليج.لابد من إستراتيجية ذات أهدافٍ قريبةٍ وبعيدة يتم الوصول إليها على مراحل، يقوم اتحاد القدم بإعدادها والتخلص من إستراتيجية الطوارئ التي تعتمد على البطولة التي نسعى للعبِ فيها.كلمة أخيرة:إعداد المنتخب ليس مسؤولية الاتحاد والمدرب فحسب، وإنما هو مسؤوليةٌ وطنيةٌ تقع على عاتق الجميع ويتحمَّلُ الإعلامُ الجزءَ الأكبر منها.

490

| 27 نوفمبر 2013

العربي في انتظارِ معجزة

كم مؤلم أنْ تكونَ الخسارةُ إنجازاً لأنها لم تبلغْ من السُّـوءِ درجةً أعلى. وكم مُـخْزٍ أنْ يُمْـتَدحَ الفاشلونَ على لسان الذي أسهمَ في زيادة مستوى فشَلِـهم. وخلف هذه الصورة المأساوية، يجلس إداريون لا يستمعون لمناشداتِ الناصحين وأنين جماهير القلعة الحمراء، وكأنها نداءاتٌ في صحراء مُـقْـفِرةٍ. يخطئ الظنَّ مَـنْ يعتقد أنَّ حديثَنا مَـبْعَـثُـهُ نتيجةُ مباراة السد والعربي، أمسِ الأول، وإنما نتحدث عن مسارٍ لا ندري متى سيتم إصلاحُـهُ. والمشكلة التي نعانيها، أننا نقول: مسارٌ، وهو ليس كذلك، وإنما مَـشْـيٌ بلا رؤى ولا خططَ مستقبليةً. عندما يخرج شتيلكة ليُعلنَ فخرَه بلاعبيه رغم الخسارة، فإنه يعلم تماماً بأنه لا يلومه احد، فالجميعُ يشاركونَه المسؤوليةَ عن تَـصَـدُّعِ أسوارِ القلعةِ الحمراءَ، وكالعادة سيخرجُ علينا أحدُ الإداريين مُعلناً تجديدَ الثقةِ فيهِ وبالمحترفين. آنَ الأوان ليكونَ العلاجُ مؤلماً جداً، وأن نقول إنَّ شتيلكة لا يصلحُ لتدريب فريق العربي، فهو لا يقرأ ولا يريد أن يقرأ الإمكانات الحقيقية للاعبين، وعاجزٌ عن توظيفها بشكلٍ يتيح للفريق الحفاظ على ماء الوجه، على الأقل. ثم نأتي إلى بعض اللاعبين، ونتساءلُ ما الذي تجده إدارة النادي والمدرب في سيد محمد عدنان ومحمد رزاق وماركوني أميرال الذين لا يقدمون شيئاً للفريق، بل أصبحوا عالةً عليه؟، هل المشكلة في التمويل؟ وما سبب نقص التمويل والدعم أصلاً؟ وأين تلك الشركات الكبرى التي تقبل أن يرتبط اسمُها بالهزائم والخسائر والتعثر، وهي ترى لا مبالاة الإدارة وإصرارها على سياستها القائمة على التظاهر بأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان. الحديث يطول ويتشعب، ونكرره بعد كل خسارةٍ بنفس الـمُفردات والجمل، والمصيبة التي بات العرباويون يتوقعون حدوثها، إذا استمرت مسيرةُ التخبُّطِ والعَبَـثِـيَّـةِ، ليست في مجرد هبوط النادي إلى دوري الدرجة الثانية، وإنما في أنه سيبقى فيها زمناً طويلاً لأنَّ الفريقَ لن يستطيع المنافسة في ظلِّ هذه اللا مبالاة من إدارته، وانعدامِ الروح في نفوس لاعبيه. أما الجماهير العرباوية فإنها بدأتْ تمارس الـمُعارضةَ السلبيةَ تجاه إدارة النادي، فانعزلت داخل جدران صمتها تئنُ بصوتٍ خافتٍ في انتظار حدوث معجزةٍ.

534

| 26 نوفمبر 2013

"الاحتراف ليس فنياً فقط"

هذا ليس تعميماً يُقْصَـدُ منه ممارسة نوعٍ من الديكتاتورية في اتخاذ القرار، ولا تَدَخُّـلاً في الشؤون الداخلية للأندية الرياضية، ولكنه خطوةٌ سليمةٌ يمارسُ من خلالها اتحادُ القدمِ الدورَ والتأثير كجهةٍ إشرافيةٍ عُليا على اللعبة، ويبدأ بها مرحلةً جديدة تقوم على أسسٍ وضوابطَ يحتكم إليها الجميع. ورغم ذلك نلوم الاتحاد على اتخاذه قرارات أو إصداره تعميمات دون التشاور مع إدارات الأندية الرياضية ومن خلال مناقشات ودراسات مُعَـمَّـقةٍ لتلافي حالة الرَّفْـضِ والشحنِ الإعلامي. نحن، كمتابعين وإعلاميين، ندرك أنَّ المرحلةَ القادمةَ مرحلةُ التوجُّـهِ الكُلي نحو الاحتراف في المجال الكروي، ونخطئ كثيراً لو حَصَـرْنا مفهوم الاحتراف في اللاعبين، لأنه مفهومٌ يقوم على جوانب فنية وإدارية وتنظيمية تلتزم بروح الاحتراف كنَـهْـجٍ لابد من ترسيخه على مراحل. و لنتحدث بصراحة ونقول إنَّ اختيار إداريي فرق الأندية كان عمليةً تشبه المكافأة لأشخاص بعينهم على عطاءاتهم أو لكونهم من الشخصيات المؤثرة إعلامياً، وهذا لم يكن في صالح الكرة القطرية. صحيحٌ أنَّ كثيرين منهم ناجحون، إلا أنَّ ذلك يعتمد على المصادفة وليس على الاختيار وفق ضوابط بعينها، ولا على الكفاءة والمستوى العلمي قبل الفني لهم. ولا نظنُّ أنَّه مما يُسيءُ لمن لهم باعٌ طويلٌ في العمل الإداري أن يتقدموا لدورةٍ تأهيلية يُجرى بعدها اختبارٌ، فهذا أمرٌ يتيح لهم تجديد رؤاهم وتنمية قدراتهم. لكن الأهم هو أنه،أيضاً، يتيح الفرصة للجيلِ الشابِ الذي يتعامل مع الأمور بعقلِ وروحِ عصره، وهو الجيل الذي ستقع على عاتقه مسؤولية إدارة وتنظيم الحَـدَثِ الكروي الأعظم في تاريخنا، مونديال 2022 م. نبحث عن واجهات إعلاميةٍ كَـفوءةٍ في تعاملها مع وسائل الإعلام، وفي ضبط الإيقاع النفسي للاعبين والمدربين في ساحات الملاعب، وإعادة الروح للفرق وإعدادها نفسياً، وممارسة دورٍ في التعامل مع الجماهير ينطلق من المصداقية والثقة حتى في فترات التراجع والانكسار التي قد تشهدها بعض الفرق. حديثنا ينصبُّ على مستقبل كرة القدم، ومنتخباتنا الوطنية، وليس على جانبٍ إداريٍّ. فإذا كانت الأندية هي الروافد التي تمدُّ المنتخبات بالدماء والروح، فإنَّ كل جهدٍ في إطار تطوير وتنمية العمل الإداري في أجهزتها الكروية هو تطبيقٌ لرؤيةٍ في الاتجاه الصحيح. كلمة أخيرة: مع تقديرنا لاتحاد القدم، واتخاذه قراراتٍ جريئةٍ للبناءِ الاحترافيِّ المستقبليِّ، إلا أننا نأملُ أن يتم ذلك بعد التشاور مع إدارات الأندية الرياضية وإشراكها في اتخاذ القرار.

628

| 24 نوفمبر 2013

سباير : رؤى متقدِّمةٌ و إبهار

لأنَّ الوطنَ تمتدُ مساحتُـهُ الجغرافيةُ المحدودةُ لتشمل مساحاتٍ لا متناهيةً داخل قلوبِ مواطنيه فإنَّ الحديثَ عنه يظلُّ عذباً يسقي مشاعرَ الانتماءِ والولاءِ بالفخرِ والاعتزازِ. نجاح مؤتمر (سباير فور سبورت) لم يقتصر على جانبه التنظيمي، وإنما امتد إلى الاقتصاد كعنصرٍ رئيسٍ في كلِّ إنجازٍ. فمن خلاله، بُعِـثَـتِ الروحُ في اقتصادنا المحلي، وبدأنا نلمح سعيَ رؤوسِ الأموالِ الوطنيةِ للمشاركة في المشروعات الضخمة التي تم الإعلان عنها. وكم نتمنى لو أعلنت الشركات الوطنية الكبيرة، والشخصيات الاقتصادية الوطنية المعروفة، عن مخططاتها الواضحة للمشاركة في تحقيق أهداف المؤتمر، لأنَّ ذلك سيُحَـرِّكُ عجلةَ الاقتصاد الوطني، ويدعمُ الانتقالَ من المرحلة الاقتصادية الأبوية التي تكون فيها الدولةُ الراعيَ الوحيدَ للتنميةِ الشاملةِ، إلى مرحلةٍ ينخرطُ فيها المواطنون، تجاراً وصناعيين وشركاتٍ ومؤسساتٍ، في مشاركةٍ فِعليةٍ تتخطى الربحَ السريعَ، ويكون بناء قاعدةٍ اقتصاديةٍ وطنيةٍ صلبةٍ هو الهدفُ الذي يعمل الجميعُ من أجله. وأيضاً، نجح المؤتمر في إبرازِ الشخصيةِ القياديةِ للإنسانِ القطريِّ، فأينما توجَّهنا رأيناه في مركزٍ متقدمٍ، يدير الفعالياتِ والندواتِ، ويخاطبُ وسائلَ الإعلامِ المحلية والخارجية، ويراه الآخرون على حقيقته في علمه ومعرفته وقدراته الإدارية والتنظيمية، مما جعلَ من صورته انعكاساً لما ستشهده بلادنا خلال المرحلة التي تفصلنا عن مونديال ٢٠٢٢ م، وخلاله، وبعده. وهذا يدفعنا لتوجيه الشكر والتقدير للجنةِ إدارةِ المؤتمر، مسؤولين وموظفين، في شخص السيد/ حمد بو هندي، الذي لعبَ دوراً بارزاً في إدارة وتنظيم المؤتمر، وكذلك في تسويقه إعلامياً، محلياً وخارجياً. ومن النجاحات التي أثلجت صدورنا، أنَّ الرؤى المتقدِّمة للرياضة كعِـلْمٍ وإدارةٍ، والـمُتمثلة في سباير، برزت كملامحَ تشير إلى مجتمعٍ مُتَـحَضِّـرٍ يستند إلى الإنسان وإعداده معرفياً وعلمياً وبدنياً، بحيث تكون الرياضة جزءاً من كلِّ حِـراكٍ اجتماعي، ونستطيع بذلك إعداد المجتمع كلِّـه للمشاركةِ في إنجاح مونديال ٢٠٢٢م، واحتضان الفعاليات والبطولات القارية والدولية التي ستستضيفها بلادنا. الأمر الآخر الذي لابد من ذِكْـرِهِ هو أنَّ سباير تلعب دوراً فاعلاً في إعداد القيادات الرياضية التي سيكون دورها بارزاً في تمثيل الدولة في المنظمات والهيئات الإقليمية والقارية والدولية، وهذا سيكون له انعكاسٌ اقتصادي مستقبلي يجعلنا نتمنى على الشركات والمؤسسات الوطنية أن تُسهم في دعم وإنجاح جهودها. كلمة أخيرة: نشكر صحافتنا ووسائل الإعلام المحلية، ومنها بخاصة جريدة (الشرق) التي كان لها دور عظيم في إظهار الصورة الرائعة للمؤتمر، وأسهمت في إنجاحه إعلامياً.

465

| 22 نوفمبر 2013

قطر : الحديثُ بلغةِ الإنجاز

ربط ابنُ خلدون رُقِـيَّ البلدانِ و تَـمَدُّنَها بمَـظْهَـرَيْنِ هما العِـمارةُ و الغناءُ . أما في عصرنا فإنَّ الرياضةَ ، روحاً و مُمَارَسَةً ، هي الـمَظهرُ الذي نحكم من خلاله على تَـمَـدُّنِ و تَحَـضُّرِ المجتمعات . و هو ما نجده في قطر الحبيبة ، و تَبَـدَّى في ثلاثة أمور بالغة الأهميةِ رافقَ الإعلانُ عنها عَـقْـدَ مؤتمرِ (سباير فور سبورت) .الأول هو الإعلان عن مشروع تحويل مقر نادي الوكرة الرياضي لصَـرحٍ رياضيٍّ اجتماعيٍّ تجاريٍّ بمواصفاتٍ لا مثيل لها عالمياً . و هو أمرٌ يشير إلى الرؤية المتقدمة لسمو الأمير المفدى التي تتضمن جَـعْلَ الرياضةِ جزءاً من الحياة الاجتماعية للإنسان القطري عبر ربطه بالأندية الرياضية في بيئتها المحلية التي يعيش فيها .هذا المشروعُ الرائدُ هو خطوةٌ أولى في مسيرةٍ طويلةٍ سنشهدها في بلادنا ، و تُـتَـوَّجُ بتأسيس بُنْـيَةٍ تَحتِـيَّـةٍ رياضيةٍ ذات قواعد اقتصادية و بشرية تُقام عليها صروحُ صناعة الرياضة التي ستكون ركيزةً في اقتصادنا مستقبلاً .و الثاني ، هو اتفاقية شراكة النزاهة الرياضية التي وُقِّـعَـتْ مع المركز الدولي للأمن الرياضي في مجال كرة القدم . و لا نُبالغُ حين نَصِـفُها بأنها خطوةٌ ذكيةٌ أخرى يتم من خلالها تقديم الدولة ، نظاماً سياسياً و مجتمعاً و إنساناً ، إلى العالَـمِ في صورةٍ حضاريةٍ رفيعةٍ . فجميعُنا نعلم أنَّ كرة القدم في بلادنا لا تشكو خللاً أخلاقياً و مَسلكياً يجعل من الممكن التلاعب في نتائج المباريات ، إلا أننا بتوقيعها نؤكدُ التزامنا بالضوابط الـمَرْعيةِ دولياً ، و نجعل من ذلك منطلقاً للحديث بثقةٍ عن رؤانا الخاصة بكل ما يفيد الحركة الرياضية في نِطاقَـيْها الإقليمي و الدولي ، فنخدم المخططاتِ بعيدة المدى لاحتضان البطولات العالمية ، و لجَعْلِ بلادَنا مركزاً للمنظمات والهيئات الإقليمية و القارية العاملة في المجال الرياضي .أما الثالث ، فهو النَّقلة النوعية في إعداد جيل كروي يحتك مباشرةً و بصورةٍ دائمةٍ بالإبداع الكروي القائم على التخطيط العلمي و الـمُستند إلى الاحتراف في مستواه الرفيع ، من خلال إنشاء أكاديمية لنادي ريال مدريد في الدوحة ، التي ستكون صرحاً كروياً يُـخَـرِّجُ لاعبين كباراً وحُكاماً متميزين ، إلى جانب كونها عاملاً مساعداً في استقطاب الاهتمام الإعلامي الذي يعني لنا الكثير في هذه المرحلة من تاريخ الإنجاز الرياضي في بلادنا .لقد استطعنا ، من خلال المؤتمر وما رافقه من الإعلان عَـمَّا سبقَ ، الردَّ بأسلوب عمليٍّ راقٍ على الـمُـتَـقَـوِّلينَ الـمُغرضينَ الذين صاروا كَـدُون كِـيشوت في صِـراعِـه ضد الطواحين التي أوهمَـهُ خيالُه المريضُ أنها فرسانٌ فهاجمها وتحطَّمَ سيفُـهُ وجسدُه.

432

| 21 نوفمبر 2013

الصناعةُ الرياضيةُ ومستقبلُ وطنٍ

كما للبشرِ لغاتٌ، للدولِ لغاتٌ تتخاطب وتُـعَـبِّرُ عن نفسها بها، ولغة قطر الحبيبة هي إنسانُها الـمُـتَحَضِّرُ الـمُبدعُ، والإنجازاتُ، والنهضة الشاملة، والأمن، والاستقرار، والرفاه. الصناعةُ الرياضيةُ مجالٌ ضخمٌ يتصلُ وينعكسُ إيجاباً على الاقتصاد والتنمية الـمُجتمعية، وتتخطى نتائجه الحدود السياسية للدول. وهذا أمرٌ يجعلنا ننظر بتقدير كبير لمؤتمر (أسباير فور سبورت) الذي عُقِـدَ خلال الأيام الثلاثة الماضية، لأنه يدل على ثقةٍ بالقاعدة الاقتصادية والبشرية للدولة، ويشير إلى السعي لتوفير الأسس المساعدة على تحقيق رؤية القيادة الحكيمة لقطر ٢٠٣٠ م. وعندما نتحدث عن صناعة رياضية فإننا نتحدث عن استقرارٍ سياسي ومُجتمعي مُرتَبِـطَينِ بالدولة المدنية المنضبطة بدستورٍ وقوانينَ وحالةٍ حضاريةٍ اجتماعيةٍ تحترمُ الآخرَ وتقبلُ به، مما يجعل بلادَنا جاذبةً للاستثمارات الضخمةِ التي يبحث أصحابُها عن مَـوْطِـنٍ مستقرٍّ آمِـنٍ يُـوَجِّهونَها إليه. الجدير بالملاحظة، من خلال المؤتمر، أنَّ الفِـكْـرَ الاقتصاديَ القطريَّ تخطى مرحلة التجريب والتَّعَـلُّـمِ من الأخطاء، ووصل إلى مرحلةِ التأسيس الـمَبْنِـيِّ على قواعد وثوابت في العمل تضمن النجاحَ لأيِّ مشروعٍ ضخمٍ. فلم تكن الأطروحاتُ والرؤى محصورةً في جانبها الاحتفاليِّ الذي يتحدث عن الآمال، وإنما ناقشت الإمكانات وبحثت السُّبلَ الكفيلة بإنجاح الهدفِ النهائيِّ الـمُتَـمَثِّلِ في صيرورة بلادنا مركزاً للصناعة والتجارة الرياضيتين في الشرق الأوسط كله. ولعلَّ مما يثبتُ صحة ما ذهبنا إليه، أنَّ المشاركة لم تقتصر على الشركات وإنما شملت دولاً شاركت بشخصياتها الاعتبارية، وجميعنا يعلم أنَّ الدول تنطلق في مجال استثماراتها الخارجية من دراسات جَدوى مُـعَـمَّـقَةٍ. يقودنا ما سبق إلى الحديث عن الطاقات والكفاءات البشرية في الدولة، ليس في المجال الرياضي فحسب، وإنما في المجالات العلمية والـمَعرفية والإدارية، وعن ضرورة الاستفادة من الجيل الشاب الذي تَخَصَّصَ فيها، عبر تأهيله عملياً ليتولى إدارة الأنشطة الاقتصادية في مجال تَخَصُّصِـهِ مستقبلاً، ولا شك أنَّ أسباير كصرحٍ رائدٍ في الشرق الأوسط كانت نَقلةً نوعيةً في العمل الرياضي المستند إلى العلم والتخطيط السليم الهادف لِـرَفْـدِ الحركة الرياضية بأفرادٍ مؤهلين بدنياً وعلمياً، وسيكون لهم بصمات واضحات على مستقبل الصناعة الرياضية في قطر. كلما أمعنا النظر، نزدادُ ثقة بأهمية النتائج المستقبلية للمؤتمر وانعكاساتها الإيجابية، ونزداد يقيناً بأنَّ الأمرَ أضخم من تصوراتنا، لأنه يمتد ليتصل بالبنَـى الاقتصادية والـمُجتمعية لوطنٍ حبيبٍ نعمل جميعُنا من أجل رَفْـعِ رايته عالياً، في ظلِّ قيادةٍ تتلمسُ آمالَ شعبها وتسعى لتحقيقها وضمانِ مستقبلٍ واعدٍ للأجيال القادمة.

503

| 20 نوفمبر 2013

alsharq
من يُعلن حالة الطوارئ المجتمعية؟

في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...

6180

| 24 أكتوبر 2025

alsharq
الكرسي الفارغ

ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...

5067

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
النعش قبل الخبز

لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...

3753

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
نموذج قطر في مكافحة المنشطات

يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...

2850

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
غياب الروح القتالية

تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...

2451

| 23 أكتوبر 2025

alsharq
أين ربات البيوت القطريات من القانون؟

واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...

1548

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
النظام المروري.. قوانين متقدمة وتحديات قائمة

القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...

1476

| 23 أكتوبر 2025

alsharq
وجبات الدايت تحت المجهر

لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...

1077

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
مستقبل الاتصال ينطلق من قطر

فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...

990

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
وجهان للحيرة والتردد

1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...

984

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
كريمٌ يُميت السر.. فيُحيي المروءة

في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...

957

| 24 أكتوبر 2025

alsharq
القيمة المضافة المحلية (ICV)

القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...

864

| 20 أكتوبر 2025

أخبار محلية