رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كل واحد يجري على رزقه.. حتى لو كان سويسريا في موريشيوس! جوزيف نفسه يفعل المستحيل للاحتفاظ بمنصبه في بيت الفيفا.. ومايكل أيضاً الذي يريد أن يأكل عيشا في مقهى سيرايفا! جوزيف أعرف أصله وفصله، وكما نقول بالبلدي "عجنه وخبزه".. أما مايكل فلا أعرف عنه سوى أنه ترك سويسرا وجاء إلى موريشيوس منذ 4 سنوات، يطارد حلم العمر، أن يجد على شواطئ المحيط الهندي، ما لم يجده فوق قمم الألب في بلاده! سألته: "عما تبحث هنا..؟!".. أجاب: ".. وماذا غيره؟. المال طبعاً"... حاولت أن أجد مبرراً لسؤالي الساذج فأتبعته: "وإن لم تجد مالاً في سويسرا بنك العالم الكبير.. ستجده في موريشيوس التي تعيش على السكر وسياح يسكنون أكواخ الشواطئ..؟!".. فرد بابتسامة واهنة: "حتى الآن لم أجده.. لا هنا ولا هناك!". بصراحة أتعجب من أمر الأسعار هنا، فهي مرتفعة جداً قياساً على مظاهر الحياة البسيطة التي يعيشها أهل الجزيرة! العملة روبل، والدولار الأخضر يساوي منها 30، والفنادق التي ترميك في أحضان الموج كما تراها في البرامج السياحية، الليلة الواحدة بإحدى غرفها تكلفك 400 دولار وطالع.. وحتى الأسماك التي تحاصر الجزيرة من كل جانب، الوجبة منها تكلفك أكثر مما لو تناولتها في مولات الدوحة ودبي.. وقبل أن تتعجب معي، هناك معلومة واحدة تبدد كل علامات التعجب من أمام هذا الغلاء.. لتر البنزين ثمنه 1.9 دولار أمريكي! فجأة تذكرت السويسري الآخر.. فقلت لمايكل: "هل تعلم أن كونجرس الفيفا فعل مثلك.. فضل موريشيوس على زيوريخ.. ومواطنك رئيس الفيفا موجود حالياً في منتجع رويال بالم الذي لا يبعد بأكثر من 500 متر من مقهاك!". تعجب قائلاً: "لم أسمع بذلك!. ولماذا جاءوا إلى هنا..؟!".. أجبته مازحاً: "هم عكسك تماما.. جاءوا لينفقوا بعضاً مما جمعوه في زيوريخ! قلت: "لم أسألك حقاً، هل أنت من زيوريخ..؟".. رد: "من بازل..".! تهلل وجهي: "آوووه.. بازل.. أنا أيضاً من بازل!". عقد حاجبيه وهو ينظر إليّ فأكملت مصححاً: "أقصد أنني أشجع بازل.. من أجل عيون النني وصلاح".. هو الآخر تهلل وجهه، ولم يكن ينقصنا سوى أن نأخذ بعضا البعض بالأحضان بعد أن طلعنا بلديات من بازل!. ثم قال لي: كل لاعبي بازل أصحابي وراح يسرد عليّ قائمة الفريق التي لا أعرف منها أحدا.. أخيراً.. أشار إليّ بأصبعه وهو يقول: "أنت مصري".. ضحكت.. وكنت أود أن أقول له: يا بني أنت ما لك عيش هنا، لو كنت "موريشيوساوي" بحق، لفعلت مثلهم وكان أول كلامك.. "أنت من أين".!
600
| 01 يونيو 2013
عادي.. لا يستحق الأمر أن يكون له رد فعل.. لكن لاشك أن مزاجك سيتأثر بالهوية التي سيمنحها لك.. فإذا ظن أنك من جزر تركس وكايكوس، سيكون شعورك مختلفا تماما عما إذا استفسر منك بأدب:..أنت إيطالي أم إسباني..؟! وإياك أن تغضب إذا ما ظن أنك من جزر تركس وكايكوس.. فهذه الجزر قد تكتسب أهمية في عالم كرة القدم هذا الأسبوع، إذا ما اختار الفيفا منها السيدة سونيا لتكون عضواً بلجنته التنفيذية، حيث يتنافس أربع سيدات للفوز بثلاثة مقاعد، وبالتالي فقد تشارك هذه الجزر التي لم أسمع بها في حياتي - وأغلب الظن أنك أيضاً كذلك- في قيادة العالم كروياً! لكن الشيء الذي قد يرضي غروري، أن يظنوا أنني من بلاد العيون الزرقاء والشعر الذهبي المجنون.. رغم أنه قد لا يكون للأمر علاقة بالوسامة، بقدر ما هو عمى أصاب من يرى! طبعا بالنسبة لي العبد لله، أنا مصري وابن مصري ولي الشرف.. رغم المهانة ورغم القرف... كما يقول عمنا أحمد فؤاد نجم.. ولأن موريشيوس جزيرة تأتي فيها السياحة في المركز الثاني من حيث ترتيب مصادر دخلها، فأول سؤال يطرحه الناس عليك تلقائياً: أنت.. من أين؟!.. وكما عندنا، ستجد عندهم أيضا "الفتك" و"الفهلوي" الذي يهوى التخمين.. وحتى الآن ظن ثلاثة أنني إسباني، بينما الرابع ربنا يحفظ له نظره، رأى أنني إيطالي! المهم عندما أرد: "لا.. أنا من مصر".. يسألونني بقدر من التعاطف: "أوووه.. هل هدأت الأمور عندكم أم ليس بعد..؟!". وفي الشهر الماضي بكوالالمبور، فاجأني كهل صيني يقترب كثيراً من التسعين إن لم يكن تجاوزها، بسؤال بعدما عرف أنني مصري: "..هاه.. كيف حال "مُرسي" معكم..؟!".. قبل ثورة يناير كان الناس في أي مكان بالعالم، عندما يعرفون أنك مصري يسألونك عن الأهرامات والنيل والأقصر والصراع العربي الإسرائيلي، وأحيانا يسألون عن ناصر أو عمر الشريف.. لكن بعد الثورة اختلف الوضع، فبعد شهور قليلة منها، تحول الفخر تدريجيا إلى مشاعر تعاطف، واتجهت الاستفسارات -حتى في موريشيوس- إلى حال ميدان التحرير، وحقيقة أوضاع المسيحيين! عندما كنت أقطع الجزيرة بالسيارة من مطار ماهيبورج في أقصى الجنوب إلى ضاحية جراند باي بأقصى الشمال، تحسرت على حالنا حين لاحظت انتشار رجال البوليس على الطرقات، لاحظ السائق فقال: الشرطة منتشرة بكثافة هذه الأيام، لأننا بدأنا هذا الأسبوع نظام النقاط السوداء المروري!.. وبينما أنا شارد الذهن مع نقاطهم السوداء، وحياة أم الدنيا اليوم الخالية من النقاط والألوان.. سألني السائق مثل غيره ممن تبعوه: "أنت.. من أين؟!".. أجبته بتنهيدة واضحة: "...من مصر". رد بلهفة: "يعني إسرائيلي.. مصر وإسرائيل واحد.. أليس كذلك؟!.".. قلت في نفسي: هي ناقصة.. زمان كانوا بيقولوا مصر والسودان حتة واحدة، ولم يكن يعجبنا.. كرر سؤاله بإلحاح.. فأجبته بحدة وبالعربية: "..أنتو عندكم عود القصب كام عقلة..؟!". ففتح فاه.. وصمت.!
1002
| 30 مايو 2013
منذ اللحظة الأولى التي توجهت فيها إلى شركة السياحة لإصدار تذكرة السفر، والحسد لم يتوقف.. بداية من الموظفة السورية التي أصدرت التذكرة، مرورا بالمضيفة الأرضية الأيرلندية بمطار دبي التي منحتني بطاقة الصعود إلى الطائرة، وحتى ذلك الصديق "النقاق" الذي اتصل بي من القاهرة بمجرد أن دخلت غرفتي بالفندق فور وصولي إلى العاصمة "بورت لويس"، ولم يكن صاحبنا يعلم أنني سافرت إلى موريشيوس لحضور اجتماعات كونجرس الفيفا، فأمطرني بوابل "نقه" أو "نئه".. وسواء كانت بالهمزة أو بالقاف، فتأثيره وصلني، وبركته حلت عليّ! وبصراحة لزوجتي أيضا كل الحق لأن تشك هي الأخرى.. فكونجرس إيه الذي سيقام في موريشيوس، وهي الجزيرة التي لا يسمع بها الناس سوى في العروض السياحية لشركات الطيران.. لذلك وجدت سؤالها منطقيا عندما رمته في وجهي وهي تعد لي حقيبة السفر متهكمة قائلة: ".. وطبعا حتاخد المايوه معاك!".. والله يرحمك يا "ملواني".. فعلا هو ده الاجتماع اللي "بيقلعوله"!. والحمد لله أنني لم أقع في مشكلة زوجية، لأن زوجتي أصبحت تفهم بلاتر جيدا ودوافعه مثلما أتفهمه أنا، فمازالت تتذكر أن الفيفا نظم كونجرس 2009 في جزر الباهامز.. وعلى ما يبدو أن الرجل كل أربع سنوات ينظم "كونجرس ترفيهيا" يغير فيه أعضاء الاتحادات الوطنية "الجو".. ويكون تمهيدا للانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي أصبحت تجرى دائما في السنة التالية لعام كأس العالم مباشرة.. وبالتالي لم يعد هناك مجالا لـ"الفسحة" سوى في السنة التي تسبق كأس العالم! ففي 2005 كان كونجرس الفيفا في مراكش، وقتها قضت وفود الاتحادات الوطنية ليالي لا تنسى في صحراء المغرب، علما بأن الفيفا حينها هو من تولى التنظيم بالكامل، وانزعج المغاربة حينها لأنهم فازوا بالصيت دون الغنى.. حتى إن الفيفا استورد من دول أوروبا كل لوازم حفل العشاء الرئيسي المقام على شرف الوفود، بما في ذلك شحنة طماطم تكلفت 15 ألف يورو قدمت إلى مراكش من سويسرا.. وكانت صناديقها لا تزال تحمل اسم بلد المنشأ: "منتوج من المغرب"!! وفي 2009 كان كونجرس الفيفا في الباهامز، وفيه قضى المحظوظون من أعضاء وفود الاتحادات الوطنية الذين أسعدهم الحظ وحضروه، كل أيامهم ولياليهم في فندق أتلانتس الفخم الشهير الذي استقطع مساحة أرضه وشواطئه من أفضل بقعة بالعاصمة "ناسو".. فكانت رحلة الوفود من المطار إلى الفندق، ثم من الفندق إلى المطار.. وما بين المشوارين.. لعب وجد وحب!. الجد كان في قاعة الكونغرس، واللعب طبعا كان في كازينو أتلانتس.. وهو أكبر صالة قمار في جزر الكاريبي.. ومن سوء حظ السادة أعضاء الوفود أن الكازينو كان يقع بين مبنى إقامة الوفود وقاعة اجتماعات الكونغرس، وللعبور المختصر من مبنى الإقامة إلى القاعة وبالعكس عليك اجتياز الكازينو فتدخل من باب وتخرج من آخر.. وأقول من سوء حظ الأعضاء لأن بعضهم ممن ليس لهم في اللعب، مثل بعضاً من "جماعتنا"، فكانوا يعبرون مسرعين مرددين: "أستغفر الله العظيم".. أما من لهم في اللعب، فقد خسروا المبالغ التي حصلوا عليها كبدل سفر، سواء من اتحاداتهم أو من الفيفا.. بعضهم أنفقوها عن آخر "سنت".. بل منهم من استدان للعب من جديد أملاً في استرداد ما خسر.. فما كان منهم في آخر الأمر، إلا أن وقفوا على باب الكازينو مرددين: "..الله يخرب بيتك يا بلاتر!". يا ترى يا بلاتر يا جميل.. "مخبي" لنا إيه هذه المرة في "نزهة" كونجرس موريشيوس 2013..؟!
672
| 29 مايو 2013
مساحة إعلانية
في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست...
2130
| 22 سبتمبر 2025
في قلب الدمار، حيث تختلط أصوات الأطفال بصفير...
774
| 23 سبتمبر 2025
بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى،...
702
| 22 سبتمبر 2025
من يراقب المشهد السياسي اليوم يظن أنه أمام...
699
| 18 سبتمبر 2025
منظومة دراسية منذ القرن الثامن عشر وما زالت...
666
| 18 سبتمبر 2025
يُعدّ وعي المُستثمر بالقواعد والأحكام المنصوص عليها في...
642
| 21 سبتمبر 2025
منذ تولي سعادة الدكتور علي بن سعيد بن...
606
| 18 سبتمبر 2025
يؤكد اهتمام جيل الشباب القطري بالخط العربي؛ تزايد...
489
| 21 سبتمبر 2025
يتداول في هذه الأيام في أغلب دول الخليج...
480
| 21 سبتمبر 2025
لم يَـبْـقَ موضعٌ في القلب العرباوي لم تنل...
462
| 22 سبتمبر 2025
ليستْ مجرد صورةٍ عابرةٍ تلك التي يُنتجها الذكاء...
450
| 22 سبتمبر 2025
بين الحين والآخر، يتجدد في مجتمعاتنا الخليجية نقاش...
447
| 17 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية