رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

حمادة المسحول في الزمن المشلول

فجأة أصبح حمادة صابر نجما تليفزيونيا شهيرا، يتردد اسمه في الجلسات والسهرات، وتفرد الجرائد اليومية للحديث عما جرى له مقالات تلو مقالات، كما تكتب عنه المواقع الإلكترونية ما تشاء من تعليقات، وهكذا تحول هذا المواطن المصري البسيط من إنسان عادي مثل سواه من ملايين البسطاء الفقراء إلى إنسان يعرفه الجميع في مصر وخارجها، ولم يبق سوى أن يقوم أحد المنتجين السينمائيين بإنتاج فيلم عن مراحل حياته، وما طرأ عليها من تحولات، في خضم الثورات والانتفاضات، وما تفرزه من فوضى واضطرابات، ويمكن أن يكون عنوان هذا الفيلم: حمادة المسحول في الزمن المشلول! لم يتعرض حمادة صابر للإيذاء الجسدي والمعنوي من جانب مجموعة من البلطجية وفقا للمصطلح المصري، أو البلاطجة وفقا للمصطلح اليمني، أو الشبيحة وفقا للمصطلح السوري، وإنما تعرض للسحل ولتجريده من ملابسه ولضربه وركله بالأقدام في مختلف أنحاء جسمه من جانب مجموعة من قوات الشرطة المصرية، أمام قصر الاتحادية في حي مصر الجديدة الراقي بالقاهرة، وقد أتيح للناس أجمعين أن يشاهدوا هذا العمل الوحشي البربري، بعد انتشار مقطع فيديو يسجل ما تعرض له هذا المواطن المصري البسيط، ولم يبق إنسان إلا وتعاطف معه، واستنكر ما تعرض له، لكن أغرب ما في الأمر أن حمادة صابر خلال وجوده بمستشفى الشرطة لتلقي العلاج قام باتهام المتظاهرين بأنهم هم الذين اعتدوا عليه وسحلوه، ثم أنكر هذا الاتهام بعد نقله إلى مستشفى عام، مؤكدا أن أفراد الشرطة هم الذين فعلوا ما فعلوا، وهذا يوضح أنه قد تعرض لضغوط نفسية هائلة، أملت عليه أن يتهم المتظاهرين في البداية، ولما اطمأن إلى أن قضيته أصبحت قضية رأي عام، زال عنه الخوف، فتجرأ وتشجع وقال ما كان يخشى أن يقوله، وإذا كان كثيرون قد تعاطفوا معه تعاطفا حميما في البداية، فإنه فقد تعاطف قسم كبير منهم، لأنه لم يكن شجاعا في سرد الرواية الحقيقية لما تعرض له من إيذاء جسدي ومعنوي! كنت قد سمعت وقرأت عن السحل بعد قيام ثورة 14 يوليو — تموز 1958 في العراق، حيث كان الحزبيون العراقيون — على اختلاف انتماءاتهم يقومون بسحل خصومهم في شوارع بغداد والموصل عندما يتمكنون منهم، وقد كتب بدر شاكر السياب ضد هذه الجرائم البربرية المرعبة، بينما كتب شاعر عراقي آخر من أبناء جيله قصيدة غير إنسانية بالمرة، وفيها يتباهى بسحل الخصوم السياسيين وبما هو أبشع، قائلا: إنا سنصنع من جماجمهم منافض للسجائر! دفعتني حكاية حمادة المسحول للبحث عن معنى السحل، فتكشفت أمامي عجائب ومفارقات، حين عرفت — على سبيل المثال — أن السحل قرية صغيرة على نهر الفرات تابعة لمحافظة الرقة في سوريا، وحين رجعت إلى المعجم الوسيط — الجزء الثاني عرفت أن السحل هو الثوب الذي لا يبرم غزله، وأن المسحل هو اللجام، وأن المسحول هو الصغير الحقير، كما عرفت أن العين إذا سحلت سحلا وسحولا فهذا معناه أنها صبت الدموع، ويقال سحلت السماء أي صبت الماء، وسحل الحمار سحيلا أي نهق، وسحل فلان القصيدة أي قرأها قراءة متصلة، أما أقرب المعاني فيما يتعلق بموضوع حمادة المسحول فهو: سحل فلان الشيء أي سحقه سحقا. وأعود متحسرا ومفجوعا من رحلة قصيرة داخل معاجمنا اللغوية إلى خوض مؤلم في مستنقعات أوضاعنا العربية، وأقول: كان البسطاء والفقراء يحلمون بأن تتحقق لهم الكرامة الإنسانية، بمجرد أن تنجح الثورات والانتفاضات الشبابة الثورية، فإذا بالأحلام تتحول إلى كوابيس، وإذا بتعليق ساخر وحزين يؤكد أن السحل هو الحل!

525

| 06 فبراير 2013

تمثال الحرية .. من بورسعيد إلى نيويورك

حين نتعمق في الجوهر ونتمهل كي نتأمل، فإننا نكتشف أن مدينة بورسعيد أقرب ما تكون إلى المرأة الساحرة والساخرة في آن واحد، فهي تسحر من يعشقون الجمال حيث تبهرهم بفتنتها وتحتويهم بفطنتها، كما أنها تسخر ممن يتصورون أن بإمكانهم  أن يقيدوا حرية جمالها بأن يصبوه في قالب واحد وجامد، أو أن يوجهوه وفقا لنواياهم وأذواقهم، خصوصا إذا كانت تلك النوايا والأذواق سقيمة وفاسدة، ونظرا لأني واحد من عشاق بورسعيد فإني أزورها متحمسا ومتلهفا بين حين وحين، وإذا انقطعتُ عن زيارتها لأسباب عامة أو خاصة، فإني أشعر بالشوق الجارف لمرآها ولجولاتي المبتهجة فيها، ولانطلاقي منها - عبر قناة السويس - لزيارة شقيقتها الصغيرة والفاتنة- مدينة  بور فؤاد.  وحين ننظر إلى تمثال الحرية الشهير على امتداد العالم كله، فإن علينا أن نتذكر أن النحات الفرنسي الذي صممه لم يكن يفكر على الإطلاق في أن هذا التمثال سيقف أمام الشاطىء في نيويورك، فقد صممه لكي يُنقل فيما بعد إلى شاطىء مدينة »بورسعيد« في مصر، ليكون في المدخل الشمالي لقناة السويس قبل أن يتم افتتاحها رسمياً يوم 18 نوفمبر سنة 1869لكن المشكلة أن خديوي مصر في ذلك الزمان، وبسبب إسرافه الذي أنهك الخزانة المصرية لم يستطع أن يشتري التمثال ليوضع في بورسعيد كما كان مقرراً، فانبرى الأمريكيون- وقتها- لدفع الثمن المطلوب بالكامل ودفعة واحدة دون تقسيط مريح أو غير مريح، وهكذا أصبحت نيويورك وطنا لتمثال الحرية الذي فقد إرادته وضاعت منه حريته في اختيار مقصده ووجهته.  على أي حال، فإني- من زاوية شخصية ليست فيها أية رائحة عنصرية- أقول: الحمد لله أن خديوي مصر قد استغلى ثمن التمثال، واستغنى عنه، وذلك لأن مصر- بعراقة تاريخها، شأنها في هذا شأن سائر الحضارات القديمة- مليئة بالآثار والتماثيل التي ترمز لماضيها، أما الولايات المتحدة- رغم كل جبروتها- فليس لها تاريخ عريق موغل في القدم، وطالما أنها تمتلك المال مع القوة فلماذا لا تشتري التاريخ، ولماذا لا تضع تمثال الحرية في نيويورك، ليصبح فيما بعد رمزاً أمريكياً يراه الزائرون وينبهرون به، هكذا انتصب تمثال الحرية أمام شاطئ من دفعوا ثمنه لمن صممه، ولكن كان لا بد أن ينتصب أمام شاطئ بورسعيد  تمثال آخر أرخص منه في الثمن، وكان هذا التمثال للمهندس الفرنسي الذي نفذ مشروع قناة السويس وهو فرديناند ديليسبس، وقد ظل قائما إلى أن أسقطه أبناء بورسعيد بعد العدوان الثلاثي عليها وعلى مصر كلها في أكتوبر سنة 1956 وقد أتيح لي- فيما بعد- أن أشاهد ذلك التمثال وهو ملقى على أرض شاطئ بورسعيد. شهد العالم كله ببطولات أبناء بورسعيد خلال تصديهم لقوات العدوان الثلاثي: البريطاني- الفرنسي- الصهيوني، وكان الشاعر التركي الكبير ناظم حكمت واحدا ممن كتبوا بكل تقدير وإعجاب عن تلك البطولات، حيث كتب قصيدة رائعة يصور فيها استشهاد صبي بور سعيدي صغير، كان يبيع الجرائد في الشارع، فإذا بقنبلة من قنابل الغزاة تحول جسده الغض إلى أشلاء مختلطة بما كان يحمله من جرائد ذلك الصباح الدموي، أما في أعقاب نكسة يونيو- حزيران سنة 1967 فإن بورسعيد تحملت- ومعها شقيقتاها الإسماعيلية والسويس - ما تحملت من تضحيات وتبعات أثناء حرب الاستنزاف المجيدة، لكنها ظلت صامدة بكل ما يعنيه الصمود من معنى إنساني جليل، وعلى امتداد تاريخها النضالي المسطر بدماء الشهداء تظل بورسعيد المرأة الساحرة والساخرة في آن واحد، فهي تسحر من يعشقون الجمال حيث تبهرهم بفتنتها وتحتويهم بفطنتها، كما أنها تسخر ممن يتصورون أن بإمكانهم أن يقيدوا حرية جمالها بأن يصبوه في قالب واحد وجامد، ومن أعماق قلبها تتردد دون انقطاع صيحة أمير الشعراء أحمد شوقي: وللحريةِ الحمراءِ بابٌ- بكل يدٍ مضرجةٍ يُدقّ.

1394

| 31 يناير 2013

في طرابلس .. جيراني أعدائي

كان أبناء جيلي في كل أرض عربية يحلمون- بصورة جماعية- أن تتحقق الوحدة العربية، وكانوا يتعلقون بكل الرموز السياسية والأدبية والفنية التي تتحدث عن وحدة الجغرافيا والتاريخ واللغة وعن الإسلام باعتباره دين الأغلبية من أبناء العروبة، وكانوا يرددون من أعماق قلوبهم: وطني حبيبي .. وطني الأكبر، وكانت الوقائع على الأرض تشير إلى إمكانية أن بتحقق الحلم الجماعي- حلم الوحدة العربية، خصوصا بعد الإعلان عن قيام الجمهورية العربية المتحدة بإقليميها الشمالي- سوريا والجنوبي- مصر، لكن أبناء جيلي ما لبثوا أن أفاقوا على كابوس خانق، حين قام الانفصاليون بما ارتكبوه ضد هذا الحلم الجماعي الجميل والنبيل. لم يكن الانفصال هو الكابوس الوحيد الذي جثم على صدور أبناء جيلي، فقد تلاحقت من بعده كوابيس تثير في النهار القلق، وفي الليل تزرع الأرق، وظلت السنوات تنقضي ما بين إحباط ثقيل وبارقة أمل سرعان ما تتلاشى كأن لم تكن، إلى أن حاول جيل عربي جديد أن يغير صورة المواطن العربي الذليل والمستسلم لما يحاك ضده، وهكذا انطلقت الانتفاضة الشبابية في تونس ابتداء من ديسمبر 2010 وتلتها الانتفاضة في مصر ابتداء من 25 يناير 2011 وبعدها انتفض شباب ليبيا واليمن وسوريا، وقد رفع المنتفضون الشباب شعارا واحدا كان يتكرر مع بداية كل انتفاضة: الشعب يريد إسقاط النظام، وقد تحقق هذا الشعار كليا أو جزئيا خلال ما أطلق عليه الإعلام الغربي  اسم الربيع العربي. كنت بالطبع واحدا ممن ابتهجوا بما جرى وما يزال يجري، لكني كنت- في نفس الوقت- أحس أن الحلم الجماعي لأبناء جيلي يتراجع تماما كأنه أصبح نسيا منسيا، وقد ألمحت إلى هذا عدة مرات هنا في الشرق، خصوصا بعد أن أحسست أن الأرض العربية توشك أن تتحول إلى شظايا تتبعثر في كل الزوايا، وقد استقر داخلي هذا الإحساس وأنا أرصد الكثير من الظواهر السلبية في كل انتفاضة شبابية، وعلى سبيل المثال فإن مدينة جربة التونسية شهدت مؤتمرا للغة الأمازيغية، كان ممنوعا فيه الحديث باللغة العربية نهائيا، كما كانت هناك جمعة في سوريا بعنوان جمعة آزادي- أي الحرية باللغة الكردية، وفي مصر هناك من دعوا إلى إحياء اللغة القبطية، وهناك من يدعون الآن إلى تدريس اللغة النوبية- الكنزية في المدارس، وأما فلسطين فإن اسمها قد طواه النسيان! منذ فترة قريبة شاهدت حلقة من حلقات ما وراء الخبر في قناة الجزيرة، وكان موضوع الحلقة الوضع الأمني المتوتر في طرابلس اللبنانية، وتحدث فيها كل من عبد الوهاب بدرخان وأحمد الموصللي وراشد فايد، ومنذ ليلتين شاهدت حلقة من حلقات برنامج عن قرب في قناة أل بي بي سي- عربي، وكان عنوان الحلقة: جيراني أعدائي، ولكن لم يكن المتحدثون من الإعلاميين المحترفين، وإنما كانوا أناسا عاديين من أبناء مدينة طرابلس، لكن قسما منهم يسكنون في باب التبانة، وهم من السنة، أما القسم الثاني من هؤلاء الناس العاديين فهم الذين يسكنون في جبل محسن وينتمون إلى الطائفة العلوية، وأعترف بأن الرعب قد انتابني وأنا أسمع ما قاله أفراد كل قسم من أبناء هذه المدينة الواحدة تجاه أفراد القسم الآخر، بعد أن تحولوا جميعا - نتيجة للانقسام السياسي الذي غذاه الاختلاف الطائفي المذهبي- من جيران أحباء إلى أعداء ألداء! طرابلس اللبنانية الجميلة هي صورة مصغرة لما يحدث من كوارث مذهبية أو دينية أو عرقية في مدن عربية غيرها، بل في دول عربية عديدة، وإذا كنت أبدو متجهما أو متشائما، فإن على المتفائلين أن يتذكروا كيف تشظت يوغوسلاقيا إلى ست دويلات هزيلة، وأعود فأقول إن أبناء جيلي كانوا في كل أرض عربية يحلمون بأن تتحقق الوحدة العربية، أما الآن فإن كل ما أتمناه يتمثل في ألا تتشظى الأرض العربية أكثر وأكثر مما هي عليه لحد الآن!

362

| 24 يناير 2013

الحمامة المغامرة.. ونظرية المؤامرة!

دارت الأيام.. ومرت سنتان على ما شهدته كل من تونس ومصر من أحداث تاريخية، أفضت إلى سقوط النظامين السياسيين اللذين كانا قد شاخا وداخا، لكنهما كانا يستميتان في البقاء، وقد ابتهج الناس جميعا بما تحقق وقتها، لكن الفوضى السائلة والشاملة لم تتح لبهجتهم أن تدوم طويلا، فعادت الكآبة للوجوه، بعد أن أخلف الوعد موعده، وانطمس نور الأمل في تغيير الواقع تغييرا حقيقيا، وترددت – من جديد- صيحة أمل دنقل: لا تحلموا بعالم سعيد- فخلف كل قيصر يموت.. قيصر جديد! سنتان مرتا على الهتاف الجماعي الحماسي: الشعب يريد إسقاط النظام، لكن الجميع أفاقوا بعد قليل على ما جرى من انقسام يتلوه انقسام، بعد أن تضاربت الآراء، وتصارعت الأهواء، وإذا كان شر البلية ما يضحك، فإن كثيرين من المصريين عادوا لممارسة ما كانوا قد أدمنوه، عادوا لكي يسخروا من المصائب اليومية التي يواجهونها أو يسمعون عنها من سواهم، وعادت النكت والقفشات لتتصدر الجلسات والسهرات، وهذا بالضبط ما جرى عندما عرفوا حكاية الحمامة المغامرة، وقام بعضهم بتحليلها وفقا لنظرية المؤامرة! الحكاية باختصار تتمثل في أن إنسانا بسيطا، يعمل حارسا أمنيا في إحدى الشركات قد تمكن من اصطياد حمامة من طراز أو من فصيلة الحمام الزاجل، ويبدو أن هذا الحارس قد شك في سلوك الحمامة، أو أنه تصور أن هناك جهات أجنبية معادية قد أرسلتها للتجسس على أجواء مصر، وقد نبع هذا الشك في قلبه، بعد أن اكتشف أنها تحمل في إحدى رجليها ميكروفيلم، بينما تحمل في رجلها الثانية رسالة بعنوان: إسلام –إيجيبت2012 ومن هذا المنطلق، ووفقا لنظرية المؤامرة، قرر الحارس الأمين أن يتوجه بالحمامة التي ألقي القبض عليها إلى قسم الشرطة في منطقته، وتم تحرير محضر بالواقعة، فضلا عن إيداع الحمامة في أحد أقفاص الطب البيطري، إلى جانب التحفظ على الرسالة وإرسال الميكروفيلم إلى خبراء الإذاعة والتلفزيون، وذلك لتفريغه وتحليل مضمونه، ثم إرسال تقرير مفصل إلى المخابرات لتدارس الأمر! على الفور قام الشباب المنبطحون داخل واقعهم الافتراضي-الإنترنت بتداول الحكاية وتبادل النكت والتعليقات، حيث طالب أحد النشطاء بضرورة الإفراج الفوري عن الحمامة، بينما أكدت ناشطة حقوقية أن الحمامة قد تعرضت للتعذيب الجسدي، وقال شاب آخر ساخرا: حمامة النهضة ظهرت بعد طول انتظار، وطالب شاب آخر بالكشف عن الجهات التي قامت بتمويل الحمامة، مؤكداً أن مصر مستهدقة، ومن ناحيتي فإني قلت لأحد أصدقائي إني قد تنبأت بما ستلاقيه الحمامة في إحدى قصائدي المكتوبة منذ خمس سنوات، حيث قلت: الموج يصرخ هائجَ القُطعانِ يجرفُ ما أمامه إلاَّ حمامه فطنَتْ لِـمَا ينوي فطارت للبعيد واجتاحها فرحُ الحياة فرفرفتْ ترجو المزيد كادت تحط على حدود العش إذْ تحلو الإقامة لكنها سقطتْ على أرضٍ تخاصمها السلامة وعلى أي حال فإن الكوارث لم تمهل الذين تبادلوا النكت والتعليقات ولو لبعض الوقت، فسرعان ما عرف هؤلاء وسواهم حكاية أخرى، لكنها حكاية كارثية بكل معنى الكلمة، وهي حكاية اصطدام قطارين نتيجة للإهمال الجسيم، مما نتج عنه مقتل وإصابة العشرات من خيرة الشباب، لكي يلحقوا بالأطفال الذين دهسهم قطار آخر منذ نحو شهرين، وربما يكون هذا مما تعرضت له مسرحية كأسك يا وطن: إن الذين يقتلون في حوادث الطرق نتيجة للإهمال أكثر من الشهداء الذين سقطوا وهم يواجهون العدو الخارجي!    

641

| 17 يناير 2013

نوبل السويدية وعناقيد الغضب الأمريكية

حين نمشي في شوارع موحلة وملتوية ومليئة بالحفر والمطبات، فإننا نبدو مطمئنين، إذا كنا نمشي في وضح النهار، أما في الليل، خصوصا إذا كانت هذه الشوارع بغير إضاءة، فإننا نبدو متوجسين وخائفين من أن نسقط فجأة في حفرة عميقة أو من أن نرتطم بمطب، وهذا هو حالي عندما أقرر الكتابة عن موضوع يتعلق بدولنا العربية التي داهمها ما أطلق عليه الإعلام الغربي اسم الربيع العربي، وهنا تراودني – بين حين وحين- فكرة الفرار من الكتابة حول هذا الموضوع أو ذاك، محاولا أن أبتعد بقدر الإمكان عن حفرة هنا أو عن مطب هناك، لكن فكرة الفرار تتطلب أن أبحث عن شوارع ليست عربية، لكي أمشي فيها مطمئنا، دون خوف من السقوط أو الارتطام! من هذا المنطلق، أعترف بأني انجذبت تجاه حدثين ثقافيين غير عربيين، أولهما إيجابي، والثاني ليس كذلك باعتراف الذين صنعوه، وقد شهدت تركيا الحدث الأول- الإيجابي، متمثلا في إباحة توزيع الكتب التي كانت ممنوعة على امتداد سنوات من القمع والمنع والمصادرة، بينما شهدت السويد الحدث الثاني. حيث أوضحت الأكاديمية السويدية أن جائزة نوبل للآداب قد منحت لكاتب أمريكي، لكنه لم يكن يستحق تلك الجائزة الشهيرة على مستوى العالم كله! كنت وما زلت واحدا من المعجبين بالشاعر التركي العظيم ناظم حكمت، الذي ترجمت أعماله إلى لغتنا العربية ابتداء من سنة 1952وكنت وسواي ممن يعشقون الحرية نستشهد بقصائد هذا الشاعر العظيم فيما نكتبه، كما نترنم بها في جلساتنا وسهراتنا، ومن أشهر تلك القصائد- نقلا عن ترجمة الدكتور علي سعد- قصيدة قصيرة تقول: إن أجمل البحار هو ذلك الذي لم نذهب إليه بعد- وأجمل الأطفال من لم يكبر بعد- وأجمل أيامنا لم نعشها بعد- وأجمل ما أود أن أقوله لك لم أقله بعد.. وبالطبع فإني وسواي كنا نعرف أن ناظم حكمت قد تعرض خلال حياته للملاحقة والمطاردة، لكني لم أكن أعرف أن هذه الأعمال الشعرية والمسرحية ممنوعة في وطنه تركيا حتى الآن إلى أن تقرر منذ أيام قلائل أن تباع في مكتبات تركيا، ومعها كتب ودراسات أخرى عديدة، كان كثيرون من طلاب الجامعات التركية يقبعون في المعتقلات بتهمة حيازة تلك الكتب والدراسات!  كنت كذلك واحدا ممن قرأوا روايات الكاتب الروائي الأمريكي الكبير جون شتاينبك، ومن أشهرها عناقيد الغضب وشارع السردين المعلب ورجال وفئران وشتاء السخط وسواها، وقد فاز جون شتاينبك بجائزة بوليتزير سنة 1940 كما حصل على جائزة نوبل للآداب سنة 1962 وقالت الأكاديمية السويدية وقتها إن هذه الجائزة قد منحت لجون شتاينبك تتويجا لأعماله الواقعية والمبتكرة، التي تجمع بين روح الفكاهة والإدراك الاجتماعي الثاقب، وكانت ثمرة حصوله على تلك الجائزة العالمية أنه أصبح كاتبا عالميا مرموقا، حيث تمت ترجمة رواياته إلى لغات عالمية عديدة، من بينها لغتنا العربية، حيث احتشد المترجمون العرب لكي يتنافسوا في ترجمة ما قدمه جون شتاينبك من أعمال أدبية متنوعة، أهمها رواياته الشهيرة وبالذات رواية عناقيد الغضب، وهي الرواية التي كانت قد صدرت في طبعتها الأولى باللغة الإنجليزية سنة1939 وها هي الأكاديمية السويدية تعلن- بعد أكثر من نصف قرن- أن جائزة نوبل قد منحت لجون شتاينبك، لأن بقية المرشحين وقتها كانوا أقل جدارة منه فقط، وليس لأنه يستحقها بالفعل! سعدت بالطبع حين أصبح بإمكان القراء الأتراك أن يتقنوا أعمال شاعرهم العظيم ناظم حكمت، لكني لم أنزعج مما قالته الأكاديمية السويدية عن جون شتاينبك، فهو كاتب روائي كبير، حتى لو لم يكن قد حصل على نوبل من الأساس، فهذا ما حدث بالفعل مع كتاب وشعراء كبار لم ينالوا نوبل للآداب، لكن هذا لا يعني التقليل من شأن ما أبدعوه على امتداد حياة كل منهم!

473

| 12 يناير 2013

أغنيات وطنية.. لأهداف تجارية!

في الحروب لابد أن يكون هناك منتصرون ومهزومون، لكن الحرب التي أقصدها لم تكن كذلك لأن طرفيها المتحاربين قد انهزما شر هزيمة، دون أن ينتصر أحدهما وينكسر الطرف الآخر، وقد كتبت هنا - في الشرق- عن هذه الحرب العبثية حين اندلعت واشتعلت نيرانها، وظلت نتائجها السلبية تلقي بظلالها السوداء والشوهاء على أرواح الناس لفترة من الزمان. إنها الحرب.. والشعب ينادي: يارب.. كان هذا عنوان المقال الساخر الذي نشرته الشرق لي يوم الخميس 26 نوفمبر سنة 2009 بعد اندلاع الحرب بين مصر والجزائر، وهي حرب مباراة كرة القدم التي شهدتها الخرطوم يوم 18 نوفمبر من تلك السنة، ومما قلته – وقتها - وبالحرف الواحد: أبصرت عيناي ملايين المصريين وهم يرفعون أكفهم للسماء، قائلين: يا رب. عبثت يداي بالريموت كونترول، فتسمرت عيناي عند مشهد ملايين الجزائريين وهم يرفعون كذلك أكفهم متضرعين وقائلين: يا رب. قلت لنفسي لا بد أنهم جميعا يستعدون للجهاد ضد الصهاينة القراصنة الذين يهددون بأن ينحروا القدس إلا إذا ركعت تحت أقدامهم باكية وهي تقول: أنا عاصمة أبدية لكم ولن أكون أبداً للفلسطينيين! سمعت في مصر قرع طبول جوفاء تتردد معها كلمات غباء من أفواه الغوغاء، وكلها تهتف: فلنستلهم روح أكتوبر، وسمعت قرع طبول في الجزائر لا تقل غباء، وكلها تهتف: هيا إلى الجهاد في السودان. أما ما أفزعني حقا فهو ترديد أغنيات وطنية حماسية، غناها مطربون كبار خلال حرب أكتوبر المجيدة سنة 1973و لكن لأن القائد الذي هدمت قواته الشجاعة خط بارليف قد اقتنع وحاول أن يقنع الناس أن حرب أكتوبر هي آخر الحروب، كان لابد لمن جاء بعده أن يقود حربا أخرى، بشرط ألا تكون بين العرب والكيان الصهيوني، وإنما بين الأشقاء الذين تحولوا في حالات عربية أخرى إلى أعداء، وكان لا بد أن يدعو القائد الآخر إلى الجهاد ولكن ليس في أفغانستان وإنما في السودان، وفي هذا فليتنافس القائدان العربيان، ولتحكم كرة مطاطية بينهما في الميدان! ولأني واحد من المتفرجين العرب من المحيط إلى الخليج، فإني أشهد للثوار العرب السابقين في كل من البلدين بأنهم قد نجحوا نجاحا عظيما في زيادة جرعات الإحباط واليأس التي يتعاطاها المواطن العربي الشريف والعاجز تماما عن فعل أي شيء في أي مجال من مجالات الحياة. هذا ما رصدته وكتبت عنه سنة 2009أي قبل أن تتفجر براكين الغضب في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وسواها، لكني أحس الآن أن في الإعادة إفادة- كما يقولون - منذ أن فرضت على نفسي أن أتابع بعض القنوات الفضائية المصرية، لكي أتابع ما يجري من أحداث سياسية، فإذا بي أواجه بطوفان من الإعلانات التجارية عن أنواع مختلفة من الشيبسي والزيت والشامبو، وليس في هذا حرج بطبيعة الحال، لكن الحرج بل الكارثة تكمن فيما أقدم عليه مقدمو تلك الإعلانات التجارية، حيث قاموا بسرقة ألحان الأغنيات الوطنية التي كانت تهز وجداننا العربي عندما غنتها أم كلثوم، وعندما غناها عبد الحليم حافظ، وهكذا أصبح أمثالي من المخضرمين يستمعون الآن إلى كلمات تغنى في سياق تلك الإعلانات، من نوع: جاهز.. جاهز لأكل الشيبسي وقزقزة اللب، أما اللحن فهو لحن أغنية وطنية، كانت تقول: ملايين الشعب.. تدق الكعب وتقول كلنا جاهزين! هل يمكننا أن نبتذل أغانينا الوطنية إلى هذا الحد؟ الجواب: نعم، يمكننا أن نفعل هذا كله وسواه عندما تكون الأزمنة التي نحيا فيها أزمنة عبثية وفوضوية!

307

| 03 يناير 2013

فولكهارد فيندفور.. ألماني أم عربي؟!

فولكهارد فيندفور إنسان جميل، وإذا كان هناك آخرون غيره يتحلون بالجمال الإنساني، فإنه يتميز عن كثيرين منهم بأنه مثقف موسوعي، وصاحب رؤية جلية تجاه مختلف مجالات الحياة، ولكن لا بد لي قبل أن أشير إلى هذه الرؤية الجلية أن أتحدث أولا عن صاحبها ولو عبر سطور قلائل، وهذا ما سأحاول القيام به. خلال سنوات الحرب العالمية الثانية، كان فولكهارد صبيا صغيرا، وقبل هزيمة ألمانيا النازية رسميا، كان له نصيب مؤلم مما جرى لوطنه، حيث قُتلَ والده أثناء إحدى الغارات الجوية، وبعد عشر سنوات على انتحار الزعيم النازي أدولف هتلر واستسلام ألمانيا غادر أرض وطنه مصطحبا معه والدته، لكي يستقر في مصر، وحتى الآن فإنه لا يزال يقيم فيها منذ سنة 1955 وعلى امتداد تلك السنوات حصل على الثانوية الألمانية وهو في مصر، ودرس اللغة العربية وآدابها في جامعة القاهرة، ثم درس اللغات الشرقية في جامعة عين شمس، وظل يسعى للارتواء من ينابيع الثقافة الإنسانية، وهذا ما حققه بصورة جديرة بالتقدير والإعجاب، وما يزال هذا الإنسان الألماني الجميل الذي كان صبيا صغيرا ويبدو الآن مخضرما مثلي متحمسا لأن يستزيد من المعرفة، فضلا عن أن دائرة أصدقائه ومعارفه ما تزال تتوسع وتتنوع. فولكهارد فيندفور هو عميد المراسلين الصحفيين في القاهرة، وهو مدير مكتب مجلة دير شبيجل الألمانية ذات الشهرة الطاغية، وكان مقر مكتب المجلة في بيروت، لكنه تعرض لعملية اختطاف أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، وبعد أن تم الإفراج عنه قام بتأسيس مكتب المجلة في القاهرة بموافقة شخصية من أنور السادات، وكان واحدا ممن سافروا معه خلال رحلته الشهيرة إلى القدس المحتلة، تمهيدا لما جرى بعد ذلك من توقيع اتفاقية كامب ديفيد المشئومة من وجهة نظري، وإن كانت من وجهة نظر فولكهارد فيندفور تطورا تاريخيا حاسما في حلقات الصراع العربي – الصهيوني، وقد أتيح لهذا الإنسان الألماني الجميل أن يتابع الكثير من الأحداث التاريخية عن قرب، وعلى سبيل المثال فإنه كان واحدا من القلائل الذين عادوا بالطائرة التي أقلت الإمام الخميني من باريس إلى طهران بعد فرارشاه إيران ونجاح الثورة الإسلامية المذهبية في إيران. كنت قد سمعت عن فولكهارد عدة مرات، كما قرأت عنه، لكني لم ألتقِ معه إلا منذ أقل من شهرين، حيث التقينا في مقهى ريش الشهير، وامتدت جلستنا أو سهرتنا لأكثر من أريع ساعات متواصلة، أحسست خلالها كأننا صديقان حميمان قديمان، وكنت وقتها عائدا من رحلة إلى صربيا للمشاركة في مهرجان شعري ضخم أقيم في العاصمة بلجراد، وحين أطلعته على الكتاب الذي يضم قصائد الشعراء بلغاتهم الأصلية الأم إلى جانب ترجمات تلك القصائد إلى اللغة الصربية، اكتشفت أنه يتقن تلك اللغة وأخذ يقرأ النص المترجم لقصيدتي ثم أثنى على ترجمة البروفيسور المستشرق الصربي رادي بوجوفيتش للقصيدة، وفجأة وجدته يتكلم مع أحد النوبيين العاملين في مقهى ريش باللغة الكنزية – النوبية، وفي خاتمة لقائنا الأول الممتع والمطول أراد هذا الإنسان الألماني الجميل أن يؤكد لي مدى ارتباطه بالأرض العربية واهتمامه بقضاياها، فقال لي – وهو يضحك- أتعرف أني حين أزور وطني ألمانيا بين حين وآخر، أفاجأ بأن كثيرين ممن أعرفهم يتصورون أني قد أصبحت مواطنا مصريا – عربيا! فولكهارد.. ألماني أم عربي؟ ليس هذا هو السؤال الذي أود أن أطرحه، فالحقيقة أني أريد أن أتلقى إجابة على سؤال آخر: هل استطاع المراسلون العرب الذين يؤدون أعمالهم في دول العالم المختلفة أن يكونوا مثل فولكهارد في التعمق وفي التحمس لمعرفة الآخرين من أبناء الدول التي يعملون فيها أم أنهم يكتفون بالمظاهر والقشور؟ هذا هو السؤال الذي يحيرني.

1611

| 27 ديسمبر 2012

اليابان في معرض الدوحة للكتاب

خير لك أن تضيء شمعة بدلا من أن تلعن الظلام.. هذه مقولة حكيمة قديمة، أرددها بيني وبين نفسي عندما أسعد بزيارة كل معرض للكتاب يقام هنا في الدوحة أو في أية عاصمة عربية أخرى، فعلى الرغم مما نعانيه جميعا في حياتنا اليومية من متاعب أو مصاعب أو مصائب، نتيجة لما نشعر به من اهتزاز الأرض العربية تحت أقدامنا، فإن معارض الكتاب في عواصمنا العربية تمثل بوابات للأمل في تجاوز العثرات والسلبيات، من خلال إشاعة أجواء الفكر الحر المستنير الذي يسهم في إزاحة أشباح الانغلاق والتشنج. ها أنذا أعود إلى الدوحة، متشوقا للقيام بجولات يومية، صباحية ومسائية، عبر أجنحة معرض الدوحة الدولي للكتاب، وهو العرس الثقافي الثالث والعشرون والذي يتجدد كل سنة، أما سر هذا التشوق فإنه يرجع - بكل بساطة - إلى أني لم أشهد المعارض الثلاثة التي سبقت هذا المعرض الجديد، وبالتالي فإني لم أتابع ما كان يمكن أن أتابعه، وربما تكون هناك إصدارات جديدة مفيدة فاتني أن أقتني نسخا منها، وأطمح لأن أقتني مثيلاتها خلال جولاتي المتعطشة للارتواء من ينابيع الثقافة والفكر والفن، خصوصا أن هذا المعرض الجديد يرفع شعارا جميلا يتمثل في أنه ملتقى الفكر العالمي، فضلا عن أن اليابان هي ضيف الشرف لهذا المعرض، وهذا يعني أن اليابان ليست مجرد تويوتا وميتسوبيشي وأجهزة إليكترونية متعددة الاستخدامات في نظرنا نحن العرب، كما أن قطر ليست في نظر اليابانيين مجرد نفط وغاز، فلليابان ما لها من فنون وثقافة شرقية عريقة، ولقطر فنون وثقافة تنتمي للتاريخ العربي- الإسلامي العريق، وفي هذا السياق لا بد لي من القيام بدعاية مجانية لكتاب صغير الحجم، لكنه عظيم الأهمية، ولهذا فإني أعيد قراءته بين الحين والحين. العرب- وجهة نظر يابانية.. هذا عنوان الكتاب الذي أقوم بالدعاية المجانية له، وهو ليس مكتوبا باللغة اليابانية، وإلا ما كنت قد استطعت قراءة حرف واحد منه، كما أنه ليس مترجما منها إلى لغتنا العربية، لأن مؤلفه الياباني مستشرق شهير، وقد قام بتأليف كتابه هذا باللغة العربية التي يتقنها خير إتقان، وسيلاحظ قراء هذا الكتاب أنه مكتوب بأسلوب عربي جميل، لا يجعلهم يحسون أو يتصورون أن مؤلفه ياباني، هو البروفيسور نوبواكي نوتوهارا الذي يشير إلى الدافع الذي حدا به لأن يكتب عنا نحن العرب، قائلا: أربعون عاما من عمري هي مدخلي إلى هذا الكتاب، بدأتها طالبا في قسم الدراسات العربية بجامعة طوكيو، ثم مدرسا للأدب العربي المعاصر في الجامعة نفسها.. أربعون عاما وأنا أسافر إلى العواصم العربية والأرياف والبوادي، أرى وأتأمل وأكتب انطباعاتي للقارئ الياباني.. أربعون عاما تدفعني دفعا لأقول بعض الأفكار والانطباعات عن الشخصية العربية المعاصرة، وها أنذا أفتح عيني لأرى بعين المراقب المقارن، ولكنه المراقب المحب الذي أعطى الشخصية العربية حتى الآن أربعين سنة من عمره. تحية من القلب لربان سفينة الثقافة والفنون والتراث في قطر، سعادة الوزير- الكاتب المستنير الدكتور حمد عبد العزيز الكواري، ولكل من يعاونونه بالجهد الصادق والعمل الدؤوب في قيادة هذه السفينة الرائعة التي تمخر عباب الفكر العالمي، والتي تستضيف عبر معرض الدوحة للكتاب في نسخته الجديدة ثقافة شرقية عريقة تتمثل في اليابان، وإذا كان البروفيسور نوبواكي نوتو هارا قد شاء أن ينفق من عمره أربعين عاما لكي يرانا ويتأملنا نحن العرب، فإني أتصور أنه يجدر بنا أن نتأمل تجربة الشعب الياباني الذي نهض من تحت أنقاض بلاده بعد الحرب العالمية الثانية ليحقق ما يجمع كثيرون على أنه معجزة إنسانية بكل المعايير.

382

| 16 ديسمبر 2012

الناس في حبه سكارى!

محمود حسن إسماعيل من الشعراء الكبار الذين أعتز بأني عرفتهم عن قرب، بعد أن تذوقت إبداعاتهم الشعرية الرائعة، وفي أخريات سنوات عمله الوظيفي كان مستشارا ثقافيا لإذاعة جمهورية مصر العربية، وكنت وقتها – سنة 1965- قد تخرجت في قسم اللغة العربية بآداب القاهرة، وكان يطيب لي أن أقوم بزيارته في مكتبه قبل انصرافه منه بقليل، حيث أتحدث معه عن الشعر والشعراء، وعن قصائده التي يغنيها المطربون الكبار، ومنهم أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وسواهما، ثم أصطحبه لنركب الأتوبيس النهري معا من ماسبيرو على كورنيش النيل حتى شاطئ الجيزة، وذات مرة سألته عما إذا كان من حق المطربين أن يغيروا أو يعدلوا كلمات القصائد التي يغنونها، فقال- وهو يضحك- إن المطربين أنواع، فمنهم من يغنون كالببغاوات وهم كثيرون، ومنهم مطربون مثقفون ومتذوقون للشعر بصورة تدعو إلى التقدير والإعجاب، وهؤلاء قليلون وهم وحدهم لهم الحق في أن يعدلوا بعض كلمات القصائد التي يريدون غناءها، بشرط أن يتفقوا مع مبدعي تلك القصائد، وفي مقدمة هؤلاء المطربون محمد عبدالوهاب الذي كان أمير الشعراء أحمد شوقي يرعاه في بدايات رحلته الفنية المثمرة والطويلة. توقف هذا الشاعر العبقري لحظات، ليتأمل النيل من نافذة الأتوبيس النهري، ثم سألني فجأة: هل تتذكر قصيدتي النهر الخالد؟ قلت له على الفور أنا لا أتذكرها فحسب، وإنما أحفظها عن ظهر قلب، وهي من روائع ديوانك الرابع أين المفر الذي صدر سنة 1947 وهنا تجلت في نظرات عينيه فرحة طفولية، ثم قال: سأفشي لك سرا لم أبح به لأحد من قبل، لقد طلب مني عبدالوهاب أن أزوره في بيته قبل أن يلحن هذه القصيدة، وأخذ يقرأها أمامي: مسافر زاده الخيالُ – والسحرُ والعطرُ والظلالُ- ظمآن والكأس في يديه- والحبّ والفنّ والجمالُ- شابتْ على أرضه الليالي – وضيعتْ عمرَها الجبالُ- ولم يزلْ ينشد الديارا- ويسأل الليلَ والنهارا – والناس من حوله سكارى.. لم يكمل عبدالوهاب قراءته لبقية الأبيات، ولكنه أعاد قراءة الشطر الأخير الذي توقف عنده – والناس مِنْ حوله سكارى، ثم قال لي بكل رقة وأدب: يا محمود بك.. إنك لا تقصد بالطبع أن تقول إن الناس يتمشون على ضفاف النيل وهم سكارى، لكنك تقصد أن الناس من فرط نشوتهم بمنظر النيل يبدون كأنهم سكارى، وفي هذه الحالة فإني أستأذنك في أن أغني هذا الشطر على الوجه الآتي: والناس في حبه سكارى. هذا هو السر الذي أفشاه لي محمود حسن إسماعيل، ولهذا فإن من يقرأ القصيدة في ديوانه سيقرأ: والناس من حوله سكارى، أما من يسمعها بصوت عبدالوهاب فإنه سيسمع: والناس في حبه سكارى، ولو كان هذا الشاعر العبقري مغرورا ما كان يمكن أن يفشي هذا السر لي خصوصا وأني كنت وقتها شابا صغيرا، ولو أن عبدالوهاب لم يكن قد أحس بما يريد الشاعر أن يقوله على أحسن وجه ما كان قد أقدم على ما قام به من تغيير بعد استئذان صاحب القصيدة!  من حقي الآن أن أسأل: هل لدينا الآن مطربون مثقفون ومتذوقون للشعر، وهل لدينا في هذا الزمان شعراء كبار مبدعون، وهل النيل الذي كان جليلا وجميلا وملهما للشعراء والفنانين ما زال على ما كان عليه من جلال وجمال، أم أن قبح النفوس وتراكم القمامة قرب ضفافه قد أفقداه ما كانت له من مكانة أعلى من مكانة سواه من أنهار الدنيا؟. أترك لكم أن تجيبوا كما تريدون وكما تحبون، مكتفيا بأن أتحسر وأنا أتذكر ما كان من جلال ومن جمال تكحلت عيناي بهما ذات زمان!

1265

| 29 نوفمبر 2012

سالفة

أعود سنوات وسنوات إلى الوراء. وأتذكر البدايات الأولى لإذاعة قطر وعددا من الضيوف من المنتمين إلى الحراك الفني وبخاصة الموسيقى والغناء، من الفنانين الأوائل الذين زاروا الإذاعة، أتذكر مطربا لبنانيا اسمه "صابر الصفح" يقال والعهدة على الراوي المرحوم تيسير عقيل أنه كان مشهوراً – وكان فعل ماض ناقص – هذا الفنان لا أدري هل هو من جيل وديع الصافي، محمد سلمان – نصري شمس الدين وغيرهم أم لا. وكان لديه أغنية كانت تذاع بشكل يومي في الإذاعة، تقول كلمات الأغنية "ما أحلى القهوة من ايد الحلوة.. لو كانت مرة.. تبقى حلوة"، وكنت أكره هذه الأغنية كراهيتي لبعض الأصوات ولا أستطيع أن أحددها خوفاً من بطش عشاق هذه الأصوات. ما علينا. وفي تلك السنوات كان يحضر إلى قطر مطرب اسمه عبدالفتاح راشد. صوت لا غبار عليه من الرعيل الأول ويمثل جيل الكحلاوي وكارم محمود ولكن ظهور جيل عبدالحليم والثورة على الغناء القديم قد قضى على ما بقي من جمهور أمثال عبدالفتاح راشد وحتى سعد عبدالوهاب، المطرب المذكور بوراشد كان يقدم نفسه بمطرب الملوك والأمراء!! أي ملوك وأي أمراء؟ هنا مربط الفرس، فلقد شارك ذات يوم في إحدى الممالك العربية ولا أدري ما المناسبة فمنح وساما ومنذ تلك اللحظة استحوذ على اللقب وليذهب تاريخ محمد عبدالوهاب وأم كلثوم ووديع الصافي ومئات الفنانين إلى الجحيم. قلت له ذات مرة وقد ملأ سحنته الغضب. أنت أول مطرب يحمل هذا اللقب؟ قال لا فض فوه نعم. قلت ومع هذا فإن اسحق وإبراهيم الموصلي كليهما لم يحمل هذا اللقب في عهد الرشيد والمأمون. فقال لا أدري وكان سعيداً بهذا اللقب ولا يقدم نفسه إلا بصفته مطرب الملوك والأمراء، والمؤسف أنه قد اختفى من خريطة الغناء قبل أن ينتقل إلى عالم الخلود. الآن في الأسواق ألقاب وألقاب، القيصر لكاظم الساهر. على سبيل المثال والهضبة للفنان عمرو دياب، لا أدري هل هضبة الأهرام أم الجولان والملك لمحمد منير والمطربات لهن أيضا ألقاب وألقاب، صوت الجبل، صوت الريح، مسكينة فايزة أحمد رحلت عن هذه الدنيا دون أن تحصد لقباً مميزاً مثل ماجدة الرومي، أصالة، أحلام، وغيرهن، نعم هناك أصوات تستحق الإشادة مثل شادية مثلاً أو نوال، وهناك ألقاب تليق بالبعض مثل مطربة الحنطور ومطرب الحمار – الله يعز القارئ – والأجمل والأروع أن الكل سعيد بلقبه. والله انها سالفة.

404

| 28 نوفمبر 2012

الربيع للثورة والخريف للثقافة!

قبل أن يندفع الثوار الشبان، ومعهم حشود من جماهير الشعب الفرنسي لاقتحام سجن الباستيل- رمز الظلم والقهر- يوم 14 يوليو سنة 1789 كان المفكرون والأدباء الطليعيون قد مهدوا- بكتاباتهم المطالبة بالعدل والمساواة- لانطلاق الثورة الفرنسية الشعبية، التي براها المؤرخون أم الثورات في أوروبا وفي العالم، وما تزال فرنسا تحتفل إلى الآن بتلك الثورة الشهيرة يوم 14 يوليو من كل سنة، باعتباره يوم سقوط سجن الباستيل الرهيب في أيدي الثوار الذين اقتحموه، ولكن علينا ألا نتذكر عضلات الثوار ونكتفي بهذا، وإنما لابد أن نتذكر العقول والقلوب التي مهدت لما جرى على أرض الواقع، وعلى سبيل المثال فإن علينا أن نتذكر كلا من جان جاك روسو صاحب كتاب العقد الاجتماعي، وفولتير صاحب كتاب روح القوانين وصاحب العبارة الشهيرة التي تتردد على ألسنتنا باستمرار: أنا أختلف معك في الرأي، ولكني على استعداد لأن أدفع رأسي ثمنا لأن تقول كلمتك! هذا يعني- باختصار- أن تلك الثورة لم تكن مجرد فوضى دموية سائلة على الأرض، لأن المفكرين والأدباء كانوا في طليعتها وفي صدارتها، ولو رصدنا الثورات المختلفة التي نجحت بعد ذلك في تحقيق أهدافها، لوجدنا أنها لم تنطلق بجناح واحد، وإنما انطلقت بجناحين اثنين، جناح المقكرين والأدباء الذين يمهدون لها ويواكبون مسارها، وجناح الشبان الثائرين الذين هم وفود الثورات بصورة عامة. لو طبقنا هذا الذي أقوله على الثورات العربية التي سماها الإعلام الغربي ثورات الربيع العربي، فإننا نستطيع القول- دون ظلم لأحد- إن تلك الثورات قد انطلقت بجناح واحد، لا بجناحين اثنين، وفي هذه الحالة لا بد أن يختل التوازن المنشود، ليتحول إلى توازن مفقود، وهو ما لايتيح للاستقرار الاجتماعي أن يعود لكي يتحقق من جديد، بعد التخلص من أوجاع المخاض الذي مرت به كل ثورة من تلك الثورات في تونس- ابتداء من ديسمبر 2010 وفي مصر- ابتداء من يوم25 يناير 2011 وفي كل من ليبيا واليمن وسوريا بعد ذلك. هنا ينبثق السؤال الحاسم: إذا كنا نستطيع أن نذكر جان جاك روسو وفولتير وسواهما من المفكرين والأدباء الطليعيين الذين مهدوا للثورة الفرنسية الشهيرة، فهل نستطيع أن نذكر أسماء مفكرين وأدباء عرب، يمكننا أن نقول- باطمئنان- إنهم قد مهدوا للثورات الشبابية والشعبية العربية؟ لو أنني حاولت الإجابة على هذا السؤال، مكتفيا بما جرى في مصر وحدها، فإني أتصور أن هذه الإجابة ستكون صادمة، فباستثناء محاضرة محمد حسنين هيكل عن توريث الحكم من حسني مبارك إلى نجله جمال، وهي المحاضرة المهمة التي ألقاها في الجامعة الأميركية بالقاهرة سنة 2006 على ما أتذكر، وباستثناء حركة كفاية النخبوية بقيادة جورج إسحاق، فإننا لن نجد أية أسماء بارزة لمفكرين وأدباء طليعيين، يمكننا أن نقول إنهم قد مهدوا لماجرى ابتداء من يوم 25 يناير 2011 والسبب- في تقديري- يرجع إلى أمواج الإفلاس الفكري والثقافي التي اكتسحت العقول والقلوب على امتداد ثلاثين سنة من الحكم غير المبارك لمصر، وأمامي الآن مقال منشور في مجلة عربية شهيرة، يتوافق مع إجابتي المتسرعة، أما عنوان المقال فإنه صادم هو الآخر: المثقفون في مهب رياح الربيع العربي.. غائبون لا يفتقدهم أحد! ويبقى سؤال يتطلب إجابة مفصلة ولكن فيما بعد: لماذا لم تنجح الثورة الشبابية الشعبية في مصر أن تحقق ما كانت تسعى لأن يتحقق من أهداف ومن آمال على أرض الواقع؟ وإذا كان الإعلام الغربي قد تحدث عن ربيع الثورة، فهل نستطيع نحن الآن أن نتحدث – بالمقابل- عن خريف الثقافة؟!

354

| 01 نوفمبر 2012

طه حسين مازال يتعرض للتعذيب!!!!

على امتداد سنوات حياته، تذوق عميد الأدب العربي طه حسين مرارة الحرمان، وواجهته مآزق حياتية وفكرية صعبة، لكنه استطاع بإرادته الإنسانية الجبارة أن يتغلب عليها، وكأن المتنبي العبقري كان يقصده هو وحده حين قال:   وإذا كانت النفوس كبارا   تعبت في مرادها الأجسام وبعد حياة خصبة مديدة، غاب عنا طه حسين منذ تسع وثلاثين سنة، وبالتحديد يوم 28 أكتوبر سنة 1973وقد أحسسنا- جميعا- بالخسارة الفادحة يومها، لأن هذا الراحل العظيم لم يكن عملاقا أدبيا وفكريا فحسب، وإنما كان واحدا من القلائل الذين استطاعوا أن يسهموا في تشكيل الحياة بمواقفه العملية الثورية، وعلى سبيل المثال فإنه طبق ما كان يدعو إليه من أن التعليم ضروري كالماء والهواء، ولهذا كان طبيعيا أن أكون واحدا ممن ساروا في موكب جنازته التي انطلقت من جامعة القاهرة حتى جامع صلاح الدين، مرورا بكوبري الجامعة، وكان طبيعيا أن أشعر وقتها بمرارة الفقد، باعتباري واحدا من الذين استفادوا من مجانية التعليم التي كان قد دعا- نظريا- إليها، ثم طبقها- عمليا -على أرض الواقع. في أجواء كل ذكرى جديدة تمر على غيابه، أعود إلى قراءة بعض ما كتبه عميد الأدب العربي، ربما لكي أعزي نفسي وأهرب بعيدا عن أجواء الإفلاس الفكري الذي يتصدر الآن الساحة الثقافية والفكرية بملامحه الكئيبة والشوهاء، وفي بعض الأحيان أتخيل أني أتحاور مع هذا الراحل العظيم، لكي أسأله أو يسألني عما يجري الآن، وهكذا وجدت نفسي أعود إلى قراءة كتابه الرائع – المعذبون في الأرض- وهو الكتاب الذي كان قد صدر سنة 1949 خلال حكم الملك فاروق الأول والأخير للمملكة المصرية، وقيل وقتها إن طه حسين رجل شيوعي! وبمجرد أن أعدت القراءة تخيلت أو توهمت أن طه حسين يسألني: أما زال "المعذبون في الأرض" يتعذبون أم أنهم الآن بالحياة ينعمون ويسعدون؟. إني أتذكر أني قلت في إهدائي للكتاب ".. إلى الذين يحرقهم الشوق إلى العدل، وإلى الذين يؤرقهم الخوف من العدل، إلى أولئك وهؤلاء جميعا، أسوق هذا الحديث.. وإلى الذين يجدون ما لا ينفقون، وإلى الذين لا يجدون ما ينفقون يساق هذا الحديث."..  وهنا وجدت نفسي مندفعا لأن أقول: سيدي العميد.. أنت أطلقت شعار التعليم كالماء والهواء ثم طبقته بالفعل عندما كنت وزيرا للمعارف في آخر وزارة "وفدية" قبل ثورة يوليو 1952 وحين انطلقت الثورة قامت بإكمال مشوارك خلال زعامة جمال عبد الناصر، لكن التعليم من بعده، ومن بعد من جاء بعده وإلى يومنا هذا.. أصبح حكرا على الذين يجدون مالا ينفقون، أما الذين لا يجدون ما ينفقون فإن منهم من نسوا مجرد كلمة التعليم، فمنهم أحياء لكنهم يسكنون وسط المقابر، ومنهم من تدور عليهم الدوائر، ومنهم من يلهثون لكي يستطيعوا أن يسدوا رمق أطفالهم الجائعين، وهذا يعني بمنتهى البساطة أن المعذبين في الأرض ما زالوا يتعذبون، وأنك شخصيا- يا سيدي- وبرغم غيابك عن عالمنا، ما زلت تتعرض للتعذيب!    

581

| 25 أكتوبر 2012

alsharq
لمن ستكون الغلبة اليوم؟

يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي...

1104

| 18 ديسمبر 2025

alsharq
إليون ماسك.. بلا ماسك

لم يكن ما فعلته منصة (إكس) مؤخرًا مجرّد...

942

| 16 ديسمبر 2025

alsharq
قطر في كأس العرب.. تتفرد من جديد

يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها...

696

| 15 ديسمبر 2025

alsharq
إنجازات على الدرب تستحق الاحتفال باليوم الوطني

إنه احتفال الثامن عشر من ديسمبر من كل...

654

| 18 ديسمبر 2025

alsharq
«يومنا الوطني».. احتفال قومي لكل العرب

هنا.. يرفرف العلم «الأدعم» خفاقاً، فوق سطور مقالي،...

642

| 18 ديسمبر 2025

alsharq
غفلة مؤلمة.. حين يرى الإنسان تقصيره ولا يتحرك قلبه

يُعد استشعار التقصير نقطة التحول الكبرى في حياة...

639

| 19 ديسمبر 2025

alsharq
التاريخ منطلقٌ وليس مهجعًا

«فنّ التّأريخ فنّ عزيز المذهب جمّ الفوائد شريف...

570

| 21 ديسمبر 2025

alsharq
عمق الروابط

يأتي الاحتفال باليوم الوطني هذا العام مختلفاً عن...

552

| 16 ديسمبر 2025

alsharq
قبور مرعبة وخطيرة!

هنالك قادة ورموز عاشوا على الأرض لا يُمكن...

528

| 19 ديسمبر 2025

alsharq
قطر رفعت شعار العلم فبلغت به مصاف الدول المتقدمة

‎لقد من الله على بلادنا العزيزة بقيادات حكيمة...

507

| 18 ديسمبر 2025

alsharq
كأس العرب من منظور علم الاجتماع

يُعَدّ علم الاجتماع، بوصفه علمًا معنيًا بدراسة الحياة...

450

| 15 ديسمبر 2025

alsharq
بِر الوطن

في اليوم الوطني، كثيرًا ما نتوقف عند ما...

429

| 18 ديسمبر 2025

أخبار محلية