رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
هبطت على سطح المريخ ليلة 26 من نوفمبر الجاري المركبة الفضائية إنسايت (InSight)، وهو اختصار لـ: الاستكشاف الباطني باستخدام التقصي الزلزالي والجيوديسي والنقل الحراري. استغرقت المركبة الفضائية إنسايت نحو ستة أشهر لكي تصل وتهبط على سطح المريخ كما كان متوقعًا، قاطعة مسافة 485 مليون كيلومتر، وكانت المركبة الفضائية إنسايت قد أُطلقت في 5 من مايو الماضي من قاعدة فاندنبرغ الجوية. وتُعدُّ مهمة المركبة الفضائية إنسايت جزءاً من برنامج Discovery Program التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا. وتعتبر دراسة التركيب الداخلي لكوكب المريخ هي المهمة الرئيسة لإنسايت والتي ستؤدي بدورها إلى فهم كيفية تشكل وتطور الكواكب الصخرية في مجموعتنا الشمسية ومنها كوكب الأرض، ولانجاز تلك الدراسة تم تزويد المركبة إنسايت بجهازين رئيسيين أحدهما مسبار حراري والآخر جهاز لقياس الزلازل ذات الحساسية العالية. وكانت المركبة إنسايت قد أُطلقت في 5 مايو الماضي محمولة على متن الصاروخ أطلسV-401K، وذلك من قاعدة فاندنبرغ الجوية بكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث اخترقت الغلاف الجوي للمريخ بزاوية 12 درجة، وفي زمن قدره ست دقائق، بعدها هبطت على سطح المريخ في سهل مسطح يسمى إليسيوم بلانيتيا، وهذا المكان سيسهل على إنسايت دراسة الجزء الداخلي لكوكب المريخ. وستقوم إنسايت بإنجاز مهمتها العلمية باستخدام مسبار حراري للحفر، إضافة إلى مجموعة أخرى من أجهزة قياس النشاط الزلزالي فائق الحساسية على سطح المريخ، وهذا سيساعد في فهم البنية والتكوين الداخلي للمريخ؛ حيث ستوفر معلومات مهمة وجديدة عن باطن المريخ. وتستفيد بعثة إنسايت من شراكة دولية واسعة حيث قدم مركز الفضاء الألماني معدات المسبار المسئولة عن قياس تدفق الحرارة بالإضافة إلى الخصائص الفيزيائية للتركيب الداخلي للمريخ؛ وهو يسمى بالمسمار ذاتي الطرق، ويستطيع الجهاز الحفر حتى عمق 5 أمتار أسفل السطح لقياس مقدار الحرارة الآتية من مركز المريخ. كما قام معهد علوم فيزياء الأرض بباريس مدعومًا من وكالة الفضاء الفرنسية (CNES) مع مساهمة من قبل المعهد التقني الفدرالي السويسري (ETH) بصنع جهاز لقياس الزلازل على سطح المريخ، وهو عبارة عن مجس واسع النطاق سوف يأخذ قياسات دقيقة للهزات الأرضية والتفاعلات الباطنية الأخرى، بالإضافة إلى الكشف عن مصادر إثارة الغلاف الجوي للمريخ وقوى المد والجزر الناشئة من فوبوس. كذلك ساهم كل من معهد ماكس بلانك بألمانيا، وامبريال كوليدج المدعوم من قبل وكالة الفضاء البريطانية، ومختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا الفضائية. في تلك الرحلة البحثية. وتعتبر إنسايت هي أول مهمة إلى كوكب آخر تنطلق من قاعدة فاندنبرغ الجوية؛ حيث إن البعثات السابقة عادة ما تنطلق من مركز كينيدي للفضاء التابع لوكالة ناسا الفضائية. وسوف تستغرق مهمة إنسايت لدراسة التركيب الداخلي للمريخ مدة قدرها 24 شهرًا، وهو ما يعادل سنة على سطح كوكب المريخ. وضم فريق إنسايت علماء ومهندسين في تخصصات متعددة من دول مختلفة مثل أمريكا، وفرنسا، وألمانيا، وبلجيكا، والنمسا، وكندا، وبولندا، وإنجلترا. ومما يزيد الاهتمام بدراسة تركيب وتكوين سطح كوكب المريخ هو سعي وكالة ناسا الفضائية لعمل رحلة إلى كوكب المريخ تتضمن إرسال البشر إلى الكوكب الأحمر، وهو الهدف الأسمى من الاهتمام بدراسة كوكب المريخ. وستتم المتابعة والتحكم في المركبة الفضائية إنسايت بواسطة شبكة الفضاء التابعة لوكالة ناسا الفضائية من على سطح الأرض.
4732
| 28 نوفمبر 2018
يظن الكثير من الناس أنه لا يوجد في الكون نجوم أخرى تدور حولها كواكب مثل الشمس، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ، لأنه يوجد العديد من النجوم يدور حولها كواكب كالتي تدور حول الشمس داخل مجموعتنا الشمسية، وبحسب الدراسات الفلكية الحديثة بواسطة وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" فإنه يوجد داخل المجرة التي نعيش فيها "مجرة درب التبانة" أكثر من 2500 نجم تدور حولها كواكب، مُشَكَّلةً بذلك مجموعة مثل مجموعتنا الشمسية. إن الشمس هي أحد نجوم مجرة درب التبانة، والتي تحتوي على أكثر من 200 مليار نجم مختلفة عن بعضها في الخصائص الفيزيائية؛ حيث تقع الشمس والمجموعة الشمسية على الذراع الخارجي للمجرة. تتكون مجموعتنا الشمسية من الشمس والتي تعتبر بمثابة الأم، ويدور حول الأم ثمانية كواكب مع الأقمار التي تتبع كل كواكب، وقد صنف العلماء تلك الكواكب إلى صنفين: أولهما الكواكب الداخلية أو الصخرية، وهي عطارد، والزهرة، والأرض، والمريخ، وثانيهما هي مجموعة الكواكب الخارجية أو الغازية، وهي المشترى، وزحل، وأورانوس، ونبتون، ويفصل بين كوكبي المريخ والمشترى منطقة تُعرف بحزام الكويكبات، ويدور حول ستة من كواكب مجموعتنا الشمسية أقمار متفاوتة في الحجم والكتلة تُقدر بنحو 163 قمرًا. تختلف الخصائص الفيزيائية لكل كوكب من الكواكب الثمانية عن الآخر، ولكنها جميعًا تدور حول الشمس في مدارات بيضاوية الشكل (إهليجية)، حيث تتفاوت المدة التي يحتاجها كل كوكب ليُكمل دورة واحدة حول الشمس، فنجد أن أقل مدة هي لكوكب عطارد والذي يحتاج إلى 88 يومًا ليُنهي دورة كاملة حول الشمس، فيما تحتاج الأرض سنة كاملة لتُكمل دورة حول الشمس، وتزداد تلك المدة من كواكب لآخر؛ حيث تكون أقصى مدة لكوكب نبتون، والذي يحتاج إلى 164.8 سنة أرضية ليُتم دورة واحدة حول الشمس. وجميع الكواكب تدور بطريقتين: أولاهما حول محورها، والثانية حول الشمس؛ حيث إن جميع الكواكب تدور حول محورها من جهة الغرب إلى الشرق ما عدا كوكبي الزهرة وأورانوس فيدوران حول محوريهما من الشرق إلى الغرب، كما أن جميع كواكب نظامنا الشمسي تدور حول محورها في أزمنة مختلفة أيضًا، وأسرع الكواكب دورانًا حول محوره هو كوكب المشترى، والذي يحتاج إلى 10 ساعات تقريبًا ليتم دورة كاملة حول محوره، أما أبطأ الكواكب دورانًا حول محوره فهو كوكب الزهرة، والذي يحتاج إلى 5832.5 يومًا ليُكمل دورة حول محوره. وهناك العديد من الظواهر الفلكية التي تحدث داخل مجموعتنا الشمسية مثل ظاهرة العبور أمام قرص الشمس وهي تحدث لكوكبي عطارد والزهرة فقط؛ وذلك لوقوع مدارهما حول الشمس داخل مدار الأرض، وكذلك ظاهرة الاقتران والتي تحدث لجميع كواكب مجموعتنا الشمسية، وهي تحدث حينما يكون مركز الكوكب على خط استقامة واحد مع مركزي الشمس والأرض، وهو نوعان: اقتران خارجي، ويحدث لجميع الكواكب، واقتران داخلي، ويحدث لكوكبي عطارد والزهرة فقط. لماذا غادر بلوتو المجموعة الشمسية؟؟ في أغسطس 2006 م اجتمع نحو ثلاثة آلاف عالم وفلكي من مختلف دول العالم في مؤتمر الاتحاد الدولي الفلكي الذي أقيم في مدينة براغ بدولة التشيك، وخلال هذا الاجتماع وافق علماء الفلك على تعديل اقترحته الهيئة التنفيذية للاتحاد الدولي لعلوم الفلك، والذي يقضي بتقسيم الكواكب إلى نوعين: كواكب كلاسيكية، وكواكب أقزام، وبعد هذا التعديل فإن كوكب بلوتو الذي اكتشف عام 1930م بواسطة الفلكي الأمريكي كلابد تومبا تم تصنيفه على أنه أحد الكواكب الأقزام، وبهذا غادر بلوتو المجموعة الشمسية بعد حوالي 76 عامًا من اكتشافه، لتصبح مجموعتنا الشمسية ثمانية كواكب فقط بدلاً من تسعة كواكب.
15480
| 10 يونيو 2018
تتحرك الأرض وكل كواكب مجموعتنا الشمسية حركتان هما: حركتها حول محورها، وحركتها حول الشمس، أما حركة الأرض حول محورها: ففيها تتحرك الأرض حول محورها من اتجاه الغرب إلى الشرق، وتكمل دورتها حول محورها مرة كل 24 ساعة تقريبًا، وينتج عن تلك الحركة تعاقب الليل والنهار. وبالنسبة لحركتها حول الشمس: فهي تدور في مدار إهليجي (قطع ناقص) حول النجم الأم (الشمس)؛ حيث تكمل دورة كاملة كل سنة شمسية (365.25 يوم تقريبًا) بسرعة قدرها 29.8 كم في الثانية، وينتج عن تلك الحركة تعاقب الفصول الفلكية الأربعة. تحدث الفصول الفلكية الأربعة (الشتاء، الربيع، الصيف، الخريف) نتيجة لدوران الأرض حول الشمس مرة واحدة كل عام تقريبًا، بالإضافة إلى ميل محورها على مستوى مدارها حول الشمس بزاوية قدرها 23.5 درجة. وفيما يلي نتعرف على موعد بداية كل فصل فلكي وموضع الشمس خلال الفصول الأربعة. بداية يحدث الانقلاب الشتوي يوم 22 من شهر ديسمبر في كل عام؛ حيث تكون أشعة الشمس في هذا اليوم متعامدة تمامًا على مدار الجدي عند خط عرض 23.5 درجة جنوبًا، وفي هذا اليوم يكون طول النهار أقصر يوم خلال العام، بينما يكون طول الليل أكبر ما يمكن على نصف الكرة الشمالي، بينما يكون الوضع معاكسًا على نصف الكرة الجنوبي. ثم يأتي بعد انتهاء فصل الشتاء الاعتدال الربيعي، فبعد يوم الانقلاب الشتوي تستمر الشمس في حركتها الظاهرية باتجاه الشمال حتى تتعامد تمامًا على خط الاستواء في يوم 21 مارس من كل عام، وهو يوم الاعتدال الربيعي، وفيه يكون طول الليل والنهار متساويان تقريبًا على الكرة الأرضية. ويأتي الانقلاب الصيفي بعد انتهاء فصل الربيع، حيث إن الشمس بعد تعامدها على خط الاستواء في يوم الاعتدال تستمر في حركتها الظاهرية باتجاه الشمال حتى تصبح أشعة الشمس عمودية تمامًا على مدار السرطان عند خط عرض 23.5 درجة شمالاً في يوم 21 يونيو من كل عام، وفي هذا اليوم يكون النهار أطول يوم خلال العام، بينما يكون الليل أقصر ما يكون على نصف الكره الشمالي، ويكون الوضع معاكسًا على نصف الكرة الجنوبي. وأخيرًا، يأتي الاعتدال الخريفي، فبعد يوم الانقلاب الصيفي تعود الشمس في حركتها الظاهرية باتجاه الجنوب مرة أخرى حتى تتعامد مرة أخرى على خط الاستواء في يوم 23 من سبتمبر من كل عام، وهو يوم الاعتدال الخريفي، وفيه يتساوى طول الليل والنهار تقريبًا على جميع الأماكن على الكره الأرضية. وهناك تطبيقات فلكية يمكن الاستفادة بها من خلال التغيرات الفصلية، منها تحديد نقطتي الشرق والغرب تمامًا بكل دقة مع وقت شروق وغروب الشمس في يومي الاعتدالين الربيعي والخريفي، بالإضافة إلى معرفة التغيرات المناخية خلال كل فصل من تلك الفصول الفلكية الأربعة.
82940
| 08 يونيو 2018
علم الفلك من أقدم وأهم العلوم التي عرفها الإنسان منذ القدم، فقد لعب علم الفلك دورًا أساسيًا في حياة البشرية؛ حيث كانت اهميته مسجلة تاريخيا عند كل الحضارات القديمة في بابل ومصر وغيرها من حضارات العالم القديم، ولذا اعتمد الإنسان على الفلك في شتى مناحي الحياة المختلفة من معرفة وتحديد الوقت، ومواسم الزراعة، والتغيرات المناخية، وتحديد الاتجاهات في السفر والسير في الصحراء، وقد حرص الإنسان منذ القدم على تَعَلُم علم الفلك لكي يستطيع مواكبة متطلبات الحياة. فعلم الفلك يهتم بدراسة كل ما يتعلق بالكون ونشأته، وحركات الأجرام السماوية التى يعتمد عليها الإنسان بشكل أساسي في معرفة الأيام والسنين، ودراسة المركبات الفيزيائية والكيميائية للنجوم والكواكب حولنا من خلال الرصد الطيفي لتلك النجوم والأجرام السماوية التي تدور حولنا، وقد مر علم الفلك كغيره من العلوم بمراحل مختلفة عبر العصور والأزمان أدت إلى تطوره وتغير العديد من المفاهيم الفلكية الخاطئة. ويرى فريق من العلماء أن الفلك نشأ كعلم في الحضارة البابلية في بلاد ما بين النهرين، بينما يرى فريق آخر أن علم الفلك نشأ في بلاد النيل ونحديدًا في مصر. بدأ علم الفلك منذ عصر ما قبل التاريخ بتتبع حركات النجوم والكواكب في دورات منظمة؛ حيث كان الإنسان الأول يشغل تفكيره بالحركة الظاهرية المتكررة للشمس والقمر، واستطاع من خلالها عمل تقاويم تؤرخ له الأحداث في حياته، وقام الإنسان الأول كذلك إلى تقسيم النجوم التي يراها إلى مجموعات نجمية لكي يهتدي بها في أسفاره ليلاً، ومن خلال ملاحظة أزمنة مطالع النجوم ومراقبتها عامًا إثر عام، ومن خلال مراقبة حركة الشمس، وتتبع ذلك كله في الزمان والمكان توصلوا إلى الاستدلال بهذه المنازل لمعرفة التغيرات للفصول الفلكية الأربعة التي يُعْتَمد عليها في معرفة مواسم الزراعة والطقس. تطور علم الفلك بعد ذلك تطورًا سريعًا، وذلك بالإستعانة بالآلات الفلكية البسيطة، ثم بناء المراصد الفلكية التي استخدمت في رصد الظواهر الفلكية المختلفة من كسوفات شمسية وخسوفات قمرية، ورصد النجوم، وفي العصر الحديث واكب علم الفلك التطور الهائل في التكنولوجيا الحديثة؛ حيث قام علماء الفلك حديثًا باستخدام التكنولوجيا الحديثة من برمجيات وآلات للإنطلاق إلى الفضاء الخارجي لدراسته ورصد الكون من حولنا، وذلك من خلال اطلاق مركبات فضائية يتحكم فيها العلماء من على سطح الأرض، كما استطاع إطلاق مراصد فضائية يستخدمها في رصد حركة العديد من الظواهر الشمسية مثل العواصف الشمسية، والتي لها تأثير مباشر على الأرض، وذلك قبل وصول تلك العواصف إلى الأرض بأيام حتى يتخذ الاحتياطيات اللازمة لذلك.
42930
| 03 يونيو 2018
هل يمكن أن نتخيل قدوم الصباح بدون شمس تشرق؟... ما الذي تشعر به إذا استيقظت من نومك ولم تجد أشعة الشمس حول نافذتك؟.... ماذا لو اختفت الشمس؟.... هل تستمر الحياة على كوكب الأرض؟ الشمس هي كرة غازية ملتهبة، تصل درجة الحرارة في باطنها إلى ثلاثة عشر مليون درجة مئوية، في حين تبلغ حرارة سطحها ستة آلاف درجة تقريبًا، وهي التي تمدنا بالضوء والحرارة بشكل يومي؛ حيث يستغرق ضؤوها ثمان دقائق ليقطع المسافة بين الشمس والأرض، والتي تبلغ 150 مليون كيلومتر تقريبًا. الشمس نجم مثل بقية النجوم الأخرى في الكون، وهي أحد نجوم مجرة درب التبانة؛ حيث تقع الشمس ومجموعتنا الشمسية على الذراع الخارجي للمجرة، والشمس نجم متوسط الكتلة والكثافة والحجم، ويقدر العلماء العمر المتبقي للشمس بخمس مليارات سنة تقريبًا، وهي الآن في منتصف عمرها، وتمثل الشمس حوالي 99% من كتلة مجموعتنا الشمسية، ويعتبر غاز الهيدروجين هو المكون الرئيسي للشمس حيث يمثل ثلاثة أرباع كتلة الشمس تقريبًا، في حين يمثل الهيليوم 24% تقريبًا من الكتلة الكلية للشمس، وتأتي العناصر الأخري لتمثل 1% من كتلتها تقريبًا. تتكون الشمس من طبقات متفاوتة في خصائصها ومواصفاتها، يحتوي باطن الشمس على ثلاث طبقات تسمى بالطبقات الداخلية للشمس وهي النواة، منطقة الإشعاع، ومنطقة الحمل، في حين يتكون الغلاف الجوي الشمسي من ثلاث طبقات أيضًا يطلق عليها الطبقات الخارجية للشمس وهي السطح المرئي (الفوتوسفير)، الطبقة الملونة (الكروموسفير)، والهالة الشمسية (الكورونا)، وتمكننا الطبقة المرئية من دراسة النشاط الشمسي وتأثيرة على سطح الأرض من حيث المناخ، والتكنولوجيا الحديثة. والشمس تشرق كل صباح فتنشر أشعتها داخل مجموعتنا الشمسية، ولذلك فهي مصدر الحياة بالنسبة لسكان الكرة الأرضية؛ حيث تمدهم بالطاقة والضوء ليتسنى لهم الحياة على هذا الكوكب، ومن هنا بدأ الإنسان يفكر كيف يستفيد من اشعة الشمس التي تصل إلينا بشكل يومي، فبدأ يُفكر في الحصول على الطاقة الجديدة والمتجددة كأحد الموارد التي يحتاج إليها، وبدأ يستخدم الطاقة الشمسية في إنارة المنازل، وتشغيل المصانع، بل تطور فكره لكي يخزن تلك الطاقة ليستخدمها ليلاً بعد غروب الشمس، وبدأ العلماء يطورون أفكارهم لإيجاد طرق جديدة للحصول على الطاقة الشمسية واستغلالها على الوجه الأمثل. فبدون الشمس تنعدم الحياة على كوكب الأرض، ويعيش الناس في ظلام دامس، لأن حياتنا تعتمد على ضوء وحرارة الشمس بشكل كلي.
21838
| 31 مايو 2018
قد يعتقد البعض إن علم الفلك لا علاقة له ولا دور في تحديد مواقيت العبادات الدينية، وهو اعتقاد خاطئ بالكلية، لأن علم الفلك من العلوم اللصيقة بالعبادات، فعلم الفلك له تخصصات مختلفة، أحد تلك التخصصات هو الفلك الشرعي. فعلم الفلك الشرعي الذي يقوم بدراسته وتطويره علماء الفلك المسلمين، وبمشاركة علماء الشرع يهدف لتسهيل معرفة وتحديد مواقيت العبادات الدينية على المسلمين، ذلك أن مسألة تحديد مواقيت العبادات ترتبط بجانب شرعي من حيث تحديد العلامات والأوصاف التي تدل على دخول الوقت، كما ترتبط بجانب فلكي حسابي من حيث تحويل العلامات التي حددها علماء الشرع إلى معادلات رياضية نستطيع من خلالها تحديد موعد العبادات الدينية بكل سهولة ويسر. ولأهمية حساب التوقيت والتقويم في الإسلام نجد أن الله عزوجل ذكره في مواضع عديدة في القرآن الكريم، فقد قال تعالى في سورة يونس: "هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نورًا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب" فمن يستطيع تحديد منازل القمر وبكل دقة؟، وفي موضع آخر يقول تعالى في سورة الإسراء: "وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب"، فمن يستطيع تحديد عدد السنين ويحسبها؟. وحينما ننظر إلى أركان الإسلام الخمسة-وعليها يقوم الدين الحنيف-نجد أن أربعة منها تعتمد على الوقت والتقويم الذي يحدده علماء الفلك الشرعي، فنجد الحاجة ملحة لدور الفلك في تحديد مواقيت ثاني الأركان وهو الصلاة، أليس للحساب الفلكي دور وجهد في تحديد مواقيت الصلاة بدقة بالغة!! أليس الحساب الفلكي هو الذي يحدد لنا اتجاه القبلة الذي هو شرط صحة الصلاة!!، ثم يأتي بعد ذلك ثالث الأركان وهو الزكاة، أليس شرط وجوب إيتاء الزكاة مرور الحول!!، والحول هو عام هجري وليس ميلادي، وعلماء الفلك هم من يحدد هذا العام الهجري، ثم رابع الأركان وهو الصوم، أليس علم الفك هو الذي يقوم بتحديد موعد ميلاد هلال شهر رمضان لبدءالصيام، وكذلك هو الذي يحدد موعد ميلاد هلال شوال لينتهي الصيام، ثم يأتي آخر الأركان الخمسة وهو الحج، أليس لعلم الفلك دور في تحديد بداية شهر (ذو الحجة) ومعرفة بدايته الصحيحة!! فبتحديد البداية الصحيحة لشهر ذو الحجة تؤدَّى مناسك الحج في ميقاتها الشرعي الذي حدده رب العالمين. من أجل تلك الأمور المترابطة بين علم الفلك وتحديد موعد العبادات الدينية نجد أن الكليات الشرعية كانت تُدرس علم الفلك الشرعي لطلابها قديمًا، حتى يصبح الطالب على دراية بعلم الفلك الشرعي. وذلك ليتفهم بعدم امكانية استغناء العبادات وأدائها الصحيح عن علم الفلك. من خلال تلك المقتطفات السريعة يتبين لنا أن الكثير من العبادات الدينية تعتمد على علم الفلك كمصدر ومرجع لتحديد وقتها وبدقة عالية، فالعلامات والظواهر الفلكية التي بها يتحدد وقت كل صلاة أو دخول الشهر الهجري يحددها علماء الشريعة، ثم يأتي دور علماء الفلك في تحويل تلك العلامات وتلك الظواهر الفلكية إلى معادلات نستطيع من خلالها معرفة وقت الصلاة بالنظر إلى الساعة فقط، ودون أدنى مشقة أوعناء.
9885
| 30 مايو 2018
لعب العلماء المسلمون دورًا رائدًا وأساسيًا في تطور العلوم المختلفة؛ حيث كانت إسهاماتهم مميزة؛ لأنهم استخدموا نهجًا مغايرًا لغيرهم من السابقين في تطور تلك العلوم، ومن بينها علم الفلك، فحرصوا على تطوير الآلات التي تُستخدم في الأرصاد الفلكية، فحققوا نتائج أفضل من سابقيهم، وقد ذكر حاجي خليفة في كتابه "كشف الظنون" عددًا من الأجهزة الفلكية، فقال: "إن علم الآلات الرصدية هو فرع من فروع علم الهيئة (يقصد علم الفلك)، وهو علم يتعرف منه كيفية تصنيع الآلات الرصدية قبل الشروع بالرصد، فإن الرصد لا يتم إلا بآلات كثيرة". نشط علم الفلك في الحضارة الإسلامية في عدة مراحل، ولعل الاهتمام برصد ومتابعة الأهِلَّة لتحديد مواعيد الأشهر الهجرية كان بداية للاهتمام بعلم الفلك عند المسلمين، فقد حرص العلماء المسلمون على بناء مراصد فلكية عديدة في مناطق مختلفة من الدولة الإسلامية مثل بغداد، والقاهرة، وقرطبة، وسمرقند، والرقة وغيرها، واكتسبت تلك المراصد شهرة فائقة امتد أثرها مئات السنين وكانت نتائج أبحاثها مرجعًا لعلماء الفلك قديمًا وحديثًا، ولقد حصل علماء الفلك المسلمون على نتائج أكثر دقة من تلك التي حصل عليها علماء الفلك اليونايون، والفرس، والهنود؛ وذلك لأن العلماء المسلمين اعتمدوا الأرصاد التي قاموا بها، ثم اعتمد بعد ذلك علماء أوروبا مثل كبلر وكوبرينكس وغيرهما على تلك النتائج إبان النهضة الأوروبية؛ ولهذا فقد أضاف علماء الفلك المسلمون إضافات ذات أثر واسع في علم الفلك، فاستطاعوا تحويل علم الفلك من المجال النظري إلى مجال التجارب العملية، وهذا ساعدهم على محاربة خرافات التنجيم. لقد برع العديد من العلماء المسلمين في تطوير العديد من الأجهزة الفلكية المستخدمة في الرصد، فنجد أن البنتاني اشتهر برصد الأجرام السماوية والكواكب على الرغم من عدم توافر الآلات الفلكية مثل التي تُستخدم حاليًا، فقد تمكن من جمع أرصاد مازالت محل إعجاب وتقدير علماء الفلك في العصر الحديث، وقام ابن يونس باختراع (البندول) في القرن العاشر الميلادي واستعمله لقياس الزمن، وقام ابن الهيثم بدراسة ظواهر انكسار الضوء وانعكاسه بشكل مفصل، وخالف الآراء القديمة كنظريات بطليموس، فنفى أن الرؤية تتم بواسطة أشعة تنبعث من العين، كما أسس لعلم العدسات البصرية، والتي كانت مدخل لصناعة الكاميرا. لم تقف جهود العلماء المسلمين عند هذا الحد، بل قاموا بقياس محيط الكرة الأرضية بكل دقة، وذلك في عهد الخليفة العباسي المأمون، وقام العالم الفلكي أبو الريحان البيروني بوضع معادلة رياضية لحساب محيط الأرض، وهي تُستخدم حتى وقتنا الحاضر، وتُعرف عند علماء الغرب بقاعدة البيروني لحساب نصف قطر الأرض. وقام كذلك علماء الفلك المسلمين باكتشاف النجوم وتقسيمها إلى مجموعات نجمية، حيث قاموا بتسمية تلك النجوم بأسماء عربية لا تزال تحمل هذه الأسماء العربية حتى الوقت الحاضر مثل: سُهيل، والجوزاء، والدب الأكبر، والدب الأصغر، والنسر الطائر، وغيرها العديد من الأسماء العربية. كل هذه الجهود والتطورات ما هي إلا جزء بسيط مما قام به وقدمه علماء الفلك المسلمين في تطور وتقدم علم الفلك الذي نستطيع أن نرى أثره في وقتنا الحاضر.
162075
| 19 مايو 2018
هل هناك فائدة للتقاويم؟ ... ماذا لو لم توجد التقاويم؟؟ .... هل كنا نستطيع ترتيب أمور حياتنا بدون التقاويم؟؟ .... هل كنا نستطيع تأريخ الأحداث اليومية في حياتنا بدون التقاويم؟؟ بدايةً التقاويم تعني إخضاع الزمن للقياس، وهي عبارة عن جداول تحوي الأيام والأسابيع والشهور، وكذلك تحتوي على مواعيد شروق وغروب الشمس، وتحتوي على أيام الأعياد والمناسبات، إضافة إلى أن التقاويم في الدول الإسلامية تحتوي على مواقيت الصلاة لكل يوم. وقد ظهرت قديمًا أنواع كثيرة للتقاويم مثل التقويم الجريجوري (الميلادي)، والتقويم الهجري، والتقويم الروماني، والتقويم القبطي، والتقويم الفارسي، والتقويم الصيني، والتقويم الإغريقي، والتقويم اليولياني، وكل نوع من هذه التقاويم يعتمد على ظهور جِرم سماوي لتحديد بدايات ونهايات تلك التقاويم، وهذه التقاويم ظهرت في فترات متفاوتة عبر العصور المختلفة؛ حيث كانت كل حضارة تستخدم تقويمًا خاصًا بها. وكل هذه التقاويم وإن اختلفت عن بعضها البعض إلا أنه يمكن إجمالها في نوعين رئيسيين هما: التقويم الشمسي الذي يعتمد على حركة الأرض في مدارها حول الشمس، والتقويم القمري الذي يعتمد على حركة القمر في مداره حول الأرض، ويوجد نوع آخر يُعرف بالتقويم الشمسي القمري، وهو تقويم يعتمد على حركة القمر في تحديد الأشهر، بينما يعتمد على حركة الشمس في تحديد السنوات، ويُضاف فيه شهرًا كاملًا كل ثلاث سنوات، بمعني أن كل ثلاث سنوات تكون عدد أشهر السنة الرابعة ثلاث عشرة شهرًا. ويعتبر كل من التقويم الهجري، والتقويم الجريجوري أو الميلادي هما الأكثر استخدامًا في الحياة المدنية والأمور الشرعية. ظهر التقويم الهجري عام 17هـ عندما أرسل عمر بن الخطاب كتابًا إلى أبي موسى الأشعري في البصرة، وذكر في كتابه شهر شعبان فرد أبو موسى لا ندري أهو شعبان الذي نحن فيه أم شعبان الماضي، فجمع سيدنا عمر بن الخطاب كبار الصحابة وتشاورا في الأمر واتفقوا على وضع تأريخ يؤرخ للمسلمين واتفقوا على أن تكون الهجرة هي بدايته. ويعتمد التقويم الهجري على حركة القمر في مداره حول الأرض؛ حيث إن القمر يُكمل دورة كاملة حول الأرض كل 29.53 يوم وهو طول الشهر الهجري، والسنة الهجرية تتكون من 12 شهرًا هجريًا وطول السنة الهجرية يساوي 354.367 يوم، وهي تنقسم إلى سنة هجرية بسيطة ويكون عدد أيامها 354 يوم وسنة هجرية كبيسة ويكون عدد ايامها 355 يوم. ومن ايجابيات التقويم الهجري أنه إذا حدث خطأ في شهر يعدل في الشهر التالي مباشرة، إضافة إلى أن عبادات المسلمين تتغير مع تغير الفصول الفلكية، فمرة نصوم في الصيف وأخرى نصوم في الشتاء، وكذلك الحج.......وهكذا. أما التقويم الجريجوري أو الميلادي فهو تعديل للتقويم اليولياني؛ حيث صار العمل به حتى عام 1582م، حتى لوحظ في هذا العام أن الاعتدال الربيعي جاء في 11 مارس أي قبل موعده بـ 10 أيام؛ لذلك كلف البابا جريجوري الثالث عشر الفلكي كرستوفر كلافيوس تصحيح الأخطاء التي وقعت في التقويم اليولياني، وعمل كرستوفر على تصحيح الخطأ باستقطاع الأيام العشرة حتى يأتي الربيع في موعده 21 مارس، إضافة إلى أنه قام باستقطاع ثلاثة أيام كل 400 سنة وذلك بجعل السنة المئوية (1800، 1700......) التي لا تقبل القسمة على 400 سنة بسيطة حتى لا يتكرر الخطأ مرة أخرى، وبذلك تم عمل تقويم جديد سُميَّ بالتقويم الميلادي (الجريجوري)، وهو التقويم الأكثر استتخدامًا في العصر الحديث، وقد بادرت بعض الدول بعد هذا االتعديل باستخدام التقويم الجديد مثل فرنسا وأسبانيا والبرتغال، ثم تبعتها دول أخرى مثل انجلترا، واليابان، والصين، وأصبح التقويم الميلادي يعتمد على حركة الأرض في مدارها حول الشمس، وفيه السنوات البسيطة تكون 365 يومًا، بينما السنوات الكبيسة 366 يومًا. وللتقاويم أهمية عُظمى في تحديد العبادات والشعائر الدينية، إضافة إلى أهميته القصوى في حياتنا المدنية، فبدونه لا نستطيع تأريخ الأحداث والمناسبات اليومية والسنوية، وكذلك المواعيد المختلفة والتي لها أهمية في أمورنا من اجتماعات، وسفر.....الخ.
16582
| 18 مايو 2018
مساحة إعلانية
في ظل التحديات الاقتصادية، غالبًا ما تُعزى خسائر...
1464
| 01 سبتمبر 2025
التوطين أو التقطير ليس مجرد رقم أو نسبة...
1233
| 02 سبتمبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه المتغيرات ويُعاد فيه تعريف...
1017
| 01 سبتمبر 2025
في السنوات الأخيرة، غَصَّت الساحة التدريبية بأسماء وشعارات...
864
| 04 سبتمبر 2025
على رمالها وسواحلها الهادئة كهدوء أهلها الطيبين حيث...
783
| 08 سبتمبر 2025
في المقال السابق أشرنا إلى حاجة تركيا للعالم...
669
| 01 سبتمبر 2025
الزواج رابطة شرعية مقدسة بين الرجل والمرأة على...
612
| 01 سبتمبر 2025
يعتبر القرار الذي أصدره حضرة صاحب السمو الشيخ...
603
| 02 سبتمبر 2025
عندما تدار الوظيفة بعقلية التسلط وفرض الأمر الواقع،...
579
| 04 سبتمبر 2025
تم إنشاء فكرة الإسكان الحكومي للمواطنين بهدف الدعم...
579
| 07 سبتمبر 2025
كلما وقعت كارثة طبيعية في أي مكان من...
486
| 03 سبتمبر 2025
غالبية الكتب الفكرية والأدبية والاجتماعية مثل الناس، منها...
480
| 05 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية