جدارٌ سميك باللون الأبيض ودرج أصعده كلما أردت الصعود. مكانٌ يعمه السكوت وهواء يخنق عندما اتنفس. الهروب من الحزن أصعب من مواجهته فهو يعد الحل الوحيد، فلم يعد بيني وبين الحزن سوى هذا الجدار الأبيض والصعود هو السبيل الوحيد للهروب. هناك من يستند إلى أفراحه ويتكاسل والبعض الآخر يستند إلى أحزانه ويجعل منها طريقاً للصعود. فقد يعطي في معظم الأحيان دافعاً ويريك الجمال الحقيقي للحياة والعائلة، ويجعلك أحياناً تجد راحة بانضمامك للحياة والنظر إليها مرة أخرى بجمال أكبر. يجعل منك هذا الحزن تقدر المسؤولية والاهتمام بالعائلة وبالوالدين أخص فالنفس الحزينة تجد راحة بانضمامها بعد يومٍ شاق من العمل بين عائلتها فقط، إلى تلك الصديقة الجدار الأبيض التي كُنت استند عليها دائماً ولا يسقط فقط سقطت ولم تعد كذلك، إلى من جعل القلب بارداً ولم يضمني في برد الشتاء ظلَ داخلي مرتجفا برداً وجُمدَ قلبي منذ الخريف، إلى خياراتي الخاطئة التي جعلت عيني ترى النجوم في السماء وقدمي على الأرض تصعد هذه الجبال رغم العقبات، إلى والدي مصدر ثقتي وعشقي الأول دائماً فأنت لا تقدر بثمن ولا تتكرر في الحياة مرتين فأنت نعمة الله علي وهديتي من السماء والعوض في هذه الحياة، إلى والدتي فحين أتكلم عن عمق الحب فأنا أنظر إليكِ فقط كي ترتوي روحي الذابلة فأنتِ الحضن والملاذ الأكثر أماناً والنعيم على الأرض، إلى أخوتي فمن كان لديه أخت تشبه أختي فهو يملك هذه الدنيا ومن كان لديه إخوة يشبهون إخوتي فإنه يملك من القدر أجمله، إلى كل هذا الحزن "الله أكبر".

هناك من يعيش ظلامه بمفرده .وهناك من يعيش هذا الظلام يسحب فيه من معه.عندما كنت صغيرة أحببت النجوم كثيرا فقد كانت تلمع نوراً في الليل ولا أخاف حينها في الظلام. ولكن ذات يوم كبرت ووجدت العاصفة كبيرة جدا في الخارج ولم أرى حينها نجمة واحدة في السماء - صنعت حينها نجمة خاصة بي واعتقدت أنها انطفأت. ومع مرور الزمن بدأت اصنع نجوماً خاصة بي فكلما تنطفئ واحدة أو اثنتين اصنع نجوما أكثر من ذي قبل .منها نجوم النجاح والثقة والعمل الجاد .غير أن نجمتي الأولى بقيت منطفئة حينها أدركت ان الناس باختلافاتهم كذلك أصنافهم يصنعون نجوما خاصة بهم مرتبطة بنجومهم الأخرى ونجوم غيرهم كذلك. عزيزي القارئ سوف تواجه صنفاً من الناس في حياتك يبقى في الظلام دون نجوم لم يعد هناك ضوءا للنجوم لديه فقد حقد وظلام حالك، عندما رأيت هذا الصنف عانقت تلك النجمة المنطفئة التي أدركت حينها إنها هي التي تؤدي إلى النور - وهي بناء مجتمع يسوده التسامح والصداقات وليس بتجنب الناس وبناء الأحلام فقط، فلم أخف حينما أدركت سبب انطفائها بل عانقتها وبشدة لأني أدركت حينها إنه يوجد نور داخل كل ظلام. وهناك صنف عيناه لا ترى هذا الظلام ويخافه فلا يرى النجوم والنور في الليل والظلام يكاد أن يبتلعه، فليس الأطفال فقط من يخافون هذا الظلام بل الكثير منا من يخافه عندما يبقى وحيدا فجميعنا لدينا ظلام في عمقنا في أكثر مكان بعيدا عن المجتمع - يبقى الليل وحيدا في ظلمته يخفيه ويخاف من الآخرين، وهناك صنف ظلامه دون نجوم لأن عينيه ترى في الظلام فقط بشكل أفضل يسحق من حوله وينسى الخالق الذي خلقه، و صنفا آخر لا يرى الخير في الناس فهو يحبس جميع النجوم في ظلام ليله فقط، والصنف الأخير ذلك الذي لديه نجمة صغيرة مضيئة في داخل ظلامه فيخاف من لمعانها ويبقى متجنبا الجميع يطفئ النجمة بيديه لأنه يخاف فقط - فهو يختبئ في الظلام الذي بداخله إذا تسلل أمل صغير بداخله يخافه كذلك، فالبعض يعرف إنه لن يراه أحد فيبقى في الظلام، فلا تخاف من النهوض واللجوء إلى صنع تلك النجوم فالنجوم هي التي تأخذك إلى طريق السعادة والراحة.

أهم استثمار في الحياة هو استثمار الوقت. ومن ينجح في ادارة الوقت تفتح له ابواب النجاح في جميع المجالات ذلك أن الإنسان الذي يعرف كيف يستغل وقته في أعمال مفيدة ونافعة، يكون أكثر سعادة من أولئك الذين يضيعون أوقاتهم من دون فائدة، فالسعادة مرتبطة بما يقدمه المرء من أعمال نافعة.بينما الاضطرابات النفسية والازمات الاجتماعية تنجم عن هدر الوقت وعدم معرفتهم بكيفية استثمار الوقت. وفي اعتقادي ان الخطوة الاولى لاستثمار الوقت تبدأ بتحديد قائمة الأهداف والأولويات التي يسعى للوصول إليها، سواء كانت شخصية أو عائلية أو اجتماعية. يجب وضع الاهداف بدقة متناهية وفقا للأولويات بحيث تكون أهدافك عزيزي القارىء قابلة للقياس والتقييم لتعرف الكمية التي انجزتها والكمية المتبقية والجهد المطلوب لتنفيذها. وأجعل أهدافك تناسب شخصيتك وقابلة للإنجاز.ويجب أن تكون لديك دافعية وإيماناً بقدراتك لتنفيذ تلك الأهداف فإن لم يكن قلبك حياً لن يكون لديك ذلك الشغف لتحقيق الأهداف، تأكد بأن القرار الذي اتخذته واقعي وله إطار زمني معين. عزيزي القارئ الخطة الزمنية مهمة وعلى سبيل المثال حدد أهدافك للسنتين المقبلتين مثل أكمال دراسة الماجستير في 2020 ومثال آخر أن تكون متحدثا في فعالية عامة او مؤتمر وتبدأ على العمل عليها على التنفيذ يوما بيوم وشهرا بشهر.وطالما قمت بتحديد اهدافك وفقا لخطة زمنية لن تبقى حائرا متسائلاً ماذا تريد ان تفعل وماذا عليك ان تفعل. ولكي تحسن إدارة وقتك كن مختلفاً مميزا طموحا، ولتكن مختلفاً عليك أن تعرف الفرق بين الحلم والحقيقة أن تصبح لديك تنبؤات مستقبلية وتسأل نفسك هذه الأسئلة عند تحديد الهدف ما الذي يميزك؟ ما القواعد والتعليمات التي عليك إتباعها؟ هل يتقبلك المجتمع أم لا؟ هل عائلتك سوف تقوم بدعمك؟ لا تخف من كل هذه التساؤولات اكسر حاجز الخوف الذي لديك وانطلق، أنت من تميز نفسك وأنت من يرسم هذه القواعد والتعليمات، ولاتخشى انتقاد الناس فالمجتمع ينتقدك قليلاً وبعدها يساير أهدافك معك ويقوم بتشجيعها وعائلتك سوف تفتخر بك، أيضاً في عملك أن يكون المحيط سلبي لا تيأس من تحقيق أهدافك أخلق لنفسك أنت جواً إيجابياً يساعدك في تحقيق أهدافك، لا تخف من الهواجس والتحديات انطلق بعزيمة نحو تحقيق اهدافك. اجعل أهدافك مستمرة لهذا عندما تقوم بترتيب أهدافك والتخطيط من أجلها فأنت تدير وقتك بشكل جيد وصحيح فأنت تستثمر في وقتك، ضع ورقة وأمامك وأمسك بالقلم واجه نفسك بنقاط ضعفك وقوتك تعرف بعدها ما الذي يجب تغييره في نفسك وما الذي أصبح قويا في شخصيتك. ألتقيت بأستاذة في جامعة قطر وهي أستاذ مساعد ومن أكثر الشخصيات الملهمة المنجزة الإيجابية التي قابلتها في حياتي الأستاذة موزة محمد الكواري وقد أخطرتني بقولها في هذه المحاضرة إن التحفيز للنجاح واحد من أقوى الخطابات الملهمة وقد تعلمت منها أهمية الوقت والتخطيط وترتيب الأهداف بشكل صحيح، لم يكن لدي أي فكرة عن كيف أدير وقتي حتى ألتقيت بها وبزملائي المتدربين فكان تشجيعنا لبعض مميزا ومازال مرسوماً في ذهني بل ثمرة زرعت لتثمر قريباً بإذن الله.

هناك فرق شاسع بين الطيبة وضعف الشخصية، فالإنسان الطيب في هذا الزمن يفهمه الناس بطريقة خاطئة ويحصد الخيبة تلو الخيبة من الاقارب والاصدقاء. فهو يظن أن كل الناس من حوله مثله. فإذ به يفاجأ بطعنات أقرب الناس إليه وأحبهم إلى قلبه. وطيبة القلب هي من اسمى صفات الانسان التي تنتهك فى هذا الزمان الذي تغلب عليه المصالح والغايات في العلاقات بين الناس. وربما تكون طيبة المرأة اكثر ايلاما. ذلك أن المرأة الطيبة قد يجرحها من يخونها ولا يصون قلبها لكنها تصمت كي لا يتحطم قلبها. وتتغاضى عن ذلك الأمر لتمنح الرجل فرصة للعودة عن خطئه. وهناك صنف طيب من النساء يصمت عند الإهانة والصراخ كي لا يتشتت قلبها وعقلها برحيل الشريك. فتصمت وتراكم في قلبها حتى يدرك أن الخطأ الكبير الذي ارتكبه في حقها ويعود الى صوابه ويبلسم جرحها. عزيزي القارئ ان المرأة الطيبة قد تسامح اكثر، لكن احذر غضبها وعندما تلاحظ التغير في تلك المرأة اعلم بأنك طعنت قلبها الطيب عدة طعنات، الطعنة الأولى كانت بداية ذلك الخدش الذي في قلبها والتي تليها كانت غرس ذلك السكين بعمقٍ في قلبها أما الأخيرة التي غرست حقاً كاملة في ذلك القلب الذي يأبى تقديم المزيد من التسامح وتكف المرأة عن منح الفرص. لم يكن البقاء والصمت ضعفاً منها ولم يكن تقبل ما كان يحدث غباءً أيضاً بل كانت تلك القوة يا سيدي، لأنه في اللحظة التي تتركك فيها ولا تعود مرة أخرى تبدأ أنت بالبحث عنها بعدما تكشف رداءة القلوب التي تملكها، فالقلوب الطيبة لا تتكرر دائماً في حياتك، كانت هدية الله عز وجل لك هذا القلب ولم تعرف ثمنه إلا بعد رحيلها عنك، هل تظن بعد ما حطمت ذلك القلب يعود لك؟ لا يعود أبداً فما يتحطم من زجاج يرمى لا يترمم وقلبها كان زجاجاً لم تعرف كيف تحافظ عليه، الطيبة لم تكن أبداً ضعفاً بل كانت قوة لأنها سامحتك ورحلت لم تحقد وترحل، فتلك هي القوة الحقيقية في نظري البقاء وإعطاء الفرص وبعدها الرحيل الذي لا يلحقه رجوع، فرفقاً بالقوارير. فالفرق كبير بين طيبة قلب المرأة وبين ضعف الشخصية، فالمرأة الطيبة قوية الشخصية بما يكفي لاتخاذ القرار في الوقت المناسب.

جميعنا نتعرض لمواقف صعبة يتخلى فيها الجميع عنا فنتخلى فيها عن طموحاتنا ومشاعرنا، دائماً نكون بحاجة إلى شخص في حياتنا نحبه ونحترمه ليكون سنداً لنا معنوياً في تلك الأزمات. ولكن دائماً ما تكون النتيجة من الصفر إلى الصفر. وأنه لا أحد حولك سواك. عندما تتأزم أمورك ويقوم أحباؤك بدفعك لمغادرة حياتهم تفقد ذلك الأمل البسيط الذي اتكلت عليه ليكون نجاتك ويكون حينها الوقوف صعباً قليلاً، فلا تكن عبداً لمشاعرك فالبقاء في هذه الحياة للأقوياء فقط، تعلق بالله عز وجل وحده وبوالديك هو الذي يعافيك دائماً فهو الذي عافاك من الأولى وستتعافى من الثانية إذا وقعت فيها مرة أخرى بفضل حبك له وحب والديك لك. القلوب الرحيمة والنفس الطيبة هي التي تسامح كثيراً تنام ليلاً متصاعدة إلى السماء متفائلة بغدٍ أفضل وتعود صباحاً مشرقة في أجسادها ممتلئة بالطمأنينة، فتلك هي النفس الطيبة تعيش دوماً سعيدة وإن كانت وحيدة. عزيزي القارئ لا تتخلى عن أحلامك مهما كانت صعبة فأنت تستطيع أن تحقق جميعها، ولا تسخر من أحلام الناس وإن كانت صغيرة فالحياة ليس فيها طعم إن لم تكن لديك أحلام، فأنا اليوم أعود إلى الكتابة متنازلة عن ملكية أفكاري ولجميع الأحلام التي رسمتها إذ إني أشرعها للعامة رغم كل الصعاب والخذلان الذي واجهته فالحياة جميلة جداً، لتكن حراً يا عزيزي وتتحرر من قلبك وأفكارك واعشق عملك واطمئن ما كان مقدراً وخيّراً سوف يكون ملكاً لك. تخلى عن الحزن فالشخص الوحيد الذي يستمر معك في هذا الطريق هو أنت فلا تحمل نفسك ما لا تطيقه، لا أحد يستطيع أن يحميك من الحياة سوى نفسك فأنت قائد نفسك لا تبقى وحيداً ولا منعزلاً بل عش يومك من أجل نفسك ذلك حقاً عليك، ولا تحزن عندما تكون أغبى البشر تبحث عن الحب في قلب من لا يريدك فتكون مضطراً لتغير مبادئك والتخلي عن نفسك لتسايره، تخلى الآن عن مشاعرك وقم بموازنتها على الناس جميعاً وانهض بنفسك وقف على قدميك ولا ترفع سقف توقعاتك بأحد ولا تطارد النجوم فربما القمر آتٍ ذات يوم.

عندما يقول لي الناس إنني لا أستطيع فعل شيء وتوصد كل الأبواب بوجهي أجلس جانباً لوحدي وأردد ما يقوله عقلي لي انني أستطيع فعل ذلك. .. فقط علي الثقة بالله سبحانه وتعالى ثم بنفسي أيضاً، فالإنسان أقوى مما يتخيل فقط عليه الثقة بنفسه أولاً، أليس الله عز وجل خلق لك يدين تعمل بهما وقدمين تمشي بهما، وخلق لك عقلاً لتفكر به بإيجابية لتثق بنفسك عزيزي وتكون متفائلاً بالحياة، الثقة بالنفس هي روح الحياة وعادة مكتسبة يمكنك أن تنميها حتى لو كنت تتصرف بأنك فعلاً تملك تلك الثقة فتصبح في صراع داخلي بينك وبين نفسك فتتواجد بعدها تلك الثقة من تلقاء نفسها بداخلك، يواجه الإنسان مواقف صعبة في حياته ويدرك فيها بأنه سيتعثر كثيراً حتى يصل إلى المرحلة التي يريد الوصول إليها... ولكن حين يفكر في ذلك بما أن الجميع استطاع فعل ذلك فأنا أيضاً أستطيع فعلها. عند بداياتي بالجامعة كنت أقف دائماً بقدمين مرتجفتين في العروض التقديمية ومازلت اليوم أقف بقدمين مرتجفتين لكن لم أترك تلك الأفكار والمشاعر تسيطر على ما أردت الوصول إليه دائماً، لم يعلق الجميع أحلاماً عريضة علي لكني كنت أعلق الكثير من الآمال على نفسي، فمازلت أحقق الأهداف التي رسمتها لنفسي في بداية الطريق، يدهشني "العقل" حين أبقى أردد أنا أستطيع ذلك، أنا أستطيع ذلك، فيصبح الأمر تلقائياً ويتحرك جسدي نحو الهدف وينتهي اليوم على خير وبسعادة تغمرني.. عزيزي القارئ لا تقل لا لفرصة لمجرد أنك تخشى الفشل، فبثقتك بنفسك قبل أن تبدأ فأنت منتصر، أصدقني قولاً أنها معركة ممتعة يتمتع بها القائد الذي يثق بنفسه ثقة صحيحة بعيداً عن الغرور، وإدراك النفس لقيمتها وتكريس نفسه بما يفيد المجتمع من عمل مفيد، خذ نفساً عميقاً وتحرر من ذلك الخوف المسيطر عليك كل ما تحتاج إليه هو بناء تلك الثقة في نفسك وليكن ما كتبته لك هو أول درج لهذا البناء، تصبح مختالاً جميلاً بتلك الروح الممتلئة بالثقة، تختلف لديك التصرفات حينها والضحكات، وتصعد أدراجك بخطواتٍ ثابتة نحو النجاح، استعد اليوم وثق بالله سبحانه وتعالى وبنفسك وابدأ، أن تبدأ اليوم خير من ألا تبدأ أبداً، وكما قيل: ومن يخاف صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر، فكن واثقاً بنفسك واصعد جبال الحياة واهزم خوفك.  

خص الله سبحانه وتعالى النساء بالصبر ورزقهن بذلك من دون الرجال، صبرها ليس فقط على الحمل والولادة والحياة المعيشية بل على الزوج وتقلباته اليومية كذلك، ومساعدته في المحن والشدائد، فالصبر عبارة عن نسيج تنسجه المرأة حتى تحصل على ثوب يليق بها وبمنزلتها من أجر عظيم. صبر المرأة يحمله الأمل والتحمل رغم قسوة هذا الصبر عليها من أجل الحفاظ على بيتها ومقومات حياتها الزوجية، فالمرأة تصبر والرجل يتعلم ويعمل من أجل أسرته والحفاظ عليها وتوفير أفضل الفرص المعيشية لهم، فالبيوت لا تقوم على صبر النساء فقط بل تقوم أيضاً على عطاء الرجل، تكون هناك تنازلات كثيرة بين الطرفين حتى لا تغرق هذه السفينة، يقبل أحدهم بالآخر رغم عيوبه كي لا تهدم هذه السفينة، النساء الصابرات هن اللاتي يقبلن القليل مع حبهن لأزواجهن وإخلاصهن لهم. هناك الكثير من النساء من ترضى بالمهور القليلة والأفراح البسيطة ليس لرخصها كفتاة أو التقليل من شأنها بل دعما لزوجها والبدء بحياة جميلة ومريحة حتى يقفا كلاهما على قدميهما قبل أن تبدأ حياتهما الزوجية ...فألا يعد ذلك بداية الصبر الجميل؟ هناك نوع آخر من النساء لسن جميلات كفتيات المجلات أو الأخريات ولكن جمالها في جمال صبرها وحبها ووفائها له أليس ذلك الجمال الروحي لها وألا يجعلها أجمل الجميلات؟ وتصادف صنفاً آخر من النساء من يقمن بمداراة عائلة الرجل ويقوم هو كذلك بمداراة أهلها، براً تجاه الوالدين وكسبا لرضاهما عليهم فرضا الله من رضا الوالدين ويعد ذلك الصنف أيضاً جميلاً حين يبادر بالمحاولة دائماً. وهناك نوع من النساء والرجال حين يدخلون الحياة الزوجية ويهبهم الله أطفالاً لا يتنازلون عن هذه الحياة التي جمعتهم معاً لأجل أطفالهم حتى لا يتشتت أبناؤهم إذا وصل الأمر إلى الانفصال فهذا هو أنقى أنواع صبرهما الجميل لتلك الأرواح الطاهرة. فالزواج نصيب والطلاق والفرح قرار كذلك الاحتفاظ به أو التخلي عنه يعد قرارا ونحن نملك ذلك القرار، وبالصبر تحلو الحياة وتهون المشكلات، وبالاستغفار يهونها الله عليك وتنقضي الحاجات، فلا تحملوا الأرض على رؤوسكم وقد جعلها الله تحت أرجلكم، إذا أردت أن تحبك تلك المرأة وتبقى معك اسمع منها وعاتبها إذا أخطأت لا تعاقبها، ودللها بما هو مستطاع عليه ولا تهملها، أفهمها ما هي حقوقك عليها كزوج ولا تهجرها، ثق بها دائماً فالتي تتركها في البيت في انتظارك هي صاحبة ذلك البيت وليس غيرها ولا تراقبها، كن رجلاً لها وليس عليها، فرفقاً بالقوارير يا معشر الرجال.