رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لا أكون مبالغا إذا قلت إن قمم الجامعة العربية هي أهم مظاهر التآمر على الذاكرة العربية، بمعنى أن المخطط الرئيسي الذي نجحت فيه هذه القمم هو أن تنسينا قراراتها السابقة وتبدأ كل مرة وكأننا نبدأ من جديد ومن نقطة الصفر دائما، فتجدهم يتسابقون بالطائرات لمكان القمة ويسارعون في الأحضان والقبلات ويبدأون بحماس شديد وكأنهم لا يتذكرون شيئا من الفشل المتكرر في نفس المجالات، بل إن وزير الخارجية المصري صرح بشجاعة يحسد عليها، بأنه من غير المناسب أن نتذكر الماضي!!ونظرا لأن العام هو العام السبعون لتأسيس الجامعة العربية، فقد تعاقبت أجيال عليها دون أن ترى إنجازا ملموسا، فمنهم من دخل قبره وهو يحلم بإنجاز واحد للجامعة العربية دون أن يناله ومنهم من ما زال حيا لا يريحه سوى طريقة إخراج القمم التي ينسي بعضها بعضا، بشكل منهجي ومخطط وإلا فمن كان يحتفظ بقدر ولو بسيطا من الذاكرة الإنسانية، فإنه سيصاب بالعديد من الأمراض أو قد ينتحر فيلحق بمن دخل قبره دون أن يمسك شيئا في يده من تلك الوعود والقرارات التي أغرقت الصحف والمجلات، بل والكتب والمجلدات.لا يمكن أن أتصور أن النظام العربي هو نظام ناجح وقد أصبحنا اليوم بعد كل هذه الجهود والتصريحات والمخططات في مجال الأمن القومي.. إذا بنا- بدون مفاضلة - أسوأ منطقة في العالم يتعرض أمنها القومي للاختراق من هنا ومن هناك، فضلا عن النهب والاستغفال من هنالك. والعجيب أن الكلام اليوم عن الأمن القومي العربي وكأننا مازلنا في أربعينيات القرن الماضي نبدأ من جديد في وضع أسس الأمن القومي العربي ونتحدث عن نفس الخصوم ونفس الآليات، رغم أن الحال صار أسوأ بكثير من أوضاع العرب حينها.لقد كانت أكبر لطمة على وجه النظام العربي وأكبر صدمة مني بها، هي صدمة "الربيع العربي"، حيث خرجت الملايين في مدن وشوارع العرب في وقت واحد تصرخ من الألم ومن ضياع كل أمل في الإصلاح.. ليس أمامها إلا أن تصرخ في وجه هذا النظام الذي تيبس ولم يقبل أي دعوة للإصلاح، بل إنه قد أصيب بالصمم، فلم يعد يقدر على مجرد سماع أنات ضحاياه وصراخات المعذبين من بشاعة مظالمه.خرجت الملايين العربية تقول لكم: أين وعودكم بهزيمة إسرائيل؟ بل أين قوتكم اليوم مقارنة بقوة إسرائيل؟ بل أين موقفكم الموحد من إسرائيل؟ بل أين أنتم وأين ملياراتكم والشعب الفلسطيني يعيش في العراء وقد دمرت إسرائيل منازلهم فوق رؤوسهم وأنتم شهود؟ لم يطالبكم أحد ولن يطالبكم بمحاربة إسرائيل حتى لا ترعبونا بهذه الحجة، لكننا فقط نقول لكم: لقد تضاعفت الفجوة بيننا وبين إسرائيل في عهدكم في كل المجالات.. فهل هذا هو ما وعدتمونا؟ أجيبونا نصفق لكم؟!.خرجت الملايين تصرخ في وجهكم: أين طعامنا الواجب لنا في حقكم، لقد صرنا أكبر مستورد للطعام في العالم في عز ملككم؟.خرجت الملايين تنكر عليكم: أين التعليم الذي وعدتم بها أبناءنا وقد تفشت الأمية في مجتمعاتنا بعلمكم؟. وأين علاج أبنائنا الذي قد يداوي شيئا من آثار الفقر على أبدانهم في صحتكم؟. وأين السكن الذي يواري سوءات مجتمعاتنا أم أن عشش الصفيح هي غاية جهدكم؟.خرجت الملايين تناشدكم: لا تعطونا شيئا من سلطتكم علينا فقد كرهنا كل سلطة؟ ولا أن تشركونا معكم في الحكم، فنحن لسنا من مقامكم ولا مقاسكم؟ لكنا فقط نستسمحكم أن تكفوا سلطتكم عن ظهورنا.. وأن تكمموا كلابكم عنا، فقد شبعت من لحمنا.. وأن تكفوا السلاح عن وجهنا كما كففتموه عن إسرائيل.. إننا نرجوكم أن تخففوا حمولة براميلكم المتفجرة فيكفيها أن تقتل المئات من شبابنا وأن تدفن العشرات من أطفالنا ونسائنا ليس شرطا أن نموت جميعا من قصفكم فمن تحكمون بعدنا؟!.أما أن تكون نتيجة كل هذه الصرخات وكل هذه المناشدات، أن تتوج جامعتكم عامها السبعين بقمة يرأسها "جنرال" وصل للسلطة بانقلاب عسكري أهان فيه الملايين التي انتخبت غيره بشفافية كاملة وأمعن في قتل الشباب والنساء والأطفال وحرق جثثهم ولا يزال يقتل المتظاهرين في الشوارع ويعذب الآلاف في السجون والمعتقلات، فهذا ما لا أستطيع أن أفهمه، إلا أنه تتويج جديد لكوارث عربية جديدة..فهل فهمتكم؟!.
742
| 04 أبريل 2015
لاشك أن مؤتمر شرم الشيخ الذي سوّق له النظام الحاكم على أنه الحل السحري لمشكلات مصر وأنه المنقذ لها من كل الأزمات هو مؤتمر الفشل الاقتصادي وهو _ في نظري_ آخر سهم في جيب الحاوي بعد أن اختبر كل الاتجاهات وحاول في كل المجالات أن يجد سبيلا لتكريس حكمه وتدعيم انقلابه. فالمؤتمر.. بكل مكوناته وطريقة إخراجه يؤكد أننا أمام مسرحية سياسية تشبه إلى حد كبير مسرحية الزعيم!! وأن علاقتها بالاقتصاد هي علاقة تبعية فالهدف الأساسي للمؤتمر هو التسويق للانقلاب على أساس أن عدد الوفود تدل على مدى الشرعية التي اكتسبها الانقلاب.. والحقيقة أنه لو كانت الشرعية تقاس بعدد الوفود لكانت ديكتاتورية مبارك وماركوس وشاوشيكو هي الأكثر شرعية!!والمؤتمر..الذي عقد في شرم الشيخ تلك المدينة الارستقراطية والتي يرتادها رجال أعمال نظام مبارك ومبارك نفسه بشكل منتظم ويحرم على الفقراء دخولها.. لم يكن لها أن تتذكر معاناة ساكني المقابر الذين بلغ عددهم 6 ملايين مصري ولا أن تجهد نفسها لتخطط للتخفيف من معاناتهم فضلا عن سكان عشش الصفيح بل والعشوائيات التي بلغ سكانها 8 ملايين مصري يعيش 3 ملايين منهم في القاهرة وحدها !!والمؤتمر.. الذي كان رموزه هم رجال أعمال مبارك وأهم تصريحاته ومصطلحاته هي تلك التي كانت تتردد طوال عصر مبارك، والذي بلغ معدل التنمية في عصره 7% ومع ذلك كانت دائرة الفقر تتسع في عصره بشكل مطرد، هو نسخة مكررة من مؤتمرات مبارك الاقتصادية التي بدأت منذ عام 1982م ولما بدأت تظهر مؤشرات نجاحها بعد عشرين عاما اكتشف الجميع أنها لا تصب إلا في جيوب ديناصورات المال والأعمال الذين كوّنوا أضخم شبكة فساد عرفتها مصر وكانوا أهم شركاء النظام في إفساد الحياة السياسية وكانوا بالفعل هم داعمي الانقلاب ورعاته حتى استعادوا مكانتهم مرة أخرى واستعادت معهم الديكتاتورية أزهى عصورها.والمؤتمر.. الذي يخطط لعاصمة جديدة هي في الحقيقة عاصمة أمنية أو منطقة خضراء جديدة تستوعبه أمنيا وكل رموز حكمه وطبقة المفسدين وحاشيتهم.. لم يفكر في خطط عاجلة لإنقاذ الملايين من أطفال الشوارع (والذين بلغوا الآن أكثر من 3 ملايين طفل) قبل أن ينفق كل هذه الأموال فى بناء الناطحات والملاهي القياسية عالميا إلا إذا كان يريد أن يحصد الأرقام القياسية في كل شيء، فكما أن أننا نمتلك أعلى ناطحة سحاب وأكبر ملهى في العالم فإننا أيضا نمتلك رقما عالميا في تعداد أطفال الشوارع!!والمؤتمر.. الذي لم يتعرض لمشكلات سيناء المزمنة والتي هي بحاجة للتنمية أكثر من حاجتها لطائرات الأباتشي، وبحاجة للإعمار أكثر من حاجاتها للنسف والتدمير نجده خاضعا للخطوط الحمراء الإسرائيلية التي تحرّم وتجرّم كل أشكال الاقتراب من عملية التنمية في سيناء في ذات الوقت التي تحبذ استمرار الصراع مع أهلها وزيادة معدلات القتلى بدلا من معدلات التنمية.والمؤتمر.. لم يكشف لنا عن خططه أو استثماراته للحد من معدلات المرض القياسية في مصر (الفيروس؛ سي 10 ملايين- وأمراض القلب؛ 250 ألف سمصاب نويا- والسرطانات 200 ألف مصاب سنويا) ولا معدلات الأمية الخيالية (30% من الشعب) ولا أعداد القتلى جراء حوادث الطرق والتي بلغت الرقم العالمي الأول بلا منافس!!
618
| 21 مارس 2015
(1) بمجرد علمي أن وزير الداخلية الجديد ينتمي لمحافظة المنوفية قفز إلى ذهني على الفور ما يلاحظه كل المصريين منذ عصر السادات، حيث سطع نجم المنوفية في معظم مؤسسات الدولة وأصبحت المنوفية رمزا للسلطة ولعل جميعنا يذكر أن وزراء الداخلية زكي بدر وأحمد رشدي وعبد الحليم موسى ينتمون أيضا للمنوفية، كما لا يمكن أن ننسى كمال الشاذلي مايسترو برلمان مبارك ومؤدب المعارضة ومربيها!! ولن ننسى أبدا نموذج سمير رجب الذي يجري استنساخه الآن في كل وسائل الإعلام المرئية والمقروءة على السواء. وهذا يعود بنا إلى الرسالة التي تلقاها المجتمع المصري في مقابل عملية الاحتلال لكل المؤسسات بهذه الطريقة والتي قوبلت بكمٍّ هائل من النكات بدأت بتفسير هذا الاتجاه لتعبئة كل المؤسسات بمن ينتمون للمنوفية وذلك في عصر السادات ومن بعده مبارك ثم انتقلت للرفض والمقاومة لهذا الاتجاه.. وقد جاء التفسير الأبلغ والذي يرتبط بحالتنا السياسية الحالية، أن أهل المنوفية يتميزون بالانضباط الميري والاستجابة السريعة لنداء الجيش وهو ما عبرت عنه الأهزوجة الشعبية: ضرب البروجي في تلا.. طلعت شبين تلاتات.. سمعت قويسنا الخبر.. استدعت الإجازات.. طلع الحمار من الدرا.. قاله تمام يا سادات.. رد السادات يا حمار.. الجمع مش بالبلغ.. الجمع بالبيادات!!والأهزوجة هنا تجعل النداء الذي يصدر من مركز "تلا" شمال المحافظة سببا في استنفار المحافظة كلها حتى جنوبها "منوف" ولا يأتي الاستدعاء على أي نحو وإنما على هيئة صفوف منتظمة "تلاتات" والأبلغ من ذلك هو تأكيد السادات عليهم ألا يكون الجمع إلا بالبيادات!!ثم انتقل المجتمع بعد ذلك لرفض هذا النهج في الحكم عن طريق النكات المصرية المعهودة وهنا أذكر "شاويشا" منوفيا في سجن ليمان طرة وكان ضمن دفعة نهاية الثمانينيات التي جاء بها وزير الداخلية زكي بدر، وكنا نسميهم بالفعل أبناء زكي بدر، لتحل محل الدفعة العتيقة التي استلمت السجون منذ العصر الملكي وكان هذا الشاويش يتمتع بذكاء نادر بين أقرانه وكنت أعتبره صديقا مهما، لأنه كان يتابع كثيرا من الشؤون المصرية وصاحب نكتة سياسية وقد صارحته مرة بحالة "المنيفة" التي تجري لكل المؤسسات، فإذا به يعدني بنكته يومية عن المنوفية تفسر لي المشهد وبالفعل كنت أنتظر خدمته التي كانت 3 مرات في الأسبوع لأتلقى نكتة اليوم!! وكان بمجرد أن يصل بالمفتاح إلى باب زنزانتي أكون واقفا في انتظار نكتة اليوم والتي كانت تستغرق من الضحك الكثير!!والغريب أنه من وفرة مخزون النكات المنوفية عنده كان إذا تم نقله إلى عنبر آخر بعيدا عن العنبر السياسي، كان ينتهز أي فرصة ليأتي إلى عنبرنا بالنكتة ثم ينصرف إلى عنبره!!كما تذكرت على إثر تعيين الوزير المنوفي الجديد واقعة طريفة وقعت أثناء سجني في عصر مبارك عند ترحيلي من سجن ليمان طرة إلى سجن الزقازيق في صيف عام 1990 وكان برفقتي عدد من الزملاء المرحلين وكنا قد تعودنا منذ اعتقالنا عام 1981 أن نعمل على توصيل صوتنا ورسالتنا للشعب المصري مهما كلفنا ذلك وكأننا كنا نودع الحياة ونريد أن نبلغ ما ننقذ به ضمائرنا ونؤدي ما رأيناه واجبا علينا تجاه أمتنا.وكان من بين الوسائل التي تعودنا عليها في ذلك أننا لم نكن ندع فرصة لرؤية "اﻷسفلت"، هكذا يسميه المعتقلون كناية عن الشارع، لأي غرض، سواء كان أثناء الترحيلات للمحاكم أو للسجون اﻷخرى أو للمستشفيات أو حتى الجامعات حينما كان مسموحا باﻻمتحان بها، إلا وقطعنا الطريق كله هتافا، وإن بدا في شكل صراخ تحذيري من المصير الذي ينتظر اﻷمة لو استسلمت لهذا الطغيان وكان من أكثر الهتافات التي هزت وجداني في تلك الفترة: "نعم سنموت ولكننا.. سنقتلع الظلم من أرضنا"، وكنا في الحقيقة لدينا أمل كبير في أن نغير الأوضاع في مصر ونرفع عن شعبها هذا الذل والفقر طويل الأمد ولم تكن تمر بمصر ظروف سياسية إلا واستثمرناها عن طريق الهتاف لصالح ما نراه توعية لشعبنا من الكوارث السياسية التي تحيق بالوطن في ظل استمرار حكم الاستبداد وتحكم المفسدين ومن ثمّ دعونا للانتفاض على هذه الأوضاع الفاسدة.وقد حاولت الأجهزة الأمنية في نهاية الثمانينيات أن توقف هذه الهتافات بأي شكل، خاصة أن معظمها كان مركزا ومصوبا تجاه شخص مبارك وسياساته الغاشمة، فلم يستطيعوا ذلك فانتهزوا فرصة قرب موعد الإفراج عن فوج من الزملاء عام 1988 كانت قد انتهت محكوميتهم فأرادوا أن يستغلوها فرصة للضغط عليهم من أجل إيقاف الهتافات وإلا سيوقف الإفراج عن الجميع بقرار نيابة يحيلهم لمحاكمة بتهمة إهانة رئيس الجمهورية وقاموا بالفعل بإبلاغنا بذلك، فاستمرت الهتافات كما هي، بل زاد حماسها، فتمت إحالة أول مجموعة للنيابة بتهمة سب وقذف رئيس الجمهورية ولم يكونوا يعلمون أنها تهمة نسعى إليها ونفتخر بها، فذهب الجميع للنيابة معترفا بالجريمة مصمما على كتابة الهتافات التي نرددها في محضر النيابة!! فلم يكن هذا الفوج متلهفا للخروج من السجن بقدر ما كان متلهفا لحكم سجن جديد بتهمة سب وقذف السيد رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك!!وكانت المفاجأة أن اكتشفت الرئاسة بعد كل هذه الإجراءات أنه لا يجوز رفع هذه الدعوى إلا بطلب مباشر من رئيس الجمهورية نفسه وهو ما يتعارض مع ما كان حريصا عليه حينها، وما كان مرسوما له بدقه من قبل راسمي سياساته، وهو ألا يقف في خصومة مباشرة مع أحد، فتم حفظ القضية واستمرت الهتافات التي يعتبرها النظام سبا وقذفا للسيد رئيس الجمهورية!! في أحد هذه الترحيلات والذي كان من سجن ليمان طرة إلى سجن الزقازيق، قطعنا الطريق كله هتافا، خاصة كلما اقتربنا من الجمهور أو حتى السيارات المجاورة لسيارة الترحيلات. وكنا نندد في هتافاتنا بحكم مبارك وظلم مؤسساته، خاصة الداخلية، وبيعه لكل مقدرات مصر ولاسيَّما للكيان الصهيوني. وكان من حظنا أن الهتاف الأخير الذي كنا نردده أمام سجن الزقازيق لحين فتح الأبواب لدخولنا هو: "إسلامية إسلامية.. لا شرقية ولا غربية"، وتصادف أن استمر الهتاف حتى فتحت أبواب السجن وبدأنا في النزول من سيارة الترحيلات ودخلنا ما يسمى بالتشهيلات وأغلق باب السجن العمومي.وبدأ الصولات الخبراء بشؤون السجون يقومون بمهامهم الروتينية من تسجيل في الدفاتر وتفتيش الضيوف الجدد!! وهؤلاء لم تكن قد تخلت الداخلية عنهم بعد، رغم أن معظمهم يعمل منذ العهد الملكي ومازالت الداخلية تمدد لهم لأنهم كانوا يتمتعون بصفات نادرة من التمسك بالميري والغيرة على كل تعليماته ربما أكثر من ضباط السجون أنفسهم وكان كثير منهم من المنوفية أيضا.ورغم بدايات الإجراءات إلا أن الشباب كان لا يزال يهتف الهتاف الأخير "إسلامية إسلامية.. لا شرقية ولا غربية" وكان هذا الاستمرار في الهتاف في وعي الشباب صورة من صور رد الفعل المقاوم والرافض لحفلات الاستقبال!! التي كانوا يستقبلوننا بها في فترات سابقة بالضرب والزحف والتنكيل في ذات الأماكن وكأننا كنا نستثمر هذه الهتافات لنقول للسجانة إننا لم نركع ولم نستسلم لجبروتكم، كما كنا نريد أن نؤكد أننا أصحاب رسالة، كما أننا لم ننس السحل والتنكيل الذي لاقيناه في ساحات السجون وعلى أبوابها، والحقيقة أنني كنت أعتبرها صورة من صور استعادة الكرامة والهيبة وقد كانت الهتافات بالفعل تؤرقهم ويتمنون أن تنتهي بأي شكل..لمحت أثناء الإجراءات أن الصول الممسك بالدفتر والقلم ويقف متخندقا خلف كتلة خراسانية كبيرة ويكتب أسماءنا، أنه كان يكتب بعصبية شديدة وبجواره صول آخر متهلل من الضحك، يكاد أن يغرق فيه، ومع ذلك فقد بدت عليه علامات المكر والدهاء، ثم فجأة انتفض الصول الممسك بالدفتر ونحن نهتف "لا شرقية ولا غربية"، قائلا: و"لا منوفية"!! ثم ضرب الدفتر الكبير بالأرض ثم انهال ضربا على الصول الذي يضحك!!فكانت أول مهامنا في سجن الزقازيق هي أن أوقفنا الهتاف وبدأنا في فض الشجار الذي هز هيبة الشرطة ومرغ بالباريهات الميري التراب.. والحقيقة أنني لم أفهم لماذا وقع هذا الشجار فجأة ودون مقدمات ولم أدرك علاقة هتافنا بهذه المعركة إلا عندما نبهني لذلك أحد زملائي الشرقاوية والذي كان يعرف مظاهر الخلاف بين الشرقاوية والمنايفة والذي جعل الصول المنوفي يتخيل أن هتاف لا شرقية ولا غربية هو هجوم على محافظتي الشرقية والغربية وأن هذا الهتاف بالضرورة هو لحساب المنوفية!!قفزت إلى ذهني مع ذكرى هذه الواقعة عدة علاقات وإن كنت أفضل صياغتها في هيئة تساؤلات: هل هناك صراع دفين على النفوذ داخل مؤسسات الدولة بين أهل المنوفية وأهل الشرقية؟وهل لذلك علاقة بأن يقوم وزير الدفاع المنوفي عبد الفتاح السيسي بالمكر بأول رئيس شرقاوي يصل لكرسي الحكم وهو د. محمد مرسي، ثم ينقلب عليه هذا الانقلاب المدوي ويظفر فعلا بقصر الرئاسة؟!ثم هل وزير الداخلية المنوفي الجديد مجدي عبد الغفار تم اختياره مصادفة بعد أن تمت إحالته للمعاش، أم أن هناك منظومة حكم ذات طابع معين يجري بناؤها؟!، خاصة أن أهم أركان الحكم الحالي ينتمون لمحافظة المنوفية ابتداء من رئيس النظام عبد الفتاح السيسي ثم رئيس الوزراء إبراهيم محلب ووزير الدفاع صدقي صبحي وأخيرا وزير الداخلية مجدي عبد الغفار.
2760
| 14 مارس 2015
بغض النظر عن دستورية أو عدم دستورية قانون تقسيم الدوائر _ ﻷن القضاء أصبح مسيسا بشكل واضح ولا يحكم إلا بهوى الحكام وغير متصور أن يأتي بحكم مخالف لإرادتهم_ فنحن ملزمون بالتحليل السياسي وليس التحليل القانوني أو القضائي. فقد كنا نتوقع ألا تتم هذه الانتخابات ﻷن السياق الطبيعي لنظام الاستبداد والقمع هو التحرك بحرية كاملة دون أي قيود خاصة القيود التشريعية حتى لو كان البرلمان القادم هو مجرد ظل للنظام ﻷنه لا يتصور كيف سيتعامل مع رئيس وزراء له بعض الصلاحيات وكيف سيطيق معارضة بعض الأعضاء الضروريين للديكور الديمقراطي المطلوب خارجيا، فضلا عن أنه لا يتصور كيف ستجري حملات انتخابية ويتحرك الناس في الشوارع ليتنافسوا على مقاعد البرلمان في ظل المظاهرات التي يتعامل معها بالرصاص.كما أننا في الحقيقة يجب أن نذكر أن انتخابات البرلمان قد تجاوزت موعدها المقرر دستوريا وأصبحت مشوبة بالبطلان فهي لا تستحق أن نبحث لها عن سبب آخر لعدم الدستورية وهو ما لم تتعرض له المحكمة.والحقيقة التي يجب أن نفسر في ضوئها ما يجري في مصر هو أن النظام اضطر إلى الإقدام على الإعلان عن موعد الانتخابات بالطريقة الدراماتيكية التي استنكرها المدققون في ضوء ضغوط مؤتمر المانحين وكأنها فقط مجرد وسيلة لتحصيل المليارات!! ولما اكتشف أن المؤتمر لن يضيف لجيبه جديدا قرر تأجيل الانتخابات.لهذا فمازال الغموض يحاصر إمكانية تنظيم انتخابات في مصر في ظل تربص النظام بالجميع وصراع الحزب الوطني على كعكة البرلمان كاملة وهو ما سيكشف كل أبعاد الثورة المضادة فضلا عن أن البرلمان القادم مطالب بإقرار كل التشريعات التي صدرت خلال الفترة الماضية خلال أسبوعين فقط من انعقاده وهو ما يستحيل على أي برلمان في العالم إلا إذا كانت فقط ستمرر أمام أعين النواب!! كما أننا في الحقيقة نشكك في جدوى انتخابات برلمانية قاطعتها أحزاب اﻷغلبية بعد أن شكك بعضها في المناخ السياسي الذي يلفها وعارض بعضها اﻷخر جدوى انتخابات لا توجد أي ضمانات لعدم العصف بها كما تم العصف بنتائج كل الانتخابات التي أشرف عليها المجلس العسكري المتحكم في البلاد بنفسه.
752
| 07 مارس 2015
الحياة السياسية لها مواصفات وخصائص وحدود دنيا من الشروط، إذا فقدتها لا يمكن أن توصف بالحياة ومن ثم تصبح كالخادم المطيع للسيد الديكتاتور، ونظام الفساد وما يجرى فى مصرنا هذه الأيام جعلنا نؤكد أن الحياة السياسية فى مصر قد ماتت وشبعت موتا بعد شهور قليلة بعد 3 يوليو ولم يعد هناك أمل فى إحيائها ولو بوضعها فى غرف للعناية المركزة ومهما ضخ في صدرها من أكسجين أو زودت بالدماء. فالسياسة والأحزاب وخاصة الانتخابات لا تعرف الحياة أو مجرد الوجود مع وجود الدبابات والمدرعات في الشوارع والميادين وبالقرب من مقار الأحزب.. ولا يمكن تصورها مع تلك التشريعات التي كممت الأفواه وقيدت كل نشاط معارض وصوبت فوهات البنادق نحو رؤوس المعارضين.. كما لا يمكن القبول بقواعدها التي وضعت بشكل واضح لعودة الحزب الوطني للبرلمان ومن ثمّ ليشكل الحكومة القادمة.. كما لا يقبل بها أي سياسي شريف وهو يرى آلاف الشباب يزج بهم في المعتقلات بلا أدنى جريمة بل وهو يرى الدماء تنزف في الشوارع والطرقات من جميع الطوائف والاتجاهات بسبب وبدون سبب.. إننا في الحقيقة أمام انتخابات برلمانية في أجواء معبأة بدخان القنابل وشوارع تسيل فيها الدماء وتفوح منها رائحة الموت.ولهذا فلا يزال الوطن الحبيب "مصر" ينادي كل القوى والحركات والأحزاب: أن تتخذ موقفا موحدا من انتخابات الدم وأن ترفض المشاركة في تشطيب أخطر وأسوأ بناء يمكن أن يعلو أرض مصر.. وقبل ذلك فإنه ينادي الشعب المصري كله أن يقاطع هذه الانتخابات التي لا يتصور عاقل أن تجلب خيرا لبلادنا أو أن تمكن لغير المفسدين والأشرار من مقابض الحكم ومفاتيح الثروات.
773
| 13 فبراير 2015
قد لا يتصور أحد أن من أبرز مظاهر الازدواجية القبيحة في عالمنا المعاصر هي تلك التي نراها في سلوك دول وحكومات تسلط كل أضوائها وقنواتها الفضائية ووكالات أنبائها ودبلوماسيتها التي لا تتوقف على مدار الساعة لتبرز بشاعة جريمة حرق "البغدادي" للطيار الأردني رغم أنه قبل ساعات كان يقصف المدنيين بالقنابل الحارقة والصواريخ المدمرة وكلاهما لا يميز بين مسالم أو مقاتل.. ولا بين رجل أو امرأة أو طفل أو شيخ فالكل تحت القصف سواء.في ذات الوقت التي أطفئت ذات الدول والحكومات أضواءها وكممت فضائياتها وألجمت دبلوماسيتها حتى لا ترى ولا تسمع ولا تنطق بكلمة واحدة عن جرائم "السيسي" في مصر وهو الذي قتل آلاف المدنيين المسالمين في رابعة والنهضة وقام أيضا بحرق العشرات منهم إضافة لمن حرقهم في سيارة ترحيلات أبو زعبل ومازال يضرب الشباب بالرصاص في الرؤوس بشوارع القاهرة وكأنه يتحدى العالم الغاضب لحرق الطيار اﻷردني في العراق وليقول لهم:* هل تجرؤ حكوماتكم أن تدين جرائمي كما أدانت جريمة البغدادي؟!* هل تستطيع دولة واحدة من دولكم المتحالفة أن تقطع علاقتها معي كما تقاطع دولة البغدادي وتحشد العالم لحربها؟! * هل تقدر دولة من دولكم أن تدعو لمحاكمتي أمام الجنائية الدولية؟!* هل تجرؤ دولكم بل ونظامكم الدولي على تجريمي كما جرمتم البغدادي ودولته أمام اﻷمم المتحدة ومجلس اﻷمن؟! هل.. وهل.. وهل؟!ولن يجد إجابة ﻷن ازدواجية المعايير أصبحت هي القانون الدولي المعاصر!!.
1765
| 08 فبراير 2015
ها هي رياح يناير تهب من جديد، وها هم الطغاة والمفسدون يرتعشون في حصونهم، فلم يعد يناير مجرد ذكرى لدك حصون الظلم وأوكار الفساد، بل أصبح رمزا لحياة دبت في جسد الأمة من جديد، ودماء تدفقت في عروق تصلبت.. ولحظة صدق ولد فيها جيل جديد لا يقبل الظلم ولا يستسلم للقمع.وها هم الطغاة والمفسدون يتحصنون في قلاعهم وإن كان إعلامهم وصحفهم تقول بغير ذلك، فإن غرف عملياتهم ومطابخهم السياسية المنعقدة على مدار الساعة تقول لك الحقيقة.. فلا همّ لهم اليوم ولا شغل إلا أن تنقضي هذه الأيام وهم جالسون على كراسي الحكم جاثمون على صدور الفقراء والمستضعفين والمهمشين، ينهبون أموالهم ويجلدون ظهورهم وبطبيعة الحال فإنهم لن يتمكنوا من ذلك إلا بأجهزة نظام مبارك التي طالما ولغت في دماء المصريين ولا تزال بصماتها محفورة على ظهورهم.. ورجال أعمال عصر مبارك الذين طالما نهبوا أموال المصريين وجوعوهم وأذلوهم للحاجة والسؤال.. وكومبارس السياسة في عصر مبارك الذين خرجوا من جحورهم، أو قل من قبورهم، ليؤكدوا أن ثورة العجائز المضادة قد هزمت ثورة الشباب!!عادوا جميعا لينتقموا من كل شركاء ثورة يناير.. وكل من رفض الظلم والقهر.. ورفض معه الاستبداد والديكتاتورية والفساد في شهر يناير.. عادوا ليدشنوا حقبة جديدة من الظلم لشعب أنهكه الظلم وحنى ظهره القهر وحفرت السياط على ظهره حفرا وأخاديد. فهل ندعهم يستأنفون مسيرتهم ويكملون إحكام قبضتهم على ما تبقى من كرامة شعبنا وحريته؟. هل ندعهم يجهضون ثورتنا ويقتلون معها ما حلمنا به للأجيال التالية؟! أيها الشعب المصري العظيم، إذا كنت قد فجرت ثورتك في يناير 2011 لأن الظلم والفساد قد بلغ مداه.. فإن الظلم قد عاد اليوم أبشع مما كان والفساد قد جاوز كل مدى.. فها هو الظلم يبلغ اليوم درجاته القصوى وها هي رياح يناير ونسائمه تهب من جديد.. فهل ندعها تمر دون أن نقتنص حريتنا ونظفر بكرامتنا؟ هل ندعها تمر دون أن ننقذ فقراءنا الذين يسكنون المقابر وعشش الصفيح؟! هل ندعها تمر دون أن نضمن العلاج لمرضانا الذين يلقونهم خارج المستشفيات على الأرصفة؟! هل ندعها تمر دون أن نوفر سكنا لملايين الأطفال المشردين في الشوارع بلا غطاء ولا فراش في هذا البرد القارس؟! هل ندعها تمر وملايين الشباب العاطلين لا يجدون عملا يشغلهم ولا راتبا يكفلهم؟! هل ندعها تمر وبناتنا في السجون يتعرضن لأبشع الانتهاكات وفي الشوارع يضربن بالرصاص؟! هل ندعها تمر وعشرات الآلاف من أبرار مصر وأبطالها يتعرضون في سجونها للمذلة والمهانة؟ 25 يناير - وكل 25 يناير - يجب أن يحمل صيحة إنذار لكل قوى البغي والظلم والعدوان، إننا لن نقبل أن نعيش في بلادنا كما الحيوانات في حظائرها، يحبسها مالكها وقتما شاء ويطلقها إذا أراد، وهو في الحالين إن شاء أطعمها وإن شاء حرمها من الطعام.. 25 يناير لابد وأن يحمل دائما رسالة الشعب المظلوم إلى ظالمه ورسالة الشعب المقهور إلى جلاده، فهي رسالة الشعب التي يوجهها لكل من يتآمر على حريته ورزقه، فيجب أن تصلهم بذات القوة التي يدافع بها الإنسان عن حريته ولقمة عيشه.عندما يأتي يناير يجب أن يعيدوا حساباتهم ويعلموا أنهم لا يمكنهم أن يستمروا في حكم هذه البلاد بذات الطريقة.. يجب أن تصل الرسالة لهم ولكل حلفائهم، أن المراهن على هذا النظام واهم أو مخدوع.. كما أن عاقبة الظلم وخيمة.. وعقاب الله للبغاة أسرع مما يتصورون.
756
| 25 يناير 2015
نواصل في هذه الحلقة استعراض التصور الدفاعي للتخطيط السياسي لدور الإسلام في العالم، لإدارة معركة إعلامية دفاعية واسعة النطاق وكنا استعرضنا سابقا النقطة الأولى.ثانيا: طرح واسع النطاق لرؤية الشريعة والفقه الإسلامي، الذي أسس لنظرية متكاملة للتعايش مع الآخر، في وقت لم يكن قد عرف العالم غير الصراع والحروب كأداة وحيدة للعلاقات بين الدول والحضارات: فالإغريق لم يعرفوا حقوقاً لغير اليونانيين، . واليهود استباحوا كل من عداهم، وقالوا (ليس علينا في الأميين سبيل).. والهنود اعتبروا كل من عداهم أنجاسا وخدما لهم.. والصليبيون رأوا الآخرين برابرة فأين كل هذا مما جاء به الإسلام بشأن التعامل مع المخالف في العقيدة سواء كان داخل المجتمع الإسلامي أم خارجه: ففي داخل المجتمع الإسلامي تعد القواعد التي أرستها الشريعة الإسلامية للتعامل مع غير المسلمين هي أول قواعد عرفها العالم، تقر بوجود المخالف لعقيدة الدولة وتحمي حقوقه، وفي التعامل الخارجي، أسست الشريعة الإسلامية لأول قواعد قانون دولي عرفها العالم، فيما أطلق عليه الفقهاء «علم السِّيَر». ثالثاً: لابد من التأكيد على أن كثيرا من مواقع الاحتكاك وجبهات القتال التي فتحت في عصرنا الحديث بين الأمة وبين مخالفيها في العقيدة، إنما تمثل دفاعاً مشروعاً، ولو بالاستناد للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأن الزعم بأن هذه الصراعات هي دليل على عدوانية المسلمين هو تضليل واضح يقوم به المستشرقون الجدد ليثبتوا أن العنف والصدام من خصائص الإسلام، وطبيعة تصوره للعلاقة مع الآخر!! وهو ما يفرض على حركات المقاومة الإسلامية أن تتحرى التزام أحكام الشريعة في مقاومتها للعدوان، فإن ذلك مما يحفظ شرعية المقاومة، ويدحض افتراءات المستشرقين ويُكسب المزيد من احترام وتعاطف الرأي العام العالمي.رابعا: تبني الدعوة لحوار الحضارات، وذلك في إطار الدفاع عن الإسلام وشريعته ودعوته العالمية، وتوضيح الموقف الإسلامي من كل قضايا الاحتكاك وموضوعات الساعة، والتأكيد على مدى خطورة استمرار السياسات الغربية المعادية للعالم الإسلامي ولحرية شعوبه وحقها في اختيار من يحكمها، والتأكيد على أن هذه السياسات هي السبب الحقيقي لحالة العداء المتصاعد بين الإسلام والغرب.. كما يجب تقريب فكرة الإسلام في التعايش مع الآخر للذهنية الغربية، التي لا تزال أسيرة للشحن الصهيوني، المستفيد الأول من تأجيج الصراع بين الإسلام والغرب على مدى القرن الماضي. وأخيراً: لابد من فتح الباب واسعاً أمام ممارسة أوسع عملية نقد ذاتي شهدتها الأمة على طول تاريخها، وذلك على مستوى المؤسسات اﻹسلامية والشعوب وكل الحركات الداعية لنهضة الأمة- إسلامية كانت أم وطنية – فلاشك أن الخلل كبير والخطب خطير، وهو ما لا يمكن نسبته – فحسب إلى مؤامرات الأعداء ومخططاتهم، لأنهم – في الحقيقة – لم يظفروا منا إلا بالقدر الذي سمحنا، ولم يعلوا علينا إلا بقدر تنازلنا عن مكانتنا، ولم يتقدموا في بلادنا إلا بمقدار تراجعنا أمام زحفهم . والبداية الصحيحة في طريق النصر الطويل تكون بإعادة ترميم مجتمعاتنا وإزالة كل أسباب النزاع والصراع الداخلي، وإعادة ترتيب الأولويات مع تعظيم أولوية الحرية وإنهاء عصور الاستبداد وبناء نظم سياسية تعبر عن طموحات شعوبنا وتطلعها إلى الحياة الكريمة:(إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)(الرعد١١).
978
| 24 يناير 2015
لم يشهد العالم اضطهاداً مثل الذي تعرض له المسلمون ولم يحدث أن وقع ظلم بأمة مثل ما وقع على الأمة الإسلامية منذ الحروب الصليبية وحتى اليوم.. ورغم ذلك فإن الإعلام الغربي قد نجح في قلب الصورة، وتم تصوير المسلمين على أنهم وحوش كاسرة!! وأن أمتهم أمة بربرية لا يمكن التعامل معها إلا بالحديد والنار، وأن دينهم هو مصدر الإرهاب في العالم!! فلماذا هذا التجني؟! وكيف نجحوا في أن يقلبوا صورة أمتنا ناصعة البياض ويشوهوها؟ لاشك أن الأمة الإسلامية قد استطاعت في فترة وجيزة أن تغير حركة التاريخ وأن تصبح القوة الأولى في العالم.. ولا شك أنها قد تربعت على عرش العالم بعد أن تزلزلت عروش الفرس والروم أمام زحف إيمانها وتفوق عقيدتها.. ولا شك أن الأمة قد تربعت على هذا العرش لقرون طويلة تهدي وتعلم وتصدر قيم الحق والكرامة الإنسانية.. هذه المكانة هي التي جعلت الحقد والحسد يتمكن من قلوب أعدائها، فبدأ التخطيط مبكراً لإزاحة هذه الأمة عن تلك المكانة التي تبوأتها بدينها وإيمانها، وبامتلاكها لقواعد سلوك أمة الهداية وبتعاملها مع البشرية من منطلق الريادة لا الوصاية أو الهيمنة.. وبحدبها على الإنسان وحرصها على الإنسانية. لهذا فقد ارتكز ذلك التخطيط على ضرب قواعد الدين وهدم قواعد الإيمان الراسخة ثم الانتقال إلى أسس تحكم الدين والإيمان في مناحي حياة الأمة باستبعاد الشريعة ثم ضرب أسباب تفوق المسلمين العلمي والعملي للحفاظ على تبعيتهم ومن ثم ترسيخ تخلفهم. وفي ضوء ذلك يمكن أن نفهم لماذا نشهد اليوم هجوماً متواصلاً على الإسلام وأحكامه وكل قيمه ورموزه خاصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. إنه ليس هجوماً عابراً، إنما يعبر عن مرحلة جديدة من مراحل تشويه الإسلام وتبشيع صورته، وإن تميزت هذه المرة بالكثافة والوقاحة، استغلالاً لأخطاء بعض الشباب المتحمس المنتسب لهذا الرسول الكريم، وتزعم الولايات المتحدة الأمريكية – القوة الأولى في العالم وأكبر قوة عسكرية في تاريخه- للحرب على الإسلام تحت شعار مكافحة الإرهاب والتطرف. كما أن الهجوم على الرسول اليوم، يأتي في إطار خطة شاملة لحصار اﻹسلام وتفكيك عناصر فاعليته، خوفاً من إمكانات انتشاره الهائلة، في عصر اهتزت فيه كل العقائد، وانهارت كل القيم، كما أنه يهدف إلى رسم صورة عدوانية للمسلمين في العالم، والترويج إلى أنهم دعاة إرهاب، لتبرير الحرب المعلنة عليهم، في كثير من مناطق العالم.والواجب تجاه هذا الهجوم السافر والحملات المتواصلة أن نسعى لامتلاك تصور دفاعي من خلال ما يمكن أن نسميه بالتخطيط السياسي لدور الإسلام في العالم، وهو تصور يعتمد _ فيما يعتمد _ على إدارة معركة إعلامية دفاعية واسعة النطاق تستند إلى الآتي:أولاً: توضيح حجم الجناية التي ارتكبت وترتكب بحق الإسلام والمسلمين وأن المسلمين ليسوا في موضع اتهام، ولا ينبغي لهم أن يقفوا في هذا الموقع، لأنهم في الحقيقة مجني عليهم فعدوان الحروب الصليبية لا يزال شاهداً على عدوانية غير محدودة وتعطش للدماء غير مسبوق.. وهجمات حقبة الكشوف الجغرافية على العالم الإسلامي لا تزال تنبئ عن أطماع كبيرة وحقد أعمى.. وهمجية الحملات الاستعمارية والتي تم تبريرها بأنه يستحيل على الله أن يودع في الأجساد الملونة أرواحاً طاهرة كأرواح البيض، إنما تدل على حضارة عنصرية تحمل قدراً كبيراً من التوحش في التعامل مع البشر، وليس أدل على ذلك من استرقاق الملايين من الأفارقة بعد اصطيادهم كالحيوانات!! وإبادة الهنود الحمر بعد الاستيلاء على بلادهم!! كما أن الإصرار على السيطرة على موارد العالم وإفقار شعوبه، لا يزال هو نهج الغرب المنظم في التعامل مع العالم الثالث خاصة العالم الإسلامي وهو ما تشهد به حقبة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، والتي تزايدت شراستها في نزح ثروات العالم بعد تأسيس منظمة التجارة العالمية عام 1995م، كما لا تزال دماء المسلمين التي تنزف في الكثير من بقاع العالم اﻹسلامي، تشهد على عدوان غربي لا نظير له، كما أن انحيازهم ضد كل قضايا شعوبنا يؤكد ذات النتيجة، كما نرى في: فلسطين والعراق ولبنان وسوريا والسودان والصومال والشيشان وكشمير والفلبين والبلقان وغيرها.. كما أن انحيازهم ضد نتائج الانتخابات الحرة في فلسطين والجزائر وأخيرا مصر يؤكد أنهم يستكثرون علينا أن نختار من يحكمنا.. كما جاء دعمهم للثورات المضادة لثورات شعوبنا ليؤكد أنهم لا يروننا بشرا لهم حق الثورة على الديكتاتوريات الفاسدة أو أننا ككل الشعوب لنا الحق في اختيار من يحكمنا.
1536
| 17 يناير 2015
لقد كشفت المبادرة المصرية بخصوص وقف العدوان على غزة ( سياقا ومضمونا وأهدافا وصياغة ) ما يجب أن نهتم به ونلقي عليه الضوء وهو ما يتعلق بالدور المصري في المنطقة والمحدد بشكل صارم بقيود والتزامات كامب ديفيد وهو الدور الذي ساهم في تدعيم الغطرسة والعدوان الإسرائيلي في المنطقة منذ 1978 فضلا عن خدمته للمشروع الإسرائيلي طالما بقيت هذه الاتفاقية بنفس الأهداف.والحقيقة التي لا تخطئها العين ولا يمكن لقارئ لمشهد التحكم الأمريكي في كل مسارات الحركة بالمنطقة ومتابع لمظاهر الهيمنة الأسرائيلية فيها إلا ويعود لكامب ديفيد التي تعد اتفاقية حاكمة على العديد من الأوضاع في المنطقة ومتحكمة في معظم مسارات العمل والحركة ومسيطرة على أي اتجاه للتغيير أو الإصلاح فيها.. وذلك طبعا على مستوى التخطيط بغض النظر عن قدرة أطرافها على تحقيق طموحاتهم أو بالأحرى أطماعهم. لكن الأهم في هذه الاتفاقية _ بطبيعة الحال _ هو ما يتعلق بأي تطور ذي صلة بالصراع العربي الإسرائيلى وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ولاسيما في وجهه الغزاوي المشتعل منذ الانفصال.. ومن هنا لابد وأن يتضح بجلاء مدى العلاقة بين الانقلاب والكيان الصهيوني في محاصرة غزة ومحاولة السيطرة عليها بعد إحكام الحصار عليها بل لابد وأن يبرز أساساً مدى علاقة إسرائيل بالانقلاب الذي لا يخطئ من يعرّفه بأنه انقلاب إسرائيلي بامتياز مهما تعددت الأطراف الداعمة له.وهنا قد يتصور البعض أن أوسلو هى الأقرب لتحمل تبعة مثل هذا العدوان على غزة برغم أن الحقيقة التي تغيب عمن يفكر بهذا المنطق أنه لولا كامب ديفيد ما كانت "أوسلو" بل وما كانت "وادي عربة" فكامب ديفيد قد وضعت المنطقة كلها على مدرج سفح جبل مرتفع ليس أمامها سوى أن تتدحرج عليه ومن هنا أيضا يدفع الأبطال في غزة أثمانا غاليا من دمائهم ليحاولوا الصعود مرة أخرى في مواجهة قصف نيراني مكثف يعتمد بالأساس على الغطاء السياسي والاستراتيجي الذي وفرته كامب ديفيد أكثر مما يعتمد على القدرة العسكرية والتفوق التقنى!!وفي هذا الإطار يجب أن نتذكر أن كامب ديفيد لها دور كبير فى ضمان أمن إسرائيل ومن ثمّ القيام بواجبات مشتركة في مواجهة أعدائها وهم كل المقاومين لعدوانها أو الذين يفكرون في ذلك أو يتضامنون مع ذلك.. كما يدخل ضمن أهداف "كامب ديفيد" سواء كانت صريحة أو ضمنية _ مباشرة أو غير مباشرة _ العمل على تقويض القضية الفلسطينية بتحويلها أولا إلى قضية حكم ذاتي وصولا إلى اعتبارها مجرد قضية لاجئين!!اتفاقية بهذه الأهمية بالنسبة للكيان الإسرائيلي لا يمكن أن يفرط بها بل ولا يمكن أن يتنازل عن وجود نظام مصري يحميها ويدافع عنها ويلتزم بكل استحقاقاتها خطوة تلو أخرى وهذا ما يجعلنا نؤكد على أن أقرب توصيف للنظام الذي دشن الاتفاقية _ وهو نظام السادات _ ومن بعده النظام الذي حرص عليها لعدة عقود _ وهو نظام مبارك _ ومن بعده النظام الذي يتأسس الآن لاستكمال ذات المسيرة أنه " نظام كامب ديفيد " فأهم واجباته هو الدفاع عنها وأكبر أهدافه هي الأهداف التي تضعها له وأهم أسباب بقائه مرتبطة بمدى التزامه بها!!لهذا فقد حرص جيل المؤسسين لهذه الاتفاقية أن يؤمنوا كل أسباب استمرارها وبالأخص على الجانب المصري لهذا كان الحرص بالغا في تأسيس نظام يلبي كل متطلبات كامب ديفيد وهو النظام الذي أسسه السادات بمشاركة حثيثة من كيسنجر أهم مخططي السياسة الخارجية الأمريكية:فكان لابد من الانفتاح الاقتصادي الذي يوجد طبقة رجال الأعمال الفاسدين فيما أطلق عليهم في السبعينات "القطط السمان" والذين تحولوا في عصر مبارك وما بعده لوحوش ضارية وهى طبقة ضرورية لحماية النظام وامتصاص دماء الفقراء الذين هم غالبية المجتمع حتى يظلوا يزحفون على بطونهم بحثا عن لقمة العيش.وكان لابد من تأسيس الحزب الوطني الذى يدافع عن توجهات النظام الرئيسية وأهمها كامب ديفيد فلا تكون الاتفاقية مجرد عقد مع رئيس ثم تذهب أدراج الرياح حال وفاته بل هناك كيان سياسي يدافع عنها مهما تعاقب الرؤساء.وكان ولابد من تكريس قواعد لتزوير الانتخابات تضمن استمرار هذا الحزب في السلطة مهما تدنت شعبيته أو تلوثت سمعته فكان قرار حل برلمان 1977 وإجراء انتخابات مزورة بالكامل عام 1979 لم يفز فيها سوى معارض واحد وقفت أسرته بالبنادق الآليه فوق الصناديق لمنع مؤسسات الدولة من تزويرها!!وهكذا كان لا يمكن تصور أن تنجح الثورة المصرية في ظل بقاء قوى كامب ديفيد متنفذة وحاكمة في المشهد المصري وهي قوى حرص صانعو النظام على تشبيكها وتركيبها داخل المجتمع بحيث تكون قابلة للعودة التلقائية لحكم مصر بدواعي المصالح المشتركة بل والمخاطر الواحدة.. وهكذا لا يمكن تصور قبول إسرائيل بنظام ديمقراطي في مصر لأنه في الحقيقة سيفرز القوى ذات الشعبية وهى القوى التى لا ترغب إسرائيل في التعامل معها.وهكذا جاء الانقلاب على الثورة من المؤسسة العسكرية صاحبة العلاقات المتميزة مع إسرائيل بالتعاون مع مؤسسات الدولة العميقة التي تربت في عصور الاستبداد وتعودت على مناخاته ولا تطيق أن تعيش بعيدا عن الفساد الذي يتيحه لها إضافة إلى رجال الأعمال الذين لا يحيون في غير البيئة الفاسدة التي يوفرها لهم النظام الفاسد!!
1241
| 19 يوليو 2014
يواجه مشهد الثورة المصرية بشكل شبه يومي العديد من التحديات التي تؤثر على مجمل المشهد وربما تؤدي إلى سلبيات خطيرة لا يمكن السكوت عليها ولعل أهم هذه التحديات هي تلك المتعلقة بمحاولة إجهاض الثورة من الخارج و عدم التعامل الصحيح من داخل صفوف الثورة مع متطلبات نجاحها. وهنا تبرز محاولة جرف الثورة عن مساراتها الرئيسة بفرض قضايا لا يمكن أن تعبر عن سياق ثوري أو وعي بطبيعة المخاطر والتحديات الحالية وفي هذا الإطار يجب أن نكون على أتم استعداد للتصدي لمحاولات إغراق المجتمع في مستنقع الطائفية التي يحاول البعض جرنا إليه عن طريق نشر التشيع في مصر ويجب أن ننظر إلى هذا الأمر باعتباره طريقا خطيرا لإجهاض الثورة التي تعلقت بها آمالنا أحلامنا. ويأتي في ذات السياق الموقف السلبي من قبل بعض الأطراف المحلية من المخططات الخارجية التي تتعلق بثورتنا العظيمة فلازلنا نرى من يمجد خصوم الثورة وكأنه لا يعلم ماذا يخططون لها؟! ولا نزال نرى من يتجاهل أهم أنصار الثورة وهو يدفن رأسه في الرمال بشكل واضح. وهنا لابد وأن أؤكد على أن المعيار الجديد لتحديد علاقاتنا بالخارج يجب أن يكون هو مدى قربهم أو بعدهم من الثورة ولهذا فلابد وأن نولي عناية خاصة بدول الربيع العربي التي يهمها نجاحنا في استكمال ثورتها كما يهمنا نجاحها.. كما ولابد وأن نذكر أن السودان وقطر هم من أهم الأشقاء الذين يدعمون ثورتنا ويتمنون لها النجاح في هذه المرحلة العصيبة خاصة في بعدها الاقتصادي والذي قد يأتي على الثورة كلها كما يخطط المتأمرون. ومن هنا يجب أن نؤكد على عدة مفاهيم أساسية يجب أن تحكم المشهد الحالي وتتحكم في كل قواعد الخروج من هذه الأزمة الطاحنة: أولا.. أن هذه الثورة لها أهداف محددة كانت بمثابة الأهداف الجامعة للشعب الثائر في كل ميادين مصر فلقد كان لشعبنا مطالب محددة هي التي دفعته للتخلص من هذا النظام الفاسد في مشهد تاريخي قل أن يجود الزمان بمثله.. وأن هذه المطالب قد عبرت بشكل واضح عن مصر بكل طوائفها ومكوناتها.. وأن هذه المطالب لا يمكن أن تكون مطالب فصيل واحد أو تيار واحد مهما كانت قيمته ومهما كان تواجده في الشارع ومهما كان نقاؤه ومثاليته كما أن هذه الثورة لم يقم بها فصيل واحد ولا يصلح أن يقوم بها فصيل واحد. ثانيا.. أن التمكين للإرادة الشعبية هو أهم النتائج التي يجب أن نجمع عليها وأن نسعى إلى تفعيلها بعد هذه الثورة الشعبية العظيمة وأن إشراك الشعب في تقرير مصيره وصياغة مستقبله أصبح من بدهيات الحياة السياسية الحالية ومن لوازمها بل وربما كانت المخرج الصحيح في كل الأوقات مهما بدا لدى البعض أنه مخرج غير منطقي. ثالثا.. أن استكمال الثورة ـ كما هو واضح الآن في ظل حالة الاحتقان التي وصلنا لها ـ يتطلب قدرا من الاتفاق على ما يمكن أن يسمى قواعد استكمال الثورة المصرية والتي هي في نظري من مقتضيات استكمالها والتي يمكن أن تصاغ فيما يمكن أن نسميه "ميثاق الشرف الثوري" والذي يجب أن يشمل بين ما يشمل المحظورات والخطايا التي يجب على من يلتزم استكمال الثورة المصرية ألا يقترب منها وأن يسعى دائما على التنزه عنها. رابعا.. يجب أن يعلم هذا الجيل ولاسيَّما طبقته السياسية: أن هذه الثورة لو أجهضت أو نجحت المؤامرات الموجهة إليها فإن الأجيال التالية لن تغفر لهذا الجيل إضاعته لأهم فرصة لتغيير وجه الحياة في مصر بل والمنطقة بأسرها وأنهم تصارعوا أو تنافسوا ـ حين وجب عليهم أن يتعاونوا وأن يتكاملوا ـ وكان صراعهم وتنافسهم على أرضية حسابات ضيقة ومصالح ذاتية لا ترتقي للحظة صدق واحدة من تلك اللحظات التاريخية التي عاشتها مصر كلها على مدى 18 يوما هي أهم أيام شهدتها مصر على طول تاريخها.
705
| 15 أبريل 2013
مساحة إعلانية
في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست...
2259
| 22 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...
2016
| 25 سبتمبر 2025
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...
1512
| 26 سبتمبر 2025
في قلب الدمار، حيث تختلط أصوات الأطفال بصفير...
852
| 23 سبتمبر 2025
يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال...
786
| 24 سبتمبر 2025
بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى،...
741
| 22 سبتمبر 2025
يُعدّ وعي المُستثمر بالقواعد والأحكام المنصوص عليها في...
654
| 21 سبتمبر 2025
صاحب السمو أمام الأمم المتحدةخطـــــاب الثبـــــات علــى الحــــــق.....
633
| 24 سبتمبر 2025
• كلنا، مواطنين ومقيمين، والعالم يدرك مكانة قطر...
603
| 25 سبتمبر 2025
يؤكد اهتمام جيل الشباب القطري بالخط العربي؛ تزايد...
501
| 21 سبتمبر 2025
يتداول في هذه الأيام في أغلب دول الخليج...
489
| 21 سبتمبر 2025
ليستْ مجرد صورةٍ عابرةٍ تلك التي يُنتجها الذكاء...
483
| 22 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية