نشرت الجريدة الرسمية في عددها الصادر اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025، نص قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 25 لسنة 2025 بضوابط استحقاق بدل...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
الدوحة – موقع الشرق قالت قناة الجزيرة إن مبان جديدة في مدينة الأتارب بريف حلب قد انهارت نتيجة الزلزال العنيف الذي ضرب مدينة هاتاي التركية كما نقلت الجزيرة عن مصادر محلية، انهيار عدد من المباني في مدينة سلقين بريف إدلب نتيجة الزلزال العنيف. وكان زلزال بقوة 6,4 درجات ضرب مساء الاثنين محافظة هاتاي في جنوب تركيا، هو الأكثر شدة منذ زلزال السادس من فبراير الذي خلف أكثر من 41 الف قتيل في تركيا، وفق ما نقلت هيئة إدارة الكوارث التركية (أفاد).
1869
| 20 فبراير 2023
أمام تنور متوهج يقف الطفل السوري وائل السلوم(12 سنة) النازح من مدينة معرة النعمان إلى مخيم في بلدة حزانو بريف إدلب الشمالي، منذ ساعات الصباح الباكر حتى المساء، وهو يحمل رقائق العجين لدفعها داخل التنور، وخبزها، ويستمر عمله على هذا النحو طوال اليوم للحصول على مورد رزق يساعد به أسرته، يتحدث وائل عن عمله بابتسامة خجولة: العمل في هذا المكان يعتبر الوسيلة الوحيدة لديَّ، لكسب القليل من المال بعد وفاة والدي، فلم أجد أمامي سوى الخروج إلى الشارع ومواجهة الحياة اليومية، لأنني أصبحت المسؤول عن تأمين الدخل اليومي، لأسرتي المكونة من أربعة أفراد. ويبدو التعب واضحاً على وجه الطفل الذي وجد نفسه مضطراً للعمل رغم صغر سنه لساعات طويلة خلال النهار، لكنه مصمم على المضي قدماً في العمل، لافتاً إلى أنه يسعى جاهداً ليتعلم المهنة، ويتمكن من تأسيس عمله الخاص، ومساعدة أمه وأختيه. ويشير السلوم أن العمل يصبح أكثر صعوبة في الصيف، بسبب بقائه لمدة طويلة أمام التنور تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة، لكنه يحمد الله لأنه وفق بالحصول على هذا العمل، فرغم طول مدته، إلا أنه أقل صعوبة من العمل في ورش إصلاح السيارات، أو ورش البناء أو الحدادة أو النجارة. ويعامل وائل معاملة الرجال مع الأطفال القادمين من مخيمات النزوح بحثاً عن الرزق، فساعات العمل الطويلة تتخللها استراحة قصيرة لا تتجاوز نصف ساعة فقط لتناول الطعام. وتحصل أسرة الطفل على سلة إغاثية شهرية من إحدى الجمعيات الإنسانية، لكنها لا تكفي لسد الاحتياجات، مؤكداً أنه يحصل من عمله على أجر زهيد، لا يتعدى دولار ونصف يومياً، ويعطيه لوالدته لشراء الخبز وتغطية بعض النفقات الضرورية. تخلى الطفل عن التعليم وترك مقاعد الدراسة ليتفرغ للعمل، لكنه يحن إلى رفاقه ومدرسته، وعن ذلك يقول: حين أشاهد الأطفال الذاهبين إلى المدرسة، أشعر بالحزن والحنين، وأحلم بالعودة للمدرسة التي تركتها منذ عام، لأحقق حلم والدي بأن أكمل تعليمي وأصبح محامياً أساعد المظلومين. إذا كانت قسوة الظروف قد حرمت الطفل من متابعة دراسته، فهو يصر أن تتابع أختاه اللتان تصغرانه سناً، وعن ذلك يقول: أعمل من أجل أن تكمل أختاي دراستهما، فلا ذنب لهما، ولا يجب أن تحرما مثلي من التعليم. من جانبها والدة وائل تحزن لحال ولدها الذي تحمل مسؤولية كبيرة تفوق قدراته بسبب الفقر والحاجة، وحول ذلك تقول: فقدنا كل ما نملك بالحرب والنزوح، وبعد وفاة زوجي لم أتمكن من العثور على فرصة عمل لإعالة أولادي، فاضطررت للاعتماد على ولدي وائل رغم صغر سنه. وتضيف بحزن: بدل تلقي طفلي للرعاية والتعليم فرضت الظروف على عاتقه أن يصبح كبيراً قبل أوانه، ويتحمل مسؤولية الإنفاق على المنزل. وتشير الأم أن ولدها حين يصل إلى الخيمة مساء يكون منهكاً ومتعباً، وكل ما يحلم به الخلود إلى النوم ليرتاح، استعداداً ليوم جديد يحمل مزيداً من الهموم والمتاعب. عروبة الحسين (36 عاماً) من مدينة إدلب، عاملة صحة مجتمعية تتحدث عن عمالة الأطفال بالقول: أدت الحرب السورية إلى انتشار الفقر وفقدان العديد من الأسر لمعيلها الأساسي، الأمر الذي أثر سلباً على الأطفال الذين باتوا ضحية حرب، قضت بدورها على مستقبلهم، ودفعت بهم إلى العمل بظروف قاسية لتغطية نفقات أسرهم، وتعتبر المخيمات الحدودية من أعلى المناطق بنسبة عمالة الأطفال. وتبين أن عمل الأطفال يحرمهم من عيش حياة طبيعية ويضيع فرصهم بالتعلم، ويهدد أمنهم ومستقبلهم. وتؤكد على ضرورة إيجاد قوانين تحمي الأطفال، والعمل على إعادة دمجهم في المجتمع على المستوى الطبي والتعليمي والنفسي. في الحرب السورية التي شردت وقتلت ودمرت وفتكت بالبشر والحجر، كان الأطفال الضحية الأولى، بعد أن ضاعت طفولتهم في أسواق العمل، لكسب لقمة العيش والبقاء على قيد الحياة.
2210
| 24 أكتوبر 2022
تعاطف رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع سيدة سورية وجدت نفسها وصغارها الأربعة في العراء في ريف إدلب الشمالي في سوريا، بعد أن طردهم صاحب المنزل لعجزها عن دفع مبلغ الإيجار. ونشر الناشط السوري مهند المحمد عبر حسابه على إنستغرام، مقطع فيديو للنازحة غصون أحمد النهر (أم محمد) في مخيم أطمة، وهي تبكي بعد أن أصبحت عاجزة عن توفير مأوى لأطفالها. وأظهر الفيديو، الذي نشره أيضا حساب الجزيرة نت، الحالة المزرية التي وصلت إليها الأسرة، إذ استعانت أمّ محمد ببطانيات لتغطية أطراف ركن بين منزلين وضعت فيه أمتعتها، وبقيت هي وأطفالها يلتحفون السماء ويفترشون الأرض عند النوم ليلًا. وظهر أطفال أم محمد الذين أضحوا بلا مأوى منذ أسبوع في مقطع آخر، صوّره الناشط، قالت فيه ابنتها إنها تتمنى الحصول على منزل. View this post on Instagram A post shared by مهند المحمد (@abo_shaam6)
1565
| 19 أغسطس 2022
ضاعفت الحرب السورية أعداد الأطفال الأيتام في إدلب شمال سوريا جراء مقتل آلاف السوريين في المعارك والقصف والعمليات العسكرية بين النظام والمعارضة، ويعيش هؤلاء الأطفال الذين فقدوا أمهاتهم أو آباءهم، أو الاثنين معاً، في كنف أسر بديلة، ويحرمون من التعليم والتغذية المنتظمة ودفء الجو الأسري. * التخلي عن التعليم اضطر الكثير من الأطفال الأيتام لترك مقاعد الدراسة والتوجه نحو العمل لإعالة أنفسهم وأسرهم في ظل الغلاء والفقر والبطالة، والسعي لتأمين متطلبات الحياة اليومية التي بات من الصعب توفرها في ظل الحرب. الطفل عمر الصالح (11عاماً) من مدينة بنش يعمل في ورشة لتصليح السيارات، رغم المخاطر والوقوف طوال النهار في أجواء الحر والبرد، بعد فقدان والده في الحرب منذ عام 2019، وعن عمله يقول لـ الشرق: تركت المدرسة وتوجهت للعمل لمساعدة أسرتي في تحصيل بعض نفقات المنزل. ويشير الطفل إلى أنه مضطر للعمل للإنفاق على أمه وأخويه الأصغر منه سناً، ويضيف: أشعر بالتعب والإعياء جراء العمل طوال النهار، لكنني اعتدت على العمل الشاق مرغماً. كذلك مروة المصطو (9 سنوات) النازحة من مدينة معرة النعمان إلى مخيم الكرامة بريف إدلب الشمالي، فقدت والدتها في الحرب، وسافر والدها للعمل في تركيا، فبقيت مع أخيها البالغ من العمر 8 سنوات في رعاية جديهما المسنين، لذا تضطر للعمل بجمع الخردوات من الحاويات ومكبات القمامة طوال النهار لتحصيل بعض النفقات، وعن ذلك تقول: نعطي المال الذي نحصل عليه من عملنا لجدتي التي تقوم بشراء الخبز وبعض الحاجيات للمنزل. وتلفت الطفلة إلى أنها تحلم بإكمال تعليمها بعيداً عن المعاناة من الضغوط المادية التي تلاحقهم جراء غياب المعيل وغلاء المعيشة. * عرضة للاستغلال يعيش الأطفال الأيتام عرضة للحرمان والضعف والإحساس بالقهر، وخاصةً في حال فقدان الأم التي تلازم الطفل في فترة طفولته وتعمل على رعايته. لا يعاملني عمي كأطفاله، بل يعنفني ويضربني باستمرار.. بهذه الكلمات يعبر الطفل وائل الحمشو (11عاماً) عن معاناته بعد فقد والده، وزواج أمه، ويضيف: فقدت أبي جراء إصابة حربية منتصف عام 2018، واكتملت مأساتي بغياب أمي التي تزوجت من رجل آخر، فبقيت برعاية عمي الذي يتصف بالقسوة والعصبية. ويؤكد الطفل أنه يشتاق لوالده الذي كان يهتم به ويلبي جميع طلباته، ويشير إلى أنه يعيش وحيداً ومنعزلاً عن الآخرين، ولا يرغب في العمل أو حتى متابعة تعليمه، ويضيف: أخاف من كل شيء، ويخيم الحزن المستمر على حياتي، وكل أحلامي أن أحظى بالحنان كسائر الأطفال. كما تعاني أمهات الأيتام من مهمة تربية الأولاد والبحث عن عمل لإعالة أطفالهن، ما أدى للانشغال التام عن رعاية وتربية أطفالهن. علية القدور (32 عاماً) نازحة من مدينة خان شيخون إلى مخيم في بلدة قاح شمال إدلب، فقدت زوجها بقصف مدفعي على المدينة، من قبل قوات النظام السوري، وهي أم لخمسة أطفال أيتام أكبرهم بسن الخامسة عشرة، تعمل طوال اليوم لتأمين المستلزمات الحياتية، وعن ذلك تقول لـ الشرق: تقع على عاتقي مسؤوليات مضاعفة، وأشعر بالتقصير تجاه أولادي بسبب غيابي عنهم في العمل. وتبين أن ولدها الأكبر انتسب للقتال في صفوف إحدى الفصائل المعارضة المسلحة في إدلب، ولم تتمكن من ردعه أو ثنيه عن ذلك، وتضيف: اختفى ولدي فجأة، وبعد البحث علمت من صديق له أنه انتسب للعسكر بدافع الثأر لوالده من جهة، والحصول على المال من جهة أخرى. تصمت قليلاً ثم تضيف بحزن: فقدت السيطرة على ولدي الذي تغيرت طباعه منذ مقتل والده، فقد أصبح يشعر أنه وصي علينا، يضرب أخوته باستمرار، ويدخن السجائر دون رادع. المرشدة الاجتماعية فاطمة العمر (30 عاماً) من مدينة إدلب، المختصة بحماية الطفل تتحدث عن احتياجات الأطفال الأيتام بالقول: يعاني معظم الأطفال الأيتام من جراح نفسية يصعب شفاؤها، وضغوطات عصبية تجعل الكثير منهم أكثر عدوانية. وتتابع: تتعمق مأساة الأطفال الأيتام مع ظل غياب المنظمات المختصة بتقديم الخدمات والرعاية اللازمة لهم، ما يجعلهم عرضة للفقر والظروف المعيشية الصعبة، ومواجهة مصاعب كبيرة في الحياة. وتلفت إلى أن فقدان الأبوين في عمر صغير يجعل الأطفال عرضة للخطر والضياع، لذا تشدد على ضرورة منح الأطفال الأيتام في سوريا اهتماماً أكبر، من خلال تأمين الرعاية والتعليم ومستلزمات الحياة، وتأسيس منظومة كاملة لاستيعابهم وإعادة تأهيلهم، وتطوير خدمات دور الرعاية لتستوعب أعداداً أكبر وتمنحهم رعاية أفضل، ومنع استغلالهم من قبل ضعاف النفوس مقابل إعطائهم لقمة العيش، فضلاً عن توفير الظروف اللازمة والملائمة لرعاية وتنشئة الأيتام نشأة سليمة. وتجدر الإشارة إلى أن أعداد السكان في مناطق شمال غربي سوريا بحسب فريق منسقو استجابة سوريا بلغ 4 ملايين 318 ألف نسمة حتى بداية العام الحالي، فيما بلغ عدد الأيتام 203.743 طفلاً، وقد وصل عدد النساء الأرامل إلى 47.771 امرأة. أطفال فقدوا المعيل والسند، وفقدوا معه طعم الحياة، وهم بعمر الطفولة، ليدفعوا فاتورة الحرب الباهظة، ويعيشوا الهموم والأحزان، دون أدنى رعاية، تحميهم من العوز والاستغلال والضياع.
1393
| 17 يونيو 2022
يحل شهر رمضان على النازحين في إدلب وسط ظروف معيشية خانقة جراء ارتفاع الأسعار وشح فرص العمل وتدني الأجور التي لا تكفي لتأمين مصاريف الحياة اليومية، الأمر الذي يدفع نساء للتحايل لتحصيل لقمة العيش بإمكانيات معدومة. تحمل سلمى الحسون - 33 عاماً - بيدها كيساً فارغاً، وتتوجه نحو الجبل القريب من المخيم الذي تقطن به، بهدف جمع النباتات البرية التي تزخر بها الحقول والمساحات البرية خلال هذه الأيام، بهدف إعداد طعام الإفطار لأسرتها المكونة من ستة أشخاص، وتبين الحسون أن الغلاء والفقر والنزوح حرمها من شراء الوجبات المغذية المعتادة، واستبدالها بأخرى مجانية متوفرة في الطبيعة، والتحايل لتحصيل لقمة العيش. وعن معاناتها تقول لـ الشرق: الواقع المعيشي المتردي وقلة الإمكانيات المادية تجبرنا على الخروج إلى البراري والجبال، لجمع بعض أنواع النباتات التي تروى بمياه الأمطار، واتخاذها سبيلاً جديداً لإعانتنا على قضاء احتياجاتنا اليومية هرباً من غلاء الأسعار في الأسواق. وتضيف بعد تنهد: ارتفاع أسعار الخضراوات واللحوم في مناطق شمال غربي سوريا دفعنا للعودة إلى أكلات ريفية بسيطة كنا قد استغنينا عن تحضيرها فيما مضى. * جمع نباتات البرية تذهب الأرملة دالية العوض - 28 عاماً - نازحة من مدينة معرة النعمان إلى مخيم بلدة كللي بريف إدلب الشمالي، بصحبة جاراتها في المخيم لجمع النباتات البرية والطبية بهدف بيعها والاستفادة من ثمنها، وعن ذلك تقول: الخبيزة والدردار وقرش البرية والسلبين هي نباتات تنتشر بكثافة خلال فصل الربيع، فنلجأ إلى جمعها لإعداد وجبات الإفطار. وتشير أنها تجمع أيضاً النباتات الطبية من بابونج وزعتر بري في هذه الفترة من السنة، لبيعها وتحصيل بعض النفقات لأسرتها المعدمة. وعن ذلك تضيف: الحياة صعبة والعمل شحيح، لذا أجد في هذه النباتات فرصة عمل موسمية مع عدد من نساء المخيم، حيث أجمع من خلاله بعض المال لأنفقه على عائلتي المؤلفة من ثلاثة أبناء. مضيفةً أنها بعد أن فقدت زوجها في الحرب، لم يبق أمامها خياراً سوى البحث عن عمل بشكل مستمر لإعالة أبنائها. وترسل داليا ما تجمعه مع ولدها الأكبر البالغ من العمر 9 سنوات، ليقصد الأسواق وجوانب الطرقات الرئيسية، ويفرش بسطته وينادي على محتوياتها لجذب المارّة، وعن استخدامات الأعشاب البرية تقول: يمكن استخدامها كتوابل أو علاج شعبي لأمراض كثيرة، أو تصنيعها كأغذية وخاصة الزعتر البري وإكليل الجبل والنعناع البري. وتلفت أنها تقوم بتجفيف وتخزين بعض النباتات والزهور الطبيعية، لاستخدامها كمشروبات ساخنة وزهورات منزلية بعد إعدادها بشكل مناسب. * كسب العيش كذلك الطفلة روان الحبوش - 11 عاماً - تتردد مع إخوتها إلى الحقول المجاورة لجمع النباتات البرية بهدف جمع مبلغ مالي يمكنها من شراء بعض الحاجيات وبابتسامة رسمت على وجهها تقول: لا نريد أن نظل دون ملابس جديدة في العيد، حيث تمكنت مع إخوتي من شراء بعض الملابس في وقت مبكر هذا العام نظراً لعملنا في بيع تلك المواد، لأن والدي يعمل بأجر قليل بالكاد يؤمن لنا قوت يومنا بالتزامن مع الغلاء الذي يزداد بشكل كبير، عاماً بعد آخر. من جانبها تقول يسرى الحسين النازحة من ريف إدلب الجنوبي إلى مخيم على الحدود السورية التركية عن معاناتها: نعيش أوضاعاً مأساوية دون أي مصدر للدخل، ونعتمد على المساعدات الإنسانية التي تصلنا من المنظمات الإنسانية، لأن زوجي مريض بالقلب وعاطل عن العمل، وأضطر للطهي على موقد من طين لعدم قدرتي على شراء أسطوانة الغاز نظراً لارتفاع سعرها. وعن طريقة طهي النباتات تضيف: أقوم بغسلها جيداً بالماء لتخليصها من الأتربة العالقة بها، ثم طهيها مع الزيت والبصل والقليل من البرغل والحامض. وتبين أن الغلاء أثر على الأطعمة والحياة اليومية لأسر النازحين الذين تعودوا سابقاً الحصول على الطعام من عملهم في الزراعة وتربية المواشي. في بلد يحاصره الحرب والفقر والغلاء وجدت الكثير من النساء في نباتات الأرض طوق نجاة للبقاء وتأمين جزء من المصاريف الكبيرة التي تحتاجها العائلات التي خسرت أرزاقها وتقطعت بها سبل العيش.
765
| 19 أبريل 2022
أعلنت وزارة الداخلية لدى حكومة الإنقاذ السورية، الاثنين، إلقاء القبض على قاتل الطفلين في مخيمات النزوح بمحافظة إدلب شمالي سوريا، ولفتت إلى أن التحقيقات لا تزال مستمرةً لمعرفة جميع ملابسات الحادثة. الطفلان الراحلان هما خالد عوض ويبلغ من العمر 3 أعوام، وابنة عمه فاطمة، تعرَّضا إلى الخطف قرب منزلهما، وذكرت تقارير أن الطفلين تعرَّضا للتعذيب قبل أن يتم خنقهما، وقبل أن تتفاجأ عائلة الطفلين بجثتيهما ملقاتين قرب المنزل وكانا قد فارقا الحياة. ووفق ما أعلنت حكومة الإنقاذ السورية فقد ألقت وزارة داخليتها القبض على مرتكب الجريمة، مشيرة إلى أنها امرأة. وقال وزير الداخلية ، محمد عبد الرحمن لحسابات رسمية تنشر أخبار الحكومة: تمكنا من القبض على الفاعلة، وبالتحقيق معها، اعترفت بقتل أبناء أشقاء زوجها. وأضاف أن رسائل التهديد التي أرسلت لعائلة الطفلين خالد وفاطمة الحمودي تسببت بكشف القاتلة بعد تفتيش المخيمات. وتابع قائلا وجدنا دفتر في بيت القاتلة استُخدمت معظم أوراقه و أحد الأوراق مكتوب عليها رسالة تهديد مشابهة للتي أرسلتها مع جثث الأطفال. وأردف أن ابنة القاتلة طفلة (5 أعوام) أخبرت أثناء التحقيق أن أمها أرسلت معها رسائل التهديد التي وضعت صباح اليوم. اقرأ أيضًا: حادثة قتل مأساوية في سوريا.. الخاطف يخنق طفلين ويترك رسالة غامضة لأهلهما وبحسب ما قال ناشطون إعلاميون، على اطلاع بتفاصيل الحادثة: لم يكن هناك أي خلافات بين أب الطفلين وأشخاص آخرين أو مجموعات في المنطقة، مشيرا إلى أن الجريمة هزّت الجميع. هناك أناس لم يصدقوا حتى الآن ما حصل. ولم يسبق وأن شهدت المنطقة الشمالية الغربية من البلاد هكذا نوع من الجرائم، والتي باتت تستهدف بشكل أساسي الأطفال، ليس بغرض الفدية فحسب، بل لاعتبارات انتقامية، وهو ما تشير إليه الرسالة التي علقها المجرمون على جثة خالد وفاطمة. وأظهرت مقاطع فيديو نشرها سوريون على شبكات التواصل، لحظات مؤثرة للوالدين وهما يحملان جثتي الطفلين، وبدت على الطفلين آثار يبدو أنها ناجمة عن تعذيبهما.
3189
| 21 فبراير 2022
قال جهاز الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، الذي ينشط في الشمال السوري، الخميس، إن انهيار مبنى في شمال غرب سوريا أدى إلى مقتل امرأة وثلاثة من أطفالها، ونجا زوجها وثلاثة أطفال آخرين. وجاء انهيار المبنى مساء الأربعاء على الطرف الجنوبي لمدينة إدلب، فيما يشهد شمال غرب سوريا أسابيع من الأمطار والثلوج. وفاة ثلاثة أطفال ووالدتهم، في حصيلة غير نهائية، بانهيار منزل في محيط مدينة #إدلب مؤلف من طابقين على عائلة تقطن فيه، مساء يوم الأربعاء 9 شباط، فيما تمكنت فرقنا من إنقاذ طفلين، وتعمل على إنقاذ باقي أفراد الأسرة.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/29QSgiCfbB — الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) February 9, 2022 وأوضح أن عمليات الإنقاذ في المبنى المكون من طابقين استمرت حوالي أربع ساعات. وأضاف أن الأم وأحد أطفالها كانا قد لقيا مصرعهما بالفعل عندما أخرجهما رجال الإنقاذ، بينما توفي طفلان متأثرين بجروحهما بعد ذلك بوقت قصير. وكتب الدفاع المدني في تغريدة، مرفق بصورة للأنقاض وعمليات الإنقاذ: صرخات الاستغاثة (..) كانت عم تقطع قلبي، منزل من طابقين منهار تماماً وتحته في عيلة من 8 أفراد. صرخات الاستغاثة من تحت الأنقاض كانت عم تقطع قلبي، منزل من طابقين منهار تماماً وتحته في عيلة من 8 أفراد، ماكنا في خيار غير أن نسابق الزمن لحتى نوصل للمصابين، زحفت تحت السقف المنهار لمكان وجودهم لتدعيم السقف بالوسائد الهوائية، فتفاجئت أني بعرف الأب كونه جار لي في حينا القديم. pic.twitter.com/omAX7IqDWQ — الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) February 10, 2022 وفي وقت لاحق من الليل، تم إخراج الأب وثلاثة أطفال آخرين أحياء ونقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج.
2179
| 10 فبراير 2022
رغم برودة الطقس ووعورة الطرق الجبلية تقطع الطفلة بيان الأصفر (10سنوات) مع أخوتها الأصغر سناً مسافة لا تقل عن 3 كيلو مترات، لجمع زهور النرجس بهدف بيعها والاستفادة من ثمنها في تأمين مادة الخبز لأسرتها بشكل يومي . ونزحت الطفلة مع أمها وأخوتها الثلاثة من ريف إدلب الجنوبي إلى مخيم على الحدود السورية التركية، وعن عملها تقول للشرق: بعد وفاة والدي وتعرض أمي لبتر قدمها جراء إصابة حربية، أضطر باعتباري الابنة الكبرى للعمل في قطاف زهور النرجس، لكسب بعض المال الذي يساعدنا في تأمين بعض حاجاتنا اليومية . وتبين الطفلة أن العمل مرهق ومتعب، حيث تضطر للسير في الطرقات الوعرة والموحلة، وتتعرض مع أخوتها لهجوم الحيوانات والكلاب الضالة، ولكنها تؤكد أنها مضطرة للعمل لكسب لقمة العيش . ويقصد العديد من الأطفال في إدلب الجبال والبراري خلال فصل الشتاء، لجمع الزهور بغرض بيعها في ظل الفقر والنزوح وشح فرص العمل وفقدان المعيل، ويمتد موسم القطاف من منتصف كانون الثاني ولغاية نهاية شهر شباط في المناطق الجبلية والمرتفعات والمناطق ذات التربة الخفيفة وبين الصخور . كذلك صفا الحسين (34 عاماً) نازحة من مدينة سراقب إلى مخيم على أطراف مدينة حارم، تتوجه برفقة ولديها كل صباح للبحث عن الأزهار ونبات الفطر، تقول للشرق: نواجه شتاء قاسياً في كل عام دون أن يلتفت أحد إلى معاناتنا، فحياتنا في المخيمات أشبه بجحيم لا يُطاق، لا تدفئة ولا سكن مناسب ولا خدمات، نحن نعيش على هامش الحياة . وتضيف الحسين: نجد خلال عملنا الكثير من الصعوبات، منها العمل في أجواء البرد القارس، كما نتعرض للسقوطات المتكررة نتيجة نمو الأزهار في المنحدرات والجبال . وتشير الأم أنها تقوم بعد عودتها إلى المنزل بتنقية الزهور وربطها على شكل طاقات، وترسل أحد أبنائها للوقوف على حافة الطريق لبيعها . وتبين أنها تعثر خلال رحلتها في الجبال على نباتات صالحة للأكل منها الفطر والخبيزة، فتصنع منها طعاماً لأطفالها لتوفير بعض النفقات والتكاليف . وما أن تدخل السوق الرئيسي في مدينة ادلب حتى تنعشك رائحة النرجس البري الذي يتوضع على عربة الطفل وليد السماحي (11 عاماً) الذي يقيم في مخيم عشوائي على أطراف مدينة إدلب، ويعمل كبائع جوال، حيث يقوم بجمعها في الصباح الباكر ويزين عربته بها، ثم يعمل على توضيبها وترتيبها بشكل جذاب ولافت للنظر، ويبدأ ببيعها داخل السوق، كما يطوف بها أيضاً عدداً من الأمكنة العامة وأمام المدارس والجامعات القريبة منه. ويشير أنه يعاني من المرض طوال فصل الشتاء جراء الوقوف تحت المطر في كثير من الأحيان، ولكن عدة أسباب تدفعه لهذا العمل منها عجز والده وكبر سنه، إلى جانب شح فرص العمل . ويؤكد الطفل أنه ترك المدرسة بدافع العمل، لكنه يشتري من مردود عمله مستلزمات المدرسة لأخوته ليتمكنوا من متابعة تعليمهم . ويؤكد الطقل أن الخيمة التي يقيم فيها مع أسرته تخلو من أي وسيلة تدفئة، الأمر الذي يدفعه لجمع الحطب وعيدان النباتات اليابسة التي يجدها أثناء عمله في الجبال للتدفئة ودرء صقيع الليل القارس، مشيراً أن والدته تعتمد على الحطب في الطبخ والغسيل، حيث تعجز عن شراء أسطوانة الغاز التي لم تستخدمها منذ أكثر من عام ونصف، نظراً لارتفاع سعرها . من جانبه يوسف الأسعد (33 عاماً) عامل في مجال الصحة المجتمعية يتحدث عن عمالة الأطفال بالقول: الكثير من الأطفال في إدلب عصفت بهم قسوة الحياة وكبروا قبل أوانهم، وتحملوا مسؤولية أسرهم في كسب لقمة العيش . ويشير أن أسباب عدة تدفع الأطفال للعمل منها الأوضاع الاقتصادية الصعبة وغياب المساعدات إلى جانب العيش وسط ظروف إنسانية صعبة ونقص مقومات الحياة وغياب فرص العمل لكثير من الأسر النازحة . ويطالب الأسعد الجهات والمنظمات الدولية بحماية الأطفال السوريين حرصاً على مستقبلهم التعليمي من خلال تشجيعهم على التعليم ودعم المدارس. دفعت الحرب السورية والظروف المعيشية الصعبة، مئات الأطفال للعمل بمهن مختلفة في ظل صعوبات ومخاطر يتعرضون لها خلال عملهم، تسرق طفولتهم وتحرمهم من أبسط الحقوق .
2495
| 09 فبراير 2022
أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن طفلتين سوريتين توفيتا نتيجة الطقس الشتوي القاسي الذي شهده شمال غرب سوريا، حيث أدت الثلوج والأمطار الغزيرة إلى تدمير مئات الخيام في مخيمات النازحين وتعريض القاطنين فيها للخطر، بحسب إفادة المكتب الأممي اليوم الثلاثاء. وأوضح المكتب لوكالة فرانس برس أن طفلتين نازحتين من ريف حلب الجنوبي إحداهما تبلغ من العمر سبعة أيام والثانية شهرين توفيتا صباح الثلاثاء نتيجة البرد والصقيع في محافظة إدلب. وأشار مراسل وكالة فرانس برس في المنطقة إلى أن الطفلتين نُقلتا إلى مستشفى الرحمن التخصصي في بلدة حربنوش، الذي استقبل كغيره من مستشفيات في إدلب عدداً كبيراً من الأطفال المصابين بالتهابات القصبات الشعرية نتيجة البرد والصقيع. وتسجل سنوياً تقريباً وفيات أطفال خلال فصل الشتاء في مخيمات النزوح الواقعة في مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة في شمال غرب سوريا، حيث تفوق احتياجات ملايين النازحين المساعدات المتوافرة. وأدى تراجع الدعم المالي من الجهات المانحة إلى نقص حاد في الأدوية والمعدات في مستشفيات المنطقة وعياداتها، وهو ما جعل عدداً منها عرضة لاحتمال التوقف عن العمل. وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية باتريك نيكولسون لوكالة فرانس برس إن الأطفال (في هذه المخيمات) معرضون لخطر البرد، ويعيشون في خيام مهترئة وثمة نقص في الملابس الشتوية والوقود. ولاحظ أن المشكلة تزداد سوءاً بسبب الأزمة الاقتصادية ونقص الموارد اللازمة لتقديم مساعدات الشتاء وزيادة الاحتياجات. وأشار المكتب إلى أن ظروف الطقس القاسية في شهر يناير أدت إلى تدمير 935 خيمة على الأقل وألحقت أضراراً بأكثر من تسعة آلاف خيمة أخرى في عدد من مواقع النزوح في شمال سوريا. وتسببت وسائل التدفئة المكشوفة وغير الآمنة مراراً بنشوب حرائق أسفرت عن سقوط ضحايا. وبلغ عدد الحرائق منذ بداية السنة 68 في شمال سوريا وحده، أصيب بنتيجتها 24 شخصاً وتوفي اثنان، بحسب الأمم المتحدة.
1844
| 01 فبراير 2022
بين حجارة أثرية متناثرة تجلس مريم المعراتي (38 عاماً) أمام موقد طيني لإعداد الطعام لأسرتها، بينما انتشر أطفالها الأربعة في المكان لجمع عيدان الحطب.ونزحت المعراتي مع أسرتها بداية عام 2020 إلى مخيم على أطراف مدينة حارم شمال إدلب، لكنهم فضلوا الانتقال لموقع بابسقا الأثري الواقع شمال إدلب، للتخلص من الازدحام في المخيمات، إلى جانب الخوف من عدوى فيروس كورونا. وكحال أسرة المعراتي لجأت الكثير من الأسر النازحة من قصف قوات النظام السوري الباحثة عن مأوى للمواقع الأثرية في محافظة إدلب، للتخلص من حياة الخيام، والكثافة السكانية الكبيرة في مخيمات النازحين، إلى جانب ارتفاع أجور المنازل في المدن والبلدات الواقعة بريف إدلب الشمالي. تتحدث المعراتي لـ الشرق عن سكنها الجديد بقولها: كنا قبل الحرب نقصد هذه الأماكن للتنزه والترويح عن أنفسنا، ولم نتوقع أن تصبح موطناً لنا في يوم من الأيام.وتضيف: هربنا من زحمة المخيمات واضطررنا للتأقلم مع هذا المكان، حيث قمنا ببناء خيمتنا بالقرب من معبد روماني قديم، وأزحنا الحجارة عن طريقنا، وعلقنا على الجدران حبلاً للغسيل، آملين أن تحمينا الجدران والحجارة الضخمة من الرياح والأمطار. ولا تهتم المرأة النازحة التي تعيش مع أسرتها ظروفاً صعبة بتاريخ الموقع الأثري وأهميته التاريخية، فكل ما تتمناه أن تصمد حجارته في وجه عواصف الشتاء وعن ذلك تقول: أكثر ما يخيفنا هو إمكانية انهيار جدران المعبد الروماني على خيمتنا حين تشتدّ العواصف، خاصةً أن الجدران القديمة متصدعة وآيلة للسقوط. وتؤكد المعراتي أن أطفالها يجدون مشقة كبيرة في الوصول إلى المدرسة التي تبعد حوالي 3 كيلومترات عن مكان سكنهم. كما تعاني أيضاً مع أسرتها من بعد الأسواق والمحلات التجارية وقطع مسافات بعيدة للوصول إليها. وبصوت حزين تردف قائلة: رغم كل الصعوبات التي نواجهها، ألفنا هذا المكان واعتدنا عليه، ووجدنا هذه الحجارة الموغلة في القدم أحن علينا من قلوب بعض البشر. من جانبه عمر الحسون (51 عاماً) نزح من بلدة جرجناز بريف إدلب الجنوبي نهاية عام 2019، وقصد موقع باقرحا الأثري مع زوجته وأولاده الستة. وعن سبب ذلك يقول لـ الشرق: بعد نزوحي من منزلي مصطحباً قطيع الأغنام الذي أملكه، وجدت نفسي مضطراً للإقامة في هذا المكان المنعزل، لإعادة بناء حياة خاصة بنا. ويؤكد الحسون أنه بعد أن ترك أرضه الزراعية أصبحت تربية الأغنام مصدر رزقه الوحيد، ولا يتقن عملاً آخر، لذلك استخدم بعض الحجارة الأثرية في بناء حظيرة لأغنامه وسقفها بشادر من النايلون. كما يعمد لاستخدام الأحواض الصخرية والتوابيت الأثرية في حفظ المياه اللازمة لسقاية القطيع.ويلفت الحسون إلى أنه يواجه صعوبات كبيرة جراء إقامته في هذا المكان، منها انعدام الخدمات الصحية، وصعوبة وصول صهاريج المياه بسبب وعورة الطرقات، إلى جانب وجود العقارب والأفاعي بكثرة في هذا المكان، ما يهدد عائلته بالخطر، وخاصة في فصل الصيف. ويتحدث أيمن النابو مدير مركز الآثار في إدلب لـالشرق عن تاريخ آثار إدلب بقوله: موقع باقرحا الأثري من الآثار المصنفة ضمن التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو، ويعود إلى القرن الثاني الميلادي، ويحوي عدداً من المساكن والمعابد الوثنية والكنائس والأحواض والحمامات العمومية. وتُعد دليلاً مهماً على الانتقال من التاريخ الوثني للإمبراطورية الرومانية إلى الحقبة المسيحية في العصر البيزنطي. ويشير إلى أن محافظة إدلب شمال سوريا تتمتع بموقع استراتيجي عبر العصور، وعاشت فيها أمم وحضارات متعاقبة، حيث تضم أكثر من 760 موقعاً أثرياً تعود إلى حقبات الرومان والمماليك والبيزنطيين، وتعد من أغنى المحافظات بالمواقع الأثرية المهمة في الشمال السوري، ففي كل ثلاثة كيلومترات يوجد موقع أثري، من مساجد وكنائس وقلاع صليبية، إلا أن مئات المواقع الأثرية تضررت خلال السنوات الماضية نتيجة المعارك والقصف، فضلاً عن أعمال السرقة والنهب. كما تخشى مديرية آثار إدلب من استخدام المواقع الأثرية كمخيمات نازحين غير رسمية، وتعتبر أن ذلك يمثل تهديداً هائلاً لمستقبلها، حيث تضيف العائلات جدراناً جديدة، وتقود السيارات في مواقع الخيام كما تكسر الحجارة أو تنقلها بعيداً عن أماكنها. أصبحت المواقع الأثرية ملاذاً لعائلات هربت من ويلات الحرب المستعرة في سوريا، وضاقت بهم سبل الحياة ليبحثوا بين الأطلال المتهالكة وبقايا أعمدة متداعية عن المأوى والأمان.
2672
| 26 يناير 2022
تكفل مواطن قطري وجمعية كويتية ببناء بيت لطفلة سورية ظهرت سابقاً على قناة الجزيرة مباشر تتمنى حصولها على خيمة لتقيها من البرد في ريف إدلب بالشمال السوري. وضجت المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي في الوطن العربي بمقطع فيديو، من مقابلة مع أسرة الطفلة السورية شهد، حكت فيه عن أمنيتها لعام 2022، وقالت إنها تتمنى خيمة. ونقلت قناة الجزيرة مباشر، في وقت لاحق، عن والد الطفلة قوله، إن فاعل خير قطرياً تكفل بشراء أرض لشهد وبناء بيت عليها، موضحاً أن أشغال البناء بدأت بالفعل على أن تنتهي بعد 10 أيام. من جانبها ذكرت صحيفة المجلس الكويتية أن جمعية خيرية في الكويت حققت أمنية الطفلة السورية شهد إذ تكفلت ببناء منزل للطفلة وعائلتها. وكانت شهد، التي تبلغ من العمر 10 أعوام، فاجأت مراسل قناة الجزيرة مباشر حينما سأل عن أمنيتها في العام 2022، فأجابت أنها تتمنى أن يمنحوها وعائلتها خيمةً بدل خيمتهم المهترئة. وقال خالد، والد الطفلة، إن أمنيتها جاءت بعد أن تهدم حائط في منزلهم خلال هطول الأمطار، وإصرارها على الانتقال إلى خيمة جدها في المخيم، معتبرة أنه أكثر أماناً. ونقلت قناة الجزيرة في وقتٍ لاحق عن والد الطفلة قوله، إن عدداً من المنظمات والجمعيات الخيرية زارتهم وأمدتهم بمستلزمات التدفئة والإغاثة والأثاث. وأثرت الأمطار الغزيرة، خلال ديسمبر الماضي، سلباً على حياة آلاف النازحين وفاقمت معاناتهم في المخيمات بمنطقة إدلب، شمال غربي سوريا، وأدت إلى أضرار في خيم ومقتنيات النازحين الفارين من هجمات نظام الأسد.
8348
| 01 يناير 2022
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، بمقتل وإصابة عدد من السوريين جراء غارة روسية على منطقة خفض التصعيد شمالي سوريا. وذكر المرصد أن الغارة التي شنتها مقاتلات روسية على مخيم عشوائي للنازحين في ريف بلدة جسر الشغور بإدلب قد أسفر عن مقتل امرأة وثلاثة أطفال وإصابة 9 آخرين بينهم صغار في السن. وأوضح المرصد أن الطيران قد استهدف خيما عشوائية لنازحين من ريف حلب، في منطقة النهر الأبيض في ريف مدينة جسر الشغور الشمالي، غربي إدلب. وأشار إلى أن القصف قد طال وبأكثر من 12 ضربة مناطق عدة في محيط مدينة إدلب و جبل الزاوية جنوبي إدلب. وكانت الطائرات الروسية قد اختتمت اليوم الأخير (أمس الجمعة) من العام 2021 بش 4 غارات على منطقة خفض التصعيد استهدفت أطراف مدينة إدلب الغربية وبلدة كنصفرة، ومحيط قرية الجديدة. وأسفرت تلك الغارات عن مقتل مدنيين اثنين، وإصابة 6 آخرين بعد استهداف مزرعة لتربية الطيور في المناطق المستهدفة.
1531
| 01 يناير 2022
ناشد قاطنو مخيمات اللاجئين شمالي سوريا، امس، تقديم المساعدات لهم وتحسين ظروفهم المعيشية بعد غرق خيامهم جراء الأمطار الغزيرة خلال الأيام الماضية. وقالت فاطمة الجاسم التي فرت من قصف النظام السوري ولجأت إلى مخيم زفير بريف إدلب، إن كل من في المخيم يحتاج إلى مساعدة، لافتة إلى أنهم لا يتمكنون من البقاء في خيمهم أثناء الليل بسبب المياه. وأشارت إلى أن زوجها المسن غير قادر على الحركة جراء البرد، مضيفة يحاصرنا البرد من جانب والجوع من جانب آخر وليس لنا معين إلا الله. وذكرت أنهم يقومون بطهو ما يحصلون عليه من طعام عبر البلاستيك وأكياس النايلون الذي يجمعونه من الأراضي. وناشدت الجاسم فاعلي الخير تأمين الطعام والغذاء والمحروقات للمخيم الذي يعاني من ظروف صعبة للغاية. وخلال الأيام الماضية، تعرضت عشرات المخيمات الواقعة في محيط مدينة إدلب وجوار قرى خربة الجوز ومعرة مصرين وكيللي وكفر يحمول وحزانو وزردانة لأمطار غزيرة. وأصبحت الكثير من العائلات بلا مأوى، فيما انشغلت باقي العائلات بتقوية أعمدة خيامهم حتى لا تلقى المصير نفسه. بدوره، دعا أحمد محمد وهو نازح آخر في مخيم زفير، بتأسيس بنية تحتية للمخيم الذي يعاني من ظروف قاسية حيث إن الناس لا ينامون في الليالي الماطرة بسبب تدفق المياه إلى خيامهم. وأشار محمد، للأناضول، إلى أنه لا تتوفر لديهم وسيلة لحماية خيامهم من الأمطار، وأن 50 عائلة في المخيم يريدون الخلاص من هذا الوضع المزري والعودة إلى منازلهم وتأمين الحد الأدنى لمتطلبات العيش. من جانبه، قال محمد حلاج مدير منسقو الاستجابة لحالات الطوارئ (جمعية محلية تعمل شمالي سوريا)، إن الطرق إلى 104 مخيمات قد أغلقت بفعل الأمطار الغزيرة، فيما هدمت 500 خيمة. وأضاف حلاج، أن 3 آلاف و742 عائلة على الأقل تضررت من الأمطار فيما غمرت المياه خيام ألفين و145 عائلة. ويعيش مئات آلاف النازحين والمهجرين من قبل النظام السوري في مخيمات بإدلب وشمال البلاد، وسط ظروف صعبة.
2278
| 23 ديسمبر 2021
بعزيمة وهمة عالية تذهب كريمة الشيخ المعروفة بـ أم يوسف منذ ساعات الصباح مع اثنين من أطفالها بأعمار 10-12 عاماً إلى العمل في ورشة لصناعة الطوب الإسمنتي (مكبس بلوك) قريب من المخيم الذي تقطن به، لتكسب قوت عيش أطفالها الستة، بعد اعتقال زوجها منذ أربع سنوات، دون أن تكترث لمزاولة مهنة لا تتلاءم مع النساء. وفرضت ظروف الحرب في سوريا على كثير من النساء شكل حياة لم يكن مألوفاً أو مقبولاً في بيئاتهنّ، حتى اللواتي لم يكن مسموحاً لهنّ بالخروج من المنزل، بتن اليوم معيلات لأسرهنّ بعد فقدان السند والمعيل، وخاصة النساء النازحات اللواتي فقدن أزواجهن فاضطررن لإعالة الأطفال بمفردهنّ، وفُرض عليهنّ الخروج إلى سوق العمل دون مؤهلات علمية أو مهنيّة كافية. نزحت أم يوسف (35 عاماً) من بلدة كفر نبودة بريف حماة عام 2019 إلى مخيم على أطراف مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي، تتحدث للشرق بقولها: فقدت زوجي المعيل الوحيد للأسرة، والظروف أجبرتني على النزوح وقبول أي عمل شريف، يحفظ كرامتي وأولادي من الحاجة. وتتابع: تم اعتقال زوجي من قبل حواجز النظام السوري أثناء ذهابه إلى مدينة دمشق، فوجدت نفسي أمام ندرة فرص العمل وارتفاع تكاليف المعيشة، دون أن نجد مصدر دخل يساعدنا على مواصلة الحياة، فقررت العمل في مصنع الطوب الإسمنتي الذي يملكه أخي، حتى لا أضطر لطلب المساعدة، ولا أكون مع أطفالي عبئاً على أحد. تشير أم يوسف أن أخاها استغرب طلبها للعمل في الورشة في البداية، ثم استجاب لإصرارها، وتضيف: دفعتني ظروف الحياة الشاقة إلى عدم الاكتراث بطبيعة العمل، أكثر من الحصول على المال الحلال، الذي يكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية لأولادي، خاصة مع النزوح والموجات المتلاحقة من ارتفاع الأسعار. وتشرح عن طبيعة عملها بالقول: في الصباح الباكر أقوم مع أطفالي بخلط الإسمنت والرمال والحصى مع الماء، في ما يسمى بالجبلة ثمَّ نضع العجينة في المكبس الحديدي الذي يعطيها شكلها النهائي، وبعد ذلك نقوم بوضع قطع البلوك تحت أشعة الشمس لتُجفَّف بشكل جيد، وتُرَش بالمياه بين الحين والآخر، وبعدها يكون البلوك جاهزاً للبيع. وتؤكد أم يوسف أن العمل متعب وشاق يحتاج لجهد بدني، كما تضطر لتحمل العمل لساعات طويلة تحت أشعة الشمس، وحمل الطوب الثقيل، وتحاول تجاهل ما سببه لها العمل من آلام في الظهر والقدمين، لكنها تحدت تقاليد المجتمع ونظرته الرافضة لخروج المرأة للعمل، بل اقتحمت مجالًا يحتكره الرجال، وتحظى بالكثير من احترام الناس في المخيم. منوهة أنها تعود إلى بيتها في نهاية اليوم منهكة، دون أن تجد فرصة لترتاح، فعليها رعاية أطفالها. تقول: «أعود إلى المنزل مرهقة، لكنني أحاول عدم التقصير في رعاية أبنائي. حياتنا بلا حياة بهذه الكلمات تختصر أم يوسف معاناة السكن في خيمة صغيرة قامت بفرش أرضها بالإسمنت لتمنع تسرب مياه الأمطار إلى الداخل في الشتاء، وعن معاناتها تقول وهي تشير بيدها إلى خيمتها: نشتاق للعيش في منزل له جدران تحمينا، حيث نعيش وننام ونطهو الطعام في هذه الخيمة، كما تغيب المساعدات الإنسانية ونفتقد أدنى مقومات الحياة الكريمة. في بلد تضيق به الحياة، وظروف حرب قاسية، تعاني المرأة السورية الأمرّين في تحصيل لقمة العيش، لتحقق كفاف يومها، حتى لو اضطرت لكسر المألوف، ودخول مجال عمل كان فيما مضى حكراً على الرجال.
3543
| 24 سبتمبر 2021
حوّل مهندس سوري نازح مغارة منسية في إحدى مناطق إدلب الى تحفة فنية بطراز معماري فريد، تحكي عن ملايين السنين، وتروي قصة الإنسان عبر الحضارات المتعاقبة، واستطاع خلال شهرين من العمل المتواصل أن يجتذب الكثيرين لزيارة الكهف الذي أصبح قبلة للزوار ومتنفساً للأهالي الذين يهتمون باستطلاع ما يحويه من منحوتات، تعكس ذوقاً في التصميم والتنفيذ، وحساً مرهفاً في الابتكار. المهندس ومصمم الديكور عبد المعطي السعيد (53 عاماً) نزح من بلدة كفرتعال بريف حلب الغربي إلى قرية عقربات شمال محافظة إدلب، بالقرب من الحدود التركية، وعمل في مجال التصميم والديكور الإسمنتي والجص لسنوات عديدة، وعن عمله قال لـالشرق: من صميم المعاناة يولد الإبداع، حيث قمت مؤخراً بتصميم مغارة تبين مراحل تطور الحضارات الإنسانية بهدف نشر الفرح والجمال وسط الحرب والدمار، ولفت الأنظار إلى الكهوف والمغارات التي باتت ملاذ أهالي إدلب للاحتماء من القصف المتواصل من قبل نظام الأسد وحلفائه، إلى جانب إظهار تطور العصور الجيولوجية القديمة وتعاقب الحضارات التي نشأت على الأراضي السورية. ويشير السعيد إلى أن المنحوتات داخل الكهف تتنوع بين المنحوتات الجدارية والأعمدة الرومانية والبوابات والنوازل السقفية والصواعد والشجيرات المتحجرة، إلى جانب الركن الملكي وألواح الكتابة المسمارية التي تعتبر أول أبجدية عرفها التاريخ، وقد استخدم في نحتها أدوات يدوية وكهربائية، بحيث تحاكي كل قطعة زمنا افتراضيا، مع حرصه على إبراز الشقوق والكسور التي تعكس القدم وتشير لآلاف السنين. كما يهتم السعيد بهواية شغف بها منذ ما يقارب 30 عاماً، وهي جمع القطع الأثرية والتحف الفنية والشرقيات والنحاسيات، وشرائها من الأسواق نظراً لأهميتها الأثرية والتراثية، وعن ذلك يضيف للشرق: شغفي الكبير بجمع المقتنيات دفعني لفكرة إنشاء متحف أثري مصغر، يضم العديد من المقتنيات الأثرية المتنوعة. ويؤكد السعيد بأنه حين اضطر للنزوح من بلدته إلى المناطق الحدودية برفقة عائلته، حمل معه القطع الأثرية، التي جمعها على مدى سنوات عديدة، والتي يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 500 عام، منها السيوف والخناجر والرماح والصواني ومصبات القهوة العربية والثريات والرحى اليدوية القديمة وغيرها، إلى جانب قيامه بتصميم مقاعد مصنوعة من الخشب بطريقة حرفية يدوية. جميل العبود (40 عاماً) من مدينة سرمدا، مهتم بالآثار، زار المغارة مع أولاده، وأعجب بما شاهده من فن وعن ذلك يقول: أردت التعرف على هذا العمل الفني المميز، وعند دخولي إلى المغارة شعرت بأنني أقف أمام صرح أثري يعود إلى حقب تاريخية قديمة، حيث يمكن لزائر المغارة أن يلتمس الجمال ويشتم عبق التاريخ في كل زاوية من زوايا المغارة من خلال مشاهدة النقوش والأعمدة والزخارف الهندسية والأقواس المزخرفة، والأرضيات الصخرية، مبيناً بأنه اطلع أيضاً على التحف الفنية الموجودة، وتعرف على أهمية كل قطعة وقيمتها. أراد المهندس عبد المعطي السعيد أن يوصل رسالة الإنسان السوري المبدع القادر على تحويل ظلمة الحياة إلى نور وفن وإبداع، حيث يفصح عمله عن تحدي الواقع المرير، وإضفاء لمسات فنية على الحجر، لجعله ينطق بالحياة.
2342
| 26 مايو 2021
يمر العيد على نازحي إدلب في ظل الحرب، وفقدان الكثيرين للمة أفراد الأسرة، والشوق للأحبة الذين غيبهم الموت أو الاعتقال أو التهجير، ولكن رغم الحرب والدمار ووطأة النزوح ومرارة الواقع المعاش، تحاول العديد من الأسر إحياء طقوس ارتبطت بالعيد، منها صناعة الحلويات والكعك الذي تعبق رائحته الزكية الأزقة والحارات، لتعلن عن قدوم العيد، وتبعث الأمل في قلوب الكبار والصغار. السيدة عائدة الغريب (41 عاماً) نازحة من ريف إدلب الجنوبي إلى مخيم على أطراف مدينة إدلب، تعد بحسب إمكانياتها المتاحة، كمية قليلة من كعك العيد لأطفالها داخل الخيمة، علها تذكرهم بطقوس العيد، وتمنحهم قليلاً من البهجة والسعادة التي غابت عنهم لسنوات. وتوضح عائدة الغريب أن غلاء الأسعار فرض الاختصار في جميع مناحي الحياة، حيث عمدت إلى توفير كيس من الطحين وعلبتين من التمر كانت قد حصلت عليها من سلة إغاثية تم توزيعها على أهالي المخيم، بهدف إعداد الكعك والمعمول للعيد، وعن ذلك تقول: أفعل ما بوسعي لرسم البهجة على وجوه أبنائي الذين لم يعرفوا من حياتهم سوى الحرب والدمار. وتشير الغريب إلى أن الفرح ومظاهر الاحتفال بالعيد كانت مؤجلة لدى الجميع إلى حين عودة الأمان إلى المنطقة وانتهاء الحرب، غير أن ذلك لم يحدث، رغم مرور أكثر من عشر سنوات من الحرب والقصف والتهجير، دون أي حل يبشر بالفرج، لذلك قررت كغيرها من الأهالي العودة لإحياء الطقوس والتقاليد، متناسين ما يدور من حولهم. وتؤكد الغريب أن إعداد الحلويات يرتبط بأجواء وطقوس محببة، منها لمة الجارات والقريبات في خيمة إحداهن لمساعدتها في إعداد الكعك، وهكذا يتم التنقل بين البيوت والخيام حتى قدوم العيد، إلى جانب تخصيص جزء مما يتم تحضيره للفقراء والمحتاجين والجيران. كما وجدت بعض النساء باقتراب العيد فرصة للعمل وكسب الرزق من خلال صناعة الكعك والحلويات وإرسالها إلى الأسواق لبيعها والاستفادة من ثمنها. أم عامر (35 عاماً) نازحة من مدينة معرة النعمان، تمضي يومها كاملاً مع بناتها الثلاث في إعداد حلويات العيد، وعن سبب ذلك تقول: في مثل هذه الأيام أستغل مهارتي في إعداد حلويات العيد في تحسين أوضاعنا المعيشية وكسب لقمة العيش. وتؤكد أم عامر أن الكثير من النساء لا يصنعن الحلويات ويفضلن شراءها جاهزة، مما يشجعها على العمل لكسب الرزق، حيث تعمد إلى إعداد أصناف مختلفة من الكعك والمعمول، والبرازق والغريبة وترسلها مع أولادها إلى السوق لبيعها. إن حضر الكعك والحلويات في بيوت بعض أهالي إدلب، فقد غابت ملابس العيد عن الكثير من الأطفال، بسبب الفقر وتدني المستوى المعيشي وارتفاع أسعار الملابس أضعاف ما كانت عليه سابقاً، الأمر الذي فرض على معظم الأهالي والنازحين شراء المهم والضروري، والرخيص نسبياً. الطفل عبد الكريم (10 سنوات) من مدينة سراقب، لم يشتر ثياباً جديدة بمناسبة قدوم العيد، وعن سبب ذلك يقول: بعد وفاة والدي لا تستطيع أمي تأمين المال الكافي لشراء الملابس لي ولأخوتي الثلاثة، لذلك ذهبت إلى محل بيع الملابس المستعملة البالة، واشترت لنا ما نحتاجه من ملابس لرخص ثمنها مقارنة بالجديدة. من جهته أحمد العمر (45 عاماً) النازح في مخيم على الحدود السورية التركية يرى أن فرحة الأطفال هي من تصنع أجواء العيد، وعن ذلك يقول لـ الشرق: لن نسمح للحرب أن تحرمنا من بهجة العيد، وممارسة طقوسه المعتادة من صلة الأرحام وتبادل التهاني. يصمت العمر قليلاً ويضيف بعد تنهد: نحاول أن نكون سعداء حتى لا يشعر الأطفال بالحزن، لكن عيدنا يكون بين الأقارب، وفي عودتنا إلى منازلنا التي حرمنا منها النظام السوري، وليس في المخيمات حيث الذل والإهانة. رغم الأوضاع المعيشية القاسية، وحالة التخبط والنزوح يأبى أهالي إدلب أن تكسرهم الظروف، ويصرون على التحامل على آلامهم، والاحتفال بالعيد رغم كل شيء، ساعين لإدخال الفرحة إلى قلوب أبنائهم، متناسين ما يدور حولهم من مآس، ليبقى عيدهم الحقيقي بعودة النازحين إلى منازلهم، واللقاء بأحبتهم بعد غياب.
2218
| 14 مايو 2021
بثيابه التراثية المطرزة، وطربوشه الأحمر يجلس الحكواتي في خيمته المزينة، مستنداً الى عصاه، ليروي حكاياته الشيقة والمسلية على مسامع الأطفال الذين تحلقوا حوله، وقلوبهم مشدودة إلى كلماته قبل حواسهم، فما ان يردد عبارة كان يا ما كان، في قديم الزمان حتى يطلقوا العنان لخيالهم إلى عالم أكثر سعادة، بعيداً عن أجواء الحرب وأزيز الرصاص ومشاهد القتل والدمار في سوريا. الحكواتي حسين برتاوي يقوم خلال شهر رمضان بجولات على مخيمات النازحين في إدلب للقاء الأطفال، ورواية القصص المسلية والمفيدة عليهم، بهدف نشر البهجة والفرح على وجوههم البريئة، وتقديم الحكمة والموعظة لهم، وغرس القيم الإنسانية في نفوسهم، وذلك ضمن مبادرة أطلقتها منظمة غراس النهضة في مخيمات النزوح، وعن عمله يتحدث لـالشرق بقوله: لقد عايش الأطفال في إدلب مآسي الحرب، فمنهم من فقد عزيزاً، ومنهم من شهد تهدم منزله أمام عينيه، الأمر الذي شجعني على القيام بهذه المبادرة، لتسلية الأطفال خلال شهر رمضان، ورفع معنوياتهم وتقديم الدعم النفسي لهم، يساعدني على ذلك مقدار الفرح والمحبة التي أراها في عيونهم، فكل قصة أرويها لهم تقربني منهم أكثر، وتحفزني لتقديم المزيد. وعن المواضيع التي يختارها للأطفال يضيف حسين: اختيار القصة من الأمور المهمة جداً، فمن الضروري أن تكون جاذبة حتى لا يملها الطفل، فضلاً عن الأداء الجيد من خلال الإثارة بالأصوات والحركات، وإبداء الدهشة والبسمة والتعبير عما يجري من أحداث، مع اختيار القصص التي تحمل مواضيع تربوية هادفة، تعزز الثقافة والتربية والأخلاق لدى الطفل، وتحفزه على المشاركة والتعبير عن الرأي.مؤكداً أنه يسرد قصصه بمفردات بسيطة بعيدة عن التكلف والتعقيد لتلامس قلوب الأطفال وعقولهم، مع التركيز في النهاية على العبرة والدروس المستفادة للسماح للأطفال بالمشاركة، والتأكيد على تطبيق ما تعلموه في حياتهم اليومية، لذلك يجب أن يتمتع الحكواتي بخبرة وثقافة عالية، تمكنه من جذب انتباه المتلقي وتشويقه، مع ضرورة التنوع في الموضوعات والشخصيات والأحداث لتعزيز حب الأطفال للفنون الأدبية. ويبين حسين لـالشرق أنه يتنقل بين مخيمات ريف إدلب الشمالي، لاسيما المخصصة منها للأيتام، أما خيمته فهي مزينة بفوانيس رمضان وأضواء ملونة، لإضفاء جو من السعادة والحماس يجذب انتباه الأطفال ويحفز تفكيرهم. الطفلة علا المحسن (10 سنوات) نازحة مع أسرتها في أحد مخيمات مدينة سرمدا الحدودية مع تركيا، أوضحت للشرق بأنها أصبحت تحب القراءة والمطالعة بعد الاستماع إلى الحكواتي، وقصصه المفعمة بالأحداث المشوقة والمغامرات، وعن ذلك تقول: كنت لا أهتم بالقراءة، لكن الحكايات التي استمعت إليها شجعتني كثيراً على القراءة، وأثارت فضولي للتعرف على قصص جديدة وممتعة. وتشير الطفلة إلى أن القصص تعلمها الكثير من القيم كالصدق والوفاء وبر الوالدين والنظافة وغيرها. والدة الطفلين طلال ومريم يداومان على الحضور في خيمة الحكواتي، تشير إلى أن الفكرة جيدة وإيجابية، تخلق أجواء تساعد الأطفال على تحسين الجانب النفسي لديهم في ظل حياة النزوح والتشريد، وعن ذلك تقول: حرمت الحرب أطفالنا من كل أشكال الترفيه والمرح، فانقطاع الكهرباء المستمر لا يسمح لهم بمشاهدة برامج الأطفال المحببة إلى نفوسهم، ومساحة المخيمات الضيقة وتلاصق الخيام لا تترك لهم مجالاً للعب، لذلك سعدوا بالمبادرة، وكانت فرصة ليتعرف الأطفال على شخصية الحكواتي التي رافقت الاباء والأجداد خلال السنوات الماضية.مؤكدة أن ولديها ينتظران موعد الحكايات بفارغ الصبر، ويتفاعلان مع مقدم القصة من خلال المشاركة في التمثيل وطرح الأسئلة، ويقلدان بسعادة شخصيات القصص ويتأثران بها. لم يعرف أطفال الخيام من حياتهم سوى أصوات المدافع وهدير الطائرات، ومرارة حياة النزوح، لتكون المبادرات الترفيهية فسحة أمل في حياتهم، تعيد إليهم شيئاً من ضحكاتهم وطفولتهم البريئة التي سلبتها الحرب.
2799
| 05 مايو 2021
احتفى مغردون سوريون بصورة رجل ستيني خلال أدائه امتحانات مع مجموعة طلاب في جامعة إدلب شمالي سوريا. ويظهر في الصورة الحاج عبد الكريم البكري (69 عاما)، وهو مهجّر من مدينة التمانعة في محافظة إدلب، ويدرس تخصص التاريخ السنة الثانية، وحاصل على علامات عالية في امتحاناته. وقال عبد الكريم البكري -نقلاً عن الجزيرة نت- إن عودتي إلى مقاعد الدراسة ترتبط بالظروف المعيشية القاسية ومرض والدي في شبابي، حيث لم أتمكن من إكمال دراستي، وظلت الحسرة في قلبي، لذلك عدت للدراسة مرة أخرى. وأضاف البكري أهديت الجامعة أكثر من 120 كتابا من مكتبتي الخاصة، وهي كتب ثمينة غير موجودة في المكتبات الحالية، ودخولي للجامعة بهذا العمر هو تحفيز للشباب على طلب العلم. وحظي البكري بثناء ومدح المغردين، وكتب الناشط رامي السيد عزيمة وإصرار ونجاح تفوق كل الصفات تجدها في الحاج عبد الكريم البكري، طالب في السنة الثانية من كلية الآداب قسم التاريخ، رغم تقدمه في العمر فإنه متفوق والأول على دفعته في السنة الأولى. وعلق الصحفي أحمد سعيد على الصورة قائلا لذلك أحب إدلب وأهلها آخر قلاع الأحرار. من جهته تفاعل الإعلامي أنس المعراوي مع الصورة قائلا ونعم الطالب يا عماه، أحد طلاب كلية الآداب بجامعة إدلب اليوم يقوم بتقديم الامتحان. وحققت الصورة رواجا واسعا، وأكد المعلقون أنه ما زال للحلم بقية وأمل رغم غبار الحرب والتهجير والواقع المأساوي الذي عاشه الشعب السوري. وتحت وصف “هرمنا ولم تهرم أحلامنا ” تفاعل مغردون مع صورة بكري عبر موقع تويتر، وأشار بعضهم إلى أن الأحلام لا تقف أمامها سنوات العمر.
4047
| 15 فبراير 2021
مساحة إعلانية
نشرت الجريدة الرسمية في عددها الصادر اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025، نص قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 25 لسنة 2025 بضوابط استحقاق بدل...
41594
| 19 أكتوبر 2025
نشرت الجريدة الرسمية في عددها الصادر اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025، النص الكامل لقانون رقم 25 لسنة 2025 بتعديل بعض أحكام قانون الموارد...
8990
| 19 أكتوبر 2025
أكد سعادة العميد الركن سالم مسعود الأحبابي، رئيس أكاديمية الخدمة الوطنية، بالقوات المسلحة القطرية، أن أكاديمية الخدمة الوطنية تطمح لتكون مركزًا عالميًا للتدريب...
6538
| 19 أكتوبر 2025
نشرت الجريدة الرسمية في عددها الصادر اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025 نص قرار مجلس الوزراء رقم 34 لسنة 2025 بتعديل بعض أحكام اللائحة...
6484
| 19 أكتوبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
حذرت وزارة الداخلية من مخاطر الغاز الخفي وهو غاز أحادي أكسيد الكربون (CO)داخل السيارة، ونصحت باتباعإرشادات للوقاية من حوادث الاختناق داخل المركبات. وأوضحت...
4316
| 19 أكتوبر 2025
-البوعينين يلمح للرحيل بعد تحقيق كأس آسيا والـتأهل للمونديال -التغيير المنتظر في إطار الرؤية والإستراتيجية الجديدة للمسؤولين علمت الشرق من مصادرها الخاصة أن...
3152
| 19 أكتوبر 2025
في خطوة نوعية تهدف إلى تعزيز بيئة الاستثمار في القطاعين الرياضي والشبابي، أصدر سعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني، وزير...
2810
| 19 أكتوبر 2025