رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1383

أطفال إدلب الأيتام.. يدفعون ثمن فاتورة حرب سوريا

17 يونيو 2022 , 06:50ص
alsharq
أطفال إدلب يعيشون أوضاعاً مؤلمة ويواجهون المخاطر كل يوم
إدلب - سونيا العلي

ضاعفت الحرب السورية أعداد الأطفال الأيتام في إدلب شمال سوريا جراء مقتل آلاف السوريين في المعارك والقصف والعمليات العسكرية بين النظام والمعارضة، ويعيش هؤلاء الأطفال الذين فقدوا أمهاتهم أو آباءهم، أو الاثنين معاً، في كنف أسر بديلة، ويحرمون من التعليم والتغذية المنتظمة ودفء الجو الأسري.

* التخلي عن التعليم

اضطر الكثير من الأطفال الأيتام لترك مقاعد الدراسة والتوجه نحو العمل لإعالة أنفسهم وأسرهم في ظل الغلاء والفقر والبطالة، والسعي لتأمين متطلبات الحياة اليومية التي بات من الصعب توفرها في ظل الحرب.

الطفل عمر الصالح (11عاماً) من مدينة بنش يعمل في ورشة لتصليح السيارات، رغم المخاطر والوقوف طوال النهار في أجواء الحر والبرد، بعد فقدان والده في الحرب منذ عام 2019، وعن عمله يقول لـ الشرق: "تركت المدرسة وتوجهت للعمل لمساعدة أسرتي في تحصيل بعض نفقات المنزل".

ويشير الطفل إلى أنه مضطر للعمل للإنفاق على أمه وأخويه الأصغر منه سناً، ويضيف: "أشعر بالتعب والإعياء جراء العمل طوال النهار، لكنني اعتدت على العمل الشاق مرغماً".

كذلك مروة المصطو (9 سنوات) النازحة من مدينة معرة النعمان إلى مخيم الكرامة بريف إدلب الشمالي، فقدت والدتها في الحرب، وسافر والدها للعمل في تركيا، فبقيت مع أخيها البالغ من العمر 8 سنوات في رعاية جديهما المسنين، لذا تضطر للعمل بجمع الخردوات من الحاويات ومكبات القمامة طوال النهار لتحصيل بعض النفقات، وعن ذلك تقول: "نعطي المال الذي نحصل عليه من عملنا لجدتي التي تقوم بشراء الخبز وبعض الحاجيات للمنزل". وتلفت الطفلة إلى أنها تحلم بإكمال تعليمها بعيداً عن المعاناة من الضغوط المادية التي تلاحقهم جراء غياب المعيل وغلاء المعيشة.

* عرضة للاستغلال

يعيش الأطفال الأيتام عرضة للحرمان والضعف والإحساس بالقهر، وخاصةً في حال فقدان الأم التي تلازم الطفل في فترة طفولته وتعمل على رعايته.

"لا يعاملني عمي كأطفاله، بل يعنفني ويضربني باستمرار".. بهذه الكلمات يعبر الطفل وائل الحمشو (11عاماً) عن معاناته بعد فقد والده، وزواج أمه، ويضيف: "فقدت أبي جراء إصابة حربية منتصف عام 2018، واكتملت مأساتي بغياب أمي التي تزوجت من رجل آخر، فبقيت برعاية عمي الذي يتصف بالقسوة والعصبية".

ويؤكد الطفل أنه يشتاق لوالده الذي كان يهتم به ويلبي جميع طلباته، ويشير إلى أنه يعيش وحيداً ومنعزلاً عن الآخرين، ولا يرغب في العمل أو حتى متابعة تعليمه، ويضيف: "أخاف من كل شيء، ويخيم الحزن المستمر على حياتي، وكل أحلامي أن أحظى بالحنان كسائر الأطفال".

كما تعاني أمهات الأيتام من مهمة تربية الأولاد والبحث عن عمل لإعالة أطفالهن، ما أدى للانشغال التام عن رعاية وتربية أطفالهن.

علية القدور (32 عاماً) نازحة من مدينة خان شيخون إلى مخيم في بلدة قاح شمال إدلب، فقدت زوجها بقصف مدفعي على المدينة، من قبل قوات النظام السوري، وهي أم لخمسة أطفال أيتام أكبرهم بسن الخامسة عشرة، تعمل طوال اليوم لتأمين المستلزمات الحياتية، وعن ذلك تقول لـ الشرق: "تقع على عاتقي مسؤوليات مضاعفة، وأشعر بالتقصير تجاه أولادي بسبب غيابي عنهم في العمل".

وتبين أن ولدها الأكبر انتسب للقتال في صفوف إحدى الفصائل المعارضة المسلحة في إدلب، ولم تتمكن من ردعه أو ثنيه عن ذلك، وتضيف: "اختفى ولدي فجأة، وبعد البحث علمت من صديق له أنه انتسب للعسكر بدافع الثأر لوالده من جهة، والحصول على المال من جهة أخرى". تصمت قليلاً ثم تضيف بحزن: "فقدت السيطرة على ولدي الذي تغيرت طباعه منذ مقتل والده، فقد أصبح يشعر أنه وصي علينا، يضرب أخوته باستمرار، ويدخن السجائر دون رادع".

المرشدة الاجتماعية فاطمة العمر (30 عاماً) من مدينة إدلب، المختصة بحماية الطفل تتحدث عن احتياجات الأطفال الأيتام بالقول: "يعاني معظم الأطفال الأيتام من جراح نفسية يصعب شفاؤها، وضغوطات عصبية تجعل الكثير منهم أكثر عدوانية".

وتتابع: "تتعمق مأساة الأطفال الأيتام مع ظل غياب المنظمات المختصة بتقديم الخدمات والرعاية اللازمة لهم، ما يجعلهم عرضة للفقر والظروف المعيشية الصعبة، ومواجهة مصاعب كبيرة في الحياة".

وتلفت إلى أن فقدان الأبوين في عمر صغير يجعل الأطفال عرضة للخطر والضياع، لذا تشدد على ضرورة منح الأطفال الأيتام في سوريا اهتماماً أكبر، من خلال تأمين الرعاية والتعليم ومستلزمات الحياة، وتأسيس منظومة كاملة لاستيعابهم وإعادة تأهيلهم، وتطوير خدمات دور الرعاية لتستوعب أعداداً أكبر وتمنحهم رعاية أفضل، ومنع استغلالهم من قبل ضعاف النفوس مقابل إعطائهم لقمة العيش، فضلاً عن توفير الظروف اللازمة والملائمة لرعاية وتنشئة الأيتام نشأة سليمة.

وتجدر الإشارة إلى أن أعداد السكان في مناطق شمال غربي سوريا بحسب فريق "منسقو استجابة سوريا" بلغ 4 ملايين 318 ألف نسمة حتى بداية العام الحالي، فيما بلغ عدد الأيتام 203.743 طفلاً، وقد وصل عدد النساء الأرامل إلى 47.771 امرأة.

أطفال فقدوا المعيل والسند، وفقدوا معه طعم الحياة، وهم بعمر الطفولة، ليدفعوا فاتورة الحرب الباهظة، ويعيشوا الهموم والأحزان، دون أدنى رعاية، تحميهم من العوز والاستغلال والضياع.

اقرأ المزيد

alsharq اتحاد وكالات الأنباء العربية "فانا" يدين العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطر

أدانت الأمانة العامة لاتحاد وكالات الأنباء العربية /فانا/ العدوان الغاشم الذي شنه الكيان الإسرائيلي أمس (الثلاثاء) على قطر،... اقرأ المزيد

42

| 10 سبتمبر 2025

alsharq  بيلاروسيا تدين الهجوم الإسرائيلي على قطر

أدانت بيلاروسيا، اليوم، الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف أمس (الثلاثاء) مقرات سكنية لعدد من قادة حركة /حماس/ في قطر.... اقرأ المزيد

50

| 10 سبتمبر 2025

alsharq  سياسيون سوريون: العدوان الإسرائيلي على قطر انتهاك سافر للقوانين الدولية ومحاولة لإفشال جهود التهدئة في الشرق الأوسط

أكد سياسيون ومحللون سوريون أن العدوان الإسرائيلي على قطر يمثل تطورا خطيرا وانتهاكا سافرا للقوانين الدولية، ويعكس استهدافا... اقرأ المزيد

84

| 10 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية