رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
هنالك بعض الأحداث العالمية التي تبدأ بصَدْمة كبيرة وتنتهي بصَدْمة أكبر، وهذا واقع حال ملحمة «طوفان الأقصى» التي بدأت بهَزّة مُذْهلة «لإسرائيل» وانتهت بهَزّة أشدّ وأقوى! ومنذ السابع من أكتوبر 2023، ظهرت مئات آلاف المقالات والمنشورات واللقاءات التلفزيونية والراديوية والنقاشات البرلمانية والزيارات الدولية والمظاهرات الشعبية وجميعها نَدّدت بوحشية «إسرائيل» وحذّرت من تداعيات «طوفان الأقصى» على فلسطين والمنطقة! وهذه الأيام عاد العالم ليُتابع اتّفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية و»إسرائيل»، والذي دخل حيّز التنفيذ صباح يوم 19 كانون الثاني/يناير 2025! وهذا الاتّفاق كانت له جملة من الارتجاجات في الداخل الصهيوني، وكأنّ الكابينة الحكومية والقيادات العسكرية الصهيونية تجرّعوا «سُمّ الهزيمة» بالموافقة على وقف الحرب! وفي حديثه ليلة الاتّفاق لـ»القناة 12» العبرية، روى رئيس الموساد السابق «تامير باردو» هذه الحكاية: «في اليوم الأخير من (حرب فيتنام)، كان هناك ضابطان برتبة عقيد، أحدّهما أمريكي والآخر فيتنامي، فقال الأمريكي للفيتنامي: (في كل الحرب نحن لم نخسر في معركة واحدة)، فردّ الفيتنامي: (قد يكون هذا صحيحا، ولكن في صباح الغد، أنتم ستغادرون ونحن سنبقى)»! وهذا الكلام فيه دلالة واضحة على أن الجيش «الإسرائيلي» بعد الاتّفاق سيُغادر غزة، والمقاومة باقية هناك! والكلام الأشدّ نقلته إذاعة الجيش «الإسرائيلي» عن رئيس «الموساد» الحالي «دافيد برنياع»، الذي أقرّ بأن الصفقة مُرْيعة، ولكن» يجب تنفيذها نظراً للظروف التي وصلت إليها إسرائيل»! وذكرت الإذاعة أن بعض وزراء حكومة نتنياهو «بكوا أثناء جلسة التصديق على الصفقة»! فهل هنالك هزيمة أكبر من هذه؟ وتأكيدا للهزيمة أفادت القناة (12) العبرية بأن كتائب حماس ما زالت تحتفظ بقوّتها، وما يجري الآن «يؤكّد وجودها في كلّ مكان وسيطرتها على غزة رغم الحرب الطويلة»! وبعد أن أعلنت «إسرائيل» بدء وقف إطلاق النار عقب (471) يوما من الحرب، أعلن وزير الأمن القومي «إيتمار بن غفير» استقالته من حكومة نتنياهو، ومعه وزراء حزبه، وغيرهم من كبار قادة الجيش احتجاجا على الاتّفاق! وفي دلالة واضحة على مرارة الهزيمة منعت «إسرائيل» أيّ محاولة للاحتفال بالأسرى الفلسطينيين المفْرَج عنهم داخل الأراضي المحتلّة! هذا النصر الفلسطيني الكبير ساهم فيه كبار رجال المقاومة وعلى رأسهم الشهيد إسماعيل هنية، والقائد الشهيد يحيى السنوار، وعشرات آلاف الشهداء، والجرحى وجميع المرابطين الذين صمدوا وهُجِّروا وحقّقوا النصر بصبرهم وتضحياتهم وتلاحمهم! وهذا النصر يُسَجّل للدول التي رَعَت المفاوضات بين المقاومة و»إسرائيل»، وفي مقدّمتها «دولة قطر» التي عملت لشهور متواصلة لترتيب الاتّفاق! وهذا النصر ساهم فيه رجال الصحافة والإعلام بكافّة صنوفه المرئية والمسموعة والمقروءة ومواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك شهداء الصحافة الذين نَزَفت دماءهم الطاهرة وهم ينقلون المجازر الصهيونية للعالم! وهذا النصر يُحْسب لجميع الأحرار الذين وقفوا مع غزة بمواقفهم ومظاهراتهم التي جابت المدن العربية والأوروبية! لا خلاف بأن «إسرائيل» قتلت عشرات آلاف المواطنين الفلسطينيين، ولكنّ الأصحّ أنّها لم تقتل روح المقاومة لدى هذا الشعب الذي خرج بعد الاتّفاق من كافة أرجاء غزة وكأنهم يَتحدّون «إسرائيل» بصمودهم الأسطوري! والمدهشّ أن الكوادر الطّبّيّة والشرطة ظهروا، بعد الاتّفاق، وهم يُحَيّون «السلام الوطني الفلسطيني» في غزة رغم الصور المأساوية المحيطة بالمكان! وهكذا فإن صور اليوم الأوّل للاتّفاق من غزة تؤكّد أن المقاومة تمتلك شعبية كبيرة بين الأهالي، والحديث عن نهايتها مُجرّد أوهام محصورة بعقول الحاقدين والكارهين لفلسطين ومقاومتها! إن حرب غزة لم تُنْه المقاومة الفلسطينية بل أنْهَت نتنياهو، وخلال الأشهر القليلة القادمة سيجد نتنياهو وحكومته أنفسهم خارج الملاعب السياسية والإنسانية بعد هذه الهزائم القاسية!
729
| 24 يناير 2025
لا شكّ أن حرب غزة، والمستمرّة منذ (15) شهرا، لم تكن نزهة ترفيهية ومجّانية بل كانت رحلة صراع بين الحياة والموت، والبطولة والخنوع، والتحدّي والاستسلام، والنصر والهزيمة، والاستقلال والاحتلال، وهذه المعاني النبيلة ليست من نصيب المنهزمين نفسيا وميدانيا! والمدرسة الفلسطينية المقاومة أثبتت جُرأتها وبسالتها في مواجهة الصهاينة، والاستعداد للشهادة، وهذه الحقائق لا تُنكر إلا من الحاقدين والكارهين لفلسطين وأهلها! إن مقارنة بسيطة بين قدرات «إسرائيل» العسكرية الضخمة وإمكانيات المقاومة الفلسطينية البسيطة تُثبت بأن حَسْم المعركة لصالح «إسرائيل» يُفْتَرض أن يكون خلال شهرين على أعلى التقديرات، وهذا ما لم يحدث بسبب الصمود النادر لغزة وأهلها! وفقدت «إسرائيل» خلال معارك غزة أكثر من (850) عسكريا، عدا خسائرها لمئات المستوطنين والعسكريين في اليوم الأول للطوفان، وقد بلغت تكلفة الحرب «نحو (67.57 مليار دولار) حتى نهاية عام 2024»، وفقا لصحف «إسرائيلية»! وعليه فإن استمرار المقاومة في بطولاتها النادرة جعل قادة الصهاينة في حيرة من أمرهم، ويوم 11 يناير 2025 قال بنيامين نتنياهو إنه يشعر» بالحزن لفقدان أربعة جنود في غزة»! وهذا يعني أن المقاومة لم تستسلم، ولم ترفع الراية البيضاء، رغم مرور عام وثلاثة أشهر على المواجهات! ثم إذا كانت غزة ومقاومتها قد انهزمت فلماذا تَتَوسّل «إسرائيل» لحسم المفاوضات، وتحاول تسجيل نصر وهمي على الفلسطينيين عبر اتّفاق وقف النار الذي تضمّنت فقراته العديد من صور الظفر للمقاومة! وخلال هذه المفاوضات، ورغم التضحيات الكبيرة، أصرّت المقاومة الفلسطينية على غالبية شروطها التفاوضية، وذكر موقع «أكسيوس» الأمريكي بأن «نتنياهو وافق على تنازلات جديدة بشأن الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم»! وأكّدت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين أن اتّفاق وقف إطلاق النار بغزة «سيتضمن الإفراج عن أكثر من ثلاثة آلاف أسير فلسطيني»، فيما أكّدت «حماس» أن» الاتّفاق سيشمل الإفراج عن (250) أسيراً من المحكومين بالمؤبدات، و(400) من ذوي الأحكام العالية». وفي تصريح «سقيم» قال نتنياهو، الثلاثاء الماضي، «نحن ننتظر رَدّ حماس وبعد ذلك يمكننا بدء تنفيذ الاتّفاق على الفور»، وذلك بعد أن تَوعّد بعد «طوفان الأقصى» بالقضاء على حماس! المفاوضات بين المقاومة و»إسرائيل» دليل قطعي على أنها تجري مع رجال الميدان وليس مع رجال الفنادق كما يقول أعداء المقاومة، وكذلك ليس مع الحالمين بالسيطرة على حُكْم غزة بعد سحقها بالآلة الصهيونية! هذا الصمود الفلسطيني لا يكون عبر المواقف الناعمة والهزيمة القلبية والفكرية بل بالحكمة الميدانية والذكاء التفاوضي، وهكذا فإن «إسرائيل» تُواجه رجال المقاومة في الميادين العسكرية والدبلوماسية! وكانت إسرائيل قد أطلقت عشرات الخطط العسكرية خلال الحرب، وجميعها انهارت، وبقيت غزة صامدة أبيّة! نهاية الحرب الحالية في غزة تزامنت مع موجة صراعات حادّة في الداخل الصهيوني، وكانت هنالك دعوات لاستقالة رئيس الأركان «هيرسي هاليفي» من منصبه، عقب تسريب رسالة استقالة نائبه، وتنامي علاقاته المتأزمة مع غالبية «جنرالات الجيش»، وفقا للإعلام الصهيوني! وهكذا يبدو أن هزيمة «إسرائيل» ثَبتت بالتناحر السياسي، وكذلك بالربكة الشعبية داخل المقاطعات الصهيونية المحتلة، والتي أوصلت حكومة نتنياهو إلى مرحلة الانهيار وقبول الكثير من شروط التفاوض لحفظ ماء وجهها بعد أن كانت تتفاوض مع المقاومة من برج شاهق! أظن أن غزة ستبقى، مستقبلا، بيد رجال المقاومة السياسية، وليس بيد غيرهم، وبدليل أن الأطراف المشرفة على المفاوضات عاملت المقاومة و»إسرائيل» بطريقة متساوية! التاريخ والأكاديميات العسكرية الأجنبية والعربية ستسجّل نصر غزة الميداني كواحدة من الملاحم التي لا تنطبق عليها مقاييس المعارك الميدانية! النصر حليف الصبر والإيمان بالقضية وهذا هو السلاح الفلسطيني الأقوى والأشهر!
1107
| 17 يناير 2025
هنالك جملة من القضايا والآراء والمآلات التي لا خلاف عليها بين غالبية العقلاء والحكماء بغض النظر عن دينهم وأصولهم وأفكارهم وأماكنهم ومستوى معيشتهم، وغالبيتها ثوابت، أو مسلَّمات، ثَبتَت بالتجارب الإنسانية، والكتب السماوية، والأفكار البشرية. ومما لا خلاف عليه أن الناس يولدون بأقدار لا يد لهم فيها، فهذا يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، وذاك يولد في أتعس الظروف، وهكذا تختلف أحوال مليارات البشر. ومما لا خلاف عليه أن الناس يتشابهون في احتياجاتهم الضرورية، وإن اختلفت تلك الاحتياجات بحسب أوضاعهم المالية. وأن السياسة الحكيمة تبني الإنسان والدولة، والسياسة الطائشة تسحق الإنسان والدولة. وأن الشمعة الصغيرة يمكن أن تضيء الطريق، وهي في ذات الوقت يمكن أن تحرق الأخضر واليابس. وأن النجاح حليف المثابر العامل، والفشل لصيق الكسول النائم. وأن العدل أساس الملك، وإن اختفى العدل من الأرض لم يَعُد للحياة أي قيمة. وأن الغرور يقتل صاحبه، والتواضع سُلّم النجاح والفلاح. وأن الخبرة تأتي بالعمل والمحاولات المتكررة. وأن رغيف الخبز جزء من حياة الإنسان، وقيمة الخبز في عين الفقراء تختلف عن قيمته في أعين الأغنياء والمترفين. وأن الماء سر الحياة فينبغي الحفاظ عليه من الهدر والتخريب. وأن الصحة نعمة غائبة لا يعرف قيمتها وقدرها إلا من فقدها. وأن الصداقة الصافية نادرة، وهي جزء من مسيرة الإنسان في الحياة. وأن المحبة النقية البعيدة عن المصالح أكبر مكسب للإنسان، لأنها قائمة على الحب الزلال البعيد عن المكاسب. وأن العاقل هو الذي يدبر أمواله بالحكمة فلا يشتري إلا الضروريات ويتجنب الكماليات. وأن الكلمة الطيبة الصافية النقية تعمل العجائب، وتزرع الخير، والحب والجمال بالقلوب والنفوس والأجساد، على خلاف الكلمة الخبيثة والعكرة والماجنة فإنها تنبت الشر والكراهية والقبح بالقلوب والنفوس والأجساد. وأن الكلمة الرقيقة أفضل صدقة تُقدّم للفقير المحتاج. وأن السياحة في الأرض، ولو في الحدائق العامة، راحة للنفس والقلب والجسد. وأن الطعام الصحي الطبيعي البعيد عن الشراهة والطمع يبني النفوس والأجساد معا. وأن النساء قيمة عالية في المجتمع، «ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم». وأن الأطفال، إن حَسُنت تربيتهم، نعمة، ومن واجب الحكومات الصافية، مع الأسرة، تربية الأطفال التربية الصالحة السليمة. وأن السعادة البيتية والمجتمعية قائمة على الود والاحترام والتعاون والتغاضي عن الهفوات البسيطة. وأن الإنسان الحكيم هو الذي يُرتب كلامه في المجالس قبل أن يُسْمح له بالكلام. والعاقل من عَرَف قدر نفسه، ولم يغمط مكانة العلماء والفضلاء وعلية القوم. وأن الخير، كل الخير، والسعادة الكبرى تتمثل في عدم حمل هَمّ ما لم يقع. وأن من عاش بعدة وجوه مات بلا وجه، وليس محسوبا على أحد، إلا مَن أراد الإصلاح والتقريب بين الفرقاء الأنقياء. وأن الغضب باب لكل شر، وعلى العاقل أن يضبط أعصابه قدر الإمكان. وأن التكبر على من تكبر عليك صفة الرجال، والتواضع للناس صفة الأنقياء الأصلاء. وأن الكذب لا يليق بالرجال إلا في الحروب ومع الأعداء. وأن الخير، كل الخير، في قلة الكلام وكثرة الصمت. والسلام على الناس هو بوابة الولوج إلى القلوب والنفوس. وأن النوم نعمة لا تقدر بثمن، وأن نصف حياة غالبية الناس تسحق بالنوم. ولا يعرف قيمة «نعمة النوم» إلا المرضى الذين يتألمون ويتقلبون على فراش العافية. والناس أموات حين نومهم، وأن غالبيتهم راكضون وراء ملذات الدنيا الفانية. وأن حياة الإنسان، مهما طالت، فمصيرها النهاية بالموت المحقق، وأن الموت واحد، وإن تعددت أسبابه.
834
| 10 يناير 2025
مضى العام 2024 بتفاصيله الكبيرة والصغيرة، وأحداثه السعيدة والتعيسة، والوردية والدموية، والناعمة والقاسية، وانقضت أيامه بأحداث دولية وإقليمية مرعبة وغالبيتها مستمرة حتى التوقيت! والوقت، الذي هو مقدار من الزمن، تختلف ساعاته وأيامه وسنواته ومراحله خلال التعايش مع الجمال والحبّ والسعادة، عن الوقت في لحظات وساعات ومراحل البشاعة والكراهية والتعاسة، رغم التشابه العِلْميّ بينهما، وهذا الاختلاف ليس مسألة نفسية فحسب، ولكنه، بالنسبة للخائفين والمرعوبين، مسألة واقعية ذاقوا بأسها وشدتها وثقلها!ولقد كان العام 2024 ثقيلا جدا على الفلسطينيين في غزة وما حولها من المدن والدول العربية! عام مليء بالقتل والدم والخوف والرعب والتهجير، حيث ضربت «إسرائيل» بقدراتها العسكرية المتنوّعة والمتطورة المدنيين العزّل في القطاع، وشملت ضرباتها الأطفال والنساء والحوامل والمرضى وكل من يتحرّك على الأرض! وأعلنت وزارة صحّة غزة، نهاية العام 2024، ارتفاع حصيلة الشهداء إلى (45,541)، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، والإصابات إلى (108,338) منذ السابع من / أكتوبر 2023، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض. فيما أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، أن (12.943) طالبا استُشهدوا و(21.681) أصيبوا خلال العام 2024! واغتال الصهاينة في العام 2024 العديد من قادة المقاومة في غزة وخارجها، وربما، أبرزهم الشهداء: صالح العاروري، وإسماعيل هنية، ويحيى السنوار وغيرهم!وخلال العام 2024 قوّضت «إسرائيل» نظام الرعاية الصّحّيّة شمالي القطاع وفقا لصحّة غزة، وأخرجت عشرات المستشفيات والمراكز الصّحّيّة عن الخدمة، وآخرها مستشفيي كمال عدوان والإندونيسي.وكذلك قتلت (وأعدمت)، لغاية يوم 31/12/2024، أكثر من ألف طبيب وممرّض في القطاع، واعتقلت (350) عنصرا من الكوادر الطبية منذ بداية الطوفان! وحطمت «إسرائيل» غالبية وسائل الحياة الضرورية في القطاع، وبالذات في فصل الشتاء القاسي، وقد توفّي لحد الآن خمسة أطفال نتيجة البرد، وآخرهم في اليوم الأخير من العام 2024! وتحاول «إسرائيل» تنفيذ جرائمها بعيدا عن العالم عبر قتل رجال الإعلام، وقد ارتفع عدد الصحفيين الشهداء، خلال العام 2024، إلى 201 صحفيّ وصحفيّة! وأفاد تقرير للجهاز المركزيّ الفلسطيني للإحصاء بأن عدد سكّان غزة انخفض 6% مع نهاية العام 2024 بسبب «استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية»! ولكثرة الجرائم الصهيونية اضطرّت بعض المنظّمات والدول الغربية لإدانة القسوة «الإسرائيلية، وطالب مقرّرون أمميون، يوم 30/12/2024، بوجوب أن تكون هناك عواقب لانتهاكات «إسرائيل» لأسس القانون الدولي في غزة، واستمرار هجماتها العسكرية وعمليّات التهجير القسري للفلسطينيين! وبالمقابل لا ننسى أن العام 2024، ورغم التضحيات الفلسطينية المرتفعة، فهو عام المقاومة المتميزة، التي عجز الجيش «الإسرائيلي» عن هزيمتها رغم القسوة المفرطة التي استخدمها في الحرب! وهنالك في الداخل «الإسرائيلي» مَن يرى أن العام 2024 كان عام «الإخفاقات المؤلمة التي عانت منها إسرائيل»، وفقا لصحيفة «يسرائيل هيوم»! إن الحرج الكبير الذي وقعت به حكومة بنيامين نتنياهو، والمتمثّل في فشلها بتحرير الأسرى الصهاينة لدى المقاومة الفلسطينية رغم مرور أكثر من (455) يوما منذ بداية «طوفان الأقصى» سبب جملة من المشاكل السياسية والاجتماعية داخل الكيان وخارجه! وأعلنت «إسرائيل»، بداية العام 2025، عن مقتل (891) عسكريا وإصابة 5 آلاف و569 منذ السابع من /أكتوبر 2023، وهذه الأعداد هي الأكبر عند مقارنتها بالخسائر «الإسرائيلية» في كافة حروبها مع الدول العربية! ستسجّل كتب التاريخ أن الشعب الفلسطيني، ورغم الحصار والخناق المالي والعسكري والإعلامي، نجح، وخصوصا في العام 2024، في الصمود أمام «إسرائيل» المدعومة عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا من غالبية الدول الغربية! وهذا هو النصر الكبير لفلسطين وأهلها وللأحرار في العالم!
2307
| 03 يناير 2025
يبدو أن «إسرائيل» تستغلّ الفرص القريبة والبعيدة لتوسعة كيانها على حساب الدول العربية المحيطة بها تنفيذا لسياساتها التوسّعية الاستيطانية. وبعد الأحداث المتسارعة في الاراضي السورية وسقوط نظام بشار الأسد قبل شهر تقريبا، تَوغّل الجيش «الإسرائيلي» عدّة كيلومترات داخل الجولان السوري، وسيطر على موقع «جبل الشيخ» السوري بعد أن غادرته قوات النظام، وفقا لصحيفة «معاريف الإسرائيلية»! وقد صادقت حكومة بنيامين نتنياهو، بالإجماع منتصف كانون الأوّل/ ديسمبر 2024، على خطّة قدّمها نتنياهو، لتعزيز «النموّ السكاني» في مستوطنات الجولان المحتلّ، وبتكلفة تزيد على (11) مليون دولار! وقد أعلن الجيش «الإسرائيلي» مواصلة الاجتياح داخل الأراضي السورية، عند الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي غرب سوريا، وهي منطقة محاذية لهضبة الجولان التي تُسيطر عليها «إسرائيل»، وذلك بعد ساعات معدودة من الإطاحة بنظام الأسد. والمنطقة العازلة بين الطرفين «الإسرائيلي» والسوري تقع تحت سيطرة قوة حفظ النظام التابعة للأمم المتحدة، التي تُعرف باسم «يوندوف»، والتي تُنفّذ دوريات متواصلة في المنطقة العازلة بين المنطقتين الخاضعتين للسيطرة «الإسرائيلية» والسورية. والغريب أن قوّة حفظ النظام بقيّت بالمنطقة الفاصلة رغم الخروقات «الإسرائيلية» ولا ندري ما دورها إن لم تتمكّن من منع «إسرائيل» من اقتحام الأراضي السورية؟ وهل سينتهي عملها في المنطقة لحين نهاية تخويلها السابق يوم 31 كانون الأول/ ديسمبر 2024، وفقا لتخويل الأمم المتّحدة، أم أن المنظّمة الدولية ستُجدّد عملها الذي يُصوّت عليه كل ستّة أشهر؟ والتوغّل الصهيوني أثار سلسلة من الإدانات الأمميّة والدوليّة بسبب انتهاك «إسرائيل» اتّفاق فكّ الاشتباك الموقّع في العام 1974 مع سوريا! ورغم الادانات العربية والغربية للتغلغل «الإسرائيلي» إلا أن حكومة نتنياهو تجاهلت كافّة المناشدات والقرارات الدوليّة واستمرّت في تنفيذ مخطّطاتها الهادفة لتوسيع رقعة الكيان الصهيوني واستغلال الأوضاع الحالية في سوريا! ولم تكتف «إسرائيل» بتعزيز انتشار جيشها في المنطقة العازلة بل شنّ طيرانها عشرات الهجمات الجّوّيّة على أهداف حيوية ودقيقة في عموم المدن السورية! وتهدف «إسرائيل» وفقا لتصريحات مسؤوليها ولبياناتها الرسمية من وراء هذا الاختراق والضربات الى تحقيق جملة أهداف، ربما، من أبرزها: تطبيق خطّة طوارئ لمنع الفصائل المسيطرة على مجريات الأمور السورية من استهداف «إسرائيل» والتجمّعات السكنية في الجولان مستقبلا. توسيع نفوذ «إسرائيل» واحتلالها للمزيد من الأراضي السورية. تحجيم القدرات العسكرية للحكومة السورية الجديدة. منع ظهور جبهة جديدة قد تؤثّر على الحرب في غزة. تشجيع النموّ الديمغرافي في المستوطنات، ومضاعفة عدد السكّان «الإسرائيليين» في المنطقة. السيطرة على موقع «جبل الشيخ» الاستراتيجي، والذي يشرف على لبنان وسوريا والأردن، بارتفاع أكثر من 2800 متر، واستخدامه للمراقبة والردع! جعل المنطقة منزوعة السلاح عبر مطالبة «إسرائيل» الأهالي بتسليم أيّ سلاح لديهم، وكذلك تفجيرها، قبل أيام، لكافّة أنواع الأسلحة التي تركها الجيش السوري بعد انسحابه من المنطقة المحاذية، وغيرها من المكاسب العسكرية والاستخباراتية «الإسرائيلية»! وقد نقل عن نتنياهو قوله بأن «مرتفعات الجولان ستبقى جزءاً من إسرائيل إلى الأبد»! سوريا، قالت الحكومة المؤقتة بزعامة أحمد الشرع بأن «إسرائيل» تستخدم ذرائع واهية لتبرير هجماتها على سوريا، وأن بلاده غير مهتمّة «بالانخراط في صراعات جديدة»، وتركيزهم «على إعادة الإعمار». وللتاريخ نؤكّد بأن المزاعم «الإسرائيلية» بأن هذه «التحركات مؤقتة» هي فخّ وتخدير ومحاولة لخداع الرأي العام العالمي والعربي، وذلك لأن التجارب الماضية أثبتت بأن «إسرائيل» لا تنسحب من أي مكان تُهيمن عليه إلا في حالة الضغوطات العسكرية القاتلة!
885
| 27 ديسمبر 2024
تذكر كتب التاريخ القديم والحديث العديد من السجون المرعبة ومنها سجن الباستيل الفرنسي، وسجن جيتاراما الرواندي، وغوانتانامو الأمريكي، وسجن «أبو غريب الأمريكي» غربي بغداد، وبلاك دولفين الروسي، ولكنها، ورغم بشاعتها، لا تُقارن بسجن «صيدنايا» السوري! وبعد نهاية نظام بشار الأسد، قبل ثلاثة أسابيع تقريبا، تكشفت العديد من الوقائع والحقائق، ولكن الحقيقة المرّة الأكبر تمثّلت بالتفاصيل المخيفة لسجن «صيدنايا» العسكري، الذي بني في العام 1987 على تلّة عند بداية سهل صيدنايا، وعلى بعد (30) كيلومترا شمالي دمشق! والسجن بُني ليكون مجزرة بشرية سرّيّة، ويحتوي على بوابات شبه مخفية، ويتكوّن من بناءين: الأحمر (القديم)، وهو مخصّص لمعارضي النظام السياسيين والأمنيين! والجزء الثاني من السجن هو البناء الأبيض (الجديد)، وهنالك ربط بين البنايتين عبر عدّة بوابات وأنفاق يصعب الوصول إليها إلا بواسطة بوابات مَخفية في الجدران، وبعض الغرف مشفّرة بأرقام سرّيّة لا تُفتح إلا لمَن يمتلكون هذه «الشيفرات السّرّيّة»! وبعض غرف السجن فيها (20) مشنقة، فيما تحوي غرف أخرى على (10) مشانق، وكأننا أمام مقاطع لأفلام رعب صُمّمت بعناية فائقة ولا يمكن حدوثها في الواقع الإنساني! والمذهل أن المحكوم عليهم بالإعدام يُعذّبون لأكثر من ساعتين قبل التنفيذ وكأنهم يستكثرون عليهم الهروب من العذاب عبر بوابات الموت! وهنالك ما تُعرف بغرف الملح الذي يُرش على جثث الموتى الذين قضوا نتيجة التعذيب والإهمال والجوع للحفاظ عليها من التعفن، وذلك لكثرة أعدادهم وافتقار السجن لبرادات كبيرة تستوعب أعداد القتلى، وهم بالعشرات أسبوعيا ! ويعتبر حرق الجثث من الطرق الأخرى المستخدمة للتخلّص من جثث المعدومين وفقا لوثائق استخباراتية أمريكية رُفعت عنها السّرّيّة في مايو/ أيّار 2017! والوحشية التي تملأ أركان السجن المخيف دفعت «منظمة العفو الدولية» لإطلاق وصف «المسلخ البشري»، على «صيدنايا» قبل سنوات، ووصفه بأنه السجن الذي «تذبح فيه الدولة السورية شعبها بهدوء»! وتابع العالم، ولأكثر من (72) ساعة، عمليات البحث عن مداخل السجن لإنقاذ (400) سجين يمكن رؤيتهم عبر كاميرات المراقبة ولكن لا أحد يعرف كيف يمكن الدخول إلى غرف الاحتجاز السّرّيّة، وقال الدفاع المدني السوري بعدها بأنه تَمكّن، وبعد عناء طويل، من تحرير كافة المعتقلين! وقد رأينا الكثير من السجناء شبه مجانين حينما يتحدّثون، وبعضهم بالكاد يعرف اسمه، ولا يعرف أيّ اسم آخر من عائلته، ولا مدينته. ونسبة، ليست قليلة، منهم يعانون من فقدان للذاكرة، وخوف من الناس نتيجة الرعب والجحيم الذي عاشوه لسنوات لا أحد يعرف عددها ومأساتها إلا من عاشها لحظة بلحظة! والغريب أن المئات من عوائل السجناء قد أُبلغوا من قبل السلطات بأن ذويهم قد ماتوا ودفنوا ولكنهم ظهروا أحياء في السجون المنتشرة في غالبية المدن! وكشف «فضل عبد الغني» مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بأن غالبية المعتقلين المختفين قسرياً في سجون النظام متوفون، وفقا لبيانات دوائر النفوس! هكذا هي الأنظمة الدكتاتورية تتفن في بناء السجون، وتهمل المرافق الخدمية والإنسانية الضرورية لحماية الناس وصحتهم وأمنهم! الحديث عن هذا المعتقل السيئ الصيت يحتاج لدراسات مكثّفة وبحوث عميقة، وأفلام وثائقية وسينمائية وذلك لبشاعة وهول الاجرام والوحشية والهمجية والشراسة والبشاعة والبربرية والقسوة التي مُورست على السجناء! مآسي نظام «الأسد» ستُنقش في الذاكرة الإنسانية، وهي تؤكّد أن محن سجن «صيدنايا» دليل على همجية النظام، ولكنها، ورغم بشاعتها، هُزِمت وبقيت إرادة الشعوب أقوى، وهي التي وقفت على التلّ لتقول للعالم إن الشرّ، مهما علا وتطاول، فإنه سيُهزم أمام الخير وإن بدا ضعيفا وهشّا في مرحلة ما!
678
| 20 ديسمبر 2024
تُعد المنتديات السياسية والفكرية والثقافية منصات علمية وأدبية لمواجهة التحديات، وتلاقح الأفكار والآراء، وتشجيع سياسات التناصح، وتبادل الرؤى والتجارب الإنسانية لمواجهة الصعوبات المركبة التي تحيط بالإنسان والدول. وتبرز مكانة المنتديات في تصميمها لسياسات الحاضر ورسمها لمخططات المستقبل، وطرحها للحلول العملية لغالبية المشاكل الدولية وتعزيز الترابط بين الدول، والسعي لبناء الإنسان، ومحاربة الحروب والفقر وسياسات تخريب الوعي الإنساني! وتعتبر المنتديات، ومنها «منتدى الدوحة» الذي تأسس في العام 2000، ميادين وواحات ومنابر للقاء كبار قادة العالم من السياسيين والمفكرين والمثقفين، ولقراءة الأحداث الدولية والتفاهم والعمل لخير الإنسانية عبر سياسات قائمة على العدل والسلام والمحبة! وبناءً على ذلك، وتحت شعار «حتمية التغيير» افتتح صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يوم 7/12/2024، أعمال «منتدى الدوحة» في نسخته الـ22، وبحضور مميز ولافت لعدد من الرؤساء والمسؤولين العرب والأجانب. وقد تزامنت أعمال المنتدى مع جملة أحداث محورية وهامة، حيث إنه عقد بعد أسبوع من انتهاء قمة مجلس التعاون الخليجي، وبعد عام وشهرين تقريبا من المعارك المستمرة في غزة، وكذلك بالتزامن مع الأحداث المتسارعة والمفاجئة في سوريا، وسيطرة الفصائل المسلحة على غالبية مفاصل الدولة، حين انعقاد المنتدى، عدا العاصمة دمشق! ومَن يتابع الأوضاع الإقليمية سيتيقن بأن الشرق الأوسط عموما، ومنطقتنا بالأخص في مواجهة حالة مخاض قد تكون مليئة بالمفاجآت الجوهرية والتحولات العالية! ومنتدى الدوحة، الذي استمر ليومين، يُعدّ أرضية متينة لخفض التوتر الإقليمي والعالمي في ظل المخاوف الدولية من احتمالية تطور الصراع الروسي الأوكراني إلى حرب كونية ثالثة! وكانت كلمة معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية خلال افتتاح المنتدى واضحة ومفصلية حيث أكد أن ما تشهده غزة هو دوامة عنيفة وأزمة إنسانية غير مسبوقة، وينبغي «ابتكار أساليب جديدة لإنهاء العنف والتأسيس لسلام مستدام»! وكشف بأن الخلافات بين «إسرائيل» وحركة (حماس) ليست جوهرية، وأن «قطر تتعاون مع الإدارة الأمريكية لوقف إطلاق النار في غزة». إن «حتمية التغيير» ضرورة ملحة وخصوصا مع استمرار دوامة العنف في غزة، وتداعياتها التي وصلت إلى لبنان وسوريا، وربما، ستصل لبلدان أخرى! ولذلك التقى، وعلى هامش أعمال المنتدى، وزراء خارجية دول مسار أستانا (روسيا وتركيا وإيران)، ومصر والسعودية وقطر والعراق والأردن لمناقشة التطورات السورية. وشدد بيانهم الختامي على أن استمرار الأزمة السورية تطور خطير على البلاد والأمن الإقليمي والدولي، وتستوجب السعي لحلّ سياسي يوقف العمليات العسكرية تمهيدا لإطلاق عملية سياسية جامعة! وتوافق المجتمعون على «حفظ وحدة سوريا، وحمايتها من الفوضى والإرهاب». ونسخة «منتدى الدوحة» لهذا العام، وبحسب «مها الكواري» مديرة المنتدى، شهدت مشاركة أكثر من (300) متحدث، بينهم سبعة رؤساء دول، و(15) وزير خارجية، وسبعة رؤساء حكومات، من بين (4500) مشارك من أكثر من (150) دولة. إن زراعة روح التفاهم، وفتح الآفاق السلمية بعيدا عن الحروب تُعتبر من أهم منطلقات الوصول إلى الحلول العادلة والجذرية للمشاكل بين الدول بعيدا عن التسلط والهمجية القائمة على منطق القوة والترهيب! وحتمية التغيير تأتي من النوايا الصافية، والمصداقية في التعامل السياسي، والعمل الجاد لتحقيق المصالح الإنسانية، والابتعاد عن سياسات التسلط والقتل والدم والإرهاب والاستخفاف بالإنسان وحاضره ومستقبله! «منتدى الدوحة» واحة إنسانية شامخة لتأسيس «شرق أوسط» آمن ومطمئن، وقائم على الأعراف والقوانين الدولية واحترام سيادة الدول والابتعاد عن التدخل في شؤونها، والحفاظ على الإنسان والبيئة، والعيش المشترك على أرض خالية من القلق والإرهاب.
618
| 13 ديسمبر 2024
ليس غريباً ارتباط اسم غزة بالصراعات الكبرى والحروب العالمية، حيث كانت قلعة للصمود خلال المعارك الضارية ضد القوات البريطانية نهاية آذار/مارس 1917، ومثّلت حينها فشلا ذريعا لقوات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى. وهذا التاريخ الفلسطيني المشرِّف العريق يُكتب ثانية في أرض غزة المباركة، ونحاول هنا بيان الترابط بين غزة والحرب العالمية الثانية (1939ـ 1945). يتمثّل التشابه بين طوفان غزة (الأقصى) والحرب العالمية الثانية بسحق الإنسان، وتدمير الحياة، وكمية المتفجرات المستخدمة في كلتا الحربين، رغم أن الأولى معركة كونية كبرى والثانية إقليمية محدودة. ومنذ عام وخمسة أسابيع تتوالى معارك المقاومة الفلسطينية في غزة، وهذه الصور الملحمية تتجاوز الحسابات العسكرية العالمية لندرتها وقدرتها على الصمود رغم الصعوبات الميدانية!. وقد كشف تقرير لسلطة جودة البيئة الفلسطينية بداية تشرين الثاني/نوفمبر 2024 عن أن الجيش «الإسرائيلي» أسقط أكثر من (85) ألف طنّ من القنابل، بما فيها قنابل الفوسفور الأبيض، على غزة منذ أكتوبر 2023، وهذه القنابل «تتجاوز ما تمّ إسقاطه خلال الحرب العالمية الثانية»!. وبعدها بأسبوع أكد خبراء الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن قطاع غزة يعيش أقسى أزمة إنسانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وأصبح أرضاً قاحلة مملوءة بالأنقاض والأشلاء البشرية!. وفي اليوم الأخير من العام 2023 شَبَّهت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، دمار غزة بما حدث في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية. وقال مُقرِّر الأمم المتحدة المعني «بالحق في السكن اللائق»، بالاكريشنان راجاجوبال، في الخامس من آذار/مارس 2024 إن حجم وشدّة الدمار في غزة «أسوأ بكثير ممّا حدث في حلب وماريوبول وروتردام خلال الحرب العالمية الثانية»!. وهذه الحقائق المؤلمة أكدت بعضها صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، بداية كانون الأول/ديسمبر 2023، حيث بيَّنت أن نسبة 60 % من مناطق شمالي غزة الحضرية دُمّرت بالكامل، وبما يفوق، ربما، حجم الدمار الذي شهدته مدن أوروبية كبرى إبان الحرب العالمية الثانية!. فيما وصف مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، يوم 11/11/2023، الدمار في غزة بأنه أكبر نسبيا ممّا شهدته ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية، وهذا الجانب المرعب أكده السيناتور الأمريكي الجمهوري بيرني ساندرز، منتصف كانون الثاني/ يناير 2024، حيث قال إن أزمة غزة الإنسانية «أسوأ» ممّا حدث في مدينة دريسدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية. وأكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة الفلسطينيين، الأونروا، يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 أن غزة تشهد منذ أكتوبر 2023، أعنف قصف واستهداف للمدنيين منذ الحرب العالمية الثانية!. وهذه دلائل قطعية ومن مصادر أجنبية تؤكد حجم الدمار الذي لحق بغزة وأهلها!. وهكذا يبدو أن غزة قررت الصمود رغم ارتفاع فاتورة تضحياتها إلى 44 ألفا و330 شهيدا، و104 آلاف و933 مصابا! وبهذا يتضح بعض المعاناة المريرة لأهالي غزة في صمودهم وسط النيران والحصار الاقتصادي المستمر على شمالي القطاع منذ أكثر من شهرين، وهذه براهين جازمة على أنها حرب إبادة مقصودة ومرفوضة ومخالفة للقوانين الدولية الإنسانية!. حقيقة من المذهل أن نرى هذا الصمود الأسطوري. فكيف يمكن لبضعة مئات من المقاتلين الغزّيين الصبر والصمود ومواصلة القتال أمام جيش يمتلك قدرات موازية لقدرات دول عظمى، ورغم ذلك لم ترفع المقاومة «الراية البيضاء»، وهي صابرة وعاملة في الميدان بأساليب مُتجددة، وبقدرات محلية بسيطة ولكنها صلبة برجالها وعدالة قضيتها. يبدو أن قَدَر «غزة هاشم» قد رَبط اسمها بالعديد من المعاني النبيلة ومنها المقاومة والصبر والتلاحم والتكاتف وتحدي الصعاب والهلع والمخاوف. رغم النوازل نقول: هنيئا لغزة صمودها النادر والأصيل.
1149
| 06 ديسمبر 2024
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية يوم 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت!. وكشفت المحكمة عن أن هناك «أسبابا منطقية» للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، وأنهما «أشرفا على هجمات على السكان المدنيين»، وأن تلك الجرائم تشمل «القتل والاضطهاد وغيرهما واستخدام التجويع سلاح حرب»!. وسبق لوزارة الصحة في قطاع غزة المحاصر أن كشفت عن أن حصيلة الحرب «الإسرائيلية» على القطاع ارتفعت إلى (44056) قتيلا، وأن عدد الجرحى ارتفع إلى (104268) منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى الآن. دبلوماسيا أعلنت العديد من الدول ترحيبها بقرار الاعتقال واستعدادها لتنفيذ مذكرة الاعتقال بحق نتنياهو، وأبرز هذه الدول هي الصين وأيرلندا، سلوفينيا، وإيطاليا، وكندا، وبريطانيا، وفرنسا، وهولندا، وسويسرا، وقبرص، وبلجيكا، وإسبانيا، والنرويج وغيرها. وكشفت هيئة البث «الإسرائيلية»، أن أكثر من (120) دولة عضواً في المحكمة الجنائية الدولية لن يتمكن نتنياهو وغالانت من زيارتها. والعجيب أن المواقف الأمريكية من مذكرة اعتقال نتنياهو والمذكرات السابقة للمحكمة الدولية ظهرت متناقضة لدرجة مخجلة، حيث أكدت واشنطن على وجوب احترام قرارات المحكمة وتنفيذها حينما تعلق الأمر بالرئيس السوداني عمر البشير، وكذلك رحبت بالقرار ودعمته حينما تعلق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أما بخصوص نتنياهو فقد أكدت واشنطن أنها ترفض «القرار رفضا قاطعا، والمحكمة لا تتمتع بولاية قضائية والتحقيق الجنائي شابته أخطاء مقلقة»! ورغم بعض المواقف المنحازة «لإسرائيل» فإن هذه المذكرة هي من أقوى الضربات القانونية والدبلوماسية والسياسية لرفض الإرهاب الصهيوني النتنياهو، والذي وصل لدرجات لا يَلتفت فيها نتنياهو لأدنى درجات التعامل الإنساني والقانوني في انتقامه من المدنيين العزل في غزة!. وقد اعتبر جوليان بورغر، كبير مراسلي صحيفة الغارديان البريطانية للشؤون الدولية، مذكرة التوقيف بأنها «زلزال» هزّ الساحات القانونية العالمية، «إذ إنها المرة الأولى التي توجه فيها هيئة قضائية دولية اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لحليف غربي من دولة ديمقراطية حديثة»! وداخليا جاء في مقال نشرته صحيفة هآرتس «الإسرائيلية» بأنه على نتنياهو ألا يلوم إلا نفسه على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الدولية بحقه هو ووزير الدفاع السابق غالانت، ولكن «مثلما كان متوقعا، أخذ رجل المبادئ يلوم معاداة السامية ويتذرع بها لتجنب مسؤولية أفعاله»! نتنياهو المطارد قضائيا والمطرود دبلوماسيا يعاني حاليا من عشرات النكبات ليس في الميادين الفلسطينية واللبنانية بل في الداخل «الإسرائيلي». وهنالك الآن جملة من المشاكل الداخلية المعقدة، وأبرزها تظاهرات عوائل الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، ومشاكله المعقدة مع اليهود «الحريديم» والمسيحيين والمعارضة السياسية والعسكرية التي ستطيح بحكومته في أقرب الفرص، وكذلك المشاكل الاجتماعية، ومنها تنامي العنصرية وجرائم المخدرات والاغتصاب وغير ذلك من المعضلات!. وهكذا أعتقد أن أرواح الشهداء لم تذهب هباء، وها هي اليوم تحاصر نتنياهو في الأرجاء، وكأنها تخنقه وتفترسه من هول الجرائم التي ارتكبها. فهل سيبقى نتنياهو يكابر أم أن مصيره الزوال والبقاء في دهاليز الخوف والرعب من الملاحقات القانونية الخارجية والداخلية؟ هذه الخطوة القانونية التاريخية لا تتعلق بقبول، أو رفض نتنياهو للقرار لأنه يحاول، رغم الصدمة الكبرى بالقرار، التعالي على الواقع والقوانين الدولية والإنسانية وكأنه «القائد الذي لا يقهر»!. إن الترحيب الدولي والعربي بالقرار يؤكد الرفض العالمي للجرائم الصهيونية في غزة، ودليل قاطع على حق الشعب الفلسطيني في الأرض والحرية والحياة. القرار بداية لمرحلة العزلة الصهيونية العالمية، وبالمقابل هو البداية الصلبة لدعم القضية الفلسطينية المشروعة وإنصافها.
429
| 29 نوفمبر 2024
هنالك العديد من أنواع القنابل الكبيرة والصغيرة، والمسموح بها في الحروب والمحرمة دوليا، وهنالك كذلك القنابل السياسية والشعبية، التي يفوق مفعولها القنابل التقليدية المعروفة للجميع! وخلال الأسبوع الماضي، وبعد (13) شهرا من «طوفان الأقصى»، كان العالم، وخصوصا الشرق الأوسط، في حالة غليان سياسي وعسكري! وتعاني أجزاء واسعة من الشرق الأوسط من انتشار نيران حرب إقليمية مصغرة بين «إسرائيل» من جهة وغزة، وحزب الله اللبناني، وإيران، والفصائل المسلحة في العراق وسوريا واليمن من جهة أخرى! ومع الترقب الصهيوني، منذ أسابيع، للرد الإيراني، والترقب الإيراني، بالمقابل، لضربات «إسرائيلية» استباقية جديدة عليها، وأيضا احتمالية توجيه ضربات «أمريكية – إسرائيلية» ضد الفصائل المسلحة العراقية التي توجه ضربات شبه يومية لأهداف صهيونية، وكذلك عشية الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الخامس من الشهر الحالي فُجِّرَت قنبلة كبيرة في الكابينة الوزارية الصهيونية وذلك بإقالة بنيامين نتنياهو لوزير دفاعه «يوآف غالانت» لخلافاتهما القديمة ولفقدان الثقة بينهما! وهذه الخطوة جاءت بعد ساعات من تسريب وثائق ومستندات تتعلق بالمؤسستين الأمنية والسياسية الصهيونية لبعض وسائل الإعلام! وتعتبر اقالة «غالانت» ضربة كبيرة ليس فقط لنتنياهو بل لعموم المؤسسة العسكرية «الإسرائيلية»! والظاهر أن الخلافات الحكومية مركبة، وبالذات فيما يخص معارضة «غالانت» لبقاء الجيش الصهيوني داخل غزة، وضرورة حسم ملف الأسرى الصهاينة لدى المقاومة الفلسطينية وأخيرا قضية إيقاف نتنياهو لتجنيد أكثر من سبعة آلاف متدين يهودي من «الحريديم»، وخصوصا مع أزمة التجنيد الخانقة نتيجة للخسائر الفادحة، المسكوت عن غالبيتها إعلاميا، في غزة ولبنان! وعَيّن نتنياهو وزير خارجيته «يسرائيل كاتس» البعيد عن المؤسسة العسكرية بمنصب وزير الدفاع، وقد أشاد نتنياهو «بحزمه ووضوح قراراته»، واصفا إياه بـ «البلدوزر»! وقال «كاتس» بإن من أهم أهدافه «تدمير حماس»! فكيف يريدون «تدمير حماس»، فيما أكد العديد من القادة الصهاينة مرارا بأنهم دمروها، وحاليا هُم يتفاوضون مع قادتها، ولو بطريقة غير مباشرة؟ إن اقالة الرجل الثاني في الحكومة، والضابط الذي تدرج في المناصب، دليل كبير على عمق الخلافات في كيفية التعامل مع الملفات الميدانية والسياسية والتفاوضية مع غزة، وبالذات بعد فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات مع «حماس» والمتعلقة بالأسرى وإدارة غزة بعد الحرب! قرار اقالة «غالانت» وجد معارضة في الداخل الصهيوني، وبالذات من عوائل الأسرى الصهاينة، كونهم اعتبروا هذه الخطوة بداية النهاية لحلمهم بعودة أبنائهم من الأسر، وبالذات في ظل الإصرار الصهيوني على سياسة حرق أرض غزة بكافة القدرات الجوية والصاروخية! ويواجه «نتنياهو» مجددا بوادر لربيع «إسرائيلي» ضد سياسات حكومته الهمجية، ولهذا اضطرت قوات الأمن لمواجهة الاحتجاجات بعموم المدن المحتلة بالنيران والاعتقالات! المؤكد حاليا بأن نتنياهو تورط بإقالة وزير دفاعه، وربما، قراره يُعَد نقطة الصعود نحو ربيع شعبي داخل «إسرائيل»، وكذلك نقطة الانحدار نحو هاوية نهاية نتنياهو، وحكومته! هذه الربكة الداخلية فضلا عن معضلات تكلفة الحرب في غزة ولبنان والخسائر الاقتصادية الباهظة وتوقف الملاحة الجوية مرارا، وآخرها توقف مطار بن غوريون لسقوط صاروخ بداخله، وكذلك النقمة السياسية الخارجية جميعها قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة! الكيان «الإسرائيلي» مقبل على مرحلة حاسمة بسبب وحشية نتياهو، قد تمهد طريق «غالانت» لتشكيل الحكومة المقبلة! «إسرائيل» تترقب انفجار القنابل الموقوتة وانطلاق البلدوزرات الشعبية التي ستغير الكثير الوقائع والقرارات في الأراضي المحتلة وخارجها! وجميع هذه القنابل داخل الكابينة الحكومية الصهيونية وخارجها جزء من ثمار «طوفان الأقصى» الذي أدخل الرعب في قلوب المجرمين، والفرقة في عقول السياسيين!
654
| 10 نوفمبر 2024
هنالك الكثير من الأشخاص الذين اقترن ذكرهم بالبطولة والتحدي، وهذا الكلام في عصرنا الحالي يتمثل بالمهاتما غاندي، والأمير عبد القادر الجزائري، والشهيد عمر المختار، والقائد جيفارا، والمجاهد عبد القادر الحسيني، والشهيد أحمد ياسين وغيرهم. وبعد طوفان الأقصى اقترن اسم الشهيد يحيى السنوار بالطوفان، والتحدي، والاستخفاف بالعدو حتى اللحظات الأخيرة، وفي أحرج الظروف والمواقف! والسنوار صار أيقونة عالمية ولم يعد «مجرد» رمز فلسطيني، بل هو اليوم مثالا لتحدي الكراهية والخراب والاحتلال، وربما، هو من أكثر الأسماء بحثا في الشبكة العنكبوتية! ولد السنوار في عام 1962 واستشهد صامدا متحديا في عام 2024، بعد أن تسنم رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس منذ 6 آب/ أغسطس 2024 وبعد اغتيال الشهيد إسماعيل هنية! مَنْ كان يتصوّر أن السنوار المحكوم في العام 1989م بأربعة أحكام بالسجن مدى الحياة، و(25) عاما أخرى، سيكون هو الضارب لكيان الصهاينة وحكومة نتنياهو، والزارع للخوف في أرجاء الأراضي المحتلة؟ بقي السنوار أسيرا لأكثر من (22) عاما في السجون الصهيونية، وخلال صفقة إطلاق سراح الجندي الصهيوني جلعاد شاليط المحتجز لدى المقاومة الفلسطينية، في العام 2011، أُطلق سراحه بتلك الصفقة التي شملت أكثر من ألف أسير! وتجربة السجن المريرة كانت متنوعة ومثمرة بالنسبة للسنوار، فقد كان صديقا لجميع الأسرى، ورفيقا صادقا لرفاق الخارج، ولم ينس نصيبه من القراءة وتطوير الذات! والسنوار كان قائدا وأديبا، وكتب روايته «الشوك والقرنفل» خلف قضبان الاحتلال! ويقول معلق الشؤون العربية في إذاعة الجيش الصهيوني «جاكي خوجي» بمقال في صحيفة موقع «معاريف» بان «السنوار، وخلال 22 عاما في الأسر، ألَّف ثلاثة كتب». والذي يعنينا رواية «الشوك والقرنفل»، التي كتبها في ظروف استثنائية، وهي من الأدب المصوِّر للواقع، والهادف لزرع الأمل واستمرار التحدي للمحتل! والرواية يصنفها بعض النقاد بأنها من كتابات السيرة الذاتية، وهي تصوّر عائلة فلسطينية عاشت (35) عاما في مخيم الشاطئ بالقطاع، وربما، هي عائلة السنوار، أو إشارة لأي بيت فلسطيني في ظل الظروف المتشابهة وقساوة الاحتلال والضياع! وتُظْهِر الرواية، عبر الشباب الخمسة داخل تلك العائلة، التنوع الفكري للفلسطينيين! ويُبين «الأم» بأنها الخيمة والمدبرة لشؤون العائلة، بعد أن فُقِدَ الأب في حرب عام 1967! وهذه دلالة واضحة على مكانة الأم الفلسطينية التي وقفت وضحت وناضلت، منذ عقود، لبناء الإنسان، وعمارة البيوت رغم الاحتلال وهمجيته وعدوانيته! ونحن هنا لا نريد نقد الرواية ولكن نسلط الضوء على السنوار الإنسان، والقائد المليء بالصبر والصمود والتحدي، والأمل رغم الظروف المليئة بالظلم والاضطهاد وراء القضبان! ثم لماذا هذا العنوان: «الشوك والقرنفل»؟ والشوك في قواميس اللغة هو «ما يَخْرُجُ من الشَّجَر، أو النَّباتِ دقيقًا صُلْبًا محدَّد الرَّأْس كالإبر». وهنالك العديد من الكلمات المرادفة لكلمة «شوك» ومنها: البَأْس، والشَكِيمَة، والشِدَّة، والصَرِيمة، والقُدْرَة، والقُوَّة، والمَنَعَة، والمُكْنَة! فهل كان يقصد «بالشوك» الصمود والثبات بوجه الاحتلال، أم أراد أن يكشف همجية الاحتلال ومآسيه بحق الفلسطينيين داخل المعتقلات وخارجها؟ ولفظة قَرَنْفُل، مفرد قَرَنْفُلَة: جنس أزهار مشهورة، وأنواعه عديدة، وجميعها زراعيّة تزيينية، وأزهارها جميلة الشَّكل تاجيّة الارتكاز عطرية. ومرادفات كلمة (قرنفل)، ربما، كل ما يتعلق بالورود والأزهار والأمل والحب والحياة والحرية والنور والسلام! وحتما أراد السنوار الجمع بين المتناقضات: الحرية والأسر، والتحرير والاحتلال، والسلام والحرب، والبداية والنهاية، والنور والظلام، والسعادة والتعاسة، والحياة والموت، والشوك والقرنفل! رحم الله السنوار الشهيد والمجاهد والمناضل ورمز البطولة والأديب والإنسان النقي، والذي سيبقى اسمه منقوشا في ذاكرة الأعداء قبل الأصدقاء!
930
| 01 نوفمبر 2024
تؤكد العديد من المؤسسات العربية المتخصصة بالطفولة أن مرحلة الطفولة هي المرحلة التي يمرّ بها الكائن البشري منذ ميلاده وحتى سن الثانية عشرة. وتعدّ الطفولة من أهم مراحل الحياة الإنسانية، حيث يكتسب فيها الأطفال العادات والمهارات العقلية والاجتماعية والعرفية التي تلازمهم طيلة حياتهم. والأطفال هم ربيع الأرض، وزهور المجتمع، ومطر البساتين، وينابيع الفرح والسرور، وهم الأرض الخصبة للسعادة والفرح والبهجة، وهم في ذات الوقت أضعف المخلوقات الإنسانية، وبالذات في أوقات الأزمات ومنها الحروب والتهجير والفيضانات وغير ذلك. وتؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» أنه يحق لجميع الأطفال أن يتمتعوا بالحماية من العنف، ويفترض العمل من أجل حمايتهم في الحروب. ومع هذه التناقضات الإنسانية والقانونية على كوكبنا نحاول تسليط بعض الضوء على واقع أطفال غزة بعد عام من الحرب الانتقامية التي يشنها الكيان الصهيوني ضد أهالي غزة عموما والأطفال خصوصا!. فبينما ينعم أطفال غالبية دول العالم بالدفء والحنان والتعليم يصارع أطفال غزة الحياة، وهم يعانون من قساوة البرد، وفقدان حنان الأمهات وسط غياب تام للقطاع التعليمي والصحي والخدمي!. إن براءة الأطفال القائمة على الحب والصفاء وفطرة الوفاء والضحك واللعب جميعها نُحِرت في غزة، ويحاول نتنياهو بالمقابل أن يتباكى بسبب بضعة صواريخ سقطت على بعض المقاطعات المحتلة وكأن أطفال الصهاينة من جنس بشري نادر، وأطفال غزة ليسوا من البشر!. وخلال العام الماضي ارتكبت «إسرائيل» مئات عمليات القنص والإعدام لأطفال غزة وكأنهم جنود في ميادين القتال!. وسبق لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن قالت في تشرين الأول/ أكتوبر 2024 بأن (65) من العاملين الصحيين الأمريكيين الذين يعملون في غزة زوّدوا الصحيفة بأكثر من (160) صورة وفيديو، وشرحوا أوضاع الأطفال الذين أصيبوا بطلقات نارية في رؤوسهم أو صدورهم. وبداية شهر شباط/ فبراير 2024 قالت صحيفة هآرتس الصهيونية إن (11) ألفا و(500) طفل قتلوا في غزة!. وأعلن الجهاز الفلسطيني المركزي للإحصاء، في الرابع من نيسان/ أبريل 2024 أن القوات «الإسرائيلية» تقتل نحو أربعة أطفال كل ساعة في غزة!. فيما كشف «فيليب لازاريني»، المفوض العام لوكالة «غوث»، عن أن عدد الأطفال الذين قتلوا بسبب الحرب المستمرة في غزة يفوق عددهم المسجل على مدى أربعة أعوام من النزاعات في العالم!. وأظهرت الأمم المتحدة أن (12) ألفا و(193) طفلا قتلوا في نزاعات حول العالم بين العامين 2019 و2022!. وخلال (11) شهرا من الحرب، ارتفع عدد ضحايا الهجمات «الإسرائيلية» من الأطفال إلى (16) ألفا و(456) قتيلا، وآلاف المصابين، بحسب حكومة غزة. وهكذا تستمر مأساة أطفال غزة، ولا أحد يعرف على وجه التحديد كم هي أعداد الضحايا من الأطفال بعد عام من الهجمات الصهيونية الانتقامية على غزة. وحاليا ترتكب «إسرائيل» أكبر جريمة تهجير في التاريخ الحديث من شمال غزة نحو المجهول وقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، الأسبوع الماضي، بمقطع يظهر طفلة غزّية نازحة وهي تحمل شقيقتها المصابة لأكثر من كيلومترين لتلتحق بعائلتهما وهي حافية القدمين وتحت أشعة الشمس الحارقة!. فأين الضمير الإنساني مما يجري لأطفال غزة أم أن العالم الغربي لا يسمع ولا يرى حينما يتعلق الأمر بجرائم «إسرائيل»؟ ومن الفقرات المهمة المتعلقة بالمجرمين أكدت منظمة « اليونيسيف» على ضرورة «إخضاع مرتكبي الجرائم ضد الأطفال للمساءلة»؛ وعليه ينبغي على المجتمع الدولي تقديم نتنياهو لمحكمة دولية لارتكابه مئات الجرائم بحق الفلسطينيين عموما، وأطفال غزة خصوصا! فمتى سيحاكم نتنياهو وكيانه لتحقيق بعض العدالة على الأرض؟
510
| 27 أكتوبر 2024
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم...
8649
| 09 أكتوبر 2025
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة...
6909
| 06 أكتوبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...
4818
| 05 أكتوبر 2025
في زمن تتسابق فيه الأمم على رقمنة ذاكرتها...
2226
| 07 أكتوبر 2025
لم يكن الإنسان يوماً عنصراً مكمّلاً في معادلة...
1671
| 08 أكتوبر 2025
قبل كل شيء.. شكراً سمو الأمير المفدى وإن...
1554
| 08 أكتوبر 2025
مع دخول خطة وقف إطلاق النار حيز التنفيذ،...
1518
| 10 أكتوبر 2025
في السنوات الأخيرة، تصاعدت التحذيرات الدولية بشأن المخاطر...
1083
| 09 أكتوبر 2025
في الوقت الذي كان العالم يترقب رد حركة...
1056
| 05 أكتوبر 2025
حين نسمع كلمة «سمعة الشركة»، يتبادر إلى الأذهان...
930
| 10 أكتوبر 2025
التوطين بحاجة لمراجعة القوانين في القطــــاع الخـــــاص.. هل...
918
| 05 أكتوبر 2025
سنغافورة بلد آسيوي وضع له تعليماً خاصاً يليق...
909
| 09 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية