رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فرج قصة الحب والعبودية للروائي محمد علي عبدالله (3)

على ظهر سفينة الحرية، كما أتصور، وفيما تعاني عويشة من مرض يكاد يسلمها إلى الموت، فإن اعتناء ورعاية فرج لها، وحنوه عليها، سيجعل القراء في حالة انتظار أبدي لمعرفة: ماذا سيحدث بعد ذلك؟ وهذا ما لن يحدث أبدا، فعند هذا الحد ستنتهي الرواية. ستنتهي دون أن تخبرنا: ما الذي حدث لعويشة؟ هل توفيت؟ هل عاشت سعيدة مع زوجها فرج؟ أم ما الذي جرى لهما؟ اللهم، إلا إذا كان هناك جزء ثان للرواية. فإن الخبر اليقين، سيوردنا حينها من بطن الجزء الثاني. ولكم كان بودي تسمية هذا الجزء من الرواية، بالحرية، غير إني أراها حرية ناقصة وبمعنى أدق، عقيمة وأنانية، فهي بلا عويشة، واسم البطلة بالطبع رمزي للغاية، فهي تعني بحسب ما فهمت من سياق الرواية: الصدق والحياة الجميلة والحب الحقيقي. لكن لماذا وبحسب واقع الرواية، رحل الفرج دون العيش؟ ربما لأن الكاتب كتب بروح: من أكون؟ وليس ماذا أريد أكون؟ هذا ما يقوله ولسون، السابق ذكره، وليس ما أدعيه أنا. ولندع، الإجابة عن هذا السؤال جانبا، حيث تبقى الكثير من الأسئلة، بلا أجوبة. كما لنبتعد قليلا عن ولسون، الذي أكثرنا من ذكره، ولنستشهد بالكاتب الإنجليزي الشهير، شكسبير، الذي يقول: (إن الفن يحمل مرآه تعكس الطبيعة). وهذا ما نتفق معه تمام الاتفاق، ففيما الطبيعة البشرية من حولنا متغيرة وموحشة في كثير من نواحيها، حيث تغص شتى المجتمعات الإنسانية بالعنصرية البغيضة، فإن الفن الذي نرى فيه وجوهنا ودواخلنا على حقيقتها، هو الفن الحقيقي، وهذا ما صنعه الكاتب في روايته، فقد تمكن من كشف فكرة العنصرية التي تسكن الكثيرين منا بقصد أو دون قصد، والتي ترفض كل ما هو مخالف لجذورها، باعتبارها ولإيمانها بأنها العرق البشري الأكثر نقاء وطهارة، دون أن تخبرنا من أين جاء لها هذا الاعتبار أو كيف ترسخ لها هذا الإيمان؟ بل لا أستشيط كثيرا إذا ما قلت: أن الكاتب نجح في جعل القارئ يقف في مواجهة مع نفسه، وقاده إلى مراجعة موروثاته العنصرية البغيضة، وبالتالي إلى تغيير أفكاره تجاه المختلفين عنه في الجذور، سواء كانوا من ذوي البشرة السوداء أم غيرهم. وهذا ما يفند المقولة التي سمع معظمنا بها، وهي: ما من رواية غيرت مجرى الأحداث في هذا العالم. فرواية كهذه الرواية، ذات بعد ثقافي واجتماعي، استطاعت أن تبدل طريقتنا في التفكير، وهذا في حد ذاته نجاح باهر للكاتب. لأنه تمكن من بذر البذور لإحداث فروق اجتماعية، قد يجنيها جيل يأتي بعد خمسون عاما من الآن، وربما أكثر أو أقل، لا تهم المدة، بقدر ما يهمنا حدوث التغير الإيجابي في المجتمع. وعموما، ما ذكرته آنفا، يذكرني بنظرة بعض النقاد إلى الكاتب على إنه مصلح اجتماعي، وهو قول لا اتفق ولا اختلف معه، فهو يقدر بحسب قدره. إلا أن الكاتب هنا قام بدور المصلح الاجتماعي، دون قصد منه، وهو دور محمود في هذا المقام. وختاما، ورغم تحفظي على بعض الملاحظات التي رافقت الرواية الأولى للكاتب، فلا يفوتني على التأكيد على أن الرواية العظيمة هي التي تمنح القارئ الإحساس بأنه قد عاش أحداثها، وأنه بعد أن أغلق الكتاب كان وكأنه قد عاد من مكان بعيد، وهذا ما صنعته رواية فرج، قصة الحب والعبودية. وهذا ما يجعلني أعتقد أنني انتظر الأفضل في مستقبل قريب من الكاتب الروائي محمد علي عبدالله. كما يجعلني أدلي برأي للكاتب ففي طبعة ثانية للرواية ذاتها، ننتظر منه مراجعة كتابة نهايتها، والتي لا شك لدي أنها ستنعكس بشكل إيجابي على غلافها، ناهيك عن إجراء بعض التعديلات اللازمة في بقيتها. " روائية قطرية "

1115

| 22 مايو 2019

فرج قصة الحب والعبودية للروائي محمد علي عبدالله (2)

هنا، يظن القارئ نفسه، أنه قد وصل إلى الجزء الذي يدور حول الحب، غير انه يتفاجأ بغياب اللغة الرومانسية المتوقعة، ناهيك عن شح المعلومات التي تصلنا عن عويشة ذاتها، التي يفترض أنها بطلة الرواية، وعن نوع وشكل العنصرية التي تم ممارستها ضدها من قبل المجتمع الظالم، لذا فهي البطلة الحاضرة - الغائبة. وحقا، لا يفترض بنا مثلا، أن نقرأ عنها الكثير كما هو الحال مع البطل الرئيسي، فرج، إلا أننا وعلى كل حال كان بودنا معرفة ولو القليل عنها. هذا من ناحية الجزء المتعلق بالحب في الرواية، والذي ينقلنا فيه الكاتب نقلة مأساوية تنتهي بفراق الحبيبين، ثم لا يكتفي بذلك، فهو أيضا يحزننا بتزويج عويشة قسرا، برجل قاس، وبنفي فرج. وعند هذا الحد، يشتد شغف القارئ وتولعه بمعرفة كيف سيقوم الكاتب بفك العقدة العويصة التي أدخلنا إياها مع أبطاله وشخوص رواياته. وهكذا، نستمتع كقراء إلى درجة ما، بمشاهدة فرج يعمد بشتى السبل إلى الحصول على حريته، ثم حرية حبيبته عويشة، الذي نصطدم بتحولها إلى قاتلة! وتبرأ أهلها منها، وقبل أن نلتقط أنفاسنا ليمتص عقلنا الصدمات السابقة، فإننا نجد عويشة تمرض وتموت! وذلك على النقيض من البشارة التي كان شيخ أعمى قد أطلقها في وجه فرج ذات حين. فالكاتب هنا ألقى في وجوهنا وعلى عجالة، ثلاث كرات من الغضب المتفجر، فلا نكاد نفرغ من تلقي الأولى، حتى تتبعها الثانية والثالثة بشكل متتال. ولعل، الصدمة الأكثر من محدثة لفرق غير طبيعي، بالنسبة لي، هو أن فرج بعد أن دفن حبيبته وبكاها، ذهب ليستمتع بالأكل، ثم سافر باتجاه شرق، حاملا فراشا جديدا ومؤونة طعام كافية، مكتفيا بحصوله على حريته، دون أن ترافقه فيها حياة حقيقية. فهل استسلم الكاتب لقوانين المجتمع الظالمة، واقر بها، أم أنها بحسب وجهة نظره النهاية الأكثر ملاءمة مع الواقع! ثم لماذا يجب علينا أن نبحث عن نهاية أخرى؟ حقيقة، اعتقد أن النهاية المفتوحة هي الأكثر تماشيا وعقلانية مع أحداث الرواية، فضلا عن كونها الأكثر عدالة، ففيما عانى فرج من العبودية، فإن عويشة قاست مرارتها، وفيما كان فرج بحاجة للعيش مع حب صادق حقيقي، يشعره بقيمته وكرامته، فإن عويشة كانت في أمس الحاجة إلى فك كربتها، ومساندة حبيبها لها في شدتها، لذا كان التهاء فرج بحل مشكلة امرأتين ظهرتا فجأة في الربع الأخير من الرواية، هو ما عجل بوفاة عويشة، التي عانت الاهمال مع اشتداد المرض عليها. الشأن الذي لا يتفق أبدا مع مقدار الحب الذي كان يسكن قلب فرج لعويشة. وأعاود طرح السؤال، وان بطريقة أخرى: ما هي النهاية المتوقعة لهذه الرواية؟ صدقا، لا أتوقع النهاية الفنتازية، أو السعيدة، ليس لأنها ستعمل على اضعاف الرواية، كما قد يظن بعضهم، بل انني أعتقد أنه على العكس من ذلك تماما، أن نهاية سعيدة لمثل هكذا رواية، ستعمل على إنجاحها وزيادة رصيدها من القراء، لأن الكل بحاجة لمنحة الأمل ونبرة التفاؤل في الحياة. ولكن لأني أعتقد أن شخصية عويشة، شبه الغامضة، بحسب ما رسمها الكاتب، ستقبل أن تستمر في الحياة، بعد كم الاهمال غير المتعمد الذي نالته وعلى مدى سنوات طوال، ما دمت ستكون مع فرج، فلا أراها قادرة على التخلي عنه، فهو من أحبها بصدق، وكان يبكي هواها طوال الرواية، ناهيك عن سعيه في الربع الأخير منها، وبشكل غير حثيث على انقاذها من الموت المحتم. وانطلاقا من هذه النقطة، فإن النهاية المشوقة، هي النهاية المفتوحة. وذلك، بان يرتبط الحبيبان برباط الزوجية، ويرحلا معا على متن السفينة التي طالما تغزل بها فرج باعتبارها سبيلا للحرية، لتكون وسيلة لحرية كلا الاثنين. وهذا في اعتقادي ما كانا يستحقانه.

2075

| 21 مايو 2019

alsharq
بائع متجول

يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...

6033

| 26 سبتمبر 2025

alsharq
في وداع لطيفة

هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...

4470

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الكلمات قد تخدع.. لكن الجسد يفضح

في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...

3336

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الفن ضد الدمار

تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة،...

1599

| 26 سبتمبر 2025

alsharq
ماذا يعني سقوط الفاشر السودانية بيد قوات الدعم السريع؟

بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...

1323

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
فلسطين والكيان والأمم المتحدة

أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...

1185

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
حين يُستَبدل ميزان الحق بمقام الأشخاص

‏من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...

1059

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
استيراد المعرفة المعلبة... ضبط البوصلة المحلية على عاتق من؟

في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...

933

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق

منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...

870

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
النسيان نعمة أم نقمة؟

في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...

828

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
تعلّم كيف تقول لا دون أن تفقد نفسك

كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...

648

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
خطاب عربي يكسر الصمت العالمي!

لم تكن كلمة سموّ الأمير تميم بن حمد...

624

| 26 سبتمبر 2025

أخبار محلية