رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

بمناسبة انعقاد المنتدى اليوم.. وزير خارجية الصين يكتب لـ الشرق: منتدى التعاون الصيني العربي نموذج للتعاون الجماعي

تنعقد الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي اليوم 30 مايو في بيجينغ بمناسبة الذكرى الـ 20 لتأسيس منتدى التعاون الصيني العربي. بما أن هذه الدورة أول دورة للاجتماع الوزاري تعقد بعد القمة الصينية العربية الأولى الناجحة، فتكتسب أهمية كبيرة لتنفيذ مخرجات القمة الصينية العربية والإسراع في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد. انعقدت القمة الصينية العربية الأولى في ديسمبر عام 2022 في السعودية، حيث حضر الرئيس شي جينبينغ القمة وألقى فيها الكلمة الرئيسية، ولخص روح الصداقة الصينية العربية المتمثلة في «التضامن والتآزر والمساواة والمنفعة المتبادلة والشمول والاستفادة المتبادلة، وحدد المسار والاتجاه لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، وطرح الأعمال الثمانية المشتركة حول التعاون العملي بين الصين والدول العربية، الأمر الذي قوبل بتجاوب حار في الدول العربية. لقد أصبح بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، الذي يتقدم بخطوات ثابتة إلى الأمام على مدى أكثر من عام، راية مجيدة تبلور تحتها التوافقات الصينية العربية على الأصعدة السياسية والتنموية والأمنية والحضارية، وتقود العلاقات الصينية العربية لشق طريق والمضي قدما بخطوات واسعة. تواصل الصين والدول العربية تعزيز التعاون الاستراتيجي لتحقيق مستوى أعلى من الثقة الاستراتيجية المتبادلة. استقبل الرئيس شي جينبينغ بنجاح قادة فلسطين والجزائر وسورية وموريتانيا وغيرها من الدول العربية في الصين، مما يرشد العلاقات الصينية العربية للتطور على المستوى العالي. وتمت إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة أو علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين و14 دولة عربية وجامعة الدول العربية حتى الآن، بعد إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين وكل من فلسطين وسورية. وأصبح العالم العربي من المناطق التي لها النسبة الأعلى من عدد الشركاء الاستراتيجيين للصين. تدعم الدول العربية بثبات الجهود التي تبذلها الصين للحفاظ على مصالحها الجوهرية وهمومها الكبرى، وتظل تلتزم بمبدأ الصين الواحدة وتنتهج سياسة الصين الواحدة. دعم الاستقلالية الإستراتيجية للعرب بالمقابل، تدعم الصين بثبات جهود الدول العربية لتعزيز الاستقلالية الاستراتيجية والحفاظ على سيادة البلاد وكرامة الأمة، وتسوية النزاعات والخلافات عبر الحوار والتشاور والسير على طريق تقوية الذات عبر التضامن لتحقيق الأمن الجماعي. قد أسفر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي انفجر منذ أكتوبر الماضي، عن وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، وأزمة إنسانية خطيرة. لا يمكن لأي بلد أو شعب محب للسلام أن يبقى غير مبال أمام هذا المشهد. في وجه الوضع الخطير، ظلت الصين تقف إلى جانب الحق والعدالة والجانب الصحيح للتاريخ، وتدفع المجتمع الدولي لتركيز جهوده على وقف إطلاق النار ومنع القتال وحماية سلامة المدنيين وتوسيع الإغاثة الإنسانية وتنفيذ «حل الدولتين « وإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية . تتضامن وتتعاون الصين مع الدول العربية، مما عزّز الثقة المتبادلة بينهما في النضال للدفاع عن العدالة الدولية. تواصل الصين والدول العربية توسيع التعاون العملي بينهما لتحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك بجودة أعلى. قد وقعت الصين مع جميع الدول العربية وجامعة الدول العربية وثائق التعاون لبناء» الحزام والطريق،»وقد نفذ الجانبان ما يزيد عن 200 مشروع كبير في إطار «الحزام والطريق» ويستفيد ما يقرب من ملياري نسمة لدى الجانبين من نتائج التعاون. تبقى الصين كأكبر شريك تجاري للدول العربية للسنوات العديدة المتتالية. خلال العامين الماضيين، وصل حجم التبادل التجاري بين الجانبين إلى مستوى جديد، حيث يبقى هذا الحجم الآن على المستوى القياسي البالغ 400 مليار دولار أمريكي، وهو 10 أضعاف مما كان عليه قبل 20 عاما. كما يشهد التعاون الصيني العربي تقدما بارزا في مجالات الطاقة والمالية والبنية التحتية وغيرها، حيث استوردت الصين 265 مليون طن من النفط الخام من الدول العربية في عام 2023 وهذا الرقم يشكل 47% من واردات الصين الإجمالية للنفط الخام من الخارج، كما يتقدم التعاون الصيني العربي في مجالات الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح والطاقة النووية للأغراض المدنية والطاقة الهيدروجينية. تبادل العملات وتدخل العملة الصينية إلى الدول العربية بشكل متسارع، إذ وقعت أو مددت الصين اتفاقيات تبادل العملات المحلية مع كل من مصر والإمارات والسعودية، وأصدرت مصر بنجاح سندات الباندا في الصين. أما في مجال البنية التحتية، فظهرت سلسلة من»علاماتٍ جديدة بنتها الصين في الدول العربية مثل المبنى في العاصمة الإدارية المصرية الجديدة الذي يلقبه المصريون بـ «الهرم الجديد» وهو أعلى مبنى في أفريقيا، والطريق السيار الذي يربط شرق الجزائر وغربها ويتجاوز طوله 1200 كيلومتر، وإستاد لوسيل الملعب الرئيسي لكأس العالم في قطر، وجسر محمد السادس في المغرب وهو أكبر جسر معلق في أفريقيا. كما حقق التعاون الصيني العربي نتائج مثمرة في مجالات المعلومات والاتصالات والطيران والفضاء والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي وغيرها من المجالات المتقدمة والحديثة، إضافة إلى التشغيل العالي المستوى للمراكز العديدة في مجالات نقل التكنولوجيا ونظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الاصطناعية والبحوث الدولية لمكافحة الجفاف والتصحر وتدهور الأراضي، مما يشكل شبكة لنقل التكنولوجيا والتعاون فيها تربط مؤسسات البحوث العلمية والشركات الابتكارية للصين والدول العربية. توسيع التواصل الحضاري تواصل الصين والدول العربية توسيع التواصل الحضاري، مما حقق التفاهم بين الشعوب على نحو أعمق. تقوم الصين والدول العربية بتعزيز التواصل المستمر حول الحوكمة والإدارة، حيث نجح الجانب الصيني في تنظيم 4 دورات للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية و 20 دورة تدريسية للدول العربية التي استضافها مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، وتم تدريب فيها نحو 500 فرد من المسؤولين الحكوميين والأكاديميين في المؤسسات الفكرية والإعلاميين في الدول العربية. نجد أن تبادل الاستفادة بين الحضارتين الصينية والعربية يتقدم في طليعة دول العالم، إذ أن جامعة الدول العربية كانت أول منظمة إقليمية في العالم أصدرت مع الصين وثيقة بشأن تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية في الدورة الأولى لمنتدى ليانغتشو التي انعقدت في ديسمبر عام 2023، وكانت أول منظمة إقليمية في العالم وقعت وثيقة التعاون مع الصين بشأن إنشاء رابطة للمؤسسات الفكرية في يناير عام 2024 وتمت إقامة الفعاليات الدورية المتنوعة التي تشمل الدورة الأولى لمنتدى تنمية الشباب الصيني العربي والدورة العاشرة لندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية والدورة الخامسة لمهرجان الفنون العربية، مما أسهم في تفعيل التبادل في كافة المجالات على نحو شامل. وقد تم ترجمة ونشر 50 كتابا من المؤلفات الصينية والعربية الكلاسيكية في إطار «تبادل الترجمة والنشر للمؤلفات الصينية والعربية. ولاقت البرامج السمعية والبصرية الصينية مثل «الهجرة إلى السعادة» و»وسام الجمهورية « و»أقنعة وكنوز» إقبالا واسعا لدى الجمهور العربي، وتجاوز عدد النقرات الإجمالي لها 500 مليون مرة. كما هناك إقبال كبير من الدول العربية على تعلم اللغة الصينية، حيث أن الصين قد أنشأت 21 معهد كونفوشيوس وفصلي كونفوشيوس بالتعاون مع 13 دولة عربية، وتم إدراج تعلیم اللغة الصينية في منظومة التعليم الوطني بشكل رسمي في الإمارات والسعودية وفلسطين ومصر وتونس وجيبوتي. ينتعش تبادل الأفراد بشكل سريع من تأثير جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث تجاوز عدد الرحلات الجوية بين الصين والدول العربية ما كان عليه قبل الجائحة، إضافة إلى فتح الرحلات الجوية الجديدة بين بيجينغ والرياض وبين شيامن والدوحة، التي ساهمت في إقامة ممرات جوية جديدة للصداقة الصينية العربية. آفاق واعدة يدل الحصاد المبكر لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك على أن تطوير العلاقات الصينية العربية يتماشى مع رغبة وتطلعات الشعوب، ويتفق مع المصلحة المشتركة للجانبين، وله آفاق واعدة ومستقبل مشرق. في الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي الذي سينعقد قريبا، ستواصل الصين العمل مع الدول العربية على تسريع وتيرة التنفيذ لمخرجات القمة الصينية العربية الأولى، ودفع العلاقات الصينية العربية نحو مستقبل أرحب، رافعة لراية إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك عاليا. ستواصل الصين السير مع الدول العربية على طريق الثقة الاستراتيجية المتبادلة، لتوطيد الأسس السياسية الراسخة. تعد نهضة الأمة حلما مشتركا للجانبين الصيني والعربي، وتمثل الاستقلالية وتقوية الذات مسعى مشتركا لهما. ستقيم الصين علاقات الشراكة الاستراتيجية مع مزيد من الدول العربية، وتعمل مع الدول العربية كالمعتاد على تبادل الدعم للطرف الآخر في جهوده للحفاظ على مصالحه الجوهرية، ليكون الجانبان إخوة يتآزرون ويتساندون. ستواصل الصين تعزيز التعاون والتنسيق مع الدول العربية في الشؤون الإقليمية والدولية، وتحدد مواقفها وسياساتها وفق طبيعة الأمور، وتسعى إلى إيجاد حلول للقضايا الساخنة مع مراعاة المطالب المشروعة لكافة الأطراف، لتعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وصيانة العدل والإنصاف الدوليين، ودفع الحوكمة العالمية نحو اتجاه يخدم مصلحة الدول النامية. ستواصل الصين السير مع الدول العربية على طريق الازدهار والانفتاح، لزيادة ديناميكية تنموية أقوى. يتلاقى توجه الصين للانفتاح غربا مع توجه الدول العربية للتطور شرقا، مما شكل تيارا هائلا للتعاون المتسم بتكامل المزايا والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك. ستواصل الصين العمل مع الدول العربية على بناء «الحزام والطريق» بجودة عالية، بما يضفي حيوية عصرية نابضة على طريق الحرير العريق. ستواصل الصين العمل مع الدول العربية على ترسيخ التعاون في مجال الطاقة كالمحور الرئيسي وتعزيز علاقات الشراكة للعرض والطلب على الطاقة فيما بينهما. ترحب الصين بالدول العربية لزيادة الاستثمار في التنمية الصينية، وفي الوقت نفسه، ستواصل دعم الجانب العربي لتنفيذ المشاريع النموذجية الكبرى والمشاريع الصغيرة والجميلة والناجعة، وستعمل مع الجانب العربي على تهيئة قطب النمو للصناعات المتقدمة والحديثة الذي يضم مزيدا من المكونات العلمية والتكنولوجية. ستواصل الصين السير مع الدول العربية على طريق الشمول والاستفادة المتبادلة، وإجراء تبادلات حضارية أكثر تنوعا. توثيق التواصل الحضاري تلتقي الحضارتان الصينية والعربية بعد تجاوز الجبال والبحار، والتفاهم بينهما قائم منذ آلاف السنين، وهما سجلتا قصصا ذائعة الصيت في التاريخ للتلاحم والتنافع بين الحضارات المختلفة. ستواصل الصين العمل مع الدول العربية على استكشاف الطرق التنموية المتنوعة للتحديث، وزيادة توثيق التواصل الثقافي والشعبي في مختلف المجالات التي تشمل الثقافة والتعليم والسياحة والشباب والفنون، وتكريس قيم البشرية المشتركة المتمثلة في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، ورفض «نظرية صراع الحضارات» ومقاطعة «الإسلاموفوبيا»، وتنويع حديقة الحضارات في العالم، وقيادة الحضارة البشرية نحو اتجاه الاحترام المتبادل والتعايش المتناغم. نحو منصة أكثر تكاملا ستواصل الصين السير مع الدول العربية على طريق التعاون الجماعي، لإقامة منصة أكثر تكاملا. كانت السنوات الـ 20 الماضية التي مضت على إنشاء منتدى التعاون الصيني العربي تتسم بالتطور المزدهر والنابض. إذ تم خلالها إقامة 19 آلية مهمة في إطار المنتدى بما فيها الاجتماع الوزاري والحوار السياسي الاستراتيجي ومنتدى الإصلاح والتنمية ومؤتمر التعاون في مجال الطاقة، وتم إصدار 85 وثيقة مهمة، الأمر الذي وضع نموذجا للتعاون الجماعي بين الدول النامية.»من الحسن إلى الأحسن»، بما أن إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك قد فتحت عهدا جديدا للعلاقات الصينية العربية، فهي ستسجل بكل التأكيد صفحة جديدة لبناء منتدى التعاون الصيني العربي وستقوده في المسيرة الجديدة. سيواصل الجانب الصيني العمل مع الجانب العربي على تعزيز بناء المنتدى لخلق 20 سنة أخرى أكثر روعة، يكون فيها التعاون الجماعي بين الصين والدول العربية نحو الهدف السامي المتمثل في إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك!

897

| 30 مايو 2024

العلاقات الصينية العربية وفرص التشارك في "الحزام والطريق"

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ينعقد اليوم الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني العربي في قطر. ويعد الاجتماع مهرجانا للتشاور حول التعاون الجماعي بين الجانبين بمناسبة الذكرى الستين لانطلاق العلاقات الدبلوماسية بينهما في هذا العام.وقبل عامين، طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ مبادرة التشارك الصيني العربي في بناء "الحزام والطريق" وتشكيل إطار التعاون "1+2+3" في الاجتماع الوزاري السادس المنعقد في بكين. وعلى مدى العامين الماضيين، أصبحت شجرة التعاون الصيني العربي وارفة ومثمرة بفضل الجهود المشتركة من الجانبين.ظلت الصين تدعم الدول العربية في استكشاف الطرق التنموية التي تتناسب مع ظروفها الوطنية وبإرادتها المستقلة، وتدعم جهودها في استعادة الحقوق الوطنية المشروعة، بما فيه إقامة دولة فلسطين المستقلة. وفي المقابل، قدمت الدول العربية دعما غاليا للصين فيما يتعلق بمصالحها الحيوية وشواغلها الكبرى. ولغاية اليوم، أقامت الصين علاقات استراتيجية مع 8 دول عربية، وانضمت 7 دول عربية إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية كعضو مؤسس. كما أصبح التخطيط الأعلى أكثر نضوجا في تعزيز التواصل وتوطيد الثقة المتبادلة، بما يوفر إطارا سياسيا متينا للتعاون في مختلف المجالات، ويشكل ضمانا أساسيا للحفاظ على حيوية الآليات في إطار المنتدى. في مطلع هذا العام، أصدرت الحكومة الصينية أول وثيقة لها بشأن سياستها تجاه الدول العربية وأصبحت هذه الوثيقة منهجا مهما ودليل عمل لتطوير العلاقات الصينية العربية.وتُعد الدول العربية أبرز شريك التعاون للصين في مجال الطاقة، وأحد أهم الأسواق للمقاولة الهندسية والاستثمار وراء البحار. قد أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية ككل وأكبر شريك تجاري لـ10 دول عربية.في العامين المنصرمين، تُقارب قيمة عقود المقاولة الهندسية التي وقعتها الصين في الدول العربية 50 مليار دولار، كما قام الجانبان بإنشاء صندوقين مشتركين للاستثمار وإطلاق مشروعات مهمة في مجالات نقل الطاقة الإنتاجية وتكرير النفط والبتروكيماويات وتشييد الموانئ والبنية التحتية. كما حققت المفاوضات بشأن منطقة التجارة الحرة الصينية الخليجية تقدما مشجعا، حيث أنهى الجانبان من حيث المبدأ مفاوضات تجارة السلع بشكل حقيقي، واتفقا على السعي للوصول إلى اتفاقية منطقة التجارة الحرة في غضون العام الجاري، فضلا عن افتتاح المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا وتوقيع اتفاقية التعاون بشأن تشغيل نظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الاصطناعية وإنجاز الأعمال التمهيدية لإنشاء مركز التدريب العربي للاستخدام السلمي للطاقة النووية ومركز التدريب للطاقة النظيفة. كل هذه المنجزات تساهم مساهمة كبيرة في إثراء مقومات إطار التعاون "1+2+3" وتطوير التعاون العملي بين الجانبين الصيني والعربي عمقا واتساعا، وستلعب دورا رياديا مهما في تعزيز الاندماج المصلحي بين الجانبين في إطار "الحزام والطريق".تتمتع الصين والبلدان العربية برصيد وافر في البعد الثقافي، ولا يحبذان نظرية التفوق الحضاري والتصادم بين الحضارات، بل يدعوان إلى التنوع الحضاري. في هذا السياق، أقام الجانبان عديدا من آليات التعاون في إطار المنتدى، وفي مقدمتها ندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية ومؤتمر الصداقة والمهرجانات الفنية، الأمر الذي يحرك التطور الحيوي للتواصل الثقافي بين الجانبين. وبالإضافة إلى ذلك، تنوع التواصل الصيني العربي في المجالات الحزبية والشبابية والسياحية والتعليمية، ويتقدم التخطيط الطويل والمتوسط المدى للتعاون إلى الأمام بخطوات متزنة في مجالات الثقافة والإعلام والتدريب. وحتى الآن، تم فتح 11 معهد كونفوشيوس و5 فصول كونفوشيوس في 9 دول عربية، وأصبحت 11 دولة عربية مقصدا سياحيا للمواطنين الصينيين. وبلغ عدد الرحلات الجوية بين الصين والدول العربية 183 رحلة كل الأسبوع، وبلغ عدد المتنقلين بين الجانبين 1.02 مليون شخص سنويا. كما نظم الجانبان سلسلة من فعاليات التواصل الودي في إطار سنة الصداقة الصينية العربية في عامي 2014 و2015. ما زالت الأوضاع الدولية تشهد تغيرات معمقة ومعقدة، وتتطور تعددية الأقطاب والعولمة الاقتصادية على نحو أعمق. على هذه الخلفية، يعمل الشعب الصيني بكل طاقته على إنجاز بناء المجتمع الرغيد على نحو شامل وتحقيق الحلم الصيني للنهضة العظيمة للأمة الصينية. في عام 2015، حققت الصين نموا بوتيرة فوق متوسطة تبلغ 6.9%، وتجاوزت نسبة مساهمتها في نمو اقتصاد العالم 30%، مما جعلها محركا مهما للنمو العالمي. وفي المقابل، تبذل الشعوب العربية جهودا دؤوبة من أجل تحقيق حلمهم في إحلال السلام والاستقرار والتنمية، وتؤتي جهود دول المنطقة للإصلاح والنهضة ثمارها بفضل تطلع شعوب المنطقة إلى حياة أفضل. لذلك، تربط المهمة المشتركة للتنمية والأهداف المشتركة الجانبين الصيني والعربي بشكل أوثق.في يناير الماضي، ألقى الرئيس شي جينبينغ كلمة تجاه العالم العربي في مقر الجامعة العربية أثناء جولته في الدول العربية، حيث أوضح بشكل منهجي مفهوم التعاون الصيني العربي للتنمية، وأعلن عن حزمة المبادرات المهمة للتعاون، الأمر الذي رسم خطة طموحة لمسيرة العلاقات الصينية العربية. يجب على الجانبين الصيني والعربي انتهاز فرصة تنفيذ نتائج زيارة الرئيس شي جينبينغ لبلورة التوافق والتركيز على الأفعال ومواصلة استكمال التصميم الأعلى لآليات المنتدى، بما يدفع بامتداد "الحزام والطريق" في المنطقة العربية، ويزيد الأرضية المشتركة للأمتين الصينية والعربية في مسيرتهما نحو النهضة. إن بناء "الحزام والطريق" بينما يتطلب بيئة سلمية ومتناغمة، يتمكن من توفير قوة الدفع الضخمة لتحقيق السلام في المنطقة. ستواصل الصين مشاركتها البناءة في شؤون المنطقة لإيجاد القاسم المشترك الأكبر لهموم الأطراف المختلفة عبر الحوار. إن الجانب الصيني سيشارك بنشاط في دفع عملية حل سياسي للمسألة السورية وغيرها من القضايا الساخنة في منطقة الشرق الأوسط، ويدعم جهود الوساطة للأمم المتحدة، ويدعم حوارات تشمل كافة الأطراف والإسراع بوتيرة إعادة الإعمار السياسي والاقتصادي. سيقدم الجانب الصيني مزيدا من المنتجات العامة لمساعدة الدول العربية على تعزيز القدرة على تثبيت الاستقرار، وتدعيم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. كما يحرص الجانب الصيني على مواصلة التواصل والتنسيق مع الجانب العربي واحترام المصالح الحيوية والهموم الكبرى للجانب الآخر في القضايا الدولية المهمة، ودعم المطالب المشروعة والدعوات المعقولة للجانب الآخر، والعمل بحزم على حماية العدل والعدالة الدوليين والمصلحة المشتركة للدول النامية الغفيرة. في الوقت الراهن، يمر كل الجانبين الصيني والعربي بمرحلة حاسمة للتنمية. إذ طرحت الحكومة الصينية مفهوم التنمية القائم على الإبداع والتناسق والنظافة والانفتاح والتنافع في خطتها الخمسية الثالثة عشرة للتنمية. ويحرص الجانب الصيني على ضم جهوده إلى الجانب العربي في إطار "الحزام والطريق" باعتباره منبرا منفتحا وعمليا وطويل الأمد، وتعزيز نمط التعاون الجديد "النفط والغاز بلاز"، وتسريع عملية تسهيل الاستثمارات ونقل التكنولوجيا المتقدمة والحديثة، والدفع ببناء المناطق الصناعية ذات الأولوية. إن الجانب الصيني قام بنقل الطاقة الإنتاجية إلى الجانب العربي من باب الصدق وليس لديه أي مآرب أنانية، وسيربط طاقته الإنتاجية المتفوقة بالموارد البشرية العربية بشكل فعلي، بما يساعد الجانب العربي على إنشاء القطاعات التي تكون في حاجة ماسة إليها مثل الصلب والحديد والمعادن غير الحديدية ومواد البناء والزجاج وصناعة السيارات ومحطات توليد الكهرباء، ويدعمها لإيجاد طريق جديد واقتصادي وأخضر ومراعي الشعب للعملية الصناعية، لجعل ثمار هذا التعاون يفيد مزيدا من الصينيين والعرب، وتحقيق التنمية المشتركة للصين والدول العربية. إن التواصل الثقافي والإنساني أساس الصداقة التقليدية بين الصين والدول العربية وركيزة مهمة لبناء "الحزام والطريق". سيواصل الجانبان الصيني والعربي تكثيف التواصل الثقافي والإنساني فيما بينهما، وتوسيع التواصل والتعاون في مجالات التعليم والثقافة والصحة والعلوم والتكنولوجيا والسياحة والشباب والإعلام والإذاعة والسينما والتلفزيون وتكوين الموارد البشرية وغيرها في إطار منتدى التعاون الصيني العربي، بما يعزز التفاهم والصداقة بين شعوب الجانبين ويمد جسر التواصل والتبادل بين الأمتين الصينية والعربية، ويدفع معا عجلة الحضارة البشرية نحو التقدم والازدهار. إن "الحزام والطريق" طريق قائم على المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، وكذلك طريق نحو التلاحم والتكامل بين الحضارات. ستواصل الصين دعمها الثابت لجهود الدول العربية في الحفاظ على ثقافتها الوطنية الأصيلة، وجهودها لتسوية النزاعات الطائفية وإذابة الفوارق العرقية وتصدي انتشار الأفكار المتطرفة، وترفض التمييز والتحيز بأي شكل من الأشكال بحق عرق أو دين بعينه. سنعمل على تعزيز الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية، وتكريس التسامح الحضاري وتقاسم الخبرات في تعزيز الانسجام بين الأديان واقتلاع التطرف وإقصاء القوى والأفكار المتطرفة، كما نعمل على توفير قوة الدفع أكثر ديمومة للتنمية والازدهار للجانبين الصيني والعربي من خلال تكريس ثقافاتهما الأصيلة. قبل 2000 سنة، سجلت الأمتان الصينية والعربية آية مبهرة للتفاهم والتواصل على طريق الحرير القديم. واليوم، يتلاقى "الحزام والطريق" في الدول العربية، ويربطان طرفي قارة آسيا، ويُدخلان التعاون الشامل الأبعاد بين الجانبين الصيني والعربي إلى مرحلة جديدة. إن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع الجانب العربي في إطار التشارك في بناء "الحزام والطريق" على ربط البنية التحتية وتعزيز الالتحاق بين الاستراتيجيات التنموية وتدعيم التقارب الحضاري والثقافي، بما يجعل كعكة التعاون المتبادل المنفعة أكبر فأكبر، وبالتالي يشكل منبرا واسعا يساعد على تحقيق "الحلم الصيني" والنهضة للأمة العربية. دعنا ننتهز فرصة بناء "الحزام والطريق" ونلتزم بالصداقة التقليدية ومبدأ المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، ونبذل جهودا مشتركة لدفع علاقات التعاون الاستراتيجي بين الصين والدول العربية إلى الأمام!

873

| 12 مايو 2016

alsharq
سابقة قضائية قطرية في الذكاء الاصطناعي

بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...

2529

| 30 نوفمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1506

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
أهلاً بالجميع في دَوْحةِ الجميع

ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...

1170

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1140

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1059

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

996

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
الكلمة.. حين تصبح خطوة إلى الجنة أو دركاً إلى النار

في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات، وتُلقى فيه الكلمات...

654

| 28 نوفمبر 2025

alsharq
المجتمع بين التراحم والتعاقد

يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...

600

| 30 نوفمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

546

| 03 ديسمبر 2025

537

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
التوافد الجماهيري.. والمحافظة على السلوكيات

كل دولة تمتلك من العادات والقواعد الخاصة بها...

504

| 30 نوفمبر 2025

501

| 27 نوفمبر 2025

أخبار محلية